تعهد دونالد ترامب الرئيس الـ 45 للولايات المتحدة، بعيد ادائه اليمين، وضع الولايات المتحدة على طريق حقبة جديدة مبنية على “رؤية جديدة” ترفض العلاقات القديمة بين الطبقة السياسية التقليدية من الحزبين الجمهوري والديموقراطي في واشنطن والشعب الاميركي، واقامة علاقات مختلفة بين أميركا والعالم الخارجي مبنية على مبدأ ” أميركا أولاً” من طريق اعتماد اجراءات حماية اقتصادية، وبناء تحالفات جديدة . وقال ترامب في خطاب تنصيبه الذي كان مقتضباً وخارجاً عن المألوف ان ادارته سوف ” تعزز الاحلاف القديمة وتنشئ احلاف جديدة” في اشارة ضمنية الى حلف شمال الاطلسي وربما الى ميله الى اقامة علاقات أشد وثوقاً مع روسيا.
النهار
دونالد ترامب الرئيس الـ45 لـ”أميركا أولاً “
تعهد دونالد ترامب الرئيس الـ 45 للولايات المتحدة، بعيد ادائه اليمين، وضع الولايات المتحدة على طريق حقبة جديدة مبنية على “رؤية جديدة” ترفض العلاقات القديمة بين الطبقة السياسية التقليدية من الحزبين الجمهوري والديموقراطي في واشنطن والشعب الاميركي، واقامة علاقات مختلفة بين أميركا والعالم الخارجي مبنية على مبدأ ” أميركا أولاً” من طريق اعتماد اجراءات حماية اقتصادية، وبناء تحالفات جديدة .
الانتفاضة البقاعية تصاعدت عبثا!
مع ان قضية خطف المواطن سعد ريشا واصطدام المساعي لتحريره بالاخفاق ظللت معظم الاهتمامات الرسمية أمس في ظل الصورة الامنية القاتمة التي رسمتها ممارسات عصابات الخطف متحدية كل الاجهزة، بدأ الغموض الذي يغلف استحقاق بت قانون الانتخاب يشكل واقعاً ضاغطاً بقوة على مجمل المشهد السياسي الداخلي. ذلك انه قبل نحو شهر من بدء سريان المهل التنفيذية لقانون الستين النافذ اتسعت على نحو كبير الهوة بين التقديرات والمواقف السياسية المتناقضة حيال فرص التوصل الى قانون جديد للانتخاب الذي لا يزال طرفا “تفاهم معراب ” اي “التيار الوطني الحر” وحزب “القوات اللبنانية ” يشددان على امكان التوصل اليه في حين تختلف التقديرات لدى افرقاء آخرين باتوا يتصرفون على قاعدة ان قانون الستين سيحكم امرا واقعا يفضي الى اجراء الانتخابات على أساسه. وعكس اللقاء الذي جمع أمس رئيس مجلس النواب نبيه بري ووزير الداخلية نهاد المشنوق اجواء متشائمة بفرص التوصل الى قانون جديد، اذ علمت “النهار” ان بري طلب من المشنوق القيام بالاستعدادات المطلوبة منه “وكأن الاستحقاق سيحصل غدا ولو على قانون الستين بكل اسف وتعتير”. واعتبر بري ان الاجراءات التي تقوم بها وزارة الداخلية طبيعية “من دون اسقاط الامل في التوصل الى قانون جديد ولو بنسبة ضئيلة “من غير ان يخفي تشاؤمه ذلك، علما انه سيلتقي اليوم وفد “اللقاء الديموقراطي” للاطلاع على موقفه من قانون الانتخاب.
«الفاشية الجديدة» في البيت الأبيض
كثيرة هي الإحالات في خطاب دونالد ترامب إلى قاموس الفاشية: «زعيم» يعيد السلطة إلى شعب «يعاني» اقتصادياً، وإلى طبقة وسطى «انتُزعت ثروتها» بسبب انفتاح البلاد، وهو زعيم أيضاً يدعو إلى نسيان ما مضى والنظر «إلى المستقبل» الذي سيتميّز بأنّ «الوطنيين (على فروقاتهم) سيبذلون الدم الأحمر نفسه». تنقص عناصر عديدة للحديث عن فاشية، لكن قد يسمح هكذا خطاب بالحديث عن «فاشية جديدة» تتفاعل في مختبرات المجتمعات الغربية، ولن يعرف أحد إلى أين ستقود… فلننتظر أيام عهد ترامب
هل فعلاً تطوي الولايات المتحدة صفحة، وتفتح على أخرى أكثر قتامة؟ السؤال الذي طُرح للمرة الأولى، غداة انتخاب دونالد ترامب رئيساً، تكرّر أمس بعد تنصيبه الرسمي. والشهران اللذان فصلا بين المرة الأولى والثانية، لم يكونا كافيين لإعطاء إجابة واضحة عن التساؤل؛ فبعدما حفلا بالتكهّن، جاء خطاب التنصيب ليزيد من منسوب الحيرة، خصوصاً لدى خصوم ترامب، الذين توقعوا هفوات ومواقف مثيرة للجدل لم تصدر عنه هذه المرة. وربما أصيب هؤلاء بخيبة أمل، بعدما تمكّن من إلباس خطابه الشعبوي ثوباً رسمياً، من دون أن يزيل عنه بعض «الشوائب» التي قد تعكسها فجاجته وحدّته المعهودتان. سعى الرئيس الأميركي الـ45 إلى الخروج عن النص المعتاد، منذ بداية كلامه إلى آخره. فقرّر في الفقرة الأولى إعادة السلطة إلى الشعب.
وقال: «مراسم اليوم لها معنى خاص للغاية، لأننا لا نقوم بمجرد نقل السلطة من إدارة إلى أخرى… بل إننا ننقل السلطة من واشنطن العاصمة ونعيدها إلى الشعب الأميركي». وواصل في هذا المسار، فتمحور خطابه حول أربع كلمات مفتاحية هي: وظائف، ازدهار، وطنية، حدود، ليصل في أحد الأجزاء إلى العبارتين الأساسيّتين اللتين طالما روّج لهما، أي: «أميركا أولاً»، و»سنعيد أميركا عظيمة مجدداً».
تعهد بمحو الإرهاب.. وينوي إقامة دفاع صاروخي «ضد إيران وكوريا الشمالية»
ترامب رئيساً: كل شيء سيتغير
أدى دونالد جون ترامب، أمس، اليمين الدستورية رئيساً للولايات المتحدة، متعهداً في كلمته الرئاسية الأولى أن تكون رؤية عهده «أميركا فقط أولاً» في كل المجالات، وأن «كل شيء سيتغير منذ الآن». وأخذ ترامب على عاتقه «توحيد العالم المتحضر في وجه الإرهاب الإسلامي الراديكالي الذي سنمحوه تماماً عن وجه الأرض».
وأكد الرئيس الاميركي، في خطاب تنصيبه، أنه سوف يقوم بإنهاء «مجزرة» المصانع الصدئة وكذلك الجريمة في خطاب تنصيبه الذي رسم صورة قاتمة لبلد قال إنه تضرر بشدة من جراء توقف مصانع عن العمل والجريمة والعصابات والمخدرات، وألقى باللوم بشكل غير مباشر على أسلافه في البيت الأبيض بسبب سياسات أتت على حساب الأسر المطحونة.
وقال ترامب مخاطباً حشداً كبيراً تجمع في ساحة متنزه «ناشونال مول» مع توليه السلطة من الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، «بدءاً من هذا اليوم سيكون الشعار الوحيد.. أميركا أولاً».
وتسمّر الملايين حول العالم أمام شاشات التلفزة أمس لمشاهدة حفل تنصيب ترامب. وكما كان متوقعاً، شابت اليوم الطويل في واشنطن تظاهرات واحتجاجات مناهضة للرئيس الجديد واحتج نشطاء ملثمون بالشوارع وحطموا زجاج فرع لمطاعم مكدونالدز بالمطارق ومقهى لستاربكس على مقربة من البيت الأبيض.
وحملوا أعلام ولافتات الفوضويين السوداء كتب عليها «انضموا للمقاومة.. تصدوا الآن«.
ترامب الذي «التزام الدستور الأميركي وحمايته من أعداء الخارج والداخل»، ألقى خطاباً مقتضباً مقارنة بخطابات الرؤساء السابقين، إذ لم يتجاوز نص خطابه 1400 كلمة مقارنة بخطاب من 2400 كلمة ألقاه سلفه أوباما عام 2009.
وكما درجت العادة جلس الرؤساء السابقون وزوجاتهم بالقرب من منصة التنصيب، وكان حاضراً أمس الرؤساء جيمي كارتر وزوجته روزالين سميث وبيل كلينتون وهيلاري وجورج بوش الابن ولاورا وباراك وميشيل أوباما.
خطاب ترامب جاء مطابقاً تماماً لكل ما كان تفوه به خلال حملته الرئاسية ووعد به جمهوره. وبالتالي جاء مخيباً لكل من كان يأمل أنه عندما يصبح الرئيس الـ45 رسمياً سيتبنى خطاباً أكثر اعتدالاً وانفتاحاً على شريحة كبيرة من الأميركيين ترفض وصوله الى البيت الأبيض.
وجاءت نبرة ترامب في خطابه غاضبة وواثقة، مهددة ومتوعدة. فابتدأ بالكلام كفرد من الشعب قائلاً: «نحن، المواطنين الأميركيين سنتشارك في مجهود وطني عظيم من أجل إعادة بناء بلدنا واستعادة وعده لجميع أبنائه. معاً سنحدد الطريق الذي ستسلكه أميركا والعالم لسنوات عديدة مقبلة». أضاف «سنواجه تحديات ومصاعب ولكننا سننجز العمل». ثم انتقل الى تعداد ما كانت عليه أمور الأميركيين في المرحلة السابقة من سوء سواء في التربية والتعليم أو الأحوال المعيشية والوظائف، وشدد على أن «العملية الانتقالية التي تشهدها أميركا ليست من إدارة الى أخرى، أو من حزب الى آخر، إنما هي انتقال من الطغمة الحاكمة في واشنطن الى الشعب»، وتعهد بأن «جميع السياسات التي سنتخذها في الداخل والخارج ستكون في صالح أميركا أولاً«. وانتقد ترامب استغلال الدول الأخرى للجيش الأميركي في حماية حدودها ومصالحها، مشيراً الى أن «الأوان قد حان لعهدة أمن حدودنا الى جيشنا الذي استغلته الإدارات السابقة في حماية حدود الغير ونسيت حدودنا». وتعهد بمحاسبة جميع الدول التي نمت اقتصاداتها تجارياً على حساب الأميركيين، وأكد أنه سيستغل تريليونات الدولارات التي كانت تصرف في الخارج من أجل تجديد البنى التحتية الأميركية وتوفير وظائف لجميع الأميركيين وتحسين ظروفهم المعيشية أينما كانوا، وإعادة المصانع الأميركية الكبرى الى داخل الحدود الأميركية» في إشارة الى المصانع المنتشرة في الصين. وأعلن ترامب أن «عهد الكلام الفارغ والأقوال قد ولى، وأنه منذ اللحظة ابتدأ عهد الأفعال» وشدد على أن «واشنطن ستعزز تحالفاتها القديمة وتبني تحالفات جديدة».
البنـاء
ترامب يفتتح عهده باستبدال حكم العالم من واشنطن بحكومة أميركية
تركيا تبدأ تموضعها الجديد بين النفي والتأكيد… و«الأسد ضرورة»
فريقا الستين والنسبية لمنازلة مفتوحة بلا غالب ومغلوب… حتى التسوية
اليوم التاريخي الأميركي في الانتقال من عهد إلى عهد تاريخي عالمياً، بما يتخطى كون ما يحدث في أميركا عالمياً أصلاً، بما لها من تأثير وامتداد على مساحة العالم وصناعة أحداثه، فما هو تاريخي عالمياً اليوم يتمثل بالأكثر وهو إعلان الرئيس الأميركي الجديد أن شعاره هو العودة إلى الداخل الأميركي بعدما اختبرت أميركا مشروع نخبها لحكم العالم من واشنطن، واكتشفت أن كلفته فوق طاقتها وأن عائداته لا تخلو من أعراض جانبية بمرابح وهمية، كما هو حال الربيع العربي.
أميركا الجديدة ستنكفئ عن دور الشرطي الحاكم للعالم، لكن بعدائية تجاه الحلفاء والخصوم، وربما باستخفاف أشد بالمعايير الدولية في ملفات مثل التغيير المناخي والتلوّث والاحتباس الحراري لصالح تخفيف أكلاف الصناعة، وتحويل القوات المسلحة الأميركية إلى قوات مدفوعة الأجر من الراغبين بالحماية. لكنها مهما كانت الأوصاف نهاية إمبراطورية، وعودة إلى لغة القرن الثامن عشر في عهود الإمبراطوريات الأوروبية حيث الأوزان الإقليمية للدول أهم من أوزانها الدولية، فالمكسيك وكندا يصيران أولوية أميركية، مثلما أوكرانيا وسورية تصيران أولويتين روسيتين، وتصير إيران في محيطها الحيوي قوة عظمى بمثل ما هي أميركا وروسيا في مدى الجغرافيا السياسية لكل منهما.
تركيا الحائرة بين عالمية أميركا وأميركيتها تبحث عن مكان تضع فيه قدمها في الجغرافيا السياسية الإقليمية الجديدة، فتخطو خطوة وتتراجع، ثم تعيد الكرة وتوضح وتنفي وتؤكد، حتى تتبلور الصورة، وهذا ما فعله نائب رئيس الحكومة التركية محمد شيمشك من مؤتمر دافوس الاقتصادي بتمهيد الطريق لسقف حوارات أستانة، تسوية لا إمكانية لإنجازها بدون الرئيس السوري بشار الأسد، كلام يعقبه توضيح أن الموقف لم يتغير فلا تفاوض مع الرئيس السوري، لكن الوصف مجرد قراءة للمتغيرات.
أميركا تتأقلم مع المتغيرات التي أظهرها ربع قرن من حروبها الإمبراطورية، ولا تصنع هذه المتغيرات، وكذلك تركيا، وتبقى الكلمة الفصل لموازين القوى في ميادين الحروب والمواجهات، وتبقى سورية ساحتها الأهم.
لبنانياً، تقابل فيتو جماعة قانون الستين الذين تحدث بالنيابة عنهم النائب وليد جنبلاط ضد قانون يعتمد النسبية، بفيتو مشابه لمؤيدي النسبية يتقدمهم التيار الوطني الحر وحزب الله وبلسان رئيس الجمهورية على قانون الستين. ومثلما لوّح الفريق الأول بالذهاب بموقفه حتى النهاية فعل الفريق الثاني، فتحقق التعادل بالفيتو وصار خطر الفراغ النيابي ماثلاً، لتتحوّل البطاقات الحمراء صفراء تمهيداً لجولة تفاوض وأكثر، بحثاً عن تسوية لا تزال ضبابية وغامضة رغم التسليم المتبادل بأنها واجبة.
الستين – تمديد فراغ أم قانون جديد؟
بعد أن سلك المسار الحكومي طريقه رغم تعثره أمام الملفات الخلافية، وفي حين وضع قطار التشريع على السكة الصحيحة، ينصبّ اهتمام العهد على قانون الانتخاب مع إعلان وزير الداخلية نهاد المشنوق بأنه أعطى الضوء الأخضر للإدارات الرسمية للاستعداد والتحضير للعملية الانتخابية في موعدها في أيار المقبل، وفي ظلّ رفض قوى أساسية أيّ انتخابات على قانون الستين وتمسك قوى أخرى به ورجم القانون النسبي ووصفه بالإلغائي، ما هي السيناريوات المتوقعة؟ هل نحن مقبلون على تمديدٍ ثالث يجري العمل في ربع الساعة الأخير على ابتداع مسوّغات قانونية وسياسية له كما كانت الظروف الأمنية ذريعة التمديدين الأول والثاني؟ أم أننا سائرون باتجاه الفراغ النيابي؟ وما هي خيارات قوى الرفض للستين وكيف سيواجه رئيس الجمهورية هذا الواقع؟ وهل سيكون الشارع الخيار الأخير؟ وهل هناك فرصة حقيقية للتوافق على قانون جديد في ضوء ضيق المدة المتبقية؟
بحسب ما علمت «البناء» فإنّ قوى 8 آذار والتيار الوطني الحر مستمرون بتمسّكهم بقانون على أساس النسبية الكاملة دائرة واحدة، لكن تيار المستقبل مصرّ على المختلط، أما الحزب الاشتراكي فيسعى في جولاته الى تسويق القانون الأكثري مع بعض التعديلات ويجري التفاوض حالياً للبحث عن صيغة توافقية، إذا كان الأمر يسهّل الوفاق فتأخذ النسبية بعين الاعتبار، وآخر الصيغ المتداولة في الاجتماعات والاتصالات التي تحصل بشكلٍ شبه يومي هي المزاوجة بين مبدأي الأكثري والنسبي، الأكثري لضمان تمثيل الأقليات السياسية والطائفية على مستوى الأقضية كمرحلة أولى، ثم مرحلة ثانية على اساس النسبية الكاملة ولبنان دائرة واحدة».
وقالت مصادر قيادية في التيار الوطني الحر لـ«البناء» إنّ «رئيس البلاد لن يقبل بالفراغ في المجلس النيابي كما لن يسمح بالتمديد للمجلس مرة ثالثة، تحت أيّ ذريعة، ولن يمرّر الاستحقاق الانتخابي على قانون الستين الذي سيعيد التركيبة البرلمانية نفسها، بل الأفق مفتوح ومشرّع على التغيير الإيجابي ولن يقفل مجدداً بل الخيار الوحيد المتاح هو إقرار قانون جديد يؤمّن عدالة التمثيل وصحته، وأدوات الضغط التي يملكها الرئيس كثيرة: أولها دعم الشعب وإقناع الأطراف الرافضة للتغيير بضرورة تطوير النظام الانتخابي الذي هو مطلب أغلب الشعب، وأن هؤلاء لن يستطيعوا إقناع رئيس الجمهورية بالتنازل عن حق الشعب في قانون انتخاب جديد».
ولفتت المصادر الى أنّ «التيار الوطني الحر لن يوفر أي وسيلة من الوسائل الديمقراطية من ضمنها اللجوء الى الشارع لفرض قانون جديد ومقاومة شعبية ضد فرض الستين كأمر واقع»، لكنها أوضحت أنّ «التيار ليس الوحيد الذي سيخرج الى الشارع بل هناك تنسيق مع قوى حليفة أخرى فضلاً عن قوى المجتمع المدني التي ستتلاقى هذه المرة معنا في ميادين وساحات التظاهر، أما إذا استمرّ البعض بعناده ومقاومته للشعب وللتغيير، فإنهم يدفعون البلاد الى مأزق حقيقي، وبالتالي الى مؤتمر تأسيسي لأن الرئيس عون الذي لم يقبل بالفراغ في الرئاسة الأولى لن يسمح له أن يتسلل هذه المرة الى المجلس النيابي».
واعتبرت أنّ «جماهير التيار والحشود الشعبية التي زحفت الى قصر بعبدا بعد انتخاب عون، تقف وتدعم الرئيس في أي خيار يتخذه ومستعدة للنزول الى الشارع متى يطلب منها عون وقيادة التيار ذلك. والتظاهر ليس موجهاً ضدّ أحد بل دعماً لحقوق الشعب ولن يستطيع أي طرف الوقوف فى وجه عدالة التمثيل». وأضافت: «عون سيخاطب مجلس النواب بحسب صلاحياته الدستورية، إذا اقتضى الأمر ويدعوه الى إقرار قانون جديد وسيضغط في مجلس الوزراء أيضاً في هذا السياق في الجلسة المقبلة التي ستعقد في بعبدا، كما ضرب يده على الطاولة أمام السلك الدبلوماسي»، موضحة أنّ «التيار الوطني سيخسر بعض المقاعد في النسبية كما معظم القوى، لكن كلنا سنربح الوطن ونحن نتفهّم الهواجس لدى تيار المستقبل والنائب وليد جنبلاط، لكن لا يعني أن نتردّد أو نتقاعس في تحقيق الخطوات الإصلاحية التي وعدنا بها الشعب، وتفاهمنا مع المستقبل كان على الرئاسة والحكومة وبعض العناوين السياسية، لكن لم نعقد أيّ صفقة على قانون الانتخاب، بل تفاهمنا على إنجاز قانون يحقق صحة التمثيل، وبالتالي نحن مقبلون على تغيير نوعي ولن نسمح بإفشال الأحلام الإصلاحية التي رسمها سيد العهد ونتوجه الى الطرف الآخر بأن لا يضعنا أمام خيارات صعبة بين الستين أو التمديد».
واستمر النائب جنبلاط بإطلاق النار السياسية على النسبية وغرّد عبر تويتر أمس، قائلاً: «النسبية في نظام طائفي توازي المنزلة بين المنزلتين أي حالة من عدم التوازن في التمثيل والاستقرار».
لقاء نصرالله ـ فرنجية
وحضر قانون الانتخاب في لقاء الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله ورئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية الذي زار الضاحية أمس، بحضور وزير الأشغال العامة يوسف فنيانوس والمعاون السياسي للأمين العام حسين الخليل ومسؤول لجنة الارتباط والتنسيق وفيق صفا. وهي الزيارة الأولى لفرنجية في العهد الرئاسي الجديد، وتمّ البحث في الأوضاع العامة والمستجدات السياسية في لبنان والمنطقة.
وقالت مصادر مطلعة لـ«البناء» إنّ «زيارة فرنجية للسيد نصرالله هي زيارة حليف لحليف، لا سيما أنّ فرنجية كان ولا يزال «نور عين» السيد، رغم مرحلة التباين في وجهات النظر الذي حصل حول موضوع الرئاسة». مضيفة أنّ الآراء ووجهات النظر كانت متقاربة بين الطرفين في ملفات عدة، لافتة الى أنه لا يمكن الحديث أنّ اللقاء طوى مرحلة الماضي، لأنها طويت منذ فترة طويلة والتواصل لم ينقطع يوماً وزيارة فرنجية الى الضاحية أمس، كانت استكمالا لزيارة وفد حزب الله الى بنشعي عشية عيد الميلاد في كانون الأول الماضي».
وجرى نقاش في اللقاء، بحسب ما علمت «البناء» للوضع السياسي في البلد والتطورات الميدانية في سورية وآفاق الحل السياسي وأهمية عمل الحكومة وتطرّقا الى صيغ قانون الانتخاب التي يتم تداولها».
وقالت مصادر مطلعة في 8 آذار لـ«البناء» إن «الثنائي الشيعي متمسك بالنسبية الكاملة، كما الرئيس عون رغم حديثه عن قانون يتفق عليه اللبنانيون»، موضحة أن «قوى أساسية في البلد ترفض الستين في مقابل تمسك البعض به، وبالتالي لن يكتب له الحياة في الانتخابات المقبلة، وبالتالي يجري البحث في الكواليس عن قانون يتفق عليه الجميع ثم يتمّ التصويت عليه في المجلس النيابي ويتراوح بين المختلط والأكثري، والقانون النسبي على أساس 13 دائرة أو ما يُعرف بقانون حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، لكن الأمور حتى الآن غير واضحة وتحتاج الى مزيدٍ من الحوار والدرس والنقاش لكن لن يتمّ الذهاب الى المجلس بقانون مختلف عليه». ولفتت المصادر الى أنّ «القوات اللبنانية ليست بعيدة عن الموافقة على النسبية، إلا أنّ الرفض الشديد يأتي من المستقبل والاشتراكي».
وعن دور لحزب الله في المصالحة بين التيار الوطني والمردة، أوضحت المصادر أنّ تياري المردة والوطني الحر ليسا بحاجة إلى وسيط لتوفيق وجهات النظر بينهما، بل هما حليفان منذ فترة طويلة وكان خلافهما فقط حول الرئاسة، كما أنّ الوزير فرنجية موجود في الحكومة من خلال الوزير يوسف فينانوس وعلاقته مع وزراء التيار جيدة، لكن الأمور تحتاج الى وقت كي يتم ترتيب زيارة لرئيس المردة الى بعبدا للقاء الرئيس عون». بينما لفتت مصادر عونية لـ«البناء» أن رئيس الجمهورية يستوعب الجميع ولا مشكلة لديه مع فرنجية ولم يصل الخلاف حول الرئاسة حدّ العداء، وهو مستعدّ لأيّ خطوة للقاء مع فرنجية إذا كان يريح الساحة المسيحية ويشدّ عضد فريق المقاومة».
قضية المخطوف ريشا تتفاعل
وتفاعلت قضية خطف رجل الأعمال سعد ريشا أمنياً وسياسياً وشعبياً، وفي حين لم يتمّ إطلاق سراح المخطوف بعد أيام على اختطافه إلى جرود بريتال البقاعية، صعّد أهالي زحلة والبقاع تحرّكاتهم الاحتجاجية فعمدوا الى قطع طرق رئيسية في مناطق بقاعية عدة بالإطارات المشتعلة والجرافات. بينما واصل الجيش اللبناني تنفيذ حملة دهم في بريتال بحثاً عن مطلوبين لعلاقتهم بعملية الخطف.
وعلمت «البناء» أن الأجهزة الأمنية تمكنت من تحديد أسماء الخاطفين، وهم علي مهدي صالح، حسن سعيد اسماعيل ومحمد قاسم شعلان اسماعيل من بريتال ، ومن تحديد مكان الخطف وتسعى الى تحريره، إلا أن جهود الجهات التي دخلت على خط التفاوض أبرزهم موفد رئيس المجلس النيابي نبيه بري بسام طليس مستمرة بالتواصل مع الخاطفين الذين طلبوا فدية مالية كبيرة وصلت الى المليون دولار لإطلاق ريشا، لكن لم يتم حتى الآن التوصل إلى اتفاق.
وأكد رئيس الجمهورية متابعة قضية المخطوف ريشا مباشرة واستنفار كلّ القوى الأمنية لإعادته سالماً إلى عائلته. ووصف الرئيس بري خلال استقباله وزير الداخلية نهاد المشنوق في عين التينة عمليات الخطف في البقاع، وآخرها خطف المواطن سعد ريشا، بأنها خطيرة. وقال: «إنّ موضوع الخطف في البقاع بات يحتاج الى حسم من الجيش والقوى الأمنية، وأكثر المتضرّرين من هذه الأعمال هو البقاع».
صاروخ إرهابي على النبي عثمان
على صعيد أمني آخر، وفي اعتداء إرهابي جديد على الأراضي اللبنانية، أطلقت المجموعات الإرهابية في جرود عرسال صاروخاً سقط على تلة في أعالي بلدة النبي عثمان من دون وقوع إصابات.
وردّت راجمات الجيش اللبناني بإطلاق صليات من الصواريخ على دفعتين باتجاه مواقع المسلحين الإرهابيين في الجرود.
ملاحظة : يعاد نشر هذا المقال اليوم بسبب عطل تقني تسبب بمحوه عن صفحة موقع الحقول. نشر للمرة الأولى في يوم : January 21 at 9:25am
https://www.facebook.com/alhoukoul/posts/774405232715173