اللواء
الحاكم في قصر العدل: حضور هوليودي وجلسة ثانية اليوم
إطلاق صندوق المساعدات في لقاء فرنسي – سعودي اليوم.. ومطالبة أممية بإنجاز الاستحقاق لتجنب التداعيات الخطيرة
دخل الوضع المالي والنقدي مرحلة فاصلة أمس، تستكمل اليوم، مع حضور حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الى قصر العدل، والمثول امام القاضية الفرنسية اود بورزي لـ5 ساعات، حيث اجاب عبر الوسيط اللبناني قاضي التحقيق الاول في بيروت شربل ابو سمرا على 80 سؤالاً، بعضها يتعلق بعمل المصرف المركزي والآليات القانونية والرقابية التي تحكم عمله، ثم التطرق الى التحويلات المتهم بتسهيلها، على الأسئلة الفرنسية والأوروبية، بوصفه شاهداً.
ويواصل الموفد الأوروبي الاستماع الى سلامة عند التاسعة من صباح اليوم، على ان تغادر القاضية الفرنسية الى باريس غداً، وتعود نهاية شهر نيسان المقبل.
بدا حضور سلامة اشبه بمشاهد هوليوودية سينمائية فوق العادة سواء في ما خص طريقة الوصول والانتشار العسكري من جيش وفرع معلومات وأمن دولة وأمن عام في النقاط المحيطة بقصر العدل، قبل ان يصل بسيارة عمومية، ترافقه سيارة اخرى، وليدخل الى قصر العدل، ربما لأول مرة في حياته، ولو شاهداً وكأنه متهم، ويصعد الى الطابق الخامس، حيث جلس بمواجهة المحققين الأوروبيين، ولا سيما القاضية الفرنسية التي تولت طرح الأسئلة.
ولم يكن أيٌّ من المحامين سواء اللبناني او الفرنسي برفقة سلامة، الذي تولى الاجابة عن الاسئلة، عبر القاضي ابو سمرا، الذي طرح بعض الاسئلة باللغة العربية.
ولوحظ ان عناصر المواكبة الامنية لسلامة، سواء لدى دخوله الى قاعة مجلس شورى الدولة او خروجه عند الساعة الرابعة بعد ظهر امس، وهو حضر للاستماع اليه في ملف تبييض اموال واثراء غير مشروع وتهرب ضريبي ليس كمتهم بل كشاهد.
والثابت ان محققين من فرنسا والمانيا ولوكسمبورغ ينظرون في قضايا غسل اموال واختلاس في لبنان مرتبطة بسلامة، بعد الاستماع الى شهود حول هذه الملفات في كانون الثاني الماضي.
وتركز التحقيقات الاوروبية على العلاقة بين مصرف لبنان وشركة «فوري اسوسييتس» المسجلة في الجزر العذراء، ولها مكتب في بيروت، والمستفيد الاقتصادي منها رجا سلامة شقيق حاكم مصرف لبنان. ويعتقد ان الشركة لعبت دور الوسيط لشراء سندات خزينة ويوروبوندز من المصرف المركزي عبر تلقي عمولة اكتتاب وتحويلها الى خارج لبنان وهي اكثر من 300 مليون دولار.
ومن مفاعيل جلسة الاستماع عدم انعقاد المجلس المركزي لمصرف لبنان، في حين تحدثت معلومات اخرى عن انعقاد المجلس للبحث في كيفية ارتفاع سعر صرف الليرة اللبنانية.
ونقلت المعلومات عن مصدر قضائي تأكيده بأن الوفد القضائي الأوروبي لن يمدد إقامته في لبنان، وقد طلب الإستماع إلى شقيق حاكم المركزي رجا سلامة ومستشارته ماريان الحويك.
ونفى مصدر في مصرف لبنان نفياً قاطعاً ما تم تداوله عن أن الحاكم سلامة قدّم كتاب استقالته إلى الرئيس ميقاتي .
في غضون ذلك، استمر امس، اضراب المصارف وسط اصرار من اعضاء جمعية المصارف على المضي في هذا الاضراب لان لم يتبين لهم ان هناك اهتماما من قبل المسؤولين لمعالجة الاشكالات القانونية مع بعض القضاء المصرّ على عدم اعتماد وحدة المعايير في الاستنابات القضائية.
لقاء باريس
ويعقد في باريس في الساعات المقبلة اجتماع فرنسي – سعودي حول لبنان يشارك فيه المستشار في الديوان الملكي السعودي نزار العلولا والسفير في بيروت وليد بخاري، وعن الجانب الفرنسي باتريك دوريل ممثلاً الرئيس ايمانويل ماكرون.
وافادت مصادر سياسية مطلعة ان اللقاء سيعيد التأكيد على ثابتة اجراء الانتخابات الرئاسية، على ان المعلومات التي تتحدث عن امكانية وضع خارطة طريق قد تكون صائبة في ظل خشية فرنسية – سعودية من تفلت الاوضاع في البلاد.
وقالت هذه المصادر انه لا بد من انتظار مفاعيل الاتفاق السعودي – الايراني على لبنان، وتحديداً في ما خص رئاسة الجمهورية مع العلم ان المسألة قد تستغرق بعض الوقت، ولذلك تتكرر النداءات بمعالجة الشق الداخلي.
وتوقفت عند ما يتسرب عن اوساط الثنائي الشيعي في ما خص تقدم اسهم رئيس تيار المردة النائب السابق سليمان فرنجية، ولفتت الى ان لا شيء جدياً، والواقع الانتخابي على حاله مع تسجيل اتصالات لم تؤد الى الخرق المطلوب.
وحسب المعلومات، فان السفير بيار دوكان المسؤول عن تنفيذ قرارات مؤتمر سيدر، التي تم تعطيلها، من خلال رفض الاصلاحات المطلوبة في قطاع الكهرباء خلال عهد الرئيس السابق ميشال عون.
كما سيتم وفقاً لمصادر دبلوماسية عربية البحث بانشاء الصندوق الخاص بمساعدة الشعب اللبناني لتدارك النتائج الكارثية للتدهور الاقتصادي والمعيشي، ومرحلة ما بعد انتخاب رئيس جديد للجمهوري وكيفية توسيع مروحة المساعدات التي تشمل قطاعات واسعة في الدولة اللبنانية.
وفي اطار دولي متصل، طالبت المنسقة الخاصة للامم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا ووكيل الامين العام لعمليات حفظ السلام جان بيار لاكروا في احاطة امام مجلس الامن حول تنفيذ القرار 1701 بالاسراع بملء الفراغ الرئاسي محذرة من تداعيات الفراغ الرئاسي الذي اقترب من شهره الخامس في شلل مؤسسات الدولة، بما في ذلك انخفاض قيمة العملة الوطنية والاضرابات المطولة في القطاع العام.
وفي حين اقتصرت الحركة الرئاسية على تكرار المواقف ذاتها، وعلى بعض اللقاءات التنسيقية كلقاء وفد من الحزب الديموقراطي اللبناني بقيادة التيار الوطني الحر في مركز التيار، ولقاء رئيس حزب الكتائب سامي الجميل بالنائب المستقل الدكتور غسان سكاف، ذكرت مصادر مطلعة على موقف الرئيس نبيه بري لـ «اللواء»: انه اعاد كرة الانتخاب الى الفريق الآخر، الذي كان يأخذ على الثنائي وحلفائه عدم وجود مرشح لديهم، وقال لهذا الفريق: هذا ماعنّا فهاتوا ما عندكم. لكن هذا الفريق ذهب الى التعطيل لتعذر تفاهمه على مرشح رئاسي مقبول.
وفي الكويت، جرى اتصال بين جنبلاط والامير ارسلان تناول اخر المجريات الجارية.
ولاحظت المصادر ان الرئيس بري قدم ما عنده بطريقة لائقة وهادئة وموضوعية وقابلة للنقاش، ولم يطرح سليمان فرنجية مرشح تحدٍ ومكاسرة كما يفعل سواه، ولو فعل ذلك لكان قد حكم مسبقاً على فرنجية بالخروج من السباق الرئاسي.
واشارت مصادر متابعة للموضوع الرئاسي، الى ان السعودية لا تمانع وصول فرنجية هو أو سواه من مرشحين، لكن المهم برنامجه ونظافة كفه وطريقة مقاربته للملفات والتحديات المطروحة سياسيا واقتصاديا ومعيشيا، هي ابلغت ذلك الى عدد من النواب الذين التقاهم السفير وليد البخاري. وقالت المصادر: ان السعودية دولة اقليمية كبرى ومهمة ولها وزنها ولها مصالحها في الاقليم، «فلا تشتري او تبيع» عبثاً، ولو كان لديها مصلحة في امر تتوجه به الى الاصيل ولا تتوجه الى الوكيل المحلي، واولياتها ربما مختلفة عمّا يعتقده الكثيرون في لبنان والاقليم، لذلك كان الاتفاق مع ايران، على امل ان يستفيد لبنان من هذه الفرصة، ويقوم بما يجب ان يقوم به ليواكب الحركة الاقليمية المهمة الحاصلة على امتداد الخارطة من الرياض الى طهران فاليمن وبغداد ودمشق.
وحول لقاءات بري مع السفيرة الاميركية دوروثي شيا، قالت المصادر انها وضعته في صورة لقاءاتها مع الكتل النيابية ولم تطرح اي افكار او مقترحات، ولكن المفاجأة كانت ان النواب الجدد بين مستقلين وتغييريين وخلافاً للمتوقع لم يكونوا «بلوك واحد» او متحالفين بل مجموعات بآراء ومواقف مختلفة.
وفي سياق آخر، رأت المصادر المتابعة ان القوات اللبنانية قاربت الموضوع الرئاسي منذ البداية بطريقة خاطئة، ولو قاربته بطريقة مختلفة اهدأ لأختلفت نتائج حراكها ومواقفها. لكنها رفعت السقف كثيراً بحيث بات من المتعذرعليها التراجع، تماماً كما هو حال التيار الوطني الحر. والمشكلة ان الطرفين ما زالا يرفعا السقف بلا اي افق.
ميقاتي والبابا
وفي اطار متصل، استقبل البابا فرنسيس الرئيس نجيب ميقاتي في مكتبه وعقد معه خلوة إستمرت نصف ساعة.
وبعد إنتهاء الخلوة، تم تبادل الهدايا التذكارية بين البابا والرئيس ميقاتي ، الذي قال بعد اللقاء: سلمت قداسة البابا رسالة تشرح الاوضاع في لبنان والمعالجات الممكنة التي يمكن للفاتيكان المساهمة في انجاحها من خلال الاتصالات التي يقوم بها في المجتمع الدولي، لا سيما لاجراء انتخابات رئاسة الجمهورية. وعبّر قداسة البابا خلال الاجتماع عن ايمانه الراسخ بهذه الرسالة التي يؤديها لبنان من خلال التعددية الثقافية والدينية التي تميزه وتجعله فريدا في المنطقة. كما شدد قداسته على ضرورة التكاتف بين المسؤولين اللبنانيين للخروج من الازمات التي يواجهها لبنان وانتخاب رئيس جديد للبلاد.
وتابع: وجهت دعوة لقداسة البابا لزيارة لبنان، كونها تمثل بارقة أمل للمسلمين والمسيحيين في لبنان على حد سواء، وفرصة لهم للالتفاف موحدين حول شخص قداسة البابا في مناسبة زيارته. بدوره أكد الكاردينال بارولين الاستعداد لدعم لبنان في المجالات كافة.
ملاحظة للعلم والاطلاع: تؤكد مصادر واكبت الحدث لـ«المركزية»، بأن اللقاء كان ودّياً وايجابياً، وكذلك الأمر بالنسبة للاجتماع مع أمين سرّ حاضرة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين، ووزير خارجية الفاتيكان الكاردينال بول غلاغير. وجرى الحديث عن كل الأمور الأساسية المطروحة اليوم في لبنان، بدءا من الأزمة الاقتصادية والاجتماعية وصولاً الى الشغور الرئاسي. وهنا كان تشديد من قبل الطرفين بأن لا يجوز ان يستمر الشغور أكثر لأنه يؤثر سلباً على الأوضاع. كما تطرق الحديث الى أهمية ودور المسيحيين في لبنان من دون التطرّق إلى موضوع الاحصاءات والأرقام إطلاقاً.
أما عن الموضوع الرئاسي، فأكدت المصادر ان الحديث جرى في العموميات ولم يتمّ الدخول في الأسماء، وكان تأكيد بأن الشغور يقف عقبة أمام استعادة لبنان وضعه الطبيعي، لذلك لا يجوز المزيد من التأخير، وبأن الخروج من الأزمة يحتاج الى سلة متكاملة في المجالات كافة المالية والاقتصادية والسياسية وغيرها. وتشير المصادر ان ليس لدى الفاتيكان اي مبادرة تجاه لبنان، لكنه مستعد للمساعدة في أي مبادرة تُطرَح.
ورداً على سؤال، تجزم المصادر بأن البابا لا يتدخل بأسماء المرشحين للرئاسة، ولن يقف طرفا مع أحد ضد الآخر، وتشير المصادر الى ان على اللبنانيين أن يدركوا ان المعايير وقواعد اللعبة التي بات ينطلق منها المجتمع الدولي لمساعدة لبنان تغيّرت عن السابق، اكان في اوروبا او الولايات المتحدة او الدول العربية او الفاتيكان. الجميع يعرب عن نيته مساعدة لبنان ولكن ليس بالطريقة التي اعتاد عليها. باختصار المطلوب من لبنان ان يساعد نفسه وان يبدأ بالاصلاحات التي هي المدخل لحلّ الأزمات، تختم المصادر.
وعقد ميقاتي محادثات رسمية مع رئيسة وزراء ايطاليا جورجيا ميلوني في مقر رئاسة الحكومة الايطالية في روما.ثم عقد اجتماع بين رئيسي حكومتي البلدين، شارك فيه عن الجانب الايطالي المستشار الديبلوماسي لرئيسة الحكومة فرنشيسكو ماريو تالو، ومديرة مكتب رئيسة الحكومة باتريسيا سكورتي.كما شارك عن الجانب اللبناني سفيرة لبنان في روما ميرا ضاهر، والمستشاران السفير بطرس عساكر وزياد ميقاتي.
وتم عرض العلاقات التاريخية بين لبنان وايطاليا، حيث شكر الرئيس ميقاتي رئيسة وزراء ايطاليا على دعم لبنان من خلال الكتيبة الايطالية ضمن قوات اليونيفيل، كما شكرها على دعم الجيش وكافة القطاعات ومن بينها القطاع الصحي والتنمية الاجتماعية والمستدامة.ودعا رئيسة حكومة ايطاليا لزيارة لبنان لاستكمال المحادثات.
بدورها شكرت رئيسة حكومة ايطاليا الرئيس ميقاتي على العلاقات الشفافة التي تربط ايطاليا ولبنان.
وعبّرت عن سعادتها بأن «شركة ايني» هي من ضمن الشركات التي ستنقّب عن النفط في لبنان. ودعت الشركات الايطالية الاخرى الى الاستثمار في لبنان.
وشددت على ضرورة التعاون لتكون منطقة البحر الابيض المتوسط منطقة هادئة، اضافة الى الحد من الهجرة غير الشرعية.
على صعيد آخر، اعلن الناطق الرسمي باسم قوات «اليونيفيل» في الجنوب اندريا تيننتي في بيان، ان «اليونيفيل اطلعت على التقارير الإعلامية (الاسرائيلية) التي تفيد بأن شخصا تسلل إلى إسرائيل من لبنان، وقال: ان اليونيفيل لم تلاحظ أي عبور للخط الأزرق في الأيام الأخيرة.
اضاف: ان رئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام اللواء أرولدو لاثارو، يحث الطرفين على ضبط النفس والحفاظ على الاستقرار واستخدام آليات اليونيفيل للتنسيق والارتباط لتجنب سوء الفهم وتقليل التوترات».
من جهتها، أعلنت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي امس، أنَّ «منفّذ عملية مجيدو قربحيفا منذ يومين، يبدو فلسطيني الأصل من أحد مخيمات اللاجئين في لبنان ويحتمل أنه يتبع فرع «حماس».
الى ذلك، تفقد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت وكبار قادة الجيش الاسرائيلي الحدود مع لبنان لتقييم الأوضاع الأمنية. وقال: أنه تم منع عملية كبيرة وصعبة تحمل في طياتها ضرراً كبيراً. وأن منفذ عملية مجدو سيندم عليها، وسنجد المكان والطريق المناسبين وسنوجه ضربة للمسؤولين عنها.
وكانت تقارير اعلامية قد قالت ان منفذ العملية لم يستشهد وهوفي مكان آمن وهناك توثيق للعملية التي تمت بعبوة ناسفة على طريق حيفا واسفرت عن اصابة شخص واضرار مادية.
وفي حين ذكرت مصادر اعلام العدو ان منفذ العملية تسلل من جنوب لبنان عبر فتح ثغرة في السياج الحدودي، وقطع مسافة تزيد عن ستين كيلومتراً وصولا الى حيفا، استغربت مصادرمتابعة هذه الرواية وتساءلت كيف يُمكن لشخص ان يتسلل من الحدود ويقطع مسافة 60 كيلومترا وهويحمل عبوة ناسفة ولم تكتشفه دوريات وحواجز جيش الاحتلال؟؟. مشيرة الى ان العدو يعمد الى تضخيم الحدث لتبرير عجزه وصرف الانظار عن مشكلاته الداخلية المتعاظمة نحو توتير الاجواء تارة مع الفلسطينيين وطورا مع لبنان.
البناء
لعنة «مجدو» تتحوّل هيستيريا «إسرائيلية» عند الحدود… ولعنة العقوبات تهدّد بإفلاس كريدي سويس
رياض سلامة في ماراتون التحقيق… وميقاتي يلتقي البابا… والانتخابات البلديّة أمام اختبار التشريع
خليل: الاتصالات بين بري وماكرون قائمة… ولا فيتو سعوديّاً… وفرضيّة السلة الرئاسيّة مطروحة
تفاجأ الجنوبيون بالقنابل المضيئة على الحدود مع فلسطين المحتلة في منطقة رميش وعيتا الشعب، وانطلقت أصوات صفارات الإنذار، وقال جيش الاحتلال إنه يخشى حادثة تسلّل في ظل عدم تحققه من حقيقة ما جرى في عملية مجدو التي يشتبه بأن عملية تسلل الفلسطيني من أحد مخيمات لبنان كانت وراءها. وقالت مصادر فلسطينية إن لعنة “مجدو” تسيطر على تحليلات الخبراء العسكريين في كيان الاحتلال وإن ذعر الشمال عاد يصيب المستوطنين، وما يريده الجيش ومخابراته من تطمين لمستوطنيه بإجراءات الاستنفار تحوّلت إلى سبب إضافي للذعر.
لعنة أخرى كانت تتفاعل على مساحة العالم هي لعنة العقوبات على روسيا، بعدما برزت نتائجها وتداعياتها عبر إفلاس ثلاثة مصارف أميركية وسجلت انتقالاً سريعاً الى واحد من أكبر مصارف أوروبا وأحد أشهر مصارف العالم، هو مصرف كريدي سويس الذي فقدت أسهمه 30% من أسعارها وفقد سيولته رغم حصوله على 50 مليار دولار أميركي من المصرف المركزي السويسري، في ظل رفض المساهمين الكبار وعلى رأسهم البنك الأهلي السعودي المشاركة بتعويم المصرف بشراء أسهم جديدة، في ظل توقعات بتوسع الأزمة وشمولها المزيد من المصارف في بلدان أخرى في العالم، وفقاً لتوقعات الخبراء.
لبنانيا، تصدّر المشهد خضوع حاكم المصرف المركزي رياض سلامة للتحقيق في قصر العدل، حيث استجوبه القاضي شربل أبو سمرا بحضور الوفود القضائية الأوروبية، على مدى ست ساعات تُستكمل اليوم، مع بلوغ سعر صرف الدولار سقوفاً جديدة قاربت المئة وعشرة آلاف ليرة للدولار الواحد، في ظل معطيات يتحدث عنها الخبراء الماليون تربط بين الفورة الجديدة في سعر الصرف منذ مطلع العام وقد بلغت 300% خلال شهرين، بما يسمّيه الخبراء تقاسم أدوار بين مصرف لبنان والمصارف في خوض حرب وقائية بوجه فتح الملفات القضائية، عبر الرفع المتسارع لسعر منصة صيرفة وطباعة وضخ المزيد من الأوراق النقدية لجمع الدولارات الوافدة خصوصاً من تحويلات المغتربين، بالتوازي مع إضراب المصارف المفتعل.
سياسياً، التقى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بالبابا فرانسيس في الفاتيكان، قائلاً “إنّني سلّمت البابا رسالةً تشرح الأوضاع في لبنان، والمعالجات الممكنة الّتي يمكن للفاتيكان المساهمة في إنجاحها، من خلال الاتّصالات الّتي يقوم بها في المجتمع الدولي، لا سيّما لإجراء انتخابات رئاسة الجمهورية”. وذكر أنّ “البابا فرنسيس عبّر خلال الاجتماع عن إيمانه الرّاسخ بهذه الرّسالة الّتي يؤدّيها لبنان، من خلال التّعدّديّة الثّقافيّة والدّينيّة الّتي تميّزه وتجعله فريدًا في المنطقة. كما شدّد على ضرورة التّكاتف بين المسؤولين اللّبنانيّين، للخروج من الأزمات الّتي يواجهها لبنان، وانتخاب رئيس جديد للبلاد”. كما لفت ميقاتي “إلى أنّني وجّهت دعوة للبابا فرانسيس لزيارة لبنان”.
في ملف الانتخابات البلدية قالت مصادر نيابية إن التشاور يجري بين الكتل النيابية حول فرضية عقد جلسة تشريعية تتولى تأمين تمويل مستلزمات إجراء الانتخابات، أو إصدار قانون يقضي بتمديد ولاية المجالس البلدية والمخاتير، خصوصاً في ظل الانقسام الكبير الحاصل حول المشاركة في انتخابات بلدية بيروت.
رئاسياً، تحدّث المعاون السياسي لرئيس المجلس النيابي النائب علي حسن خليل عن الاستحقاق، كاشفاً أن الاتصالات بين الرئيس نبيه بري والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون مستمرة، وأن السفير السعودي لم ينقل أسماء مرشحين مفضلين ولا فيتو على مرشحين آخرين خلال لقائه بالرئيس بري، مضيفاً أن فرضية التوافق على سلة رئاسية تضمّ رئيساً للجمهورية ورئيساً للحكومة قيد التداول، وأن تداعيات لاحقة للانفراجات التي ستنجم عن الاتفاق السعودي الإيراني، سوف تنعكس مناخاً إيجابياً على المقاربة اللبنانية للاستحقاق الرئاسي، لكنها لن تكون تلقائية كما يفترض البعض أو يخشى البعض الآخر.
وعلى إيقاع استمرار مسلسل الانهيار المالي والاقتصادي والنقدي، مَثَلَ حاكم مصرف لبنان رياض سلامة للمرة الأولى أمام القضاء اللبناني والأوروبي بعد ثلاثة أعوام من الاتهامات والملاحقات في لبنان والخارج بجرائم مالية من إثراء غير مشروع وتبييض أموال.
وعلى مدى 5 ساعات تخللتها استراحتان، خضع سلامة لاستجواب دقيق ومركز ووجهت إليه مئة سؤال من قاضي التحقيق الأول في بيروت شربل أبو سمرا ومن قضاة أوروبيين تركّزت حول عمليات تبييض أموال في مصارف أوروبية.
وكانت جلسة استجواب حاكم مصرف لبنان أمام القاضي ابو سمرا، في حضور الوفد القضائيّ الأوروبي انطلقت عند العاشرة والنصف من قبل ظهر أمس، ووفق معلومات “البناء” فإن أجواء الجلسة كانت إيجابيّة ورد سلامة على كل الأسئلة والاستيضاحات التي طرحها المحققون لا سيما القضاة الألمان الذي واجهوا سلامة بمعطيات ومعلومات هامة ودقيقة تتعلّق بحركة تحويل الأموال ودخولها في القطاع المصرفي الأوروبي بطرق غير مشروعة وشرعية وقانونية. ولفتت المعلومات إلى أن الأسئلة لم تنتهِ بل ستستكمل في جلسة اليوم وستتركز حول عمليات فساد وتبييض أموال في دول أوروبية عدة.
وانتهت جلسة أمس قرابة الرابعة عصراً، لارتباط سلامة باجتماع للمجلس المركزي لمصرف لبنان. وحدد أبو سمرا موعداً لاستكمال التحقيق مع سلامة صباح اليوم في جلسة ثانية.
في المقابل، نفى مصدر في مصرف لبنان وفق مصادر إعلامية نفياً قاطعاً ما تم تداوله عن أن سلامة قدّم كتاب استقالته إلى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي.
في غضون ذلك، استمر إضراب المصارف وسط إصرار من أعضاء جمعية المصارف على المضي في هذا الإضراب لأن لم يتبين لهم أن هناك اهتماماً من قبل المسؤولين لمعالجة الاشكالات القانونية مع بعض القضاء.
وعلمت “البناء” من مصدر نيابي أن المجلس النيابي سيعقد جلسة تشريعية قريبة يجري تأمين نصابها لمناقشة اقتراحات قوانين عدة أبرزها التمديد للمجالس البلدية وطباعة ورقة المليون ليرة.
ودعا رئيس مجلس النواب نبيه بري اللجان النيابية الى جلسة مشتركة في تمام الساعة 10:30 من قبل ظهر يوم الاربعاء المقبل.
الى ذلك، أعلن تحالف “متحدون”، أنّ “محامي التّحالف تبلّغوا اليوم، كفريق مدّع بالأصالة والوكالة في قضيّة انفجار مرفأ بيروت، نسخةً من استحضار دعوى ردّ القاضي، مقدّمة من المدير العام للجمارك بدري ضاهر بوكالة المحامية ريما سليمان، صادرة عن محكمة التمييز – الغرفة الثّالثة النّاظرة بطلبات الرد”.
وعلى صعيد الملف الرئاسي لم يخرج من دائرة المراوحة بانتظار تقدّم الاتصالات والمشاورات الداخلية والخارجية لبلورة تسوية رئاسية تنهي الشغور الرئاسي، وعلمت “البناء” أن “إحدى المرجعيات السياسية ومرجعية روحية يسعيان كل من موقعه الى تذليل العقبات بين الكتل النيابية للتوصل الى نقاط مشتركة على مواصفات رئاسية ثم عرض سلة أسماء لاختيار بينهما”. ولفتت المعلومات الى أن “الجهود ستتكثف لانتخاب رئيس للجمهورية قبل تموز المقبل موعد انتهاء مدة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة لتجنب أي تداعيات للفراغ في منصب الحاكمية لتعذر تعيين حاكم جديد ورفض الثنائي حركة أمل وحزب الله تسلم نائب الحاكم الأول وسيم منصوري هذا المنصب”.
وأشارت مصادر نيابية لـ”البناء” الى أن رئيس تيار المردة لا يزال المرشح الأوفر حظاً والأكثر جدية لكونه يحظى بدعم عدد نواب تفوق ثلث المجلس النيابي ويحتاج الى بعض النواب ليصل الى الأكثرية النيابية، في ظل غياب أي مرشح منافس يملك ثلث المجلس، بعدما فشل النائب ميشال معوّض في تأمين أكثرية الـ 65 وتراجع نصف القوى الداعمة له عن دعمه، للانتقال الى خيارات أخرى لا سيما كتلتي اللقاء الديمقراطي وتجدد”. ورفضت المصادر وضع معوض بمواجهة فرنجية للانتقال الى إسقاط ترشيح الاثنين والتوجه الى مرشحين آخرين، موضحة أن معوض ترشح منذ بداية السباق وبشكل علني وجرب حظه بـ 11 جلسة وسقط ترشيحه بعدما تراجع فريقه عن دعمه، أما فرنجية فلم يعلن ترشيحه بعد ولم يمنح فرصته فضلاً عن ارتفاع نسبة حظوظه مع تلقيه الدعم من كتل نيابية عدة وقد ترتفع وفق الظروف الداخلية والخارجية وارتباطاً بنتيجة المشاورات الرئاسية”.
وعلمت “البناء” أن الفرنسيين يبذلون جهوداً كبيرة لإنجاز تسوية لبنانية ويفضلون انتخاب فرنجية رئيساً للجمهورية ويقومون باتصالات ولقاءات ديبلوماسية مع دول عدة لا سيما السعودية للتشجيع على إبرام تسوية في لبنان، وتراهن باريس على الانفراج بالعلاقات الإيرانية السعودية لتسييله في هذه التسوية، ويعقد اليوم اجتماع فرنسي سعودي سيبحث جملة ملفات من ضمنه ملف لبنان.
إلا أن أوساطاً سياسية مطلعة تشير لـ”البناء” الى أن “المصالحة الإيرانية السعودية لها وقعها وتأثيرها على الساحة اللبنانية، لكن الأساس هو التوافق اللبناني الداخلي على انتخاب رئيس وتأليف حكومة جديدة ووضع خطة إنقاذية».
وأكد المعاون السياسي للرئيس نبيه بري النائب علي حسن خليل أن السعودية لم تضع أي فيتو على ترشيح فرنجية ولم تدخل في الأسماء، وشدّد في حديث تلفزيوني أن السفير السعودي في لبنان وليد بخاري تحدّث في الاجتماع مع الرئيس بري عن مواصفات للرئيس المقبل ويمكن لكل طرف تفسير هذه المواصفات.
ورأى خليل، أنه “قد لا يكون لبنان أولوية في المرحلة الأولى من رسم الاتفاق بين السعودية وإيران، ولكن من الطبيعي أن يتأثر من خلال خلق مناخات مساعدة له”.
وذكر خليل، أنه “سيكون للاتفاق السعودي – الإيراني وقعه وحضوره في اجتماع باريس وما سمعناه من السعوديّ والإيراني كل من موقعه أن التوافق اللبناني الداخلي هو المهم، وعلينا التنبه إلى أن هذا التوافق الداخلي هو المحرّك والدافع باتجاه انتخاب رئيس”.
وأضاف “تجدّد التحرّك الفرنسي لن يخرج عن المناخ الجديد الذي تركه الاتفاق السعودي – الإيراني، والتواصل مستمر بين رئيس مجلس النواب نبيه بري، والجانب الفرنسي وهناك إرادة واضحة لدى الفرنسي بالمساعدة”.
وتابع “للسعودية دور إيجابي في الملف اللبناني، وهي حريصة على خروج لبنان من أزمته، وهذا الحرص سابق لمسألة الاتفاق السعودي – الإيراني وخلال اللقاء مع السفير السعودي وليد البخاري جزم ان المملكة لم تتحدث بأسماء او تطرح أسماء او تضع فيتو على أسماء، إنما أعطت مواصفات وكل طرف فهمها من منظوره”.
وذكر النائب خليل، في حديث عبر الـ «MTV”، أنه “سيكون للاتفاق السعودي – الإيراني وقعه وحضوره في اجتماع باريس يوم غد، وما سمعناه من السعودي والإيراني كل من موقعه أن التوافق اللبناني الداخلي هو المهم وعلينا التنبه الى ان هذا التوافق الداخلي هو المحرك والدافع باتجاه انتخاب رئيس”.
واعتبر خليل أن «المسألة ليست مسألة اصوات بقدر ما هي تأمين المناخات المناسبة لوصول أي رئيس، ومشهد تفكك الدولة يجعل المهمة هي كيف سنُنْجح دور الرئيس وليس مسألة بوانتاج حتى لو قلنا إننا سننتخب بـ ٦٥ فإننا نحتاج الى ٨٦ نائباً لتأمين النصاب والميثاقية».
ولفت الى أنه “يجب ان ينال الرئيس العتيد رضىً داخلياً وإقليمياً ودولياً ولا يجب تستطيح الامور لأن رئيس تيار المردة سليمان فرنجية منذ العام ٢٠١٦ او حتى ما قبل ذلك وبعلم كل اللبنانيين والخارج هو مرشح طبيعي ورئيسي”.
وأكد أنه “اذا حصل اتفاق في بكركي على اسم واحد لرئاسة الجمهورية سيترك وقعه علينا جميعاً بغض النظر إذا كنا سنصوّت له أم لا، وما نسمعه عن لوائح بأسماء لا يعكس توافقاً بين المسيحيين إنما يعبّر عن عدم اتفاق”.
وأشار نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم الى أننا “اخترنا كحزب الله مع حركة أمل أن ندعم مرشحاً لا يمثِّل تحدياً لأحد، لأنَّ رئيس تيار المردة سليمان فرنجية شخصية وطنية، هو لم يطرح المواجهة مع أحد ويتحدث مع الجميع وهو منفتح على الخليج وعلى العرب ومنفتح على الغرب وعلى كل الدول وليست له خصومات وليس لديه أعداء، بينما اختار بعضهم مرشح التحدي ومن أول يوم شَهرَ سيف العداء ضد الوطنيين والمقاومين ومن يريدون مشروع التحرير وأعلن ذلك جهاراً نهاراً”.
ولفت الى أن “دعمنا مرشحاً ولهم أن يستمروا بدعمِ مرشح التحدي فيهدروا أصواتهم عبثاً، ونقول لمن لم يرشح بعد رشِّح من تقتنعون به حتى نعمل معاً لنصل إلى النتيجة. أمامنا طريقان إلى الانتخاب الرئاسي، أولهما الحوار لتقليص الاختلافات ومن ثم التوافق أو التصويت كلٌ لمن يدعم، أمَّا التعطيل الذي يمارسه البعض لأنَّهم عاجزون عن أن يحققوا ما يريدون، هؤلاء لا يتصرفون بأمانة تكليفهم من الناس”.
ولفت الى ان “البلد ينهار وأمدُ الانتخاب قد يطول إذا استمرّ التعطيل واستمرّ تمسّك كل كتلة برأيها من دون الحوار ستبقى الأمور في محلها. إذاً المطلوب أن لا نسلك طريق التعطيل، سيسأل الناس المعطلين انتخبناكم لتختاروا الأفضل وتنجحوا في المجلس النيابي، ولم ننتخبكم لتزيدوا مأزقاً في البلد بالتعطيل، وبهذا الشكل من الأداء رأينا سياسة الفوضى والتعطيل التي خاضتها جماعة السفارة الأميركية من سنة 2019 حتى الآن”.
وفي سياق ذلك، شددت كتلة الوفاء للمقاومة في بيان بعد اجتماعها الدوري على أن “ترشيح رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية لموقع رئاسة الجمهورية يستند في ذلك إلى رؤية وطنية واقعية تلحظ في هذه المرحلة خصوصاً، حاجة لبنان إلى رئيس له حيثيته الوطنية الوازن متصالح مع نفسه ومع مكونات شعبه ومنفتح إيجاباً على بناء أحسن العلاقات اللبنانية مع الدول العربية والإسلامية ومع دول الغرب والشرق في العالم، وتتوافر معه فرص واعدة لحل مشكلة النازحين السوريين، وتبني برنامج إنقاذي يعيد الفاعلية إلى مؤسسات الدولة وأجهزتها ويستنهض الاقتصاد الوطني ويطلق مشاريع حيوية تحقق الوفر في الأعباء والإنتاجية في مختلف القطاعات”.
وأملت الكتلة، أن “ينعكس الاتفاق السعودي – الإيراني الذي تم التوصل إليه برعاية الصين، إيجاباً لجهة تدعيم العلاقات الأخوية – الثنائية بين البلدين، وأن يوفر المناخات الملائمة والمساعدة لحل النزاعات البينية والإقليمية، وتعزيز الاستقرار الذي يسهم في تحقيق المزيد من الإنتاجية والتطوير لأوضاع الشعوب الشقيقة والصديقة ولدولهم في المنطقة”.
وجدد البابا فرنسيس “إيمانه الراسخ بالرسالة التي يؤديها لبنان من خلال التعددية الثقافية والدينية التي تميزه وتجعله فريداً في المنطقة”. وشدد خلال لقائه ميقاتي في الفاتيكان، على “ضرورة التكاتف بين المسؤولين اللبنانيين للخروج من الأزمات التي يواجهها لبنان وانتخاب رئيس جديد للبلاد”. بدوره، أكد ميقاتي “أن رسالة لبنان على مرّ تاريخه، تنتشر اليوم في كل أرجاء العالم العربي، والتحدي الاساسي الماثل أمامنا هو المحافظة على هذه الرسالة وترسيخها وتعزيز قيم السلام والاخوة. وإن الاخوّة تفتح الباب لصيانة كرامة كل مواطن في بلده، وتعزز روح التلاقي على القيم المشتركة”.
وبعد الادعاءات الاسرائيلية بشن عملية أمنية على فلسطين المحتلة من لبنان، أعلن الناطق الرسمي باسم “اليونيفيل” اندريا تيننتي في بيان، ان “اليونيفيل اطلعت على التقارير الإعلامية التي تفيد بأن شخصاً تسلل إلى “إسرائيل” من لبنان”، لافتا الى ان “اليونيفيل لم تلاحظ أي عبور للخط الأزرق في الأيام الأخيرة”.
واضاف “ان رئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام اللواء أرولدو لاثارو، يحث الطرفين على ضبط النفس والحفاظ على الاستقرار واستخدام آليات اليونيفيل للتنسيق والارتباط لتجنب سوء الفهم وتقليل التوترات”.
وليل أمس أفادت قناة “المنار” عن “سماع صوت صفارات إنذار في المستوطنات المقابلة لعيتا الشعب ورميش ويارون».
الأخبار
إنجاز حبريّة الراعي: حماية المصارف والتخبّط الرئاسي
أدخلت بكركي نفسها في زواريب الانتخابات الرئاسية. خلال 12 سنة من المراوحة، لم تقدّم الكنيسة إنجازاً يسجّل لها، وزادها تخبطاً محاولتها الدخول الخاطئ من باب الرئاسيات وحماية المصارف (تقرير هيام القصيفي).
يخصص الإعلام الغربي المهتمّ بشؤون الكنيسة الكاثوليكية، منذ أيام، حيّزاً مهماً لمراجعة ما حققه البابا فرنسيس وما عجز عنه خلال حبرية حافلة بمحاولات التجديد الداخلية، ومعالجة ملفات الفساد والاعتداءات الجنسية والتحدّيات السينودوسية، وآخرها ما يجري في كنيسة ألمانيا الكاثوليكية من مراجعات داخلية، والحضور السياسي العالمي، كما موقفها من حرب أوكرانيا الذي كان منذ البداية ملتبساً.
في لبنان، تراوح الكنيسة مكانها منذ عقد من الزمن، من دون أيّ محاولة لإطلاق مراجعة داخلية حول التخبط العشوائي في رسم سياسة الكنيسة سياسياً ووطنياً ومالياً (وهذا في حدّ ذاته يحتاج الى عملية تقويم شفافة). وقد تحوّل دورها لدى الفاتيكان نفسه، إلى دور متأرجح، يحمل التباسات ولا يترك انطباعات إيجابية. وما زاد من النظرة السلبية إليها، عدا عن دفاع بعض المنتفعين من مصالح معها، خلال الأزمة الاقتصادية الضاربة، غياب أي مراجعة حقيقية للفساد المستشري في عدد لافت من مؤسساتها والمحيطين الأقربين منها، إضافة الى التعثر في وضع المستشفيات والمدارس والجامعات، وعدم ضع خطط واضحة بناءً على توجيهات الفاتيكان لمساعدة القطاعين التربوي والاستشفائي التابع لها، عدا عن التخبط في الملف السياسي والرئاسي أخيراً.
وإذا كان لم يسجل من «إنجاز» واضح للكنيسة في الأزمة المالية والاقتصادية الخانقة – إن لم يكن الوحيد خلال العقد الأخير – سوى حماية جمعية المصارف وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، رغم كل ارتكاباتهما ضد المودعين الذين تدافع عنهم الكنيسة بخفر في عظات الأحد، يمكن التوقف عند التخبّط الذي تعيشه في مقاربة ملف رئاسة الجمهورية.
حين دعا الراعي، لدى تولّيه السدّة البطريركية، الى اجتماع القادة الأربعة، رغم تحفّظ الأربعة أنفسهم، واحتجاج قيادات مارونية وشخصيات فاعلة على اختصار القيادات المارونية بالأربعة فحسب، كرّس واقعة غير سليمة في مسار العمل السياسي. والنتيجة التي خلص إليها بتبنّي مقولة الزعيم القوي لم تجد صدى إيجابياً لدى كل القيادات الأربع. وقد أثبتت لاحقاً عدم صوابيتها، وها هي تصبح اليوم عذراً لفريق الثامن من آذار، بتعبير الرئيس نبيه بري نفسه، لتبرير اختيار أحد الزعماء الأربعة رئيس تيار المردة سليمان فرنجية.
لم يكن اجتماع القادة الأربعة سوى محاولة لنسف مسار بطريريكي سابق، بالإصرار على جمع القادة الموارنة، ولم يكن الهمّ حينها رئاسة الجمهورية، لأن كل التركيز كان على إجراء الانتخابات النيابية وإقرار قانون الانتخاب والطروحات التي سوّقت حينها لإقراره. والواقع أن الراعي لم يقم بما يقوم به اليوم، خلال الشغور الرئاسي السابق الذي أعقب خروج الرئيس ميشال سليمان من القصر. فهو كان حينها يخوض معركة مرشح قوى الثامن من آذار. وهذه حقيقة يحاول المدافعون عن بكركي اليوم القفز فوقها وفوق مواقف الراعي المحلية والإقليمية التي بدأ بها حبريّته.
ويتحدث محيطون به عن حقيقة موقفه آنذاك من تأييد مطلق لفرنجية في التسوية التي كان يسعى إليها الرئيس سعد الحريري، وكان محبِّذاً ومسوِّقاً لها، قبل أن ترسو التسوية على العماد ميشال عون، ولم يعارضها بطبيعة الحال آنذاك. ولا يستبعد مطّلعون على بعض مداولات جرت معه أن يكون مؤيداً اليوم لتسوية مماثلة مع فرنجية، من دون أن يكون مستعداً للمجاهرة بها، بسبب المعارضة التي سيواجهها من القوى المسيحية الرافضة لزعيم المردة. وهذا يعكس وجهاً من وجوه التخبّط الذي تعيشه بكركي في مقاربة ملف الرئاسة، ولا سيما أن العبرة التي خلصت إليها أيام البطريرك نصر الله بطرس صفير، قضت بالابتعاد عن الدخول المباشر في تزكية مرشحين وتقديمهم كمرشحين لبكركي أو يدّعون الحصول على بركة سيّدها بمجرد ذكر اسمهم في بعض المحافل الإعلامية. فمهما كانت خلفيات تحرّك راعي أبرشية أنطلياس المارونية المطران أنطوان أبي نجم كبادرة حسن نية، أو كنموذج لتقديم نفسه مطراناً سياسياً على غرار المطران الراحل يوسف بشارة، وكأحد المرشحين للكرسي البطريركي، وليس كتكليف، صبّت النتيجة السلبية، على صورة بكركي كموقع، وخصوصاً أن الراعي والمقرّبين منه، المكلّفين الاتصال بقوى سياسية، نظروا إليها بعين غير راضية، ما أظهر في المحصلة أن بكركي دخلت في معمعة المرشحين الجديّين وغير الجديّين المعروفة انتماءاتهم و«خلفيّات» واضحة الأسباب لطرح أسمائهم. هذا التعاطي في ملف شائك بروحية المبتدئين في العمل السياسي، وردود الفعل التي سمعتها بكركي من القوى السياسية، فتح باب الخلافات المسيحية الداخلية، لأن ما يتم تناقله من كلام حادّ حول موقف القيادات من بعضها البعض أو من مرشحين تحاول بكركي تزكيتهم أو ترفضهم بالمطلق، ومنهم المتداولة أسماؤهم، لا يمكن وضعه في خانة تقريب وجهات النظر. ولعل ما تقوم به قيادات سياسية بعيداً عن بكركي، يعطي بعض الحركة للجوّ الرئاسي. وهذا في حدّ ذاته نكسة لبكركي بعد تعثّر كل طروحاتها في نقل الملف الرئاسي الى الصرح، سواء من خلال اجتماعات فردية أو جماعية. والملف الرئاسي شائك بما يكفي إقليمياً ودولياً محلياً، من دور الثنائي الشيعي وانسحاب القوى السنيّة من الواجهة، كي لا يكون عرضة لخفّة في الطروحات والشخصيات التي تتولّى إدارتها في بكركي وحولها.
COMMENTS