كشفت صحيفة "هآرتس" أن رئيس هيئة الأركان الإسرائيلية غادي أيزنكوت عبّر خلف أبواب مغلقة عن انزعاجه الشديد مما صرّحت به سفيرة تل أبيب في عمان عينات شلاين بشأن أوضاع الأردن الاقتصادية. وذكرت الصحيفة الإسرائيلية أن السفيرة الإسرائيلية لدى الأردن قدّمت قبل شهرين إلى رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي خلال جلسة إحاطة، تقييما متشائما للوضع في الأردن.
وقال مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى، لصحيفة ""هآرتس"، إن اجتماع الإحاطة الذي جرى في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، انعقد بطلب من رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، مضيفا أن "آيزنكوت" أعرب، في اجتماع مغلق، عن انزعاجه مما قالته السفيرة. وأكد رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي، في الاجتماع المذكور، أن على إسرائيل مساعدة جارتها الشرقية إذا دعت الحاجة إلى ذلك.
وقال مسؤول رفيع آخر للصحيفة الإسرائيلية إن مسؤولين إسرائيليين كبار شجعوا إدارة أوباما وإدارة ترامب، بالإضافة إلى غيرهما من الحكومات، على تقديم المساعدات الاقتصادية والأمنية إلى الأردن. وعلى الرغم من المساعدات التي تلقاها الأردن، فإن سفيرة إسرائيل في عمان أعربت عن قلقها بشأن التطورات وعدم الاستقرار في هذا البلد الذي تعد حدوده مع إسرائيل الأطول والأهدأ.
وبعد أن رفضت وزارة الخارجية الإسرائيلية الرد على ما ورد في التقرير، عادت وقالت، في بيان صدر صباح الأربعاء 8 مارس/آذار، بعد نشر "هآرتس" لموضوعها بالخصوص:" أثناء اجتماع الإحاطة الذي حضره رئيس الأركان، قدمت السفيرة الإسرائيلية في عمان، عينات شلين، عرضا عن الوضع في الأردن، ومن جملة المواضيع التي تطرق إليها السفير، الصعوبات والتحديات الاقتصادية التي تواجه المملكة، نظراً لاستضافتها أكثر من مليون لاجئ سوري".
عينات شلاين
وكانت عينات شلاين السفيرة الإسرائيلية لدى الأردن، قد أبلغت رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال غادي أيزنكوط أن استقرار الأردن، "بدأ يتضعضع مؤخراً" بحسب تقديراتها. نقلت صحيفة هآرتس الإسرائيلية هذا النبأ في عددها الصادر الأربعاء 8 مارس/ آذار على لسان دبلوماسي إسرائيلي لم تذكر اسمه، لكنها وصفته بأنه رفيع المستوى. وأفادت الصحيفة بأن الديبلوماسي قال لها إنّ شلاين عرضت خلال جلسة مع أيزنكوط في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تقديرات متشائمة في هذا السياق، تناولت أيضا تداعيات تدفق اللاجئين السوريين على المملكة الأردنية.
ووفقا للصحيفة، فإن الدبلوماسي الإسرائيلي، صرح بأن أيزنكوط أعرب بعد أسابيع من لقائه شلاين، عن قلقه مما سمعه، مضيفا أنه "إذا دعت الحاجة فيجب على إسرائيل أن تقف إلى جانب صديقتها من الشرق". ونقل عن أيزنكوط قوله أثناء جلسة مغلقة: "الأردن تمثل أهمية أمنية واستراتيجية لإسرائيل وحدودها الأطول مع إسرائيل ومع ذلك فالحدود مستقرة منذ عشرات السنين.
كما نقلت الصحيفة عن دبلوماسي إسرائيلي آخر لم تذكر اسمه أيضا، قوله: "إسرائيل شجعت إدارتي الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، والحالي دونالد ترامب، وحكومات أخرى، على تقديم مساعدات اقتصادية وأمنية للأردن، ولكن وعلى الرغم من هذه المساعدات فإن السفيرة الإسرائيلية في عمان أبدت قلقا من التطورات، ومن تضعضع الوضع في الأردن".
وقالت الصحيفة أن وزارة الخارجية الإسرائيلية رفضت التعقيب على الموضوع. يشار في هذا الصدد إلى أن المملكة الأردنية تمر بأزمة مالية وتعاني من عجز في الموازنة ولكنها تتميز في الوقت ذاته باستقرارها وتماسكها الاجتماعي، وحفاظها على أمنها الداخلي رغم حالة عدم الاستقرار التي تحيط بحدودها. (هآرتس، 8 آذار/ مارس 2017)
الأردن : القضاء يواصل الحرب على الإرهاب
من ناجية أخرى، أكّد النائب العام لمحكمة أمن الدولة الأردنية العميد زياد العدوان أمس، أنّ النيابة العامة أحالت ملف 5 متهمين بتفجيرات «الركبان» من جنسيات عربية إلى المحكمة. وأشار العدوان إلى أنّ جهاز الأمن العسكري في الجيش الأردني تمكّن من إلقاء القبض على المتهمين على الحدود الأردنية ـ السورية، «وتبيّن أنهم ينتمون لتنظيم داعش الإرهابي وعلى صلة بتلك التفجيرات».
وتابع العميد الأردني أنّ التحقيقات كشفت عن تورط المتّهمين بالتخطيط للعملية، كما قاموا برصد الحدود ومعاينتها واختيار ساعة الصفر والطريق التي تسلكها السيارة المفخخة، بالإضافة إلى تصوير العملية. ووقعت تفجيرات «الركبان» في حزيران من العام الماضي على حدود الأردن مع سورية، وأدّت إلى مقتل 7 عسكريين وإصابة 13 آخرين. وأعلن الجيش الأردني عقب الهجوم، الذي تبنّاه تنظيم «داعش» الإرهابي، أن الحدود مع سورية ومع العراق منطقة عسكرية مغلقة.
وكان الناطق الرسمي باسم الحكومة ووزير الدولة لشؤون الإعلام محمد المومني، قد أعلن يوم السبت 4 آذار الجاري، عن تنفيذ حكم الإعدام شنقا، فجر اليوم، بحق خمسة عشر محكوماً، أدين عشرة منهم بارتكاب جرائم إرهابية. وأشار المومني إلى أن الإرهابيين الذين نفذ بحقهم حكم مسؤولين عن الهجوم على مكاتب المخابرات العامة في البقعة والاعتداء على رجال الأمن العام واغتيال الكاتب ناهض حتر، وأيضا التفجير الإرهابي الذي تعرضت له سفارة الأردن في بغداد عام 2003، والهجوم الارهابي على فوج سياحي في المدرج الروماني، حسبما نقلت وكالة "بترا" الأردنية.
وأضاف الوزير الأردني أن الخمسة أشخاص الآخرين مجرمين أصبحت أحكام الإعدام بحقهم قطعية بمصادقة محكمة التمييز عليها واستكمال الإجراءات القانونية المنصوص عليها. وأكد الوزير تنفيذ الأحكام بحضور نائب عام عمان ونائب عام الجنايات الكبرى ومساعديهم ومن نص على حضورهم قانون أصول المحاكمات الجزائية.
وكالات، 9 ـ 8 آذار 2017