في الفاتيكان، استقبل البابا فرنسيس الرئيس ميشال عون والوفد المرافق له، واختلى به لمدة عشرين دقيقة، تحدث خلالها الرجلان عن موقع لبنان، ورسالة العيش المشترك ووضع المسيحيين في الشرق، فضلاً عن العمل القائم في مواجهة الإرهاب. وطالب الرئيس عون خلال اللقاء، باستمرار دعم البابا للبنان في المحافل الدولية والإقليمية. وقدم الرئيس عون للحبر الأعظم أفراد عائلته السيدة ناديا وبناته الثلاث وازواجهن، كما تبادل معه الهدايا. كما عقد الرئيس عون اجتماعاً مع أمين سر الفاتيكان بيترو بارولين، في حضور الوزير جبران باسيل والقائم باعمال السفارة اللبنانية البير سماحة والوفد الإعلامي. وقال عون للدبلوماسي البابوي ان لبنان اجتاز المرحلة الصعبة، وهو ماض في نهوضه وفي تعزيز الحوار في ما خص النظام السياسي والانتخابات النيابية، معتبراً ان الخلافات السياسية مردها إلى صراع بين الأحزاب وليس بين الأديان، مؤكداً على أهمية الدور المسيحي الجامع في المحيط العربي والعالم، وعلى الشراكة الكاملة بين المسلمين والمسيحيين في مسيرة إعادة الاعمار ومكافحة الإرهاب. وكان عون أعلن ان البابا سيلبي الدعوة لزيارة وطن الأرز، وقال ان «البابوات رأوا دائماً في وطننا نموذجاً، …
النهار
اشتباك السلسلة والضرائب… بدأت الانتخابات!
لعلّ من دس لغم تطيير النصاب في الجولة الثالثة من الجلسة التشريعية لمجلس النواب عصر أمس قد أصاب مجموعة اهداف دفعة واحدة. فالمجلس الذي يواجه إحدى أقسى الحملات والتظاهرات والاعتصامات الشعبية والنقابية والقطاعية في عملية قيصرية لاقرار سلسلة الرتب والرواتب، بدا وسط اشتداد الحملات عليه في أسوأ مشاهد الفوضوية التشريعية الامر الذي برز في شكل نافر من خلال ظهور كتل ونواب مضعضعين بين التزام ما اتفق عليه في جلسات اللجان المتكررة من حيث اقرار السلة الضريبية المتفق عليها ومن ثم التردد أمام الضغط الشعبي والسياسي المعارض للضرائب والواردات. هذا التردد أذكى بقوة زخم الاعتراضات على الضرائب قبل ان تبلغ عملية درس السلة البنود الاكثر مردوداً لتمويلها، علماً ان الضرائب التي أقرت تركت تداعيات شعبية فورية لكونها تطاول في معظمها الشرائح الشعبية. كما ان العامل الآخر الذي كان له دور بارز في انفجار الخلاف الذي صعد الى السطوح السياسية والاعلامية تمثل في مجريات الجلسة منذ جولتها الاولى بلوغاً الى الجولة الثالثة.
الحريري ومكاري
في أي حال، يمكن القول إن السلسلة جمدت في انتظار عودة رئيس المجلس نبيه برّي الى ممارسة نشاطه الاسبوع المقبل. وكانت المفاجأة الثقيلة التي فجرت الاشتباك السياسي تمثلت في اتهام نائب رئيس المجلس الكتائب ورئيسها بعرقلة اقرار السلسلة ومحاولة تحميل النواب “هذا الذنب”، بل ذهب الى اتهامها أيضاً بترويج زيادات في الضرائب “لا أساس لها من الصحة”. وما لم يقله مكاري افصح عنه الرئيس الحريري الذي قال: “اننا نريد اقرار السلسلة ولكن علينا ان نحمي كل اللبنانيين بمن فيهم الذين تطاولهم السلسلة ونحن لا نضيف ضرائب لاننا نحب ذلك بل لنحمي من نعطيهم السلسلة ولأن هذا هو التوافق الذي توصلنا اليه”. وكشف انه سيطلب من وزيري العدل والداخلية التحرك حيال “مجموعة أكاذيب تم ترويجها على مواقع التواصل الاجتماعي وسنلقي القبض على من قام بنشرها”، مشدداً على ان “رئيس الحكومة والرئيس بري والرئيس عون مصرّون على اعادة ثقة الناس بالحكومة”. وأضاف: “لو أردنا ان نعمل بشعبوية أظن انه يمكننا ان نوصل السلسلة الى 10 آلاف مليون ولكن بذلك نكون قد خربنا بيوتكم وبيوت أولادكم”. وأعرب عن اصراره أكثر من السابق على اصدار السلسلة.
الجميل
ورد النائب الجميل من المجلس على وقع تظاهرة كتائبية مناهضة للضرائب في ساحة رياض الصلح مستغرباً تحميل أربعة نواب من الكتلة مسؤولية تطيير الجلسة فيما “كنا حاضرين”. وتساءل: “هل ممنوع ان تكون هناك معارضة أو ان يقول أحد إن هذه الضرائب غير منطقية؟”.
وقال رئيس لجنة المال والموازنة ابرهيم كنعان لـ”النهار” ان الواردات الضريبية اتفقت عليها الحكومات المتعاقبة بدءاً من حكومة الرئيس نجيب ميقاتي وأشبعت درساً في اللجان المشتركة في مجلس النواب ودافعت عنها الكتل بما فيها كتلة الكتائب ولم يتبدل شيء في الضرائب المتفق عليها منذ العام 2014″. واعتبر ان الأجواء السلبية في اليومين الاخيرين ومحاولة الضغط لرفض الضرائب “هدفت الى ضرب المشروع من أساسه”، ودعا المعترضين الى اقتراح مصادر أخرى وواقعية للواردات وتوفير تغطية السلسلة “بعيداً من المزايدات”.
وتوافرت ليلاً معلومات لـ”النهار” مفادها ان الرئيس بري سيدعو الى جلسة الاربعاء المقبل يصار خلالها الى اقرار ما تبقى من بنود السلسلة بعد احتواء الاحتقان.
المزايدات طيّرت الجلسة…الحريري غاضب والجميل: “ما خصنا”!
أبعد من سلسلة الرتب والرواتب. انه الجوّ السياسي العام الذي طيّر السلسلة، أقله الى الأسبوع المقبل. لن يعترف النواب، ولا الحكومة بالطبع في فشلهم في اقرار السلسلة وفي الوقت نفسه، لن يستطيعوا ان يبرهنوا طريقة فرض الضرائب او شرحها للرأي العام، في عز الازمات المعيشية المتتالية. فلم يكن امامهم سوى النائب سامي الجميل، لأنه بدا خلال الجلسات من أشد الحرصاء على عدم فرض الضرائب على المواطن، لكنه كان بنظر الحكومة والمجلس ” معرقلا”.
و حمّل النائب الجميل وكتلة “الكتائب” مسؤولية الالتفاف على السلسلة، وقال: “أحمل المزايدين والمعرقلين وفي مقدمهم النائب سامي الجميل وكتلة “الكتائب” الالتفاف على السلسلة وحرمان 250 الف عائلة من حقوقهم، بحجة ضرورة تأمين الأموال من خارج الايرادات المقترحة من دون المشاركة بأي عمل جدي لوقف الهدر”.
وتابع: “هناك رغبة من “الكتائب” بعدم إقرار السلسلة، ويحاولون تحميل النواب هذا الذنب فيما هم المعرقلون”، لافتًا الى ان حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي لـ”الكتائب” روجت لزيادات لا أساس لها من الصحة.
واشار الجميل إلى أن “الكلام انه بسببنا طارت الجلسة غير صحيح ونحن كنا حاضرين وأعطينا رأينا ومشكلتنا مع ضرائب تفرض على اللبنانيين”، مضيفا: “فلنر من هم النواب الذين لم يؤمنوا النصاب”، متسائلا:” هناك اكثرية نيابية من 123 نائبا اليسوا قادرين على الاقرار؟ هل نحن اوقفنا الجلسة؟”، مشددا على أن “الدخان البند الوحيد الذي تحول الى مشكلة ووزير المال اعترض على ضريبة التبغ فقط”.
وإعتبر أن “محاربة الفساد كلفتنا خروجنا من السلطة، وكنا حذرنا من هدر اموال اللبنانيين والسلطة اخذت الشعب رهينة لتمرير موضوع النفايات”، متسائلا: “هل ممنوع ان تكون هناك معارضة او ان يقول احد ان هذه الضرائب غير منطقية”، مشيرا إلى انه “خلال وجودنا في الحكومة عرض على طاولة مجلس الوزراء مرسوم اعفاء عن 8 شركات من غرامات التأخير وقيمة القرار 66.5 مليار ليرة واعترضنا على القرار 4 مرات في الحكومة وبالنهاية لم يطرح على جدول الأعمال الا عندما استقالت الكتائب”. موضحا أن “سوكلين ترتب مليارات الدولارات على الدولة وفي الجلسة التشريعية اقررنا قرضا بـ 456 مليون دولار فليشرحوا لنا لماذا نقدر على اعفاء مصارف ولا نقدر على اقرار السلسلة، وليت الحصانة ترفع عنهم جميعا ويا ليت القضاء يقوم بواجبه وفقط الانسان الذي بيته من حجر يقوم بما نقوم به وقوتنا ان الا احد “يغبر” علينا ومسؤولية ما حصل يتحملها النواب الغائبون او من رفع الجلسة”.
وكشف الجميل أنه “اعطينا رأينا وهذا من حقنا فنحن لسنا غنما انما نبرهن للشعب اننا لسنا غنما واننا لا نركض وراء السلطة بل مستعدون للتخلي عنها، فليراقب 300 شاب من داخل التفتيش مداخيل الدولة ولتفعل اجهزة المراقبة لدى الدولة ولكن يبدو ان الاسهل لهم الذهاب نحو جيب المواطنين من الذهاب الى وقف منظومة الهدر والفساد”، مؤكدا أنه “اذا كانوا يريدون اقرار السلسلة يوم غد فسنكون موجودين كما كنا اليوم”.
ولاحقاً، أعلن رئيس حزب “القوات اللبنانية ” سمير جعجع “تعليق تأييد القوات لسلسة الرتب والرواتب، الى حين تأمين وارداتها من المعارضين لها”، مشيرا الى انه “عندما يصبح الامر متعلقا بالمزايدات فلا يمكن العمل”.
وأعرب جعجع في حديث تلفزيوني، عن شكه بأن “يكون سيناريو تطيير الجلسة التشريعية متفق عليه”، لافتاً الى انه “لا يمكن العمل في جو من الفوضى”. وأكّد “اننا سنشارك في الجلسات المقبلة لكن لن نؤيد السلسلة”، متمنياً “ان نعطي المواطنين المال، لكن هناك حياة يجب أن تسير، ورأينا بالهدر والفساد معروف”.
الضرائب على العقارات: تُحرّك” الخُوّة”… وتُجمّد البيع
تجار الأبنية: لا قدرة على دفع المزيد
ما ان أقرت الضرائب على القطاع العقاري حتى تحركت جمعية منشئي الأبنية فأرسلت كتاب اعتراض الى وزارة المال فصّلت فيه ملاحظاتها على الضرائب المستحدثة في موازنة 2017.
الاخبار
مشروع باسيل لا يزال يتنفّس!
التيار ينتظر قرار حزب الله… والمستقبل وافق على الاقتراح
مسرحية في مجلس النواب: كذّابون ولصوص
تنتهي مطلع الأسبوع المقبل آخر مهلة لدعوة الهيئات الناخبة لإجراء الانتخابات النيابية، بالتزامن مع مغادرة وزير الخارجية جبران باسيل الاثنين المقبل الى الولايات المتحدة. ويوحي هذا التزامن بأن نهاية هذا الأسبوع ستكون حاسمة في ما يتعلق بالاتجاه الذي سيسلكه الاستحقاق النيابي المقبل
وأكدت المصادر أن لدى رئيس التيار، «وربما على خلاف الجميع، قناعة بإمكان الاتفاق في ما تبقى من أيام على قانون جديد تجرى الانتخابات على أساسه». وذكّرت بأن التيار «قدّم مروحة واسعة من الخيارات: المختلط، اكثري ونسبي، ثم التأهيلي على مرحلتين اكثرية ونسبية، وأخيراً خلطة فيها نصف نسبي ونصف ارثوذكسي أكثري، علماً أننا كنا نفضل أن يكون النصف الثاني نسبياً أيضاً، لكن الأطراف الأخرى لم توافق». وأعربت عن اعتقادها بأنه «إذا لم يمش المشروع الأخير الذي قدمه رئيس التيار، فلا بد أن يمشي أحد القوانين الأخرى التي سبقته». ولفتت الى كل هذه المشاريع كانت «حلولاً وسط قدّمناها للتقريب بين وجهات النظر. وفي حال رفضت نعود الى طرحنا الأساس: الارثوذكسي، او نسبية كاملة في 14 دائرة، مع بعض الضوابط»، مذكّرة بخطاب باسيل في ذكرى 14 آذار الذي اعتبر فيه أن «مشروعنا هو النسبية الكاملة، ونحن نضحّي بقبولنا بالنسبية الجزئية».
الى ذلك، وفي ظلّ تفاقم السّجال بين الحزب التقدمي الاشتراكي والتيار الوطني الحرّ، حاول الرئيس الحريري احتواء الموقف وسط قلقٍ من ارتفاع منسوب التوتّر بين النائب وليد جنبلاط ورئاسة الجمهورية، خصوصاً مع التحضيرات الكبيرة التي يعدّها الاشتراكي لمهرجان الاحد في المختارة، وبعد تصريحات باسيل التي اعتبرها الاشتراكيون مستفزّة حول مجلس الشّيوخ. وعلمت «الأخبار» أن الحريري توسّط بين باسيل وجنبلاط لتخفيف التوتّر خوفاً من انفراط عقد الحكومة وتعثّر عملها. وعقد لقاء أول من أمس بين باسيل والوزير وائل أبو فاعور، صدر بنتيجته بيان عن هيئة الشّوف في التيار الوطني الحرّ أمس شدّد على أنه «في الذكرى 40 لاستشهاد المعلم كمال جنبلاط، تؤم الشوف الأحد المقبل وفود شعبية للإحتفال بهذه المناسبة، ويهم التيار الوطني الحر في الشوف أن يؤكد على احترامه الكامل لكل رجالات الشوف السياسية والفكرية والأدبية، وهو يشدد على العلاقة المميزة التي تربطه ببني معروف والحزب التقدمي الإشتراكي». وأضاف أن «التيار يعتبر وحدة الجبل من أولى أولوياته والمصالحة تكرست بصورة نهائية بالزيارة التي قام بها رئيس التيار الوطني الحر آنذاك العماد ميشال عون، واللقاء الذي جمعه بالنائب وليد جنبلاط في المختارة». وطالب التيار «المحازبين والمناصرين والمؤيدين بعدم الانجرار إلى المساجلة أو الرد على صفحات التواصل الإجتماعي، ومسح كل ما من شأنه الإساءة إلى العلاقة المميزة والعيش المشترك، بيننا وبين جميع إخواننا في الشوف إلى أي جهة أو طائفة انتموا».
مسرحية في مجلس النواب: كذّابون ولصوص
قصة «النصاب» كانت اختراعاً. تؤكّد مصادر نيابية شاركت في المشاورات التي سبقت انعقاد الجلسة المسائية في مجلس النواب، أن اتفاقاً حصل على فرطها وتحميل النائب سامي الجميّل المسؤولية. سبق ذلك حملة منظمة للتهييج ضد السلسلة والضرائب، شارك فيها نواب، وتوجد دلائل على أن مصارف حرّضت عليها وموّلتها، بهدف منع أي نقاش يرمي الى زيادة الاقتطاعات الضريبية من أرباحها الفاحشة وأرباح المضاربات العقارية التي تغذّيها. كذب النواب على الناس وأمعنوا في تضليلهم، في محاولة لإخفاء الصفة التمثيلية الوحيدة التي يستحقونها: نوّاب اللصوص (مقال فاتن الحاج).
ما حصل أمس في مجلس النواب لم يكن مفاجئاً. المؤشرات كلها، التي سبقت الجلسة التشريعية ورافقتها منذ انعقادها يوم الاربعاء الماضي، كانت تشي بأن «المسرحية» متواصلة، وأن فصلها الاخير لم يُكتب بعد، وبالتالي لن تُسدل الستارة. المفاجئ حقاً كان في تردّي «الإخراج» الى مستوى غير مسبوق. هذه المرّة، لم يجر «تطيير النصاب» بالمعنى الدقيق، ولم تعلن كتلة نيابية وازنة «معارضتها» لمشروعي قانوني سلسلة الرواتب والرتب والاجراءات الضريبية، ولم يلوّح أحد باستخدام «الفيتو» أو يغنّي مواويل «الميثاقية» و»الديمقراطية التوافقية».
بالعكس تماماً. كل ما احتاج إليه فرط الجلسة، أمس، هو ببساطة شديدة: «منشور»، مجهول المصدر، تم تداوله على نطاق محدود على شبكات التواصل الاجتماعي، يعرض نماذج عن ضرائب على الاستهلاك والبنزين والكهرباء وغيرها، يزعم النواب أنها غير مطروحة، ويزعمون أنها أثارت ردود فعل ساخطة من «الجماهير الشعبية»، وأثارت «البلبلة»، وجعلت «التشريع» تحت هذا «الضغط» مستحيلاً. نعم، بهذه الحجّة جرى فرط جلسة نيابية عامّة، سبق أن مهّد لها رئيس كتلة المستقبل، فؤاد السنيورة، بوصفها أنها «من أهم وأخطر الجلسات». هذا الإخراج الهابط احتاج الى سياق درامي لإضفاء بعض الإثارة الرخيصة، إذ كان لا بد من ظهور «الشرير» في نهاية الفصل، ينصب المكائد وينسج المؤامرات ويستعمل قوى خارقة وأيادي خفية ويخرّب ما أجمعت كل الكتل النيابية على تحقيقه من مطالب مزمنة محقة وضرائب ضرورية «عادلة»؛ إنه سامي الجميّل، رئيس حزب الكتائب الذي يمثّله 5 نواب فقط من أصل 128 نائباً، 4 نواب منهم كانوا حاضرين في الجلسة والخامس مسافراً!
تحركات الشارع
أمس، تجمّع العشرات من حزب الكتائب وبعض ناشطي مجموعات حراك صيف 2015، وتوعّدوا بمواصلة التحرك حتى إسقاط الضرائب التي تصيب الطبقات الوسطى. في هذا الوقت، تستمر رابطة أساتذة التعليم الثانوي الرسمي في تنفيذ الإضراب المفتوح في الثانويات الرسمية ودور المعلمين، إلاّ أنها لم تضع أي خطة تحرك ميدانية في ضوء ما حصل في الجلسة التشريعية، باعتبار أن ما صدر عن الجلسة لا يزال ضبابياً والأيام الثلاثة المقبلة هي أيام ميتة ووقت ضائع، في انتظار ما إذا كان سيتم تحديد موعد لجلسة تشريعية الأسبوع المقبل ليُبنى على الشيء مقتضاه.
الضرائب المقرّة قبل فرط الجلسة
أقرّت الهيئة العامة قبل فرطها، أمس، رفع الرسوم على استهلاك المشروبات الروحية بنسبة مئوية، وقد اعترض على هذه الضريبة كلّ من كتلة الكتائب، التي رأت أن هذه الضريبة تطال المواطنين في حياتهم اليومية، فيما جددت كتلة الوفاء للمقاومة موقفها الرافض لكل الضرائب على ذوي الدخل المحدود. وبالنسبة إلى المادة المتعلقة برفع الرسوم على استهلاك بعض أنواع التبغ والتنباك، فقد شطبت المادة الواردة في مشروع القانون والتي ترفع الرسم بنسبة 43.75% على السيجار و135% على السجائر ونرجيلة المعسل واستبداله باقتراح تقدم به النائب عاطف مجدلاني يقضي بزيادة 250 ليرة لبنانية على سعر علبة السجائر و500 ليرة على سعر علبة السيجار، وهنا اقترح النائب الجميّل زيادة 500 ليرة على سعر السيجار الواحد. إلاّ أن كتلتي التنمية والتحرير والوفاء والمقاومة رفضتا رسوم التبغ، لكونها تزيد التهريب ولا تخفف استهلاك الدخان ولا توفر إيرادات للسلسلة، وهنا أوضح وزير المال أنّ هذا الاقتراح لم يرد من الحكومة بل وضعته لجنة نيابية فرعية، في حين أن مؤسسة الريجي تضخ أرباحاً على خزينة الدولة.
اللواء
لكتائب والحراك المدني في الشارع إعتراضاً علی سلسلة الضرائب
شائعات تكذبها الحكومة والمجلس تطيح بالمناقشات.. والحريري يتمسك بإقرارها
ما الذي حدث في ساحة النجمة داخل مجلس النواب، وفي الأمكنة المحيطة به، حيث تجمع أصحاب الحقوق والروابط التعليمية والنقابية في حشد بشري راح يتزايد مع تعثر النقاشات بين النواب والكتل، وعلى وقع شائعات تناولها نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تضمنت لائحة بأسعار وضرائب تتناول صفيحة البنزين وربطة الخبز وشحن الخليوي والمازوت وفواتير الهاتف الارضي والكهرباء والماء، مما أدى الى تطيير النصاب ومعها سلسلة الرتب والرواتب؟
بمعزل عن دور حزب الكتائب اللبنانية نواباً وطلاباً ومحازبين إلى جانب الحراك المدني وحملات «بدنا نحاسب» و«طلعت ريحتكم» وغيرها التي لمعت إبان حملة النفايات قبل نحو من عام، في تجييش الشارع اعتراضاً على سلسلة الضرائب، فإن أجواء طرأت على تفاهمات الطبقة السياسية السابقة حول السلسلة، والتي تمت في اللجان وصوّت عليها واحيلت الى المجلس، جعلت اطراف التفاهمات تنسحب الواحدة تلو الأخرى ملقية بالتبعات على سواها، مما حوّل المناقشات إلى سيناريو من الفوضى، وجعلت السلسلة، كما اشارت «اللواء» يتيمة الأب والأم، وراح كل فريق يدفع بجماعته إلى الشارع، في ساحة النجمة او على الطرقات، أو عبر إحراق الدواليب وقطع الشوارع.
فالنائب الاشتراكي وليد جنبلاط أعاد التذكير بأن حزبه تبنى زيادة السلسلة شرط تأمين الموارد ووقف الهدر، واصفاً المواقف الشعبوية بأنها «سهلة جداً»، الأمر الذي يعني أن حماس نواب اللقاء الديموقراطي للسلسلة لم يكن قوياً.
مكاري ولائحة الشائعات
وأجواء الفوضى هذه جعلت رئيس الجلسة النائب مكاري يخرج عن طوره ويسمي الأشياء بأسمائها، فوصف النائب سامي الجميل رئيس حزب الكتائب ونواب الحزب والمحازبين بالمزايدين والمعرقلين والالتفاف على السلسلة لإلغائها وتضييع حقوق أكثر من 250 الف عائلة، وصحة تأمين الموارد من دون تقديم اي بديل واقعي.
ردّ الجميل
لكن النائب الجميل، ردّ في مؤتمر صحفي في حضور نواب الحزب، وقال: «اول مرّة نسمع عن تعطيل جلسة بسبب شائعات نحن لسنا مسؤولين عنها.. ومن حقنا المطالبة بعدم فرض ضرائب على الشعب اللبناني.. الا يحق لنا المطالبة؟ هل نحن في دولة ديكتاتورية.. هناك 123 نائباً ليقروا ونحن من حقنا أن نعترض.
ماذا بعد؟
مصادر واسعة الاطلاع، تؤكد لـ«اللواء» أن السلسلة ستقر، ولكن ستأخذ وقتاً بين أسبوع و10 أيام، مشيرة الى اجندات للرئيس الحريري وغيره من المسؤولين، إذ سيتوجه يوم الثلاثاء إلى القاهرة لترؤس الوفد اللبناني إلى اجتماع اللجنة المشتركة اللبنانية – المصرية، كما انه سيشارك إلى جانب رئيس الجمهورية في القمة العربية التي ستعقد في عمان وتستمر من 27 إلى 29 ضمناً.
عون في الفاتيكان
رسمياً، وفي الفاتيكان، استقبل البابا فرنسيس الرئيس ميشال عون والوفد المرافق له، واختلى به لمدة عشرين دقيقة، تحدث خلالها الرجلان عن موقع لبنان، ورسالة العيش المشترك ووضع المسيحيين في الشرق، فضلاً عن العمل القائم في مواجهة الإرهاب. وطالب الرئيس عون خلال اللقاء، باستمرار دعم البابا للبنان في المحافل الدولية والإقليمية. وقدم الرئيس عون للحبر الأعظم أفراد عائلته السيدة ناديا وبناته الثلاث وازواجهن، كما تبادل معه الهدايا.
ذكرى جنبلاط
في هذه الأجواء السياسية الضاغطة، يتحوّل مهرجان الذكرى 40 لاستشهاد مؤسس الحزب التقدمي الاشتراكي كمال جنبلاط إلى مناسبة لإرسال رسالة تتعلق بقوة التمثيل الشعبي الدرزي والوطني للمختارة، وسط مشاركة سياسية وحزبية وشعبية واسعة بعنوان «مهرجان الوفاء».
وفي إطار التحضيرات، تفقد النائب جنبلاط كل الترتيبات والتحضيرات اللوجستية، فيما انتشرت على مواقع التواصل صور لجنبلاط ومن ضمنها صورة للسيارة التي استشهد فيها والده. وزار جنبلاط ضريح والده ووضع عليه زهرة حمراء بمشاركة شخصيات من رفاق كمال جنبلاط.
البناء
بوتين لخطة مشتركة مع تركيا… وإيران تدعوها لوقف إمداد الإرهابيين
ارتباك وفوضى يصيبان الحكومة والمجلس والشارع… بانتظار بري
حركة احتجاج نقابيّة ضد الضرائب وضد تأجيل السلسلة وتخفيضاتها
الاختبار التركي مرة ثانية من بوابة استانة في عهدة روسية إيرانية، بعدما كشف الرئيس الروسي عن خطة جديدة مشتركة مع تركيا لمواجهة الإرهاب وتثبيت وقف النار، ودعا وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف إلى خطوات عملية تترجم الالتزام بخيار الحرب على الإرهاب أولها وقف خطوط الإمداد لجبهة النصرة وسائر التشكيلات الإرهابية. وبينما تستعد طهران لاستضافة اجتماع على مستوى الخبراء روسي إيراني تركي منتصف الشهر المقبل، قالت مصادر إيرانية مطلعة إنه سيتضمن رسم الخرائط النهائية للمناطق التي تتواجد فيها جماعات داعش وجبهة النصرة، وينجز التصنيف النهائي للجماعات المسلحة ومناطق انتشارها وفقا للمعايير التي اتفق عليها ثلاثي أستانة.
حتى موعد اجتماع طهران الأستاني يتقدم موعد انعقاد جنيف بعد اسبوع، حيث تبدو الصوة مكرّرة عن الجولة السابقة، ويبدو موقف جماعة الرياض أشد التزاماً بموقف تصعيدي تعبر عنه وسائل الإعلام السعودية، خصوصاً مع زيارة ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لواشنطن وحديثه عن اعتبار المواجهة ضد ما أسماه بالنفوذ الإيراني في المنطقة عنوان المرحلة.
الضبابية الدولية والإقليمية، مع ضبابية مواسم الطقس، تكاملتا بضبابية مشهد لبناني ضبابي هو الآخر، حيث انفلت الحبل على الغارب في الجلسة النيابية المخصصة لسلسلة الرتب والرواتب، وانتقل التصويت من ضريبة إلى ضريبة، إلى «تسويط» تحت القبة، حتى صارت الحبّة قبّة، وحمل رئيس الحكومة سعد الحريري ونائب رئيس المجلس النيابي سياطهما بدلاً من الأصوات، باتهام التحريض بالتصعيد الشعبي والنقابي على الضرائب والسلسلة، بينما كانت حركة الاحتجاج على الضرائب وتأجيل السلسلة والتخفيضات التي طالتها مقابل الزيادات الضرائبية تستقطب الجسم النقابي للمحامين بعد الأساتذة والمعلمين، وبقي القضاة على اعتكافهم والجمعيات الأهلية تستعد للشارع الساخن، حتى فرطت مسبحة الجلسة حبّة حبّة، وطار النصاب بانتظار جلسة يدعو إليها رئيس المجلس النيابي نبيه بري الأسبوع المقبل، بعدما يكون قد أزال من طريق السلسلة غيمة الجلسة الفاشلة وانقشع ضبابها.
الضرائب طيّرت الجلسة ومعها السلسلة
ما بين تمسّك «اللوبي الاقتصادي المالي» في المجلس النيابي بزيادة الضرائب التي تستهدف ذوي الدخل المحدود والطبقات الفقيرة، وبين الإصرار على إنجاز سلسلة الرتب والرواتب، طارت الجلسة التشريعية أمس وطيّرت السلسلة معها، بعدما عمّت حالة من الهَرَج والمَرَج والفوضى أرجاء البرلمان أدّت الى فقدان النصاب. لكن ما حصل في أروقة المجلس أثار الكثير من الأسئلة، هل طارت الجلسة أم طُيِّرت؟ وهل تم استغلال مواقف رئيس حزب الكتائب سامي الجميل وتسريب خبر فرض سلة ضرائب جديدة على المواطنين، لتطيير الجلسة بعد تمرير سلة الضرائب الأولى في جلسة أمس الأول، والسلة الثانية في جلسة أمس الصباحية؟ وإذا كان التمويل الضريبي للسلسلة قد تمّ من جيوب المواطنين، فلماذا لم تُقرّ إذاً؟ وهل علّق إقرار السلسلة لتبرير تأمين إيرادات جديدة وبالتالي ضرائب جديدة تطال الفقراء؟ ولماذا توقفت الجلسة فور الانتقال إلى بند فرض ضريبة على الأملاك البحرية؟
وما يزيد الشكوك، إعلان رئيس القوات سمير جعجع مساء أمس تعليق تأييد «القوات» على السلسلة حتى يتمّ تأمين وارداتها، بينما أشار رئيس اللقاء الديمقراطي النائب جنبلاط أن «الحزب الاشتراكي ومنذ اللحظة الأولى تبنّى زيادة السلسلة شرط تأمين الموارد ووقف الهدر وسهلة جداً المواقف الشعبوية». أما مستشار رئيس الحكومة سعد الحريري الوزير غطاس خوري فأكد في تصريح أننا «لا نريد إقرار السلسلة من دون تأمين المداخيل ويجب أن تكون الأجواء مرتاحة في لبنان ولا ينفع التوتر».
وعلمت «البناء» أن نائب رئيس المجلس النيابي فريد مكاري ردّد أمام النواب أنه لن يترأس أي جلسة بعد الآن، بسبب ما حصل داخل قبة البرلمان أمس، وأن رئيس المجلس نبيه بري سيدعو الى جلسة مقبلة، ربما تكون الأربعاء أو الخميس المقبلين لإنهاء الأمر، لفتت مصادر «البناء» الى أن «هناك قراراً من الكتل الرئيسية في المجلس بإقرار السلسلة ولا يمكن التراجع عنها بعد التوافق حولها في اللجان المشتركة»، موضحة أن «لا اتفاق مسبق على تطيير الجلسة ولا على تطيير السلسلة، والدليل أن النواب الذين تغيّبوا أو خرجوا من الجلسة كانوا من كافة الكتل السياسية وليس من كتلة معينة، وبالتالي لا يتحمل طرف واحد المسؤولية كما لا يمكن تحميل الكتائب الفوضى التي حصلت، حيث إن الضرائب الجديدة نشرت على صفحات التواصل الاجتماعي وليس على موقع الكتائب فقط».
غير أن النائب مكاري، ومن المجلس النيابي اتهم بشكلٍ مباشر النائب الجميل بتطيير الجلسة، وقال: «بسبب عدم اكتمال النصاب رُفعت الجلسة»، وحمّل: «المزايدين والمعرقلين في مقدمتهم الجميل وحزب الكتائب مسؤولية الالتفاف على سلسلة الرتب والرواتب وإلغائها، بحجة تأمين موارد من خارج سياق الإيرادات من دون تقديم طرح بديل وواقعي، ومن دون المشاركة بأي عمل جدي».
وأشار مكاري الى أن «ثمة من ينظّم حملة تضع الناس في وجه الإيرادات». واعتبر أن «هناك رغبة من حزب «الكتائب» بعدم إقرار السلسلة وتحميل ذلك للنواب»، ولفت الى أن «مواقع حزب الكتائب نشرت زيادات غير مذكورة في السلسلة لإثارة الرأي العام»، وشدد على أن «من يريد أن يعبر عن نبض الناس لا يضع أرقاماً غير صحيحة». وأعلن أنه سيطلب من وزارة الداخلية ملاحقة كل من يهاجم مجلس النواب، وشدد على أنه «لن نتخلّى عن السلسلة وستقر بوجود الرئيس بري».
بدوره، رأى الحريري أن «الشائعات والافتراءات على مجلس النواب والحكومة هي محاولة لضرب السلسلة»، ووعد بملاحقة من سرّب الأكاذيب بما يخص السلسلة على مواقع التواصل الاجتماعي، مشيراً الى أنه «إذا كان أحد النواب فمستعدون لأن نرفع عنه الحصانة».
في المقابل، اعتبر الجميل أن «من يتحمّل المسؤولية هو من رفع الجلسة والنواب ممن غابوا»، وسأل الجميل «هل نحن النواب الاربعة من عطّل الجلسة؟»، وأضاف «كيف نعفي شركات كبرى وبنوكاً ولا نستطيع تمويل السلسلة؟».
ورجحت مصادر أخرى لــ«البناء» أن تقر السلسلة في الجلسة المقبلة، لكنها أوضحت أن «المشكلة هي موازنة الإيرادات والنفقات التي تموّل السلسلة»، مشيرة الى أن «مكافحة الهدر والفساد كفيل بتمويل السلسلة من دون فرض ضرائب جديدة على المواطنين».
.. وسلة ضرائب جديدة
وتحت شعار تمويل السلسلة، أضاف المجلس الى سلة الضرائب في جلسة أمس الأول، ضرائب جديدة شملت رفع الرسوم على المشروبات الروحية المستوردة بمعدل 60 ليرة الى 25 من السعر النهائي للمنتج و200 ليرة الى 35 و400 ليرة الى 25 من السعر النهائي للمنتج. وضريبة 250 ليرة على التبغ و250 ل.ل. على السيجار وزيادة الرسوم على معاملات كتّاب العدل وحصل انقسام حول بند فرض 500 على المسافرين في البرّ ولم يُقرّ.
.. والشارع على شفير انفجار
أما خارج قاعة البرلمان، فلم يكن أفضل حالاً من داخله، حيث اتسعت دائرة الاعتصامات والاعتراضات على السياسة الضرائبية الجديدة، ما وضع البلاد أمس على شفير انفجارٍ اجتماعي وسط الحديث عن ثورة في الشارع بدأت ملامحها بالظهور في حال استمرّت السلطة في تحميل الشعب ما لا طاقة له من سلل الضرائب.
وبالتزامن مع الجلسة المسائية وبعد تسريب لائحة ضرائب جديدة على المحروقات وغيرها من الضرائب التي تطال المواطنين، نفّذ عدد من الأحزاب ومجموعات من الحراك المدني، «بدنا نحاسب» و«طلعت ريحتكم» تظاهرة حاشدة في ساحة رياض الصلح، وأكد المعتصمون استئناف الاعتصام اليوم. وفي وقت متأخر من مساء أمس تظاهر حشد من المواطنين في ساحة شتورا اعتراضاً على الضرائب الجديدة.
وكانت ساحة رياض الصلح قد شهدت مجموعة من الاعتصامات تزامناً مع الجلسة الصباحية، وبعد أساتذة الثانوي الرسمي والتعليم الابتدائي ومتعاقدي الإدارات العامة، نفذ الأساتذة المتفرغون في الجامعة اللبنانية أمس، اعتصاماً امام المجلس احتجاجاً على الإجحاف اللاحق بهم لجهة «ضرب أهم المكتسبات التي حققها الأساتذة بنضالاتهم الطويلة، وهو صندوق تعاضد أفراد الهيئة التعليمية في الجامعة اللبنانية».
وأعلنت رابطة أساتذة التعليم المهني والتقني الرسمي في لبنان الاستمرار في الإضراب اليوم.
أما القضاة «فاستمروا في اعتكافهم»، كما أكد رئيس مجلس شورى الدولة القاضي شكري صادر «احتجاجاً على ما يحصل من انتقاص من استقلالية القضاء ومسّ بالحقوق المكتسبة من دون أخذ رأي السلطة القضائية».
وانضمّت نقابتا المحامين في بيروت والشمال الى جبهة الطعن بالضرائب الجديدة، وأكد نقيب المحامين في بيروت انطونيو الهاشم في مؤتمر صحافي أن هناك ثغرات عدّة طاولت مشروع سلسلة الرتب والرواتب، مشدداً على أن التعديلات المقترحة لبعض مواد قانون الإجراءات الضريبية، مخالفة للدستور وللمعاهدات الدولية لجهة عدم المساواة بين المكلفين في سداد الضرائب ودور المواطنين في الدفاع عن حقوقهم.
كما اعتصم أكثر من مئة ضابط متقاعد من الاسلاك العسكرية في وسط بيروت للمطالبة برفع الظلم عنهم في سلسلة الرتب والرواتب، ونفّذ متطوعو الدفاع المدني اعتصاماً في رياض الصلح احتجاجاً على تجاوز بند اقتراح قانون تنظيم الدفاع المدني المقدم من النائب هادي حبيش. تفاصيل صفحة 2
قانون الانتخاب ضائع
ووسط هذه العاصفة الاجتماعية التي تشهدها البلاد وفي وقت تنشغل مواقع القرار في الدولة بالملفات المالية والاقتصادية، لا يزال قانون الانتخاب ضائعاً في مهب رياح المصالح السياسية والانتخابية، مع ما يتردّد عن ربط ما بين إقرار الموازنة وقانون انتخاب جديد.
وفي حين لم تخرج مواقف جديدة من طرح رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الانتخابي، فإن المهل القانونية باتت عامل ضغط على جميع القوى، حيث أكد وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق أنه سيجري مشاورات مع كل من رئيس الجمهورية ورئيسي مجلس النواب نبيه بري والحكومة سعد الحريري من أجل أخذ قرار حول موعد الانتخابات النيابية المقبلة، معترفاً بأنه «من الصعب جداً إجراء الانتخابات في موعدها والتأجيل سيكون تقنياً».
وقالت مصادر مستقبلية لــ«البناء» إن «المستقبل لن يعلن موقفه حيال اقتراح باسيل قبل أن تكشف كل القوى موقفها كي لا يتذرّع أي طرف بموقفنا»، ولفتت الى أن «لا جديد على صعيد القانون ونحن منفتحون على كل الصيغ، مرجحة توافق القوى حول تأجيل مؤقت للانتخابات، ريثما يتم التوافق حول قانون جديد والاستعداد للانتخابات وتجنباً للفراغ النيابي الذي لا يفضله أحد».