ذات يوم من أيام سنة 1918 سيعرف حدّو الصغير النور في دوار ايت القاضي بتماسينت، فخذة امرابطن، التابعة لقبيلة ايت ورياغل، كانت حينها منطقة الريف تحت وقع الاستعمار الاسباني، كان الأهالي يقومون بجهود حثيثة للم الشمل بعد مرحلة “الريفوبليك” لإعداد العدّة وتنظيم الصفوف لمواجهة المستعمر، وفي حمأة تصاعد صوت المقاومة بقيادة الزعيم محمد ابن عبد الكريم الخطابي سيطلق حدّو صرخة الحياة بوصفه الابن البكر لوالده لعبد السلام أقشيش ..
بعد سنوات قليلة وعندما كان الزعيم محمد بن عبد الكريم الخطابي يحقق انتصارات ساحقة سيلتحق حدّو ب”لمسيد” (الكتاب) لحفظ القرآن وتعلّم الكتابة والحساب، أظهر الطفل حدّو قدرات جيدة في الحفظ والذكاء، لكن رغم ذلك لم يشفع عند والده لمواصلة دراسته، فبمجرّد ما تمكن من القراءة والكتابة وحفظ ما تيسّر من القرآن سحبه والده من الكتّاب ووفر له قطيعا من الغنم ليرعاه ويساعده في أعمال الفلاحة…
ذات يوم كان أحد الضيوف مدعوا للعشاء مع والد حدّو، وعندما نزل هذا الضيف الذي هو أحد “علماء” المنطقة وقتئذ يدعى ” السي امحند السي حمو” صادف حدّو قافلا الى المنزل يسوق قطيعاً من الغنم كان يرعاه، نظر فيه الشيخ ملياً وقال له :
– هل ستبقى طول حياتك ترعى الغنم يا حدو؟
– وماذا سأفعل يا عمي السي امحند ، أجابه حدّو.
– عليك أن تعود لاستئناف دراستك لتضمن مستقبلك يا بني..
– سأفعل يا عمي إن أقنعت والدي بذلك.
جانب من الفضاء الذي احتضن طفولة حدّو أقشيش.
وفعلا بعد العشاء فاتح السي محند والد حدّو في الموضوع وأقنعه بإرجاع ابنه لاستكمال دراسته، وهو ما قام به الوالد خصوصا أن من طلب منه ذلك شخص يحوز احترام أبناء المنطقة، فالسي امحند لم يكن فقيها فقط بل كان عالماً بمقاييس ذلك الوقت، حيث كان الفقهاء الذي يقومون بمهة التدريس في الكتاب وإمامة الصلاة وأيضاً كان هناك فقهاء لهم اطلاع واسع على علوم الحساب والفلك والفقه والحديث يسمون ب “العلماء”، ويتميزون بشخصية رزينة وحكيمة تجلب لهم الاجماع على احترامهم من طرف الأهالي، وكانوا مرجع الناس حينئذ في الحسم في بعض النزعات والمسائل الفقهية وموضوعات الأحوال الشخصية…
عاد حدّو لاستكمال دراسته وأظهر تفوقاً ملحوظاً في الحفظ والتعلم مقارنة بأقرانه مما مكنه من استكمال دراسته خارج إقليم الحسيمة في تطوان وفاس..
“خبزة حدّو” شاهدة على جذوة النضال المتقدة..
صار حدّو يتقدم في دراسته بخطى حثيثة، حيث جاب المنطقة الجبلية من الحسيمة حتى الشاون يتردّد على مراكز العلم والفقهاء لأخذ علوم اللغة والدين والحساب على يديهم إلى أن توجه إلى تطوان لاستكمال دراسته في أحد المعاهد هناك نزيلا في داخليتها..
حدّو الشاب الفتي الممتلئ حيوية ونشاطاً، يقول عنه مجايلوه أنه كان يتميز بخفة دم وذكاء حاد وجسد رياضي يمنحه قوة الفتوة والاندفاع، يحكي أحد أفراد عائلته أن مرة زارت احدى فرق “أولاد سيدي احمد اوموسى” سوق الاحد بتماسينت لإلقاء احد عروضها التي تتميز بحركات بهلوانية ورياضية من طرف أفراد الفرقة، تحلّق الناس حول المشهد يتفرجون بإعجاب وحدو بين المتفرجين، وفي لحظة اندسّ بين أفراد الفرقة وراح يقلّد حركاتهم بطريقة رياضية متقنة، وأضحى الجمهور كلّه يصفّق لحدّو ويشجعونه بينما أشاحوا بعيونهم عن أفراد الفرقة… بعد نهاية العرض قصد كبير الفرقة والد حدّو وترجاه كي يترك حدّو يعمل معه ويدمجه في فرقته، لكن جواب الوالد كان هو الرفض القاطع وهو الذي يريد لإبنه أن يواصل دراسته ليتخرّج عالما يشار إليه بالبنان..
بمجرّد ما وطئ حدّو المعهد في تطوان بدأ في تنظيم الطلبة والدخول في أشكال احتجاجية لتحقيق مطالب تتعلق بالمنحة وبظروف الدراسة في المعهد والقسم الداخلي، وهو ما عرّضه باستمرار ليكون نزيلا عند السلطات الاسبانية بسبب انشطته النضالية، كما اعتقل مرات عديدة، وكان من المعارك القوية التي خاضها وهو طالب هو أن تزعم احتجاجا طلابيا داخل المعهد للزيادة في الوجبات الغذائية، وبعد معركة طويلة استطاع الاحتجاج الذي تزعّمه حدّو من أن يظفر بمكسب اضافة خبزة الى الوجبات الغذائية، سميت حينئذ ب “خبزة حدّو” نسبة الى الدور الفعال الذي لعبه في تنظيم الاحتجاج…
بعد ذلك سيطرد حدّو من المعهد، سيضطر للذهاب الى فاس لاستكمال دراسته هناك، لكن اسمه سيظل منقوشاً في ذاكرة الطلبة وعلى ألسنتهم لسنوات من بعد، ظلت “خبزة حدّو” شاهدة ودليل على جسارته النضالية حتى بعد سنوات من مغادرته للمعهد ولمدينة تطوان..
تشديد المضايقات على حدّو والهجرة إلى مصر..
بعد التحاقه بفاس لاستكمال دراسته هناك سيتعرض للطرد مرّة أخرى بسبب نشاطه النضالي، مما سيجعله يقفل عائداً إلى تطوان مرّة أخرى للبحث عن امكانية لاستكمال دراسته من جديد، لكن اسمه كان موضوعا على اللائحة السوداء ولم تقبله المعاهد المتواجدة في المدينة آنذاك، فمكث بعض الوقت في تطوان يحرضّ الناس ضدّ الاستعمار الاسباني وينسج علاقات مع ساكنة المدينة، وهو ما أثار حفيظة الاسبان فتم اعتقاله في مسيرة ضدّ الاستعمار الاسباني وتم الحكم عليه بثلاثة أشهر سجناً بتهمة رفع العلم المغربي في مسيرة ضدّ اسبانيا، وبعد الافراج عنه تمّ ابعاده من تطوان و فرضت عليه السلطات الاستعمارية الاقامة الاجبارية في بلدته بتماسينت وتم الزامه بإبلاغ السلطات عن أي تحرك له خارج البلدة..
ظل حدّو في تماسينت يساعد والده في أعمال التجارة التي كانت مزدهرة في هذه البلدة آنذاك، حيث كانت من أهم المراكز التجارية في الريف وقتئذ، بيد أن هذا الوضع لم يرق حدّو كثيراً، أحس معه بالاختناق، كأنه طائر قُصّت جناحاه، وهو المسكون بحلم استكمال دراسته، وحلم إحياء مقاومة محمد بن عبد الكريم الخطابي للقضاء على الاستعمار الذي طغى وتجبّر على الأهالي…
ظلّ حدّو يفكر في الأمر جليّاً إلى أن اهتدى رفقة أحد أصدقاء الدراسة “السي محمد نعما نرحاج علي” واتفقا على مغادرة البلدة ليلاً والسفر إلى مصر لملاقاة الزعيم محمد بن الكريم الخطابي وللبحث عن فرصة لاستكمال الدراسة، وفي اواخر سنة 1946 جمع حدّو أمتعته القليلة واستعان ببعض التين المجفّف والزبيب ثم اتفق مع صديقه على أن يغادرا البلدة تحت جنح الظلام هروبا من أعين المخبرين وجنود الاستعمار…
تسلّلا الصديقان خارج البلدة وواصل طريقهما إلى مصر مشياً على الأقدام، وفي الغد شاع خبر اختفاء حدّو وصديقه في البلدة، فحتى العائلة لم يخبرها بسفره، فكثرت التكهنات، وشرعت السلطات الاسبانية في استنطاق افراد عائلته وأصدقائه بحثاً عنهما…
الوصول الى مصر واستكمال الدراسة في كنف الزعيم محمد ابن عبد الكريم الخطابي..
بعد شهرين ستحمل الاخبار القادمة من مصر أن حدّو أقشيش متواجد في مصر مع الزعيم محمد ابن عبد الكريم الخطابي، حيث بمجرّد وصول حدّو وصديقه إلى مصر بحثا عن إقامة ابن عبد الكريم، وبعد ان وجدوها استقبلهما بحفاوة بالغة، سألهما عن أحوال الريف ورجاله، ثم سألهما عن قصدهما من القدوم إلى مصر، وبعد أن أوضحا له قصدهما، نصح “ميس نعما نرحاج علي” بأن يعود إلى عائلته وهي في حاجة ماسة إليه، وخاصة أن الزعيم على علمٍ بأن والد “عما نرحاج علي” قد اعتقل في سبتة من طرف سلطات الاستعمار بتهمة ارسال ابنه الى القاهرة للتخابر مع محمد بن عبد الكريم الخطابي، فقام بتأمين رحلة العودة له إلى المغرب عبر باخرة قادمة من مصر، بينما أبقى على حدّو معه، وجعله مثل أبنائه، كواحد من أبناء الدار، يدرس مع أبنائه يأكل معهم وينام معهم.. يقول أحد أبناء الزعيم “السي حدّو هو شقيقنا، وكان والدنا (ابن عبد الكريم) يُجلسه على يمينه في كل اجتماعاته مع الوفود والشخصيات وكل البعثات، وكثيرا ما كان يضع يده على رأس حدّو ملامسا شعره وهو يردد: (أمي ابو ثقيوحث إينو)”..
وبعد مكوثه لسنتين في منزل الزعيم بالقاهرة ومتابعة دراسته في جامع الأزهر، في أكتوبر سنة 1948 سيقترح عليه الزعيم ارساله إلى العراق ضمن وفد لتلقي التدريبات والتكوين العسكري في الكلية العسكرية ببغداد لتشكيل الخلايا الأساس لتكوين جيش التحرير لمواصلة حرب تحرير اقطار شمال افريقيا..
بعد ثلاث سنوات سيتخرج حدّو من الكلية العسكرية ببغداد برتبة ملازم ثاني، وستكون أولى المهام الميدانية التي كلفه بها الزعيم هي الاشراف على تموين وتدريب المقاتلين الجزائرين والليبين، حيث تذكر المصادر أن حدو رفقة بعض تلامذة محمد ابن عبد الكريم الخطابي أشرفوا على تدريب أزيد من 30 ألف مقاوم جزائري بداية الخمسينيات، كما تشير مصادر أخرى إلى التأكيد على أن حدّو أقشيش هو من أطلق رصاصة انطلاق المقاومة الجزائرية من جبال الأوراس…
احدى الصور المعروفة لحدّو أقشيش وهو بزيه العسكري.
العودة إلى المغرب والسقوط في أيدي الأراذل ..
بعد أداء مهمته في الجزائر وليبيا سينتقل حدّو إلى تنفيذ مهمات أخرى حيث تم تكليفه للرجوع إلى المغرب والتنسيق مع المقاومين لتشيكيل خلايا جيش التحرير، فكان أن قصد مباشرة بعد عودته مدينة تطوان لربط الاتصال ببعض الشخصيات والتنسيق معها، لكن السلطات الاستعمارية الاسبانية ستلقي عليه القبض بتهمة التحضير لعمليات تخريبية، وستحكم عليه بثلاثة أشهر سجن قضاها في أحد السجون الاسبانية بمدينة سبتة، وبعد الافراج عنه قصد مدينة الحسيمة وبلدته تماسينت، حيث بدأ مهمة أخرى بأن شرع يطوف على الاسواق والمداشر لتعبئة الناس وعقد تجمعات جماهيرية يشرح فيها للناس “أن لا حياة للريف بدون محمد بن عبد الكريم الخطابي”، أن الاستقلال الذي حصلنا عليه بموجب اتفاق “اكس ليبان” هو ليس استقلالاً ناجزاً بل هو استقلال شكلي فقط، “الاستقلال الحقيقي لا يأتي إلا عبر فوهة البندقية” كما كان يحلو له أن يردّد في جل تجمعاته الجماهيرية، يحكي مجايلوه أن حوالي شهر ماي 1956 عقد تجمعاً خطابيا حاشدا في بلدة تماسينت، تحدّث فيه عن الزعيم محمد ابن عبد الكريم الخطابي وتحدث عن طبيعة الاستقلال الذي حصل عليه المغرب، وحذّر الجماهير من أن يظنوا أن المغرب قد حصل على الاستقلال فعلاً، اذ خاطبهم قائلا” اياكم أن تعتقدوا أننا قد حصلنا على الاستقلال، انه مجرّد أكذوبة، الاستقلال الحقيقي لا يمكن الحصول عليه إلاّ بهذا (وراح يرسم بيده طريقة الضغط على الزناد موحيا للجماهير أن الاستقلال يأتي عبر فوهة البندقية)…
انتهى التجمع الجماهيري والناس لا تتحدث إلا عما قاله السي حدّو، وأضحى كلامه يسري على كل لسان، وأصبح كل حديث يختتم بعبارة : “أَمُوخْ إنًّا السّي حدّو أُودِينْ بُولِسْتِقْلاَل مَرَا أُويَدْجِّي أُوقَاطَاس” أي ” كما قال السي حدّو لا استقلال بدون البندقية”..
أطلال منزل حدو أقشيش من حيث اختطف سنة 1956
بعده بأيام قليلة أواسط شهر ماي، كان الوقت وقت حصاد في الريف، في يوم سبت من اواخر شهر ماي سيهاجم كومندو مسلح منزل حدّو أقشيش في فترة ما بين المغرب والعشاء، كان حينها حدّو متواجد في المنزل، إذْ بدقات عنيفة تقرع الباب، خرج أخوه الصغير مسعود لتفقد الأمر فوجد جنوداً مدججين بالأسلحة يسألون عن حدّو، حينها استشعر حدو مصيره وحدس ما ينتظره، كان محصنا بمسدس وكان على أهبة استعماله اذا خاطب والده قبل اقتحام المنزل قائلاً:” دعني يا أبي سأقوم بمهمتي لا يمكن أن استسلم لهم هكذا، أنا أعرف أنهم يريدون تصفيتي لكن لن يتأتى لهم ذلك بسهولة حتى أصفي منهم من أستطيع تصفيته” غير أن والده ترجاه وقال له ستعرّض الاسرة والمنزل كلّه للتشرد والضياع والانتقام الأهوج… وفي نفسي حدّو كانت تتماوج مشاعر الابوة الطافحة ومشاعر رجل السلاح والمقاومة.. واستسلم اخيرا لقدره، نظر في والدته خاطبها قائلا:” لقد وقعنا في أيدي الأراذل يا أمي، لكن إن متُ سأموت رجلا شجاعاً وإن حييت فسأحي كذلك.” تلك كانت اخر الكلمات قبل أن يقتحم الكوموندو المنزل ويلقي عليه القبض، ثم كبلوا يديه ووضعوا كيساً على رأسه ومضوا به في الطريق يحرسونه ببنادقهم… وتلك كانت نظرة الوداع الاخيرة التي تركت ما حدث بعده مرهون للتخمين والتلاعب بالحقائق، فلم تعثر أسرته ولا حتى هيئة الانصاف والمصالحة عن الخطى التي سلكها حدو بعد ذلك، أين ذهبوا به؟ أين سجن؟ أين قتل؟ ولماذا…
هي أسئلة رافقت سيرة حدو من حينها إلى اليوم، ربما هو الحالة الفريدة من المختطفين ومجهولي المصير التي لم ترد ولو معلومة بسيطة بشأنه، فقط ثمة شهادات تحدثت عن وجوده لفترة في معتقل دار بريشة بتطوان، لكن ليست هناك معطيات دقيقة عن مصيره، فحتى تقرير هيئة الانصاف والمصالحة الذي قيل أنه يغطي من سنة 1956 وهي سنة اختطاف حدو إلاّ أنها لم ترد فيه أية اشارة لحالة حدّو أقشيش…
مضى حدّو إلى حتفه منتصب القامة، شامخاً حاملاً معه سرّه، فيما تعرّضت عائلته من بعد لشتى أنواع الارهاب النفسي والمساومات، حتى أنه والده الذي كان شيخاً يفوق سنه الستين تعرّض للاعتقال ابان انتفاضة 1958/1959 وتم الحكم عليه بالاعدام، إلى أن صدر في حقه العفو بعد أربع سنوات من اعتقاله وتم توقيف تنفيذ الحكم.
تلك هي بعض من سيرة حدّ أقشيش أحد زنابق الثورة التي تفتحت بين حقول الريف وأينعت في حضن الزعيم محمد بن عبد الكريم في مصر وشاء لها أن تُقْطف على أيدي الأراذل، لكن لمكر التاريخ فحدّو ما زال يتردّد على كلّ الألسنة لم يطويه النسيان كما أراد له جلادوه.
محمد المساوي
24 مارس/ آذار 2014
تنويــــــــــــه:
تم انجاز هذا البورتريه بناءً على :
– مقال لمحمد الزياني منشور بجريدة بادس التي كانت تصدر من الحسيمة.
– ورقة تعريفية ب “حدو أقشيش” من انجاز لجنة محمد ابن عبد الكريم الخطابي للتنسيق بين الجمعيات أعدته سنة 2003 بمناسبة احياء الذكرى 44 لانتفاضة الريف.
– شهادات شفوية لبعض الأشخاص الذين ما زالو على قيد الحياة و عايشوا المرحلة التي كان ينشط فيها حدو أقشيش.
الصور: مأخوذة من المجموعة الفايسبوكية ” كل الحقيقة حول ملف الشهيد حدو أقشيش” التي تم انشاؤها من طرف بعض النشطاء سنة 2010 وقد مدّت احدى قريبات الشهيد المجموعة ببعض الصور، منها هاته التي نشرها مرفقة بهذا البورتريه.
______________________
المحرر : ينشر هذا المقال نثلاً عن موقع "أنوال برس"