أين لبنان من الحلف الأوراسي؟

الوجه القبيح لأمريكا.. 46 فيتو ضد القضية الفلسطينية في مجلس الأمن
التحرر القومي والثقافة (بقلم : أميلكار كابرال)*
العدوان على سوريا والقانون الدولي

خاص ـ الحقول / كان اجتماع الرئيس تمام سلام بوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في نيويورك حدثاً متوقعاً، وسط أمواج “الأقلمة (regionalisation) الأوراسية” العاتية. وتضيف مصادر ديبلوماسية في بيروت أن ارتباك موقف واشنطن وحلفائها من مسألة التعاون مع حكومة دمشق ضد الإرهاب الإسلامي، وانقسامهم بين مؤيد ومتردد، يظهر تراجع الدور الأميركي الإقليمي، وغموض آفاقه الإستراتيجية. ما يرفع التحديات أمام ديبلوماسية لبنان.

وترى هذه المصادر أن مبادرة موسكو إلى تشكيل حلف إقليمي لمكافحة للإرهاب، لا تعني زيادة عديد الخبراء الروس وأسلحتهم ومنشآتهم في سوريا. ولا إنشاء غرفة العمليات الإقليمية الأوراسية في بغداد، وحسب، وإنما تؤكد بزوغ نظام إقليمي أوراسي جديد. يتعايش ـ حتى الآن ـ مع النظام الإقليمي القديم المعروف باسم “كامب ديفيد”. وهذا التغير في قاعدة النظام الدولي ـ الإقليمي يتلاءم مع مصالح لبنان، ويمنحه فرصة تحقيق هدفين وطنيين كبيرين :

الأول، الحصول على مساعدة مادية واستراتيجية لتطوير دور الجيش اللبناني والقوى المسلحة، في الحرب التي يخوضها ضد منظمات ومجموعات وشبكات الإرهاب التكفيري بكل أنواعها. والأسلحة التي ستقدمها دول هذا الحلف إلى لبنان، ذات خصائص تقنية ومواصفات تكتيكية ومزايا اقتصادية مناسبة. لكن ما يُعَظِّمْ قيمتها انخراط جيوش هذه الدول، بشكل ثنائي وجماعي منسق، في ميدان الحرب ضد الإرهاب. وهي حرب ضارية متوسعة جغرافياً وممتدة زمنياً.

الثاني، توفير مظلة دولية ـ إقليمية حيوية، تعزز قدرة لبنان على وضع مقاربة جديدة لمعالجة قضية النازحين السوريين على أراضيه. في هذه المقاربة، من المفترض أن يتطور التعاون مع أطراف الحلف الجديد، ولا سيما مع حكومة الجمهورية العربية السورية، بحيث يتمكن لبنان من امتلاك استراتيجية مزدوجة، تدمج بين الدعم الإنساني لمجتمعات النازحين في اراضيه، وإعادة توطينهم في بلادهم، بالتنسيق الثنائي، بين بيروت ودمشق، والجماعي الإقليمي والدولي.

وتبدي هذه المصادر تفاؤلاً كبيراً بنتائج الدورة الـ70 للجمعية العامة للأمم المتحدة، في تضييق الفجوة بين الأطلسيين والأوراسيين بشأن كيفية مقاربة الحرب ضد الإرهاب. لكنها تستبعد التقارب الكامل بينهما لدحر الإرهاب الإسلامي، إلا إذا وقعت تطورات ميدانية وسياسية دراماتيكية. وتجزم المصادر الديبلوماسية بأن تقارب لبنان من الحلف الإقليمي الأوراسي، هو تقارب طبيعي، يحفظ مصالحه العليا، ولا يتناقض مع علاقاته بقوى عربية وإقليمية ودولية أخرى.

Please follow and like us:

COMMENTS