إفتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الأربعاء 23 آب، 2017

افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الإثنين 11 كانون الثاني، 2021
إفتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الثلاثاء 11 حزيران، 2019
إفتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الجمعة 23 شباط، 2018

قالت مصادر عسكرية، إن الجيش أنجز بنجاح وبسرعة لافتة المرحلتين الأولى والثانية من عملية «فجر الجرود»، والمرحلة الثالثة مدخل لبداية المرحلة النهائية، وعملية المسح النهائية للجرود التي تحررت من الإرهاب. وفي المقلب الثاني من الحدود، ولليوم الرابع من معركة «وإنْ عُدْتُم عُدْنا»، تابع الجيش العربي السوري، ومجاهدو المقاومة تقدّمهم الميداني. وجاء الإنجاز النوعي إثر عملية إطباق واسعة، هدفت إلى السيطرة على عددٍ من المعابر الحدودية المهمة بين سوريا ولبنان. ودخلت «إسرائيل» على خط المعركة، حيث أبدت اهتماماً بالغاً بالمشاهد التي وزعها الإعلام الحربي التي تضمّنت صوراً تعرض لأوّل مرة، لطائرات من دون طيار تابعة لحزب الله وهي تقصف مواقع لداعش في القلمون. كما أعرب ضباط «إسرائيليون» كبار في شمال فلسطين المحتلة عن خشيتهم من تآكل الردع في مقابل حزب الله …
Image result for ‫طائرات من دون طيار تابعة لحزب الله وهي تقصف‬‎
الجمهورية
مناقشة الحكومة تُعوِّم الطبقة النيابية… و«فجر الجرود» في ربع الساعة الأخير

فيما دخلت معركة الجيش لتحريرِ جرود رأس بعلبك والقاع من إرهابيّي «داعش» في ربع الساعة الأخير بعد إنجاز تحرير جرود القاع وبقاء بعض الجيوب في «الرأس»، كانت تدور في مجلس النواب مناقشة نيابية للحكومة توسّلَ بعضُ المتكلّمين فيها الإشادةَ بإنجازات الجيش ليخطبَ ودَّ الناخبين على رغم مسافة التسعة أشهر من موعد الانتخابات، فيما هاجَم البعض الآخر الحكومة للغاية نفسِها من دون أن يَطرح الثقة، لاستحالةِ الدخول في تغييرٍ حكوميّ في هذه العجالة.ولم يحجب غبار معركة الجرود وتسارُع الإنجازات التي يحقّقها الجيش اللبناني، الاهتمامَ عن متابعة الملفات الداخلية وفي مقدّمها الملفات المعيشية والاقتصادية، في ضوء بدءِ تطبيق قانون سلسلة الرتب والرواتب وقانون الضرائب بَعد نشرهما في «الجريدة الرسمية» في ملحقٍ خاص.
وتجلّت أولى مفاعيل هذا التطبيق في تمديد الدوام الرسمي للموظفين حتى الساعة الثالثة والنصف يومياً، وانعكاساً سريعاً في غلاء أسعار السلع، في وقتٍ استطاع حزب الكتائب جمعَ ثمانيةِ تواقيع حتى الآن للطعنِ بقانون الضرائب أمام المجلس الدستوري. ويبقى هذا الطعن في حاجة الى توقيع نائبَين أبدَت اوساط الحزب تفاؤلَها بتأمينهما في ضوء الاتصالات المستمرة.
جبهة الجرود
وعلى صعيد عملية فجر الجرود في رأس بعلبك والقاع أكّدت مصادر عسكرية لـ»الجمهورية» أنّ «قوّة «داعش» انهارت ولم يعد هناك سوى بعض البقع التي تحتاج الى بعض الوقت»، مشدّدةً على أنّ «الجيش الذي حضَّر هجوماً برّياً وجوّياً محكماً وحشَد الآلاف من جنوده لم يكن ينتظر هذا الانهيار السريع وتقهقُر صفوف «داعش»، لكنّه كان مستعدّاً لكلّ الاحتمالات، وما حصَل يؤكّد أنّ الجيش لا يخاف المواجهة، ويقاتل لحماية كلّ لبنان وقادر على تحقيق الانتصارات وحماية الحدود والداخل».
ولفتَت المصادر العسكرية الى أنّ «الجيش سينكبُّ على تنظيف الجرود من الألغام ومخلّفات «داعش»، وسيَستكمل تحرير الـ 20 كيلومتراً مربّعاً من بقايا «داعش» بعدما حرَّر 100 كلم2، ولن يبقى أيّ بقعة للإرهابيين».
وأوضَحت أنّ «القرار السياسي الممنوح للجيش وتعاطُف اللبنانيين والدعم الدولي أمورٌ ساهمَت في تحقيق النصر»، لافتةً الى أنّ «ساعة إعلان الانتصار النهائي باتت قريبة جداً، لكنّ هذا النصر لا يكتمل قبل معرفة مصير العسكريين».
وكانت وحدات الجيش قد نفّذت، ومنذ فجر أمس، وتحت غطاء جوّي ومدفعي مكثّف، المرحلة الثالثة من عملية «فجر الجرود» على محورَين رئيسيّين، حيث تمكّنت في نهاية النهار من تحقيق هدفِها وهو إحكام السيطرة على كلّ البقعة الشمالية لجبهة القتال حتى الحدود اللبنانية – السورية، والتي تضمّ: تلة خلف (1546)، رأس الكف (1643)، رأس ضليل الضمانة (1464)، قراني شعبات الإويشل (1500)، المدقر (1612)، مراح درب العرب (1400)، قراني خربة حورتة (1621)، مراح الدوار (1455)، الدكانة (1494)، وبذلك بلغت المساحة التي حرّرها الجيش أمس نحو 20 كلم2، وبلغت المساحة المحرّرة منذ بدء معركة فجر الجرود وعمليات تضييق الطوق نحو 100 كلم2 من أصل 120 كلم2.
واستُشهد خلال العمليات العسكرية أحد العسكريين وأصيبَ أربعةٌ آخرون نتيجة انفجار نسفيةٍ مفخّخة، فيما أسفرَت هذه العمليات عن تدمير 9 مراكز للإرهابيين تحتوي على مغاور وأنفاق وخنادق اتّصال وتحصينات وأسلحة وذخائر وأعتدة عسكرية مختلفة.
من جهته، أعلنَ مدير التوجيه في الجيش العميد علي قانصو في مؤتمر صحافي عَقده في اليرزة، أن «لا موقوفين أو أسرى من «داعش» لدى الجيش، ولا معلومات حتى الآن عن العسكريين المخطوفين». وقال: «ليس هناك مدة زمنية معيّنة لانتهاء العملية العسكرية في الجرود، وعند الوصول الى الحدود اللبنانية السورية بحسب الخرائط الموجودة لدينا نتوقّف».
عون
وأكّد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون «أنّ لبنان سينتصر على الإرهاب وينظّف أراضيَه من أيّ وجود إرهابي، وأنّ الساعات القليلة المقبلة ستحمل النصرَ المنتظر».
مجموعة الدعم
ونوَّهت مجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان بجهودِ الجيش في محاربة الإرهاب وحماية سلامةِ وأمن الاراضي اللبنانية. وتقدّم أعضاؤها بأحرّ التعازي إلى شهداء الجيش وتمنّوا الشفاءَ العاجل للجرحى. وأكّدوا «دعمهم القويّ وبالإجماع للجيش اللبناني بصفته المدافعَ عن لبنان». ودعوا «إلى استمرار الدعم الدولي بغية تقويةِ قدرات الجيش اللبناني أكثر».
وقد حضَرت معركة الجرود في المواقف الرئاسية والمداخلات النيابية في جلسة الاستماع الى الحكومة التي انعقدت أمس في مجلس النواب، حيث أجمع المتكلّمون على دعمِ الجيش في معركته ضدّ الإرهاب.
وحيّا رئيس الحكومة سعد الحريري في مستهلّ الجلسة الجيشَ اللبناني قيادةً وضبّاطاً وجنوداً، وقال: «أنحني أمام استشهاد الأبطال وأمام تضحيات أهالي العسكريين المخطوفين الذين ننتظر معهم الكشفَ عن مصير أبنائهم». وأضاف: «الإنجاز الذي يكتبه الجيش بدماء أبطاله هو أغلى الإنجازات علينا جميعاً وهو العنوان العريض لقرار محاربة الإرهاب».
«المردة» في معراب
وعلى خط العلاقة بين «القوات اللبنانية» وتيار «المردة»، وبعد سلسلة زيارات قام بها ممثّلون عن «القوات» الى بنشعي، زار الوزير السابق يوسف سعادة معراب، والتقى رئيس «القوات» سمير جعجع في حضور ممثّل «القوات» في اللجنة المشتركة بين الحزبَين طوني الشدياق. ‫وعرَض المجتمعون لمسار العلاقة بينهما وتطوّرِها، بالإضافة الى البحث في أبرز المواضيع السياسيّة.
وعلمت «الجمهورية» أنه لم يتمّ البحث خلال الاجتماع في موضوع لقاءِ جعجع ورئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية، كذلك لم يجرِ الحديث عن موضوع التحالف الانتخابي بين «القوات» و«المردة».
«القوات»
وقالت مصادر «القوات» لـ«الجمهورية» إنّ زيارة سعادة إلى معراب «تأتي في سياق التنسيق المتبادل بين «القوات» و«المردة» في ظِلِّ رغبة مشتركة في طيِّ الصفحة الخلافية الماضية والتأسيسِ لعلاقة يُصار فيها إلى تحييد الملفّات الخلافية أو تعطيل تأثيرها على علاقتهما المشتركة، رغم الخلاف على عناوين كبرى تبدأ بالمسألة السورية ولا تنتهي بالعلاقة مع «حزب الله».
واعتبَرت المصادر «أنّ ما تَحقّق بين الطرفين حتى الآن مهمّ جدّاً لجهة إقفال مساحات الخلاف والتوتّر والتشنّج وعزلِ القضايا الخلافية، إلى درجةِ أنّ ملفّاً بحجم التنسيق مع سوريا بين موقف «القوات» الرافض بشدّةٍ وصرامة أيَّ تطبيع من هذا النوع، وموقف «المردة» المؤيّد العلاقة مع النظام، لم يؤثّر على التواصل بينهما».
وذكّرَت المصادر أنّه «كان قد سبق زيارة سعادة لمعراب زيارةُ نائب رئيس الحكومة وزير الصحة غسان حاصباني والوزير ملحم رياشي لفرنجية، وإقامةُ منسّقية «القوات» في زغرتا احتفالَها السنوي في إهدن، في خطوةٍ فريدة من نوعِها جَمعت حشداً «قواتياً» كبيراً، في دليل إلى عودة العلاقة وتقبّلِ الآخر في إطار التعدّدية السياسية».
وأكّدت المصادر «أنّ الإرادة المشتركة بالانفتاح والتعاون والتنسيق لا تعني بالضرورة التحالفَ الانتخابي، إنّما فتح الخياراتِ على شتّى الاحتمالات، حيث إنّ التحالف، في حال حصوله، لن يعود مصطنَعاً وغيرَ قابل للترجمة في ظلّ الانفتاح القائم، كما أنّ عدم التحالف لن يعيد العلاقة إلى مراحلها السابقة، فيما يجب الإقرار بأنّ ما تَحقّق حتى الآن غيرُ مسبوق في العلاقة بين الطرفين».
تنسيق عوني ـ قوّاتي
في سياق آخر، علمت «الجمهورية» أنّ لقاءً عقِد في مقرّ «التيار الوطني الحر» بعد ظهر أمس في سن الفيل، ضمَّ رئيس «التيار» الوزير جبران باسيل والرياشي والنائب ابراهيم كنعان، وذلك في سياق تفعيل التنسيق حول الملفات المطروحة والتي ستُطرح في الأيام المقبلة، من تعيينات وبنودٍ أخرى. ويأتي اللقاء بعد اجتماعهم أخيراً في منزل باسيل في اللقلوق.
وإذ تكتّمَ الطرفان على مضمون اللقاء، ما أوحى بالجدّية، أكّدت مصادرُهما لـ»الجمهورية» أنّ «الأجواء إيجابية والنقاش صريح وشفّاف وينطلق من ضرورة تأكيد التفاهم السياسي أوّلاً كأساس لانطلاقة جديدة تستكمل ما بدأ مع «إعلان النيّات» و»تفاهم معراب». وعُلِم أنّ لقاءات أخرى ستُعقد في الأيام المقبلة.
جلسة المناقشة
من جهةٍ ثانية، تميّزت غالبية المداخلات النيابية في جلسة المناقشة بنزعةٍ انتخابية، حيث إنّ غالبية المتكلمين حرصوا على إبراز مواهبهم الخطابية واستخدامِ تعابير دعائية يَعتقدون أنّها تُلمّع صوَرهم الباهتة امام الناخبين، علّهم يُغيّرون في المزاج الشعبي العام الناقم على هذه الطبقة النيابية التي مدّدت لنفسها ثلاث مرّات تحت ذرائع واهية.
واللافت أنّ المتداخلين انتقدوا الحكومة ولاموها واتّهموها بالتقصير والفشل، ولكنّهم لم يصلوا إلى حدِّ طرحِ الثقة بها، باستثناء النائب انطوان زهرا الذي لامسَ هذا الأمرَ بقوله: «الثقة معدومة اليوم ولم تستحقّها الحكومة بعد، وكلُّ ما يُطرح في التداول محلّ تشكيك».
فالجلسة كانت مخصّصة لمناقشة الحكومة ومساءَلتِها، لكنّ بعض المداخلات بدأت كأنّها «ضربٌ في ميت» فيما «ضربُ الميت حرام». وتَحاشى المتداخلون طرحَ الثقة بالحكومة لإدراكهم مسبَقاً أنّ هذا الامر ممنوع لدى «أولياء الشأن»، ولأنّ البلاد لا تتحمّل الدخول في تغييرٍ حكومي صعبٍ حصولُه، ما قد يضعها تحت سلطةِ حكومة تصريف اعمال، فيما هي على ابواب الانتخابات النيابية المقرّرة في أيار المقبل، وقد وجَد بعض هؤلاء المتداخلين ضالّتَهم في الإشادة والتنويه بالجيش اللبناني لخوضِه معركة تحرير جرود رأس بعلبك والقاع من الارهاب «الداعشي»، معتقدين أنّ التقرّبَ من المؤسسة العسكرية والتودّد لها يقرّبهم من الناخبين ويخفي عجزَهم وفشَلهم في تحقيق ما وعَدوا اللبنانيين به منذ العام 2009 من إنجازات مقابل الوكالة التي منحوهم إياها.
وسألَ بعض المراقبين عن جدوى مناقشةِ الحكومة طالما ليس مسموحاً إسقاطها، فيما الجميع يَعلم أنّها لم تُنجز أيّ شيء ملموس حتى الآن، فهي لا جميلَ لها في إقرار سلسلة الرتب والرواتب التي كانت تعسّ منذ أكثر من 5 سنوات، وهي أيضاً لم تقوَ حتى على مكافحة ارتفاع الأسعار الذي بدأ إثر إقرارها في مجلس النواب، وإنّ الإنجاز الوحيد لهذه الحكومة هو إقرار قانون الانتخاب الجديد الذي سُمّي «أفضل الممكن» ولم يكن القانون المنشود الذي يحقّق عدالة التمثيل وشموليتَه، والبعض يقول أن لا جميلَ للحكومة فيه لأنه أقِرّ بقوّة التوافقات والتسويات التي حصَلت بين القوى السياسية، فكانت هي في تعاطيها مع هذا القانون مسيَّرةً وليست مخيَّرة.
وفي اعتقاد مراقبين أنّ الجلسات النيابية المقبلة التي ستُخصَّص لمناقشة الحكومة لن تخدم إلّا النواب أنفسَهم، حيث سيحاولون الاستفادةَ من مداخلاتهم المنقولة تلفزيونياً بغية استمالةِ الناخبين لتأمين الفوز في الانتخابات المقبلة.
ولم تخرج جلسة أمس عن سياقها المضبوط، فتحدّث الحريري في مستهلّها عن إنجازات حكومته، ولفتَ الى «أنّها استطاعت في وقتٍ قصير تحقيقَ الكثير. إذ اتّخَذت أكثر من 1260 قراراً، وأوفت بمعظم ما تعهّدت به»، وشدّد على «أنّها مستمرّة لتحقيق المزيد، خصوصاً في قطاعَي الاتصالات والكهرباء».
وتركّزَت معظم المداخلات النيابية على ملفّ الكهرباء والبواخر والملفات الحياتية والانتخابات الفرعية، وقد اختتم الحريري الجلسة التي رفَعها بري إلى ما بعد عطلة عيد الأضحى، بكلمةٍ ردَّ فيها على المداخلات النيابية، فشدَّد على أنّ «ما يحصل في الجرود هو أكبر ثقةٍ بدور الحكومة والدولة والجيش».
وقال «إنّ البلد لديه حالياً طاقة إنتاج بمعدّل 1500 ميغاوات وهو بحاجة إلى 3000 ميغاوات، والحكومة لديها خطة على 3 مراحل للكهرباء، المرحلة الطارئة تتطلّب تأمينَ كهرباء للحدّ من العجز القائم، وتحفيض كلفة الفاتورة على المواطن تتطلّب استئجار الطاقة بأيّ وسيلة ومَن لديه اقتراح بديل للاستئجار نحن مستعدّون لدرسه.
وبعد 3 سنوات سيتمّ استخدام الغاز في الطاقة لتخفيض كلفة الإنتاج، ونحن فعلياً متأخّرون. اليوم نأتي بكهرباء بـ 14 و 16 سنتاً، وبعض الأماكن نصل إلى 19 سنتاً، واليوم إذا أخذنا التكلفة التي ينتقدها الجميع فهي 13 سنتاً عبر البواخر».
الأخبار
الجنرال ابلغ الرئيس تفاصيل الخطة وأسف لتأخر كشف مصير العسكريين
استراحة للجيش قبل الهجوم الأخير
الصرّاف في موسكو: مرحلة جديدة من التعاون العسكري؟

تتجه قيادة الجيش إلى تجميد العمليات الهجومية في جرود القاع ورأس بعلبك لمهلة تقارب الـ 36 ساعة، قبل استئناف المعركة لإنهاء وجود إرهابيي «داعش» على الأراضي اللبنانية، قبل نهاية الأسبوع الجاري. فيما واصلت قوات المقاومة والجيش السوري عملياتها الاقتحامية في القسم السوري من الجرود، محققةً المزيد من التقدم في الطريق إلى محاصرة «داعش» في مربع لا تتجاوز مساحته بضعة كيلومترات
أبلغت مصادر عسكرية «الأخبار» أن قيادة الجيش أجرت تقييماً للأيام الثلاثة الأولى من معركة إنهاء وجود تنظيم «داعش» الإرهابي في جرود رأس بعلبك والقاع، وتوصلت إلى خلاصات، منها: أولاً: النجاح، في وقت قياسي، في طرد إرهابيي «داعش» من غالبية الأراضي اللبنانية، والضغط عليهم للانتقال إلى الأراضي السورية، وتشتيت قدراتهم التنسيقية على الأرض.
ثانياً، محاصرة بقية المجموعات في جيب مفتوح على الأراضي السورية، لكن فيه خصوصية على صعيد التضاريس والكهوف والطرق الفرعية، ما سيجبر القوات المهاجمة على اعتماد تكتيكات خاصة. ثالثاً، تعثر كل محاولات الوصول إلى نتيجة حاسمة في ملف المخطوفين العسكريين، إذ إن «قيادة الجيش لا تملك بعد الإجابة الواضحة حول هذا الملف»، وهي «تدعم المساعي التي يقوم بها المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، ويتم التنسيق معه من قبل قيادة الجيش ومديرية الاستخبارات بشكل مستمرّ».
ووفق هذه الخلاصات، وجدت قيادة الجيش أنه قد يكون من المناسب وقف العمليات الهجومية في الوقت الحاضر، وتوفير وقت راحة للقوات المشاركة في المعركة، وإجراء عملية تبديل طفيفة ونقل تعزيزات إضافية، وتثبيت النقاط التي جرى التقدم صوبها. فضلاً عن العمل على استطلاع إضافي لآخر مربع يوجد فيه عناصر «داعش»، بغية الحصول على أكبر معلومات تتعلق بعمليات التفخيخ الموجودة، والتي قد تشكل عائقاً أمام القوات المهاجمة، أو توقع في صفوفها خسائر، ولا سيما بعد سقوط شهداء للجيش بسبب المتفجرات فقط.
وبناءً على هذه التوصيات، توجه قائد الجيش العماد جوزيف عون عصر أمس إلى قصر بعبدا، وعرض الأمر على رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، الذي أبلغه أن السلطة السياسية تترك للقيادة العسكرية اتخاذ التدابير المناسبة، وأنها تدعم كل جهد من شأنه الوصول إلى كشف مصير العسكريين.
وحول هذا الملفّ، قالت المصادر العسكرية إنه «بعد ساعات على انطلاقة المعركة، بوشرت الاتصالات وبعض المفاوضات الجانبية، وترددت معلومات بأن العسكريين قد استشهدوا في وقت سابق. حتى أن أحد المصادر أشار إلى مكان دفنهم، لكن عمليات البحث في مكانين على الأقل لم تؤد إلى نتيجة، ما دفع قيادة الجيش إلى رفض فكرة استشهادهم، وبقي الاصرار على كشف مصيرهم».
وعندما عرض المدعو موفق الجربان المعروف بـ«أبو السوس»، وهو ما يسمّى بـ«أمير داعش» في الجرود، أن يقدم المعلومات شرط تسهيل خروجه من المنطقة في اتجاه دير الزور، رفضت الجهات المعنية في الجيش والأمن العام الطلب، وأصرت على أن مفتاح أي تفاوض هو الكشف عن كل تفصيل يتعلق بالعسكريين. وتسود قناعة لدى القيادة العسكرية والأمن العام بأنه لا مجال لمنح المسلحين أي هامش للمناورة، كما حصل عام 2014، عندما قال وسطاء إن الإرهابيين سيتركون العسكريين بمجرد خروجهم من عرسال إلى الجرود، وهو ما لم يحصل. وحذّر المعنيون من أن التجاوب مع مطالب قادة الإرهابيين اليوم، قد تؤدي إلى النتيجة نفسها. ويشار إلى أن هناك ثلاث روايات حول مصير العسكريين لدى ثلاث جهات أمنية وعسكرية في لبنان.
وفي السياق نفسه، كان لافتاً التواصل اليومي والمفتوح بين السفارة الاميركية في بيروت وقيادة الجيش. فضلاً عن تولي السفيرة نقل تحيات إدارتها وقادة جيشها إلى الجيش على ما يقوم به. ويوصي الأميركيون الجيش بـ«القيام بعمل حاسم وعدم إفساح المجال أمام أي تفاوض مع الارهابيين. مع التشديد على توصية واشنطن بعدم التنسيق مع حزب الله والجيش السوري، وعلى استعداد القوات الأميركية في المنطقة لتأمين كل ما يحتاجه الجيش من ذخائر خلال المعركة».
أمّا في شأن التنسيق غير المرغوب أميركياً، فإن قوات المقاومة والجيش السوري العاملة في المحور الشرقي من ساحة المعركة، عملت خلال الساعات الـ 24 الماضية على شن هجمات حاسمة في شمال الجرود السورية المقابلة لناحية القاع، بما يسهل على الجيش التقدم أكثر صوب المناطق التي وصلتها قواته خلال الساعات الماضية أيضاً، على غرار سيطرة المقاومة على مرتفع عجلون وشعبة بيت شكر، التي أمّنت إحدى جبهات الجيش اللبناني للتقدم باتجاه تلة رأس الكاف الاستراتيجية (1643). بينما كثف الطيران السوري قصفه لمراكز قيادة خاصة بـ«داعش»، وضرب ممرات بين بقع الجرود، وتغطية تقدم عناصر المقاومة لتحرير بعض هذه الممرات، وتأمين تغطية نارية تمنع عناصر «داعش» من التحرك في الجانبين السوري واللبناني. وتولت غرفة العمليات في المقاومة إيداع الجيش على الأرض معلومات سهلت عليه ضرب محاولة مجموعة من «داعش» مهاجمة بعض نقاطه على الأرض اللبنانية.
وفيما أكّدت قيادة الجيش، في موجز صحافي أمس، أن المساحة التي تمّ تحريرها منذ بدء المعركة هي 100 كلم مربع، والمساحة الباقية لتحريرها هي 20 كلم مربعاً في وادي مرطبيا، سجّلت قوات الجيش السوري والمقاومة أمس إنجازاً كبيراً من الجهة السورية بالسيطرة على نحو 44 كلم مربعاً جديداً من الأراضي التي كان يحتلّها «داعش»، لتصبح المساحة الباقية في قبضته نحو 50 كلم مربّعاً، ومن المتوقّع أن ينجز تحريرها في الأيام المقبلة.
ولا يزال «داعش» يسيطر حتى الآن من الجانب السوري على مناطق: «حليمة قارة»، «جبل القريّص»، «تم المال» حيث يسيطر على نبع مياه كبير، بالإضافة إلى نبع آخر على سفح «حليمة قارة»، وعلى «سهل مرطبيا» في سوريا و«وادي مرطبيا» في لبنان، وعلى «وادي الشاحوط» في لبنان، وجزء منه في سوريا.
وكان أهمّ ما أنجزته المقاومة والجيش السوري في اليوم الرابع من العمليات، السيطرة على عددٍ من المعابر الحدودية المهمة (سن فيخا، وميرا، والشيخ علي). وشهدت المحاور الشمالية والشرقية والجنوبية مواجهاتٍ عنيفة ضد إرهابيي «داعش»، تخللها التحام مباشر بين القوات المهاجمة والإرهابيين.
والتقت القوات المتقدّمة من المحور الشرقي من جهة «مرتفع الموصل ــ سن فيخا» غرباً، بتلك المندفعة جنوباً من المحور الشمالي، وتحديداً من «مرتفع عجلون الكبير»، عند «شعبة الراسي»، لتبسط سيطرتها مباشرةً على معبر سن فيخا المُعبّد، الذي يصل جرود البريج السورية، بجرود القاع اللبنانية.
وسيطرت القوات المهاجمة على 75 في المئة من مساحة معبر ميرا، الواصل بين جرود قارة السورية وجرود عرسال اللبنانية (يتصل أيضاً بمعبر سن فيخا)، في ظل انهيار معنويات الإرهابيين وانسحابهم إلى خطوطهم الخلفية، وذلك بعد استعادة مرتفعات «سن ميري الجنوبي»، و«ضليل حسن»، و«خربة ميري الفوقا»، إضافة إلى سقوط عدّة تلال بيد المقاومة تحت وطأة القصف العنيف وانهيار المعنويات.
وفيما عثرت المقاومة في منطقة الزعرورة في إحدى غرف الإشارة الميدانية التابعة للتنظيم على أجهزة اتصالات لاسلكية مشفّرة، بعضها متطوّر، أفادت مصادر معنيّة بأنه سجّل خلال اليومين الماضيين استسلام عناصر من «داعش» لقوات المقاومة، وسط تكتّم شديد.
الصرّاف في موسكو: مرحلة جديدة من التعاون العسكري؟
للمرة الأولى، يشارك وزير الدفاع اللبناني وزارة الدفاع الروسية في احتفاليتها السنوية الثالثة، «منتدى الجيش 2017»، أو «آراميا 2017»، التي تستعرض فيها المؤسسة العسكرية الروسية وأكبر مصانع الأسلحة فخر الصناعة العسكرية الروسية (مقال فراس الشوفي).
بالنسبة إلى الروس، تتعدّى الفعالية استعراض «بضاعة» جاهزة للبيع أمام وزراء دفاع ورؤساء أركان من 60 دولة حول العالم.
المنتدى أشبه بإعلان حربي ـــ سياسي عن تعاظم الدور السياسي الروسي الجديد، المدعّم بقدرة عسكرية هائلة، منذ الدخول العسكري إلى جورجيا عام 2008، ولاحقاً إلى سوريا قبل نحو عامين.
وزير الدفاع اللبناني يعقوب الصّراف كان شاهداً أمس على حفل افتتاح المنتدى وكلمة الوزير الروسي سيرغي شويغو، ثمّ على مناورات ضخمة لقوات برية وجويّة في حقل كوبينكا الشهير في ضواحي موسكو. الصّراف الذي حظي باستقبال حار من قبل المسؤولين الروس ووزير الدفاع الروسي، سيَعْقِدُ اليوم لقاءً رسمياً مع شويغو، بهدف رفع مستوى التعاون العسكري بين روسيا ولبنان، فضلاً عن لقاءٍ غداً الخميس مع نائب وزير الخارجية، ميخائيل بوغدانوف، واحتمال عقد لقاءات أخرى في الكنيسة الأرثوذكسية الروسية.
ليس خافياً الاهتمام الروسي بالملفّ اللبناني لناحية التعاون العسكري مع لبنان، وتوسيع الدور السياسي الروسي، المتعاظم أصلاً في سوريا وشرق المتوسّط. وفي خضمّ معركة الجيش اللبناني مع إرهابيي «داعش» في الجرود اللبنانية الشرقية، وتكامل دوره في محاربة الإرهاب مع الحرب التي تخوضها روسيا دعماً للجيش السوري ضد «داعش» وتنظيمات «القاعدة» في سوريا، لا بدّ أن لقاء الصرّاف ــ شويغو اليوم سيكون على جدول أعماله إمكان دعم روسيا للجيش ومدّه بالسلاح.
وبخلاف ما كانت الحال عليه أيّام الوزير السابق سمير مقبل، المحسوب على الرئيس السابق ميشال سليمان، وما جرى من عرقلة لملفّات تسليح الجيش اللبناني من قبل روسيا في مرحلة مقبل وقبله الوزير السابق الياس المرّ، يعوّل الروس على الموقف السياسي لرئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس المجلس النيابي نبيه برّي، في دعم رفع مستوى التعاون العسكري بين روسيا ولبنان. ولا تغيب زيارة الرئيس سعد الحريري المقرّرة الشهر المقبل إلى موسكو عن أجواء الدعم هذه؛ فمع أن الحريري ينوي البحث في عدّة مسائل اقتصادية تهمّ البلدين، إلّا أن مسألة دعم القرار السياسي للتعاون العسكري بين البلدين ستكون حاضرةً أيضاً، خصوصاً في ظلّ الإيجابية التي يبديها الحريري تجاه موسكو.
تدرك روسيا أن رفع مستوى التعاون العسكري مع لبنان يخضع لعدّة اعتبارات، أوّلها تصوير الأميركيين للجيش اللبناني كجيش محسوب على المحور الأميركي ـــ الأوروبي، أو كشريك غير معلن لحلف «الناتو»، في لعبة تقاسم النفوذ بين الروس والأميركيين في الشرق، عبر الشراكات مع الجيوش. وثانيها، عدم قدرة لبنان على شراء الأسلحة الحديثة، في ظلّ دعم أميركي أوّلاً وبريطاني ثانياً للمؤسسة العسكرية والأجهزة الأمنية، من دون مقابل مادي، ولو بالأسلحة التقليدية «الرخيصة» والعتاد، بما يمكّن الجيش من تطوير قدراته في الحدّ الأدنى، من دون حصوله على قدرات تهدّد إسرائيل أو تؤثّر على نشاطها البحري والبري في الأجواء اللبنانية وخروقاتها اليومية للأرض والسماء والبحر. ثالثاً، لم يشعر الروس، حتى الآن، بتحوّل في القرار السياسي اللبناني، لناحية الرغبة في تعزيز العلاقات العسكرية بين البلدين، خصوصاً أن اتفاقية التعاون العسكري لا تزال في أدراج اللجان النيابية، ولم يصوّت عليها مجلس النواب اللبناني منذ عام 2012.
في ظلّ القرار الأميركي بتوسيع النفوذ في «بلاد الأرز»، لا سيّما شروعهم في بناء أكبر سفارة أميركية في الشرق الأوسط على أرض لبنان ورفع مستوى الدعم العسكري للجيش، يعوّل الروس على العهد الجديد، للمرور فوق المرحلة الماضية من العلاقة، والتي بقيت فيها «السلطة السياسة بأيدي حلفاء أميركا من اللبنانيين»، على حدّ قول مصدر دبلوماسي روسي.
ولا يخفي الروس نيّتهم الدخول كلاعب في السياسة اللبنانية، خصوصاً بعد استعراض قوّتهم في الميدان السوري، وتوقيع عقود تضمن بقاء القوات الروسية 49 عاماً في قاعدة طرطوس البحرية، وإثبات «ولائهم لحلفائهم على عكس الأميركيين»، فيما يعمل العديد من الأطراف اللبنانيين على تحسين علاقتهم بموسكو.
ونفّذت أمس مجموعات من القوات الخاصة العسكرية عروضاً قتالية باستخدام أكثر من 225 صنفاً من الأسلحة، بينها دبابات «T-72B3» و«Tــ 80 ــ 001»، و«Tــ 90 S»، وعربات «ب. أم. ب.» الحديثة، وراجمات صواريخ «سميرش» و«تورنادو غي»، وصواريخ «إسكندر أم» الاستراتيجية، فضلاً عن أصناف متعدّدة من منظومات الدفاع والمروحيات ومقاتلات سلاح الجو الروسي، مثل مروحية «مي ــ 35 أم» و«كا ــ 52» المعروفة بالتمساح، ومقاتلات «سو ــ 30 أس. أم.» المتعددة المهمات، ومقاتلتا «سو ــ 34» و«سو ــ 35 أس».
اللواء
«معركة الجرود» تدخل مرحلة الحسم.. وسط اهتمام أميركي وأوروبي
الحريري يردّ بـ«جردة» إنجازات: ويلتقي جنبلاط قريباً.. ومجلس الوزراء في بيت الدين غداً

دخلت «معركة الجرود» في يومها الرابع مرحلة الحسم، وسط اهتمام أميركي ومتابعة قيادة المنطقة الوسطى وغرفة العمليات المركزية في تامبا بولاية فلوريدا لإنجازات الجيش اللبناني الميدانية، والنجاح في إدارة عمليات «فجر الجرود» واهتمام سياسي واعلامي وعسكري أوروبي، نظراً للانعكاسات الإيجابية لهذه الخطوة على الأوضاع القلقة في دول الاتحاد الأوروبي.
وعلى وقع هذه المعركة المتقدمة، والتي حققت إنجازات مشهودة في جرود القاع، جعلت الأهالي يستعدون للاحتفال «بالنصر القريب» على الإرهاب، تمكنت الحكومة على لسان رئيسها سعد الحريري من تجاوز قطوع بعض الحملات النيابية، لا سيما من النائب انطوان زهرا، الذي اعتبر ان الثقة بالحكومة معدومة، وبكل فرد منها، فضلاً عن حملة النائب حسن فضل الله على ما وصفه عن ديون متراكمة لصالح وزارة الاتصالات، وهدر في العقارات التي تستأجرها الدولة، وعن هبة من وزارة الطاقة لجمعية ستة مليارت ليرة سنوياً الخ..
وأكد الرئيس سعد الحريري في جردة الحساب الحكومي التي قدمها ان الحكومة أقرّت ما يقرب من 18 عنواناً وإصدار 1268 قراراً و518 مرسوماً وإحالة 32 مشروع قانون إلى المجلس النيابي والعمل على تحسين شبكة الطرقات، وإقرار الموازنة عن العام 2017 واحالتها إلى المجلس النيابي وإقرار قانون للانتخابات النيابية الذي صدر في 1/6/2017.
يترأس الرئيس الحريري عند السادسة من مساء اليوم في السراي الكبير اجتماع اللجنة الوزارية المكلفة تطبيق قانون الانتخابات النيابية.
ورأى ان التعاون مع السلطة التشريعية اثمر الكثير من القضايا التي كانت عالقة لسنوات طويلة ومنها قانون الانتخاب وسلسلة الرتب والرواتب، مؤكداً اننا سنعمل على اجراء الانتخابات النيابية وفق القانون الجديد.
ولم يكتف الحريري بسرد الإنجازات التي اوجزها في 18 عنواناً، بل ردّ بشكل تفصيلي على مداخلات النواب، واضعاً النقاط على الحروف، من ملف الاتصالات إلى المباني الحكومية والكهرباء، حيث أشار إلى ان الدولة دفعت حتى الآن 30 مليار دولار لدعم الكهرباء، واعداً بتأمين التيار الكهربائي 24 على 24 ساعة، مؤكداً حرصه على القضاء في معرض الرد على إقالة رئيس مجلس شورى الدولة السابق القاضي شكري صادر، مشدداً على ان هذا عهد جديد وسيكون هناك تعيينات وتشكيلات وتغيير.
وفي ملف التفاوض مع جبهة «النصرة» شدّد الحريري على انه لم يخرج لبناني واحد أو أجنبي محكوم من السجون اللبنانية، كاشفاً بأن لائحة سلمت للجانب اللبناني المفاوض فيها 23 اسماً رفضت كل الأسماء باستثناء ثلاثة غير محكومين وغير لبنانيين.
وفي موضوع الفساد تمنى على النواب قول الأمور بأسمائها، حتى ولو كان هناك وزراء من تيّار «المستقبل»، مؤكداً ان شاطئ الرملة البيضاء للناس.
وعلى صعيد آخر، علمت «اللواء» ان التحضيرات قطعت شوطاً لزيارة يقوم بها رئيس اللقاء الديمقراطي وليد جنبلاط إلى الرئيس الحريري. ولم يشأ مصدر نيابي مطلع على أجواء الاتصالات ان يكشف موعد اللقاء، لكنه أكّد انه بات قريباً.
وانتهت جلسة مناقشة الحكومة في يوم واحد، بعدما كانت مخصصة ليومين، ورفعها الرئيس نبيه برّي، بعد ان استمع النواب إلى ردّ رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري على مداخلاتهم واسئلتهم الصباحية والمسائية، على وعد بعقد جلسات أخرى تشريعية ومساءلة بعد عيد الأضحى.
ولم يكن اختصار الرئيس برّي للجلسة بسبب قلة عدد النواب الراغبين بالكلام (22 نائباً على مدى 7 ساعات)، أو لأنها لم تخرج عن سقف التفاهم السياسي، واتسمت بهدوء أقرب إلى البرودة، بل لأن جو البلاد مرشّح لأن يحمل الساعات المقبلة بشائر النصر المنتظر على الإرهاب، بحسب ما أبلغ الرئيس ميشال عون ذلك إلى السيناتور الفرنسي جان ماري بوكيل، استنادا إلى النتائج التي حققها الجيش اللبناني حتى الآن في معركة «فجر الجرود» لتحرير جرود القاع ورأس بعلبك من تنظيم «داعش» الإرهابي، والذي بات محاصرا في بعقة جغرافية لا تتجاوز الـ20 كيلومترا مربعا.
وبحسب ما أعلنت قيادة الجيش في ملخص عملياتها أمس، فإن المرحلة الثالثة من عملية «فجر الجرود»، تمكنت في نهاية هذا النهار من تحقيق هدفها وهو احكام السيطرة على كامل البقعة الشمالية لجهة القتال حتى الحدود اللبنانية – السورية، والتي تضم تلة خلف، ورأس الكف ورأس خليل الضمانة، بالإضافة إلى تلال ومرتفعات أخرى، وبذلك بلغت المساحة التي حررها الجيش أمس حوالى 20 كيلومتراً مربعاً، بحيث بلغت إجمالي المساحة المحررة منذ بدء المعركة وعمليات تضييق الطوق نحو مائة كيلومتر مربع من أصل 120 كيلومترا.
واستشهد خلال العمليات العسكرية أحد العسكريين (عباس كمال جعفر) واصيب أربعة آخرين نتيجة انفجار نسفية مفخخة في جرود عرسال، فيما أسفرت هذه العمليات عن تدمير 9 مراكز عائدة لمسلحي «داعش؛ تحتوي على مغاور وانفاق وخنادق اتصال وتحصينات واسلحة وذخائر واعتدة عسكرية مختلفة.
وأعلنت القيادة ان الفرق المختصة في فوج الهندسة في الجيش تواصل تفتيش البقع المحررة وتنظيفها من الألغام والنسفيات والاجسام المشبوهة، بالإضافة إلى شق طرقات جديدة، فيما تستعد الوحدات القتالية لتنفيذ المرحلة المقبلة وفقا للخطة المرسومة.
وأوضح مدير التوجيه في قيادة الجيش العميد علي قانصوه، في مؤتمره الصحفي اليومي ان قتالا عنيفا دار أمس في مرتفع الكف، والذي يعتبر من أهم المراكز التي سيطر عليها الجيش واصعبها، وسقط لداعش عدد كبير من القتلى، رافضا عرض صور الجثث لدى الجيش أو توزيعها احتراما لقانون حقوق الإنسان، مشيرا إلى ان القيادة لا تملك رقما دقيقا لعدد مقاتلي تنظيم داعش بعد بدء العملية العسكرية نتيجة فرار العناصر وسقوط قتلى.
ونفى العميد قانصوه ان تكون هناك مُـدّة زمنية معينة لانتهاء العملية العسكرية في الجرود لكنه قال انه عند الوصول إلى الحدود اللبنانية – السورية بحسب الخرائط الموجودة لدينا نتوقف.
وأكّد انه لا موقوفين أو اسرى من داعش لدى الجيش، ولا معلومات حتى الآن عن العسكريين المخطوفين، مشيرا الىانه إذا انتهت المعركة ولم يعرف شيء عنهم فحينها لكل حادث حديث.
مجلس الوزراء
إلى ذلك، يلتئم مجلس الوزراء في جلسة عادية غدا الخميس في المقر الصيفي لرئاسة الجمهورية في بيت الدين، وعلى جدول أعماله 47 بندا، يتصل معظمها بنقل اعتمادات مالية (28 بنداً) حسب ما اشارت «اللواء؛ أمس، بالإضافة إلى 7 بنود سفر.
اما البنود الباقية فاللافت فيها ان الجلسة ستكون جلسة كهرباء بامتياز، باعتبار ان الجدول يتضمن 3 بنود كهربائية، تتضمن:
عرض وزارة الطاقة والمياه لدفتر شروط جديد لاستقدام معامل لتوليد الكهرباء والذي سيرد لاحقاً من وزير الطاقة والمياه سيزار أبي خليل، بالإضافة إلى عرض وزارة الطاقة مشروع استقدام محطات استيراد الغاز الطبيعي المسال إلى بنود FSRU المؤجل من جلسة 17/8/2017، وعرض وزارة الطاقة والمياه مستخرجات المخطط التوجيهي لنقل الكهرباء والموافقة على مشروع قانون البرنامج المقترح والذي يمتد من العام 2017 إلى العام 2023 (البنود 34 و37 و38).
وخلا جدول الأعمال من اي اشارة إلى تعيينات جديدة، لا في محافظة الجبل، ولا في محافظة البقاع، ولا حتى في تلفزيون لبنان، إلا انه تضمن بنداً عادياً يتعلق بتعيين رئيس مجلس الخدمة المدنية رئيساً لإدارة التفتيش المركزي بالوكالة وتعيين رئيس إدارة التفتيش المركزي رئيساً لمجلس الخدمة المدنية بالوكالة لمدة سنة.
ونفت مصادر وزارية وجود أي تعديلات على جدول الأعمال، لكنها قالت ان الاختلال يبقى وارداً في طرح مواضيع من خارج الجدول، مثل مصير الانتخابات الفرعية في طرابلس وكسروان.
على أن المجلس سيوجه تحية إلى الجيش البطل في معركته ضد الإرهابيين. ولفتت إلى أن نقاشا سيتركز على بنود الكهرباء وماهية دفتر الشروط لاستقدام معامل توليد الكهرباء كما تلك التي تم ارجاؤها من الجلسة الماضية في ما خص هذه البنود .
وعلم أن الرئيس عون سيعقد لقاءات في قصر بيت الدين قبل وبعد جلسة مجلس الوزراء .
وعشية الجلسة، عقد اجتماع تنسيقي بين الوزيرين جبران باسيل وملحم رياشي في حضور رئيس لجنة المال النائب إبراهيم كنعان، تناول العلاقة بين «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية»، ومواضيع تتصل بالاقتراحات النيابية التي ستقدم لإدخال تعديلات على قانوني سلسلة الرتب والرواتب والإيرادات المالية لها.
البناء
اجتماعات المعارضة السورية في الرياض تفشل بسبب الإصرار السعودي على الثلثين
500 مسلّح من داعش محاصَريْن… ومصيرهم مقابل العسكريين المخطوفين
نتنياهو إلى موسكو برفقة رئيس الموساد بحثاً عن ضمانات بوجه حزب الله

تتسارع التطوّرات السياسية والعسكرية في المنطقة ولبنان وسورية في قلبها، فاليوم يلتقي رئيسا الأركان الروسي والتركي في أنقرة، حيث يصل وزير الدفاع الأميركي للقائهما منفردَيْن ومجتمعَيْن، والموضوع هو الحرب على داعش، والهمّ الروسي مصير النصرة، بينما الهمّ التركي مصير الوضع الكردي. واليوم يصل رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو لموسكو للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ويرافقه في الزيارة رئيس الموساد بعد إنهائه زيارة لواشنطن وصفتها تل أبيب بالفاشلة، وكان هدفها الحصول على تعهّدات أميركية بتعديل التفاهم مع موسكو حول جنوب سورية بما يضمن ما يسمّيه «الإسرائيليون» «إبعاد حزب الله عن الحدود»، بينما تقول مصادر إعلامية روسية إنّ نتنياهو سيسمع من الرئيس الروسي دعوة للعقلانية والواقعية السياسية والتعايش والتأقلم مع فكرة أنّ حزب الله بات جزءاً من الصورة الإقليمية الجديدة للمنطقة، ويجب الاعتياد على هذه الحقيقة وتقبّلها.
بالتوازي، كانت مفاعيل التفاهم التركي الإيراني حول مواجهة مخاطر الانفصال الكردي في سورية والعراق تظهر في الإعلام التركي والإيراني، كعزم مشترك على مواجهة مساعي الانفصال والاستعداد لتحرّك عسكري مشترك نحو سنجار العراقية تحت شعار مواجهة جماعات كردية مسلّحة متطرّفة لحزب العمال الكردستاني، هدفها فصل الجغرافيا الكردية في سورية عن الجغرافيا الكردية في العراق.
في الداخل السوري، حيث الجيش ومعه المقاومة يسجّلان التقدّم المتزايد على محاور البادية وينجحان في فصل انتشار داعش في محافظات الرقة ودير الزور عن بعضهما، وفصل جماعات داعش عنهما في كلّ من محافظتي حمص وحماة، فشلت المعارضات السورية المجتمعة في الرياض لممثلي هيئة التفاوض ومنصتي القاهرة وموسكو في تشكيل وفد تفاوضي موحّد، قالت مصادر مشاركة في الاجتماعات إنّ سبب الفشل يعود إلى الإصرار السعودي على الحصول على ثلثي الوفد الموحّد بعدما تمّ التفاهم على تثبيت المبادئ العامة مثل وحدة سورية ورفض التطرّف والسعي لدستور مدني، وترك قضايا الرئاسة وسواها لمسار التفاوض، وفقاً لتقديرات المفاوضين، ووفقاً للمصادر المشاركة، فالطلب السعودي يعني إلحاق الآخرين بالقرار السعودي الذي يريد الوفد ورقة تفاوضية تخصّه في معادلات المنطقة، بعيداً عن مسار التسوية السورية، وهذا ما تسبّب بفشل المفاوضات، بينما كان عرض منصة موسكو تسمية هيئة تفاوض موحّدة مكوّنة من هيئة عامة قوامها خمسون شخصاً يتم الاتفاق على مكانتهم المعنوية بين المعارضين بمعزل عن توزّعها على المنصات الثلاث، ومنحها تفويضاً كاملاً لاتخاذ القرار المناسب سواء بسقوف التفاوض أو بتشكيلة الوفد المفاوض.
الحرب على داعش تواصلت بزخم الأيام الأولى على جبهتي الحدود اللبنانية السورية وتلعفر العراقية، محققة إنجازات متسارعة، حيث تمكّنت وحدات الجيش العراقي والحشد الشعبي من تحرير عشرات البلدات والقرى في قضاء تلّعفر وبلغت نقاطاً متقدّمة في أحياء المدينة، بينما على جبهة الحدود اللبنانية السورية فقد نجح الجيش اللبناني في تحرير عشرين كليومتراً إضافية، بحيث بلغ مجموع ما حرّره منذ بدء العمليات قبل ثلاثة أيام مئة كيلومتر مربع وبقيت مساحة عشرين كيلومتراً فقط تحت سيطرة مسلحي داعش، مقابل بقاء قرابة الخمسين كيلومتراً من الأرض السورية في القلمون بيد مسلحي داعش بعد نجاح الجيش السوري ومقاتلي المقاومة من أصل مئة وثمانين كيلومتراً كانت تحت سيطرتهم مع بدء العمليات. وتقع المناطق التي بقيت تحت سيطرة داعش في طرفي الحدود تحت حصار الجيشين اللبناني والسوري والمقاومة، محاطة من الجهات كلّها، حيث لا طريق إمداد ولا فرار متاح لها، تواجه خيار السحق أو الاستسلام، وقد سعى قادة داعش لفتح قنوات تفاوض تحت عنوان تأمين انسحاب المسلحين إلى دير الزور ومعهم مسلحو داعش في مخيم اليرموك والحجر الأسود قرب دمشق ومسلحو مخيم عين الحلوة، وكان الجواب أنّ مصير العسكريين المخطوفين أولاً، وبعدها يكون البحث بفرص التفاوض، لأنّ المعادلة تغيّرت عن لحظة بدء العمليات، والشروط للتفاوض لم تعُدْ هي نفسها.
الجيش: حرّرنا 100 كلم2 من الجرود وباقي 20
ضيّق الجيش اللبناني الخناق على تنظيم «داعش» بعدما سيطرت وحداته على معظم المساحة التي كان يحتلّها «التنظيم» من الجرود اللبنانية، حيث حرّر أمس 20 كلم2، ومن المرجّح أن يتمكن من السيطرة على المساحة المتبقية خلال أيام قليلة، وعندها يكون قد حرّر الجرود اللبنانية بالكامل من الإرهابيين بسرعة قياسية وبأقل كلفة بشرية، وبالتالي إن نهاية معركة «فجر الجرود» لمصلحة الجيش وإعلان النصر على الإرهاب بات وشيكاً وفق مصادر عسكرية.
ووجّه الجيش ضربات عسكرية قاسمة لـ «داعش» أمس، أفقدته القيادة والحركة وأضعفت قدرته على المقاومة والصمود، من خلال غارات جوية استهدفت مواقعه وعبر السيطرة الميدانية على مواقعه الرئيسية لا سيما الكهف، وهو الموقع الاستراتيجي لـ «التنظيم».
وقالت مصادر عسكرية لـ «البناء»، إن «الجيش أنجز بنجاح وبسرعة لافتة المرحلتين الأولى والثانية من عملية «فجر الجرود»، والمرحلة الثالثة مدخل لبداية المرحلة النهائية من فجر الجرود ميدانياً، ويبقى فقط عملية المسح النهائية للجرود التي تحررت من الإرهاب». وأكد المصدر «أن الجيش حرّر نحو 100 كلم2 من إرهابيي داعش ولم يبق سوى 20 كلم مربع في وادي مرطبيا ومحيطها».
وأعلنت قيادة الجيش في بيان مساء أمس، إحكام السيطرة على كامل البقعة الشمالية لجبهة القتال حتى الحدود اللبنانية – السورية، والتي تضمّ: تلة خلف، رأس الكف، رأس ضليل الضمانة، قراني شعبات الإويشل، المدقر، مراح درب العرب، قراني خربة حورتة، مراح الدوار، الدكانة، و«بذلك بلغت المساحة التي حرّرها الجيش بتاريخ اليوم حوالى 20 كلم2، وبالتالي بلغت المساحة المحرّرة منذ بدء معركة فجر الجرود وعمليات تضييق الطوق نحو 100 كلم2 من أصل 120 كلم2».
وكان مدير التوجيه في قيادة الجيش العميد الركن علي قانصو قد أعلن في مؤتمر صحافي حول العمليات العسكرية، أنه تم تدمير جميع مراكز الإرهابيين ولاذ الباقون بالفرار، وتمّ تدمير 9 مراكز لهم، وتمّ ضبط أسلحة وذخائر ومتفجّرات وسيطرنا على حوالي 20 كلم مربع، وبالتالي يتبقى لنا نحو 20 كلم مربع». ولفت إلى أن «الوحدات القتالية تستعد لمتابعة عملية فجر الجرود، مع الأخذ بعين الاعتبار احترام القانون الدولي الإنساني». ولفت إلى أنه «سقط لنا شهيد و4 جرحى نتيجة انفجار عبوة ناسفة بآلية عسكرية اليوم». وأشار إلى أن «لا موقوفين أو أسرى من داعش لدينا، ولا معلومات حتى الآن عن العسكريين المخطوفين».
.. وتقدّم سريع في القلمون
وفي المقلب الثاني من الحدود، ولليوم الرابع من معركة «وإنْ عُدْتُم عُدْنا»، تابع الجيش العربي السوري، ومجاهدو المقاومة تقدّمهم الميداني. وجاء الإنجاز النوعي إثر عملية إطباق واسعة، هدفت إلى السيطرة على عددٍ من المعابر الحدودية المهمة سن فيخا، وميرا، والشيخ علي ، بين سورية ولبنان.
كما شهدت المحاور الثلاثة المحور الشمالي، والشرقي، والجنوبي في القلمون الغربي مواجهاتٍ عنيفة ضد إرهابيي تنظيم «داعش»، تخللها رميٌ مباشرٌ للقنابل اليدوية، أسفرت عن مقتل عدد منهم وإصابة آخرين، بالتوازي مع غاراتٍ لسلاح الجو السوري، استهدفت تجمّعات ونقاط انتشار الإرهابيين في «مرتفع حليمة قارة»، و«القريص»، ومعبري مرطبيا والروميات.
وبلغت المساحة المحرّرة ـــ اليوم ـــ 44 كيلومتراً مربعاً، حيث التقت القوات المتقدّمة من المحور الشرقي، وتحديداً من جهة «مرتفع الموصل» «سن فيخا» غرباً، بتلك المندفعة جنوباً من المحور الشمالي، وتحديداً من «مرتفع عجلون الكبير»، عند «شعبة الراسي»، لتبسط سيطرتها مباشرةً على معبر سن فيخا المُعبّد، والذي يصل جرود البريج السورية، بجرود القاع اللبنانية.
وسقطت «تل صطفوف»، و«وادي الصقور»، و«شعبة علي أمين»، و«قلعة الحمام»، و«وادي الزويتينة»، و«مرتفع حرف الجب»، و«خربة بيت الآغا»، و«شعبة بيت أبو علي»، و«شعبة الكنز»، و«شعبة الخابية»، و«شعاب الحديقة»، و«مرتفع شميس الحمايل»، و«شعبة النظاعي»، و«شعبة فنيش»، و«جب خولة»، و«ظليل خمام»، و«شعبة الحالوش»، و«وادي خمام»، و«جب خولة»، و«شعبة الصبوة»، و«شعاب البخاش»، و«شعبة المسروب القبلي»، و«حرف شعبة بيت الشيخ»، و«شعبة المسروب الشمالي»، و«شعبة بيت الشياح»، و«وادي النجاص»، بيد قواتنا بمجرّد إطباقنا على مسلحي «داعش»، في تلك المنطقة من القلمون الغربي.
وساهم تقدّم القوات ــــ صباحاً ـــ في «مرتفع شعبة عجلون الكبير»، الواقع على بعد كيلومتر واحد جنوب «مرتفع قرنة عجلون»، في تحرير معبر سن فيخا، حيث تواصل مجموعات الهندسة عملها في تمشيط المعبر لتفكيك العبوات الناسفة، والألغام التي زرعها إرهابيو التنظيم.
كما سيطرت قواتنا على 75 في المئة من مساحة معبر ميرا، الواصل بين جرود قارة السورية وجرود عرسال اللبنانية يتصل أيضاً بمعبر سن فيخا في ظل انهيار معنويات الإرهابيين وانسحابهم إلى خطوطهم الخلفية، وذلك بعد استعادة مرتفعات «سن ميري الجنوبي»، و«ضليل حسن»، و«خربة ميري الفوقا».
وكان لافتاً ما عثرت عليه القوات خلال تقدّمها في المحور الجنوبي، وتحديداً في منطقة الزعرورة الواقعة بعد قرنة شعبة عكو الاستراتيجية ، حيث وجدت في إحدى غرف الإشارة الميدانية التابعة للتنظيم أجهزة اتصالات لاسلكية مشفّرة، بعضها متطوّر، إضافةً إلى أسلحةٍ متوسطة وثقيلة، في وقت تستمر فيه الاشتباكات المتقطعة ضد الإرهابيين في «قرنة شعبة البحصة».
أما في المحور الشرقي، فقد سيطرت القوات ــــ صباحاً ـــ على «مرتفع شعبة صدر بيت بدران» غرب «مرتفع الموصل» الاستراتيجي، إضافةً إلى «وادي شعبة حرفوش»، و«شعبة البطيخ»، و«المصطبة». كما تقدّمت القوات باتجاه «أرض ضهر علي»، و«خربة مشقتة»، و«مرتفع سن وادي الكروم» المشرف على معبر «الشيخ علي»، حيث بسطت سيطرتها عليه ظهراً. وتكمن أهمية المعبر في وصله جرود قارة السورية، وتحديداً عند مرتفع حليمة قارة، بجرود عرسال اللبنانية.
ودخلت «إسرائيل» على خط المعركة، حيث أبدت وسائلها الإعلامية اهتماماً بالغاً بالمشاهد التي وزعها الإعلام الحربي التي تضمّنت صوراً تعرض لأوّل مرة، لطائرات من دون طيار تابعة لحزب الله وهي تقصف مواقع لداعش في القلمون. كما أعرب ضباط «إسرائيليون» كبار في شمال فلسطين المحتلة عن خشيتهم من تآكل الردع في مقابل حزب الله.
انهيار «الاتفاق» في عين الحلوة
على ضفة مخيم عين الحلوة، لم يصمد اتفاق وقف إطلاق النار الذي تمّ التوصل اليه، أمس، أكثر من ساعات، بعد أن اشتدت وتيرة الاشتباكات في المخيم بعد ظهر أمس، في الشارع الفوقاني – حي الطيرة، معقل مجموعتي بدر والعرقوب، حيث سمعت أصوات انفجارات القذائف الصاروخية مترافقة مع إطلاق رصاص كثيف، ما أدّى الى انهيار الاتفاق.
وأحكمت حركة «فتح» سيطرتها ورفع راياتها على نحو سبعة منازل كانت تسكنها عناصر للإرهابيين بلال بدر وبلال العرقوب. وسجل احتراق منزلين في الحي بعد استهدافهما بقذائف صاروخية.
كما شهد المخيم مساء أمس، اشتباكات عنيفة تركزت على محور الطيري – الصحون وسوق الخضار، حيث علت أصوات انفجارات القذائف وإطلاق الرصاص الكثيف، واستمرت الاشتباكات حتى وقت متأخر من الليل.
وقالت مصادر مطلعة لـ «البناء» إن «ما يجري في المخيم من أحداث أمنية وعلى مدى جولات متتالية من القتال وبالتزامن مع معارك الجرود ضد الإرهاب، مرتبط بالوضع الإقليمي وليس عملاً فردياً»، وأوضحت أن «القوى والفصائل الإسلامية في المخيم لم تتخذ إجراءات حازمة ضد مجموعات بلال بدر وبلال العرقوب. وبالتالي الأمر لا يتطلب مواقف كلامية فقط بل عملاً سياسياً وأمنياً لإنهاء هذه الظواهر وليس تكرار الحل العسكري الذي يؤدي الى قتل الأبرياء وتدمير المخيم فقط». كما لفتت المصادر الى «مسؤولية حركة فتح حيال ما يجري والى تعدّد الآراء داخل قيادتها السياسية وانقسام في قيادتها العسكرية، حيث لم تستطع الحركة الحسم العسكري مع هذه المجموعات في جولات قتالية عدة، بل أعطتهم جرعات قوة ما يبقي النار تحت الرماد في المخيم».
واستبعدت المصادر أن تمتد شرارة المواجهات الى خارج المخيم، مشيرة الى أن «جميع جولات القتال لم تتمدّد الى الجوار، لوجود قرار فلسطيني بعدم نقل الصراع الفلسطيني الفلسطيني على النفوذ في المخيم لتهديد أمن الجوار، فضلاً عن الجهود التي تبذلها عصبة الأنصار على هذا الصعيد».
وفي حين انشغلت القيادات الفلسطينية في الاجتماعات التي استمرت حتى وقت متأخر من ليل أمس، لمتابعة الوضع الأمني في المخيم، قالت مصادر قيادية في الأمن الوطني الفلسطيني لــ «البناء» إن الوضع مقعد في المخيم والجهود والاتصالات مستمرة لوقف النار، لكن لم تتوصل الى أي اتفاق حتى الآن والمعركة ربما تستمر لبعض الوقت».
وعقدت قيادتا حركة فتح وحركة حماس اجتماعاً طارئاً أمس، بحضور سفير دولة فلسطين في لبنان أشرف دبور في مقر السفارة لمتابعة تطورات الأوضاع الأمنية في المخيم.
وتم الاتفاق على «العمل بموقف وطني موحّد، وجهدٍ مشترك وجماعي يحقق مصالح شعبنا وأمنه واستقراره من جهة وأمن الجوار من جهةٍ أخرى».
جلسة مساءلة الحكومة
وحضرت معركة الجرود في الجلسة النيابية العامة لمساءلة الحكومة التي عقدت أمس، برئاسة الرئيس بري، وسط أجواء من التضامن الوطني مع الجيش اللبناني والتعاطف مع شهدائه، حيث بدأ النواب الذين تحدثوا بتوجيه التحايا الى الجيش ودعوا للوقوف خلفه لاستكمال تحرير الجرود من الإرهاب.
وأوضح رئيس الحكومة سعد الحريري، في كلمة له رداً على مداخلات النواب في ختام الجلسة، أن «ما يحصل في الجرود هو أكبر ثقة بدور الحكومة والدولة والجيش».
وعن قضية التبادل مع جبهة «النصرة» أكد أنه لم يخرج لبناني واحد او أجنبي محكوم بمعرض هذا التبادل.
وفي الملفات الحياتية والاقتصادية والمالية والبيئية التي أثارها النواب، أشار الحريري الى أننا «لم نستطع حتى اليوم الذهاب إلى عقد جديد مع الشركات الخلوية»، لافتاً إلى «أننا اليوم نجدد مرة تلو الأخرى حتى الوصول الى دفتر شروط لتدخل كل الشركات بمناقصة حقيقية لنزيد مدخول الدولة من قطاع الاتصالات».
وكشف أن هناك وزراء ونواباً يحملون هواتف والحكومة تدفع ثمن اتصالاتهم واتخذنا قراراً بأن نوقف كل هذه الأمور في أقرب وقت ممكن.
وأوضح الحريري أن «الكلام عن وجود هدر مقونن ناتج عن إيجارات مبانٍ لدولة، أؤكد ان الحكومة بصدد تجميع عدد من المباني الحكومية في بيروت، ما يؤدي لتخفيض الإيجارات الرسمية»، مشيراً إلى أن «الوجه الخطير للهدر المقونن يقوم على دعم الكهرباء منذ سنوات، فالدولة دفعت حتى الآن 30 مليار دولار لدعم الكهرباء».
وكانت الجلسة قد بدأت صباحاً بكلمة لرئيس الحكومة، واستكملت في المساء، وتناوب النواب من مختلف الكتل النيابية في الجلستين على مساءلة الحكومة وتوجيه الأسئلة إليها في ملفات متعددة، لكن لم تخرج غالبية الكلمات عن المألوف والتكرار، ولم تشهد الجلسة سجالات حادة لتجنب خرق الإجماع الوطني حول الجيش في معركة الجرود.
مقاربة مشتركة للأزمة السورية بين الحريري وأنصاري
في سياق آخر تمنى مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية حسين جابري أنصاري، للبنان المزيد من الوحدة الداخلية والتوافق السياسي والمزيد من المكتسبات والإنجازات السياسية البناءة لهذا البلد. وواصل أنصاري، الذي يزور بيروت راهناً، لقاءاته كبار المسؤولين فزار في اليوم الثاني على التوالي والوفد المرافق الذي يضم السفير الإيراني محمد فتحعلي، الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، وتم عرض آخر التطورات في لبنان وسورية والمنطقة.
وزار الأنصاري، بيت الوسط والتقى رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، يرافقه السفير الإيراني في لبنان محمد فتحعلي، بحضور النائب السابق باسم السبع، وعرض معه آخر المستجدات في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين.
وأشار أنصاري الى أن «لبنان قد تمكّن من إنجار الكثير على طريق الانتصارات الميدانية المؤزرة ضد قوى الإرهاب والتطرف، ونحن على ثقة تامة أنه انطلاقاً من هذه الروحية، سوف يتمكّن لبنان من وضع حدٍّ نهائي لخطر الإرهاب والتكفير في ربوعه».
وشدّد المسؤول الإيراني على أن «تعزيز العلاقات والروابط بين إيران ولبنان لا يترك آثاراً إيجابية على البلدين فحسب، وإنما ينسحب في مجال إيجاد مناخات إيجابية ومؤاتية على صعيد المنطقة برمتها. ونأمل أن نوفق من خلال التعاون الثنائي بتطوير مستوى التعاون في المستقبل في المجالات كافة».
وأضاف أنصاري في رده على سؤال: «تطرقنا خلال هذا اللقاء إلى آخر مجريات الأوضاع في سورية، كان هناك اتفاق في وجهات النظر على ضرورة مواجهة قوى التكفير والإرهاب والتطرف في سورية ودول هذه المنطقة كافة، وأنه لا بد للحل السياسي من أن يشق طريقه ليضع حداً نهائياً لهذه الأزمة المستعصية في سورية. وأنا أعتقد أن هذه القواسم المشتركة، بغض النظر عن بعض التباينات والتفسيرات السياسية، بإمكانها أن تؤسس منطلقاً صلباً لحل الأزمة السورية، لا بل لكل الأزمات التي تعصف بدول هذه المنطقة وشعوبها».

Please follow and like us: