إفتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الخميس 24 آب، 2017

النائب إميل لحود: لحظر سفر اللبنانيين الى تركيا لأنها قصرت في حفظ الأمن
عطلة الصحف اللبنانية في يوم السبت 2 حزيران، 2018
افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الأربعاء 13 آذار، 2019

ساد الهدوء الحذر أحياء مخيم عين الحلوة نهار أمس، بعد اشتباكات عنيفة استمرت حتى ساعات الصباح الاولى خلفت خسائر مادية كبيرة. وتوصلت الفصائل الفلسطينية بعد اجتماعها الى اتفاق لوقف إطلاق النار وانتشار القوة الأمنية المشتركة في حي الطيري. غير أن قائد القوة العقيد بسام السعد أعلن مساء أمس، أن القوة لم تنتشر في حي الطيري بسبب عقبات اصطدمت بها على الأرض من بعض القوى. وقالت مصادر صحفية إن الاجهزة الامنية اللبنانية المعنية وبعد توسُّع إطلاق النار لتطال الأحياء المجاورة للمخيم في صيدا، وجهت رسالة حازمة للفصائل الفلسطينية بضرورة وقف إطلاق النار وتوقيف مطلقي النار وإلا فإن الجيش سيتدخل لمنع ذلك. بعدها عقدت سلسلة اجتماعات ضمّت جميع الفصائل وتمّ الاتفاق على وقف إطلاق النار…
Image result for ‫الجيش على مدخل مخيم عين الحلوة‬‎
الجمهورية
بدأ العدّ التنازلي للإنتصار… وحضور سعودي مُتجدِّد في لبنان

دخلت «فجر الجرود» في جرود رأس بعلبك والقاع مرحلة العدّ التنازلي إلى أن يقول الميدان العسكري كلمتَه ويعلن انتصارَ الجيش اللبناني على «داعش»، وهو أمرٌ يَلقى تقديراً مِن المجتمع الدولي، وآخرُه ما عبّر عنه وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو الذي نوّه بإنجازات القوات المسلحة اللبنانية في محاربة «النصرة» و«داعش». بالتوازي، لفتَ التزامنُ بين زيارة مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والإفريقية حسين جابر الأنصاري إلى بيروت، مع زيارة وزير الدولة لشؤون الخليج العربي في وزارة الخارجية السعودية ثامر السبهان، لإجراء محادثات ليومين مع مسؤولين لبنانيين. ورَبطت مصادر سياسية الزيارتين بالتحوّلات والتغييرات في المنطقة.
باتَ انتصار الجيش قابَ قوسين أو أدنى من أن يصبح حقيقةً تُشكّل انعطافةً أساسية تَطوي صفحة القلق من الإرهاب، وتفتح على صفحة جديدة تضع السلطة السياسية أمام اختبار تحصين الانتصار وترجمتِه لاستئصالِ الخلايا الإرهابية في الداخل، ووضعِ مصالح اللبنانيين فوق الأنانيات والمزايدات. وهنا يَكمن الاختبار الأساس للحكومة.
الجيش على الحدود
وكشفَت مصادر عملانية لـ«الجمهورية» أنّ الجيش بلغ في تقدّمِه عدداً من النقاط الحدودية مع سوريا باستثناء المنطقة المحيطة بوادي مرطبيا التي يتجمّع فيها مسلّحو «داعش» من غير الذين فرّوا إلى داخل سوريا عبر معابر قديمة كانوا يستخدمونها في انتقالهم بين أراضي البلدين.
وقالت «إنّ قوى الجيش التي بلغت الحدود لم ترصد بعد أو تلتقِ بأيّ من عناصر الجيش السوري أو غيره. والجيش سيتوقف عند الحدود ولن يتقدّم شبراً في الاراضي السورية».
ونبَّهت «من محاولات البعض الإساءةَ الى صورةِ الجيش وهيبته وطريقة تعاطيه مع المسلحين ومحاولات الزجّ به في مهامّ لم يقم بها، واستخدام آلياتِه في صورٍ تتحدّث عن أحداث سابقة لن تمسّ من هيبته ومعنوياته لكنّها في الوقت ذاته تعبّر عن نفسها بطريقة غير سليمة».
وأكّدت مصادر عسكرية لـ«الجمهورية» أنّ المرحلة الرابعة من معركة فجر الجرود هي الأخطر، حيث تشمل تحريرَ 20 كيلومتراً مربّعاً من المتوقّع أن يكون عدد من الإرهابيين لجَأوا إليها، أو أن يكونوا قد فرّوا إلى سوريا، فكلّ الاحتمالات مفتوحة، والقيادة العسكرية تضع كلّ الخطط للتعامل مع المرحلة الرابعة».
وشدَّدت على أن «لا إمكانية لأن يكون عناصر «داعش» قد هربوا إلى مخيمات النازحين في عرسال بعد اندلاع المعارك، لأنّ الجيش حاصَرهم ومنعَ أيَّ تسلّل، وكان يستهدف تحرّكاتهم، ووجودُهم كان يقتصر على جرود القاع ورأس بعلبك، فيما كانت «النصرة» تتمركز في جرود عرسال».
وأكّدت استمرارَ برامج التسليح من دول عدة للجيش، وقالت إنّ الأميركيين والبريطانيين «كفّوا ووفّوا»، وهم يقفون الى جانبه في حربه ضدّ الإرهاب فعلاً لا قولاً».
الحريري في الجرود
وزار رئيس الحكومة سعد الحريري وقائد الجيش العماد جوزف عون جرود القاع ورأس بعلبك، واستمعَ الى شرحٍ مفصّل لسير العمليات العسكرية وإلى كيفية استخدام الجيش أسلحةً جديدة متطوّرة للمرّة الاولى في المعارك، خصوصاً المتعلقة باستخدام اللايزر الموجّه للمرابض المدفعية الثقيلة، والتي أدّت إلى إصابات مباشرة في الأهداف العسكرية، ما أدّى إلى عدد كبير من القتلى.
الكهرباء
إلى ذلك، ينعقد مجلس الوزراء اليوم في بيت الدين برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وعلى جدول الأعمال بنود يغلب عليها الطابع الكهربائي، حيث يفترض أن يعرض وزير الطاقة سيزار ابي خليل على المجلس دفترَ شروط جديداً حول استجرار الطاقة الكهربائية (من البواخر) كبديلٍ عن الصفقة السابقة التي ألغِيَت جرّاء ما اعترى دفترَ الشروط من مخالفات للقوانين المرعيّة ولأصول إجراءِ المناقصات، على ما ورد في تقرير إدارة المناقصات.
أبي خليل
وقال أبي خليل لـ«الجمهورية» إنّه رَفع إلى المجلس ملفّاً بدفتر الشروط لاستقدام معامل توليد الكهرباء وفقَ إطار أعمال تحويل الطاقة، وتضمّنَ: التعليمات الى العارضين والمتطلّبات الإدارية وملحقاتها، ونموذج عقدِ أعمال تحويل الطاقة وملحقاته والمتطلّبات الفنّية.
وأشار الى «أنّ كلّ هذه الامور وافقَ عليها المجلس سابقاً، وأضَفنا على التعليمات للعارضين الشروطَ الإضافية التي طلبها المجلس، مِن تقصير مهَل وتأمين مؤقّت 50 مليون دولار عن كلّ 400 ميغاوات، وبالتالي ليس هناك من حجّة لأحد لكي يتذرّع بالقول إنّ الملف كبير، فما اعتُمد هو النماذج المعتمَدة من الدولة اللبنانية التي يقوم المتعهّدون بتعبئتها».
وقالت مصادر وزارية لـ«الجمهورية»: «سننظر في مضمون دفتر الشروط، ونأمل أن يكون الوزير قد استفاد من تجربة الصفقة السابقة التي أحبَطتها إدارة المناقصات بوصفِها جهة رقابةٍ مسؤولة، ومِن الاعتراضات الشديدة على دفتر الشروط السابق الذي كان يحاول تمرير صفقةٍ مفصّلة على قياس شركة واحدة».
وإذ أشارت المصادر إلى «أنّ دفتر الشروط الجديد سيخضع لنقاش مستفيض لدقة الموضوع، عُلم أنّ وزراء «أمل» و«القوات» و«المردة» و«حزب الله» بصَدد التمحيص في كلّ نقطة وفاصلة فيه مع التأكيد مجدداً على الدور الاساس في هذا الملف لـ«المناقصات».
ولم تستبعد المصادر مبادرةَ وزراء الحزب والحركة الى طرحِ ضرورةِ استجرار الكهرباء من سوريا، كاشفةً أنّ مسلسل زيارات وزراء 8 آذار الى سوريا لم يتوقف، وتندرج فيه زيارة جديدة يقوم بها وزير الأشغال غازي زعيتر الى دمشق مطلع أيلول المقبل. وأكّد زعيتر أنّ الزيارة ستحصل، وبتغطيةٍ إعلامية.
الانتخابات الفرعية
وفيما قالت المصادر إنّ ملفّ الانتخابات النيابية الفرعية سيَحضر أمام المجلس، بدت الأجواء الحكومية مسترخية حيال هذا الملف، من دون ان يبرز ايّ مؤشّر نحو وضعِه على نار حامية، علماً انّ التأخير في بتّه، على ما يقول مرجع سياسي كبير لـ«الجمهورية»، يشكّل «إمعاناً في مخالفة نصٍّ دستوري مبيّن في المادة 41 من الدستور، وهذه المخالفة تضع الدولة كلّها في موقع الإحراج، والمحرَج الأوّل هو رئيس الجمهورية».
أضاف: «بحسب معطياتي، هناك قرار على مستوى رفيع بعدم الذهاب الى انتخابات فرعية في هذا الوقت، لأنّ المسألة لم تعُد تستأهل ذلك، نظراً لضيق الوقت من الآن وحتى الانتخابات التي تفصلها عنّا بضعة اشهر، وكان أحد المراجع متحمّساً لإجراء هذه الانتخابات، إلّا أنه عاد وتراجَع عن حماسته نزولاً عند رغبة مرجع آخر».
وذُكر أنّ جهات شمالية تُحضّر لحملةٍ سياسية تأييداً لإجراء «الفرعية» في طرابلس وكسروان، وأنّ الرئيس نجيب ميقاتي بصَدد إصدار موقف في حال «لمسَ تقاعساً أو مماطلة» في هذا الملف.
السبهان في لبنان
وفي خطوةٍ تحمل دلالات كثيرة، رفعت السعودية القائم بأعمال سفارتها في بيروت وليد عبد الله البخاري وعينته وزيراً مفوّضاً في الخارجية السعودية. وجاء هذا القرار قبل ساعات من وصول السبهان الى بيروت في زيارةٍ وصِفت بالمهمّة ربطاً بتطوّرات المنطقة، ويلتقي خلالها كبارَ المسؤولين.
واللافت دخول الزيارة في مدار التكهّنات، حيث لاحَظ مواكبون لها «أنّه على ابواب انتقال سوريا من مرحلة الحرب تدريجياً الى الترتيب السياسي، تكثرُ الزيارات الاقليمية الى بيروت، فبعد زيارة المسؤول الايراني الذي هو ممثّل إيران في محادثات الأستانة، وهو زائر دائم لدمشق، تأتي زيارة السبهان موفداً من السعودية، لكي تقول هاتان الزيارتان أن لا نهائيات في لبنان ولا أرجحيّات لأيّ فريق، وإنّما كلّ طرف يقرأ الترتيبَ السياسي السوري بشكل مختلف عن الآخر، وأكبر دليل الزيارات المكثّفة إلى بيروت.
فالمسؤول الإيراني طرَح وجهة نظرِ بلادِه، والمسؤول السعودي سيطرح وجهة النظرالعربية، ما يدلّ إلى أنّ هذا الترتيب لا يؤمّن أرجحيةً لأيّ من الفريقين».
أمّا الزيارة في نظر آخرين، فتتلخّص في ما يلي:
ـ «إنّ السبهان الذي التقى الحريري مساء أمس في بيت الوسط سيضع من يلتقيهم في أجواء تطورات المنطقة، إذ إنّ هناك تسوية يجري العمل عليها في سوريا وقد قَطعت شوطاً متقدّماً. وهذه التسوية لا يمكن أن تصبّ في مصلحة توسيع نفوذ إيران في المنطقة. والتوازنات الإقليمية لا تعني السماح لها بوضع يدِها على أيّ دولة عربية.
– المملكة تقوم بما عليها لضمان التوازن والحقوق العربية.
– لا صحة لأيّ معلومات عن تنازلات لمصلحة إيران لا في اليمن ولا في العراق ولا في سوريا ولا في لبنان.
– التسوية في سوريا ستكون جزءاً من لجمِ الانفلاشِ الإيراني، وهي تسير بالتوازي مع خطوات مهمّة في اليمن، أهمّها إعادة علي عبدالله صالح إلى الكنف العربي، ومساعدةُ شيعة العراق على مواجهة نفوذ ايران وإعادة إحياء المرجعية الشيعية العربية. أمّا في سوريا ولبنان فالوضع لن يكون مختلفاً، ولبنان يجب ان يستعيد سيادته، وهذا يتطلب قراراً لبنانياً بالوقوف في وجه المدّ الايراني بدل التعايشِ معه، والسعودية ستقوم بما عليها لدعمِ اللبنانيين إقليمياً ودولياً ولضمان التوازن الذي يَحول دون وضعِ إيران يدَها على لبنان.
– السعودية تُراهن على الانتخابات النيابية المقبلة لبَلورةِ موقفٍ لبناني داعِم لاستعادة الدولة اللبنانية سيادتَها. كما أنّ التسوية في سوريا يجب أن تقدّم للشعب السوري الظروفَ المناسبة لانتخابات حرّة ونزيهة تسمح له بتقرير مصيرِه، كذلك يجب ان تنتج الانتخابات النيابية خياراً لبنانياً صافياً، ما يتطلّب من اللبنانيين إحياءَ الخطاب السيادي».
واستهلّ السبهان محادثاته في بيروت بلقاء مع رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل، حيث جرى عرضٌ للتطوّرات الراهنة في لبنان وانعكاس ما يَحصل في المنطقة عليه. وشدّد الجميّل على ضرورة الحفاظ على سيادة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها.
كذلك أثار موضوع اللبنانيين العاملين في دول الخليج عموماً والمملكة خصوصاً، وأكّد على ضرورة عدمِ تحميلهم مسؤولية سياساتٍ ومواقف لا يوافقون عليها ولا تَحظى بموافقة جميع اللبنانيين.
جنبلاط عند الحريري
سياسياً، توِّجت المصالحة بين الحريري والنائب وليد جنبلاط بزيارةٍ قام بها الأخير إلى بيت الوسط يرافقه نجله تيمور والنائب وائل أبو فاعور، في حضور الوزير غطاس خوري. وأوضَح جنبلاط أنّ الزيارة «كان متّفقاً عليها منذ أمدٍ طويل، لكنّ ظروفي الشخصية وسفري، ومن ثمّ سفرُ الشيخ سعد إلى الولايات المتحدة، أخّرتها فقط لأسباب تقنية وشخصية. واليوم نجتمع لتقويم الأوضاع في البلاد، وهي أوضاع تتحسّن، وهناك إنجاز بأنّ الجيش اللبناني حرَّر أكثر من ثلاثة أرباع الأرض التي كان يسيطر إرهاب «داعش» عليها من قبل وننتظر نهاية المعركة. نُعزّي الجيش بشهدائه، ونتمنّى للجرحى كلّ العافية. وهناك أمور أخرى سنناقشها مع الشيخ سعد على الصعيد الحياتي وغيره. ولا غرابة بأن أكون في «بيت الوسط». اضاف: «كانت هناك خلافات، علينا أن ننظّمها إنْ صحَّ التعبير، أو أن نستمعَ للشيخ سعد عن طروحاته. كنّا قد بدأنا نتحدّث في بعض المواضيع، سأستمعُ إليه، فقد تكون لديه معطيات مختلفة عن معطياتي. ليس هناك إشكال، في السياسة هناك وجهات نظر متفاوتة، والآن «بَدنا ندوزِن التويت».
الاخبار
«يونيفيل» لن تتحول حرس حدود لاسرائيل
الدول الأوروبية ترفض الضغط الأميركي: لن نضع جنودنا في مواجهة مع حزب الله

لم تنجح الضغوط الإسرائيلية والأميركية في تعديل مهمّة «اليونيفيل» في مجلس الأمن الدولي لتصبح عدوّاً لحزب الله وأهالي الجنوب. تصدّت فرنسا للاقتراح الأميركي، ومعها دول أوروبية غربية معنية بأمن جنودها المشاركين في هذه القوات، وبالتقيّد بتطبيق القرار 1701، كما أقرّ عام 2006، وليس كما تريده إسرائيل بتحويل «اليونيفيل» إلى حرس لحدودها
فشلت الولايات المتّحدة، أمس، في إقناع مندوبي الدول الأعضاء في مجلس الأمن بتعديل مهمّة قوات الطوارئ الدولية العاملة في لبنان، بعد تمهيد امتدّ لأشهر، على وقع تحريض إسرائيلي دبلوماسي واستخباراتي لتحويل «اليونيفيل» إلى حرس حدود لإسرائيل.
فعلى مدى الأشهر الماضية، عملت إسرائيل على تصوير كلّ تحرّك على الحدود اللبنانية وكأنه نشاط مخيف للمقاومة وخرق للقرار الدولي 1701، متعاميةً عن مئات الخروقات اليومية في البر والبحر والجو للسيادة اللبنانية، فضلاً عن التجسس الأمني والاستعلامي المعادي، عبر نشر أبراج مراقبة وكاميرات على كامل الشريط الحدودي مع فلسطين المحتلة. وقبل نحو شهرين، رتّب الإسرائيليون جولة لمندوبة الولايات المتّحدة في الأمم المتحدة نيك هالي على حدود لبنان، شمال فلسطين المحتلة، برفقة ضبّاط كبار في جيش الاحتلال، لإطلاعها على «النشاط الزائد» للمقاومة على الحدود والتهديدات الأمنية لإسرائيل.
وفي تلك الزيارة، وقع اشتباك كلامي بين قائد قوات الاحتلال في الشمال الجنرال أفيف كوخافي وقائد «اليونيفيل» الجنرال الإيرلندي مايكل بيري، الذي رفض اتهامات هالي وكوخافي بتغاضي قواته عن نشاطات المقاومة في الجنوب، مؤكّداً للدبلوماسية الأميركية أن الاتهامات الإسرائيلية عارية من الصّحة. وتتابع ضغط إسرائيل على الدول الغربية وعلى الدول الأعضاء في مجلس الأمن لتعديل صلاحيات «اليونيفيل»، وتحويلها إلى قوّة اشتباك تتدخّل متى يطلب الإسرائيليون منها ذلك لوقف «نشاطٍ ما» يرون فيه تهديداً لأمنهم من الأراضي اللبنانية. وبدا واضحاً، رهان إسرائيل على الإدارة الأميركية الجديدة لفرض إرادتها في مجلس الأمن، في وقت يعتبر فيه الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب أن قوات «اليونيفيل»، ما دامت لا تردع حزب الله عن تهديد إسرائيل، فإن وجودها لم يعد ضرورياً. واتضحت هذه المطالب في ما كتبه قبل أيام المندوب الإسرائيلي في الأمم المتحدة داني دانون في صحيفة «وول ستريت جورنال»، مشيراً إلى ثلاث حاجات تطلبها إسرائيل من تعديل مهمّة اليونيفيل. أوّلها رفع مستوى وجود هذه القوّات داخل قرى الجنوب، بما يتضمن قيامها بأعمال تفتيش ودهم داخل القرى، وثانيها تزويد مجلس الأمن بأي خروقات للقرار 1701 بشكل مستمر، وثالثها إصرار قوات اليونيفيل على تفتيش أي منشأة «تبعث على الشكّ» كمراكز بعض الجمعيات غير الحكومية التي تعمل في الجنوب، في إشارة إلى إحدى الجمعيات البيئية التي تهتم بالأحراج على الحدود مع فلسطين المحتلّة.
وزاد الطين بلّة، بالنسبة إلى العدو، القلق من اتفاق وقف التصعيد في الجنوب السوري الذي ترعاه روسيا. إذ تقوم إسرائيل منذ نحو شهرين بمحاولات ضغط لتعديل الاتفاق بما يضمن مصالحها بإبعاد الدولة السورية وحلفائها عن حدود الجولان المحتلّ، بذريعة وجود تهديد من حزب الله وقوات الحرس الثوري الإيراني، فيما المطلوب حقيقةً هو الحصول على منطقة عازلة تضمن لجماعة إسرائيل من المعارضين السوريين المتعاونين معها وبعض المنظمات المرتبطة بـ«القاعدة» الحفاظ على وجودهم هناك، وهو ما لم تقدّمه روسيا لإسرائيل، ولا تقبل به القيادة السورية أصلاً. ويمكن القول إن زيارة رئيس وزراء كيان العدوّ بنيامين نتنياهو لروسيا أمس ومحاولاته إقناع الرئيس فلاديمير بوتين بتعديل اتفاق الجنوب، تصبّ في الخانة نفسها، خصوصاً بعد عودة الوفد الأمني الإسرائيلي من أميركا خالي الوفاض.
إلّا أن الموقف الإسرائيلي المدعوم أميركياً، يواجه رفضاً أوروبياً قويّاً لأي تعديل في مهمة «اليونيفيل» التي يفترض تمديد عملها نهاية الشهر الجاري لستّة أشهر جديدة. وتقود فرنسا الرفض الأوروبي، وتدعمها ألمانيا وإسبانيا والسويد ودول أخرى تشارك في القوات الدولية في الجنوب.
وأكّدت مساعدة مندوب فرنسا لدى الأمم المتحدة آن غيغين، أمس، أن باريس تريد «إبقاء التفويض كما هو، أي كما حدده القرار 1701 الذي صدر عام 2006 لجهة احترام وقف الأعمال الحربية بين إسرائيل وتنظيم حزب الله». وكان قد سبق لوزير الخارجية جبران باسيل، أن وجّه رسالة إلى نظرائه في الأمم المتحدة، مطالباً بإبقاء التفويض المعطى لـ«اليونيفيل» كما هو، وأشار بيان لوزارة الخارجية اللبنانية إلى أن الدول المعنية تعاطت بإيجابية مع الموقف اللبناني، ولا سيّما ردّ وزيرة خارجية السويد مارغو والستروم.
وقالت مصادر معنيّة لـ«الأخبار» إن موقف الحكومة اللبنانية والكتل السياسية هو «الرفض القاطع لأي تعديل في مهمّة اليونيفيل»، وهذا الموقف «نهائي مهما تعاظمت الضغوط الأميركية والإسرائيلية». وقالت المصادر إن «الولايات المتحدة تدرك جيّداً صعوبة إمرار هذا القانون الذي يحظى برفض دولي، روسي وصيني، مضافاً إلى الرفض الأوروبي».
واستبق الحديث عن تعديل مهمّة اليونيفيل في الجنوب، كلامٌ عن خفض مالي لهذه القوات، قد يؤثّر بعملها، مع ازدياد الضغط الأميركي لتخفيف الأعباء المالية عن عددٍ من برامج وقوات الأمم المتحدة العاملة في العالم. وعلمت «الأخبار» من مصادر دبلوماسية غربية، أن «خفض الكلفة لن ينعكس على قوات المشاة المنتشرة في الجنوب، والاتجاه هو لتخفيف الأعباء عن القوات البحرية، وربّما تُسحَب إحدى البوارج الحربية العاملة ضمن القوات الدولية مقابل الشاطئ اللبناني». وقالت المصادر التي رفضت الكشف عن اسمها إن «الأميركيين يعرفون أن هناك استحالة لتعديل مهمة قوات اليونيفيل»، وأن «الدول الأوروبية لن تضع جنودها في خطر المواجهة مع حزب الله الذي يملك تعاطفاً كبيراً من أهالي الجنوب، وبالتالي ما يفعله الأميركيون فقط هو إظهار التعاطف مع نتانياهو ومحاولة تهدئته ليس أكثر».
كذلك لا تلقى دعوات بعض اللبنانيين إلى توسيع مهمّة «اليونيفيل» لتشمل الحدود اللبنانية ــ السورية، مثل تيار المستقبل وحزب القوات اللبنانية، آذاناً صاغية في الأروقة الدولية. وإذا كانت غاية هؤلاء وضع وصاية دولية على الحدود اللبنانية ــ السورية بغية حصار المقاومة وإقامة فصل عسكري ـــ سياسي مع سوريا، فإن أولويات الدول المعنية بتوسيع مهمات «اليونيفيل»، لا تتلاقى مع مصالحهم، فضلاً عن العجز المالي الذي تعانيه الأمم المتّحدة، وحرص الدول الأوروبية على حماية جنودها والتزام القوات الدولية قراراتِ الأمم المتّحدة التي تلقى توافقاً من جميع الأطراف، بما يضمن أمن الجنود الأوروبيين وسلامتهم. على صعيد آخر، وفيما هدأت الجبهة ضد إرهابيي «داعش» من الجهة اللبنانية، في قرار اتخذته قيادة الجيش لفتح باب البحث في مصير العسكريين المختطفين، استمرت قوات الجيش السوري وحزب الله في عملياتها المكثّفة من الجهة السورية، محققة تقدماً كبيراً ضد التنظيم الإرهابي.
وقالت مصادر معنيّة لـ«الأخبار» إنه «لا تقدّم حتى الآن في ما خصّ الحصول على معلومات عن العسكريين المخطوفين»، مشيرةً إلى وجود «حالة من التخبّط وتعدّد مصادر القرار لدى الإرهابيين، ما يصعّب مهمّة المفاوضين».
من جهته، جال رئيس الحكومة سعد الحريري برفقة قائد الجيش العماد جوزف عون على بعض المناطق التي حررها الجيش في مرتفعات راس الحمرا، واستمع من عون وقادة الوحدات العسكرية إلى سير العمليات.
وشهدت المحاور الثلاثة من الجانب السوري حالةً من الانهيار المعنوي الكبير في صفوف التنظيم، بعد عملية الالتفاف والطوق على مساحة كبيرة أول من أمس. وباتت مجموعات الإرهابيين محاصرةً في مساحات جغرافية محدّدة، بالقرب من «حليمة قارة» و«وادي مرطبيه» و«قرنة شعبة القصيرة» و«وادي الشاحوط» و«صدر شعبة ديشار» و«خربة الروميات».
وسيطر السوريون والمقاومة أمس على مرتفع «قرنة شعبة البحصة» في جرود الجراجير من المحور الجنوبي، مكبّدين العدو خسائر في الأرواح. كذلك تمت السيطرة من المحور الشرقي على «قبع إسماعيل» و«شعبة حرفوش» في جرود البريج، بالتزامن مع غارات عنيفة من سلاح الجو السوري على تجمعات وتحصينات الإرهابيين في «حليمة قارة» و«القريص» ومعبري مرطبية والروميات.
انتحاري الجرود: اسألوا رومية عن «أبو دجانة»!
عبد الرحمن النميري، الانتحاري الثالث الذي أنتجته البيسارية في غضون أربع سنوات. البلدة الحاضنة «أشكال وألوان» من لبنانيين وفلسطينيين وسوريين، تستبعد أن يكون الثالث ثابتاً في ظل استمرار تواري عدد من الشبان منذ بداية الأزمة السورية. الثلاثة انتحروا، لكنهم فجّروا خلفهم تساؤلات عدة عن سبب اقتناعهم بالفكر التكفيري وهم أبناء عائلات متنوعة ومندمجة (مقال آمال خليل).
ظهر الأحد الفائت، كان دور عبد الرحمن النميري ليكون الانتحاري الثالث من البيسارية ومحيطها (قضاء الزهراني). كاد يفجر نفسه بجنود الجيش اللبناني أثناء المعركة ضد «داعش» في جرود رأس بعلبك. بحسب بيان الجيش، فإن «وحدة من الجيش فجّرت على طريق وادي حورتة ومراح الدوار سيارة ودراجة نارية مفخختين تقلان انتحاريين، كانوا يحاولون استهداف عناصر من الجيش». في اليوم التالي، تم تناقل مقطع فيديو لأحد الانتحاريين يتلو وصيته إلى أولاده وزوجته وأهله.
النميري الذي كان قد توارى عن الأنظار وانقطعت أخباره منذ أكثر من ثلاث سنوات لم يستطع تفجير الجنود، لكنه فجّر صدمة في ضيعة العرب (حي منقسم بين البيسارية والصرفند) التي ينتمي إليها، ومحيطها. طوال الفترة الماضية، ساد الظن أن الشاب الثلاثيني الذي التحق بـ«جبهة النصرة»، وانتقل إلى سوريا، ربما قتل. اكتشاف أنه كان لا يزال حياً ويسكن في مغاور الجرود اللبنانية حرّك النار الخامدة في بعض النفوس في المنطقة التي خرج منها انتحاريان ينتميان إلى «النصرة»، أوّلهما ابن الحي الفلسطيني في البيسارية عدنان المحمد (فجّر نفسه أمام السفارة الإيرانية في بئر حسن عام 2013) والثاني هو ابن حي يارين الجديدة في خراج البلدة (فجّر نفسه أمام المستشارية الإيرانية في بئر حسن عام 2014). حينها، وصلت ردود الفعل إلى إحراق منازل وسيارات وقطع طرق. بالنسبة إلى النميري، ردّ الفعل الأول سجّل ليل الإثنين، حين بادر شبان من الصرفند إلى إشعال إطارات أمام منزل عائلته، احتجاجاً، فيما انتشرت حملات على مواقع التواصل الاجتماعي صبّت غضبها على عائلته وضيعة العرب. بهدف تطويق ردود الفعل، زار رئيس بلدية الصرفند علي خليفة، يرافقه قياديون من حركة أمل، ضيعة العرب والتقى فاعليات عشيرة آل النميري الذين أصدروا بياناً تبرّأوا فيه من «الإرهابي الذي قضى خلال محاولته استهداف جنود الجيش اللبناني الباسل»، واعتبروا أن «ما أقدم عليه عمل مدان وجبان وﻻ يمت للثوابت والقيم التي نتمسك بها».
لا تحتاج ضيعة العرب إلى تقديم كشف حساب عن وطنيتها وانفتاحها. إمام المسجد الشيخ محمد الموعد معروف بمواقفه المؤيدة لحزب الله، والتي يطلقها في خطب الجمعة. كثر من أبناء القرية يتمسكون بانتمائهم إلى الأحزاب الوطنية، لا سيما الحزب التقدمي الاشتراكي وفاءً لكمال جنبلاط الذي استصدر لهم بداية الستينيات، عندما كان وزيراً للداخلية، أوراق قيد الدرس، مكّنتهم عام 1994 من الحصول على الجنسية اللبنانية. أما الشبّان الصاعدون، فهمّهم الأول السفر إلى المانيا للالتحاق بمن سبقهم منذ بداية التسعينيات وحققوا ثروات طائلة. لكن لماذا لم يلتحق عبد الرحمن بأشقائه في ألمانيا واختار «الإرهاب عائلة»، علماً بأنه ولد من أم شيعية (من المروانية قضاء الزهراني) ونشأ في عائلة غير متدينة ومكتفية مادياً؟
يصعب على كثر التصديق بأن «الطالب الهادئ والطيب» الذي تابع دراسته في ثانوية البابلية الرسمية المختلطة، قد يصبح «أبو دجانة»، المنسّق بين القلمون السوري والشمال اللبناني في «داعش»، وأن يتحول «العاشق لزميلته المتحررة ومن يكتب لها قصائد الغزل» متزمّتاً تكفيرياً. يحمّل هؤلاء المسؤولية لبشير ب.، جاره الصيداوي الذي سكن مع عائلته في ضيعة العرب منذ سنوات. درس النميري في أزهر البقاع مع بشير. هناك تعرف إلى «متدينين» وأصبح عضواً في خلية من تسعة أشخاص خطّطت لاستهداف اليونيفيل وإطلاق صواريخ باتجاه فلسطين المحتلة واستهداف المدير العام الأسبق لقوى الأمن الداخلي أشرف ريفي. في اعترافاته أمام المحكمة العسكرية عام 2008، روى النميري كيف عرّفه بشير إلى «أبو إسماعيل» القيادي في تنظيم القاعدة (تبيّن لاحقاً أنه نعيم عباس)، ظناً منه أنه يتبع لـ«الجهاد الإسلامي» وسيدربهما على القتال ضد اسرائيل وتفجير دوريات لليونيفيل. في الخلية ذاتها التي أشرف عليها عباس ومحمد توفيق طه ومحمد جمعة (كتائب عبدالله عزام)، كان شركاء النميري جاره بشير ومروان حمادي ابن حي يارين الذي غادر مع الانتحاري المحمد إلى سوريا وابن حي يارين المجند في قوى الأمن الداخلي مطلق ج. والشيخ أحمد الخلف (يقيم في البيسارية) الذي يعدّ المرشد الروحي لهم، والأسيري المطلوب مصعب قدورة.
عام 2009، أدين النميري وحكم بالسجن لثلاث سنوات. حتى ذلك الحين، يؤكد أقرباؤه أن مظاهر التزمّت لم تكن قد ظهرت عليه. يقول قريبه العضو في اللجنة المركزية في الحزب الشيوعي فياض النميري إنه كان «شيخاً مودرن». حاول أن يصبح إمام جامع الضيعة، لكن كبار السن رفضوا بسبب صغر سنّه. «دراسته في الأزهر لم تغيّر في سلوكه الاجتماعي. ظل يسهر مع الشبان ويشارك في مجالس مختلطة ويذهب إلى السباحة مرتدياً «شورت» قصيراً». ما الذي غيّره؟ «اسألوا رومية» يقول النميري. بعد إتمام محكوميته وخروجه عام 2012، «لاحظنا أنه تشدد. بات منعزلاً وكتوماً ويتحاشى التواصل مع الآخرين، ونشبت خلافات عدة بينه وبين أفراد أسرته وأمه الشيعية». يتساءل: «إلى من تعرّف عبد الرحمن في مبنى الإسلاميين الذي أمضى فيه ثلاث سنوات، ومن زرع في رأسه الفكر التكفيري؟». النميري حمّل الدولة «مسؤولية إفساد عبد الرحمن».
اللواء
مرحلة ما بعد إعلان «نصر الجرود»: دعم الجيش وإنماء المناطق المحرَّرة
الحريري من الخطوط الأمامية إلى عرسال.. والسبهان في بيروت تحضيراً لإجتماعات اللجنة العليا

بانتظار جلاء مصير الجنود اللبنانيين المختطفين لدى داعش، بات بحكم المؤكد ان معركة جرود رأس بعلبك التي يخوضها الجيش اللبناني ببسالة وإرادة قوية لإنهاء بؤر الإرهاب المسلّح، شارفت على نهايتها، حيث ما تزال بقعة لا تتجاوز الـ10٪ من الجرود تحت سيطرة ما يسمى «تنظيم الدولة الاسلامية» (داعش).. وهي قيد المعالجة.
ومسألة الاحتفال الرسمي والشعبي باتت قاب قوسين أو أدنى.. على ان ينظم هذا الاحتفال في ساحة الشهداء على وقع الالتفاف حول الجيش اللبناني الذي وصفه الرئيس سعد الحريري من غرفة العمليات في ثكنة الجيش في رأس بعلبك «بالبطل» مؤكدا ان الحكومة تقف خلف الجيش الذي يقوم بمهمة صعبة.. واتكالنا على الله والجيش لحماية لبنان، مؤكدا ان الانتصار قريب، مخاطبا الجنود: أنت تحمون الحدود التي يحاول ان يتسلل منها الارهابيون، معتبرا ان موضوع المخطوفين (العسكريين) أولوية.. ولا الجيش أو الحكومة أو أي لبناني سيتخلى عن أي مخطوف، ولذلك الموضوع حسّاس بالنسبة لنا.
وأكد الرئيس الحريري، قبل استقبال وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج العربي ثامر السبهان مساء أمس في بيت الوسط، ان الدعم الدولي للجيش اللبناني يظهر في مدى التقدم الذي يحرزه «ونحن بحاجة لدعم أكثر والحكومة ستقدم الدعم، وكل المجتمع الدولي لتأمين المساعدات للجيش، لأن هذا الأمر مهم لحماية لبنان..».
وقال المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة انه جرى خلال اللقاء عرض المستجدات في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين.
وعلمت «اللواء» ان الوزير السعودي الذي وصل إلى بيروت أمس، واستهل لقاءاته بلقاء رئيس الكتائب النائب سامي الجميل، يحمل رسالة دعم من خادم الحرمين الشريفين وقيادة المملكة للبنان، ولا سيما للجيش اللبناني في عملياته ضد الإرهاب ولضمان الاستقرار والأمن في الداخل وعند الحدود.
وقال مصدر مطلع ان الوزير الزائر يبحث في ضرورة انعقاد اللجنة اللبنانية – السعودية العليا على مستوى رئيسي مجلس الوزراء في البلدين، والتي كان اتفق على إحياء اجتماعاتها في الزيارة الأخيرة للرئيس الحريري إلى المملكة.
واللافت ان زيارة السبهان تزامنت مع إعلان مجلس الوزراء السعودي في جلسة ترأسها أمس الأوّل ولي العهد الأمير محمّد بن سلمان في قصر السلام بجدة، ترقية القائم بأعمال السفارة السعودية في بيروت المستشار وليد عبدالله بخاري إلى وظيفة وزير مفوض في وزارة الخارجية، رجحت مصادر لبنانية ان تكون بمثابة تمهيد لتعيين بخاري سفيرا للمملكة في لبنان.
ونظراً، لزيارة الخطوط الامامية في جرود رأس بعلبك واللقاء مع أهالي عرسال. لم تجتمع اللجنة الوزارية لتطبيق قانون الانتخاب برئاسة الرئيس الحريري امس في السراي الكبير، وأرجأت اجتماعها إلى ظهر اليوم في بيت الدين، بعد جلسة مجلس الوزراء، على ان يترأس الرئيس الحريري عند السادسة في السراي الكبير اجتماع اللجنة المكلفة بوضع استراتيجية وطنية للنهوض الاقتصادي.
الحريري في الجرود
وفي خطوة لافتة، تحمل كثيراً من الدلالات السياسية والرسمية، للدعم السياسي والرسمي الذي يحظى به الجيش في معركته ضد الإرهاب، وتحرير ما تبقى من الأرض من قبضة تنظيم «داعش» الارهابي، فاجأ الرئيس الحريري الجميع بالزيارة التي قام بها ظهر أمس لغرفة عمليات جبهة جرود رأس بعلبك والقاع في ثكنة الجيش في رأس بعلبك، ومن ثم جولته مع قائد الجيش العماد جوزف عون في مرتفعات رأس الحمرا في الجرود، حيث تفقدا محاور القتال والمناطق التي حررها الجيش من تنظيم «داعش»، ثم خص بلدة عرسال بزيارة تفقدية اشاعت الاطمئنان لدى الأهالي الذين التقاهم، مؤكدا بأن كل لبنان يقف مع الجيش، مقدرا ما يقوم به، مؤمنا بأن الانتصار قريب.
وأكّد الرئيس الحريري، في مؤتمرين صحافيين عقدهما في كل من غرفة العمليات وبلدية عرسال، على ان الجيش هو المسؤول عن كل الحدود وعن حمايتها، «ونحن نعمل على هذا الأساس من أجل تدعيمه بكل الوسائل التي يحتاجها لحماية استقرار لبنان وحدوده»، لافتاً إلى انه لولا الجيش والدور الذي قام به في معركة جرود عرسال لحماية لبنان والنازحين لكانت هناك كارثة.
وتوقعت بعض المصادر ان يتناول الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله، في الكلمة التي سيلقيها عند الثامنة والنصف من مساء اليوم الخميس، إلى هذه القضية بالذات، في سياق تفاؤله لتطورات معركة الجرود، سواء من الجانب السوري أو من الجانب اللبناني، علماً ان «الاعلام الحربي» التابع للحزب أعلن أمس السيطرة على وادي مسيرا، حيث يقع مركز قيادة «داعش».
عون في بيت الدين
إلى ذلك، اكتملت التحضيرات الأمنية واللوجستية لانتقال رئيس الجمهورية العماد ميشال عون إلى المقر الصيفي لرئاسة الجمهورية في قصر بيت الدين إيذانا ببدء مزاولة النشاط الرسمي مع العلم أن ما من معلومات حول مواصلة مكوثه هناك أم عودته إلى قصر بعبدا فور انتهاء النشاط.
وكما هو معلوم فإنه فور وصول الرئيس عون إلى قصر بيت الدين يقام له مراسم استقبال من قبل حرس التشريفات في لواء الحرس الجمهوري، وقبل ترؤسه جلسة مجلس الوزراء في قاعة أمير حليم تقي الدين المخصصة لجلسات الحكومة والاجتماعات الكبيرة يعقد لقاءات ويستكملها بعد انتهاء الجلسة.
وافيد أن التحضيرات طاولت جميع أجنحة القصر بما في ذلك مكتب الرئيس وقاعات الاستقبال للضيوف. وبعد مرحلة الشغور الرئاسي تعود الحياة السياسية إليه مع العلم أن القصر ظل مقصدا للسياح العرب والأجانب.
ويتوقع أن تفتتح الجلسة الحكومية بمداخلتين للرئيسين عون والحريري عن معركة الجيش ضد الإرهابيين والإشادة بما تحقق والتطرق إلى مرحلة ما بعد تنظيف الجرود من الإرهابيين، ولم يعرف ما إذا كان وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق سيطرح ملف الانتخابات الفرعية أم لا. وتوقعت مصادر وزارية أن يشق دفتر الشروط بشأن بواخر الكهرباء طريقه بعد ما تم الأخذ بالملاحظات التي عرضت.
جنبلاط في «بيت الوسط»
ووفقاً لما كانت أشارت إليه «اللواء» أمس، نجحت الاتصالات في رأب الصدع الذي شاب العلاقات بين «بيت الوسط» و«المختارة»، بسبب خلافات على قانون الانتخاب، في شهر رمضان الماضي، تزامنت مع سجال على «تويتر» طاولت أموراً شخصية، مثل «المفلسين الجدد» و«تبليط البحر» أدخل هذه العلاقات في جمود وانقطاع طويلين.
وحرص رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط، بعد زيارته الرئيس الحريري في «بيت الوسط« والتي تخللها مأدبة عشاء أقامها رئيس الحكومة على شرف جنبلاط في حضور نجله تيمورجنبلاط والنائب وائل أبوفاعور والوزير غطاس خوري، على التأكيد على انه ليس هناك في السياسة اشكال وإنما وجهات نظر مختلفة، لافتاً إلى ضرورة «دوزنة التوقيت».
عين الحلوة
وفي مجال أمني، يتجه الوضع في مخيم عين الحلوة نحو المزيد من التأزم في ظل عدم حسم كافة القوى الفلسطينية لمواقفها بالمشاركة الفعالة في «القوة المشتركة»، التي كان قد جرى الإعلان عنها بمشاركة جميع هذه القوى، وفي ظل إصرار «مجموعة بلال بدر» وعدد من المناصرين والمجموعات الإسلامية المتشددة على خرق قرار وقف إطلاق النار، كلما تم التوصّل إليه.
وأمس، تباينت المعلومات بشأن انتشار «القوة المشتركة» في حيّ الطيري، داخل الشارع الفوقاني للمخيم، والذي يُعتبر المعقل الأساسي لـ «مجموعة بدر»، وشهد اشتباكات ضارية بعد انكفائه عنه، وأخرى لجهة عدم نشر هذه القوة، وهو ما أكده قائدها العقيد بسّام السعد، الذي أعلن عن عقبات من القوى الإسلامية تمنع انتشار «القوة المشتركة» في حي الطري، داخل المخيم.
وكانت الاشتباكات العنيفة تركزت في حيّ الطيري، ما أدى إلى مقتل العنصر الفتحاوي «ابو حسين» السوري، الذي نُقلت جثته إلى براد «مستشفى الهمشري» – المية ومية – صيدا.
البناء
بعثات دبلوماسية استكشافية بين طهران والرياض… والسبهان والأنصاري في بيروت
نتنياهو يعود خائباً من لقاء بوتين وكوهين فشل مع ترامب… «إسرائيل» مع خطوطها الحمر
السيد نصرالله اليوم: من معارك الجرود والقلمون… إلى أوضاع المنطقة والقلق «الإسرائيلي»

تكشف موسكو المزيد من التفاؤل بقرب ضمّ إدلب لمناطق التهدئة مع اللقاءات العسكرية التركية الروسية، وتكشف «إسرائيل» عن المزيد من القلق بعد اللقاءات «الإسرائيلية» الأميركية و«الإسرائيلية» الروسية، وتبشّر طهران بالمزيد من التطبيع للعلاقات مع الدول الفاعلة في حرب إسقاط سورية التي باعدت بينها وبين هذه الدول.
فبعد التعاون التركي الإيراني تحت عنوان مواجهة عدوى خطر الانفصال الكردي، تبادل للبعثات الدبلوماسية الاستكشافية بعد عيد الأضحى لتفقد السفارات والقنصليات، تمهيداً لإعادة فتحها، بينما بيروت تستقبل وزير الدولة السعودي ثامر السبهان ومساعد وزير الخارجية الإيراني حسين جابري أنصاري في زيارتين منفصلتين بروتوكوليتين، لم يتضح للبنانيين وجود موضوع محدّد لهما.
لبنان المعني بكلّ هذه التطورات والواقف على خطوط تماسها، منخرط بقوة وراء جيشه في حرب تحرير الجرود ويتابع عن كثب منجزات الجيش السوري والمقاومة في حرب القلمون، وقد بدا أنّ الأمر لن يُحسَم بساعات وأنّ الذين يخوضون المعركة من طرفي الجبهة ويحكمون الخناق على رقاب مسلحي داعش لا يضعون في حسابهم الوقت اللازم لإنهاء المعركة، تحت ضغط الحاجة لنصر سريع، كما سبق وقال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، فهذا الضغط يزيد الأكلاف، ويجب أن يترك للقيادات المعنية في ميادين القتال التصرّف بما تتطلبه ضرورات المعركة، وتفاصيل وسياقات المعركة وآفاقها ومندرجاتها ضمن التطورات العامة في المنطقة من لبنان إلى سورية والعراق واليمن، وخصوصاً القلق «الإسرائيلي» أمام متغيّرات المنطقة ستكون اليوم موضوع إطلالة مسائية للسيد نصرالله.
القلق «الإسرائيلي» بعد خيبات اللقاءات التي أجراها بنيامين نتنياهو رئيس حكومة الاحتلال في موسكو وتوّجها بلقاء الرئيس فلاديمير بوتين ومعه رئيس الموساد يوسي كوهين العائد من واشنطن، والمتداول في الإعلام «الإسرائيلي» مجمع فيه على عدم تلقي «إسرائيل» ما يطمئن مخاوفها من تعاظم قوة حزب الله وعلاقته بسورية، وحاصل مشاركته في حرب الدفاع عنها، وحاصل اقتراب سورية من قيامتها وتعافيها بثوابتها ورئيسها وجيشها وخيارها المقاوم، فلا واشنطن المهتمة بـ«إسرائيل» ومخاوفها قادرة على جعل أولويتها في سورية هواجس «إسرائيل»، بعدما بلغت رهاناتها الطريق المسدود ووجدت نفسها، كما في سابقة التوقيع على التفاهم النووي مضطرة لسلوك الخيار المرّ الذي تتضمّنه تسويات لا تضمن مكاسب، لكنها تحدّ من الخسائر، ويصير سقف ما يسمعه «الإسرائيليون» هو النصيحة بالذهاب إلى موسكو فقد يكون لديها ما يفيد، وفي موسكو ليس من سبب يجعل روسيا تعرّض علاقاتها بإيران وسورية وحزب الله للاهتزاز كرمى لعيون «إسرائيل»، بل النصح بالتأقلم مع المتغيّرات من جهة، وبتسريع الخروج من الملعب السوري، من جهة أخرى، باعتبار الدولة السورية القوية الخيار الأمثل قانونياً لضمان الأمن عبر الحدود.
الانتصارات على داعش والنصرة، والقلق «الإسرائيلي»، وتبدّل الموازين الإقليمية، مكوّنات المشهد الذي سينتظر المراقبون قراءة السيد نصرالله لتفاصيله، من موقعه كقائد للمقاومات العربية، بعدما صارت مساحة قوى المقاومة الممتدّة من لبنان إلى فلسطين وسورية والعراق واليمن، تتعامل معه كقائد لهذه المقاومة الشعبية الشريك لحكومات محور المقاومة في رسم مشهد المنطقة الجديد.
السيد نصرالله يطل مساء اليوم
في ربع الساعة الأخير قبل نهاية معركة تحرير الحدود اللبنانية السورية في القاع ورأس بعلبك والقلمون الغربي من احتلال تنظيم «داعش» الذي استمر أربع سنوات، ومع الإنجازات الميدانية السريعة للجيش اللبناني من الجانب اللبناني وللجيش السوري والمقاومة من الجهة السورية، يُطل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله مساء اليوم.
مصادر مطلعة وضعت إطلالة السيد نصرالله في السياق التتابعي لإطلالات الأمين العام ربطاً بإدارة معركة الجرود، وأشارت لـ «البناء» الى أن «هذا الحضور التتابعي المؤثر للسيد نصرالله هدفه الاستمرار في وضع المعركة ونتائجها في السياق الذي يفترض أن تكون فيه. وكما أطل في اللحظات الأخيرة للحرب مع جبهة النصرة في جرود عرسال، يُطل اليوم في الأيام الأخيرة للمعركة مع داعش والساعات الأخيرة ما قبل نضوج نهايتها بالمعنى العسكري أو قبل أيّ تطور قد يترتب على نهاية غير عسكرية، مع العلم بأن تاريخ داعش الثقافي والفكري والعسكري وعبر امتداد ساحات القتال في العراق أو سورية لم يشهد أن خرج من معركة بطريقة انسحابية استسلامية وتفاوضية»، لكن بارقة الأمل بحسب مصادر وقد تكون ضئيلة، «مرتبطة بموقف الجزء الأكبر من المبايعين لداعش والذين هم من القصير وريف حمص الغربي والقلمون وريف دمشق الغربي ما قد يفتح الباب أمام أفق تفاوضي لم تتضح معالمه حتى الساعة».
ويتطرق السيد نصرالله الى «المشهد السياسي المحلي المرافق للمعركة ودور الجيش فيها والتلاحم الميداني بين الجيش والمقاومة من جهة وبين المقاومة والجيشين اللبناني والسوري من جهة ثانية، لقطع دابر أي فتنة أو تفرقة بين الجيش والمقاومة، كما يُجري السيد نصرالله مقاربة مختصرة للمستجدات في المنطقة لا سيما في سورية والعراق مع تقدّم الجيشين السوري والعراقي والحلفاء على جبهات عدة لتحريرها من الإرهاب»، كما سيؤكد أن «ما نشهده في ساحات القتال من انهيارات للإرهابيين يؤكد أن نهاية تنظيم «داعش» الذي راهن عليه الغرب وبعض الدول العربية والإقليمية لرسم خريطة جديدة للمنطقة، باتت وشيكة جداً».
معارك الجرود في يومها الخامس
وفي تطورات الميدان، يواصل الجيش اللبناني من جهة، والمقاومة والجيش العربي السوري من جهة ثانية، المعركة ضد تنظيم «داعش». وأعلنت قيادة الجيش في بيان، أن وحدات الجيش باشرت «اعتباراً من فجر اليوم، تنفيذ عملية إعادة تمركز وانتشار في كامل البقعة التي حررتها من تنظيم «داعش» الإرهابي خلال الأيام الماضية، وتواصل استعداداتها الميدانية تمهيداً للقيام بالمرحلة الرابعة من عملية «فجر الجرود»، فيما تقوم الفرق المختصة في فوج الهندسة باستحداث طرقات جديدة وأعمال تفتيش بحثاً عن الألغام والعبوات والأفخاخ لمعالجتها فوراً». وأشارت القيادة إلى «عدم وجود أي وقف لإطلاق النار ضد المجموعات الإرهابية حتى دحرها بصورة نهائية».
وحول قضية العسكريين المخطوفين لدى داعش أوضح مصدر عسكري لـ «البناء»، «أن انطلاق عمليات الجيش اللبناني ـ فجر الجرود ـ حدّدت مسار التفاوض بشأن العسكريين»، لافتاً، أن اعتقال بعض رموز داعش وما أفصحوه بشأن العسكريين كانت «مراوغة» بهدف التضليل وتشتيت عمل الجيش في الميدان»، وأشارت إلى «إصرار قيادة الجيش على ربط أي عملية تفاوض بمعلومات عن العسكريين المخطوفين». غير أن مصادر متابعة أوضحت لـ «البناء»، «أن ما تبقى في الحلقة الضيقة من رموز داعش يملكون كامل المعلومات والتفاصيل بشأن العسكريين».
ونعت قيادة الجيش الرقيب أول وليد محمود فريج الذي استشهد صباح اليوم أمس متأثراً بجروح كان قد أصيب بها في جرود رأس بعلبك، خلال قيامه بتفكيك لغم أرضي.
وفي خامس أيام معركة «وإنْ عُدتم عُدنا»، سيطر الجيش السوري ومجاهدو المقاومة على «مرتفع قرنة شعبة البحصة»، في جرود الجراجير، في المحور الجنوبي وعلى «قبع إسماعيل»، و «شعبة حرفوش» في جرود البريج، في المحور الشرقي، إثر الاشتباكات الدائرة ضد التنظيم الارهابي.
وأكد مصدر ميداني لـ «البناء»، «أن عناصر المقاومة يقومون بتثبيت مواقعهم في تلال البحصات في جرود قارة، فيما بدأ مسلحو داعش بإجراء اتصالات مع قيادة المقاومة لتسليم أنفسهم غداً حيث يُقدّر عددهم بـ 90 مسلحاً».
وفي إطار متابعة العملية العسكرية للجيش، زار رئيس الحكومة سعد الحريري وقائد الجيش العماد جوزيف عون على متن طوافة عسكرية فوج الحدود البري في ثكنة رأس بعلبك، ومنها انتقلا لتفقد خطوط الجبهة العسكرية الأمامية في الجرود وزارا منطقة الكاف، وهي أعلى التلال الاستراتيجية التي كان يتحصّن بها «داعش» قبل دحره منها.
وأشار الحريري الى أننا «سننتهي من الإرهاب في وقت قريب والحكومة ستقوم بواجباتها كلها تجاه أهل عرسال ليعودوا جميعاً إلى بيوتهم»، كما أعلن أن :الجيش سينتشر في كل الجرود».
ونوّه وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو بعد محادثات أجراها مع نظيره اللبناني يعقوب الصراف في موسكو، بالإنجازات التي حققتها القوات المسلحة اللبنانية في محاربة «جبهة النصرة» و«داعش». وشدّد على «وجوب العمل لإيقاف تحركات هذين التنظيمين من دولة الى أخرى وعلى ضرورة تركيز الجهود وتعزيز التعاون من اجل مكافحة الارهاب».
وأكد الصراف أن قضية العسكريين المخطوفين لدى «داعش» تشكل أولوية لدى الدولة اللبنانية وقيادة الجيش، وطالب بتكثيف الجهد والمساعدة في كشف مصيرهم ومصير المطرانين المخطوفين والمصور سمير كساب.
وأكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أن «مرحلة ما بعد تحرير هذه المناطق ستكون لإنمائها وإزالة الرواسب التي خلفتها الأوضاع الشاذة التي سادت خلال الأعوام الماضية»، مشدداً على أنه «تمّ تخصيص اعتمادات مالية لتحقيق عدد من المشاريع العاجلة قيمتها 30 مليون دولار أميركي».
ويرأس الرئيس عون اليوم، جلسة مجلس الوزراء في المقرّ الرئاسي الصيفي في قصر بيت الدين الذي ينتقل اليه صباح اليوم ويعقد لقاءات واجتماعات قبل الجلسة وبعدها.
السبهان إلى لبنان اليوم
وفي ظل أجواء الانتصار على الإرهاب التي يعيشها لبنان، وفيما كان مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والإفريقية حسين جابر الأنصاري يُنهي جولة لقاءاته الواسعة على كبار المسؤولين اللبنانيين، تردّدت معلومات غير رسمية عن زيارة لوزير الدولة لشؤون الخليج العربي ثامر السبهان إلى لبنان اليوم.
ووضعت مصادر مطلعة زيارة السبهان في خانة محاولة السعودية «التأكيد بأنها لازالت تحافظ على الحضور نفسه في الساحة اللبنانية ولديها علاقات ومصالح مع الجميع».
عقبات أمام انتشار القوة المشتركة في الطيري
على ضفة أمنية أخرى، ساد الهدوء الحذر أحياء مخيم عين الحلوة نهار أمس، بعد اشتباكات عنيفة استمرت حتى ساعات الصباح الاولى خلفت خسائر مادية كبيرة، وتوصلت الفصائل الفلسطينية بعد اجتماعها الى اتفاق لوقف إطلاق النار وانتشار القوة الأمنية المشتركة في حي الطيري، غير أن قائد القوة العقيد بسام السعد أعلن مساء أمس، أن القوة لم تنتشر في حي الطيري بسبب عقبات اصطدمت بها على الأرض من بعض القوى، لافتاً إلى «أن القوة المشتركة هي شراكة من جميع القوى وعلى الجميع التعاون لإنجاح مهامها بأن تأخذ صلاحياتها كاملة لحفظ الأمن داخل المخيم».
وقبل منتصف الليل، أفادت معلومات عن انسحاب القوة المشتركة من حي الطيري وعودة التوتر الى مناطق الاشتباكات في الشارع الفوقاني وحي الطيري وسط اتصالات فلسطينية كثيفة لاحتواء الموقف ومنع تدهوره.
وعلمت «البناء» أن «الاجهزة الامنية اللبنانية المعنية وبعد توسُّع إطلاق النار لتطال الأحياء المجاورة للمخيم في صيدا، وجهت رسالة حازمة للفصائل الفلسطينية بضرورة وقف إطلاق النار وتوقيف مطلقي النار وإلا سيتدخل الجيش لمنع ذلك، وبعدها عقدت سلسلة اجتماعات ضمّت جميع الفصائل وتمّ الاتفاق على وقف إطلاق النار».
وعلمت «البناء» أيضاً أن «العرموشي أصرّ حتى صباح أمس على متابعة المعركة مع مجموعتي بلال بدر وبلال العرقوب في محاولة لتضييق الخناق عليهم واشترط انتشار حركة أنصار الله بداية في حي الطيري ثم تنتشر القوة الأمنية المشتركة قبل وقف اطلاق النار، لكن الحركة رفضت ذلك، معتبرة أن ما يطلبه العرموشي هو المطلب الأساسي لمجموعتي بدر والعرقوب».
وقالت مصادر أمنية مطلعة في المخيم لـ «البناء» إن «اجتماع الفصائل توصل الى اتفاق وقف النار وانتشار القوى الأمنية المشتركة في كامل أحياء حي الطيري وعلى أطرافه، لكن هناك بعض العقبات يجري العمل على تذليلها، والمفاوضات مستمرة بين قيادة فتح من جهة ومجموعتي بدر والعرقوب من جهة ثانية عبر جمال حمد وأسامة الشهابي من الشباب المسلم».
وأوضحت المصادر أن «مجموعات البلالين وضعت الشروط في البداية، لكن الضغوط التي مورست عليها من جميع الأطراف أدّت الى فرض انتشار القوى المشتركة»، ولفتت الى أن «هناك استحالة في تطبيق شروط هذه المجموعات لا سيما لجهة منع عناصر فتح من الانتشار ضمن القوة المشتركة في الطيري لا سيما وأن رئيس القوة المشتركة هو من فتح».
واستبعدت المصادر امتداد رقعة المواجهات الى خارج المخيم واستهدافات تطال الجيش اللبناني ومدينة صيدا، واضعة كلام الإرهابي شادي المولوي في خانة التهديد، مشيرة الى أن «لا قدرة ميدانية لديه على فعل ذلك، في ظل حصار المتطرفين في بعض أحياء المخيم ولو استطاع ذلك لفعل منذ بداية الأحداث».
وقد عقدت القيادة السياسية للفصائل والقوى الفلسطينية لمنطقة صيدا اجتماعاً في مقرّ القوة المشتركة داخل المخيم، خلص الى تشكيل لجنتين ميدانيتين، توجهت الاولى الى مسجد الشهداء في الصفصاف للاتصال بمجموعتي بدر والعرقوب لوقف إطلاق النار، فيما توجهت الثانية الى مقر الصاعقة عند مفرق سوق الخضار للتواصل مع قائد الأمن الوطني الفلسطيني في منطقة صيدا العميد أشرف العرموشي والاتفاق معه على تحديد موعد لإعلان وقف اطلاق النار.
لقاء الحريري – جنبلاط
سياسياً، وبعد العلاقة المتدهورة التي سادت خلال الأشهر القليلة الماضية بين الرئيس سعد الحريري ورئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط، زار الأخير مساء أمس، الحريري في بيت الوسط يرافقه نجله تيمور والنائب وائل أبو فاعور بحضور الوزير غطاس خوري.
وقال جنبلاط إثر اللقاء: «لا غرابة في أن أكون في بيت الوسط، كان هناك بعض الخلافات مع الحريري واللقاء اليوم تناول بعض المواضيع، وفي السياسة ثمّة وجهات نظر متفاوتة».

Please follow and like us: