سألت "حملة مقاطعة داعمي إسرائيل" أنه : بعد منع فيلم «الصدمة» من العرض في كافة الأقطار العربيّة بقرار من جامعة الدول العربيّة، ما الحكمة في أن يرشّح وزيرُ الثقافة اللبناني غطاس خوري فيلم المطبِّع اللبناني الجديد زياد دويري لنيل جائزة الأوسكار؟. هل قرارٌ بهذه المسؤوليّة الضخمة ينبغي أن يبقى من صلاحيّة وزير واحد، أمْ أن ذلك سيرتِّب مسؤوليّات جماعيّة تطول الحكومةَ بوزرائها كافةً، وتطول موقفَ لبنان الرسميّ والشعبيّ الذي هو في حالة حرب مع العدوّ "الإسرائيلي"؟. وعلى ذكر الحكومة، ما موقفُ الوزراء الرافضين للتطبيع؟ هل صمتُهم جزءٌ من الحفاظ على «السلْم الأهليّ» و«الوحدة الوطنيّة»؟ وأيُّ سلْمٍ أو وحدةٍ يمكن أن نطمح إليهما إنْ لم يستندا الى رفضٍ واضحٍ وصريح لأيّ تواصلٍ مع العدوّ "الإسرائيلي" ورعاياه؟. إنّ حملة المقاطعة تضع هذه الأسئلة برسم وزير العدل، والأجهزة القضائيّة، والرأي العامّ اللبناني …
الجمهورية
برّي: البطاقة المُمَغنطة أو الإنتخابات غداً.. والحريري يلتقي بوتين اليوم
ألغت الدولة تحت عنوان «التأجيل» احتفالها بالانتصار على الإرهاب في الجرود، بذرائعَ لم تُقنع أحداً، بعدما تبيّنَ أنّ أصلَ الحكاية في هذا «التأجيل ـ الإلغاء» التناقضُ بين المواقف الرئاسية الذي قد يُظهر الدولة منقسمةً على نفسها، علماً أنّ أسباباً أمنية فرَضت هذا الإلغاء، ووجَدها البعض وجيهة، ومنها التخوّف من اندساسِ إرهابيين في صفوف الحضور وتفجير أنفسِهم، في اعتبار أنّ البلاد لم تُنظّف كلّياً بعد من الخلايا الإرهابية. وفي ظلّ هذه الأجواء، بَرز تهديد إسرائيلي جديد على وقعِ المناورات الجارية على الحدود الجنوبية التي تُحاكي حرباً جديدة تشنّها إسرائيل على لبنان و«حزب الله».
تمحورَت الحياة السياسية والامنية في الساعات الـ 24 الماضية حول الآتي:
– أوّلاً، زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري لروسيا والتي يتوّجها اليوم بلقاء الرئيس فلاديمير بوتين في سوتشي، بعدما التقى أمس نظيره الروسي ديمتري ميدفيديف ووزير الخارجية سيرغي لافروف. هذه الزيارة لها أبعاد خاصة في هذه المرحلة التي يمرّ بها البلد والمنطقة، حيث لروسيا الدور الاساس، وقد اتّخذت اهمّية جديدة بأن طرَح الحريري على الطرف الروسي ان يشارك في تسليح الجيش اللبناني، في وقتٍ كان اطراف لبنانيون يتخوفون من ان تعرض الدولة الروسية من جانبها هذا التسليح.
– ثانياً، تأكيد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون للرئيس الاميركي دونالد ترامب في برقية وجّهها اليه لمناسبة ذكرى 11 أيلول «إصرارَ لبنان على منعِ الارهابيين من تحقيق اهدافِهم وغاياتهم»، مذكّراً بأنّ «ما قام به الجيش اللبناني منذ ايام بتحرير اراضٍ لبنانية من تنظيم «داعش» يؤكّد على ذلك».
– ثالثاً، إستمرار المناورات الاسرائيلية على الحدود الجنوبية بمواكبة اعلامية لا تخلو من التهديد لـ«حزب الله» ولبنان وسوريا وايران، علماً انّ الحكومة اللبنانية قدّمت عبر وزارة الخارجية شكوى رسمية الى الامم المتحدة، وجدّدت في كتاب الشكوى احترامَ التزاماتها للقرارات الدولية، مطالبةً مجلس الأمن الدولي بـ«إدانة هذا الاعتداء بأشدّ العبارات، وإلزامِ إسرائيل وقفَ انتهاكاتها لسيادة لبنان برّاً وبحراً وجوّاً، وتنفيذ كافة موجباتها وفق القرار 1701».
– رابعاً، إستمرار الجيش اللبناني على الحدود الشرقية في نزع الالغام وتثبيت مواقعه في المناطق بينما يستمر السجال، وإنْ بوتيرة أقلّ، حول موضوع التحقيق في احداث عرسال. وقد برز موقف في هذا المجال للوزير السابق اشرف ريفي يَعتبر فيه انّ العماد جان قهوجي والرئيس تمّام سلام وعرسال «خط أحمر» ويصف التحقيق بأنّه «كيديّ» ويُراد منه «تصفية الحسابات».
في المقابل اكّدت جهات قضائية أنّ التحقيق يدور حول حادثتين فقط: من خطفَ العسكريين؟ ومن قتلهم؟ ما يعني انّ المسؤولية السياسية باتت محيّدة، حتى انّ تكتّل «الاصلاح والتغيير» تمسّكَ بالتحقيق القضائي في موضوع أسرِ العسكريين وقتلِهِم «أمّا المسؤولية السياسية فلا شأنَ للقضاء فيها وتبقى المساءَلة شعبية».
– خامساً، تجدّد التهديدات الاسرائيلية للبنان و«حزب الله».
تهديد جديد
وكان جديد هذه التهديدات أمس إعلان وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان أنّ المواجهة المقبلة المحتملة مع «حزب الله» «ستنتهي لمصلحة إسرائيل»، فيما اعتبَر الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين أنّها «ستختلف تماماً عن سابقاتها». وجاءت هذه المواقف الاسرائيلية خلال حضور ريفلين وليبرمان، امس، تدريباتِ الجيش الإسرائيلي على مواجهة «حزب الله» اللبناني، التي انطلقت الأسبوع الماضي.
وأشار ليبرمان، بحسب هيئة البث الإسرائيلي، إلى ما وصَفه بـ«عظمة الجيش وقوّة الردع» في إسرائيل، مشيراً إلى أنّ التدريبات الجارية حالياً ركنٌ حيويّ في تهيئة الجيش لمجابهةٍ في الشمال، في إشارةٍ إلى حرب مع «حزب الله».
من جانبه، توقّعَ ريفلين «أن تكون طبيعة الحرب المفترضة مختلفة تماماً عمّا شهدته إسرائيل في السابق، وذلك من ناحية العدوّ الذي سيحاربه الجيش الإسرائيلي، ومن ناحية المهمّات التي تقف أمامه في حرب كهذه». وقال «إنّ التدريبات تعكس مدى جاهزية القوات المسلحة الإسرائيلية لمواجهة أيّ عدوان ضد إسرائيل».
إلى ذلك، كشَف ضابط رفيع المستوى في الجيش الإسرائيلي مشارِك في المناورات لصحيفة «جيروزاليم بوست»، عن خططِ تل أبيب في حال نشوب حرب جديدة مع «حزب الله»، فقال «إنّ إسرائيل مستعدّة لاحتلال أجزاء من أراضي جنوب لبنان، لكنّ هذا الاحتلال لن يستمرّ طويلاً».
إحتفال النصر
وفيما كانت الدولة تستعدّ لاحتفال الانتصار على الارهاب في الجرود غداً الخميس في ساحة الشهداء، إذ بها تُرجئه لـ«أسباب لوجستية بحتة»، وذلك «بعد المشاورات مع الرؤساء» على ما اعلنَت وزارتا الدفاع والسياحة في بيان، من دون ان تكشف الاسباب الحقيقية التي دفَعتها الى ذلك. وعلمت «الجمهورية» انّ هناك مجموعة اسباب أدّت الى إلغاء هذا الاحتفال، وأبرزُها:
أنّ الاحتفال وبدلاً من ان يكون لتوحيد الموقف الرئاسي وتجسيداً للوحدة الوطنية وللالتفاف حول الجيش، سيأتي تجسيداً للتمزّق السياسي وللتمايز بين اركان السلطة، بحيث انّ كلمات الرؤساء الثلاثة كانت ستُظهر تناقضَ مواقف رئيس مجلس النواب نبيه بري والحريري مع موقف عون و«التيار الوطني الحر» على خلفية احداث عرسال والتحقيق، وتناقض في مواقف عون وبري من جهة مع مواقف الحريري حول دور «حزب الله»، وتناقض ثلاثي بين الرؤساء حول العمل الحكومي عموماً. كذلك فإنّ الدولة أرادت تجنّبَ إظهارِ تناقضاتها عشيّة سفر رئيس الجمهورية الى اجتماعات الامم المتحدة في نيويورك.
وبالإضافة الى ذلك، هناك من أشار الى انّ قيادة الجيش لم تكن في الأساس متحمّسة لهذا الاحتفال لأنّها لا تريد نَكْء جروح أهالي العسكريين الشهداء، في الوقت الذي قامت بواجباتها عبر الاحتفال الذي نظّمته الاسبوع الماضي في وزارة الدفاع الوطني.
علماً أنّ هناك من تحدّثَ عن مخاوف من تعرّضِ المهرجان لهجوم ارهابي، فضلاً عن أنّ المشاركين في الاحتفال هم قوى سياسية مختلفة ومتناقضة، ويُعدُّ جمعُهم في مكان واحد في هذه المرحلة خطوةً خطرة.
قزّي
وتعليقاً على إرجاء هذا الاحتفال، قال الوزير السابق سجعان قزي لـ«الجمهورية: «كنّا نتمنّى ان لا ينظَّم هذا الاحتفال منذ الاساس، في يوم 14 أيلول، لأنّ هذا اليوم هو يوم استشهاد الشيخ بشير الجميّل وحريٌّ بالدولة ان تحترمَ يوم استشهاد أحدِ رؤساء جمهوريتها الاستثنائيين، ولكنّ خلافاتها أنقذَت هذا اليوم».
برّي والانتخابات
وفي الملف الانتخابي، قال رئيس مجلس النواب نبيه بري امام زوّاره أمس ردّاً على سؤال حول اللغط الدائر حول القانون الانتخابي، وخصوصاً في موضوع البطاقة الممغنطة: «كلّنا نعلم انّ التمديد لمجلس النواب سببُه الرئيسي إتاحة المجال لإعداد هذه البطاقة لاعتمادها في الانتخابات النيابية المقبلة، ولكن إذا كان هناك محاولة لإلغاء هذه البطاقة وعدم السير بها فما معنى الفترة الممدّدة لمجلس النواب.
لذلك أنا أقول إنّه إذا كان الهدف عدم الوصول الى البطاقة الممغنطة فلماذا نضيّع الوقتَ وننتظر حتى أيار لإجراء الانتخابات، فطالما لن تكون هناك بطاقة فأنا مع ان تُقصَّر ولاية المجلس ونُجري الانتخابات في اقربِ وقتٍ ممكن». وشدّد رئيس المجلس على «ضرورة الحفاظ على الاستقرار الداخلي».
الجسر
من جهةٍ أُخرى تستمرّ القراءات في رسائل «حزب الله» الإيجابية الى الحريري، وليس آخرها ما جاء على لسان نائب الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم، من أنّ الحريري يتصرّف بعقلانية لحماية الاستقرار، ولا مانع من الحوار الثنائي معه. وفي هذا الإطار تكثر التكهّنات عما إذا كان هذا الكلام مقدّمة للقاء قريب بين الأمين العام للحزب السيّد حسن نصرالله والحريري.
إلّا أنّ عضو كتلة «المستقبل» النيابية النائب سمير الجسر استبعَد أيَّ لقاء قريب بين الطرفين على هذا المستوى، مشدّداً على «أنّ ظروف وعوامل انعقادِ لقاءٍ كهذا غيرُ متوافرة». كذلك أكّد أنّه ليس على علمٍ بأيّ جلسة حوارية تُعقَد قريباً بين تيار «المستقبل» و«الحزب» استئنافاً للحوار المتوقّف بينهما منذ ستة أشهر.
وقال الجسر لـ«الجمهورية»: «من المؤكّد أنّ الرئيس الحريري يتّخذ مواقف عقلانية وحكيمة، والأمر الاكثر عقلانية وفيه كثيرٌ من الواقعية السياسية هو وضعُ المسائل الخلافية جانباً والانصراف الى معالجة مصالح الناس، في حين انّ الخلافات السياسية كانت في السابق تطغى حتى على مصالح الناس.
أمّا اليوم فهناك أمور لا أحد يستطيع تغييرَها أو تعديلها، إنّما لا شيء في السياسة ثابت، فالظروف تتبدّل، وربّما تتوافر فسحة أكبر للعقلانية والواقعية ويتعاطى الجميع في الشقّ السياسي مثلما يتعاطون مع الشقّ الإنمائي».
وهل إنّ الحريري عبر قولِ مكتبه الإعلامي بأنه «عندما تنضج الأمور سنرى» لم يقطع بذلك الطريق على لقائه السيّد نصرالله، وبالتالي هل يمكن ان نرى لقاءً قريباً بينهما؟ أجاب الجسر: «اساساً الرئيس الحريري لم يقطع الطريق على احد في ايّ شيء، فهو يتابع الحركة مع الجميع بلا تمييز، صحيح أنّه لم يقطع الطريق لكن ايضاً لم يقل نعم.
وبصرفِ النظر عن ذلك فإنّ ظروف لقاء مع الامين العام لـ«حزب الله» غير متوافرة، واللقاء يجب ان تسبقه امور تمهيدية، فلا قضية المحكمة الدولية قد حُلّت، ولا موقف «حزب الله» من المطلوبين للعدالة، ولا قضية سلاح الحزب ولا موضوع «سرايا المقاومة» ولا تدخُّل الحزب في سوريا. من الحكمة أنّ الرئيس الحريري لم يقل كلّا، لكن علينا أن نفتح أعينَنا جيّداً».
وعن سبب بقاءِ الحكومة على رغم كلّ ما يحصل، تساءَل الجسر: «ما هي البدائل الاخرى»؟ وقال: «الخلافات هي من تداعيات الوضع السياسي، والحكمة تكمن في امتصاص الخلافات وتحييدِ الساحة اللبنانية عن تداعيات ما يجري في المنطقة».
التنسيق مع سوريا
وعلى رغم خُلوِّ جدول اعمال جلسة مجلس الوزراء غداً الخميس من ايّ بنود خلافية، إلّا انّ المسائل الخلافية يتوقع ان تطفوَ على السطح مجدّداً، خصوصاً في مسألة التنسيق مع سوريا في ضوء توجّهِ وزراء الى دمشق مجدداً وتوقيع اتفاقات فيها.
ويبقى السؤال الأهمّ كيف ستتعاطى الحكومة مع هذا الملف؟ وهل ستستمرّ في سياسة «النأي بالنفس» ومحاذرةِ الملفات الخلافية، وفي سحبِ الغطاء الرسمي عن زيارة الوزراء؟ وهل إنّ هذه الاتفاقات ستوقَّع من دون عِلم مجلس الوزراء؟
وفي هذا السياق، علمت «الجمهورية» انّ الاجتماع العملاني الاوّل بعد الزيارات التحضيرية لوزيرَي الزراعة والصناعة غازي زعيتر وحسين الحاج حسن سيبدأ الثلثاء المقبل، حيث سيتوجّه زعيتر مجدداً الى دمشق لعقدِ اجتماع موسّع مع نظيره السوري واللجان المشتركة اللبنانية ـ السورية لتوقيع اتّفاقات تتعلق بتصدير الموز والبطاطا من لبنان الى سوريا، وللتنسيق حول الإجراءات المقبلة عند فتحِ معبرِ «نصيب» على الحدود الاردنية امام المنتجات اللبنانية.
وسيعقبُ هذه الاجتماعات زيارة لوزير الزراعة الى العاصمة الاردنية، علماً انّه لا تزال هناك عقبات امنية ولوجستية امام فتحِ معبر «نصيب»، لذا يرجّح ان تتمّ عملية التصدير اللبناني عبر خليج العقبة، علماً أنّ التكلفة المادّية ستكون مرتفعة.
الضرائب والطعن
وفي انتظار كلمة المجلس الدستوري في الطعن المقدّم من نواب حزب الكتائب وخمسة نواب آخرين بقانون الضرائب، اعتبَر تكتّل «التغيير والإصلاح» أنّ «السلسلة والموازنة تتعرّضان لشعبوية مفرطة لا بل مدمِّرة، عندما تنقلب الغرائز السلطوية على المصالح الوطنية العليا». وسأل: «لماذا لم يَرِد في الطعن كلمة واحدة عن الضريبة على القيمة المضافة إذا كان القصد فعلاً حماية الشعب اللبناني»؟.
من جهته، أوضَح مصدر كتائبي مسؤول أنّ الطعن «يتعلّق بدستورية قانون الضرائب وليس بالضرائب في حدّ ذاتها»، وقال لـ«الجمهورية»: «موقفُنا من الضرائب عبّرنا عنه بالتصويت على تلك التي لا تصيب الطبقتين الفقيرة والوسطى، وبالتالي فإنّ على مؤيّدي الضرائب ان يعيدوا إقرارَها بطريقة دستورية إذا كانوا مقتنعين بها ومستعدّين لتحمّلِ المسؤولية عمّا أقدموا عليه أمام الرأي العام».
وسأل المصدر: «كيف ينتقدون طعنَ الكتائب بقانون الضرائب ويَعمدون في الوقت نفسه الى رفعِ اقتراح قانون الى مجلس النواب لمعالجة مسألة الازدواج الضريبي في القانون الذي يشمله طعنُ الكتائب؟ وأضاف: «إنّ حزب الكتائب منسجم مع نفسه ومع اقتناعاته، وهو يتصرّف من منطلقات دستورية وعلمية ومنطقية، في حين يتخبّط أركان السلطة في تناقضاتهم التي يسعون من خلالها الى التفلّتِ من محاسبة الناس».
وختمَ: «إنّ سلسلة الرتب والرواتب يمكن أن تُدفع من الضرائب التي حصّلتها الدولة من المصارف بصورة استثنائية، من أرباح الهندسة المالية، أمّا هذه الضرائب فوظيفتُها بكلّ أسف هي تمويل الحملات الانتخابية لأركان السلطة بعدما جفَّ تمويلُهم الخارجي».
الأخبار
إلغاء احتفال النصر: الأسباب (غير) لوجستية!
المناورة الناقصة
زياد دويري خائن أم ضحيّة؟
لم تهدأ البلاد بعد منذ «تحرير الجرود». غير أن حدّة التوتر انخفضت مع تأجيل العمل التشريعي والحكومي بسبب الحركة الرئاسية في الخارج. حدة التوتر كان ينبغي أن تخفت، نتيجة صورة تجمع الرؤساء الثلاثة، أو ممثلين عنهم، في ساحة الشهداء غداً، وتحديداً في الاحتفال الرسمي الذي كان سيُقام بمناسبة الانتصار على الإرهاب في الجرود. ورغم اكتمال التحضيرات للاحتفال، أعلن عن إلغائه أمس، «لأسباب لوجستية».
لكن مصادر معنية بالاحتفال أكّدت لـ«الأخبار» أنه ألغي نتيجة عدم الاتفاق على برنامجه، فضلاً عن عدم وجود حماسة من الرؤساء الثلاثة للمشاركة فيه. وطُرِحت أسئلة حول ما إذا كان سيحضره عدد كبير من المواطنين، في ظل عدم حشد الأحزاب والقوى السياسية أنصارها للمشاركة. كذلك سأل بعض المسؤولين عن إمكانية ضبط الجمهور، في حال كان المشاركون من مشارب سياسية مختلفة، وعدم التزامهم بشعارات موحّدة.
وعلمت «الأخبار» أن الاحتفال أصلاً كان مقرراً أن يقام في ثكنة رياق للأفواج والألوية التي شاركت في معركة جرود عرسال، قبل أن يتم تغيير المكان ودعوة الرؤساء الثلاثة للمشاركة فيه، من دون أن يكون هناك سبب واضح. وتواردت معلومات تقول إن «قائد القيادة الوسطى في الجيش الأميركي جوزف فوتيل كان من بين المدعوين الى احتفال يوم غد». وكان سبق لفوتيل أن جال على جرود رأس بعلبك والقاع وعرسال قبل بدء المعركة بحوالى شهر. كما جرت دعوة عدد كبير من الملحقين العسكريين، من بينهم الملحقان السوري والإيراني.
من جهة أخرى، التقى رئيس الحكومة سعد الحريري، أمس، وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف في مقر الوزارة. ولفت لافروف بعد اللقاء الى أن «الهدف من هذه اللقاءات تنمية العلاقات»، وقال «إننا ندعم جهودكم وجهود حكومتكم لاستقرار الوضع في لبنان وفي سبيل توحيد الجهود لمحاربة الإرهاب». وهنأ لافروف لبنان على نجاح العملية العسكرية التي قام بها الجيش اللبناني ضد «داعش». بدوره، عبّر الحريري عن أمله «بعودة اللاجئين السوريين الى سوريا، لا من لبنان فقط، بل من حيث هم موجودون، وذلك من ضمن الحل السياسي أيضاً»، متمنياً أن «تثمر هذه الزيارة دعماً للاقتصاد اللبناني». وتحدّثت مصادر عن إمكان توقيع الحريري اتفاقية تسمح للبنان بالحصول على أسلحة روسية لمصلحة الجيش اللبناني.
المناورة الناقصة
لم تهدأ البلاد بعد منذ «تحرير الجرود». غير أن حدّة التوتر انخفضت مع تأجيل العمل التشريعي والحكومي بسبب الحركة الرئاسية في الخارج. حدة التوتر كان ينبغي أن تخفت، نتيجة صورة تجمع الرؤساء الثلاثة، أو ممثلين عنهم، في ساحة الشهداء غداً، وتحديداً في الاحتفال الرسمي الذي كان سيُقام بمناسبة الانتصار على الإرهاب في الجرود. ورغم اكتمال التحضيرات للاحتفال، أعلن عن إلغائه أمس، «لأسباب لوجستية».
لكن مصادر معنية بالاحتفال أكّدت لـ«الأخبار» أنه ألغي نتيجة عدم الاتفاق على برنامجه، فضلاً عن عدم وجود حماسة من الرؤساء الثلاثة للمشاركة فيه. وطُرِحت أسئلة حول ما إذا كان سيحضره عدد كبير من المواطنين، في ظل عدم حشد الأحزاب والقوى السياسية أنصارها للمشاركة. كذلك سأل بعض المسؤولين عن إمكانية ضبط الجمهور، في حال كان المشاركون من مشارب سياسية مختلفة، وعدم التزامهم بشعارات موحّدة.
وعلمت «الأخبار» أن الاحتفال أصلاً كان مقرراً أن يقام في ثكنة رياق للأفواج والألوية التي شاركت في معركة جرود عرسال، قبل أن يتم تغيير المكان ودعوة الرؤساء الثلاثة للمشاركة فيه، من دون أن يكون هناك سبب واضح. وتواردت معلومات تقول إن «قائد القيادة الوسطى في الجيش الأميركي جوزف فوتيل كان من بين المدعوين الى احتفال يوم غد». وكان سبق لفوتيل أن جال على جرود رأس بعلبك والقاع وعرسال قبل بدء المعركة بحوالى شهر. كما جرت دعوة عدد كبير من الملحقين العسكريين، من بينهم الملحقان السوري والإيراني.
من جهة أخرى، التقى رئيس الحكومة سعد الحريري، أمس، وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف في مقر الوزارة. ولفت لافروف بعد اللقاء الى أن «الهدف من هذه اللقاءات تنمية العلاقات»، وقال «إننا ندعم جهودكم وجهود حكومتكم لاستقرار الوضع في لبنان وفي سبيل توحيد الجهود لمحاربة الإرهاب». وهنأ لافروف لبنان على نجاح العملية العسكرية التي قام بها الجيش اللبناني ضد «داعش». بدوره، عبّر الحريري عن أمله «بعودة اللاجئين السوريين الى سوريا، لا من لبنان فقط، بل من حيث هم موجودون، وذلك من ضمن الحل السياسي أيضاً»، متمنياً أن «تثمر هذه الزيارة دعماً للاقتصاد اللبناني». وتحدّثت مصادر عن إمكان توقيع الحريري اتفاقية تسمح للبنان بالحصول على أسلحة روسية لمصلحة الجيش اللبناني.
المناورة الناقصة
عندما يتحدث جيش كبير وقوي ومحترف عن مناورة شاملة، فهذا يعني أنه يدفع بدولته وقسم كبير من شعبه للمشاركة في عمل غير اعتيادي، وهو عمل يؤثر في حد ذاته على حياتهم، وله بعده المصيري بالنسبة إليهم. ولذلك، فإن الأداء الذي يظهره الجيش وأذرعه في المناورة سيترك تأثيره الحاسم على معنويات الجمهور، وعلى وعي الخصم (ابراهيم الأمين).
في إسرائيل، تقرر إجراء مناورة استثنائية في الشمال، تجرى خلالها محاكاة حرب مفتوحة مع حزب الله. واستند المخططون الى معطيات سياسية وأمنية وعسكرية، دفعتهم الى إشراك جميع أذرع الجيش في المناورة، وإلى تحشيد ما يقارب ثلاث فرق في جميع مراحلها. وعندما نتحدث عن نحو أربعين ألف ضابط وجندي، فهذا يعني، ببساطة، أنه الحجم الفعلي للقوة التي يمكن أن تشارك في أي حرب حقيقية، حتى لو أضفنا إليها نحو عشرين ألفاً ينتظرون في الجانب الخلفي للدعم أو للمشاركة.
ومع أن طبيعة المناورة تستلزم استخدام كل ما يتصل بعناصر المعركة المحاكاة، فإن من الطبيعي أن لا يظهر جيش العدو كامل قدراته النارية والعملانية، كما لا يمكن أن يظهر كامل برامجه التكتيكية ومعلوماته الاستخبارية، ولا سيما أن العدو يعتقد – بل يؤمن – بأن العدو الذي تحاكي المناورة الحرب معه، أي حزب الله، يقف على الجانب الآخر من الحدود، ويقوم بعملية رصد ومراقبة لتفاصيل هذه المناورة، وأنه يدرس كل حركة يقوم بها الجيش وأذرعه.
في هذا الجانب يمكن القول، ببساطة، إن طبيعة الاستنفار الذي نفذته المقاومة منذ الإعلان عن بدء المناورة، والمستمر، فرض آليات عمل تأخذ في الحسبان مجموعة من الاحتمالات، ما يعني أن العدو دفع بالمقاومة الى تنفيذ مناورة في مقابل مناورته، لكنها مناورة غير ابتدائية، أي أن خطواتها مرتبطة بما يقوم به جيش العدو، وليس أي شيء آخر. وبالتالي، فإن ما شاهده العدو من طبيعة استنفار المقاومة لا يعدو كونه عنصر المطابقة مع ما يتطلبه الواقع الذي فرضته المناورة، ولا صلة له البتة بعناصر القوة التي تظهرها المقاومة في حالة الحرب الحقيقية، وخصوصاً البند الأكثر قلقاً للعدو والمسمى «عنصر المفاجآت»، والذي يظل عنصر التفوق الدائم للمقاومة على خصومها في إسرائيل وساحات أخرى.
وفي هذا السياق، يفترض أن العدو يحاكي حرباً مع حزب الله بنسخته الحالية، أي حزب الله ــ 2017، وليس حزب الله ــ 2006. وأهمية هذه النقطة، لا ترتبط فقط بحجم التطور الذي طرأ على منظومات المقاومة، بل لكون العدو احتاج الى عشر سنوات، على الأقل، حتى اكتشف جوهر العقيدة القتالية للمقاومة معه، والقائمة على فكرة المفاجآت. ومنذ مواجهة نيسان 1996، حتى مواجهات عام 1999، حتى الانسحاب عام 2000، وصولاً الى الحرب الكبيرة عام 2006، كانت إسرائيل تخرج صارخة: لا نعلم عن حزب الله الكثير. وهو ما فرض عليها تغييراً استراتيجياً، قائماً على تعزيز عملها الاستخباري في مواجهة المقاومة خلال العقد الأخير. ويمكن القول، إنصافاً، إن العدو بذل جهداً جباراً، وغير مسبوق، في الحرب الاستعلامية عن المقاومة، وأنفق مليارات الدولارات على عمل تقني وبشري ودعائي بقصد التعرف أكثر إلى المقاومة وطريقة تفكيرها وإلى منظوماتها القتالية والبشرية. لكن، هل يقر العدو اليوم، في أيلول 2017، بأنه لا يملك إجابة عن سؤال بسيط: من يعرف أكثر عن الطرف الآخر، حزب الله أم إسرائيل؟
صحيح أن العدو كان يراقب تراكم القدرات القتالية للمقاومة منذ 2006 حتى 2011، لكنه صار مضطراً إلى إدخال تعديلات نوعية شبه يومية، بسبب انتقال المقاومة الى مرحلة تعاظم الخبرات القتالية والأمنية، والتي استوجبت منه، أيضاً، تعزيز موارده البشرية. بالإضافة الى أن الحروب في سوريا والعراق واليمن، أتاحت له الوصول الى منظومات قتالية ربما لم تكن متوافرة من قبل، كما أنها وسّعت كثيراً من هامش مناورته العسكرية على صعيد الجغرافيا والساحات، وعلى صعيد حشد القوات التي ستكون منخرطة معه في مواجهة أي عدوان إسرائيلي جديد.
عملياً، يمكن اختصار ما يجري، حتى الآن، بالقول إن المناورة ظلت ناقصة، كونها لم تكشف المستور في أدوات الحرب المقبلة. لكنها مناورة هدفت (مهنياً) الى اختبار جاهزية جيش الاحتلال، وسدّ الثغرات القائمة في منظوماته القتالية والأمنية، وقد تكون نجحت في ذلك، علماً بأن التجربة لا تؤكد أن العدو يستفيد فعلياً من الدروس.
أما الهدف الثاني، فكان تحويل المناورة الى رسالة ردعية ترهب حزب الله وتخيفه، وهو ما فشل حتماً!
يبقى، أنه يمكن النظر الى نجاح ما قد يكون العدو حققه لبنانياً، إذ بدا لنا خلال الأيام القليلة الماضية أن المناورة رفعت معنويات فريق لبناني يسعى الى تكريس التطبيع مع العدو، وخصوصاً في الجانب الثقافي. ولذلك، يمكن اعتبار أن مشاعر التفوق التي ظهرت على «فنان التطبيع» زياد دويري ومن يدعمه في الحكومة وخارجها، هي ما دفعهم الى الإقدام على خطوة يعتقدون أنها ستمرّ من دون حساب. لكن هؤلاء جميعاً سيكتشفون، كما العدو، أن مآلات الأمور هي حكماً في وجهة أخرى!
اللواء
في إسرائيل، تقرر إجراء مناورة استثنائية في الشمال، تجرى خلالها محاكاة حرب مفتوحة مع حزب الله. واستند المخططون الى معطيات سياسية وأمنية وعسكرية، دفعتهم الى إشراك جميع أذرع الجيش في المناورة، وإلى تحشيد ما يقارب ثلاث فرق في جميع مراحلها. وعندما نتحدث عن نحو أربعين ألف ضابط وجندي، فهذا يعني، ببساطة، أنه الحجم الفعلي للقوة التي يمكن أن تشارك في أي حرب حقيقية، حتى لو أضفنا إليها نحو عشرين ألفاً ينتظرون في الجانب الخلفي للدعم أو للمشاركة.
ومع أن طبيعة المناورة تستلزم استخدام كل ما يتصل بعناصر المعركة المحاكاة، فإن من الطبيعي أن لا يظهر جيش العدو كامل قدراته النارية والعملانية، كما لا يمكن أن يظهر كامل برامجه التكتيكية ومعلوماته الاستخبارية، ولا سيما أن العدو يعتقد – بل يؤمن – بأن العدو الذي تحاكي المناورة الحرب معه، أي حزب الله، يقف على الجانب الآخر من الحدود، ويقوم بعملية رصد ومراقبة لتفاصيل هذه المناورة، وأنه يدرس كل حركة يقوم بها الجيش وأذرعه.
في هذا الجانب يمكن القول، ببساطة، إن طبيعة الاستنفار الذي نفذته المقاومة منذ الإعلان عن بدء المناورة، والمستمر، فرض آليات عمل تأخذ في الحسبان مجموعة من الاحتمالات، ما يعني أن العدو دفع بالمقاومة الى تنفيذ مناورة في مقابل مناورته، لكنها مناورة غير ابتدائية، أي أن خطواتها مرتبطة بما يقوم به جيش العدو، وليس أي شيء آخر. وبالتالي، فإن ما شاهده العدو من طبيعة استنفار المقاومة لا يعدو كونه عنصر المطابقة مع ما يتطلبه الواقع الذي فرضته المناورة، ولا صلة له البتة بعناصر القوة التي تظهرها المقاومة في حالة الحرب الحقيقية، وخصوصاً البند الأكثر قلقاً للعدو والمسمى «عنصر المفاجآت»، والذي يظل عنصر التفوق الدائم للمقاومة على خصومها في إسرائيل وساحات أخرى.
وفي هذا السياق، يفترض أن العدو يحاكي حرباً مع حزب الله بنسخته الحالية، أي حزب الله ــ 2017، وليس حزب الله ــ 2006. وأهمية هذه النقطة، لا ترتبط فقط بحجم التطور الذي طرأ على منظومات المقاومة، بل لكون العدو احتاج الى عشر سنوات، على الأقل، حتى اكتشف جوهر العقيدة القتالية للمقاومة معه، والقائمة على فكرة المفاجآت. ومنذ مواجهة نيسان 1996، حتى مواجهات عام 1999، حتى الانسحاب عام 2000، وصولاً الى الحرب الكبيرة عام 2006، كانت إسرائيل تخرج صارخة: لا نعلم عن حزب الله الكثير. وهو ما فرض عليها تغييراً استراتيجياً، قائماً على تعزيز عملها الاستخباري في مواجهة المقاومة خلال العقد الأخير. ويمكن القول، إنصافاً، إن العدو بذل جهداً جباراً، وغير مسبوق، في الحرب الاستعلامية عن المقاومة، وأنفق مليارات الدولارات على عمل تقني وبشري ودعائي بقصد التعرف أكثر إلى المقاومة وطريقة تفكيرها وإلى منظوماتها القتالية والبشرية. لكن، هل يقر العدو اليوم، في أيلول 2017، بأنه لا يملك إجابة عن سؤال بسيط: من يعرف أكثر عن الطرف الآخر، حزب الله أم إسرائيل؟
صحيح أن العدو كان يراقب تراكم القدرات القتالية للمقاومة منذ 2006 حتى 2011، لكنه صار مضطراً إلى إدخال تعديلات نوعية شبه يومية، بسبب انتقال المقاومة الى مرحلة تعاظم الخبرات القتالية والأمنية، والتي استوجبت منه، أيضاً، تعزيز موارده البشرية. بالإضافة الى أن الحروب في سوريا والعراق واليمن، أتاحت له الوصول الى منظومات قتالية ربما لم تكن متوافرة من قبل، كما أنها وسّعت كثيراً من هامش مناورته العسكرية على صعيد الجغرافيا والساحات، وعلى صعيد حشد القوات التي ستكون منخرطة معه في مواجهة أي عدوان إسرائيلي جديد.
عملياً، يمكن اختصار ما يجري، حتى الآن، بالقول إن المناورة ظلت ناقصة، كونها لم تكشف المستور في أدوات الحرب المقبلة. لكنها مناورة هدفت (مهنياً) الى اختبار جاهزية جيش الاحتلال، وسدّ الثغرات القائمة في منظوماته القتالية والأمنية، وقد تكون نجحت في ذلك، علماً بأن التجربة لا تؤكد أن العدو يستفيد فعلياً من الدروس.
أما الهدف الثاني، فكان تحويل المناورة الى رسالة ردعية ترهب حزب الله وتخيفه، وهو ما فشل حتماً!
يبقى، أنه يمكن النظر الى نجاح ما قد يكون العدو حققه لبنانياً، إذ بدا لنا خلال الأيام القليلة الماضية أن المناورة رفعت معنويات فريق لبناني يسعى الى تكريس التطبيع مع العدو، وخصوصاً في الجانب الثقافي. ولذلك، يمكن اعتبار أن مشاعر التفوق التي ظهرت على «فنان التطبيع» زياد دويري ومن يدعمه في الحكومة وخارجها، هي ما دفعهم الى الإقدام على خطوة يعتقدون أنها ستمرّ من دون حساب. لكن هؤلاء جميعاً سيكتشفون، كما العدو، أن مآلات الأمور هي حكماً في وجهة أخرى!
اللواء
محادثات الحريري الناجحة تتوَّج بلقاء بوتين: إهتمام لبناني بالتسوية السورية
يتوّج الرئيس سعد الحريري زيارته، وهي الأولى، بعد عودته إلى رئاسة الحكومة، إلى موسكو، بلقاء مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سوتشي على البحر الأسود.
وقال دبلوماسي روسي، شارك في الاجتماع الذي عقده الرئيس الحريري مع وزير الخارجية سيرغي لافروف، ثم مع نظيره رئيس الحكومة فلاديمير ميدفيديف لـ«اللواء» ان النتائج تجاوزت المتوقع، وهي ستنعكس إيجاباً على لبنان، في ضوء الدعم الروسي في أكثر من مجال، لا سيما لجهة إعادة وضع ملف دعم الجيش وتحديث تسليحه على طاولة المتابعة.
وكشف مساعد وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف لـ«اللواء» رداً على سؤال حول تقييمه للمحادثات، انها «تناولت الأمور التفصيلية المتعلقة بالأوضاع والمستجدات والعلاقات الثنائية بين لبنان والاتحاد الروسي».
وقال مصدر لبناني ان موسكو أكدت حرصها على استمرار الاستقرار، وتقديم ما يلزم من مساعدات تدعم هذا الاستقرار.
وأضاف المصدر ان الزيارة التي قام بها الرئيس الحريري، والتي ستعقبها زيارة للرئيس ميشال عون، أعادت تعويم العلاقات بين البلدين، وتنشيط الاتفاقيات الموقّعة سابقاً والتي وقعت في مقر رئاسة الحكومة الروسية، بعد اجتماع الرئيس الحريري وميدفيديف.
الحريري في موسكو
ولاحظت مصادر الوفد اللبناني ان المحادثات الرسمية التي أجراها الرئيس الحريري اتسمت بحفاوة لافتة، لا سيما من قبل رئيس الحكومة الروسية ميدفيديف ووزير الخارجية لافروف، في حين ينتظر ان يعطي لقاء اليوم مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مدينة سوتشي، دفعاً قوياً لتعزيز وتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، وتفاهماً بما يتصل بالشؤون السياسية والأمن والاقتصاد والوضع الإقليمي.
يتوّج الرئيس سعد الحريري زيارته، وهي الأولى، بعد عودته إلى رئاسة الحكومة، إلى موسكو، بلقاء مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سوتشي على البحر الأسود.
وقال دبلوماسي روسي، شارك في الاجتماع الذي عقده الرئيس الحريري مع وزير الخارجية سيرغي لافروف، ثم مع نظيره رئيس الحكومة فلاديمير ميدفيديف لـ«اللواء» ان النتائج تجاوزت المتوقع، وهي ستنعكس إيجاباً على لبنان، في ضوء الدعم الروسي في أكثر من مجال، لا سيما لجهة إعادة وضع ملف دعم الجيش وتحديث تسليحه على طاولة المتابعة.
وكشف مساعد وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف لـ«اللواء» رداً على سؤال حول تقييمه للمحادثات، انها «تناولت الأمور التفصيلية المتعلقة بالأوضاع والمستجدات والعلاقات الثنائية بين لبنان والاتحاد الروسي».
وقال مصدر لبناني ان موسكو أكدت حرصها على استمرار الاستقرار، وتقديم ما يلزم من مساعدات تدعم هذا الاستقرار.
وأضاف المصدر ان الزيارة التي قام بها الرئيس الحريري، والتي ستعقبها زيارة للرئيس ميشال عون، أعادت تعويم العلاقات بين البلدين، وتنشيط الاتفاقيات الموقّعة سابقاً والتي وقعت في مقر رئاسة الحكومة الروسية، بعد اجتماع الرئيس الحريري وميدفيديف.
الحريري في موسكو
ولاحظت مصادر الوفد اللبناني ان المحادثات الرسمية التي أجراها الرئيس الحريري اتسمت بحفاوة لافتة، لا سيما من قبل رئيس الحكومة الروسية ميدفيديف ووزير الخارجية لافروف، في حين ينتظر ان يعطي لقاء اليوم مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مدينة سوتشي، دفعاً قوياً لتعزيز وتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، وتفاهماً بما يتصل بالشؤون السياسية والأمن والاقتصاد والوضع الإقليمي.
وفيما وصف مساعد وزير الخارجية الروسية لشؤون الشرق الأوسط بوغدانوف لـ«اللواء» زيارة الحريري واجتماعاته بالمسؤولين الروس «بالممتازة»، ولا سيما اجتماعه المطوّل مع الرئيس ميدفيديف، متوقعاً ان تكون لهذه الزيارة نتائج إيجابية، ستنعكس قريباً من خلال دعم روسيا للبنان على الاصعدة كافة، أكّد الرئيس الحريري ان هذه المحادثات كانت «جيدة وايجابية»، وانه لمس جدية حقيقية لتطوير وتقوية العلاقات الثنائية بين البلدين، ولا سيما على الصعيد الاقتصادي والتجاري وتشجيع الاستثمارات، كما انه وجد تجاوباً كاملاً في مسألة تسليح الجيش اللبناني، ولا سيما ما يتعلق بمنح لبنان التسهيلات اللازمة لشراء هذه الأسلحة، والتي يملك الجيش بعضاً منها لكنها باتت قديمة.
وفي هذه النقطة، توقع السفير الروسي في لبنان الكسندر زاسبكين، الذي شارك في محادثات الحريري مع الوزير لافروف، ان تعقد اللجنة العسكرية المشتركة بين البلدين اجتماعاً يخصص لبحث حاجات لبنان العسكرية، كاشفاً عن زيارة متوقعة للرئيس ميشال عون إلى موسكو لم يُحدّد موعدها بعد، وعن اجتماع آخر سيعقد للجنة الاقتصادية المشتركة في وقت لاحق.
ولاحظ السفير زاسبكين لـ«اللواء» ان مذكرات التفاهم الخمس التي وقعت بين البلدين في المجالات الاقتصادية والاستثمارية والصناعة والتعاون في مجالات الثقافة والرياضة وحماية البيئة، ستعطي دفعاً كبيراً نحو تعزيز العلاقات الثنائية.
وفي الشق السياسي من المحادثات، لفت الرئيس الحريري إلى انه أكّد امام المسؤولين الروس تأييده للحل السياسي في سوريا، وأن تكون مسألة عودة النازحين السوريين جزءاً من هذا الحل، مشيراً إلى ان الجانب الروسي يسعى حالياً لتعميم مناطق خفض التوتر لتشمل جميع المناطق السورية، تمهيداً للانطلاق منها لإيجاد حل شامل للمشكلة هناك.
ولاحظ انه لمس ارتياح المسؤولين الروس وثقتهم بصيغة الحكومة الائتلافية التي يرأسها وتشارك فيها جميع الأطراف السياسية، وقال ان هذا الأمر يشجعهم على زيادة التعاون بين البلدين في مختلف المجالات.
مجلس الوزراء
وينتظر ان يغادر الرئيس الحريري موسكو، مباشرة بعد انتهاء محادثاته اليوم مع الرئيس بوتين، عائداً إلى بيروت، للمشاركة في جلسة مجلس الوزراء، التي ستعقد غداً في بعبدا برئاسة الرئيس عون، من دون ان يكون على جدول أعمالها أي بند خلافي أو مثير للاهتمام، باستثناء بند يتعلق بمعالجة ملف النفايات، خصوصاً تلك التي تلوث البحر، وكذلك المشروع المتعلق بقانون الكسارات والمقالع والذي توقع الرئيس عون إقرار المشروعين في خلال تلك الجلسة، علماً ان ملف النفايات في حال تمّ إلغاء مطمري «الكوستا برافا» وبرج حمود في نهاية السنة يفترض ان يؤمن مطامر بديلة، أو اعتماد خطة جديدة لمعالجة النفايات قبل ان تداهم أزمة مماثلة لازمة العام 2014.
ومن المواضيع المهمة في الجلسة، موضوع تطويع الضباط العسكريين إلى المدرسة الحربية، والذي كان ارجئ من الجلسة الماضية، لدرسه مطولاً في المجلس الأعلى للدفاع الذي انعقد الجمعة الماضي، ووضع قيودا مشددة لقبول التلامذة الضباط، بعدما تسرب عن صفقات ورشاوى مالية كانت تدفع لتأمين دخول هؤلاء التلاميذ إلى المدرسة الحربية.
يُشار إلى ان قائد الجيش العماد جوزف عون تفقد أمس الكلية الحربية في الفياضية، لمناسبة بدء العام الدراسي فيها، مؤكدا على ضرورة اعتماد معايير الكفاءة وحدها في امتحانات الدخول إلى الكلية، وفي الترفيع خلال السنوات الدراسية، لأن هؤلاء التلاميذ هم مستقبل الجيش وعلى عاتقهم ستقع مسؤولية الحفاظ على مكانته ودوره الوطني.
و أوضحت مصادر وزارية لـ «اللواء» أن مناقصة بواخر الكهرباء غير مدرجة على جدول الأعمال ،مستبعدة بحثه من خارج الجدول، إلا إذا كان وزير الطاقة والمياه سيزار ابي خليل وضع المجلس في أجواء رده على ملاحظات لجنة إدارة المناقصات حول دفتر شروط المناقصة.
إلغاء «مهرجان الانتصار»
وفي تقدير مصادر سياسية، ان إلغاء مهرجان الانتصار الذي كان مقررا اقامته غدا الخميس في ساحة الشهداء وسط بيروت، شكل نكسة لوزير الدفاع يعقوب الصرّاف الذي استعجل بالدعوة إليه مع زميله وزير السياحة افاديس كيدانيان من دون التشاور مسبقاً مع المعنيين به أو التحضير له لوجستياً وسياسياً ومالياً.
وأوضحت هذه المصادر ان سبب تأجيل المهرجان، ليس كما أعلنت وزارتا الدفاع والسياحة بأنه «لوجستي» فقط، علما أنه تقرر في خلال خمسة أيام، ومن الصعوبة ان يُشارك الجميع فيه نظرا لوجود عدد كبير من السياسيين خارج البلاد.
ومع ان مصادر سياسية، قالت لـ «اللواء» ان اللجنة المنظمة، ارتأت إلغاء المهرجان تفاديا لأي صدام بين جمهوري 8 و14 آذار، ولابراز شعارات حزبية قد تساهم في تحريف العنوان الرئيسي لهذا المهرجان، فإن معلومات خاصة بـ «اللواء» كشفت انه من ضمن الأسباب العملية عدم توفّر الأموال اللازمة لهذا المهرجان، والمقدر بمائة ألف دولار، من قبل بلدية بيروت، حيث لم يتمكن المجلس البلدي من الاجتماع لرصد هذا المبلغ لا أمس ولا قبله.
يُشار في هذا السياق، إلى ان تداعيات ما جرى على هامش انتصار الجرود، على صعيد كشف مصير العسكريين الذين خطفهم تنظيم داعش في احداث عرسال 2014، وتحميل مسؤولية استشهادهم إلى جهات سياسية معنية كانت مسؤولة يومذاك في الحكم، ولاحقا بطلب فتح تحقيق قضائي بظروف خطف هؤلاء العسكريين ومن ثم قتلهم، كلها غير ملائمة لحشد عشرات الألوف من النّاس الذين هم بالتأكيد يؤيدون الجيش وفخرون بالانتصار الذي حققه على الارهابيين، لكنهم قد يختلفون حول ما جرى سواء على صعيد العسكريين الشهداء، أو على صعيد المفاوضات التي أدّت إلى خروج المسلحين الارهابيين من الجرود.
كتلة المستقبل
وعلى هذا الصعيد، أكدت كتلة «المستقبل» النيابية اصرارها على كشف جميع الملابسات التي رافقت المفاوضات التي أجراها فريق معين (والمقصود هنا حزب الله) لاسترجاع اسراه وجثث مقاتليه سامحاً بذلك لنفسه ما منعه عن الدولة اللبنانية واللبنانيين، وصولا في التحقيق إلى تهريب إرهابيي داعش وعائلاتهم، وهؤلاء الارهابيين بالذات هم من شاركوا في ارتكاب المجزرة بحق ابطال الجيش الشهداء.
واشادت الكتلة بالدور الوطني الكبير والحكيم والمتبصر الذي نهض به الرئيس تمام سلام خلال فترة توليه مهامه في رئاسة مجلس الوزراء، مؤكدة رفضها الاتهامات والحملات المشينة والمشبوهة التي استهدفت دور الرئيس سلام الذي ساعد في إنقاذ لبنان من شرور الفتنة الداخلية وفي إنقاذ عرسال، لافتة إلى ان بعض الأطراف أسهمت بتعنتها واصرارها على منع المفاوضات التي كان من الممكن ان تؤدي إلى إطلاق العسكريين.
وفي السياق نفسه، شدّد الوزير السابق اللواء اشرف ريفي على ان المحاسبة يجب ان تبدأ من الصفقة المكشوفة التي قام بها حزب الله لتهريب داعش والنصر، وبالتالي إنقاذ داعش من المحاكمة، معتبرا الرئيس سلام والعماد جان قهوجي وعرسال خط أحمر، داعيا إلى عدم اللعب بالنار.
وأعلن انه سيوقع طلبا رسميا إلى الأمانة العامة لمجلس الوزراء لكشف محاضر جلسات مجلس الوزراء في أزمة عرسال، طالبا من الرئيسين عون والحريري الكشف عن هذه المحاضر وكذلك محاضر اجتماعات الخلية الوزارية لمتابعة قضية العسكريين لتحديد المسؤوليات وكشف الاضاليل.
وفي المقابل، أكّد وزير العدل سليم جريصاتي بعد اجتماع تكتل التغيير والإصلاح تمسكه بالتحقيق القضائي انطلاقاً من توافر العناصر الاجرامية. مشيرا إلى ان التحقيق ينطلق من توافر هذه العناصر الجرمية من خطف وأسر وقتل العسكريين.
وكان وفد من الهيئات الاقتصادية زار أمس الرئيس سلام في المصيطبة، مبديا تضامنه معه تجاه ما يتعرّض من حملة افتراءات وتجنيات.
البناء
موسكو وأنقرة تمهّدان ميدانياً لبدء التهدئة في إدلب ومحاصرة النصرة
اكتمال تحضيرات أستانة بغطاء دولي إقليمي جامع… وغياب لافت للأكراد!
نصرالله عن الخامنئي: قائد هذا المحور بشار الأسد ويجب أن ينتصر وسينتصر
بينما نجحت موسكو في جلب المشاركين في الحرب على سورية إلى مائدتها، بعدما فرضت الوقائع الميدانية نفسها ومعها الحقائق السياسية الكبرى، مهّدت الطريق لنجاح مضمون لجولة أستانة المقبلة، بتوافق دولي يجمع حول روسيا تأييداً أميركياً وأوروبياً وأممياً وإقليمياً يجمع تركيا وإيران والسعودية والأردن، وبالتالي تُتاح للمرة الأولى فرصة غياب عمليات تخريب تملك فرصاً واقعية، وتتوافر فرص معاكسة لتثبيت مناطق التهدئة جنوب سورية بنشر الجيش السوري حتى الحدود مع الأردن بعد بدء الترتيبات المشتركة التي تتيح ذلك، فيما جنوب دمشق يستعدّ لإنهاء الظهور المسلح في أحياء ومناطق عديدة وصولاً لمناطق القلمون الشرقي، لتكون الحصة الأهمّ لضمّ إدلب لمناطق التهدئة بتعاون تركي روسي بدأت طلائعه أمس، مع ما نقلته مصادر تركية عن دخول أرتال روسية باتجاه مناطق ريف إدلب بالتنسيق مع تركيا، وتوّجَهُ تصريح سياسي للرئيس التركي رجب أردوغان أعلن فيه أنّ التفاهم قائم بين روسيا وتركيا وإيران على خطط ضمّ إدلب لمناطق التهدئة.
الغائب الوحيد عن أستانة كما عن جنيف يبقى الفريق الكردي المدعوم أميركياً عبر «قوات سورية الديمقراطية» وسط تساؤلات تطال ما تضمره القيادات الكردية، في ضوء التحضيرات الجارية في كردستان العراق للاستفتاء حول الانفصال، ومساعي «قوات سورية الديمقراطية» المستمرة للتحرك تحت عنوان إنشاء إدارات تابعة لها في المناطق التي تسيطر عليها، رغم اعتمادها على السلع الرئيسية كالطحين والمازوت المدعومة من موازنة الخزينة السورية، وتشغيل المرافق العامة بالموظفين الذين تدفع رواتبهم الحكومة السورية، والاعتماد على الخدمات التي تشغلها وتوفرها وتدفع تكاليفها الموازنة السورية كالكهرباء والهاتف والمياه.
لبنانياً، بينما تتواصل الاهتمامات بمسار التحقيق القضائي في قضية الجنود الشهداء، وبالعلاقة بين حزب الله وتيار المستقبل في ضوء مواصلة الكلام الإيجابي من جانب حزب الله، والمواقف العقلانية من رئيس الحكومة سعد الحريري خلال زيارته موسكو، برز كلام للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، في لقاء تمهيدي لإحياء الحزب لمناسبة عاشوراء، دعا خلاله للغة تقوم على التهدئة والابتعاد عن إثارة قضايا الخلاف الدينية والمذهبية، مؤكداً أنّ مشروع المقاومة وحلفائها قد انتصر وأنّ ما بقي ليس إلا معارك متفرقة، داعياً للتعايش مع الصراخ الذي يستهدف المقاومة، لأنّ «البعض لن يرضى مهما فعلنا»، ولأنّ «المهزوم والمكسور يمكن أن يرفع صوته قليلاً».
نصرالله: هكذا اتخذنا قرارنا
وروى أنه عقب بداية الأحداث السورية زار إيران والتقى المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية السيد علي الخامنئي «يومها، كان الجميع مقتنعاً بأنّ النظام سيسقط بعد شهرين أو ثلاثة. أوضحنا له رؤيتنا للمشروع المعادي، وأننا إن لم نقاتل في دمشق فسنقاتل في الهرمل وبعلبك والضاحية والغازية والبقاع الغربي والجنوب… فأكمل القائد موافقاً: ليس في هذه المناطق فقط بل أيضاً في كرمان وخوزستان وطهران… وقال إنّ هذه جبهة فيها محاور عدة: محور إيران ومحور لبنان ومحور سورية، وقائد هذا المحور بشار الأسد يجب أن نعمل لينتصر وسينتصر». ولفت إلى أنه «بعد المعركة بسنة ونصف سنة أو سنتين أرسلت السعودية إلى الرئيس الأسد أن أعلِن في مؤتمر صحافي غداً صباحاً قطع العلاقة مع حزب الله وإيران وتنتهي الأزمة». ولفت الأمين العام لحزب الله إلى «أننا حذّرنا إخواننا العراقيين، منذ البداية، من أنه إن لم يقاتلوا تنظيم داعش، وتمكّن من السيطرة على دير الزور ، فإنّ هدفه التالي سيكون دخول العراق. وقد صدقت توقعاتنا بعدما تمكّن هذا التنظيم الإرهابي من السيطرة على ثلثي العراق وبات على مسافة عشرين كيلومتراً من كربلاء و40 كلم من بغداد و200 متر من مقام الإمام العسكري في سامراء». وسأل: «لو تخلّفنا عن الجهاد والتكليف ما الذي كان يمكن أن يحصل في لبنان، ولو تخلّف أهل العراق عن الاستجابة لفتوى الجهاد الكفائي التي أطلقها المرجع السيد علي السيستاني عام 2014 لقتال تنظيم داعش ، ما الذي كان سيحصل في العراق؟».
الحوار الثنائي بانتظار مبادرة بري
لا تزال العلاقة بين حزب الله وتيار المستقبل الحدث الأبرز على الساحة المحلية بعد الغزل السياسي بين الطرفين خلال اليومين الماضيين، في حين يخيم الجمود على الملفات الأخرى في ظل وجود رئيس الحكومة سعد الحريري في موسكو في زيارة رسمية يتوجها اليوم بلقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على أن يعود الخميس الى بيروت لحضور جلسة مجلس الوزراء التي تُعقد في بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون.
وبعد رسالة نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم الإيجابية الى رئيس الحكومة وتلميح بيان المكتب الإعلامي للحريري عن اللقاء بين الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله ورئيس تيار «المستقبل»، تحدثت مصادر «المستقبل» عن استعداد التيار للعودة الى طاولة الحوار الثنائي، بينما باتت الكرة في ملعب رئيس المجلس النيابي نبيه بري لأخذ المبادرة ودعوة الطرفين الى جلسة أولى في عين التينة.
وقالت مصادر مطلعة على الملف لـ «البناء» إنه «بعد تحقيق الانتصار على التنظيمات الارهابية في الجرود لا بد من الانكباب على الوضع الداخلي والابتعاد عن النكد السياسي الذي يعطّل مصالح البلد، فلا يمكن أن يحكم البلد الا بالتوافق، وبالتالي يجب على الجميع وضع الملفات والقضايا الخلافية جانباً ومعالجة المشاكل الداخلية».
ولفتت المصادر الى أن «الحريري وصل لرئاسة الحكومة في اطار اتفاق سياسي داخلي بين جميع الاطراف السياسية، وإذا أراد بقاء حكومته فعليه أن يحافظ على هذا الاتفاق ويبقى على علاقة جيدة مع جميع مكونات الحكومة، لا سيما حزب الله، وبالتالي التوصل الى قواسم مشتركة من خلال العودة الى طاولة الحوار الثنائي».
وكشفت المصادر أن «حزب الله مستعد في أي وقت للعودة الى الحوار الثنائي. والأمر بانتظار مبادرة الرئيس نبيه بري على هذا الصعيد وتعيين جلسة أولى»، ولفتت الى أن «الكلام الإيجابي المتبادل بين الحزب والتيار خلال اليومين الماضيين هو بداية جيدة وإعلان نيات حسنة وقبول للعودة الى التواصل المباشر والحوار».
وعن التباين بين موقف رئيس الحكومة وتياره السياسي، أوضحت المصادر أن «حزب الله يبني على موقف الرئيس الحريري لا على موقف التيار أو كتلة المستقبل». وعن احتمال اللقاء بين السيد حسن نصرالله والرئيس الحريري، اعتبرت المصادر أنه من المبكر الحديث عن لقاء كهذا، «فهناك أمور يجب أن تنضج ويجب أن تسبقه لقاءات متعددة بين الحزب والتيار وجولات من النقاش والحوار على ملفات عدة أهمها الملف السوري، حيث هناك خلاف جذري في الرؤية حوله»، لكنها لفتت الى أن «الحوار الثنائي هو نوع من التمهيد لأي لقاء مستقبلي بين السيد نصرالله والرئيس الحريري».
وعن تأثير التقارب الإيراني السعودي على العلاقة بين الطرفين، أوضحت المصادر بأن «هذا التقارب بين الدولتين الإقليميتين بالتأكيد سيترك تداعيات إيجابية على العلاقة بين المستقبل والحزب».
واعتبر الشيخ نعيم قاسم، أننا «ذهبنا إلى سورية من أجل مشروع، ومشروعنا في سورية أن نحمي المقاومة التي تواجه إسرائيل على امتداد المنطقة، ولن نردّ على أولئك الذين يمنعوننا من التعاون».
وأشار قاسم الى أن «روسيا أثبتت بأنها شريك أساس لدعم منطقتنا، وهي شريك أساس في كسر أحادية أميركا الدولية، وإسقاط مشروع الشرق الأوسط الجديد من بوابة سورية، ودعم استقلال دول المنطقة وخياراتها ومواجهة الإرهاب التكفيري».
مَن هرّب «أبو طاقية»؟
على صعيد آخر، يستمر القضاء العسكري بالتحقيقات الأولية مع الموقوفين بقضية خطف وقتل العسكريين والهجوم على بلدة عرسال عام 2014، في وقت لا يزال مصير المطلوب الشيخ مصطفى الحجيري «أبو طاقية» مجهولاً. وترددت معلومات من داخل عرسال عن فرار الحجيري الى جهة مجهولة خارج بلدة عرسال، مشيرة الى أنه متوارٍ عن الانظار منذ أيام.
وكشفت مصادر «البناء» أن «الحجيري حاول أكثر من مرّة الهروب مع قوافل جبهة النصرة الى ادلب عقب التسوية التي تمّت بين حزب الله وجبهة النصرة في تموز الماضي، لكنه رافق الباصات الخضر الى وادي حميد وعاد لأسباب غير معروفة». وأشارت المصادر الى أن «الحجيري كان موجوداً في منزله المعروف بمستشفى الرحمة خلال عيد الأضحى وألقى خطبة العيد فيه، لكن قوة من الجيش داهمت المنزل والقت القبض على ابنه عبادة الذي اعترف في التحقيقات معه بتورّط والده بقضية خطف وقتل العسكريين».
كما ترددت معلومات من البلدة عن قيام جهة مجهولة بعملية تهريب مصطفى الحجيري الى خارج المنطقة، ولفتت مصادر «البناء» الى أن «وحدات الجيش فكّت الطوق عن المنزل، لكنها تسيّر دوريات حوله بين الحين والآخر وكشفت أنه عندما داهم الجيش المنزل كان الحجيري بداخله قبل أن يفرّ منه أو يهرّب».
وعن الموقوف رئيس بلدية عرسال السابق علي الحجيري «أبو عجينة»، رجّحت المصادر إخلاء سبيله بكفالة مالية بعد انتهاء التحقيق معه، اذ إنه تبين للقضاء بأن المتهم بالمشاركة بقتل والتمثيل بجثتي الرائد في الجيش اللبناني بيار بشعلاني والمعاون إبراهيم زهرمان هو إبن أبو عجينة خالد الحجيري وهو موقوف لدى القضاء».
وحاول تيار المستقبل أمس، الهروب الى الأمام من خلال المطالبة بالتحقيق في مرحلة التدخل في سورية بعد الإحراج الذي أصابه جراء توقيف رئيس بلدية عرسال السابق المحسوب على «المستقبل»، ودعت كتلة المستقبل الى أن «يبدأ التحقيق الشامل الذي يجريه القضاء من كشف النقاب عن مرحلة التدخل في سورية وما استتبعه من استقدام داعش إلى لبنان، مروراً بمنع المفاوضات في البدايات والتي لو تمّت في حينه لسمحت بمبادلة جميع العسكريين المخطوفين بعنصر واحد من غير المحكومين من داعش».
وأضاف البيان بأن «الكتلة تصرّ على كشف جميع الملابسات التي رافقت المفاوضات الأخيرة التي أجراها لاحقاً فريق معين لاسترجاع أسراه وجثث مقاتليه، سامحاً بذلك لنفسه ما منعه عن الدولة اللبنانية واللبنانيين. ووصولاً في التحقيق إلى تهريب إرهابيي داعش وعائلاتهم».
وجدّد وزير العدل سليم جريصاتي بعد اجتماع تكتل التغيير والإصلاح تمسك التكتل بـ «التحقيق القضائي في موضوع أسر وقتل عسكريينا أما المسؤولية السياسية، فلا شأن للقضاء فيها وتبقى المساءلة شعبية».
وأشار الى أن «التكتل سيطرح ورقة رئيس التيار جبران باسيل المتكاملة لمعالجة ملف النزوح السوري مجدداً على مجلس الوزراء».
واعتبر جريصاتي في موضوع سلسلة الرتب والرواتب والموازنة أن «الاستحقاق الانتخابي تحكم حتى بالطعن الذي هو حقّ للنواب وبمعزل عن مضمونه الضيق الذي يبقى بعهدة المجلس الدستوري، توصلنا لفرض ضرائب على القطاعات التي تستفيد من وفرة مالية». وتابع: كنا ولا زلنا نرفض الضريبة على القيمة المضافة، لأنها تطال كلّ الفئات ونتساءل لما لم يرد في الطعن المقدّم كلمة واحدة عن هذه الضريبة؟».
وفي الموضوع الانتخابي، قال: «نصر على الإصلاحات في قانون الانتخاب وعدم تقييد حرية الناخبين عبر إقرار ما يقيّدهم ويحد من إقبالهم على التصويت».
وأعلنت وزارتا الدفاع والسياحة في بيان، انه «بعد المشاورات مع الرؤساء ولاسباب لوجستية بحتة، تم تأجيل احتفال الانتصار الذي كان مقرراً يوم الخميس الواقع في 14 الحالي، في ساحة الشهداء في وسط بيروت».
عبوات متفجّرة في وادي حميد
على الصعيد الأمني، ضبطت دورية من مديرية المخابرات في وادي حميد بحسب بيان قيادة الجيش، مخزن عبوات مجهزة للتفجير مع كامل أجزائها وجزئياتها والمواد المكملة لها، وهي عبارة عن قذائف محشوة بالمتفجّرات الموجهة وأجهزة إشعال وفتيل صاعق وعبوات أخرى بأحجام عدة وصواعق ومواد بودرة الألمينيوم وبودرة للتفجير مختلفة الأنواع، وحشوات دافعة، وعدد من الأحزمة الناسفة وقد عمل خبراء من فوج الهندسة على معالجتها.
الحريري يلتقي بوتين اليوم
وتابع الرئيس الحريري أمس، اجتماعاته الرسمية في موسكو، حيث التقى نظيره الروسي ديمتري مدفيديف الذي أكد أن بلاده «تدعم سيادة لبنان ووحدة أراضيه»، مشدداً على أن روسيا مستعدة لمواصلة تعزيز التعاون مع لبنان في مجال مكافحة الإرهاب ومجالات أخرى، ومهنئاً بانتصار الجيش على الإرهاب على الحدود اللبنانية». جدد الحريري الحرص على تحييد لبنان عن المشاكل التي تدور حوله، مؤكداً ضرورة التعاون مع روسيا لتسليح الجيش اللبناني. أما في الموضوع الاقتصادي، فأعلن «اننا جدّيون في تطوير العلاقات بين بلدينا وحريصون على وجود شركات روسية في مجالات النفط وتطوير البنى التحتية».
وإذ يلتقي رئيس الحكومة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم، اجتمع أمس أيضاً بوزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف الذي ثمّن جهود الحريري لتنمية التعاون بين روسيا ولبنان. أما الحريري، فأشار الى «اننا ننظر الى روسيا ودورها في المنطقة، وهو دور كبير جداً، ونريد أن يكون التعاون بين لبنان وروسيا تعاوناً أكبر اقتصادياً وسياسياً»، مضيفاً «انا مصمّم على ان تتطور العلاقات الاقتصادية والعسكرية أيضاً والبحث في شراء بعض الاسلحة من روسيا لتعزيز الجيش اللبناني. وهذا أمر مهم جداً بالنسبة للبنان». وأعلن الحريري أيضاً أن «هناك معاناة كبيرة من النازحين السوريين، ونأمل أن يشمل الحل السياسي الذي يرسم لسورية عودة النازحين الى بلادهم».
برقية إلى ترامب
في غضون ذلك، وجّه الرئيس عون برقية الى الرئيس الاميركي لمناسبة ذكرى احداث 11 ايلول 2001، أكد فيها إصرار لبنان على منع الإرهابيين من تحقيق اهدافهم وغاياتهم، مشيراً الى «ان ما قام به الجيش اللبناني منذ ايام بتحرير أراضٍ لبنانية من تنظيم داعش يؤكد ذلك».
وفي سياق آخر، تمكن وفد لبنان إلى اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب، الذي انعقد في دورته العادية الـ148 أمس، في مقر جامعة الدول العربية، من خلال التفاوض مع وفود كل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين، من رفع تحفظها، الذي كانت قد أبلغته رسمياً إلى الأمانة العامة للجامعة عن قرار التضامن مع الجمهورية اللبنانية، وهو ما أتاح صدور القرار الخاص بلبنان بالإجماع.