قالت "النهار" إن "موسكو نصحت وستنصح حتماً الحكومة اللبنانية باعادة التواصل مع النظام السوري لتسهيل ملف عودة النازحين، وأيضاً تمهيداً لعملية اعادة الاعمار". وفي هذا السياق أبرزت "الأخبار" كلام رئيس الحكومة سعد الحريري في موسكو عن تعاون عالٍ وغير مسبوق بين لبنان وروسيا باتفاقات ثنائية في مختلف المجالات، بما فيها العلاقات السياسية. وذكّرت "الأخبار" بأنّ الدولة اللبنانية كانت ترضخ للضغوط الأميركية، وتحول دون أي تعاون جدي مع موسكو. ورأى ميسم رزق في مقاله بـ"الأخبار"، إن القوى السياسية تصرّ على إبقاء الجيش تحت رحمة مصدر وحيد للتسليح، هو الولايات المتحدة الأميركية. فاتفاقية التعاون العسكري بين لبنان وروسيا تنام في أدراج لجنة المال والموازنة النيابية منذ عام 2012، رغم أن كل المطلوب هو إضافة أربع كلمات عليها. من ناحية أخرى، لاحظت "النهار"أن لبنان تلقى اشادة بقانون الضرائب من الرئيس الجديد لبعثة صندوق النقد الدولي الى لبنان كريستوفر جارفيس، الذي اعتبر أنه يحقق توازنا في ميزان المدفوعات …
النهار
الحريري يثبّت دور لبنان في إعادة إعمار سوريا
لا تقتصر الزيارات الخارجية للرئيس سعد الحريري على ارساء تعاون بين الدول التي قصدها الى الان ولبنان الذي يحتاج الى كل دعم دولي، ولا تقتصر على طلب مساعدات للجيش وللامن أو لترسيم الحدود كما ظهر في عناوين الزيارة لروسيا التي التقى رئيسها فلاديمير بوتين امس وبحث معه في هذه العناوين.
لكن متابعين لتلك الحركة يدركون جيداً ان هدف الزيارات وضع لبنان مجدداً على الخريطة الاقليمية والدولية، لعدم تحوله ضحية أو جائزة ترضية في التفاهمات التي تمت بين الولايات المتحدة الاميركية وروسيا والتي تبدل جزء كبير منها مع وصول الرئيس دونالد ترامب الى البيت الابيض، ما دفع روسيا الى التعجيل في اندفاعها أيضاً في اتجاه خطوات سريعة تسبق استحقاقاتها الانتخابية وتتصدى لاي محاولات لاغراقها في المستنقع السوري. لذا كانت "الانتصارات" المتلاحقة على "داعش" والتي من المقرر ان تنهي موسكو من خلالها وجود التنظيم الارهابي في دير الزور نهاية الشهر الجاري، على ان تنهي قوات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة وجوده في الرقة قبل نهاية تشرين الاول للتفرغ لاحقا للعملية السياسية التي يمكن ان ترسي حلاً مقبولاً.
ماذا بعد؟ يقول متابع لحركة المفاوضات والاتصالات كان التقى الممثل الاممي ستافان دوميستورا وغيره من ممثلي الدول في اروقة الامم المتحدة، لـ"النهار" ان روسيا وايران غير قادرتين على اعادة اعمار سوريا في الاوضاع الاقتصادية لكلا البلدين، لذا تجهد موسكو للانفتاح على دول اخرى عدة للتعاون معها في هذه العملية المكلفة والتي لا تريد للولايات المتحدة وحلفائها اقتناصها، وهي تدرك جيداً ان لبنان محطة اجبارية لمشروع اعادة الاعمار سواء بقطاعه الخاص الناشط والقادر، أو بخبرته في اعادة اعمار ما تهدم مرارا، أو بكونه نقطة عبور للشركات عبر مطاره ومرافئه.
ويوضح المصدر أن موسكو نصحت وستنصح حتماً الحكومة اللبنانية باعادة التواصل مع النظام السوري لا لتعويم هذا النظام فحسب على رغم حاجتها اليه، وانما لتسهيل ملف عودة النازحين الى بلادهم، وأيضاً تمهيداً لعملية اعادة الاعمار فيما لو نجحت التسوية السياسية من دون معوقات في وقت قريب. ويضيف ان الرئيس الروسي سيسعى جدياً الى توفير حلول تسبق حملته الانتخابية وتعزز دور بلاده.
وقد صرح الحريري بعد لقائه بوتين ساعة وربع ساعة: "اننا نتطلع الى الشركات الروسية لتستثمر في مشاريع عدة في لبنان، وهناك شركات عدة لديها مشاريع بالنسبة الى التنقيب عن الغاز ولديها فرص حقيقية للنجاح، وقد وضعنا ايضاً خطة للاستثمار في البنى التحتية، ونشجع كذلك الشركات الروسية للاستثمار فيها. أما في ما يتعلق باعادة اعمار سوريا، فلبنان يمكن ان يشكل محطة لهذا الموضوع، فهناك مرفأ طرابلس وخطة للسكك الحديد ومطارات يمكن انشاؤها، والى ان ينتهي الحل السياسي في سوريا عندها قد يكون لبنان محطة لاعادة اعمار سوريا".
الى ذلك، رأى المصدر المطلع على كواليس السياسة الروسية ان اتفاق واشنطن والرياض، والذي يقضي في جزء منه، بالحد من نفوذ ايران في المنطقة العربية، سيجعل موسكو في مواجهة حلف واسع، لا بد ان يطرح لاحقا مصير سلاح "حزب الله" وكيفية اخراجه عسكرياً وسياسياً من الحلبة السورية. وليست المناورات الاسرائيلية على الحدود مع لبنان والتي دخلت اسبوعها الثاني الا رسالة استباقية في هذا المجال الى المعنيين من لاعبين إقليميين ودوليين، وهي محور اتصالات دولية حالياً اذ يرى البعض انها حرب حتمية الوقوع لاخراج "حزب الله"من سوريا واعادته الى لبنان والحد من تمدده قبل قدراته، ولو كانت مؤجلة بعض الوقت في انتظار مراقبة مسار المفاوضات الجارية، ومحاولة نيل تعهدات دولية، ومنها روسية، لعدم شن أي اعتداء على اراضيها. فيما يستبعد فريق آخر وقوع تلك الحرب ويرجح الاكتفاء برسائل ضاغطة تدفع الامور في اتجاهات مختلفة.
وأمس، حض الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس المجتمع الدولي على تعزيز مؤسسات الدولة في لبنان، وخصوصاً قدرات الجيش اللبناني، من أجل صون الإستقرار في المنطقة وتجنب نشوب حرب جديدة بين "ميليشيا حزب الله" واسرائيل. وصرح في مؤتمر صحافي شامل مع بدء الدورة السنوية الثانية والسبعين للجمعية العمومية للأمم المتحدة، إنه "في ما يتعلق بالسلطات اللبنانية والمجتمع الدولي فإن السؤال الرئيسي هو تعزيز المؤسسات الوطنية اللبنانية وفوق كل شيء الجيش اللبناني"، مضيفاً أنه "يجب أن نقدم للبنان كل الوسائل الضرورية لكي يمارس سيادته الكاملة والمطلقة على أراضيه".
الضرائب
ماليا، وفيما يتوقع ان يصدر المجلس الدستوري مطالعته في الطعن النيابي في قانون الضرائب بعدما علق العمل به، غداً الجمعة أو في الايام القريبة، تلقى لبنان اشادة بهذا القانون من الرئيس الجديد لبعثة صندوق النقد الدولي الى لبنان كريستوفر جارفيس، الذي اعتبر وفق معلومات لـ"النهار" ان قانون الضرائب يحقق توازنا في ميزان المدفوعات، لان لبنان بلد مدين ولا يمكنه منح علاوات على الرواتب من دون ضرائب اضافية. وقال أمام الرئيس ميشال عون في قصر بعبدا، إن قانون الضرائب وانجاز الموازنة واعتماد خطة لمكافحة الفساد انجازات تفتح مجالا لتطوير الاقتصاد وتعزيز النمو. وأكد ان تقليص لبنان نفقاته وخفض العجز وضبط الهدر يجب ان تستكمل في 2018 لتحقق المرجو منها.
وعلمت "النهار" أيضاً ان لجنة المال والموازنة أنهت اعداد تقريرها عن مشروع الموازنة الجديدة ووقعه رئيسها النائب ابرهيم كنعان الذي سيرفعه الى الرئيس نبيه بري في الايام المقبلة، ويتضمن 21 توصية اصلاحية تتعلق بالسياسة المالية للادارة اللبنانية، من أجل عصر النفقات ووضع سقوف للاستدانة ومراقبة تنفيذ صرف القروض والهبات
الأخبار
السلطات كافة تمنع تسليح الجيش!
فضيحة حكومية ــ نيابية: تجميد اتفاقية التعاون العسكري مع روسيا
نصر الجرود يكتمل بتحرير الأسير معتوق
هدفٌ جديد سجلته المقاومة في حربها ضدّ تنظيم «داعش» في الجرود اللبنانية والسورية، يُضاف إلى الهدفين السابقين اللذين حققتهما بالتعاون مع الجيشين اللبناني والسوري: الكشف عن مصير العسكريين الذين اختطفهم «داعش» في آب 2014، ودحر التنظيم الإرهابي خارج لبنان، وبعيداً عن المناطق السورية المحاذية للحدود اللبنانية. فقد أعلن الإعلام الحربي التابع لحزب الله أمس، أنّ «مجاهدي المقاومة استعادوا المُقاوم المُحرّر أحمد معتوق من تنظيم داعش».
وبحسب المعلومات التي حصلت عليها «الأخبار»، فقد لعبت روسيا دور الوسيط مع الأميركيين، فضمنت الاتفاق على عدم التعرّض للحافلات التي تقل مسلحي داعش وعائلاتهم من جرود القلمون السورية إلى دير الزور. وقبل التدخل الروسي، منعت الطائرات الأميركية الحافلات من التقدّم، ما عرقل عملية تحرير المقاوم الأسير لدى التنظيم الإرهابي. ومساء أمس، تحركت الحافلات على دفعتين، ودخلت جميعها مناطق سيطرة «داعش»، واعتُمد طريق السخنة ــ الشولا، ثمّ جنوب دير الزور.
الهدف الثالث من المعركة تحقّق، وهو يُعدّ نصراً بوجه تنظيم «داعش»، الذي برهنت التجارب السابقة معه أنّه لم يعتد المفاوضة على تبادل الأسرى.
وكان عدد المغادرين من «داعش» قد بلغ نحو 650 شخصاً. وخرجت القافلة من جرود القلمون الغربي باتجاه الشرق السوري. وما إن أُعلن تسلُّم المُقاوم المُحرر، حتى انطلقت الاحتفالات أمام منزله في صير الغربية (قضاء النبطية). وعلمت «الأخبار» أنّ معتوق بصحة جيدة، وقد انتقل من ريف حمص الشرقي إلى القصير، وصولاً إلى الحدود اللبنانية، على أن يصل إلى منزله اليوم.
أما المُقاوم الآخر، القائد الميداني لحزب الله في دير الزور الحاج أبو مصطفى، فعاد أيضاً إلى بلدته الجنوبية طير حرفا، حيث أقيم له حفل استقبال شعبي. وكان أبو مصطفى يقود قوة من المقاومة ساندت الجيش السوري في صدّ الهجمات عن مدينة دير الزور المحاصرة، في وجه تنظيم «داعش» الذي أراد احتلال المدينة التي يقطن فيها عشرات آلاف المدنيين. وقد ظهر أبو مصطفى في مقابلة على قناة «الميادين» الأسبوع الماضي.
على صعيد آخر، برز أمس الكلام الذي صدر من العاصمة الروسيّة، إثر لقاءات رئيس الحكومة سعد الحريري في موسكو. كلّ المعطيات تشي بمستوى عالٍ وغير مسبوق من التعاون بين البلدين. حديث عن اتفاقات ثنائية في مختلف المجالات الاقتصادية، والتجارية، والصناعية، والعسكرية، فضلاً عن العلاقات السياسية بين لبنان وروسيا، ودفعها إلى الأمام، ورؤية كلّ من الطرفين للحرب الدائرة في سوريا. ليست هذه الزيارة اللبنانية الرسمية الأولى لروسيا. والكلام عن «تقارب» بين الجانبين، حصل قبل ذلك. موسكو كانت دائماً مهتمّة بمدّ يد العون إلى لبنان، ومساعدة الجيش اللبناني بأسلحة تُمكّنه من تطوير قدراته. إلا أنّ الدولة اللبنانية كانت ترضخ للضغوط الأميركية، وتحول دون أي تعاون جدي مع موسكو. لذلك، يبقى الكلام الإيجابي الصادر عن الجنابين مجرّد حبر على ورق، إذا لم يُترجَم إلى أفعال.
الحريري استكمل زيارته في موسكو بلقاءٍ جمعه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي رحَّب بالوفد اللبناني. وصرّح الحريري بعد اللقاء بأنّه جرى التطرّق إلى «مساعدة لبنان عسكرياً وسبل تطوير هذه العلاقة لتسهيل شراء بعض المعدات الروسية بشكل يكون فيه للبنان خط اعتماد في ما يتعلق بهذا الموضوع». فالتعاون العسكري بين البلدين «مُهم، وهناك تعاون كبير في ما يتعلق بتبادل المعلومات الاستخباراتية بيننا وبين المخابرات الروسية. كذلك فإننا نواجه الحرب ذاتها ضد الإرهاب. وفي الوقت نفسه، فإننا نحاول أن نبني القوى المسلحة والقوى الأمنية اللبنانية. أعتقد أنّه ستكون هناك علاقات حيوية وجيدة جداً بين البلدين»، قال الحريري.
محلياً، كرّر رئيس مجلس النواب نبيه برّي، أمس، موقفه عن ضرورة تقريب موعد الانتخابات النيابية «إذا تعذّر تأمين البطاقة الممغنطة». وقال إنّ «علينا إجراء الانتخابات حتّى لو اقتضى ذلك في الشتاء». وفي الإطار الانتخابي، أعلن الوزير نهاد المشنوق أنّ «مشروع مرسوم هيئة الإشراف على الحملة الانتخابية موجود في الأمانة العامة لمجلس الوزراء منذ مدّة، وسيُناقش في جلسة الغد (اليوم) من خارج جدول الأعمال».
من جهة أخرى، دهمت قوة من مديرية المخابرات، أمس، مُجمّعاً تجارياً وصناعياً في وادي الحصن ــ عرسال، يعود لمصطفى الحجيري (أبو طاقية) ولكن من دون العثور عليه. وكانت استخبارات الجيش قد أوقفت في عرسال المدعو خالد فياض، المشتبه في مشاركته بتنفيذ عمليات تفخيخ سيارات والإعداد لعمليات انتحارية لحساب تنظيم «داعش».
السلطات كافة تمنع تسليح الجيش!
فضيحة حكومية ــ نيابية: تجميد اتفاقية التعاون العسكري مع روسيا
تصرّ القوى السياسية على إبقاء الجيش تحت رحمة مصدر وحيد للتسليح، هو الولايات المتحدة الأميركية. في عام 2008، تمكّنت واشنطن من إجهاض هبة عسكرية روسية للبنان، بالتعاون مع السلطة في بيروت. ومنذ عام 2012، تنام اتفاقية التعاون العسكري والتقني بين لبنان وروسيا في أدراج لجنة المال والموازنة النيابية، رغم أن كل المطلوب هو إضافة أربع كلمات عليها( مقال ميسم رزق)!.
من لجنة الدفاع النيابية، إلى لجنة الشؤون الخارجية، سلكت اتفاقية التعاون العسكري والتقني بين لبنان وروسيا طريقها واستقرت في لجنة المال والموازنة. ومنذ عام 2012، لا تزال منسيّة في الأدراج! رئيس اللجنة إبراهيم كنعان أكد أن «لا سبب سياسياً خلف بقائها في اللجنة، وعدم مناقشتها مردّه الانشغال بملف الموازنة»، علماً أن «رئيس المجلس يستطيع إدراجها على جدول أعمال الجلسات التشريعية من دون العودة إلينا، خصوصاً أن لجنة الدفاع والخارجية صدّقتا عليها».
تبرير كنعان يبدو غير مقنع. فهل «لجنته» لم تجد الوقت الكافي، طوال أكثر من خمس سنوات، لعقد جلسة للتصديق على إضافة 4 كلمات على الاتفاقية، بما يتيح للجيش الحصول على مساعدات روسية؟ ثمة قرار كبير، أميركي ــ بريطاني ــ فرنسي، يريد إبقاء لبنان وجيشه تحت العباءة الغربية. وطبعاً، يُراعي الأميركيون وحلفاؤهم في هذا المجال ثابتين: المصالح الإسرائيلية، ومنع إدخال روسيا كشريك في تسليح الجيش اللبناني، ومساعدته على بناء سلاح جو، أو منظومة دفاع جوي ذات تأثير على الطائرات الحربية الإسرائيلية، أو ألوية مدرعات حديثة نسبياً. وحتى اليوم، لا تزال غالبية القوى السياسية اللبنانية منصاعة للمشيئة الأميركية، التي تهدد بقطع المساعدات عن الجيش اللبناني، في حال قبول لبنان بمساعدات روسية (وهو ما كشفته وثائق ويكيليكس).
عام 2008 أعلنت موسكو موافقتها على منح لبنان طائرات ميغ ــ 29. الجانب اللبناني ابتهج بالهبة، لكنه ما لبث أن رفضها، بسبب الضغط الأميركي الذي استجاب له آنذاك الرئيسان ميشال سليمان وسعد الحريري. عادت روسيا وقدّمت عرضاً آخر قائماً على تقديم 6 طائرات مروحية هجومية متطورة، وكتيبة دبابات حديثة نسبياً، ومدافع ذات أعيرة مختلفة، إضافة إلى ذخائر ومعدات عسكرية، وبقي هذا العرض رهينة الانصياع اللبناني للأوامر الأميركية. ولا يمكن وضع قضية «تجميد» اتفاقية التعاون العسكري والتقني بين لبنان وروسيا إلا في السياق عينه. ما هي هذه الاتفاقية؟ وما هي التعديلات التي طرأت عليها؟ ولماذا لا تزال مجمّدة في غرف لجنة المال منذ عام 2012؟
في تشرين الثاني عام 2011، أُجيز للحكومة اللبنانية إبرام اتفاق التعاون العسكري والتقني بين لبنان وروسيا، الموقَّع في موسكو في شباط 2010. وتضمّ هذه الاتفاقية عشر مواد، تتحدث فيها عن توريد السلاح والعتاد القتالي، مع ضمان تشغيل المعدات التي هي قيد الاستعمال لدى القوات المسلحة اللبنانية وتصليحها. وتنص الاتفاقية أيضاً على تقديم خدمات، بما في ذلك بناء منشآت عسكرية، وإيفاد خبراء للمساعدة في تنفيذ البرامج المشتركة، وإعداد اختصاصيين في مؤسسات تعليم وتدريب ملائمة، مع أخذ حاجات كل من الطرفين بالاعتبار.
عام 2012، أحيل مشروع قانون على مجلس النواب يرمي إلى تعديل المادة الأولى من هذه الاتفاقية بإضافة فقرة سابعة عليها تنص على ما يأتي: «تقديم (روسيا) المساعدة العسكرية والأمنية (للبنان)». وكلما كانت قيادة الجيش، في عهد العماد جان قهوجي، تُسأل عن سبب عدم الحصول على مساعدات عسكرية من روسيا، كانت تجيب: ثمة اتفاقية تتيح لنا الحصول على هذه الهبات، لكنها بحاجة إلى تعديل في مجلس النواب.
كنعان: يستطيع الرئيس بري إدراج الاتفاقية على جدول أعمال الجلسات التشريعية دون العودة إلينا
لجنة الشؤون الخارجية والمغتربين النيابية، برئاسة النائب عبد اللطيف الزين، عقدت جلسة استمعت فيها إلى شرح ممثلي الوزارات المختصة، وأقرت مشروع القانون كما ورد من الحكومة (إضافة الفقرة). كذلك عقدت لجنة الدفاع الوطني والبلديات جلسة برئاسة النائب سمير الجسر، وأقرت المشروع في أيار 2012. فلماذا لم يرسل المشروع معدلاً حتى الآن لإقراره في الهيئة العامة، ولا يزال منسياً في لجنة المال والموازنة منذ خمس سنوات التي لم تعقد جلسة لمناقشتها؟ ولماذا لا يدفع نواب فريق الثامن من آذار باتجاه البتّ فيها؟ ينفي أعضاء من اللجنة أن يكون هناك «أي سبب سياسي يحول دون مناقشتها وإرسالها إلى الهيئة العامة»، مشيرة إلى أن «السبب يمكن أن يعود إلى عدم إدراجها على جدول أعمال اللجنة»، فيما ظهر أعضاء آخرون وقد نسوا كلياً أنها ضمن المشاريع المرسلة إلى لجنتهم. أما رئيس لجنة المال والموازنة، النائب إبراهيم كنعان، فقد حسم الجدل الحاصل حول هذه الاتفاقية، مشيراً إلى أن «اللجنة لم توقف هذه الاتفاقية، وهي لم تدرجها على جدول الأعمال، نظراً إلى انشغالها في الموازنة وسلسلة الرتب والرواتب». وكشف كنعان لـ «الأخبار» أن «رئيس مجلس النواب نبيه برّي، عادة ما يرسل مثل هذه القوانين إلى اللجان المختصة، وهو يستطيع أن يدرجها على جدول أعمال أي جلسة تشريعية من دون العودة إلينا، وهي لا تحتاج إلى موافقة من لجنتنا»، مشيراً إلى أن «90 في المئة من المشاريع التي تناقش في الهيئة العامة لا تمرّ في اللجان، أو أنها ترسل إلى اللجان بحسب مضمونها لوضع ملاحظات عليها». وأكد كنعان أن «لا مشكلة على الاتفاقية ولا سبب سياسياً يحول دون البتّ بها». خلاصة الأمر أن اللجان تحوّلت إلى مقبرة لاتفاقية تتيح للجيش الحصول على مساعدات عسكرية من روسيا. وهذه المساعدات هي، بلا شك، أفضل من تجهيزات الشرطة وحرس الحدود التي تمنّن أميركا اللبنانيين بها. فهل يصحّح كنعان الخطأ؟ أم يبادر الرئيس نبيه بري إلى وضع الاتفاقية على جدول أعمال أول جلسة تشريعية؟
الجمهورية
الحريري: لبنان محطة لإعمار سوريا… والأمــن والإنتخابات يتصدّران
يطلّ عيد الصليب اليوم فيما لبنان ما يزال ينتظر الخلاص وهو المعلّق على خشبة أزماته السياسيّة والأمنية والإقتصاديّة والإجتماعيّة التي لا تنتهي. وعلى رغم الاهتمام بالتطوّرات الإقليمية والدولية المتلاحقة وفي مقدّمها الأزمة السورية وما يمكن أن تتركه من انعكاسات على لبنان، فإنّ ملفّ الانتخابات النيابية عاد يتصدّر الواجهة في ضوء مواقف رئيس مجلس النواب نبيه بري الداعية إلى إجرائها قريباً، والتي استتبعها أمس بدعوته إلى إجرائها حتى خلال الشتاء إذا لم تعتمد البطاقة الممغنطة التي كان التمديد للمجلس بهذه المدّة الطويلة التي تنتهي في أيار 2018 لسبب إفساح المجال لإنجازها. ومِن المنتظر أن يضع مجلس الوزراء اليوم هذا الملف «على مشرحته» من خارج جدول أعماله، في الوقت الذي أعلنَ وزير الداخلية نهاد المشنوق عبر «تويتر» أنّ مشروع مرسوم «هيئة الإشراف على الانتخابات» موجود في الأمانة العامّة لمجلس الوزراء منذ مدة، وسيناقَش في الجلسة اليوم من خارج جدول أعمالها. كذلك سيناقش مجلس الوزراء ما سينقله رئيس الحكومة سعد الحريري إليه من معطيات حول نتائج محادثاته في سوتشي مع القيادة الروسية وعلى رأسها الرئيس فلاديمير بوتين، وكان اللافت في ما أعلنَه الحريري من هناك أنّ لبنان سيكون محطة لإعادة إعمار سوريا عندما ينجَز الحلّ السياسي فيها. ويُنتظر أن يناقش المجلس أيضاً موضوع المناورات الإسرائيلية على حدود لبنان الجنوبية والتي تقرَّر تقديم شكوى لمجلس الأمن في شأنها. وقد أنهت إسرائيل أمس هذه المناورات التي تحاكي حرباً جديدة يمكن أن تندلع مع «حزب الله».
على وقعِ الاهتمام بالملف الانتخابي انشدّت الأنظار أمس إلى مدينة «سوتشي» الروسية على البحر الأسود حيث أجرى الحريري مع بوتين محادثات تناولت آخر التطورات في لبنان والمنطقة وسبلَ تطوير العلاقات الثنائية في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية وتسليح الجيش.
وأكد الحريري أنّ بوتين «يدعم» تحييد لبنان بمقدار كبير، خصوصاً أنّ لبنان تمكّنَ من حماية نفسه من كلّ التداعيات التي حصلت حوله، وقد اظهَر انّ السبيل الى الاستقرار هو التفاهم السياسي الموجود فيه».
وأعلنَ الحريري انّ لبنان سيكون محطة في إعادة إعمار سوريا، «فهناك مرفأ طرابلس وخطة للسكك الحديد ومطارات يمكن إنشاؤها، وإلى ان ينجَز الحلّ السياسي في سوريا عندها قد يكون لبنان محطة لإعادة إعمارها».
وقال: «نتطلّع الى الشركات الروسية لتستثمر في مشاريع عدة في لبنان، وهناك شركات عدة لديها مشاريع بالنسبة الى التنقيب عن الغاز ولديها فرصٌ حقيقية للنجاح». وإذ أوضَح انّ لدينا خطة للاستثمار في البنى التحتية، شجّع الشركات الروسية للاستثمار فيها.
إلغاء الاحتفال
وفي انتظار ترجمة نتائج زيارة الحريري لروسيا، ووسط استعدادات قيادة الجيش لتكريم الوحدات التي شاركت في عملية «فجر الجرود» في احتفال يقام السبت المقبل في قاعدة رياق الجوّية، انشغلت الأوساط السياسية بإعلان الدولة انّها لـ»أسباب لوجستية بحتة» أجّلت الاحتفال بالانتصار الذي كان مقرّراً مساء اليوم في ساحة الشهداء، وبالبحث عن الأسباب الحقيقية وخلفيات هذا التأجيل ـ الإلغاء
الجميّل
وأسفَ رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل «لإلغاء الاحتفال الشعبي بانتصار الجيش اللبناني» معتبراً «أنّ ما حصل هو استكمال من جانب السلطة السياسية لحرمان الجيش والشعب اللبناني من الثمار الوطنية والمعنوية للانتصار والتضحيات».
وقال لـ«الجمهورية»: «الحجّة الرسمية التي تحدّثَت عن اسباب تقنية، لا تليق بدولة عندها من القدرات والإمكانات ما يمكّنها من تنظيم مِثل هذا الاحتفال. أمّا ما سُرّب عن مخاوف من خروق امنية فهو جزء من المحاولات المستمرّة لضرب معنويات الجيش وإظهاره غيرَ قادر على ضبط أمنِ منطقة الاحتفال».
وأضاف: «نرفض الحجج التي برّرت من خلالها السلطة إلغاءَ الاحتفال، ونَعتبر انّ ذلك عائد في الواقع الى انّ الشعب كان سيُعبّر بنحوٍ جارف عن ثقته بالجيش وتمسّكِه بمرجعية سلاحه الحصرية في الدفاع عن لبنان، وهو ما كان سيُعرّض اهلَ السلطة لمزيد من الانكشاف والإحراج ويُظهر مدى الهوّة التي تفصل بينهم وبين الشعب اللبناني. فيوماً بعد يوم، تثبت هذه السلطة عجزَها وتقاعُسَها وتواطؤَها، ويوماً بعد يوم تكبر الحاجة الى رحيلها لإنقاذ القرار الوطني الحر واستعادة السيادة الوطنية وتثبيتِ مرجعية الدولة».
حمادة
وفيما غرّد رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط عبر «تويتر» قائلاً: «قرّر البعض الاحتفالَ بالانتصار، ثمّ تراجعوا عنه. تخبُّط ما بَعده تخبّط، يعكس الضَياع وغيابَ رؤية واضحة لإدارة الدولة في أبسطِ الأمور»، قال الوزير مروان حمادة لـ«الجمهورية»: «لم نُبلَّغ أصلاً بالاحتفال إلّا بمؤتمر صحافي دفاعي ـ سياحي، ولا نعرف أسبابَ إلغائه، وغالبُ الظنّ أنّه يُعبّر عن التخبّط الذي ساد المواقفَ الرئاسية والقيادية، قبل عمليتَي عرسال ورأس بعلبك وخلالهما وبعدهما».
وأضاف: «عندما تكثر محاولات استغلال الجيش الذي وقفَ موقفاً مشرّفاً ولكنْ تنازَعته بعد ذلك الطموحات والأحقاد، تظهَر مجدّداً مفارقة الدولتين. وفي كلّ الحالات كثرةُ الطبّاخين تُفسد الطبخة، وهذا ما يدلّ على أنّ «الثلاثية المقدّسة» سبب مستمرّ للانقسام الوطني».
شمعون لـ«الجمهورية»
وقال رئيس حزب «الوطنيين الأحرار» النائب دوري شمعون: «لم أكن أعلم أصلاً باحتفال في ساحة الشهداء لكي أعرف لماذا أُلغِي، فلا فكرة لديّ ولم أُحاول أن أستفسر، إذ كنتُ منشغلاً بأمور أُخرى. ثمّ لا أعتقد أنّ إقامة مهرجان للانتصار ضرورية، فالجيش قام بوظيفته و«كتّر خيرو» وانتصَر».
وأضاف: «لن أرتاح قبل ان يمتدّ القرار 1701 إلى طول الحدود «الفالتة» والتي يدخل عبرها ويخرج من يشاء. صحيح أنّ الحكم في سوريا يمكن ان يبقى على ما هو عليه، لكن بالنسبة إليّ هذا ليس ضماناً أبداً».
وعزا شمعون سببَ بقاء الحكومة إلى «عدمِ رغبة أحد بافتعال خضّة كبيرة في لبنان»، وتوقّفَ عند غزل «حزب الله» للحريري وقال: «لا لزومَ لأن يتكلّم «حزب الله»، فسياسته نعرفها جيّداً وهي تنفيذ سياسة إيران، وإيران عنده اوّلاً ولبنان ثانياً». وأبدى اعتقاده بأنّ الحريري «يحاول قدر الإمكان استعمالَ بعضِ الصداقات، كالصداقة الروسية ـ الايرانية والروسية ـ السورية لكي لا تنعكسَ سلباً على مصلحة لبنان».
سعيد لـ«الجمهورية»
وأكّد النائب السابق الدكتور فارس سعيد لـ«الجمهورية» أنّ الاسباب التي قدّمها وزير الدفاع لتأجيل الاحتفال «غير مقنِعة، إذ كان قد أعلن بنفسه أنّ كلّ التحضيرات اللوجستية باتت منجَزة، وبالتالي لا يمكن ان يقدّموا لنا تبريراً لوجستياً لسببٍ ليس بلوجستي.
فالإعلان عن الاحتفال وإرجاؤه أو إلغاؤه، يؤكّد مجدداً انهيارَ هيبة الدولة وصورتها وتكبيرَ صورةِ الميليشيا، وما جرى يؤكّد انّ كلفة التسوية التي أُبرِمت منذ انتخاب الرئيس عون حتى اليوم هي أكبرُ بكثير من المردود الإيجابي لها». وخَتم: «مهما كانت التبريرات والاسباب، في المحصّلة نجَح «حزب الله» في إقامة احتفالِ النصر في بعلبك وفشِلت الدولة في إقامة احتفال النصر في بيروت».
«القوات»
وأوضَحت مصادر «القوات اللبنانية» لـ«الجمهورية» أنّ وزراءَها «سيطرحون وبقوّة» في جلسة مجلس الوزراء اليوم موضوع تأجيلِ أو إلغاء احتفال الانتصار، «لمعرفة الاسباب الحقيقية وراء هذه الخطوة المفاجئة التي صَدمت «القوات» والرأيَ العام اللبناني الذي كان ينتظر هذه المناسبة للاحتفال بالنصر رغبةً منه في الوقوف صفّاً واحداً موحّداً وراء الجيش وعَلمِ لبنان، تحقيقاً لانتصارٍ حقّقه بالدم وأكّد أنه قادر وحده على حماية الحدود والسيادة بعيداً من ازدواجية السلاح.
وبالتالي هناك من لا يريد تعزيزَ هذه الصورة وضربَ هذه المشهدية من خلال إلغاء الاحتفال الذي كان سيؤكّد، خلافاً لكلّ ما قيل، أنّ الرأي العام اللبناني غيرُ منقسم بين 8 و14آذار، فالانقسام كان حول: من هو مع الدولة ومن هو مع الدويلة، فيما هذا الانتصار هو لكلّ شعب لبنان، و8 و14 آذار ستقفان صفّاً واحداً خلف الجيش والدولة والانتصار المحقّق، وبالتالي ساحة الشهداء كانت ستتوحّد تحت الفكرة اللبنانية، وكانت مناسبة لتأكيد أنّ مهرجان «حزب الله» وكلّ ما يقوم به الحزب يشكّل مناخاً انقسامياً، بينما ما تقوم به الدولة والجيش يوحّد اللبنانيين ويشكّل جسرَ عبور بين 8 و14 آذار ومساحة تلاقٍ حول عناوين وطنية كبرى».
وذكّرَت المصادر نفسُها بكلام رئيس «القوات» في موضوع التنسيق مع سوريا في ذكرى «شهداء المقاومة اللبنانية»، حيث أكّد «أنّ هذا الموضوع مرفوض رفضاً باتاً من قريب ومن بعيد، ولوَّح في حال الإصرار على هذا الطرح بوضعِ إلغاء معاهدة الأخوة والتعاون والتنسيق برُمّتها على طاولة مجلس الوزراء».
وقالت: «إنطلاقاً ممّا تقدَّم فإنّ «القوات» لن تسمح بإمرار أيّ تنسيق تحت غطاء رسمي وحكومي لأنّ هذا الموضوع خطّ أحمر ولا يَحلمنَّ أحد أنّه يمكن إمراره بالقضمِ أو بالتحايل أو بالفرض».
مصدر معارض
مِن جهته، قال مصدر سياسي معارض: «إنّ الحكومة ألغَت الاحتفال بانتصار الجيش في ساحة الشهداء لأنّها خافت من مشهد 14 آذار جديد. وقال لـ«الجمهورية»: «في 8 آذار 2005 نظّم «حزب الله» احتفالاً لشكرِ سوريا، فردّ اللبنانيون في 14 آذار بتظاهرة مليونية رَفعت شعار «حرّية، سيادة، استقلال».
وقبل أيام أعاد «حزب الله» السيناريو نفسَه في بعلبك مصادِراً انتصارَ الجيش اللبناني وكان الشعب اللبناني يستعدّ للردّ في احتفال النصر في ساحة الشهداء بشعار «ما بَدنا جيش بلبنان إلّا الجيش اللبناني»، فعَمدت حكومة الصفقة إلى إقفال الطريق على الشعب اللبناني للتعبير عن تمسّكِه بالسلاح الشرعي ورفضِه سلاحَ «حزب الله».
الملفّ الأمني
أمنياً، أوقفَت قوّة من مخابرات الجيش في بلدة عرسال السوري خالد فياض برو، وهو ينتمي إلى تنظيم «داعش» الإرهابي، والمتّهم بتفخيخ سيارات والإعداد لعمليات انتحارية.
ودهمت هذه القوة «مخيّم النور» في عرسال، والمعروف بـ«مجمع أبو طاقية الصناعي»، وأوقفَت ثلاثة مطلوبين بينهم لبنانيان أحدُهما من آل أمون وآخر من آل الحجيري من عرسال، وثالث سوري، وجميعُهم على علاقة بالتنظيمات الارهابية، وضَبطت في داخل المجمّع كمّية من الأسلحة المتوسطة والخفيفة والذخائر، وكمّية من الأقنعة والأمتعة العسكرية المختلفة.
وعلمت «الجمهورية» أنّ توقيف برو جاء نتيجة المتابعة وتوافرِ معلومات عنه، خصوصاً أنّ اسمه ورَد في تحقيقات عدة وهو مطلوب، وحدّد الجيش مكانَه ودهَمه.
أمّا بالنسبة الى مجمّع «أبو طاقية»، فالعملية جاءت نتيجة الضغط المتزايد عليه وبعدما بات ملفّه أمنياً وليس عسكرياً، إلى حين تحديد مكان وجوده كونه متوارياً، ونتيجة اعترافات حول مخابئ الأسلحة في عرسال التي تبيّنَ أنّ المجمع الذي دوهِمَ كان إحداها، إضافةً إلى أسماء مطلوبين اعترف بها موقوفون آخرون».
وفي المعلومات أنّ عرسال ستشهد هذا النوعَ من العمليات في الفترة المقبلة نتيجةً لاعترافاتٍ، بعضُها جديد وآخر قديم، إلّا أنّ الظروف لم تكن تسمح بالإقدام عليها في الفترة السابقة، أمّا اليوم فالوضع مناسب ولم يعُد هناك عمل بالمعنى العسكري المباشر، بل بات أمنيّاً، سواء داخل المخيّمات أو في عرسال.
صفقة «داعش»
من جهةٍ أخرى، أعلن قائد في التحالف العسكري الموالي لدمشق أنّ الحافلات التي أقلّت مقاتلي «داعش» من الحدود اللبنانية – السورية وصَلت إلى منطقة خاضعة للتنظيم في دير الزور مقابل إطلاق سراح أسير «حزب الله» أحمد معتوق.
اللواء
مظلة روسية لتحييد لبنان وبيروت محطة لإعمار سوريا
غوتريش: تقوية الجيش تمنع نزاعاً بين إسرائيل وحزب الله.. وهيئة الإنتخابات أمام مجلس الوزراء
أهم ما تمكن الرئيس سعد الحريري من تحقيقه في زيارته التي بدأت الاثنين الماضي، وانتهت أمس بلقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مقر اقامته في سوتشي على البحر الأسود، وأجرى معه محادثات تناولت الوضع في لبنان والمتغيرات في المنطقة، وفي سوريا، والعلاقات الثنائية بين الاتحاد الروسي ولبنان.
أهم ما حققته "تأمين مظلة أمان روسية للبنان تبعد عنه تداعيات الأزمة السورية وغيرها..".
ووصف مصدر لبناني رفيع لـ"اللواء" اللقاء مع الرئيس بوتين بأنه كان جيداً وايجابيا، فقد أكّد الرئيس بوتين حرص بلاده الشديد على الاستقرار والتوازن في لبنان.
ونوّه الرئيس الروسي بالدور الإيجابي والبناء الذي لعبه الرئيس الحريري بإنهاء الفراغ الرئاسي وتشكيل حكومة وحدة وطنية تشارك فيها جميع الأطراف السياسية. تأكيد على تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية. طلب بوتين شخصيا استيراد الفاكهة اللبنانية. إعطاء تسهيلات بالدفع لبيع الأسلحة الروسية. التجاوب بحل مشكلة إعطاء سمات الدخول للأشخاص ورجال الأعمال الذين يترددون باستمرار على البلدين.التأكيد الروسي على شمول حل الأزمة السورية مسألة النازحين. وبالخلاصة نجح الحريري بتأمين مظلة أمان روسية للبنان تبعد عنه تداعيات الأزمة السورية وغيرها.
وحين سئل الحريري بعد لقاء بوتين الذي استغرق ساعة وربع الساعة عن موضوع تحييد لبنان، أكّد ان الرئيس بوتين يدعم هذا الأمر بشكل كبير، خاصة وأن لبنان تمكن من ان يحمي نفسه من كل التداعيات التي حصلت من حوله، في إشارة إلى الأزمة السورية، وقد أظهر ان السبيل إلى الاستقرار هو التفاهم السياسي الموجود فيه.
ونقل عن الرئيس بوتين ان الاستقرار في سوريا يمر الآن بمراحل عدّة، وانه من المهم ان تستمر مناطق خفض التوتر، والذي هو من مسؤولية الدول التي تشارك في هذا الموضوع، ومن بعدها يبدأ الحل السياسي.
وقال ان الرئيس الروسي شدّد على انه من المهم ان تكون كل الدول التي تشرف مع روسيا على هذا الأمر صادقة في ما يخص العمل في هذا الشأن.
وفي ما يتعلق بالتعاون العسكري بين روسيا ولبنان، كشف الرئيس الحريري عن تعاون كبير في ما يتعلق بتبادل المعلومات الاستخباراتية في مواجهة الحرب على الإرهاب، مشيرا الى ان إعادة بناء القوى العسكرية والأمنية اللبنانية، استحوذ على جانب مطوّل من المحادثات مع بوتين، مبديا اعتقاده بأنه ستكون هناك علاقات حيوية وجيدة جداً بين البلدين.
وعاد الرئيس الحريري ليلا إلى بيروت بعد اختتام زيارته إلى الاتحاد الروسي.
غوتيريش
وفي سياق دولي متصل، كانت لافتة للانتباه دعوة الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش المجتمع الدولي إلى تعزيز المؤسسات اللبنانية الوطنية وخاصة الجيش اللبناني، باعتباره الاجراء الوقائي الأفضل الذي يمكن التوصّل إليه امام مخاطر نشوب نزاع بين إسرائيل وحزب الله، مشددا على ضرورة إعطاء لبنان كل ما هو لازم لتمكينه من بسط سيادته بشكل كامل وفاعل، لافتا إلى أن المسألة الأساسية من وجهة نظره للحد من تأثير حزب الله في لبنان هي تعزيز الجيش اللبناني.
وتابع غوتيريش ان دور القوة الدولية التابعة للأمم المتحدة المنتشرة في جنوب لبنان، والتي شككت الولايات المتحدة مؤخرا بفاعليتها هو "تعزيز" الجيش اللبناني لكي يكون "عامل استقرار" في المنطقة، مضيفا "الا ان المسألة الأساسية التي تعتبر أولوية للبنان وللمجتمع الدولي هي تعزيز الجيش اللبناني وتعزيز دوره خصوصا في جنوب لبنان".
الانتخابات
في هذا الوقت، نقل عن الرئيس بري رفضه المطلق لتمديد آخر للمجلس النيابي، وقال: بعد 25 عاما في رئاسة المجلس، لن اسمح بتمديد آخر، وفيما شككت مصادر نيابية، من ان تكون الدعوات إلى تقريب موعد الانتخابات النيابية العامة، في حال لم يحصل اتفاق على البطاقة الممغنطة، مناورة لتبرير إلغاء الانتخابات الفرعية لملء المقاعد الشاغرة الثلاثة في كل من طرابلس وكسروان، أو محاولة لرمي الكرة في ملعب وزير الداخلية نهاد المشنوق، كشف هذا الأخير مساء أمس، ان موضوع الانتخابات سيناقش في جلسة مجلس الوزراء اليوم من خارج جدول الأعمال، من زاوية ضرورة تشكيل هيئة الاشراف على الحملة الانتخابية، والموجودة لدى الأمانة العامة لمجلس الوزراء منذ مُـدّة، علما ان مهلة تعيين هذه الهيئة وفق القانون الجديد، تنتهي يوم الأحد في 17 أيلول الحالي.
ولاحظت مصادر وزارية ان طرح مسألة هيئة الاشراف على الانتخابات، يفترض ان يفتح الباب امام مناقشة مسألة الانتخابات الفرعية التي سبق وترحم عليها رئيس المجلس، بالإضافة إلى مسألة البطاقة الممغنطة، أو "الهوية البيومترية" التي تناقش ايضا في اللجنة الوزارية المكلفة البحث في تطبيق قانون الانتخاب، الا إذا ارتأى مجلس الوزراء، إبقاء هذه المسألة بين يدي اللجنة والتي يفترض ان تجتمع اليوم بعد انتهاء الجلسة، بعد ان اعطت لنفسها مهلة تنتهي آخر الشهر الحالي لحسم هذا الموضوع.
وقالت مصادر نيابية "الثنائي الشيعي" ان النقاش الجاري حول اعتماد البطاقة الممغنطة او الهوية البيومترية لنحو ثلاثة ملايين ناخب مسجلين رسميا في لوائح الشطب، لا لزوم له، ويجب التفتيش عما يُسّهل إجراء الانتخابات لا تعقيدها، لأن القانون النسبي الجديد معقّد أصلاً ويحتاج الى تدابير خاصة لتنفيذه ولا يجب ان نضيف عليه تعقيدات جديدة تحول دون او تؤخر تطبيقه؟
ودعت المصادر الى اعتماد وسائل الاقتراع السهلة على المواطن، مبدية مخاوفها من ان يكون وراء إثارة النقاش حول سبل تطبيق قانون محاولة لتعديل القانون لوجود مخاوف لدى بعض الاطراف من تأثيرات سلبية عليه انتخابياً، فيما لازالت اطراف اخرى تفضل العودة الى قانون الستين وترى فيه مصلحة لها.!
وكان الرئيس نبيه برّي جدد في لقاء الأربعاء النيابي، الدعوة إلى تقريب موعد الانتخابات النيابية – المحددة في ايار 2018- اي تقصير الولاية، إذا تعذر تأمين البطاقة الممغنطة"، لأن التمديد التقني في القانون الجديد، جاء إستنادا لإفساح المجال امام اعداد البطاقة الإنتخابية الممغنطة، مشيرا الى انه "علينا إجراء الإنتخابات حتى لو اقتضى ذلك في الشتاء، وعندئذٍ – حسب النواب – تنتفي الحاجة لإجراء الإنتخابات الفرعية في طرابلس وكسروان".
وحسب مصادر المجتمعين، فإن برّي عدد ايجابيات اعتماد البطاقة الممغنطة التي تسهل عملية الانتخاب لجهة المساواة بين المرشحين في اللوائح الكبرى والصغرى، كما تؤمن للناخب عملية الاقتراع في مكان اقامته، لكن مع التأخير في إنجازها لا يعود من مبرر لإبقاء موعد الانتخاب في أيّار.
ولفتت إلى أن نواب "حزب الله" و"أمل" و"المردة" و"التيار الوطني الحر" والقومي السوري يؤيدون تقريب موعد الانتخابات، فيما يتمهل نواب "القوات اللبنانية" والتقدمي الاشتراكي في تحديد موقفهما بينما يُصرّ "المستقبل" حتى الساعة على جرّاء الانتخابات في موعدها، ويؤكد على إنجاز البطاقة الممغنطة في الموعد المحدد.
ومن المواضيع التي اخذت حيزا في اللقاء، نفاذ قانون سلسلة الرتب والرواتب، حيث جرى التاكيد ان هذا القانون مستقل عن قانون التمويل او الإجراءات الضريبية المطعون به امام المجلس الدستوري، والمتوقع ان يقدم المقرر المكلف بالطعن، تقريره الى المجلس يوم غد الجمعة، مع التاكيد ان القانون لا يلغيه الا قانون، وان السلسلة ستترجم عمليا في رواتب الموظفين في اول تشرين الآول المقبل، اما معالجة الثغرات فتتم من خلال اقتراحات معجلة تدرج على جدول اعمال الجلسة التشريعية المرتقبة في 19 و20 ايلول الحالي، او في جلسة لاحقة في حال تاخر القرار الفصل من الطعن او عدمه.
مجلس الوزراء
وبالعودة الى جلسة مجلس الوزراء، لم تستبعد مصادر وزارية عبر "اللواء" ان يطرح وزير التربية والتعليم العالي مروان حمادة ملف الأقساط المدرسية في ضوء الاجتماعات التي عقدت مؤخرا وشارك بها الوزير حمادة. وقالت المصادر نفسها أن هناك عددا من الوزراء يريدون الاستفسار عما دار من نقاشات.
ودعت المصادر الوزارية إلى عدم إعطاء زيارة بعض الوزراء إلى سوريا قريبا أكثر من حجمها. وقالت إن الكثير من الزيارات الخارجية التي لا يبلغ بها المجلس تتم التسوية بشأنها في حين أن زيارة سوريا بالنسبة إلى البعض روتينية ولا تشكل أي أشكال.
وكشفت المصادر انه ستتم اثارة ملف دفتر الشروط لمناقصة بواخر الكهرباء وتأخر وزير الطاقة سيزار ابي خليل في عرض تقرير ادارة المناقصات الذي خالف دفتر الشروط الذي وضعه الوزير.واكدت ان الوزراء لن يسمحوا ان تمر المناقصة كما يريدها الوزير.
وتوقعت أيضاً ان تتم مقاربة جدية لموضوع النفايات وقرب اقفال مطمر كوستابرافا بعد تبليغ القضاء للمعنيين بالمطمر من اتحاد بلديات الضاحية والمتعهد جهاد العرب بعدم التجديد للطمر، مشيرة الى ان الموضوع سيترك انعكاسات سلبية على الوضع البيئي والصحي للمنطقة وسيخلق ازمة نفايات شبيهة بأزمة العام2014 ما لم يباشر وزير البيئة بتنفيذ خطته لمعالجة النفايات.
إلغاء احتفال النصر
إلى ذلك، ذكرت مصادر وزارية لـ"اللواء" ان بعض الوزراء سيثير في جلسة مجلس الوزراء اليوم، عدّة أمور، ومنها أسباب إلغاء الاحتفال بعيد النصر، الذي كان مقرراً اقامته مساء اليوم في ساحة الشهداء، معتبرة ان مثل هذا الأمر كان يجب التحضير له بطريقة مختلفة عبر مجلس الوزراء، وليس بطريقة ارتجالية ومتسرعة.
وفيما التزم صاحبا الدعوة إلى المهرجان، وزيرا الدفاع يعقوب الصرّاف والسياحة افاديس ماكدانيان الصمت حيال الأسباب الحقيقية لإلغاء الاحتفال، عدا عن التمسك بتعبير الأسباب اللوجستية، قالت مصادر وزارية انه كان الأجدى عدم الدعوة إلى المهرجان كان من الممكن ان يُشكّل موضع انقسام بين اللبنانيين، عوضاً عن ان يكون موضع إجماع، مؤكدة ان قرار إلغائه كان صائباً لأكثر من سبب.
وكان إلغاء الاحتفال قد اثار سيلاً من التساؤلات والتحليلات وتبايناً في المواقف، خصوصاً وأن عذر "السبب اللوجستي" لم يقنع أحداً، في وقت تحدثت فيه معلومات عن ما وصفته بـ"قطبة مخفية" وعن ضغوط مارسها "حزب الله" لإلغاء احتفال كان سيظهر حجم الالتفاف الشعبي حول الجيش، فيما سلاحه هو ليس محط إجماع، فيما اشارت مصادر نيابية إلى عامل آخر يبدو منطقياً لتفسير إلغاء المهرجان، وهو العامل الأمني، حيث تحدثت مصادر عن مخاوف برزت في الساعات الماضية من ان يُشكّل الاحتفال فرصة للخلايا الارهابية النائمة للاندساس وسط الجمهور وفق أسلوب "الذئاب المنفردة" الذي سبق وحذر منه قائد الجيش العماد جوزاف عون في تشييع الشهداء العسكريين العشرة في وزارة الدفاع.
وفي السياق، نقلت وكالة الأنباء "المركزية" عن مصادر عسكرية نفيها ان يكون للمؤسسة العسكرية أي علاقة بما حصل في هذا الموضوع، منذ لحظة الإعلان عن الاحتفال وحتى لحظة العودة عنه، وأشارت إلى ان الجيش سيقيم حفلاً تكريمياً للوحدات التي شاركت في عملية "فجر الجرود" برئاسة العماد عون، وفي حضور أعضاء المجلس العسكري، وبينهم رئيس الأركان اللواء حاتم ملاك وقادة الأجهزة الأمنية، وذلك في قاعدة رياق الجوية السبت المقبل، وسيكون حضور ملاك بمثابة تعويض عن غيابه عن الاحتفال الذي أقيم في قصر بعبدا قبل أيام.
"صيد ثمين"
في غضون ذلك، ذكرت مصادر متابعة، ان السوري خالد فياض برو الذي اوقفته مخابرات الجيش أمس، هو "صيد أمني ثمين ومهم"، ويمكن الاستحصال منه على معلومات أمنية مهمة حول الشبكات الإرهابية، خاصة وأنه ينتمي إلى تنظيم "داعش" الارهابي، وهو متهم بتفخيخ سيّارات والاعداد لعمليات انتحارية.
كما علم ان مخزن الاسلحة والمتفجرات الذي عثرت عليه وحدات الجيش أمس في وادي حميد يعود للمطلوب الفار مصطفى الحجيري (ابو طاقية)، وهو يقع قرب مجمعه الصناعي الذي تحول الى مخيم للنازحين السوريين والذي داهمه الجيش ايضا أمس بحثا عن ابو طاقية ولم يجده، واوقف فيه ثلاثة ارهابيين لبنانيين أحدهما من آل الحجيري والثاني من آل أمون من عرسال، إضافة إلى السوري برو، والذي دلت إليه اعترافات الموقوف عبادة الحجيري ابن "أبو طاقية".
وكانت وحدات من الجيش دهمت ليل أمس الأوّل مخيم النور في جرود عرسال، وعثرت فيه على عبوات مجهزة للتفجير مع كامل اجزائها والمواد المكملة لها، وهي عبارة عن قذائف محشوة بالمتفجرات الموجهة واجهزة إشعال وفتيل صاعق وعبوات أخرى بعدة احجام، وبودرة للتفجير مختلفة الأنواع وحشوات دافعة وعدد من الاحزمة الناسفة.
البناء
تركيا تعهّدت بتسريع حسم إدلب مقابل التزام روسي إيراني بالانتقال إلى ملف الأكراد
برّي لخارطة طريق توافقية لتقديم موعد الانتخابات بعد تعذّر "الفرعية" ومنعاً للتأجيل
الحريري يستمع لبوتين حول سورية وينتظر زيارة سلمان… وحزب الله يستعيد معتوق من داعش
تزامنت الإعلانات التركية الروسية والإيرانية عن درجة التفاهم الثلاثي وعمق الاتفاق الذي سيُترجَم بأول بنوده في إدلب، بمحاصرة جبهة النصرة وانضمام الجماعات المسلحة التي تشتغل تحت العباءة التركية إلى مندرجات أستانة، ووفقاً لمصادر متابعة علمت "البناء" أنّ الاتفاق الثلاثي يتضمّن التزاماً تركياً بتمكين الوحدات الروسية الخاصة من الانتشار في المناطق كلّها التي تستطيع القوات التركية بلوغها في محافظة إدلب، وضمان أمن تحركاتها مع الجماعات التي تعمل تحت المظلة التركية، خصوصاً أحرار الشام وفيلق الرحمن والمنشقين عن النصرة، وصولاً لتفكيك مناطق سيطرة جبهة النصرة بتعاون تركي روسي، وفي ضفة موازية تقدّم تركيا تغطية فيلق الرحمن في غوطة دمشق لانتشار إيراني روسي من ضمن مفهوم الرعاية الثلاثية لمناطق التهدئة، بينما قالت المصادر إنّ هذه التعهّدات التركية تأسّست على توافق سياسي عنوانه اعتبار وحدة التراب السوري والدولة السورية خط أحمر متفق عليه، وأن لا مكان لخصوصية أمنية عسكرية للجماعات الكردية المسلحة ولو حصلت على غطاء أميركي معلن أو ضمني، وأن لا إطار مفتوحاً للتعبير عن الخصوصيات لمن يتشاركون قتال الإرهاب إلا في أستانة وجنيف، وكلّ تصرف من جانب واحد لأيّ جماعة مسلحة سيواجه بشراكة الأطراف الثلاثة، وأنّ قيادة الحلّ السياسي المتروكة لروسيا تلقى الدعم التركي، رغم عدم التصريح بتغيير موقفها من الوضع في سورية، خصوصاً الشروط التي تورّطت أنقرة سابقاً بوضعها لدعم الحلّ السياسي، لكن مع تغيير الأولويات التركية وتصدر القلق من الوضع الكردي، خصوصاً مع التحركات الجارية في العراق، صار التعاون التركي الروسي الإيراني هو السقف الذي يحكم الحركة التركية ويتقدّم على الحسابات الخاصة لتركيا وتحفّظاتها سواء في العراق أو في سورية.
بالتزامن مع استعدادات أستانة تواصلت عمليات الجيش السوري وحلفائه في دير الزور والبادية وريفي حمص وحماة، بينما أنجزت الحلقة الأخيرة من تفاهم الجرود بين حزب الله وداعش، فوصلت القافلة التي تضمّ مسلحي داعش وعائلاتهم إلى محافظة دير الزور، بينما استعاد حزب الله أسيره أحمد معتوق.
لبنانياً، فيما يُنهي رئيس الحكومة سعد الحريري والوفد الوزاري زيارته لروسيا بعد لقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مستمعاً للقراءة الروسية للوضع في سورية والمنطقة، قالت مصادر مطلعة على مجريات الزيارة إنّ الحريري يستمع لبوتين ويتفادى التورّط بمواقف تستبق زيارة الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز لموسكو خلال الأسابيع المقبلة.
في بيروت كان رئيس مجلس النواب نبيه بري صانع الحدث أمس، بالإعلان عن دعوته لتوافق يضمن تقديم موعد الانتخابات النيابية بعد تخلّف الحكومة عن إجراء الانتخابات الفرعية من جهة، وعدم وجود مقدّمات توحي بالسير بالبطاقة الممغنطة التي برّرت مهلة العام لإجراء الانتخابات، خصوصاً مع بدء الهمس السياسي في الكواليس عن نيات لتأجيل الانتخابات، والبحث بمبرّرات أو تفاهمات تبرّر التأجيل، كما تعتقد مصادر معنية بملف الانتخابات ومطلعة على ما يتمّ بحثه في بعض المستويات السياسية من مشاريع تعديلات للقانون تطال بعض طلبات فرقاء سياسيين لنيل موافقتهم على التأجيل، واعتبار هذه التعديلات سبباً مقنعاً للتأجيل كمثل إدراج مادة لتمثيل المغتربين. وقالت المصادر إنّ كلام الرئيس بري ليس مجرد مقترح ولا موقف، بل هو مسعى لمنع العبث بالاستحقاق الدستوري الذي سقطت كلّ ذرائع التلاعب بإنجازه، ولكن الرئيس بري يتطلع لحماية الاستحقاق من ضمن رؤية توافقية تطمئن الخائفين من الانتخابات بتفاهمات سياسية وانتخابية وحكومية، وهي من حق القوى السياسية، كضمانات تخرجها من حالة ذعر سياسي وانتخابي. والكلام عن تقريب الموعد هو جدي، لكن ليس لإثارة ذعر أحد بل عملاً بالقول المأثور : "إذا هبتَ أمراً فقَعْ به فشدّة توقيه أعظم مما تخاف منه".
هل يقبل "المستقبل" انتخابات في الشتاء؟
عاد ملف الانتخابات النيابية الى واجهة المشهد السياسي الداخلي من بوابة الدعوة الى تقريب موعد الاستحقاق الانتخابي المقرر في حزيران المقبل الى الشتاء، مع تطيير الانتخابات الفرعية في طرابلس وكسروان وصعوبة اعتماد البطاقة الممغنطة، كما نص قانون الانتخاب الجديد.
وقد دعا رئيس المجلس النيابي الى تقريب موعد الانتخابات النيابية، إذا تعذر تأمين البطاقة الممغنطة، داعياً الى إجراء الانتخابات حتى لو اقتضى ذلك في الشتاء، لكن هل توافق القوى السياسية الأخرى على ذلك لا سيما تيار المستقبل في ظل عجزه حتى الآن عن ترميم قواعده الشعبية والخلافات الداخلية والأزمة المالية التي يعاني منها فضلاً عن تنامي قدرة وحضور أخصامه في قلاعه التقليدية؟
مصدر قيادي مستقبلي أشار لـ "البناء" إلى أن "التيار لن يعلن موقفه من تقريب موعد الانتخابات، قبل أن يطرح الأمر على جلسة المجلس النيابي، وعندما يطرح سيقول رؤيته في هذا الأمر، بمعزل اذا كان مستعداً للانتخابات أم لا، لكن سيخوض الاستحقاق عندما يحدّد موعده رسمياً، وبالتالي تقريب الموعد أشهراً عدة، لن يغير كثيراً على صعيد نتائج الانتخابات". ولفت المصدر الى أن "هذه المسألة لم تطرح للنقاش في كتلة المستقبل وستناقش في اجتماع الكتلة المقبل لاتخاذ القرار".
وعن مدى استعداد "المستقبل" للاستحقاق، أوضح المصدر أن "لا جهوزية لدى التيار مئة في المئة وربما لا تتعدّى الخمسين في المئة، لكن عندما يتحدد موعد الانتخابات سنرفع درجة الاستعداد الى حدّها الأقصى على مستوى القواعد الشعبية والحملات الإعلامية وحسم اختيار المرشحين".
وعن الانتخابات الفرعية، رفض المصدر اتهام المستقبل بتطييرها تجنّباً لتجرّع كأس الهزيمة أمام منافسي "التيار" الوزير السابق اللواء أشرف ريفي وغيره، ما ينعكس سلباً على نتائج الانتخابات النيابية المقبلة، ولفت إلى أن "المستقبل جزء من مجلس الوزراء، وبالتالي لا يقرّر وحده هذا الأمر".
غير أن مصادر مطلعة، أشارت لـ "البناء" الى أن لا مصلحة للمستقبل ولا لرئيس الحكومة سعد الحريري بخوض غمار الانتخابات في المرحلة الحالية، فهو قد اشترط إقرار قانون الانتخاب مقابل تأجيل الانتخابات الى الربيع المقبل، وبالتالي كانت الحجة تقنية تتعلق بالبطاقة الممغنطة والفرز الالكتروني". وأوضحت المصادر بأن المستقبل سيضغط مجدداً لعدم تقديم موعد الانتخابات، لأنه ليس مستعداً بعد لذلك لأسباب عدة سياسية وتنظيمية ومالية"، وتساءلت المصادر "إذا كان الحريري رفض إجراء الانتخابات الفرعية في الوقت الراهن فهل سيقبل إجراء النيابية؟".
وفي حين أشارت مصادر نيابية لـ "البناء" الى أن "حزب الله يؤيد دعوة بري لتقريب موعد الانتخابات"، قالت مصادر التيار الوطني الحر إنها "لا تمانع إجراء الانتخابات في الشتاء في حال حظي ذلك بتوافق سياسي".
وقال وزير الداخلية الأسبق مروان شربل لـ "البناء" إن الرئيس بري محق في تقديم موعد إجراء الانتخابات بعد أن تأجل اعتماد البطاقة الممغنطة في الانتخابات المقبلة، والذي كان السبب وراء التمديد للمجلس النيابي الحالي لعام إضافي بعد اقرار قانون الانتخاب الجديد"، لافتاً الى أن "الظروف المناخية يمكن تجاوزها ويمكن إجراء الانتخابات في تشرين الثاني"، لكنه أوضح أن "وزارة الداخلية لا تستطيع التحضير للعملية الانتخابية في هذا الوقت الضيق لا سيما في موضوع فرز الأصوات خاصة إذا تم اعتماد الفرز الالكتروني".
وأشار شربل الى أن "النظام الانتخابي الجديد القائم على النسبية لا يشكّل عائقاً أمام اجراء الانتخابات في الشتاء ولا يحتاج وقتاً طويلاً لاطلاع المواطن ولجان القيد على تفاصيله، بل الأمر المعقد فقط هو فرز الأصوات والاختيار بين الفرز الاكتروني أو اليدوي".
وفي سياق ذلك، لفت وزير الداخلية نهاد المشنوق ، في تصريح على مواقع التواصل الاجتماعي ، إلى أنّ "مشروع مرسوم هيئة الإشراف على الحملة الانتخابية موجود في الأمانة العامة لمجلس الوزراء منذ مدّة، وسيناقش في جلسة الغد من خارج جدول الأعمال".
بري: سبب التمديد انتفى
وكان الرئيس بري قد جدّد في لقاء الأربعاء النيابي اليوم الدعوة إلى تقريب موعد الانتخابات النيابية، إذا تعذر تأمين البطاقة الممغنطة، مشيراً الى انه علينا إجراء الانتخابات حتى لو اقتضى ذلك في الشتاء.
ونقل زوار بري عنه لـ "البناء" أن "سبب التمديد للمجلس الحالي حتى حزيران المقبل قد انتفى بعد إلغاء اعتماد البطاقة الممغنطة التي سيأخذ إعدادها وقتاً، ما يفرض علينا تقديم موعد الانتخابات من الربيع الى الشتاء في كانون الثاني أو شباط، وبالتالي تجب دعوة الهيئات الناخبة ضمن المهل الدستورية أي قبل 90 يوماً". وأشار الزوار الى أن "رئيس المجلس أكد على أن تقريب موعد الانتخابات لن يتمّ إلا ضمن اتفاق سياسي وسيقوم بالتشاور مع رؤساء الكتل والقوى السياسية بذلك، ولن يطرحه على جدول أعمال جلستي المجلس النيابي المقبلة يومي الثلاثاء والأربعاء المقبلين"، وأوضح بري أن "إجراء الانتخابات في الشتاء متعلّق باستعداد القوى السياسية والظروف المناخية وجهوزية الدولة ووزارة الداخلية خصوصاً"، ولفت الى أنه "سيسأل وزير الداخلية عن مدى استعداد الوزارة لإجراء الانتخابات في الشتاء".
من جهة أخرى نبّه الرئيس بري من الخطر الدائم لما تقوم به "إسرائيل" من اعتداءات وانتهاكات ومناورات، وقال في أيام الانتصار على الإرهاب علينا ان نبقى متنبهين ايضاً لما يخطط له ويحيكه العدو "الإسرائيلي".
وفي موضوع سلسلة الرتب والرواتب، كشف بري بحسب زواره أن "وزارة المالية ستنتهي من اعداد جداول الرتب والرواتب لموظفي القطاع العام أواخر الشهر الحالي، وبالتالي لن يتراجع المجلس النيابي عن قراره بدفع السلسلة إلى أصحابها"، وأوضح أن "الضرائب مسألة تتعلّق بالمجلس الدستوري، واذا طلب تعديلات على بعض المواد التي يراها مخالفة للدستور يحيلها الى المجلس النيابي لدرسها واتخاذ القرار المناسب".
جنبلاط: السلسلة مستحيلة بلا موارد
وفي سياق ذلك، غرّد رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط عبر تويتر فقال: "سبق وحذّرنا أن السلسلة بلا تحقق من الموارد، وبلا إصلاح مستحيلة ما من أحد سمع، وصوّتنا على مشروع غير قابل للتطبيق". واضاف: "أحببت ان أوضح لأن مشاركتنا في الحكومة محصورة بالشكل والمضمون ولسنا في صدد مواجهة أحد بل تسهيل قدر المستطاع وبالممكن".
ولفت الى انّه "لا يمكن الاستمرار في هذا الجو الضبابي وآن الأوان لاصحاب الشأن لمحاربة الفساد وتطبيق الإصلاح أن يتولوا المهمة، لأن اللقاء الديمقراطي والحزب الاشتراكي لا يمكنهما تحمّل تبعات أعمال الغير مع الاحترام لهم ويستمر ولا نريد أي سجال مع أحد".
لقاء بوتين ـ الحريري
وتوّج رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري زيارته الرسمية لروسيا بلقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مقر إقامته في سوتشي على البحر الأسود، وأجرى معه محادثات تناولت المستجدات في لبنان والمنطقة وسبل تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، وتسليح الجيش.
وقال بوتين للحريري: "الاتفاقيات التي أنجزتموها أمس، مع نظيركم ديميتري ميدفيديف ستعمل بشكل إيجابي على تقوية العلاقات بين البلدين، وان ميزان التبادل التجاري بين البلدين لا يزال متواضعاً، بيد ان هناك توجهاً إيجابياً لزيادة هذا الرقم الى النصف، وهذه هي النظرة الإيجابية التي يجب ان نعمل عليها. وبطبيعة الحال سنناقش هذه المسألة كما الأوضاع في المنطقة وداخل لبنان وفي الدول المجاورة. ومن المهم بالنسبة لي معرفة مواقف جميع القادة من جميع دول المنطقة، وأنا سأغتنم هذه الفرصة لأتحدث معكم بكل هذه المسائل".
وردّ الرئيس الحريري: "شكراً فخامة الرئيس، أنا سعيد جداً بلقائكم مجدداً. هذا شرف لنا، وسنناقش اليوم كل المواضيع الاقتصادية ومعاناة لبنان والوضع في المنطقة، والعلاقات السياسية المميزة مع لبنان ونتمنى أن ترقى العلاقات الاقتصادية والتعاون العسكري إلى مستوى هذه العلاقات".
وحضر جلسة المحادثات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ووزير الاقتصاد مكسيم أوريشكين ومساعد الرئيس الروسي للشؤون الخارجية يوري أوشاكوف ومدير مكتب الرئيس الحريري نادر الحريري ومستشاره للشؤون الروسية جورج شعبان.
مداهمات وتوقيفات للجيش
على صعيد آخر، لا يزال مصير المطلوب الشيخ مصطفى الحجيري "أبو طاقية" مجهولاً وسط معلومات متضاربة عن المكان الذي يختبئ فيه، ورجحت مصادر أمنية لـ "البناء" "أن يكون أبو طاقية قد فرّ متنكراً ومتسللاً إلى خارج الأراضي اللبنانية وقد تكون وجهته مناطق سورية لا تزال خاضعة لسيطرة النصرة". وتشير المصادر إلى أنه لو كان أبو طاقية لا يزال في عرسال فإنه يتواجد في أكثر من مكان، بحيث لا يمكث في المكان لأكثر من بضع ساعات معتمداً تغيير مكانه في بيئة حاضنة له، مع تأكيد أنّه مدجج بالسلاح الفردي والقنابل والعبوات والأحزمة الناسفة".
وأشارت معلومات قناة "أو تي في" إلى أن "أبو طاقية لا يزال داخل بلدة عرسال، بالرغم من محاولة حصلت لتهريبه منذ أيام فشلت قبل تنفيذها"، كما لفتت الى أن "المحاولات العسكرية لن تتوقف قبل توقيف مصطفى الحجيري".
وتزامناً مع تكثيف الأجهزة الأمنية مراقبة الأماكن المرجّح أن يكون أبو طاقية قد لجأ اليها، أوقفت استخبارات الجيش السوري خالد برو المسؤول المباشر والمتورط مع عبادة الحجيري بـ "إيواء مسلحين وتجهيز سيارات مفخخة".
عملية التوقيــف جرت خلال مداهمة وحدة من الاستخبارات ترافقها قوة من الجيش ظهر الثلاثاء الفائت لـ "مخيم النور" في عرسال والمعروف بـ "مجمع أبو طاقية الصناعي"، حيث أوقفت القوة المداهمــة برو ومعه ثلاثة مطلوبين، وهما لبنانيان احدهما من آل امون وآخــر من آل الحجيــري من بلدة عرسال، وسوري وهم على علاقة بـ "التنظيمات الإرهابية".
الموقوفون الأربعة وبعد التحقيق معهم "أرشدوا القوة المداهمة على "مخزن الأسلحة قرب مجمع أبو طاقية الصناعي الذي حوّله مخيماً للنازحين السوريين للتغطية على ما يحتويه من أسلحة ومتفجرات تدخل في صناعة السيارات المفخّخة مع كامل أجزائها وجزئياتها والمواد المكملة لها. وهي عبارة عن قذائف محشوة بالمتفجرات الموجهة وأجهزة إشعال وفتيل صاعق وعبوات أخرى بأحجام عدة وصواعق، ومواد بودرة الألمينيوم وبودرة للتفجير مختلفة الأنواع، وحشوات دافعة، وعدد من الأحزمة الناسفة في وادي حميد أمس ، معترفين أنه يعود للمطلوب الفار مصطفى الحجيري أبو طاقية".
وفي ما يتعلق بملف التحقيقات بخطف العسكريين، أعلن المحاميان يوسف سعود روفايل وبولس نهاد حنا، بصفتهما وكيلي كل من العميد المتقاعد محمود طبيخ والد الشهيد النقيب أحمد طبيخ ورامز البزال والد الشهيد الرقيب أول علي البزال ، أنهما تقدّما بطلبين الى وزيرَي العدل سليم جريصاتي والدفاع رياض الصراف لإحالة ملفات احداث عرسال ورأس بعلبك والقاع التي حصلت منذ العام 2012 وحتى تاريخه الى المجلس العدلي، والموافقة على إدراج هذا البند على أول جلسة لمجلس الوزراء.