لأنَّ العطور وفيّة لناسها، للأماكن، للذكريات والأحداث… ولأن لوحات عبد الحميد بعلبكي (1940-2013) عطورُ أمكنةٍ، وشذى ذكريات وأحداث وناس.. تقف عشرات اللوحات والرسومات والمنحوتات في «غاليري صالح بركات» وفاء لبعلبكي، يرافقها كتاب توثيقي، حاك كلماته بالحب والاحترافية والوفاء نفسها، المؤرخ الفني والفوتوغراف غريغوري بوشاكجيان. هو إذاً معرض الوفاء لعبد الحميد بعلبكي من مختلف المجموعات الخاصة. دعوة من شذى، لدخول تاريخ فنان من الرعيل الذي غرسَ زرعه رغم الحروب، ليثمر بعد رحيله. واليوم هذا الزارع هو القصة، وهو قصة أترابه وزملائه، وهو إلى ذلك قصة وطن! نعم، هنا تُروى قصة لبنان باختصار فني بامتياز. لبنان السلم فالحرب فالترقب… لبنان الشباب القادم من الريف إلى المدينة، ثم المهاجر للدراسة، فالعائد إلى الوطن المشتعل حرباً. فالصامد في أرضه، فالمربي، فالثائر صاحب الموقف وملتزم القضية، فالمعتكف. نعم، هنا يكرّم بتحية محترفة جداً ليس شخص عبد الحميد بعلبكي الفنان المربّي فحسب، بل كل ما ومن يمثل بعلبكي! فصاحب الموقف الواضح والصريح من تاريخ الفنون التشكيلية اللبنانية الحديثة والمعاصرة، ترك لنا الكثير، ريشةً وقلماً وفكراً متنوّراً يحاكي حقيقة لبنان واللبنانيين.
«المقهى» (زيت على كانفاس ـــ 110 × 90 سنتم ـــ 1979 ـ مجموعة غسان الخطيب)
عُرف بعلبكي برفضه الدخول في متاهات السوق الفنية التسليعية، وعرفه طلابه (ضمناً كاتبة هذه السطور) أستاذاً راديكالياً في اظهار الحقائق ومحفّزاً على الرؤية النقدية للساحة الفنية اللبنانية. عرفه الحقل التشكيلي اللبناني من زملائه مشاكساً في الفكر، ثائراً على الهرطقات الفنية، أرثوذكسي الخيارات البصرية، يواجه الكلمةَ بالكلمة المقرونة بالدلائل والبراهين، مؤمناً بأقانيم ثلاثة: الفنان، الناقد، الجمهور، كمقومات وجود حركة تشكيلية فاعلة في لبنان.
«وحش الحرب» (زيت على كانفاس ـــ 208 × 370 سنتم ــ 1977 ــ مجموعة سارادار)
عرفه النقاد ناقداً لهم، إن تساهلوا أو ساهموا في انحراف الفنون البصرية عن بوصلتها الجديّة البناءة. بعلبكي الأكاديمي المتفوق يشهد طيبُ رسوماته المنتشرة في «غاليري صالح بركات»، على قوة ريشته المقرونة بالموهبة الفذة. حينها، لم يكن للكاميرا بعد دور لصيق في محترفات الفنانين، فخطوطه بمادة الـSanguine على الورق القطني في هذا المعرض الاستعادي التكريمي تشهد على ذلك، والمنحوتات الواقعية تنطق! لكن بعلبكي لم يكن أسير الصيغ الاكاديمية الصرفة، بل كان خياله والواقع وبعضٌ من ترميز، الثلاثية الذهبية في عمله أيضاً.
لوحات كآلة الزمن
يدعونا صالح بركات إلى جولة في آلة الزمن السحرية. وإذ بنا نزور بيروت في عقود خلت، نقابل ناسها، نعم كلها هنا في لوحات بعلبكي! نتعرف إلى تفاصيلها، ونكاد لوهلة أن نشم عطر البحر وطعم الملح في مائه، على الكورنيش القديم لمنطقة رأس بيروت في بداية الثمانينات. نفهم في سياق الرحلة أجواء حقبة مؤثرة من تاريخ بيروتنا منذ 40 عاماً. بل أكثر، نفهم ناسها: هنا «بائع البطيخ» يقرأ جريدته على الكورنيش (من مجموعة الفضل شلق)، وهناك «القهوة» وناسها (من مجموعة غسان الخطيب)، وذاك أبو الجماجم – «القبضاي» (من مجموعة العائلة) وعلى بُعد خطوتين منه «غيفارا» أو المثقف اليساري (من مجموعة العائلة أيضاً) وغيرهم. لا يغيب شيء وأحد عن أعين عبد الحميد بعلبكي! في الشارع من النبعة إلى الشياح إلى الحمرا، أو حتى داخل البيوت… لوحات شاهدة على المجتمع من الداخل، من القلب. هدية بصرية مدهشة ربما لم يعلم بعلبكي أنه سيتركها لنا موثِّقَةً العصر، متيحة فرصة التأريخ الدلالي والبرهانيّ لمعالم من السبعينات والثمانينات معظمها اندثر. والأهم أنها بريشة أقرب إلى الواقعية رسماً ولوناً، وبعضها يميل إلى الثنائية البُعدية، أو حتى إلى الترميز (من دون التعريج إلى التجريد)، متيحة الفرصة لخيال الرائي بانتقاء البُعد الثالث الذي يريد. نغوص أكثر في لعبة الزمن، فيفاجئنا السواد، نحذر، نجمد مكاننا ويتسارع النبض. «مجزرة دير ياسين!» يقول بركات ويكمل: «هذه اللوحة تخليد للذكرى. كما تعلمين، كانت هناك مجموعة من اليسار العربي لها موقف في النضال. بالتالي قضية فلسطين لم تكن يوماً قضية الفلسطينيين، وانما قضية الكل. وبعلبكي منهم» يشهد بركات، واللوحة أمامه تكمل الحكاية شاهدة لتاريخ أمة.
تسحبنا اللوحات بشكل مغناطيسي في طرقات الزمن وندخل تدريجاً في عالم توثيق الحروب، أهلية كانت أم مع العدو. وإذ بالأحمر يطلُّ بقوة كشعلة متقدة! هي «الحرب» (من مجموعة «سارادار») الأيقونة الأكثر شهرة للحرب اللبنانية. تقف هنا على الجدار الوسطي وحدها، مؤكدة أن لا صوت يعلو فوق صوت الحرب. ثم نمشي إلى ما وراء الجدار لنطوي صفحة الحروب. وإذ بـ «الحطاب» (من مجموعة رمزي دلول) جالسٌ في انتظارنا. «سقط جدار برلين عام 1989 وسقط معه حلمه أو العالم الاشتراكي. فرسم عبد الحميد بعلبكي هذه المجموعة من الأشجار الهرمة الميتة، ولوحة «الحطاب»، ثم ذهب إلى القرية من جديد. لم يعتزل بالمعنى الكامل حينها، إذ رسم بعدها مناظر طبيعية، لكنه مع مرحلة الحطاب ذهب فعلياً إلى مكان آخر» يشرح بركات. وهو ما تؤكده كلمات عبد الحميد بعلبكي لسلوى الحاج في «المنبر» (من كتاب: عبد الحميد بعلبكي 1940-2013، غريغوري بوشاكجيان) عن انتقاله من خيار الخاص إلى العام وقول كلمةٍ فصل: «أثناء الحرب طرأت على أذهاننا تحولات جذرية وعميقة، فالهم الصغير لم يعد يشغُلني، صرت أقرب إلى التعبير عن الهم الأكبر، السياسي أو الوجودي. على الصعيد الأدبي، اشتغل كل من بابلو نيرودا وأدونيس على الرمز ذاته: الأول في قصيدته الرائعة «فليستيقظ الحطاب»، والثاني في قوله «أعلن الآن، اختار هذا المكان، كلماتي فؤوس ولصوتي شكل اليدين، أعلن الآن أني «حطاب هذا الزمن»».
مسيرةٌ تواكب معاني الإرث
قد يصعب التقاط العطر في اليد، فمن مآثره التطاير كي يحط رحاله في القلب. وهذا المعرض الاستعادي التكريمي، لم يكن سهل الالتقاط في اليد، فهو أتى كله من مجموعات خاصة عديدة، وكان ثمرة مجموعة جهود استثنائية للغاليري، مع عوامل أساسية إضافية يصر عليها بركات: «هناك عامل مهم جداً هو جديّة العائلة ودقة المتابعة، أي دور ورثة الفنان. وهنا تجدر الإشارة إلى إصرار عائلة البعلبكي على تكريم كبيرها. وأنا أيضاً كوني عرفته عن قرب، وعرفت عائلته، كان أيسَر علينا التحضير لهذه التحية، التكريمية. وفعلاً، لقد أحببنا أن نقوم بهذا التكريم/ التحية، لأن بعلبكي يمثل شريحة ومجموعة، وربماً جيلاً قد ظُلم قطعاً.
«بائع البطيخ» (زيت على كانفاس ـــ 89 × 107 سنتم ـــ 1981 ـــ مجموعة الفضل شلق)
فهو من ذاك الجيل مواليد الأربعينات. عندما كان عمره 25 سنة عائداً من باريس كي ينطلق في حياته هنا، أتت الحرب». ويتابع: «قد يقول بعضهم أنه لم ينجح كفنان أو لأنه غير معروف أو لأنه لم يدخل إلى المتاحف، لكن برأيي وفي النهاية هو ممن دافعوا عن خياراتهم ولم يحيدوا عنها في حياتهم. لم يقرر لحظة أن يستسلم للتجريد، خاصة أنه كان ممكناً أن يكون أسهل بالنسبة لأكاديمي مثله، في ذلك الوقت. طبعاً أنا أحب كثيراً التعبير التجريدي، ولكن بالنسبة لبعلبكي فهو قرر أن يدافع عن قناعاته بالرسم الواقعي حتى النهاية وبالتالي يستحق كل احترامنا والتقدير».
يُقالُ إن نبتة «العِطر» في بيوت القُرى، تُزرعُ حصراً لصيقة بأبواب الدار الخارجية، فيُعرف أن هناك من مرَّ أمامها أو دخل، إذ ينتشر طيبُها بأُثر مروره ويركض أصحاب الدار لاستقبال الضيف. لكن «العطر» اليوم زُرعَ داخل الدار، في قلب «غاليري صالح بركات»، فلنستسلم لجذب شذاه، ونغوص في آلة زمنه، مؤدين التحية والتقدير لكبير… رسمَ وطناً.
عبد الحميد بعلبكي: حتى 30 كانون الأول (ديسمبر) ـــ «غاليري صالح بركات» (كليمنصو ـ بيروت) ـ للاستعلام: 01/365615
__________________________________________________________
تحفة توثيقية ببصمة غريغوري بوشاكجيان
«الكتاب نافذة عبرها نجوب ونجول»
(جوليان غريين)
لم تكتفِ «غاليري صالح بركات» بلوحات المعرض الاستعادي التكريمي كآلة سحرية للزمن. كان هناك فريق كامل لإصدار كتاب توثيقي يخطُّ سيرة الفنان اللبناني الجنوبي. «عبد الحميد بعلبكي 1940-2013» (160 صفحة ـ (تصوير أغوب كانليدجيان، تصميم لبسام قهوجي وتدقيق لينا منذر) إصدار تزامن مع افتتاح المعرض جاء باللغتين الإنكليزية والعربية. كتب نصه الأساسي بالانكليزية المؤرخ الفني والفوتوغراف غريغوري بوشاكجيان. وتمت الترجمة الجزئية إلى العربية من قبل أحمد زعزع. توزّع القسم العربي أيضاً على مجموعة من كتابات الراحل الفنية وشهادة خاصة للفنان فوزي بعلبكي الأخ وشريك الريشة، كما لمجموعة من المقابلات الخاصة مع الراحل.
الكتاب بغلافه السميك عمل محترف وجدّي. في عصر التكريمات العشوائية، يسطع هذا التكريم حرفية أصيلة وكتاباً متألقاً يُضاف إلى المكتبة الفنية اللبنانية والعربية والعالمية. لكن ما كان المسار الذي أثمر هذه التحفة التوثيقية الهامة؟ يشرح لنا بركات: «بشكل أساسي كان تعاون بيني وبين غريغوري بوشاكجيان، إذ سبق وتعاملنا معاً. عندما أخبرته عن الموضوع، اهتم جداً ببُعد أوسع من سرد قصة فنان، فعبد الحميد بعلبكي بحياته وأعماله يروي جزءاً من قصة لبنان، من الجنوب إلى النبعة فالشياح، ثم فرنسا فبيروت، ثم في النهاية عاد إلى الجنوب». يتابع بركات: «كانت مسيرة بحث طويلة تعاوننا مع فريق عمل كبير وبشكل خاص مع ابنه الفنان أسامة بعلبكي. كان علينا أن نبحث عن المعلومات والأعمال الضائعة، وعن صور في الأرشيف، مثل لوحة «عاشوراء» الضائعة، التي رسمها بعلبكي ليس بالمعنى الديني المتعارف عليه، بل كان حينها يفكر بفلسطين، بالعدو، بالتضحية، بالغدر». ويضيف مُفصّلاً: «كان الخيار واضحاً. أردناه كتاباً يختصر حياة عبد الحميد بعلبكي، ويحوي نصوصاً كتبها بنفسه! وكان يهمنا الشق المرتبط فيه باللغة العربية. فهذا الفنان كان يتكلم العربية. وفي الوقت عينه كنا نريد أن نتوجه ليس فقط إلى مجتمعنا المحلي، بل نريده كتاباً لإحياء ذكراه. لذا كتبنا النص الأساسي باللغة الانكليزية كي نتمكن من أن نريه للعالم أجمع. حتى في ما يخص النوعية، لقد عملنا على إصدار مادة بجودة عالية من ناحية الطباعة، رغم الظروف وضمن الإمكانات، لأننا أردنا أن نقوم بما نعتبره واجبنا. ففي النهاية، هو شاهد على عصر، ولديه وجهة نظر معينة نحترمها. لذا عملنا بجهد على مدى ثلاث سنوات لكتابة هذا الاصدار الجدّي والمحترف. وهكذا نسهم بدورنا في حفظ ذاكرة تاريخ معين، خاصة بما يمثله بعلبكي من شريحة ووجهة نظر فنية قلما ظهرت للعلن».
هي إذاً تحفة توثيقية هامة صاغها بوشاكجيان وقدمها فريق عمل محترف، تضاف إلى مكتبة الفن التشكيلي اللبناني والعربي والعالمي، تكرّم بلعبكي وفاءً بأمانة قل نظيرها.
نيكول…
_________________________________________________________
«غربة» طائر جريح!
«يا طير يا طاير على طراف الدني لو فيك تحكي للحبايب شو بني.. يا طير…». قد تكون لوحة «غربة» أكبر مصداق لصوت السيدة فيروز تحمِّل الأمانة للطير.
كانت باريس التي عاش فيها بعلبكي مكاناً عابقاً بالوحدة والشجن. ومع أن بعلبكي، بتأثير من بونارد وفويارد، رسم لوحات حميمة تصور نساء نائمات، إلا أنّ اللوحة الأكثر تعبيراً عن إقامته هناك هي الأكثر غرابة في مجمل أعماله. «غربة» (1972) عبارة عن قماشة مربعة 2×2 متر، تصور مشهداً ثلجياً. في أسفل اللوحة وإلى جهة اليسار، يمشي الفنان وحيداً ومحاطاً بأشجار ميتة علق في اغصانها طائر جريح. ثمة إشارات إلى المدينة تمثلت في وضع عبارة «مولان روج» (اسم الكاباريه الشهير في البيغال الذي احتفى به العديد من الرسامين بمن فيهم تولوز لوتريك)، وفي إدخال ظل برج إيفل في اللوحة. إلى اليمين، يحيط العشب والنبات وأوراق الشجر والزهور بجسد أنثوي عارٍ وبعض الملائكة. وتمثل الملائكة الثلاث الصغيرات بنات بعلبكي: لُبنى إلى اليسار، جمانة في الوسط وسُميَّة إلى اليمين.
تنتمي «غربة» إلى تراث ما بعد رمزي، وتستدعي حنين الفنان إلى أحبابه وهو يهيم كالغريب في مدينة غنية. («النوستالجيا والرمزية: سنوات باريس» من كتاب «عبدالحميد بعلبكي 1940-2013» ص.15).
«في الواقع هو هنا في اللوحة!» يشير بركات، قبل أن يضيف: «في ذلك البرد القارس، يفكر بزوجته حبيبة قلبه، وبناته سمية وجمانة ولُبنى. ثم هناك هذا العصفور والشوك، وفي المقابل كل هذا الحنان الذي يأتي ليدفئ. هذا المعرض كله من المجموعات الخاصة. بيد أن «غربة» لها قصة فريدة، فهي تمثل ليس فقط بمضامينها البصرية قصة الغربة، بل أيضاً بكيفية إحضارها إلى بيروت. كانت إمكانيات بعلبكي حينها لا تسمح بإحضارها، لذا قسمها إلى جزءين، ثم أعاد دمجها هنا».
تنبع أهمية «غربة» في مسيرة بعلبكي من أنها تؤكد ارتباطه الوثيق بالمضيّ عكس التيار الشكيلي السائد حينها. هنا يتجذر المنحى التصويري والترميزي في آن، في حين كان التجريد هو السائد. يعلّق بركات: «لا يجب أن ننسى أنّ ذلك الوقت شهد صراعاً فنياً قوياً أيضاً على مستوى الحرب الباردة. وكان هناك تشجيع غربي من قبل الـ CIA [وكالة الإستخبارات المركزية الأميركية] للفن التجريدي، أو التعبيرية التجريدية. طبعاً كان ذلك ضد المدرسة الواقعية «الاشتراكية» -إذا جاز التعبير – وهذا صراع حقيقي. لذا، كان بعلبكي يعمل غالباً على الناحية التصويرية/figuration في زمن التجريد. وكان إلى ذلك يحاول إدخال عالمه الذي لا أريد أن أسميه «فولكلوريّاً» وإنما الأدق أن نقول «الشعبي» إلى عالمه الواقعي! كان رجلاً فقيراً أتى من رحم هذا الشعب. جلب معه هذه المنمنمات، والثنائية البعدية. وطبعاً هو فنان يبحث عن نمط/style بعيداً عن التجريد».
«غربة» تنطوي أيضاً على كل رموز وهموم الشباب اللبناني الذي تغرّب ليدرس بعيداً عن أهله، فحمّلها بعلبكي تماماً كصوت فيروز، أمانة إيصال شوقه وأنين قلبه!
نيكول يونس، كاتبة، وأستاذة جامعية، عربية من لبنان
الجمعة ٢٢ كانون الأول ٢٠١٧
للإطلاع على النص في جريدة "الأخبار" اللبنانية