افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الجمعة 22 حزيران، 2018

افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم السبت 13 آب، 2022
فرنجية: “إذا بيطلع بإيد باسيل يلغينا ما يتأخر”
افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الثلاثاء 9 نيسان ، 2024

سخت الصحف بعبارات التفاؤل بعد عودة الرئيس سعد الحريري، وإعلانه "فتح التوربو" في تأليف الحكومة. لكن لا مواعيد مؤكدة. تأجيل الرئيس نبيه بري سفره الذي كان مقرراً نهاية الأسبوع، أعطى انطباعاً بأن البلد بات في مخاض ولادة الحكومة الجديدة. هناك موعدان ينتظرهما الرئيس المكلف. الأول في بعبدا ليعرض على رئيس الجمهورية العماد ميشال عون تصوره للتركيبة الوزارية. والثاني في عين التينة ليطلب لنفسه دعماً إضافياً من "أبو مصطفى". ولكن اللبنانيين يثقون لمَّا يرون وإلا …
صورة ذات صلة     
الجمهورية
إستقرار لبنان مطلب دولي.. والحريري يُحضِّر صيغته

على وقعِ زيارة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل للبنان أمس أبلغ الرئيس المكلف سعد الحريري الى رئيس مجلس النواب نبيه بري هاتفياً أنه في صدد العمل على تأليف الحكومة قبل نهاية الاسبوع الجاري، وأنه سيزور رئيس الجمهورية العماد ميشال عون خلال الساعات الثماني والاربعين المقبلة للتشاور معه في التشكيلة الوزارية. ورشح من اوساط عين التينة انّ الاجواء التي عكسها الحريري خلال اتصاله ببري «كانت إيجابية». وعندما سُئل بري: هل توجَد تعقيدات داخلية تُواجه تأليفَ الحكومة، أجاب: «لا عِلم لي». وأكّد، ردّاً على سؤال آخر، أنه «حاضر» للتدخّل لتذليل العقبات التي تعترض الولادة الحكومية إذا طلبَ المعنيون تدخّله.
لم تَخطف زيارة ميركل للبنان التي بدأت مساء أمس وهجَ مشاورات التأليف الحكومي التي استأنفها الحريري بزخم فور عودته من باريس، بغية إنجاز التشكيلة الوزارية الثلاثينية، ليَحملها الى قصر بعبدا «وقد يكون ذلك غداً (اليوم)»، حسبما قال، علماً انّه التقى ميركل مساءً في السراي الحكومي وتخللَ اللقاء عشاء عمل سافرَ بعده الى الاردن في زيارة خاصة لبضع ساعات، للمشاركة في حفلة قرانِ أخيه نور النعيمي، ثمّ يعود بعدها إلى بيروت.
ووصَفت مصادر متابعة لعملية تأليف الحكومة لـ«الجمهورية» الحراكَ الذي بدأه الحريري فور عودته من باريس بأنّه «حراك كبير وجيّد وسيُستكمل في اليومين المقبلين بتوسيع مروحة المشاورات لتُطاول افرقاءَ سياسيين آخرين بهدف بلورةِ التشكيلة الحكومية». وأكدت «أنّ المسوّدة الاولى التي سلّمها الحريري لعون قبَيل سفره الأخير الى موسكو لم تكن سوى فكرة عامة حول شكل الحكومة قال إنه سيناقشها مع المعنيين فور عودته من إجازته، وهذا ما فعَله وسيَستكمله اليوم بعد مغادرة ميركل».
وكشَفت المصادر أنّ الحريري «ابلغ الى مَن التقاهم أنّه يعمل على حلحلة العقَد بروح ايجابية وأنّ الامور قابلة للحلّ وليست معقّدة على نحو ما يُطرح في الاعلام، وهو يميل الى تمثيل وزاريّ قريب من تمثيل «حكومة استعادة الثقة» التي تصرّف الاعمال، لكنّه يسعى للحصول على موافقة عون وبري على هذا الامر، خصوصاً أنّه يرى انّ التمثيل كلّما اتّسع في الحكومة صَعُبَت مهمّته، وطرحُ أيّ معادلة جديدة في لعبة التوازن سيؤدي الى تأخير ولادة الحكومة وبروز عقدِ ومطالب اكبر».
وفيما سرَت معلومات ليل أمس عن إمكانية ولادة الحكومة قبل الثلثاء المقبل، وهو موعد بري الى الخارج في اجازة خاصة دأبَ على أخذها سنوياً في مِثل هذه الايام من كل سنة، لم تشَأ المصادر ان تحسم موعد صدور مراسيم التأليف الحكومي، في اعتبار انّ سفر رئيس مجلس النواب ليس سقفاً زمنياً، لأنه سيعود الى لبنان بعد ايام، ويمكن ولادة الحكومة ان تأخذ هذا الوقت ما دامَ الحريري في فترة السماح».
في غضون ذلك تتبَّعت دوائر قصر بعبدا ما رافقَ عودة الحريري واللقاءات التي عَقدها ونوعيتها، وبدا أنّ اتّصالات جرت في شأنها قبَيل عودته، ومهّد لها بمجموعة اقتراحات جديدة اثناء وجوده في باريس، وقد تؤدي الى تحريك الجمود الحاصل منذ تقديمه اقتراحاتِه السابقة التي تضمّنت توزيعةً للحقائب على ممثلي الأطراف «الأكثر تمثيلاً» تمهيداً للانتقال الى مرحلة توزيع الحقائب على «الأقل تمثيلاً» و»المستقلّين» قبل الوصول الى مرحلة إسقاط الأسماء عليها.
«مِش مطنّش»
وكان الحريري قد ردَّ على بري من دون أن يسمّيه مؤكداً أنه «مِش مطنّش»، ولكن يحق له أن يحظى بإجازة، وقد ذهب للقاء عائلته، وقال: «الآن «فاتحين التوربو» لكي نشكّل حكومة في أسرع وقت ممكن». وأبدى تفاؤله مشدّداً على أن «لا عقَد خارجية تعوق تأليف الحكومة بل هي داخلية وقابلة للحل». وقال: «لا عقَد، لا مع «القوات» ولا مع غيرها، وهذه الأمور تحصل في أيّ حكومة ستؤلف، هذا أمر طبيعي، لكنّني متفائل، وإن شاء الله ننتهي من المسألة خلال أيام. علينا أن لا نُضخّم الأمور لأنها بالفعل ليست ضخمة». وأكد انّ لقاءه مع الوزير جبران باسيل في باريس «كان إيجابياً»
وعند سؤاله: يقال أنّ السعودية لا مصلحة لها بحكومة في الوقت الحاضر لأنّها تراهن على تطوّرات إقليمية؟ سأل الحريري: «من يقول ذلك تحديداً؟ أنا أسمع دائماً هذا الكلام ثمّ أسمع كلاماً آخر، وأنا ذهبتُ إلى السعودية، وهم حريصون على إنجاز الحكومة الأمس قبل اليوم، لذلك هذا الموضوع غير صحيح، والكلام ليس له أيّ أساس. لم يتحدّث معي أحد بهذا الأمر».
وكان الحريري قد استقبل عصر أمس القائمَ بأعمال السفارة السعودية في لبنان الوزير المفوّض وليد البخاري الذي أوضَح على الأثر أنّه قدّم له التهاني بعيد الفطر المبارك، وعرضا للأوضاع العامة.
«توربو» التأليف
ولوحِظ أنّ الحريري بدأ ترجمة قولِه أمس أنّه فتح «التوربو» للتأليف عملياً فكثّف اجتماعاته لحَلحلة العقدتين المسيحية والدرزية بغية إنجاز التشكيلة الوزارية الأوّلية، فالتقى في «بيت الوسط» الوزيرَين علي حسن خليل وملحم الرياشي والنائب وائل أبو فاعور، في حضور الوزير غطاس خوري. كذلك اجتمعَ مع رئيس تيار «المردة» النائب السابق سليمان فرنجية في حضور الوزير يوسف فنيانوس.
وعلمت «الجمهورية» أنّ فرنجية لا يزال عند موقفِه المطالب بوزيرين لـ»التكتّل الوطني» الذي يضمّ سبعة نواب، على أن يُسنَد إلى التكتل إحدى الحقائب الآتية: الأشغال العامة، الطاقة، أو الاتصالات، إلّا أنّ رئيس الحكومة المكلّف لم يعطِ جواباً بعد.
ميركل في بيروت
وفي هذه الأجواء، استبقت ميركل زيارتَها لبيروت بتشديدها من الأردن على ضرورة اتّخاذِ إجراءات في مواجهة توجّهات إيران «العدائية» في الشرق الأوسط. وقالت عقبَ محادثاتها مع العاهل الأردني عبد الله الثاني: «إنّ الدول الأوروبية ترغب في الحفاظ على الاتفاق النووي مع إيران، لكنّها تتشاطر القلق في شأن برامجها للصواريخ البالستية ووجودها في سوريا ودورها في حرب اليمن». وأضافت: «لا يجب مناقشة توجّهات إيران العدوانية فحسب، بل نحتاج إلى حلول على وجهِ السرعة».
وإثر محادثاتها مع الحريري في السراي الحكومي أكّدت ميركل وقوفَ بلادها الى جانب لبنان ودوَّنت في سجلّ الشرف الكلمة الآتية: «لا تزال ألمانيا تقف إلى جانب لبنان مستقرّ ومنفتح على العالم ومزدهر، حيث يعيش الناس من مختلف الأديان معاً في سلام. أتمنّى لكم كلَّ النجاح والتوفيق في تنفيذ الإصلاحات التي بدأت».
وأوضحت مصادر الحريري لـ«الجمهورية» أنّ محادثات ميركل مع الرئيس المكلف «تركّزَت على برنامج الاستثمار في البنى التحتية والإصلاحات الضرورية التي تُرافق تطبيق ما اتّفِق عليه في مؤتمر»سيدر»، وطلب الجانب اللبناني منها، إضافةً الى الدعم الذي تُساهم فيه بلادها، تشجيعَ القطاع الخاص الالماني للمشاركة في برنامج الاستثمارات المحدّد من لبنان، وجرى عرضٌ لأهمّية قانون الشراكة بين القطاعين العام والخاص والذي يتيح للقطاع الخاص الدخولَ في هذه المشاريع والاستثمارات». كذلك طلبَ المساهمة في مشاريع تنموية تخلق فرَص عمل للّبنانيين لدعمهم في تحمّلِ عبءِ النزوح.
ونفَت المصادر معلومات تحدّثت عن أنّ ميركل تحمل مساعدات ألمانية للبنان بقيمة 500 مليون يورو دعماً له في تحمّلِ عبء النازحين، وقالت: «هذا كلام إعلاميّ، فألمانيا تدعم لبنان باستمرار، لكن عبر المنظمات الدولية».
وعلمت «الجمهورية» أنّ البحث مع ميركل تطرّقَ إلى ملفّ النزوح السوري وتداعياته، حيث قال الحريري لها: «المبدأ، هو أن لا حلّ إلّا بعودة اللاجئين، لكنّ آليّة العودة هي موضع نقاش داخل المجتمع الدولي». وشدّد على «ضرورة توزيع المساعدات الدولية على المجتمعات المضيفة، والمساهمة في برامج استهداف الفقر والتعليم التقني». وأطلعَها على الاستراتيجية الوطنية التي ستطلَق الثلثاء المقبل في السراي الحكومي بهذا الشأن. وأكّدت ميركل اهتمام بلادها الشديد بهذه الاستراتيجية والمساهمة في مشاريع تنموية تخلق فرصَ عملٍ للّبنانيين بغية التخفيف من عبء النزوح. وشدّدت على أهمّية الحفاظ على استقرار لبنان، مؤكّدةً «أنّ هذا الاستقرار مطلب دولي».
ماذا سيطلب عون
وعلمت «الجمهورية» أنّ عون سيطالب ميركل اليوم بمبادرة أو بخطوات عملية تعزّز المشاريع والخطط الدولية التي تشجّع على عودة النازحين السوريين الى سوريا والسعي الى تنظيمها في افضل الظروف الى المناطق الآمنة التي توسعت اخيراً واستتبّ الأمن فيها. كذلك سيشكرها على دور بلادها الكبير في القوة البحرية العاملة في إطار القوات الدولية (اليونيفيل) وسيطالبها بمواقف اكثر تشدّداً لوقف الخروقات الإسرائيلية البرية والبحرية والجوّية والضغط في اتجاه حماية مصالح لبنان في المنطقة الإقتصادية الخالصة وحماية الحدود من الاعتداءات على الأراضي اللبنانية على طول «الخط الأزرق».
كذلك سيشدّد عون على أهمّية دور ألمانيا وهي من أبرز المشاركين في المجموعة الدولية من اجل لبنان، في توفير الأجواء التي تؤدي الى تنفيذ مقررات مؤتمر «روما 2» الخاصة بدعم الجيش والقوى الأمنية والعسكرية المختلفة، كذلك بالنسبة الى متابعة تنفيذ مقرّرات «سيدر 1» وإزالة المعوقات التي تحول دون البدء بتنفيذها.
كذلك سيَشرح عون لميركل مواقفَ لبنان الثابتة من الأوضاع في المنطقة ولا سيّما منها تلك المتصلة بالأزمة السورية والتي تعصف بالعالم العربي بما فيها الوضع في اليمن، مكرّراً تأكيد ضرورة ان تتركّز الجهود على التسويات السياسية والسلمية ووقفِ استخدام السلاح.
نكبة تجارية
وفي خضمّ العمل لتأليف الحكومة تعالت صرخة التجّار نتيجة تراجعِ النشاط التجاري وتردّي الوضع الاقتصادي. واعتبَر رئيس جمعية تجّار بيروت نقولا شماس بعد اجتماع طارئ وموسع للجمعية، «ان الوضع الإقتصادي بات على حافة الإنهيار أكثر من أي وقت مضى» . ولفت الى تراجع النشاط في الأسواق التجارية، بنسبة تراوح بين 20% و 30% مع ذروات لامست 50%، خلال النصف الأول من السنة الجارية مقارنة مع الفترة نفسها من العام المنصرم، والذي كان هو الآخر نتائجه رديئة». وأكد «أن القطاع التجاري يكاد يلفظ أنفاسه الأخيرة بالمعنى الإقتصادي من دون أن تتخذ الجهات المسؤولة أي تدابير حازمة». وتوقع «أن تشهد السنتين المقبلتين إقفال ما لا يقل عن 20 إلى 25% من المؤسسات التجارية التي لا تزال قائمة شرعيا في لبنان، إذا ظلت الظروف الإقتصادية على حال كهذه من دون معالجة». وشدد على دور الحكومة في إغاثة القطاع التجاري، «وهو المريض الأكبر في الإقتصاد الوطني».
ولفت الى «إن الكساد عم التجارة برمتها، قطاعيا في كل المكونات، وجغرافيا في كافة المناطق». واستعجل المجتمعون «تشكيل حكومة إستثنائية، يتحلى أعضاؤها بالكفايات العلمية وجرأة المواقف، خصوصا في الحقائب الإقتصادية، وذلك لوضع وتنفيذ برامج إنقاذية طال إنتظارها، وإستقطاب الإستثمارات المحركة للقطاعات الإنتاجية، وإطلاق عجلة الشراكة بين القطاعين العام والخاص. كذلك ضبط فلتان المالية العامة، وتقليص مساحة الهدر والفساد في الدولة وتخفيض حجم القطاع العام، والمبادرة إلى تخفيض شامل للضرائب والرسوم عن المؤسسات وعن الأسر، وتخفيف الإجراءات الضريبية وتخفيض فوائد التقسيط على المتوجبات الضريبية». ورأى المجتمعون «أنه يترتب على الحكومة الجديدة الحد من تغلغل المؤسسات والبضائع والعمالة غير الشرعية، حفاظا على سلامة الإقتصاد بمختلف قطاعاته، كما وعلى الشركات والقوى العاملة اللبنانية».

الأخبار
مسودة حكومية: الكل يريد «الأشغال»
الحريري يلتقي عون مساء اليوم

منذ عودته ليل أول من أمس، إلى بيروت، حرص الرئيس المكلف سعد الحريري على إشاعة أجواء من التفاؤل بقرب تشكيل الحكومة، وصولاً إلى قوله إنه سيقدم مسودته الحكومية الأولى إلى رئيس الجمهورية قريباً. وبالفعل، فإن القصر الجمهوري تبلغ أن الحريري سيزور بعبدا مساء اليوم لتقديم مسودة إلى الرئيس ميشال عون الذي كان تلقى اتصالاً من الحريري، تزامن مع اتصال مماثل أجراه الرئيس المكلف مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ونقل إليه إمكان حصول خرق ما على خط التأليف قبل نهاية الأسبوع.
وعلمت «الأخبار» أن الحريري الذي استقبل، أمس، على التوالي، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية يرافقه الوزير يوسف فنيانوس، والنائب وائل أبو فاعور، والوزير ملحم رياشي والوزير علي حسن خليل، سيواصل مشاوراته السياسية هذه الليلة وطوال نهار السبت، على أن يزور القصر الجمهوري مرة ثانية، يوم الأحد المقبل، للقاء عون ورئيس المجلس النيابي، قبل أن يغادر الأخير في إجازة خاصة قد تستمر عشرة أيام.
ووفق المعلومات، فإن الحريري سيقدم اليوم إلى عون أول تصور في شأن الحصص في الحكومة الثلاثينية، حيث سيضمن اقتراحه مجموعة عناصر، لن تحظى بمباركة رئاسية على الأرجح، وفي طليعتها تبنيه وجهة نظر النائب وليد جنبلاط التي نقلها إليه، أمس، أبو فاعور، بالتمسك بالمقاعد الدرزية الثلاثة في الحكومة، كما سيتبنى الحريري وجهة نظر القوات اللبنانية التي نقلها إليه رياشي، أمس، لجهة تثبيت الحقيبة السيادية من ضمن الحصة التي يفترض أن تتماهى مع تمثيل القوات النيابي والسياسي الذي أفرزته الانتخابات النيابية.
واللافت للانتباه، في برنامج لقاءات الحريري، أمس، مطالبة جميع من التقوه بالحصول على وزارة الأشغال، على قاعدة أنها الوزارة الأدسم، وعلى سبيل المثال، فإن فرنجية اعتبر أن حجب هذه الوزارة عنه ستجعله يطالب بحقيبتين وزاريتين.
وفيما ظلت قنوات الاتصال مفتوحة بين الحريري ورئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل، وبين الأخير وقيادة حزب الله، علم أن الحريري تمنى على باسيل خلال اجتماعهما في باريس، بأن لا يتعرض إلى إحراج من أية جهة في موضوع القوات اللبنانية، وأنه لن يشكل حكومة من دون القوات اللبنانية. وعلى هذا الأساس، أعطى باسيل إشارات إيجابية في موضوع الحقيبة السيادية للقوات اللبنانية (الدفاع على الأرجح على رغم تحفظ قيادة الجيش اللبناني).
وفي سياق اللقاءات المرتبطة بتشكيل الحكومة، برزت، أمس، زيارة النائب أكرم شهيب إلى معراب، حيث التقى رئيس حزب القوات سمير جعجع، بحضور الأمينة العامة للقوات شانتال سركيس.
أما الحريري، فقد لبى، أمس، دعوة المنسق العام لمؤتمر إنماء بيروت النائب السابق محمد قباني إلى مأدبة غداء أقامها على شرفه في «زيتونة باي»، وحضرها وزير الداخلية نهاد المشنوق، وعدد كبير من نواب بيروت. وخلال المأدبة، أكمل الحريري على المنوال الإيجابي نفسه، مؤكداً أنه، بعد إجازة العيد وذهابه لرؤية عائلته، «عدنا فاتحين التوربو لكي نشكل حكومة بأسرع وقت ممكن». كما أكد قدرته على جمع كل الناس في الحكومة خلال أيام.
وكان الحريري واضحاً في التأكيد أن لا عقد خارجية في مسار التأليف، بل داخلية وقابلة للحل، مقللاً من أهمية الحديث عن تأخير في التشكيل. وأشار، رداً على سؤال، إلى أن «السعودية حريصة على إنجاز الحكومة الأمس قبل اليوم».
أما عن مطالبة التيار الوطني الحر بسبعة مقاعد، مقابل خمسة لرئيس الجمهورية، فقال إن «الكل يعرف أننا سنشكل حكومة من ثلاثين وزيراً، يجب أن يمثلوا أكبر عدد من الكتل السياسية الأساسية»، مشيراً إلى أنه «في أي مفاوضات، الكل يبدأ بسقف عال، ثم تجرى المفاوضات، أنا لست خائفاً. ورفض الحريري أي كلام عن محاصرة القوات، مشيراً إلى أن لا أحد يحاصر أحداً، كما أشار إلى أن لا فيتو على حصول القوات على حقيبة سيادية.
ميركل في بيروت
وبعد النهار الحكومي الطويل، استقبل الحريري، مساء أمس، المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ورافقها من المطار إلى السراي الحكومي، حيث أجريا محادثات تناولت آخر المستجدات في لبنان والمنطقة وسبل تفعيل العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات، لا سيما على الصعيد الاقتصادي والتبادل التجاري.
وبعد المحادثات دونت ميركل كلمة في سجل الشرف كتبت فيها: «لا تزال ألمانيا تقف إلى جانب لبنان مستقر ومنفتح على العالم ومزدهر».
ومن المقرر أن تلتقي ميركل اليوم الرئيس بري في عين التينة، على أن تشارك بعدها في ندوة مشتركة لرجال الأعمال اللبنانيين والألمان في السراي الحكومي، يليها مؤتمر صحافي مشترك مع الحريري، تنتقل بعده إلى بعبدا للقاء الرئيس عون، قبل مغادرتها بيروت عصراً.

اللواء
الـ«توربو» يُحدث خرقاً… ومسودَّة تشكيلة إلى بعبدا اليوم
توزير نادر الحريري من حصة عون واستبعاد تمثيل ميقاتي… وسلة مساعدات مع ميركل

دارت دورة الـ«توربو» دورة كاملة، قبل ان تصل المستشارة الالمانية انجيلا ميركل إلى بيروت، ويتوجه الرئيس المكلف سعد الحريري إلى الأردن في زيارة اجتماعية، يعود بعدها إلى بيروت، وسط معلومات تتحدث عن تشكيلة وضعت «الرتوش» الأخيرة عليها قبل التوجه إلى بعبدا لعرضها على الرئيس ميشال عون، والتداول في كيفية تجاوز «العقد المحلية» القابلة للحل، على حدّ تعبيره، بعدما أكد ان لا عقد خارجية.
وفي خضم لقاءات شملت رئيس تيّار المردة سليمان فرنجية يرافقه الوزير يوسف فنيانوس في حضور الوزير غطاس خوري، ووزير الاعلام ملحم الرياشي بحضور خوري. والوزير علي حسن خليل، والنائب وائل ابو فاعور،الذي نقل اصرار رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط على نيل ثلاثة مقاعد درزية وحقيبة اساسية، كرّر الرئيس الحريري انه ذهب إلى السعودية وهم حريصون على إنجاز الحكومة الأمس قبل اليوم، واي كلام خلاف ذلك غير صحيح.
وأكدت مصادر متابعة للاتصالات الناشطة لمعالجة العقد التي تؤخّر ولادة الحكومة ما ورد في «اللواء» أمس، حول توزير نادر الحريري من حصة الرئيس ميشال عون الذي يطالب بمقعد وزاري من الحصة السنية، على غرار ما حصل في الحكومة المستقيلة.
وأشارت هذه المصادر إلى ان نواب سنة 8 آذار يطالبون بمقعدين وزاريين، بما يتناسب مع حجم الكتل المتحالفين معها.
على صعيد آخر، من المتوقع تمثيل طرابلس بمقعد سني من تيّار «المستقبل»، واستبعاد أية مشاركة لكتلة الرئيس نجيب ميقاتي التي تضم نواب الأقليات المسيحية والعلوية في المدينة، وليس فيها أي نائب سني غير رئيسها، حيث من المستبعد انضمامه إلى الوزارة العتيدة.
وكشفت مصادر مطلعة ان جولة الاتصالات حققت تقدماً، وأن الأجواء مريحة، ووضعت عملية التأليف على السكة، بما يراعي مطالب كافة الكتل بطريقة متوازنة..
وقالت ان النائب السابق فرنجية متمسك بوزارة الاشغال، والا فالصحة أو الطاقة، لكن المصادر اشارت إلى ان تكتل لبنان القوي متمسك بدوره بالطاقة، وبأن يكون نائب رئيس الحكومة من الوزراء الذين يسميهم رئيس الجمهورية على ان تكون وزارة العدل من حصة «القوات» في حين ان الأخذ ما يزال مستمراً حول وزارة الصحة، التي يطالب بها حزب الله.
وفي سياق متصل بدا من الرسالة التي بعث بها الرئيس المكلف الحريري إلى الرئيس نبيه برّي ان الأجواء توحي بالاعلان قريباً عن الحكومة، الأمر الذي يرتب عليه ارجاء الرئيس برّي سفره، لمواكبة عملية التأليف ودعمها.
لقاءات الحريري
واوضحت مصادر في التيار الوطني الحر «ان اوساط رئاسة الجمهورية استفسرت عما اذا كانت هناك عقد خارجية تؤخرتشكيل الحكومة فجاء الجواب بالنفي وان العقد داخلية، ما يفترض برأي المصادر تسريع معالجة المشكلات العالقة بسرعة قصوى لأنها ممكنة، لكن وفق الاحجام الحقيقية والمتساوية للاطراف السياسية».
واشارت مصادر اعلامية متقاربة الى ان «الحريري لم يلتزم امام زواره  بمنح اي حقيبة وزارية لأي فريق مكتفيا بالسماع للمطالب. وان تشكيل الحكومة تجاوز حصص تمثيل القوى السياسية الى توزيع الحقائب الاساسية، بحيث تحصل القوات اللبنانية على اربع حقائب ومنصب نائب رئيس الحكومة ما لم يحفظه الرئيس عون لنفسه ساعتها تذهب حقيبة العدل الى القوات، واذا لم تحصل مداورة بالحقائب السيادية تبقى الحقائب على حالها من حيث التوزيع على القوى السياسية التي تتولاها حاليا. وقد تبقى حقيبة الاشغال مع تيار «المردة»، والتربية مع الحزب التقدمي، بينما قدتذهب حقيبة الصحة الى «حزب الله».
لكن مصادر «القوات» نفت  لـ«اللواء» بعيد لقاء الرياشي بالحريري ان يكون قد طرأ جديد ملموس، مشيرة إلى وجود حركة اتصالات كثيفة تجري على خط التأليف.
وكشفت ان رئيس الحزب سمير جعجع اطلع أعضاء تكتل «الجمهورية القوية» خلال الاجتماع الذي عقد مساء أمس على أجواء الاتصالات التي وصفت بأنها «جيدة وايجابية» وان هناك تقدماً يحصل من خلال تبادل الأفكار التي ما تزال قائمة، وان «القوات» تنظر إلى النصف الممتلئ من الكوب وليس النصف الفارغ، لكنها تحرص على ان يكون تمثيلها في الحكومة بشكل لائق، باعتبار ان النّاس سلمت القوات أمانة لا يمكن التفريط بها.
وخلافاً للمعلومات التي ذكرت بأن اللقاء الباريسي بين الحريري ورئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل، كان جيداً وايجابياً كشف مصدر وزاري سابق ان اللقاء كان سيئاً بالنسبة لمسألة تأليف الحكومة، وان باسيل رفض إعطاء أي حصة وزارية وازنة للقوات، كاشفاً بأن الرئيس المكلف يحاول تجنّب مواجهة مع رئيس الجمهورية الذي يتهمه «بالتباطؤ»، وان الفرنسيين يضغطون في اتجاه تأليف الحكومة، غير ان هذا الضغط لم يعط بعد مفاعيله امام العوامل الداخلية والخارجية التي تحول دون ولادة الحكومة حتى الساعة.
وأكّد المصدر ان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون يرفض تحديد أي موعد لزيارته لبنان قبل تأليف الحكومة العتيدة، على اعتبار انه سيوقع مع لبنان مجموعة عقود تربوية وإنمائية.
«توربو» الحريري
وقبل ان يباشر الحريري تشغيل محركات التأليف، التي شاء ان يصفها بـ«التوربو»، والتي هي عبارة عن محركات نفاثة تستخدم عادة للطائرات، أطلق مجموعة مواقف،على هامش مشاركته في مأدبة غداء أقامها على شرفه في «الزيتونة باي» المنسق العام لمؤتمر انماء بيروت النائب السابق محمّد قباني، الذي أراد من خلال المأدبة ان يجمع نواب بيروت القدامى والجدد للتأكيد على ان بيروت واحدة، ولو وضع قانون الانتخاب خط تماس بين دائرة أولى ودائرة ثانية، ووضع النواب في جو نشاط مؤتمر بيروت، داعياً اياهم للمساهمة فيها.
وأوضح هؤلاء النواب، ان أي حديث لم يجر حول تأليف الحكومة، لكن الحريري ردّ امام الصحافيين على اتهام الرئيس برّي بالبطء، بأنه فاتح «التوربو» لكي يُشكّل الحكومة بأسرع وقت ممكن، مكرراً تفاؤله بأنه يستطيع خلال أيام ان يُنجز كل هذه الأمور، نافياً وجود عقد خارجية واصفاً العقد الداخلي بأنها قابلة للحل.
وجدّد التأكيد بأن الحكومة ستشكل من 30 وزيراً يجب ان يمثلوا أكبر عدد من الكتل السياسية الأساسية، لافتاً النظر إلى ان المفاوضات تبدأ عادة بسقف عال، ومن ثم تجري مفاوضات أخرى لتخفيض هذا السقف، نافياً وجود «فيتو» على احد، داعياً إلى أخذ الأمور بإيجابية، خاتماً بأنه على ثقة بأن «الجميع متعاون».
وليلاً، توجه الحريري إلى الأردن، في زيارة خاصة لبضع ساعات للمشاركة في حفل قران اخيه نورالنعيمي، من الزوجة الأولى لوالده الشهيد العراقية الأصل نضال البستاني التي اقترنت برجل أعمال اردني من آل النعيمي ولها منه ثلاثة أولاد.
ميركل في بيروت
وكان الحريري في استقبال المستشارة الالمانية انجيلا ميركل لدى وصولها إلى مطار بيروت بعيد السادسة مساءً، آتية من الأردن، وصحبها بسيارة واحدة إلى السراي الحكومي، حيث أقيم لها استقبال رسمي، اعقبه محادثات تناولت آخر المستجدات في لبنان والمنطقة وسبل تفعيل العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات.
وبعد المحادثات دونت المستشارة ميركل كلمة في سجل الشرف، ثم خرجت مع الحريري إلى شرفة السراي حيث اطلعها على معالم العاصمة، وقدم لها حقيبة يد من صناعة Sarah`s Bag هدية تذكارية لمناسبة زيارتها لبنان، وهو كان سبق ان اهداها سجادة من صناعة نساء عرسال وانتاج «امنية» لدى لقائه بها في برلين العام الماضي.
وبعد ذلك، أقام الحريري على شرف المستشارة ميركل عشاء عمل في السراي، استكملت فيه المحادثات والتي شارك بها أعضاء الوفدين اللبناني والالماني.
وكشفت مصادر المجتمعين ان المحادثات تركزت على برنامج الاستثمار في البنى التحتية، وفق المشاريع المنبثقة عن مؤتمر «سيدر» والاصلاحات التي يجب ان تواكبها وطلب الحريري تشجيع القطاع الخاص الالماني للمشاركة في البرنامج، علماً ان وفداً كبيراً من رجال الأعمال الالمان يرافق ميركل في الزيارة، وسيعقد اليوم ندوة في السراي لشرح القطاعات التي يمكن الاستثمار فيها.
وتم التطرق إلى موضوع النازحين السوريين بلبنان، وتداعياته على لبنان وان لبنان لا يرى حلاً لهذه المشكلة الا بعودتهم الى سوريا.
ولكن كيف ستتحقق هذه العودة؟ هذا موضوع نقاش بين المجتمع الدولي، ثم الحديث على توسيع المساعدات الدولية ومنها الالمانية على المجتمعات المضيفة للاجئين ومن بينها لبنان لتحمل أعباء النزوح السوري. ثم الحديث على ضرورة دعم برامج استهداف الفقر، تنفيذ مشاريع تنموية، دعم التعليم التقني وكل المشاريع التي تخلق فرص عمل.
وعلم أيضاً ان الرئيس الحريري والمستشارة ميركل توافقاً في وجهات النظر على أن الوضع الإقليمي خطير، وهذا يتطلب المزيد من تماسك اللبنانيين للحفاظ  على الاستقرار، وبالتالي أكدت ميركل حرص المانيا على دعم لبنان في كافة المجالات.
يذكر ان زيارة ميركل أتت بناء على دعوة وجهها الرئيس الحريري في العام 2017  أثناء زيارته لألمانيا.
ومن  المقرر أن تزور ميركل قبل ظهر اليوم الرئيس برّي ثم تشارك المستشارة ميركل مع الرئيس الحريري في ندوة مشتركة بين رجال الأعمال اللبنانيين والالمان في السراي الحكومي، تعقد بعده ميركل والحريري مؤتمراً صحفياً مشتركاً ، ويلي ذلك غداء على شرف المستشارة ميركل في السراي الحكومي، تنتقل بعده إلى لقاء رئيس الجمهورية في القصر الجمهوري في بعبدا، قبل أن تغادر لبنان عصرا.
أمن البقاع
وعلى صعيد الوضع  الأمني في البقاع، باشرت وحدات من الجيش اللبناني، ابتداء من ساعات الفجر الأولى أمس تسيير دوريات وإقامة حواجز متنقلة داخل مدينة بعلبك ووسط سوقها التجاري وضمن محيط منتزهات رأس العين، بهدف حفظ الأمن في المدينة وضواحيها.
وفي تقدير مصادر مطلعة أن تحريك وحدات الجيش في بعلبك، خارج نطاق الخطة  الأمنية التي يجري الحديث عنها، وان ساع الصفر لبدء تنفيذ الخطة، ليس معروفاً، الا حين يعود قائد الجيش العماد جوزف عون من زيارته المقررة إلى واشنطن غداً السبت.
وكانت الاشتباكات بين آل جعفر وآل الجمل قد هدأت أمس بعد 4 ليال، وعلى اثر مبادرة من عشائر جبل اكروم وفنيدق في عكار مع عشائر أخرى في الهرمل، إجمعوا جميعاً في بلدة القصر البقاعية، حيث اتفق على إتمام مصالحة بين العائلتين المتصارعتين وفق شروط آل جعفر بضرورة تسليم القاتل إلى لجنة سباعية بين أعضائها النائبان حسين الحاج حسن وايهاب حمادة من «حزب الله».
ويفترض بهذه اللجنة بأن تتسلم القاتل بعد تسلم من آل الجمل، وبعدها يسلم إلى الدولة.

البناء
بولتون إلى موسكو تمهيداً لقمة ترامب بوتين… والجنوب السوري بين التسوية والحسم
ميركل في بيروت: المال مقابل «النازحون رهائن حتى الانتخابات السورية… وأمن أوروبا»
«توربو الحريري» يتّجه لعرض صيغة حكومية الإثنين في بعبدا… حصة الرئيس للتسويات

«الحُدَيْدة حرّة بيد أحرار اليمن»، كما قالها قادة أنصار الله وعلى رأسهم الناطق الرمسي محمد عبد السلام والناطق بلسان الجيش اليمني العميد شرف لقمان في تكذيب المزاعم السعودية الإماراتية، باتت حقيقة موثقة بالفيديو والصورة. بينما فشلت قناتا «العربية» و»سكاي نيوز عربية» ببث الشريط الذي وعدتا به منذ الصباح عن انتشار القوات المدعومة من التحالف السعودي الإماراتي في مطار الحُدَيْدة.
في سورية تحرّكات في الاتجاه ذاته، عبر تقدّم بطيء وعلى نار متوسطة للجيش السوري للفصل بين محاور الاشتباك المقبل ضمن خطة الحسم العسكري لجنوب سورية، وتقسيم مناطق المواجهة إلى قطاعات معزولة عن بعضها، بينما لا جديد عن مساعي التفاوض التي تقودها روسيا تحت عنوان تسوية الجنوب، بعدما باتت التفاصيل تحت بند الانتظار حيث الوضع في سورية ومستقبل الحلّ السياسي، هو الملف الأبرز للقمة المرتقبة بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترامب، وصار انعقادها موضوعاً رسمياً سيسافر مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون إلى موسكو الأسبوع المقبل، وفقاً لبيان عن البيت الأبيض تحضيراً لأعمال القمة، التي ستتوزّعها ملفات عديدة، يتقدّمها الوضعان السوري والكوري، مع نصيب لا بأس به لكلّ من الملف الإيراني والملف الأوكراني، كما قالت مصادر إعلامية روسية.
خلال سنتين مقبلتين لن تكون المقدّمات اللازمة لإجراء الانتخابات فوق دستور جديد في سورية قد توفرت، كما تقول وسائل إعلام ألمانية تواكب زيارة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى لبنان والأردن تحت شعار ملف النازحين السوريين، ومعادلة الانتخابات الحرة في سورية، وفقاً للمقاييس الأوروبية صارت هي الشرط لدعم عودة النازحين. وربما يكون هذا حق لأوروبا أو لسواها إذا كان الحديث عن شروط دعم العودة، لكن ما تقوله مصادر دبلوماسية لبنانية هو أنّ ما سمعه اللبنانيون من محدثيهم الأمميّين والأوروبيّين في مؤتمر بروكسل يتجاوز الحديث عن دعم العودة إلى التدخل لمنع العودة بغير الشروط الأوروبية عبر رهن المساعدات للبنان بقبوله الشروط الأوروبية، مضافاً إليها تعهّد لبنان بمنع تسرّب النازحين إلى أوروبا، وفق معادلة تسمّيها مفوضية اللاجئين دمج النازحين أو التوطين المؤقت. وهو ما يخشى لبنان أن يكون المهمة التي جاءت لأجلها المستشارة الألمانية، وفق معادلة، المال مقابل تعهّد لبناني بعرقلة عودة النازحين السوريين إلى بلدهم خارج قرار أوروبي أممي بالعودة، مضمونه ضمان المشاركة الانتخابية الأولى في الحلّ السياسي للنازحين في أماكن النزوح لضمان التأثير على تصويتهم السياسي، وضمان عدم تأثيرهم على جدار الأمن الأوروبي بطرق بابه كلاجئين، كما قال مصدر سياسي متابع للزيارة.
ميركل ستلتقي رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس المجلس النيابي نبيه بري المتفقين على رؤية موحّدة لقضية الناحين عنوانها تسهيل العودة إلى المناطق السورية الآمنة بالتعاون مع الدولة السورية، كما ستلتقي رئيس الحكومة سعد الحريري المشارك بالرؤية التي تدعمها ميركل، بينما تتوقع مصادر متابعة نهاية الزيارة بربط نزاع بين الرؤيتين وبعض المساعدات للبنان.
تبقى قضية تشكيل الحكومة العنوان الأول للأحداث اللبنانية، حيث أوحى الرئيس المكلف سعد الحريري عزمه عرض تشكيلة أولية على رئيس الجمهورية توقعت مصادر على صلة بالمشاورات التي أجراها مع كلّ من حركة أمل والقوات اللبنانية وتيار المردة والحزب التقدمي الإشتراكي أن تكون في زيارة يقوم بها الحريري يوم الإثنين إلى بعبدا.
ووفقاً للمصادر تدور رؤية الحريري، بعد إعلانه عن تشغيل «التوربو»، حول استخدام حصة رئيس الجمهورية في الحكومة للتسويات، فتتكوّن من درزي وسني ومسيحي من الذين لا يرضى الحريري وحلفاؤه بتمثيلهم ويحظى تمثيلهم برضا رئيس الجمهورية، مقابل أربعة وزراء للقوات اللبنانية بينهم نائب رئيس الحكومة، وثلاثة للاشتراكي بينهم وزير مسيحي، وستة للمستقبل ورئيس الحكومة بينهم وزير مسيحي هو مستشاره غطاس خوري، وستة لثنائي حركة أمل وحزب الله بينهم وزير المال، ووزير للمردة، وستة وزراء للتيار الوطني الحر بينهم وزير الخارجية، ووزير مسيحي يتفق عليه الرئيسان يرجّح أن يكون أرمنياً.
بري أرجأ إجازته لمواكبة الأجواء الإيجابية
فور عودته الى بيروت أعاد الرئيس المكلف سعد الحريري تحريك عجلة تأليف الحكومة وتفعيل قنوات التواصل على المحاور والخطوط كافة بعد توقفها لأكثر من أسبوع في محاولة من الحريري لجس نبض الأطراف واستطلاع سقف مطالبها وهوامش تنازلها، قبيل وضع اللمسات الأخيرة على المسودة التي كانت مدار بحث بين الحريري والوزير جبران باسيل في باريس، على أن يزور الرئيس المكلف بعبدا اليوم لعرض تشكيلته الأولى على رئيس الجمهورية.
والتقى الحريري في بيت الوسط على التوالي ممثلي القوى السياسية، وزير المال في حكومة تصريف الأعمال علي حسن خليل ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية في بيت الوسط، بحضور الوزيرين يوسف فنيانوس وغطاس خوري، ووزير الإعلام ملحم الرياشي وعضو اللقاء الديموقراطي النائب وائل أبو فاعور.
أفادت المعلومات أن الحريري كان مستمعاً ولم يدخل في تفاصيل الحصص والحقائب، وعلمت «البناء» أن الأجواء الإيجابية التي استجدّت منذ لقاء باريس بين الحريري وباسيل والمشاورات التي أجراها الحريري أمس، استدعت من رئيس المجلس النيابي نبيه بري إرجاء إجازته العائلية إلى الخارج لأيام والبقاء في لبنان لمواكبة عملية التأليف وتقديم التسهيلات والمساعدة في تذليل العقد إذا استدعت الحاجة. وأشارت مصادر «البناء» الى أن «كافة القنوات فُتحت، وفي حال تطوّرت الأجواء الإيجابية ونجحت المشاورات في تخطّي بعض العقد من الممكن أن نشهد حكومة خلال الأسبوع المقبل». ولفتت الى أن «التطوّرات الإقليمية الخطيرة والتحديات الداخلية لجهة تفاقم الوضع الاقتصادي ومخاطر الوضع المالي التي نقلها حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى جانب تطور الوضع الأمني في البقاع، دفع جميع الأطراف الى الشعور بالمسؤولية وخفض سقوفهم الحكومية». وأفادت مصادر الرئيس بري لـ«البناء» الى أنه تبلغ مؤشرات إيجابية حول مسار التأليف من الحريري عبر الوزير خليل، موضحة أن كلام بري حول البطء في عملية التشكيل هدفه حثّ الحريري لمحاورة الأطراف والإسراع في التأليف».
.
وردّ الحريري على من يتّهمونه بالتباطؤ والمماطلة، فقال «أنا لا أسير ببطء فقد فتحت «التيربو» وأتشاور مع كل السياسيين»، موضحاً أنّ «لا عقد خارجية في تأليف الحكومة بل داخلية، وكل الأمور قابلة للحلّ»، وأضاف «نحن نتشاور مع كل الفرقاء السياسيين وسنجمع كل الناس. وهذا واجبي».
ويبدو من سطور كلام الحريري في رده على سؤال حول تمثيل سنة المقاومة في الحكومة أنه لا يرفض الأمر بالمطلق. ورأت مصادر مراقبة في موقفه تنازلاً لمعارضيه في الطائفة السنية مقابل التنازل الذي أبداه التيار الوطني الحر لشريكه في الساحة المسيحية القوات اللبنانية حيال الحقيبة السيادية، وذلك بعد لقاء الحريري باسيل في باريس.
وجدّدت مصادر 8 آذار إصرار الثنائي الشيعي والحلفاء على تمثيل حلفائه لا سيما الحزب السوري القومي الاجتماعي والنواب السنّة خارج تيار المستقبل بوزيرين على الأقل، أحدهما مَن يتفق عليه النواب السنة الستة المعروفين بحلفاء المقاومة، وربما يكون فيصل كرامي أو عبد الرحيم مراد، والثاني لمن يسمّيه الرئيس نجيب ميقاتي. وتساءلت المصادر: هؤلاء يمثلون أكثر من ثلث النواب السنة في المجلس النيابي وبالتالي لا يستطيع الحريري الهروب من تمثيلهم، وإلا لماذا يصرّ على تمثيل القوات اللبنانية بـ 5 وزراء ولا تملك ثلث النواب المسيحيين؟
ووفق معلومات «البناء» أن أحد الحلول للعقدة الدرزية هو توزير شخصية درزية غير النائب طلال أرسلان تحظى بموافقة الأخير، ولا تكون مستفزة لرئيس اللقاء الديموقراطي وليد جنبلاط. كما علمت «البناء» أن شبه اتفاق تمّ بين الرئيس المكلف والقوات اللبنانية والتيار الوطني الحر على أن تكون حصة القوات 4 وزراء بينها وزارة العدل على أن ينال تكتل لبنان القوي 7 وزراء و3 للرئيس عون. وأشارت مصادر «التيار» لـ«البناء» الى أن «التيار لا يرفض إسناد وزارة أساسية للقوات كالعدل أو ما يوازيها، لكن لن نقبل أن توازي حصتنا حصة القوات للفارق الكبير في عدد النواب. وبالتالي على القوات أن تعرف حجمها»، ولفتت الى أن «وزارتي الخارجية والطاقة والمياه من حصة التيار». وعلمت «البناء» أن وزارة الصحة محسومة لحزب الله على أن ينال الحزب الاشتراكي وزارة الأشغال للنائب وائل أبو فاعور. فيما يتكتّم الرئيس بري حتى الآن عن الوزراء الذين سيمثلون حركة أمل في الحكومة بانتظار نوعية الحقائب التي ستمنح للحركة». وعقد لقاء أمس، بين الوزير السابق سليمان فرنجية والمعاون السياسي للأمين العام لحزب الله حسين الخليل.
وتوجّه الرئيس المكلف مساء أمس، إلى الأردن ، في زيارة خاصة لبضع ساعات، للمشاركة في حفل قران أخيه نور النعيمي، يعود بعدها إلى بيروت .
عون: مستعدّ للتسهيل
ونقل زوار الرئيس عون عنه لـ «البناء» تفاؤله بولادة الحكومة مبدياً ارتياحه لعودة المشاورات مع عودة الرئيس المكلف الى بيروت، مشدداً على ضرورة أن يكون للبنان حكومة تواجه التحديات الجمة التي تواجهه في الداخل والخارج. ولفت عون الى أنه «مستعدّ لتقديم كافة التسهيلات لتأليف الحكومة ولو تطلب الأمر أن يكون لديه وزراء سنة ودروز، لأنه يمثل كل اللبنانيين وليس طائفة بذاتها».
ونفت مصادر وزارية وقانونية مقربة من بعبدا لـ«البناء» أن يكون رئيس الجمهورية قد قيّد الرئيس المكلف بمهلة للتأليف. وأشارت الى أن «مسألة التأليف خاضعة للتشاور بين رئيسي الجمهورية والحكومة وغير مقيدة بمهل في الدستور. وبالتالي لا يملك رئيس الجمهورية صلاحية تقييد رئيس الحكومة بهذا الأمر، بل يستطيع حث الرئيس المكلف أو الضغط عليه من خلال المجلس النيابي ودفعه للاعتكاف والدعوة الى إجراء استشارات نيابية جديدة»، مذكرة بتأليف الحكومات في السابق، حيث استغرق الرئيس تمام سلام حوالي ثمانية شهور لتأليف حكومته، وكذلك الرئيسين ميقاتي والحريري، وأيدت المصادر كلام رئيس المجلس عن ثغرات في الدستور في مسألة المهل وغيرها من المسائل التي تتعلق بصلاحيات رئيس الجمهورية مقابل صلاحية رئيس الحكومة والوزير لجهة تنفيذ المراسيم، ودعت الى حوار هادئ حول هذه الثغرات في الدستور وإجراء تعديلات لا تمسّ بجوهر الطائف ولا تسبّب أزمات سياسية أو طائفية.
ميركل للبنان: أموال مقابل إبقاء النازحين
في غضون ذلك، وصلت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل الى بيروت مساء أمس، واستهلّت زيارتها بمشاورات مع الحريري تناولت آخر المستجدات في لبنان والمنطقة وسبل تفعيل العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات، لا سيما على الصعيد الاقتصادي والتبادل التجاري. غير أن هدف الزيارة بحسب مطلعين البحث مع الحكومة اللبنانية بأزمة النازحين السوريين بعد تصعيد الخارجية اللبنانية والتحضيرات للبدء بإعادة قسم من النازحين الى سورية. وإذ من المتوقع أن تلتقي ميركل اليوم الرئيسين عون وبري. أشارت مصادر وزارية لـ«البناء» الى أن ميركل ستعرض على الحكومة المزيد من المساعدات المالية للبنان مقابل إبقاء النازحين على أراضيه، لكن أوساط بعبدا لفتت لـ«البناء» أن عون سيبلغ ميركل اليوم بأن لبنان اتخذ قرار إعادة النازحين الى سورية بأي ثمن، ولن يتراجع، وسيعرض عليها خطة تقضي بإعادة النازحين الى سورية ومنحهم المساعدات المالية تحت رعاية الأمم المتحدة. الأمر الذي يخفف العبء الاقتصادي عن لبنان والمالي عن الأمم المتحدة ويزيل الخطر عن أوروبا». وشدّدت الأوساط على أن «ملف النزوح سيكون أول ملف سيطرح على طاولة مجلس الوزراء المقبل نظراً لتداعياته الأمنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية المخيفة».
الجيش يعزز إجراءته في البقاع
على صعيد آخر، وبعد الصرخة التي أطلقها الرئيس بري والمعلومات الخطيرة التي كشفها النائب جميل السيد، شهدت مدينة بعلبك وضواحيها إجراءات أمنية غير تقليدية نفذها الجيش اللبناني وسط معلومات عن التحضير للخطة الأمنية التي سينفذها الجيش والقوى الأمنية في مناطق البقاع.
وأكد قائد الجيش العماد جوزيف عون أمس، خلال جولة على مركز للجيش في عرسال أن «الجيش كان وسيبقى إلى جانب أهل بعلبك الهرمل والبقاع وسيكون سنداً لهم للوصول إلى تحقيق الأمان الكامل وترسيخ شروط الحياة الطبيعية المنتظمة بشكل دائم».

Please follow and like us: