الشهيد الرئيس إبراهيم الحمدي الذي كان حكمه لليمن من أزهى العصور في تاريخ اليمن الحديث وكان أعدل حكام اليمن آنذاك وأكثر إخلاصاً وحباً لوطنه وشعبه، لم يكن يخضع لأطماع حكام الخليج وجشعهم، حيث كان مشروعه هو بناء وطن خالٍ من فساد وأطماع الخارج وخالٍ من تدخل الغزاة، وكان لا يسمح أبداً أن يتدخل حكام وعملاء الخليج في شؤون البلد الداخلية.
نهض النشاط الإقتصادي في عهد الرئيس الحمدي وكان الريال اليمني تعادل ريال وربع سعودي أي أن العملة اليمنية آنذاك كانت قوية ومزدهرة وازدهر النشاط الإقتصادي في حكمه ، وهو الذي صحح مسار ثورة 26 سبتمبر وكان مشروعه الأساسي هو تحقيق الوحدة اليمنية بين الشمال والجنوب وفي الأساس كانت الوحدة اليمنية يجب أن تتحقق في عهد الرئيس الحمدي.
كان الرئيس الحمدي قد إتفق مع رئيس عدن ; سالم رُبيِّع علي أن يحققا الوحدة اليمنية، وكانت على وشك أن تنفذا الإتفاق. إلا أن السعودية جنت جنونها وقامت بتخطيط مؤامرة قتل الرئيس الشهيد الحمدي لإفشال مشروع الوحدة اليمنية. فحشدت مرتزقتها وعملائها ونفذوا هذه المؤامرة الخبيثة وقاموا بإغتيال الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي وأخيه الشهيد عبد الله الحمدي.
نأتي إلى ثاني أفضل رئيس يمني، كان محباً ومخلصاً ووفياً لوطنه وشعبه، فأحبه شعبه وهو الرئيس الشهيد صالح الصماد. كان الرئيس الصماد قد اتخذ نهج الرئيس الحمدي، ليحقق مشروع بناء الوطن، الذي كان يفترض أن ينجز في عهد الرئيس الحمدي، ولكنها مؤامرات العدو الخبيثة الرجيمة عرقلته.
إن عهد الرئيس الصماد من أفضل وأزهى عصور الحكم في تاريخ اليمن المعاصر. رغم حرب العدوان الأمريكي ـ السعودي ـ الإماراتي التي شنت في زمنه. إلا أنه إستطاع أن يجتاز خطوط النار وأن يتخذ مشروع "يد تحمي ويد تبني"، وأن يتحدى كل الصعاب، والسير على خطى الرئيس الشهيد الحمدي.
كانت خطة العدو تآمرية، مثل أجداده السلف تماماً، حيث عمد إلى اغتيال الرئيس الشهيد الصماد مباشرة، بثلاث غارات إستهدفته ورفاقه فاستشهدوا، وهم يؤدون واجبهم الوطني والديني في محافظة الحديدة على الساحل الغربي لليمن.
هكذا هم العظماء الذين يريدون لأوطانهم أن تنعم في ازدهار وأن لا تتدخل أطماع الأعداء في شؤون الحكم لبلد مستقل وذات سيادة وقانون. وهكذا يسعى الأعداء في النيل من هؤلاء الرؤساء الأخيار الذين إزدهر حكمهم وازدهر وطنهم بفضل مشروعهم الذي يريدون تحقيقه لوطنهم وشعبهم. ولذلك، يسعى العدو الخارجي أن يولي مرتزقته في الداخل أن يحكموا البلاد ويعثوا في الأرض فساداً.
كان الرئيس الصماد والرئيس الحمدي من أعدل وأنزه حكام اليمن، ومشروعهما كلاهما نفس المشروع وهو تحقيق الوحدة اليمنية و بناء وطن خالٍ من الفساد والمفسدين ووطن يزدهر ويؤمن الجميع بحضارته بأصالته بشموخه بثباته بتحديه لقوى الغزو والإحتلال.
زينب إبراهيم الديلمي، صحفية وكاتبة عربية من اليمن
23 أوكتوبر/ تشرين الأول، 2018