أصدر "المرصد المغربي لمناهضة التطبيع" بياناً لفت فيه إلى مخاطر مشاركة جنود من جيش العدو "الإسرائيلي"، في مهرجان موسيقي مغربي، سيفتتح في مدينة الصويرة، في نهاية الشهر الجاري. وكان سبق لـ"مجموعة المقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل بالمغرب" أن وجهت رسالة اعتراض إلى رئيس المهرجان، على مشاركة جنود العدو في فعالياته.
وقال بيان المرصد : إن التطبيع مع العدو الصهيوني يطفو من جديد على الواجهة من بوابة الموسيقى عبر جمعية الصويرة موكادور التي تشرف على تنظيم مهرجان “الأندلسيات الأطلسية”. وكشف عن أن في الدورة 15 لـ"مهرجان الأندلسيات الأطلسية" الذي سيقام في مدينة الصويرة عند نهاية شهر أكتوبر/ تشرن الأول الجاري، سيكون "هناك على الأقل 3 ثلاثة مشاركين" من الكيان الصهيوني الغاصب. وحذر بيان المرصد من "أن المغرب أصبح يعيش على وقع التسيب لاسيما بعد ظهور عدد من الضباط الإسرائيليين الذي ينتحلون صفة مرشدين سياحيين فيه" .
أما رسالة "الحملة المغربية من أجل المقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل بالمغرب"، فقد خاطبت مدير "مهرجان الأندلسيات الأطلسية" نفسه، وجاء فيها :
نحن "مجموعة المقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل بالمغرب" / MACBI، وهي جزء من "حركة مقاطعة وسحب الاستثمار ومحاسبة إسرائيل بالمغرب" / BDS، "نرى من واجبنا إبلاغكم ما يلي : مرة أخرى تدعون مغنـين من إسرائيل إلى مهرجانكم، لكنكم تجاوزتم في هذه الدورة كل الحدود!
فبدعوتكم لفرقة أندلوسيوس، تأتون بموسيقيين شباب بقيادة إيلاد ليفي. لقد أنهى هؤلاء الأشخاص خدمتهم العسكرية، التى دامت ثلاث سنوات، وها هم اليوم جنود احتياط، يؤدون خدمتهم العسكرية كل سنة ويحملون السلاح في وجه الشعب الفلسطيني. ومن السهل على المرء أن يرى أن تلك الأيادى، التي تستطيع صنع الأنغام العجيبة من الآلات الموسيقية، هي أيادٍ ملطخة بدماء الشهداء…
لا يمكننا نسيان أن سكان غزة يعانون حالياً حصاراً لا نهاية له، يحرمهم من جل الحقوق الحيوية، وأن الشباب الذين يشاركون في مسيرة العودة الكبرى يقتلون بالعشرات، وتبتر أعضاء المئات منهم، ويجرحون جروحاً بليغة بالرصاص المتجول الذى يرميه قناصة جيش الاحتلال.
من أعطى شرعية الدخول إلى بلادنا لهؤلاء الموسيقيين من احتياطيي جيش الاحتلال ؟ هل صرحوا بمساندتهم للحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطينى ؟ هل قبلوا بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى بلادهم، كما اعترف به المجتمع الدولي منذ سبعين سنة في القرار الأممي رقم 194 ؟ هل رفضوا الخدمة العسكرية في جيش الاحتلال ؟ وبالتالي، هل يمكن لهذا الكلام الفارغ حول قدرة الفنانين أكثر من الساسة على تقارب الشعوب أن يخدع الناس ؟
هؤلاء الموسيقيون إنما يجسدون سياسة إسرائيل التي طالما ادعت الرغبة في السلام مع الفلسطينيين، فيما هي تقوم بارتكاب المجازر بحقهم ونهب ممتلكاتهم والتنكر لحقوقهم الوطنية ولحقهم في العودة إلى وطنهم. فأي سلام تقترحه إسرائيل بعد أن شرّع الكنيست نظام الأبارتهايد والتطهيرالعرقي ؟
إنها، مرة أخرى، محاولة لتخدير الرأي العام، هدفها تنظيم لقاء بين موسيقيين من دولة الاحتلال الإسرائيلي وموسيقيين مغاربة، ضداً على إرادة المجتمعيْن المدنيّيْن الفلسطيني والمغربي، اللذين يدعوان إلى عدم المساهمة مع إسرائيليين في أي مهرجان فنى لا يهدف إلى الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني. وما عدا هذا، فإن المساهمة مع إسرائيليين تصبح مجرد عملية تطبيع لا تحتمل. لذلك ندعوكم، باسم قيم العدالة، أن تقوموا بإلغاء حضور فرقة أندلوسيوس في مهرجان الصويرة".
ولم يصدر الحزب "الإخواني" الذي يسيطر على الحكومة المغربية، والمقرب من تركيا، أي بيان رسمي يوضح موقفه من هذا الأمر. ويقول عمر أومدي وهو طالب في كلية الصحافة، لموقع نون بوست: إن المتأمل في تجربة حزب العدالة والتنمية، سيجد أنه اختار الارتماء في حضن السلطة والتفاني في تقديم الولاء لها، وقد تزعم الحكومة دون ممارسة الحكم، ليكتشف في الأخير أنه لم يكن سوى بطل أو "كومبارس" مرحلةٍ مضت.
مركز الحقول للدراسات والنشر
الإثنين، 22 أكتوبر/ تشرين الأول، 2018