يتابع فريق فرنسي مختص في التنقيب الأثري تحديد أبعاد المسجد الفاطمي الكبير في مدينة صور، الذي دمره الفرنجة الصليبيون في القرن الثاني عشر. ويعمل أفراد الفريق الذين أوفدتهم جامعات فرنسية، في البحث والتنقيب في موقع آثار صو،ر بالتعاون مع المديرية العامة للآثار في لبنان.
وفي الموقع الأثري المعروف بالكاتدرائية الصليبية، في صور تستكمل البعثة عملها حيث يقوم الفريق بتحديد أبعاد الجامع الكبير الذي يعود لعصر الدولة الفاطمية، والذي كان اكتشف سابقا، وتحاول البعثة معرفة مدى حجم امتداده أسفل الكاتدرائية الصليبية، التي بنيت فوقه، بعد استيلاء الفرنجة على المدينة في العام 1124 م.، وقد تم توثيق بعض أجزاء المسجد مثل أحواض الوضوء وبعض الجدران الخارجية التي تشير الى حجمه الكبير الذي ربما أعطاه اسماه.
وخلال العام الجاري قام هذا الفريق البحثي بتوثيق وتنقيب حمام بخاري يعود للعصر الروماني. وهذا الحمام بقي مستخدما لأكثر من خمسة قرون، وذلك حتى خلال الفترة الاسلامية. وظهر في أعمال التنقيب موقع أفران الحرق، وتسخين المياه، وموقع وأحواض المياه الساخنة التي كان يستخدمها الزائرون، وهي مبنية من الطوب الأحمر العازل للحرارة، وهذا الحمام، كان جزءا من شبكة من الحمامات العامة والخاصة، والتي كانت تتوزعها المدينة وتتميز بها، وتعكس الرفاهية التي كانت تتمتع بها المدينة في الفترات التاريخية المختلفة.
وأكد مسؤول مكتب المديرية العامة للآثار في الجنوب الدكتور علي بدوي "أن عمل الفريق، سيستمر في العام المقبل، ضمن اتفاق مع المديرية العامة للآثار، وذلك لإعادة التدقيق في وظائف الأبنية المكتشفة سابقا، والفترات التاريخية التي تعود لها، ونوع النشاطات التي كان يقوم بها السكان من نشاطات صناعية ورياضية وترفيهية.
الوكالة الوطنية للإعلام، الخميس 25 تشرين الأول 2018