لفتت "الأخبار" إلى “التنازلات المتوازنة” بين أطراف المحاصصة الحكومية، "بعدما أفضت اللقاءات الباريسية بين الرئيس المكلف ووزير الخارجية إلى اتفاق نهائي على تأليف الحكومة في أسرع وقت". وقالت "اللواء" إن "الفريق الرئيسي الذي يمثله وزير الخارجية، قدم التسهيلات الممكنة التي يفترض ان تساعد في إخراج أزمة الحكومة من عنق الزجاجة". أما "البناء" فأكدت أن "التفاهم بين الرئيس سعد الحريري ووزير الخارجية جبران باسيل قد تمّ". وأشارت إلى أن "محراك التفاهمات هو الاطمئنان الذي تركه كلام السيد حسن نصرالله عن الحريري كخيار ثابت لرئاسة الحكومة، وعن باسيل كصديق وحليف موثوق". فهل "يحصل" المواطنون على حكومة جديدة قبل نهاية الأسبوع الحالي؟.
اللواء
الدخان الأبيض في سماء التأليف.. وموفد أميركي في بيروت
الحريري في عين التينة اليوم وغداً في بعبدا.. فهل تكون الحكومة نهاية الحسم؟
غلبت المؤشرات الإيجابية، على ما عداها، بانتظار ان يخرج الدخان الأبيض اليوم أو غداً من قصر بعبدا، وذلك بإطلاق عجلة العمل الحكومي، بعد إصدار المراسيم، والخروج من ثمانية أشهر من الدوران في الحلقات المفرغة. (بتعبير كتلة المستقبل)..
والاهم ما قاله الرئيس المكلف سعد الحريري امام اجتماع الكتلة، والذي توجَّه بحركة اتصالات مكثفة لوضعه موضع التنفيذ، من ان الفرصة هي الأخيرة للحسم، واتخاذ قرار بخرق جدار الأزمة وعدم السماح “بجعل موقع رئاسة الحكومة عُرضة للشلل والتعطيل والاستنزاف اليومي”.
فبعد الاجتماع المطوّل في بيت الوسط مع الوزير المفوض جبران باسيل مع ساعات المساء الأولى، تناول، بدعوة من وزير الثقافة غطاس خوري، طعام العشاء في الأشرفية، مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، بحضور السفير المصري في لبنان نزيه النجاري، في وقت كان النائب في اللقاء التشاوري فيصل كرامي يبلغ حلفاءه، سواء الرئيس نبيه برّي في عين التينة أو حزب الله ان اللقاء يوافق على ان يكون ممثله في الحكومة من حصة الرئيس ميشال عون.
على ان الخبر المفاجئ للاوساط المعنية بالتأليف تمثل بوصول مساعد وزير المالية الأميركي لشؤون الإرهاب مايشال بيلينغسلي، مساء أمس إلى بيروت على ان يلتقي كبار المسؤولين اللبنانيين بدءاً من اليوم.
وربطت مصادر دبلوماسية بين وصوله والمساعي الحثيثة لإنهاء تأليف الحكومة، مع وصول المسؤول الأميركي المكلف بتطبيق العقوبات المالية على حزب الله.
لكن مصدراً مطلعاً استبعد أي تأثير على جهود تأليف الحكومة، إنطلاقاً مِن ان ما كتب قد كتب، وان الرئيس المكلف سيزور عين التينة اليوم للقاء الرئيس برّي على ان يزور بعبدا غداً، إذا ما اكتملت الصورة على نحو أخير، لإصدار المراسيم، قبل نهاية فترة الحسم وسط معلومات عن حلحلة في تبادل الحقائب لا سيما في ما خص البيئة والصناعة.
حكومة خلال يومين؟
وإذا صدقت المعلومات في شأن اتفاق حكومي وضعت خطوطه العريضة بين الرئيس الحريري والوزير باسيل، في لقاء عصر أمس في “بيت الوسط”، وما زالت تفاصيله قيد الكتمان، فإن لبنان سيشهد خلال اليومين المقبلين ولادة الحكومة العتيدة، إذا لم تطرأ أية تطورات سلبية في اللحظات الأخيرة، على ما اعتاد عليه اللبنانيون من تجارب مريرة على مدى الشهور الثمانية الماضية.
وبحسب ما تسرب من معلومات حول اللقاء الأخير بين الحريري وباسيل، فإن الفريق الرئيسي الذي يمثله وزير الخارجية، قدم التسهيلات الممكنة التي يفترض ان تساعد في إخراج أزمة الحكومة من عنق الزجاجة، وهذا يعني ان الفريق الرئاسي تخلى عن الثلث المعطل، في مقابل حصوله على حقيبة البيئة، وان يكون ممثله نواب سُنة 8 آذار من حصة رئيس الجمهورية، ولكن من دون ان يُشارك في اجتماعات تكتل “لبنان القوي”، وهما النقطتان اللتان كان الرئيس الحريري ينتظر الرد عليهما من قِبل الوزير باسيل، خلال المداولات التي جرت بينهما في باريس، حيث استمهله رئيس التيار يومين للتشاور في شأنهما مع رئيس الجمهورية ميشال عون لرد الجواب عليه، وهو ما حصل عصراً.
وكان الملف الحكومي قد شهد أمس، حركة متسارعة، توزعت بين بعبدا و”بيت الوسط” وعين التينة وحارة حريك، وكان أبرزها زيارة باسيل إلى “بيت الوسط”، وعضو “اللقاء التشاوري” للنواب السُنَّة المستقلين فيصل كرامي للرئيس نبيه برّي في عين التينة، والذي أعقبه لقاء بعيد من الإعلام بين ممثلين “للقاء التشاوري” و”حزب الله” في حارة حريك، لحسم موضوع ممثّل “اللقاء” في الحكومة، في ضوء معلومات تحدثت عن مسعى من قِبل باسيل لإعادة تسويق ترشيح جواد عدره، قوبل بالرفض من قبل “حزب الله” و”اللقاء التشاوري”، فعاد باسيل إلى طرح اسم الزميل عثمان مجذوب وهو أحد الأسماء الثلاثة ليمثل “اللقاء التشاوري” في الحكومة، على ان يكون من حصة رئيس الجمهورية، ولكن من دون ان تكون له علاقة بتكتل “لبنان القوي”، الا انه لم يعرف بعد موقف الحريري من هذا الطرح، علماً ان رئيس الحكومة المكلف التقى مساءً رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط إلى مائدة عشاء في مطعم “كيللز” في الأشرفية، بحسب صورة نشرها وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال غطاس خوري على حسابه على “تويتر”، وجمعت الحريري وجنبلاط وعقيلته نورا في حضور النائب وائل أبو فاعور والسفير المصري في لبنان نزيه نجاري، وارفق خوري الصورة بعبارة: “عشاء أصدقاء”.
البناء
واشنطن تعترف بترنّح مؤتمر وارسو… وتتوقع استعادة الأسد كامل سورية في 2019
موسكو تلوّح بموقف حازم بوجه خطر التدخل العسكري الأميركي في فنزويلا
الحكومة غداً بعد حلّ الحريري لعقدة الحقائب وباسيل لتمثيل اللقاء التشاوري؟
واشنطن ليست في أحسن حال وهي تنسحب من سورية وأفغانستان، فمفعول منشطات وزير خارجيتها مايك بومبيو للحلفاء وحشدهم تحت شعار المواجهة مع إيران، لم يدم طويلاً، ومؤتمر وارسو الذي شكّل عنوان هذا الحشد يترنح باعتراف واشنطن، التي جددت التأكيد أمام حجم المقاطعة التي تواجه المؤتمر، بأنه ليس موجهاً ضد إيران، من دون أن ينعش ذلك نسب الحضور وصولاً لصدور موقف روسي يعتبر المؤتمر مصدراً للضرر ويدعو إلى إلغائه. وبالتوازي جاءت التقديرات التي وزعتها وكالة المخابرات الأميركية عن مستقبل سورية عام 2019 مصدراً لإحباط حلفاء واشنطن ودفعاً لهم للعودة إلى الهرولة نحو دمشق التي جاء بومبيو لفرملتها، وقد قال التقرير بوضوح إن عام 2019 سيشهد استعادة الجيش السوري والرئيس بشار الأسد كامل الجغرافيا السورية.
التركيز الأميركي على الحدائق الخلفية في أميركا اللاتينية من بوابة فنزويلا لم يحقق هو الآخر المرجو منه، فالانقلاب الذي رعته واشنطن لم ينجح رغم الدعم الدبلوماسي المرافق لحملة الاعتراف بالحكم الانقلابي، ونجح الرئيس الشرعي نيكولاس مادورو بامتصاص الصدمة الأولى، فتماسك حوله الجيش والقضاء والبيئة الشعبية الداعمة، بينما بدا الانقلاب بلا أفق، وبات مصدر تهديد بتبديد الاستقرار الأمني الداخلي لصالح أحد احتمالين لا شعبية لهما في أوساط الذين حملوا خوان غوايدو إلى البرلمان ورئاسته، خيار الحرب الأهلية وخيار الغزو الخارجي.
التقديرات الأميركية تبدو أقرب للاعتقاد بضعف الانقلاب وقدرات أصحابه على الصمود في حرب أهلية يشعلونها ما لم يتلقوا دعماً خارجياً عسكرياً وازناً، وهذا ما فضحته الأوراق التي حملها مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون وتسنى للصحافيين أن يقرأوا عليها ملاحظة تتحدّث عن إرسال خمسة آلاف جندي أميركي من المارينز إلى كولومبيا، كما أكده السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام الذي كشف عن تناول الرئيس دونالد ترامب بحماسة لخيار التدخل العسكري في فنزويلا في حوار بينهما، لم يخفف من هذه الحماسة رغم اعتراضات وتحذيرات غراهام، لكن الجديد الذي قد يلجم هذه المغامرة إضافة لما ستواجهه في فنزويلا وعموم أميركا اللاتينية، ظهور موقف روسي حازم وصل حد حديث وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف عن فعل كل ما يلزم لمنع وقوع هذا الخطر.
في لبنان تبدو الحكومة المتعثرة قريبة الولادة مع قرب اكتمال حملها في الشهر التاسع، بعدما أكدت مصادر مطلعة أن التفاهم بين الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة سعد الحريري ورئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية جبران باسيل قد تمّ على تولي الحريري حل عقدة الحقائب الوزارية وتوزيعها، مقابل تولي باسيل حل عقدة تمثيل اللقاء التشاوري، ويوم أمس شهد حراكاً على الجبهتين توّج بحسم الحريري ليلاً أمر مبادلة وزراتي البيئة والصناعة لحساب التيار الوطني الحر وحركة أمل بعد تفاهمه مع النائب السابق وليد جنبلاط على التخلي عن وزارة الصناعة، ترجمه عشاء جمعهما بمشاركة الوزيرين وائل أبو فاعور وغطاس خوري، بينما توّج الحراك في ملف تمثيل اللقاء التشاوري باجتماع ضمّ أعضاء اللقاء والمعاون السياسي للأمين العام لحزب الله الحاج حسين خليل بعد زيارة نهارية للوزير السابق فيصل كرامي لرئيس مجلس النواب نبيه بري، تكرّس خلالهما ترك اختيار أحد الأسماء من لائحة التسعة التي قدّمها اللقاء التشاوري والتي تضمّ أعضاءه إضافة إلى كل من حسن مراد وعثمان مجذوب وطه ناجي، لرئيس الجمهورية الذي سيتمثل اللقاء من حصته ويكون وزيره ممثلاً حصرياً له، يجتمع به دورياً، دون أن يحول ذلك دون مشاركته في بعض أو كل اجتماعات تكتل لبنان القوي أسوة بالوزراء الذين سيسميهم رئيس الجمهورية، وقيام الوزير بالتنسيق مع رئيس الجمهورية في القضايا المطروحة على مجلس الوزراء، ما يعني وفقاً للمصادر المطلعة تبلور الصورة بوضوح اليوم تمهيداً لظهورها رسمياً يوم غد.
الجديد الذي حرّك التفاهمات وفقاً للمصادر هو الاطمئنان الذي تركه كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله لدى كل من الرئيس الحريري والوزير باسيل، الأول لكونه خياراً ثابتاً لرئاسة الحكومة رغم التباينات، والثاني لكونه في مكانة لا تتأثر بالتمايزات العابرة كصديق وحليف موثوق، ما حدا بأحد النواب في قوى الثامن من آذار للقول “إنه شاكوش السيد”.
يبدو أنّ كلام رئيس الجمهورية العماد ميشال عون انه يريد حكومة قبل نهاية الشهر، قد يتحقق إذا صدقت تسريبات بيت الوسط والتيار الوطني الحر حيال الأجواء الإيجابية التي خيمت على لقاء الرئيس المكلف سعد الحريري ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل مساء امس، إذ أجمعت مصادر الرئيس المكلف والوزير باسيل على ان الامور ايجابية والحكومة ستبصر النور خلال يومين كحد أقصى.
وأكّد الرئيس المكلف سعد الحريري أن الحسم في موضوع تأليف الحكومة سلبا أو إيجابا سيكون هذا الاسبوع مؤكداً أن الأمور إيجابية وهو متفائل بحذر، رافضا التحدث عن خياراته في هذا المجال.
وقالت مصادر بيت الوسط لـ”البناء” إن الأمور إيجابية أكثر من أي وقت مضى، فالمفاوضات قطعت شوطاً كبيراً انطلاقا من المعلومات التي وصلتنا عن أن الرئيس العماد ميشال عون والوزير جبران باسيل سيقدمان التنازل المطلوب لجهة تمثيل اللقاء التشاوري من خارج حصة تكتل لبنان القوي، لافتة الى ان التفاهم انتهى حيال تأليف حكومة وفق صيغة الثلاث عشرات.
وشددت المصادر على أن الرئيس المكلف سيواصل اليوم لقاءاته مع المعنيين للبحث في الشق المتعلق بتوزيع بعض الحقائب من جراء إصرار الوزير جبران باسيل على الحصول على وزارة البيئة بدل الاعلام، مشيرة إلى أنّ الرئيس نبيه بري لم يمانع التخلي عن البيئة لكنه ربط ذلك بشرط الحصول على حقيبة أخرى كالثقافة أو الصناعة، وليس الإعلام التي لن يقبل بها أبداً، لافتة الى أنّ الرئيس الحريري سيزور الخميس الرئيس ميشال عون لوضعه في حصيلة المستجدات والتطورات الحكومية إذا بقيت الأمور على ايجابيتها.
وفي هذا السياق، أشارت معلومات “البناء” إلى أنّ رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط أبدى تجاوباً مع طرح الحريري تبديل الحقائب، بحيث تعطى وزارة الصناعة لحركة أمل على أن تسند وزارة الإعلام لوزير من اللقاء الديمقراطي إضافة الى وزارة التربية المتفق أنها من حصة الاشتراكي.
أمِل تكتل لبنان القوي ان تبصر الحكومة النور هذا الأسبوع، معتبراً أنّ العمل الساعي للولادة الحكومية ضمن مبادرة الوزير جبران باسيل يحترم صحة التمثيل والتنازلات المتبادلة وليس على حساب فريق واحد. وأكد التكتل بعد اجتماعه أنه في ظلّ هذه المعايير الواضحة يمكن للحكومة ان تبصر النور هذا الأسبوع.
وفي حال عدم تشكّل الحكومة هذا الأسبوع، لفت التكتل الى أنه سيكون له حديث آخر وموقف آخر الاسبوع المقبل، مشيراً الى أنّ “الرؤية ستتضح حينها حول نيات تعطيل تشكيل الحكومة”.
وبينما عقد مساء امس اجتماع بين اللقاء التشاوري وحزب الله لحسم موضوع ممثل اللقاء، كانت تردّدت معلومات انّ الوزير باسيل حمل الى بيت الوسط اسم عثمان مجذوب مستشار النائب فيصل كرامي ليمثل اللقاء التشاوري في الحكومة على أن يكون من حصة رئيس الجمهورية.
وكان عضو “اللقاء التشاوري” النائب فيصل كرامي قال بعد لقائه الرئيس نبيه بري “تفاءلوا بالخير تجدوه”، لافتاً الى انه نقل الى بري جوّ اللقاء التشاوري الذي يريد ممثّلاً حصراً عنه يمثّله ويصوّت معه”. وأضاف “لا مانع لدينا في أن يكون الوزير الممثل للقاء التشاوري من حصة الرئيس ميشال عون، وبطبيعة الحال هذا الوزير سيتعاون مع رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، لكن هذا شيء وأن يكون ممثلاً حصرياً للقاء التشاوري، شيء آخر”. وأعلن “انني أؤيد دعوة برّي لعقد جلسة تشريعية”.
الاخبار
“تنازلات متوازنة” تسرّع ولادة الحكومة
عقدة “التشاوري” إلى الحل ولمسات أخيرة على توزيع الحقائب
بعد طول انتظار، يبدو تشكيل الحكومة أقرب من أي وقت منذ تكليف الرئيس سعد الحريري بعد الانتخابات النيابية في حزيران الماضي. “التنازلات المتوازنة”، كما سمّـتها مصادر معنية بالتأليف، تعني أن تشكيل الحكومة بات “قريباً جداً”.
منسوب التفاؤل ارتفع أمس على وقع اللقاءات والاتصالات بين القوى السياسية، ولا سيّما الاجتماع المطوّل الذي عقده الحريري مع وزير الخارجية جبران باسيل في منزل الأول في وادي أبو جميل.
وبدا أن خلاصة اللقاءات الباريسية بين الرجلين، التي أفضت إلى اتفاق “نهائي” على تأليف الحكومة في أسرع وقت، أثمرت إسراعاً في حلحلة العقد، ولا سيّما قبول باسيل بتمثيل اللقاء التشاوري في الحكومة من حصة رئيس الجمهورية ميشال عون. وعلى ما يؤكّد أكثر من مصدر، فإن الأسماء المتداولة لا تزال ذاتها، بين حسن عبد الرحيم مراد وعثمان مجذوب وطه ناجي، مع ميل باسيل نحو مراد. فيما “يعود القرار الى رئيس الجمهورية” لاختيار واحد من الأسماء الثلاثة.
العقدة أمس كانت لا تزال في مشاركة ممثل “التشاوري” في اجتماعات تكتل “لبنان القوي”. وحتى ساعة متأخرة من الليل، كان الاجتماع بين أعضاء اللقاء التشاوري والمعاون السياسي للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، الحاج حسين الخليل، لا يزال مستمراً، في مسعىً لتسمية ممثّل عن اللقاء، والقبول بـ”الحل الوسط” الذي قبل به التيار الوطني الحرّ، وهو تمثيل اللقاء من حصّة رئيس الجمهورية، شرط مشاركة وزير اللقاء في اجتماعات “لبنان القوي”، مع التزامه التصويت وفق خيارات اللقاء التشاوري. وأعربت المصادر المعنية بالتأليف عن تفاؤلها بالقول: “اقل شي يمشي الحال”، وسألت: “كيف يكون ممثل اللقاء من حصة الرئيس ولا يكون معه؟ هذا امر طبيعي، على أن يكون للقاء رأيه وصوته”.
وقد دخل الرئيس نبيه بري على خط المشاورات، إذ “نصح” النائب فيصل كرامي الذي زاره أمس بتسهيل الاتفاق الحكومي وخفض سقف الشروط.
وفي مقابل شبه حلحلة عقدة تمثيل التشاوري، يعمل الحريري على إيجاد بديل من وزارة الإعلام، التي تتمسّك حركة أمل برفض الحصول عليها، وتعرض في المقابل الحصول على واحدة من ثلاث وزارات: البيئة (يتمسك بها باسيل)، الصناعة (يتمسك بها الحزب التقدمي الاشتراكي) والثقافة (تتمسّك بها القوات اللبنانية). ولأجل ذلك، التقى الحريري بعد اجتماعه باسيل، النائب السابق وليد جنبلاط بحضور النائب وائل أبو فاعور والوزير السابق غطاس خوري على العشاء. وفيما تؤكّد مصادر شاركت في العشاء لـ”الأخبار” أن “الحريري لم يطلب من جنبلاط أي شيء أمس”، قال أكثر من مصدر إن جنبلاط ليس في وارد التنازل عن وزارة الصناعة، وإنه يعتبر أن “تنازله عن المقعد الدرزي الثالث كان آخر التضحيات في سبيل تشكيل الحكومة”.
وبالتوازي، قالت مصادر وزارية إن الحريري لم يطرح على حزب القوات اللبنانية التنازل للرئيس نبيه بري عن وزارة الثقافة، لكن المصادر تؤكّد أن “القوات متمسكة بهذه الحقيبة، وهي قدّمت كل التنازلات اللازمة عندما تنازلت عن حقيبة العدل وعن مقعد وزاري خامس”. من جهتها، تؤكّد مصادر عين التينة، أن “الرئيس بري لا يتدخل في مفاوضات الحقائب، لا من قريب ولا من بعيد، بانتظار ما سيقوم به الحريري”، مع تأكيدها أن “بري ليس بوارد القبول بوزارة الإعلام”، فيما لم يتّضح بعد إن كان باسيل سيتراجع عن مطالبته بحقيبة البيئة.
وفي ما خصّ التمثيل الأرمني، وفي الوقت الذي سمّت فيه القوات اللبنانية ريشار كيومجيان وزيراً للشؤون الاجتماعية، يبدو أن حزب الطاشناق سيعود للمطالبة بتمثيله بحقيبة. وبحسب مصادر وزارية معنيّة بملفّ التأليف، الأرجح أن يُسمى كيومجيان وزير دولة، فيما سيحمل وزير الصحة الحالي حقيبة الشؤون الاجتماعية ومنصب نائب رئيس الحكومة.
سعي أميركي حثيث لاختراق الجيش: فنزويلا مستعدة للأسوأ
تسعى الولايات المتحدة، بالترغيب والتثبيط، إلى استمالة المؤسسة العسكرية الفنزويلية إلى صفّ حلفائها، في سياق المواجهة المفتوحة مع حكومة الرئيس نيكولاس مادورو. وعلى رغم ما تنطوي عليه تلك المساعي من مخاطر، إلا أن واشنطن تبدو ماضية في مخطّطها، وهو ما تستعدّ له كاراكاس على المستويات كافة، عازمة على عدم تكرار تجربتَي البرازيل والأرجنتين
لم تتوقّف المحاولات الأميركية يوماً واحداً عن الاتصال المباشر وغير المباشر بقيادات عسكرية فنزويلية، بهدف إنجاز خرق تستطيع استثماره في حربها السياسية والاقتصادية المُعلَنة على فنزويلا. فالولايات المتحدة، التي تهوّل من خلال تسريب معلومات بشكل متعمّد عن حماسة رئيسها دونالد ترامب للحل العسكري، تسعى إلى إثارة جوّ من الإحباط داخل المؤسسة العسكرية. وهي محاولات تترافق مع إغراءات وضمانات، حتى وصلت العروض المتتالية إلى إبقاء بعض القيادات العسكرية في مهامها، ومكافأة أخرى حال تعاونها مع رئيس الجمعية الوطنية خوان غوايدو، الذي أقسم اليمين الدستورية كرئيس انتقالي لفنزويلا .
مصدر مطلع أكد، لـ«الأخبار»، أن القيادة الفنزويلية الشرعية تراقب عن كثب هذه الإجراءات، مُتحسّبة للدور الاستخباري الذي ينشط بصمت، مستغلّاً ضوضاء التصريحات والتهويل. فالدور السري لوكالة الاستخبارات الأميركية لا يقتصر على تحريض المعارضة وجذب الطبقات الشعبية للانضواء تحت راية ما يُطلق عليه مشروع «الخلاص الوطني»، بل تسعى الوكالة إلى اختراق صفوف الموالاة من الطبقة العسكرية والسياسية وحتى النقابية. التحرك الأميركي يستند إلى دراسة أجرتها مجموعة من المتخصّصين الأميركيين بطلب من ترامب وتحت إشرافه المباشر، تتحدّد مهامها في وضع خطة لإسقاط الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، في مهلة لا تتعدّى أسبوعين، ابتداءً من الثالث والعشرين من الشهر الحالي. وهذا ما يفسّر تصريحات رئيس الجمعية الوطنية المعارض، والتي قال فيها إن «تداعي الحكم الاشتراكي سيتحقّق بين ساعة وأخرى».
المصدر الفنزويلي المطلع أكد، أيضاً، أن الجزء الأكبر من الميزانية التي حوّلتها واشنطن إلى حسابات غوايدو سيُستخدم كإغراءات مالية ستُعرض على شخصيات محدّدة، خصوصاً بعد محاولة تجفيف الميزانية الحكومية عبر تطبيق عقوبات اقتصادية قاسية تمثّلت في تجميد سبعة مليارات دولار من أصول شركة النفط الحكومية الفنزويلية «PDVSA»، في وقت يدرك فيه الأميركيون حجم الكارثة الإنسانية التي ستصيب الفنزويليين جرّاء هذه العقوبات، لكن هذه المعاناة تأتي في سياق الخطة المتبعة لتجويع الفنزويليين وإخضاعهم، من دون الحاجة إلى تدخل عسكري مباشر.
حكومة مادورو التي امتصّت صدمة الأسبوع الأول، يبدو أنها تهيّأت للمواجهة الثانية، فرفعت من حدّة خطابها، وحمّل مادورو نظيره الأميركي مسؤولية إراقة دماء الفنزويليين، في إشارة واضحة إلى تصميم الزعيم البوليفاري على الوقوف في وجه القرار الأميركي. موقف عزّزته دعوة وزير دفاعه، الجنرال فلاديمير بادرينو لوبيز، الجيش الفنزويلي، إلى الجاهزية لمواجهة المرتزقة القادمين من الخارج. فهل هذا التحشيد المتبادل ينذر بحرب مباشرة؟
يؤكد الخبراء أن المواجهة العسكرية بين واشنطن وكاراكاس دونها عوائق عديدة، أهمها المعارضة الداخلية في الولايات المتحدة، والتي شملت تياراً في الحزب الجمهوري أيضاً، وتراجع دول الجوار اللاتيني عن حماستها للمشاركة في أي عمل عسكري، خصوصاً بعد استقراء الآراء الشعبية التي لا تؤيد بأغلبيتها الساحقة أي عمل عسكري قد يفتح المنطقة اللاتينية برمّتها أمام المجهول. لكن، وعلى رغم استبعاد المواجهة العسكرية في الأيام المقبلة، إلا أن تداعيات المشهد الفنزويلي المتسارعة قد لا تضبطها قواعد السياسة والاقتصاد، وخصوصاً أن ترامب دخل في صلب المقامرة الخطرة، حيث إن التراجع تحت أي ذريعة سيتسبّب في هزيمة لا يمكن أن يحملها أو يتكبّدها حلفاؤه. كما أن التراجع عن إسقاط مادورو سيعطي الفرصة والوقت الكافيين للتمدّد الروسي ــــ الصيني، الذي ما زال في بدايته، ويمكن تطويقه (بحسب نظرة ترامب).
في الجانب الآخر، يؤمن الحزب الاشتراكي بأن أي تراجع في هذه المواجهة سيقضي عليه لعقود زمنية مقبلة. وهذا ما تشير إليه تجارب حلفائه في البرازيل والأرجنتين، حيث سخّر اليمين المتحالف مع واشنطن القضاء والسياسة لاضطهادهم وزجّهم في السجون. تجربة يؤكد المقرّبون من مادورو أنها لن تتكرّر في فنزويلا، وأن قرار المواجهة قد اتُخذ.
الجمهورية
تفاؤل حَذِر بالتأليف.. والحريري تَكفّل بالحــقائب.. و”الحزب” بـ”التشاوري”
أشاعت حركة المشاورات التي دارت على مختلف المستويات أجواء متفائلة لاحتمال ولادة الحكومة العتيدة خلال يومين وفي مهلة اقصاها نهاية الاسبوع، لكن ما رشح مما شهدته هذه المشاورات لم يلغ استمرار التشاؤم والتخوف لدى كثيرين من معنيين وغير معنيين بالاستحقاق الحكومي، إذ لا شيء يمنع من ان يكون مصير هذه المشاورات الفشل كسابقاتها، خصوصاً انّ اي شيء لم يرشح بعد حول الطريقة التي تذلل بها العقد، ولاسيما منها ثمثيل “اللقاء التشاوري” وتبديل توزيعة بعض الحقائب الوزارية، و”الثلث المعطّل” الذي يريد “التيار الوطني الحر” الاستحواذ عليه والتفرد به.
يبدو أنّ الحسم الذي تحدث عنه الرئيس المكلف سعد الحريري الاسبوع الماضي يُراد منه حسم تأليف الحكومة، وليس الذهاب الى خيار من ضمن الخيارات التي شاعت في الساعات المنصرمة: الاعتذار، او تفعيل حكومة تصريف الاعمال، او تقديم حكومة “أمر واقع”.
وقد بلغت المشاورات ذروتها مساء، وظهرت معها البلاد كأنها مقبلة على ساعات حاسمة في شأن تأليف الحكومة. والتقى الحريري الوزير جبران باسيل، ثم عقد لقاء مع رئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” النائب السابق وليد جنبلاط، وسط حرص شديد على عدم الإعلان عن اي لقاء وإبقائه بعيداً من الأضواء، وذلك على قاعدة: “إستعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان”، بغية معالجة عقدة تمثيل “اللقاء التشاوري” السنّي من حصة رئيس الجمهورية، وهي أخذت طريقها الى الحل بعد موافقة باسيل على ان لا يكون من ضمن تكتل “لبنان القوي” ولكن لا يصوّت ضده، وموافقة “اللقاء التشاوري” على ترك هامش لممثّله في حصّة رئيس الجمهورية في بعض الخيارات. وهو ما وُصف بأنه “حل وسطي وصيغة خلّاقة” تُرضي الطرفين على قاعدة “لا يموت الديب ولا يفنى الغنم”.
وليلاً، دخل “حزب الله” على خط المشاورات عبر مجموعة لقاءات واتصالات بين كل من المعاون السياسي للامين العام لـ”حزب الله” الحاج حسين الخليل الذي اجتمع مساء مع “اللقاء التشاوري”، والحريري وباسيل والوزير علي حسن خليل والنائب السابق وليد جنبلاط، وذلك لمعالجة تسمية الوزير السني السادس، والذي تردد أنه سيكون من بين الاسماء الثلاثة التي رفعها “اللقاء التشاوري” وليس من النواب أعضائه.
وعُلم انّ باسيل اقترح تقديم إسم جديد، الّا انّ اقتراحه هذا كان مرفوضاً حتى ليل امس، إذ أصَر “التشاوري” على ان يكون الإسم من بين الاسماء الثلاثة التي رفعها: حسن مراد، عثمان مجذوب، طه ناجي. وتردد انه تم استبعاد ناجي ليبقى الخيار بين مراد ومجذوب.
واكتفت مصادر “التيار الوطني الحر” بالقول لـ”الجمهورية”: “إمّا حكومة سريعاً، أو هناك كلام آخر قريباً”.
وفيما الترقّب سيّد الموقف لما ستؤول اليه المشاورات، أكد الحريري أنه متفائل بحذر، وقال: “الأمور إيجابية إن شاء الله، وستتضح خلال يومين”. وكرر التأكيد أن هذا الأسبوع “هو أسبوع الحسم”، سلباً أو إيجاباً، رافضاً التحدث عن خياراته في هذا المجال.
إرتياح بعبدا
وسادت اجواء الارتياح القصر الجمهوري نتيجة الحركة المستجدة أمس واللقاءات التي توزعت بين “عين التينة” و”بيت الوسط”. ولوحظ ارتفاع منسوب التفاؤل إثر الإعلان عن “لقاء حاسم” إمتدّ الى ما بعد منتصف الليل بين قيادة “حزب الله” ووفد من “اللقاء التشاوري” الذي اعتبرته أوساط بعبدا “مبادرة إيجابية” يمكن أن تُنهي الجدل القائم حول هوية الوزير السنّي السادس الذي سيُمثّل هذه المجموعة من حصة رئيس الجمهورية.
وعلى مستوى إعادة توزيع الحقائب، بَنت الأوساط ارتياحها على عدم وجود أي عقدة في تخلّي رئيس مجلس النواب نبيه بري عن حقيبة وزارة البيئة لمصلحة تكتل “لبنان القوي”، ولن يكون هناك مشكلة في الحقيبة البديلة على رغم من رفض “الحزب التقدمي الإشتراكي” و”القوات اللبنانية” التخلي عن أيّ من الحقائب المخصصة لكل منهما، ولاسيما منها حقيبتي وزارتي الصناعة والثقافة.
… وإيجابية في “بيت الوسط”
وقالت مصادر “بيت الوسط” لـ”الجمهورية” انّ حركة الإتصالات “تطورت في المنحى الإيجابي والمريح”. وأبدت ارتياحها الى ما بلغته المشاورات، متمنية أن تستكمل بما حققته من إيجابيات، ولكنها لم تُسقِط خوفها من إمكان ابتداع ما يؤدي الى العرقلة في اللحظات الأخيرة. وقالت هذه المصادر انّ اللقاءات المنتظرة مفتوحة على جميع المعنيين بهذا الإستحقاق.