كشفت وكالة “بلومبرغ” الأمريكية، نقلا عن مصادر وصفتها بـ”المطلعة”، أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان “أعطى الضوء الأخضر للإعلان، اليوم، الأحد، عن المرحلة الأولى من الطرح العام لشركة أرامكو”؛ عملاق النفط المملوك للدولة.
ومن المقرر أن تدير شركات "جي بي مورجان" و"ستاندرد شارترد"، عمليات بيع الصكوك، التي تأتي ضمن خطة جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة للمملكة، ضمن رؤية "2030" التي يقدمها ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان. وتعد خطة الطرح العام الأولي ركيزة أساسية لخطة سعودية، لتحقيق التحول الاقتصادي لجذب الاستثمار الأجنبي والتنويع بعيدا عن إيرادات النفط.
وأضافت مصادر "بلومبرغ"، التي طلبت عدم الكشف عن هويتها، أن السعودية باتت منفتحة على تقييم أقل لـ”أرامكو” لضمان نجاح المرحلة الأولى من الطرح. وأوضحت أن بن سلمان تمسك لفترة طويلة بقيمة للشركة قدرها تريليوني دولار.
إلا أن مصرفيين يقدرون الرقم المنطقي لقيمة الشركة بما يتراوح بين 1.6 تريليون دولار و1.8 تريليون دولار. ويرى خبراء مطلعون أن البنوك الأميركية والغربية تتعمد تبخيس قيمة الشركة السعودية، للصول على اصولها باسعار أدنى، وحتى لا تنافس الشركات الأميركية في استقطاب الرساميل.
وقالت إن أرامكو تدرس أيضا زيادة أرباح العام المقبل بنحو 5 مليارات دولار لتصل إلى 80 مليار دولار، وذلك بهدف اجتذاب المستثمرين.
وفي محاولة لجعل الطرح أكثر جاذبية، أعلنت “أرامكو” بالفعل عن خطط لتوزيع أرباح بقيمة 75 مليار دولار في العام المقبل، وتفكر الشركة الآن – حسب المصادر ذاتها – في رفع هذا المبلغ إلى 80 مليار دولار.
وإذا تم تقييم الشركة بـ 1.8 تريليون دولار، فإن هذا يعني أن العائد السنوي على الأسهم سيكون 4.4%، لكن يظل هذا العائد أقل من 5% التي يحصل عليها المستثمرون في شركة “إكسون” الأمريكية متعددة الجنسيات، وفق “بلومبرغ”.
ومن المخطط أن تكون المرحلة الأولى من الطرح، المقررة الأحد، في بورصة الرياض لحصة تتراوح من 1 إلى 2 بالمئة.. على أن يعقب ذلك طرح في بورصة عالمية في عام 2020 في إحدى البورصات العالمية على أن يكون الطرحين المحلي والدولي على حصة إجمالية تبلغ 5% من قيمة “أرامكو”.
وذكرت المصادر أن المسؤولين السعوديين سيبدأون الأحد حملة مبيعات لأسهم من الشركة تتواصل لمدة 6 أسابيع قبل أن يبدأ التداول الفعلي عليها في بورصة الرياض منتصف ديسمبر/كانون الأول المقبل.
وطرح أرامكو هو الركيزة الأساسية لخطة ولي العهد لإحداث تغيير شامل في الاقتصاد السعودي بتنويع منابعه بعيدا عن النفط، لكنه أرجئ عدة مرات منذ الإعلان عنه أول مرة في 2016. ووفق “بلومبرغ”، رفض مسؤولون في “أرامكو” التعليق على ما سربته المصادر.
وكالات، 3 تشرين الثاني/ نوفمبر، 2019