خبير فرنسي : لهذه الأسباب يتقهقر جهاز موساد ويفشل؟

ديموغرافيا اليابان : 40 في المئة لم يقربوا الجنس منذ البلوغ بسبب “الأفكار المثالية”!
حول “المسألة اليهودية” : الرئيس ترامب واليهود الأميركيون يتبادلون الإتهامات بالعداء !؟
“الويكيليكسية” والسياسة العربية المعاصرة : السفارة الأميركية في بيروت تنشط لإستيعاب آثار “ويكيليكس”؟

خاص ـ الحقول / ما زالت عملية اغتيال المسؤول العسكري في حركة حماس محمود المبحوح في دبي على أيدي رجال الموساد “الإسرائيلي”، واستخدام هذا الجهاز جوازات سفر أوروبية في تنفيذ العملية، تثير لغطا كبيرا في أوروبا، خصوصا بعد استدعاء وزراتي الخارجية في بريطانية وأيرلندا لسفيري “إسرائيل” في كل منهما، ووصلت الأزمة إلى النمسا التي أعلنت أنها سوف تباشر التحقيق في استخدام المجموعة القاتلة الشبكة النمساوية في التواصل بين أفرادها، في وصف أطلقت عليه النمسا غرفة عمليات.

غير أن العرض الذي قدمته شرطة دبي وانتشار صور القاتلين فردا فردا على شاشات التلفاز في جميع أنحاء العالم أعاد الحديث عن مرحلة تدهور يعيشها جهاز موساد “الإسرائيلي” على غرار الجيش “الإسرائيلي”، وقد انطلقت هذه التحليلات والتكهنات عند تساقط شبكات موساد في لبنان بالعشرات ودفعة واحدة خلال شتاء وربيع عام 2009. وفي هذا الموضوع يقول خبير فرنسي مطلع عمل في المجال الأمني سابقا إن موساد “الإسرائيلي” يعيش مرحلة تدهور كبيرة هذه الفترة بعد عقود من القوة والنفوذ، طالما افتخر موساد بتفوقه خلالها على جميع أجهزة الأمن العربية والعالمية، غير أن هذا التفوق بدأ بالانحدار خلال السنوات الأخيرة.
ويعيد الخبير الفرنسي هذا التدهور الى فقدان عوامل التفوق التي تميز بها هذا جهاز موساد خلال المرحلة السابقة، ومع فقدانها يتراجع أداءه وتشتد إخفاقاته. ويربط الخبير الفرنسي أسباب تدهور مستوى موساد “الإسرائيلي” وفشله المتواصل بستة عوامل هي :

1 ـ غياب جيل العرب اليهود بالموت أو التقدم في السن، وفقدانهم أهلية العمل الإستخباري، وقد شكلت هذه الشريحة من البشر عامل تفوق حاسماً لمصلحة موساد على معظم أجهزة الإستخبارات الدولية. ويضيف الخبير الفرنسي، إن العرب اليهود الذين خدموا في موساد كانت لديهم إمكانية الاختلاط بالعرب والتحدث بلهجاتهم القطرية، وكانوا على معرفة تامة بالعادات والتقاليد العربية، حتى إن منهم من ادعى الإسلام في عمله واختلط بمجتمعات عربية وتزوج من أبنائها وبناتها خلال خدمته مع موساد.

2 ـ اضطرار موساد لتجنيد عرب غير يهود مع ما يحمله هذا من مخاطر في الإخلاص والوفاء، حيث يلعب الاختلاف في الدين وفي القومية دورا في عدم الولاء من قبل المجندين الذين يتعاطون مع الجهاز الأمني الإسرائيلي على أساس المنفعة المادية، فيما عمل بعضهم كعميل مزدوج لدى الموساد وأعدائه العرب خصوصا المقاومة الفلسطينية واللبنانية. وهذا النوع من التجنيد الإضطراري قلص قدرة الإستخبارات “الإسرائيلية” على التحرك وعلى القيام بعمليات أمنية نوعية دون أخطار تذكر كما كان يحصل سابقا.

3 ـ تغير طبيعة أعداء “إسرائيل” خلال العقود الثلاثة الماضية من مواجهة دول وأجهزة أمنية لدول واضحة ومعروفة، إلى مواجهة حركات المقاومة الوطنية في دول الوطن العربي. فقد اعتمدت حركات المقاومة على التخفي كسياسة وثقافة، ما جعل عمل موساد أكثر تعقيدا بسبب طبيعة الخصم الخفية، فضلا عن أن هذه السياسة المتبعة من حركات المقاومة زودتها بخبرات عظيمة في مجالات العمل السري في مواجهة العمل السري لموساد.

4 ـ انقلاب المزاج العالمي وخصوصا الأوروبي الداعم لـ”إسرائيل” من غير حدود، وذلك منذ الانتفاضتين الأولى والثانية. وهذا الإنقلاب جعل الدول الغربية حساسة من استخدام موساد لأراضيها ومواطنيها في عملياته، وقد بدأت بوادر هذه الحساسية من التحذير الفرنسي لـ”إسرائيل” بالتوقف عن القيام باغتيالات في فرنسا حيث ترجع آخر الاغتيالات الإسرائيلية في فرنسا مثلا إلى عقدين سابقين.

5 ـ توسع الخبرات لدى الأجهزة الأمنية العربية وانتشار التقنيات الحديثة لدى جميع الأجهزة الأمنية، فضلا عن تشابه التدريبات والتقنيات لدى هذه الأجهزة على مستوى عالمي.

6 ـ انكسار الهيبة الإسرائيلية في أعين أعدائها بعد الانسحاب من لبنان عام 2000، وبعد حرب لبنان في تموز عام 2006 وحرب غزة عامي 2008 ـ 2009. وضعف الأداء القتالي الذي ظهر عليه الجيش “الإسرائيلي” خلال تلك المواجهات، قيد حرية حركة عمل موساد وجعل الوضع السابق بعيد المنال. ويبقى أن الإمكانيات الاستخباراتية الأميركية والغربية تساعد موساد في كثير من مجالات عمله وزاد اعتماده عليها، وهذا دليل أيضا على تراجع نفوذ وقوة هذا جهاز موساد الذي شكل في مرحلة من المراحل أسطورة “دولة إسرائيل”.
نضال حمادة، باريس
‏الإثنين، 22‏ شباط‏، 201

COMMENTS