افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الثلاثاء 14 آذار، 2023

إفتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم السبت 4 شباط، 2017
افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الجمعة 31 كانون الثاني، 2020
افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم السبت 18 شباط، 2023

اللواء
استطلاع دبلوماسي لـ«فرصة الرئيس».. ومعركة بري تتقدَّم!
مجلس المفتين يُحذِّر من ملء الفراغ من خارج الدستور .. وتباين أوروبي – لبناني حول استجواب سلامة
بين «ايجابية» سفير المملكة العربية السعودية وليد بخاري، بعد لقاء الرئيس نبيه بري في عين التينة، ثم زيارة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في كليمنصو، واندفاع «شيف» المجلس النيابي الى البدء بمعركة تسويق النائب السابق سليمان فرنجية من زاوية انه، اذا انتخب يكون «الرئيس الذي يطمئن له حزب الله، وهو على علاقة جيدة معه، وهو على علاقة جيدة مع الجميع، وبإمكانه التنسيق مع السوريين والانفتاح على الحزب، وينطلق من 50 صوتاً كمرشح، ربما صلة رحم من «نوع ما» تتعلق بأن الملف الرئاسي بات على الطاولة اكثر من اي وقت مضى، والحركة الدبلوماسية العربية او الاجنبية تصبُّ في هذا الاتجاه.
وقال مصدر نيابي مقرب لـ«اللواء» ان ما يجري سواء لجهة حركة السفير السعودي او السفيرة الاميركية او الموفدين الاوروبيين هو استطلاع لـ«فرصة انتخاب رئيس» بما يسمح باستثمار مناخ التفاهمات الاقليمية والعربية.
وكشف المصدر ان كلام بري في ما خص الاولوية لفرنجية كمرشح جدي وليس للمناورة، الاستفاضة في شرح مواصفاته الملائمة لهذه المرحلة محلياً وعربياً وربما دولياً، بانتظار ردود الفعل تمهيداً لتحديد موعد ليس ببعيد لجلسة انتخاب الرئيس.
على رغم استمرار اللقاءات المتعلقة بالاستحقاق الرئاسي، الا انها لم تخرج عن اطار تسجيل المواقف وتحديد مواصفات المرشح للرئاسة من دون التوصل الى ما يؤدي الى توافقات او مخارج. علما ان «الشغل» بدأ جدياً من اجل توفير حظوظ اكبر لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية، يقوم بها الرئيس نبيه بري وسواه، عبر اتصالات مع عدد من النواب من اجل زيادة عدد الاصوات له لتتجاوز 65 صوتاً، فيذهب الى مجلس النواب بعدد يؤهله للوصول الى الرئاسة. ولكن يبقى الاهم تأمين نصاب الثلثين لجلسة الانتخاب في دورتها الاولى. وهو الامر الذي ما زال متعذرا نتيجة مواقف الكتل المسيحية الثلاث.
لكن تردد ان الاتصالات لتجديد الحوار او اللقاء بين حزب الله والتيار الوطني الحر عادت اليها بعض الحرارة، وعلى خلفية محاولة التوصل الى اقناع التيار بإنتخاب فرنجية او على الاقل التفاهم على رئيس للجمهورية إن لم يكن لترتيب العلاقات المجمدة بينهما.
وفي مواقف واضحة من ترشيح سليمان فرنجية، اكد بري خلال لقائه مجلسي نقابتي الصحافة والمحررين للبحث في الشأنين المتصلين بانتخاب رئيس للجمهورية والموضوع الحكومي، أن الضرورات تبيح المحظورات. سائلاً: هل من المعقول أننا نعاني ما نعانيه من أزمات ويعمل البعض الى تعطيل وتخريب كل شيء ؟
وقال: ان قوة رئاسة الجمهورية ليست بهذه الادعاءات التي يتم الاختباء خلفها، نعم كان يجب ان ننتخب رئيس للجمهورية أمس قبل اليوم وغداً قبل بعد الغد. مذكراً بما اعلنه في مهرجان الامام السيد موسى الصدر حول إنتخاب رئيس الجمهوريه بأن المطلوب رئيس وطني يجمع ولا يفرق له حيثية مسيحية واسلامية، وقبل أي شيء حيثية وطنية رئيس يجمع ولا يطرح يؤمن بعلاقات لبنان مع محيطه العربي… رئيس يؤمن بإتفاق الطائف.
وسأل:«كيف لهذه العناوين ان تتلاقى مع الاصوات الداعية الى التقسيم والفدرلة المغلفة بعناوين اللامركزية الاداريه المالية الموسعة»؟ قائلاً: ان لبنان هو كالذرة اذا ما جزئت إنفجرت، ان لبنان أصغر من ان يُقسّم.
وحول لقائه السفير السعودي قال الرئيس بري: التواصل كان قائما وسوف يتواصل، وقد حصل قبل هذا اللقاء عدة لقاءات. الحل السياسي يبدأ برئاسة الجمهورية وسليمان فرنجيه مد يده للجميع صالح كل الناس. فاذا كان سليمان فرنجية لا يجمع فمن هو الذي يجمع؟ مؤكداً ان لا خلاص للبنان الا بالدولة المدنية.
ميقاتي في بكركي
وعشية مغادرته الى الفاتيكان، زار رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي صباحا في الصرح البطريركي في بكركي وعقد معه خلوة تناولت التطورات الراهنة والزيارة التي سيقوم بها ميقاتي الى الفاتيكان للاجتماع بالبابا فرنسيس.
وشارك في جانب من اللقاء المستشار الديبلوماسي لرئيس الحكومة السفير بطرس عساكر.
وقال ميقاتي قبل اللقاء في دردشة سريعة مع الإعلاميين: إنّ «ربيع لبنان قريب إن شاء الله».
بعد الزيارة تحدث رئيس الحكومة فقال: عرضنا خلال اللقاء الوضع الراهن في البلد والزيارة التي أنوي القيام بها للاجتماع بقداسة البابا. وفي ما يتعلق بالموضوع الداخلي، أطلعني صاحب الغبطة على الاتصالات التي يقوم بها من أجل الاسراع في انتخاب رئيس، وكانت الاراء متفقة على ضرورة انتخاب رئيس الجمهورية في اسرع وقت من أجل انتطام العمل العام في البلد وعمل المؤسسات الدستورية، وللبدء بالدخول في الحل. هناك مشكلات اقتصادية واجتماعية ولكن الاهم يتعلق بالسياسة. ومن دون حل سياسي، وان يعود المجلس النيابي للقيام بدوره الطبيعي، وان يكون هناك مجلس وزراء كامل المواصفات الدستورية، لا يمكن الخروج بحل.
مجلس المفتين: العودة للدستور
استهجن مجلس المفتين «الحملات المتتالية على موقع رئاسة الحكومة، وافتعال فتنة جديدة تحت شعار الصلاحيات، وطالب الجميع بالعودة الى الدستور والتزام اتفاق الطائف، رافضا المس بصلاحيات رئيس مجلس الوزراء تحت أي عنوان أو ذريعة».
وقال: إن رئيس مجلس الوزراء يلتزم الدستور واتفاق الطائف والأصول المرعية الإجراء في كل خطوة يقوم بها من أجل تخفيف المعاناة عن الوطن والمواطنين. وحذر المجلس «من استمرار الفراغ الرئاسي الذي يكاد يصبح متلازماً مع كل انتخابات رئاسية، مما يعرّض لبنان الى مخاطر هو بغنى عنها، ويحمّله أثماناً بات عاجزاً عن أدائها سياسياً ومعنوياً، وكذلك اقتصادياً واجتماعيا وانمائياً».
واضاف: إن الطبيعة لا تعرف الفراغ، ولذلك نحذّر ايضاً من مبادرات هجينة لمحاولة ملئه من خارج الدستور ومن خارج دائرة الوفاق الوطني. فالفراغ في الرئاسة ظاهرة سلبية خطيرة. وأسوأ منها وأخطر، محاولة ملئه بمبادرة من خارج الدستور وعلى حساب الوفاق الوطني.
وللمرة الثالثة، التقى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في معراب، راعي ابرشية انطلياس المارونية المطران أنطوان بو نجم موفدا من البطريرك بشارة بطرس الراعي، في حضور المونسنيور إيلي خوري ورئيس مكتب التواصل مع المرجعيات الروحية أنطوان مراد.
وتناول اللقاء مسألة الاستحقاق الرئاسي و»أهمية إنجازه بما يعيد الى لبنان وشعبه الأمل وللدولة مسارها السليم».
وفد أميركي: لحوار حول المرشحين
وكان اللافت امس ايضا، زيارة وفد من «فريق العمل الأميركي من أجل لبنان» (تاسك فورس فور ليبانون) برئاسة السفير السابق إدوارد غابرييل مع وفد مرافق وسفيرة الولايات المتحدة الاميركية في لبنان دوروثي شيا، الى كل من الرئيس بري و الرئيس حيث جرى عرض للاوضاع العامة في لبنان.
بعد اللقاء مع ميقاتي، قال غابرييل: لقد عبرنا عن إحباطنا لرؤيتنا التحرك المحدود في قضايا مهمة جدا للشعب اللبناني الذي يعاني جراء عدم توافر المياه والكهرباء وانخفاض القدرة الشرائية لليرة اللبنانية، اذ لم يعد بإمكانه دفع فواتيره، اضافة الى ان القطاع الصحي يعاني والقطاع التربوي يعاني أيضا، والشعب يغادر البلد.
وتابع: بالطبع انتخاب رئيس أمر جد مهم، تحدثنا به مع رئيس المجلس نبيه بري وقال بأنه يوافقنا الرأي، والوقت الان هو من أجل فتح حوار حول مرشحين يمكنهم تأمين نصاب فيمكن عندها انتخاب رئيس متمكن، نظيف الكف واصلاحي.
الدولار والمحروقات صعوداً
معيشياً، بلغ سعر صرف الدولار الـ ٩٧ الف ليرة امس، وذلك عشية بدء المصارف اضراباً اليوم، وارتفعت اسعار المحروقات مجدداً بعدما أصدرت وزارة الطاقة والمياه – المديرية العامة للنفط بعد الظهر، جدولاً بأسعار المشتقات النفطية حيث ارتفع سعر صفيحة البنزين 95 أوكتان 36 ألف ليرة لتصبح مليون و713 ألفاً، كذلك ارتفع سعر صفيحة البنزين 98 أوكتان 37 ألف ليرة لتصبح مليون و754 ألفاً، أما سعر صفيحة المازوت فارتفع 34 ألف ليرة لتصبح مليون و626 ألفاً، وقارورة الغاز 25 ألف ليرة لتصبح مليون و162 ألفاً.
قضائياً، تعقد جلسة استجواب حاكم مصرف لبنان رياض سلامة غداً الاربعاء في حضور وفد قضائي اوروبي كما تردد، وصل الى لبنان امس. الى ذلك ينفذ اساتذة التعليم الخاص اضرابا اليوم ايضا. لكن أمين عام المدارس الكاثوليكية الاب يوسف نصر قال لـ «الجديد» : لن نلتزم بالإضراب الذي دعت اليه نقابة المعلمين في المدارس الخاصة.
استجواب أم حضور؟
تترقب الاوساط على اختلافها، لا سيما المالية والمصرفية ما سيدور غداً، خلال مثول حاكم مصرف لبنان رياض سلامة امام قاضية التحقيق الاول في بيروت شربل ابو سمرا في ضوء الاتهام الموجه اليه من المحامي العام الاستئنافي رجا حاموش بتهمة اختلاس وتبييض اموال مع أخيه رجا ومديرة مكتبه.
وفيما تأكد وصول القاضية الفرنسية Aude Buresi الى بيروت للمشاركة في جلسات الاستجواب، اذا عقدت، وسط معلومات متضاربة حول ما اذا كان سيسمح للوفد الاوروبي طرح اسئلة استجوابية على سلامة، او الاكتفاء بالاستماع الى اجوبته رداً على اسئلة المحقق اللبناني.
وعزا الامين العام لجمعية المصارف فادي خلف عودة المصارف الى الاضراب اليوم صدور قرارات قضائية لم تكن في سياق الوعود التي اعطيت بتصحيح الوضع.

البناء
مصرف أميركي جديد يفلس والحبل على الجرار… وبايدن: النظام متين والعملة بخير
الوفود الأوروبية القضائية في بيروت للمشاركة في جلسات الاستجواب القضائي لسلامة
بري بعد لقاء شيا والبخاري: إذا لم يكن فرنجية رئيساً يجمع فمن الذي يمكن أن يجمع؟
رغم حضور ملفات دولية وإقليمية كبرى على الطاولة، من التطورات العسكرية والسياسية المحيطة بحرب أوكرانيا، ووصول الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى موسكو في الأيام القليلة المقبلة حاملاً تصوّرات تفصيلية حول المبادرة الصينية لإنهاء الحرب عبر التفاوض، وحضور طازج لملف الاتفاق الثلاثيّ الصينيّ الإيرانيّ السعوديّ وتداعياته على أزمات المنطقة، وحضور المأزق الانشطاري الذي يهدّد كيان الاحتلال، في ظل تنامي حركة مقاومة الشعب الفلسطيني، خطف الأضواء الانهيار المصرفي الأميركي الذي أصاب مصرفين خلال أقل من أسبوع، مع انضمام مصرف سيلفرغيت المتخصص بالعملات المشفرة الى مصرف سيليكون فالي، في إعلان الإفلاس، وتوقع انضمام خمسة مصارف أخرى هذا الأسبوع الى سجل المصارف المتعثرة، مع تحذيرات تعم العالم من مخاطر أزمة أشد قسوة من أزمة 2008، حيث الشحّ المالي يصيب الشركات ومسار تسييل الأسهم والسندات والودائع يشكل سبيلاً وحيداً يسبق الإفلاس لتغطية النفقات الجارية، في ظل توجّه سيولة المصارف نحو ديون الخزينة التي لا تملك موارد كافية لتغطية نفقاتها، وحيث أسعار الفائدة المرتفعة بصورة متصاعدة تجعل الديون التجارية سبباً كافياً للإفلاس، ولم تنفع في تهدئة السوق المذعورة تدخلات الاحتياطي الفدرالي الأميركي لتغطية ودائع المصارف المفلسة، ولا تطمينات المسؤولين الماليين وصولاً لكلام الرئيس جو بايدن، حيث الوصفة التي تعتمدها الحكومة هي المزيد من الاستدانة، ووصفة المصرف المركزي هي مزيد من رفع سعر لا فائدة، وهي بالمناسبة ذات الوصفة الأميركية التي استوردها حاكم المصرف المركزي رياض سلامة الى لبنان وطبقها آخذاً لبنان الى الانهيار، ومثلما يحق للبنانيين أن يضحكوا وهم يتألمون عندما يسمعون بايدن يردد كلمات سمعوها من سلامة، يبدو مشهد العالم وليس أميركا فقط شبيهاً بما مرّ على لبنان، فيما تسارع المصارف الأوروبية لإعلان حالة الطوارئ، وتتعامل بحذر مع كل تداعيات الأزمة، دون أن تخفي قلقها المتعاظم من تداعيات كارثية، لما يسمّيه الخبراء بلعنة حرب أوكرانيا والعقوبات على روسيا، التي كانت مفتاح أزمة الطاقة والركود الذي تبعها والتضخم الذي نتج عنهما، بعدما حملت العقوبات تدميراً للثقة بحيادية النظام المصرفي عن التسييس.
“عبقرية” رياض سلامة ستكون غداً أمام الاستجوابات القضائية اللبنانية بحضور أوروبي، بعدما وصلت الوفود الأوروبية الى بيروت، بانتظار بدء الاستجواب غداً، وتبدو الملاحقة القضائية لسلامة بروفة لما سيكون على القضاء الغربي تكراره مع مسؤولين حكوميين ومصرفيين وحكام مصارف مركزية أمام الزلزال المقبل.
لبنانياً شكّل كلام رئيس مجلس النواب نبيه بري بعد استقباله كلاً من السفيرة الأميركية دوروتي شيا والسفير السعودي وليد بخاري، إشارة لعزم الرئيس بري على توظيف الأجواء الدولية والإقليمية الإيجابية في لبننة الاستحقاق الرئاسي، دون فتح الباب للخوض الخارجي بالأسماء، على قاعدة أن التحسّن في العلاقات الدولية والإقليمية يخفف الضغط الخارجيّ الناتج عن التموضع في خنادق العداوات، ويحرّر الاستحقاق الرئاسي من مخاطر الاستثمار فيه كصندوق برّي بين المتخاصمين، أو تحويله ورقة من أوراق القوة، باعتقاد بري ان هذا سقف المطلوب من الخارج، أما الاختيار والانتخاب فتلك مسؤولية لبنانية خالصة، ولا حاجة لاستدراج الخارج الى الدخول على خط الأسماء قبولاً أو رفضاً، وكان لكلام بري بعد لقاءاته الدبلوماسية مغزى تأكيدي لوجود ظروف مناسبة للمضي بمعركة دعم ترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، بقوله، انه اذا المطلوب رئيس يجمع ولا يفرق، وإذا لم يكن سليمان فرنجية مَن يجمع، فمن هو الذي يمكن له أن يجمع؟
ولا تزال المصالحة السعودية – الايرانية في الصين ترخي بظلالها على المنطقة برمّتها ومن ضمنها لبنان الذي يترقب النتائج السياسية لهذا الاتفاق بتسوية تخرج بانتخاب رئيس جديد للجمهورية وتأليف حكومة جديدة تمهّد لمرحلة النهوض الاقتصادي.
وعلمت “البناء” أن رئيس مجلس النواب نبيه بري بدأ بمروحة اتصالات مع الكتل النيابية لجسّ نبضها بما خصّ انتخاب رئيس تيار المردة سليمان فرنجية لا سيما كتلتي اللقاء الديمقراطي والاعتدال الوطني والمستقلين على أن يسعى بري لتأمين أكثرية نيابية كمرحلة أولى ثم السعي لتأمين نصاب الجلسة التي تؤمن الميثاقية”. كما علمت أن حزب الله أيضاً يسعى عبر اتصالاته لتأمين أكثرية لفرنجية. وأطلق الرئيس بري سلسلة مواقف بارزة أمس، معتبراً أن “الضرورات تبيح المحظورات في الشأنين المتصلين بانتخاب رئيس الجمهورية والموضوع الحكومي».
وخلال لقائه نقابتي الصحافة والمحررين برئاسة النقيبين عوني الكعكي وجوزيف القصيفي، قال: “بعد 11 جلسة انتخابية أخذوا علينا بالورقة البيضاء بياضها، وقالوا لماذا لا يكون هناك مرشح؟ وبعد مضي خمسة أشهر على الفراغ وأمام الانهيار المالي والاقتصادي وبعد رفض الدعوات التي وجّهتها، ولا زلت، للحوار والتي تجاوب معها معظم الكتل باستثناء الكتلتين الاساسيتين، لم يعد مقبولاً الاستمرار بذلك ولم يكن هناك خيار الا خيار الإقدام على ترشيح اسم يتمتع بالصفات التي ذكرتها بخطاب 31 آب بذكرى إخفاء الامام الصدر في صور، وأقمت حوارات مع جهات دولية وخاصة مع سفراء الدول الخمس وقلت لهم نشكركم على الدعم الذي ستقدمونه للشخص الذي نختاره”.
وتابع بري: “اريد ان اسأل هنا مَن هو سليمان فرنجية، الم يكن مرشحاً عندما تم التمديد للرئيس اميل لحود؟ الم يرشحه السفير ديفيد هيل؟ الم يكن مرشحاً حينما كان العماد ميشال عون مرشحاً؟ واسمحوا لي ان أتحدث كماروني أنا لي حصة بالموارنة أنا لبناني. الموارنة بدأوا من الشمال وتناموا وتمددوا من هناك الى كل لبنان، وفرنجية إبن هذا الشمال».
سأل “في الانتخابات السابقة ألم تلتق القيادات المسيحية والمارونية في بكركي ويومها تم التوافق على اربعة اسماء، وأن من ينتخب من بين هؤلاء الأربعة يكون ممثلاً للمسيحيين واللبنانيين؟ الم يكن سليمان فرنجية أحد هؤلاء الأربعة؟”، وأضاف: “نحن ماذا نريد من رئيس الجمهورية؟ أنا بحاجة الى رئيس يتحدث مع سورية بموضوع ترسيم الحدود وحل أزمة النازحين، لأننا اذا كنا سنعتمد على الاوروبيين والاميركيين فهم غير مكترثين، لهذا الموضوع، نريد رئيساً قادراً على مقاربة الاستراتيجية الدفاعية، رئيس يؤمن باتفاق الطائف وانطلاقاً من كل ذلك رشحنا سليمان فرنجية”.
وحول لقائه السفير السعودي، قال برّي «التواصل كان قائماً وسوف يتواصل وقد حصلت قبل هذا اللقاء عدة لقاءات». وشدد بري على أن «الحل السياسي يبدأ برئاسة الجمهورية، وسليمان فرنجية مد يده للجميع صالح كل الناس فإذا كان سليمان فرنجية لا يجمع فمن هو الذي يجمع؟»، مؤكداً أن «لا خلاص للبنان الا بالدولة المدنية، ونحن تمسكنا بالطائف لكونه مثل إطاراً لوقف الحرب وأفسح المجال أمام لبنان واللبنانيين لسلوك مسار متطوّر يحافظ على الطوائف ويحد من الطائفية والمدخل الى ذلك فقط يقوم بتطبيق المادة 22 من الدستور إذا لم ننتقل نحو الدولة المدنية لبنان لن يتعافى».
وكان بري استقبل في عين التينة، سفير المملكة العربية السعودية في لبنان وليد بخاري، حيث جرى عرض للأوضاع العامة في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين. واستشهد السفير بخاري بما “يردّده الرئيس بري، بالدعوة الى الكلمة السواء، وأن إرادة الخير لا بد منتصرة”، لافتاً الى “أن المرحلة الراهنة تستوجب الاحتكام أكثر من أي وقت مضى الى الكلمة الطيبة والرهان دائماً على الإرادات الخيرة”. ولدى مغادرته، قال رداً على سؤال عما اذا كان هناك أي شيء إيجابي للبنان: شي اكيد.
وأكدت مصادر “البناء” أن “أجواء اللقاء بين بري والسفير السعودي إيجابية وبحث في الأوضاع الداخلية والاقليمية، وسبقته لقاءات عدة، وكان تشديد على ضرورة توافق اللبنانيين على انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وشدد الطرفان على ضرورة استمرار التواصل وأن للبحث صلة».
كما استقبل بري وفداً من فريق العمل الأميركي من أجل لبنان برئاسة السفير السابق إدوارد غابرييل والوفد المرافق، في حضور سفيرة الولايات المتحدة الأميركية في لبنان دوروثي شيا.
وأشارت أوساط نيابية لـ”البناء” الى أن الاتفاق السعودي الإيراني بارقة أمل للانفراج والاستقرار في المنطقة وبالتالي للبنان الذي كان يعاني من الخلافات الاقليمية لا سيما بين طهران والرياض، وكانت عقبة أمام إنجاز التوافق الداخلي لإخراج البلد من الأزمة، لكن الآن أزيل أحد أهم عوامل انسداد باب التسوية، والأمر يحتاج الى وقت لتنضج الظروف الإقليمية”، متوقعة أن يخفّ التوتر السياسي والطائفي في لبنان الى حد كبير».
وأكد عضو المجلس المركزي في “حزب الله” الشيخ نبيل قاووق “أننا لا ننتظر أي تسوية خارجية لا ثنائية ولا خماسية تفرض على اللبنانيين مواصفات وأسماء لرئاسة الجمهورية”. وشدّد خلال احتفال تأبيني أقيم في حسينية بلدة الرمادية الجنوبية، على أن “حزب الله وحركة أمل والحلفاء والأصدقاء فتحوا أفقاً لحل الأزمة الرئاسية من خلال التوافق الداخلي بعيداً من الفيتوات والمواصفات الخارجية، وأما وصول رئيس للتحدّي والمواجهة، فهذا أصبح مرحلة ماضية، ونحن نتحدث عن الحاضر والمستقبل”.
وأشار إلى أن “فريق التحدّي والمواجهة ضخّم حجمه ورفع شعارات أكبر من واقعه وقدرته، ويريد أن يأتي برئيس للتحدي والمواجهة، وهذا يعني أنه يريد جر البلد إلى الفتنة الداخلية، وقد جرّبوا 11 جلسة وفشلوا، وكانت هذه الجلسات كافية لأن يعودوا إلى أحجامهم الطبيعية، وأن يكتشفوا أن شعاراتهم غير واقعية، وليس لها مكان في لبنان”.
الى ذلك، يعقد رئيس المردة سليمان فرنجية مؤتمراً صحافياً خلال الأيام المقبلة لشرح وجهة نظره من التطورات والملفات السياسية سيكون بمثابة إعلان ترشيح غير رسمي.
في المقابل التقى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في معراب للمرة الثالثة خلال الفترة الأخيرة راعي أبرشية انطلياس المارونية المطران أنطوان بو نجم موفداً من البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، في حضور المونسنيور إيلي خوري ورئيس مكتب التواصل مع المرجعيات الروحية أنطوان مراد، وتناول اللقاء مسألة الاستحقاق الرئاسي وأهمية إنجازه بما يعيد الى لبنان وشعبه الأمل وللدولة مسارها السليم.
ولفت مصدر نيابي في القوات اللبنانية لـ”البناء” إلى أن “القوات ترحّب بأي تقارب إقليمي لا سيما اذا كان ينعكس على لبنان، لكن لا يجب تحميل الاتفاق أكثر مما يحتمل”، مشددة على أن القوات غير معنية بأي تسوية يجري الحديث عنها بما خصّ الرئاسة، والموقف لم يتغير وهو رفضنا لأي رئيس من 8 آذار ويخدم مشروع التحالف الإقليمي للحزب، وبالتالي لن نؤمن النصاب لفريق حزب الله لانتخاب مرشحه فيما عطّل وصول مرشحنا منذ أشهر وحتى الساعة”.
وعشية مغادرته إلى الفاتيكان، زار رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي البطريرك الراعي صباحاً في بكركي وعقد معه خلوة تناولت التطورات الراهنة والزيارة التي سيقوم بها ميقاتي الى الفاتيكان للاجتماع بالبابا فرنسيس.
وإذ قال بعد اللقاء في دردشة سريعة مع الإعلاميين، إنّ “ربيع لبنان قريب إن شاء الله”، قال ميقاتي: “شرحت لصاحب الغبطة موضوع اجتماعات مجلس الوزراء وضرورة السهر على متابعة إدارة المرفق العام، وكان صاحب الغبطة متفهماً جداً لهذه المواضيع. نحن نتحدث عن عمل حكومي في مرحلة تصريف الأعمال، ولكن الدستور عندما تحدث عن تصريف الأعمال بصلاحيات محددة، كان على أساس ان تصريف الاعمال لوقت قصير، ولكن كلما طال وقت الشغور الرئاسي، توسّعت الحاجة لتوسيع نطاق الصلاحيات من أجل متابعة أمور الدولة كما تنبغي متابعتها. ولمن يتحدث ويقول إن مجلس الوزراء شرعي او غير شرعي ويحق له ان يجتمع او لا يجتمع، فليتفضل ويقوم بدوره في انتخاب رئيس الجمهورية في أسرع وقت، وهذا هو باب الخلاص”.
في موازاة ذلك، استهجن مجلس المفتين “الحملات المتتالية على موقع رئاسة الحكومة، وافتعال فتنة جديدة تحت شعار الصلاحيات، وطالب الجميع بالعودة الى الدستور والتزام اتفاق الطائف، رافضاً المسّ بصلاحيات رئيس مجلس الوزراء تحت أي عنوان أو ذريعة، وأن رئيس مجلس الوزراء يلتزم الدستور واتفاق الطائف والأصول المرعية الإجراء في كل خطوة يقوم بها من أجل تخفيف المعاناة عن الوطن والمواطنين”.
وحذّر المجلس “من استمرار الفراغ الرئاسي الذي يكاد يصبح متلازماً مع كل انتخابات رئاسية، مما يعرّض لبنان إلى مخاطر هو بغنى عنها، ويحمّله أثماناً بات عاجزاً عن أدائها سياسياً ومعنوياً، وكذلك اقتصادياً واجتماعياً وإنمائياً. إن الطبيعة لا تعرف الفراغ”، ولذلك حذّر أيضاً “من مبادرات هجينة لمحاولة ملئه من خارج الدستور ومن خارج دائرة الوفاق الوطني. فالفراغ في الرئاسة ظاهرة سلبية خطيرة. وأسوأ منها وأخطر، محاولة ملئه بمبادرة من خارج الدستور وعلى حساب الوفاق الوطني”.
وعلى وقع عودة المصارف الى الإضراب بدءاً من اليوم، واصل سعر صرف الدولار ارتفاعه الجنوني وبلغ أمس 95 الف ليرة، حيث ارتفعت أسعار المحروقات مجدداً إذ بلغ سعر صفيحة البنزين 1713000.
وأشار خبراء اقتصاديون لـ”البناء” الى أن هذا الارتفاع يرتبط بشكل مباشر بإضراب المصارف، لكون هذا الإضراب سيؤثر على كل مفاصل الحياة اليومية، إذ ستتوقف المعاملات المالية والتحويلات في الداخل والخارج وكذلك منصة صيرفة ما سيدفع المواطنين وكبار التجار والمستوردين إلى التوجه للسوق السوداء للحصول على الدولارات الطازجة لتمويل الاستيراد والحاجات اليومية، ما سيؤدي الى ارتفاع الطلب على الدولار وارتفاع سعره”.
وبعد إضراب القطاع العام، أعلنت نقابة المعلمين في المدارس الخاصة، “عجز المعلمين عن الوصول إلى مدارسهم اليوم في جميع المدارس الخاصة في لبنان والإضراب، بعدما أصبح سعر صرف الدولار على مشارف المئة ألف، وبعدما أصبح سعر صفيحة البنزين على مشارف المليوني ليرة”.
في السياق نفسه، تعقد جلسة استجواب حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ومعاونته مارلين الحويك وشقيقه رجا غداً أمام قاضي التحقيق الأول في بيروت شربل أبو سمرا، بالاتهام الموجه ضده بجرائم الاختلاس وتبييض الأموال والتزوير واستعمال المزور والإثراء غير المشروع بحضور وفد قضائي أوروبي وصل الى لبنان أمس. ولم يعرف إذا كان سلامة سيحضر أم سيقدّم دفوعاً شكلية.
وأشار المرصد الأوروبي للنزاهة في لبنان الى أن القاضية الفرنسية Aude Buresi تصل الى لبنان في الساعات القليلة المقبلة لتستجوب حاكم مصرف لبنان بحضور القاضي أبو سمرا.
بدورها، طلبت رئيسة هيئة القضايا في وزارة العدل القاضية هيلانة اسكندر من أبو سمرا الترخيص لها أو لأحد معاونيها ممن ينوب عنها لحضور الجلسة.

الأخبار
مصالحة الرياض ـ طهران: تُقرَّش رئاسياً أم لا؟
على الطريقة اللبنانية المألوفة يقرأ الأفرقاء المتنازعون الحدث الإقليمي بلغتين مغايرتين، ويقاربان التشخيص بتباين، وينتهون إلى منطق طبيعي هو خلاصات متناقضة متباعدة. لكل منهم اجتهاده في التفسير يفترض أنه سيصب في مصلحته ويستفيد منه، ويقوّض وجهة النظر المعاكسة.
على نحو ما اعتاده الداخل اللبناني وهو يتلقف أخيراً إعلان المصالحة السعودية – الإيرانية برعاية صينية، راح يبحث عن البذار اللبنانية فيها كي يتوقع الثمار. ذلك ما رافق في ما مضى تقييم الحرب السورية وبعدها الاتفاق النووي مع إيران عندما وقّع ثم عندما تداعى، كذلك في السنوات الأخيرة معاودة مفاوضات الاتفاق نفسه فتعليقها. أقرب الأحداث الملبننة كان اللقاء الخماسي في باريس. كل حدث إقليمي في جوار لبنان، أو معنية به أصابع دول تمسك بعنقه، ملبنن بالسليقة. لذا نُظِرَ إلى مصالحة الرياض وطهران في الداخل اللبناني على أنها جزء محتمل في سلسلة التداعيات المفترضة للحدث الإقليمي. منذ اندلاع الحرب اللبنانية كانت حلولها تنتظر الانتخابات الرئاسية الأميركية ولاية بعد أخرى، والانتخابات الرئاسية الفرنسية والانتخابات الإسرائيلية وكذلك النزاعات العربية – الإسرائيلية، وفي الحسبان أنها ستأتي بحل إلى لبنان. في السنوات القليلة المنصرمة عُلّق لبنان على خشبة اليمن، بالتزامن مع تعليقه على خشبة سوريا على أن نظامها إما سينهار أو سينجو. هكذا قراءات اللبنانيين المتناحرين. تبدأ من نقطة مشتركة، كلما تقدم التأويل والتفسير فيها انفصل الخطان واحدهما عن الآخر وصولاً إلى التعارض.
بإعلان المصالحة السعودية – الإيرانية قيل للفور إنها ستقود الاستحقاق الرئاسي المجمد على طريق الحل، وكلٌ توقّع الحل الذي يبصره هو بالذات. مع أن الخلاصة هذه توحي بأنها واحدة، تحمل في واقع الحال كل التناقض والتنافر حتى قبل أن تتأكد العاصمتان الإقليميتان الكبريان من أن مصالحتهما ستنجح بالفعل في خلال الشهرين المقبلين. راحت مواقف الداخل اللبناني تتبارى في أيهما تحْرز قبل الأخرى، وتدور من حول معضلة واحدة باتت تختصر انتخابات الرئاسة اللبنانية: يُنتخب سليمان فرنجية رئيساً أم فقد الآن حظوظه كلها؟
على نحو ذلك يُقَارَب الحدث الإقليمي وتداعياته في الداخل اللبناني ويتحرك من حول كلٍ من الفريقين المواليين لكل من الرياض وطهران على أنه هو سيكسب الجولة الأخيرة في الاستحقاق الرئاسي. بالتأكيد فإن أياً منهما لا يسعه الجزم في ما سيجنيه لبنان من المصالحة تلك في ما بعد أو لا يجنيه أبداً. مع ذلك تراوح المعطيات المحلية مكانها في التأكيد مرة تلو أخرى أن لا انتخاب للرئيس في وقت قريب:
1 – بينما تتمسك الرياض بهدف معلن هو إضعاف إيران في سوريا ولبنان، تتمسك طهران بقبضتها المتشددة على لبنان والرخوة إلى حد على سوريا بفعل الوجود الروسي فيها. ما يتقاطع الأفرقاء المحليون عنده فكرة جوهرية هي أن اجتماع المصالحة لم يكن ليبصر النور لو لم يُحْرَز تقدم أساسي ومهم في معالجة مشكلة اليمن بين الفكين السعودي والإيراني. الدولة التالية المعنية بسلم الأولويات هي سوريا التي تقترب منها المملكة دونما أن تنفصل عنها الجمهورية الإسلامية. مع أن المصالحة أعادت الروح إلى العلاقات الثنائية بين البلدين وبدأت تقليص وطأة التوتر السنّي – الشيعي في المنطقة المستعر من جراء تنازعهما، بيد أن غير المعلن في المصالحة لا يقل أهمية عن المعلن.
2 – بينما يجزم المحيطون بفرنجية أنه لن يترشح هذا الأسبوع، لا يسع مناوئوه إلا أن يعدّوه مرشح حزب الله قبل أن يكون مرشح الثنائي الشيعي. وهو سبب كاف كي تنشط كل أسباب معارضته والحؤول دون وصوله إلى الرئاسة، وإن يبدو أفضل المرشحين حظوظاً لتمتعه بدعم كتلة وازنة هي الثنائي وحلفاؤه لا تزال مع ذلك عاجزة عن ترئيسه. أول مَن دل على أوصافه قبل اسمه كان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، ثم أفصح رئيس البرلمان نبيه برّي عن الاسم، ثم انضم نصرالله إلى ما قاله برّي. مقدار التصاق فرنجية بسوريا والرئيس بشار الأسد لم يُقل مرة إنه مرشح إيران ولم يُعرف عن علاقة سياسية تجمعه بها كالعلاقة العقائدية التي تجمع حزب الله بها. ينظر خصومه إلى ترئيسه على أنه المصدر المثالي لوطء قدم سورية مجدداً في لبنان بالتزامن مع ما يمثله حزب الله لإيران في لبنان.
المفارقة غير المعلومة والمصادفة في هذا التوقيت بالذات، وإن هي لا تزال تجرجر أذيال الحرب والعداوات على أراضيها والأبواب العربية نصف المفتوحة، استعداد دمشق مجدداً للدخول على خط الاهتمام بالداخل اللبناني بعدما كانت عهدت بدورها كله مذ أجلت قواتها عن لبنان عام 2005 إلى حزب الله. أخيراً عيّن الأسد السفير السوري السابق في لبنان (2009 – 2022) علي عبدالكريم علي مسؤول ملف لبنان. الديبلوماسي السوري عاد إلى وزارة الخارجية وأضحى معنياً، من خلال شبكة الاتصالات التي أنشأها طوال 13 عاماً، بالوضع اللبناني والبقاء على تواصل مع أصدقائه اللبنانيين وتبادل الآراء والمعلومات. ذلك ما يضفي على الاستحقاق ثم في مرحلة ما بعد انتخاب الرئيس – أياً يكن – أهمية خاصة.
3 – بينما يواجه ترشيح فرنجية معارضة مسيحية من الكتلتين الكبريين وهما التيار الوطني الحر وحزب القوات اللبنانية، وهو سبب وجيه لتعثر انتخابه سواء توافر له نصاب الثلثين أم لم يتوافر. تقاطُع الكتلتين عند رفض فرنجية ومناوئة انتخابه لا يقلل من نقطة ضعف أساسية تواجهها الكتلتان معاً أو منفردتين: ليس لكل من رئيسيهما النائب جبران باسيل وسمير جعجع مرشح بديل يواجه فرنجية، ولا مرشح واحداً ضده يدعمانه معاً. تتوقف سلبيتاهما عند منع انتخابه دونما التمكن من العثور على بديل أو منافس له على الأقل. في الأيام الأخيرة استعارا اللعبة المعتادة لحزب الله في استحقاق 2014 – 2016 والاستحقاق الحالي وهي منع اكتمال النصاب القانوني، إذاً العدوى تنتقل إلى الكتلتين المسيحيتين. لم يعد حزب القوات اللبنانية يؤمن بجدوى اللعبة التي كان السبّاق إلى مباشرتها منذ الجلسة الأولى للانتخاب في 29 أيلول بترشيح النائب ميشال معوض كي تفضي إلى الإلغاء المتبادل لفرنجية ومعوض في آن. يلتقي جعجع وباسيل الآن على الحؤول دون تمكين فرنجية من الفوز بأي من نصابيْ الثلثين والأكثرية المطلقة بلا مرشح منافس. ثمة تمييز بادٍ بينهما: يخوض جعجع في الاستحقاق الرئاسي مواجهة مزدوجة ضد حزب الله الأصل وفرنجية الفرع، فيما يميز باسيل خصومته لفرنجية عن خلافه مع حزب الله.

COMMENTS