اللواء
«إجهاض رئاسي» لانتفاضة حتي.. فهل تنجو «حكومة الإنكار»؟
خيارات مريرة لاحتواء كورونا أمام مجلس الوزراء.. ونصر الله يتحدث غداً قبل 7 آب
ان استقالة وزير الخارجية السابق ناصيف حتي انطوت على رسائل، بعضها محلي، وبعضها خارجي، وفقاً لمضمون كتاب الاستقالة، فإن السرعة القياسية، التي استغرقها يوم أمس، بين القبول فوراً، والاجتماعين بين الرئيسين ميشال عون وحسان دياب، اللذين اتسما بالعزم، على تعيين بديل، بدا انه كان جاهزاً هو السفير شربل وهبة، تضمن أيضاً رسائل بغير اتجاه، محلي، ووزاري، واقليمي ودولي، بعنوان: ان حكومة الرئيس دياب لن تهتز.. في ما يشبه الرد الرسمي على المطالبة الأميركية برحيل حكومة دياب أو اسقاطها..
بالنقاط، سجلت الحكومة هدفاً مقابل هدف اصابها، في أوّل انتكاسة من داخلها، بعد ستة أشهر على تأليفها.. استباقاً لمرحلة قد تكون نوعية، على غير مسار: منه ما هو متعلق بقرار المحكمة الدولية الجمعة المقبل في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، والتي يواكبها الرئيس سعد الحريري وتياره وقوى 14 آذار وكل لبنان، بعد الإعلان عن إعادة «تلفزيون المستقبل» إلى البث ليوم واحد، هو يوم لفظ الحكم في القضية التي احدثت زلزالاً منذ 14 شباط 2005، وما تزال ارتجاجاته تتردد..
ومنه، ما هو متعلق بمسار معالجة التفشي المجتمعي لوباء كورونا، الذي أعلنت منظمة الصحة العالمية حوله ان لا مُـدّة زمنياً له، ولا حتى لإيجاد اللقاح اللازم، فالمسألة طويلة الأمد، وعليه، فإن مجلس الوزراء عشية الجولة الثانية من العودة الى الاقفال سيتخذ قرارات يرجح ان تكون قاسية.. بين اقفال لـ24 آب، ومنع التجول، أو الاقتصار على منع التجول ليلاً، في ساعات محددة..
واوضحت مصادر مطلعة لـ«اللواء» ان استقالة الوزير حتي فاجأت الرئيسين عون ودياب الا انهما توافقا في لقائهما الذي عقد قبل الظهر على عدم التأخير في تعيين بديل عنه بإعتبار ان منصب وزير الخارجية استثنائي وحقيبة الخارجية سيادية ولا يمكن ترك الوزارة من دون وزير، فكان الأتفاق على السفير شربل وهبة الذي يشغل منصب مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الديبلوماسية الذي سبق وان طرح اسمه عند تشكيل الحكومة الحالية.
وقالت المصادر انه جرى التأكيد على ان استقالة حتي يجب ان تشكل حافزا لتفعيل عملها وفهم ان وهبة انضم للقاء عون ودياب في جلسة تعارف بينه وبين رئيس الحكومة على ان اللقاء الثاني بين رئيس الجمهوريةورئيس مجلس الوزراء افضى الى اصدار مرسومي الأستقالة والتعيين. ولفتت المصادر الى انه من المرجح ان يحصل اعادة تقييم للوضع الحكومي يأخذ في الأعتبار تفعيل الحكومة ومدها بدفع جديد للعمل.
وكان صدر المرسوم رقم 6749 بقبول استقالة حتي، ثم المرسوم رقم 6750 بتعيين السفير وهبة، وتلا الأمين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكية نص المرسومين، اللذين وقعهما الرئيسان بعد ظهر أمس في بعبدا، بعد اجتماع ثانٍ بينهما، وانضم الوزير الجديد إلى الاجتماع، حيث أبلغ بالقرار.
وكان الوزير حتي زار السراي الكبير، وقدم استقالة خطية للرئيس دياب الذي قبلها فوراً، واتجه إلى بعبدا، للتباحث بالخطوة التالية، وسط معلومات تأكدت لاحقاً انه تمّ التوافق على المستشار الدبلوماسي للرئيس عون السفير وهبة (اللواء عدد أمس)، ثم غادر، وعاد بعد الظهر، وجرى توقيع مرسوم قبول الاستقالة، ثم صدور مرسوم تعيين الوزير البديل وهبة (67 عاماً).
وهبة في الخارجية
ويتسلم الوزير وهبة مهامه اليوم، بكلمة يتحدث فيها إلى العاملين في السفارة، ويشارك في مجلس الوزراء بعد غدٍ. وفي اول حديث له، قال الوزير وهبه لـ«او تي في»: لا حصار على لبنان بل عقوبات على طرف أو حزب سياسي. وسنسعى مع الادارة الاميركية بالطرق الدبلوماسية لمعالجة الموضوع. وعلينا العمل بالاصلاحات في الادارة والمالية. ولا يوجد تحفظ من الدول العربية لكن الامر بحاجة لمتابعة. وقد تلقيت دعوة من وزير خارجية الكويت لزيارتها خلال الاتصال الذي اجراه بي للتهنئة.
وعن احتمال زيارته للملكة العربية السعودية، قال: المملكة بلد عربي شقيق وداعم للبنان ومن واجبنا زيارتها عندما تتسنى لي الفرصة بالطبع. وعما اذا كان ينوي زيارة سوريا؟ قال: سوريا بلد شقيق وجار، وزيارتها مرتبطة بالاهداف التي نتوخى تحقيقها. ويجب استمرار الاتصالات لمعالجة قضية النازحين.
وحول معالجة ملف النازحين قال: ملف النازحين بيد وزارة الشؤون الاجتماعية حسب قرار الحكومة. واذا احتاج الامر التنسيق مع الخارجية لن نتأخر. وعن الموقف مماحصل بين رئيس الحكومة حسان دياب وفرنسا، قال وهبه: لم يخطيء الرئيس دياب في التعامل مع فرنسا، وقد اوضح موقفه امام وفد السفارة الفرنسية الذي زاره في السرايا.
بيان الأسباب
في بيان الاستقالة ختم الوزير حتي بيان الاستقالة، باربع كلمات: حمى الله لبنان وشعبه.. بعد الإشارة إلى «الانتفاضة الشعبية» ضد الفساد والاستغلال، أكّد حتي في بيانه ان «الواقع اجهض جنين الأمل في صنع بدايات واعدة من رحم النهايات الصادمة». وقال: لبنان ينزلق اليوم للتحول إلى دولة فاشلة..
وفي حيثيات قرار الاستقالة جاء: ولنقدر أداء مهامي في هذه الظروف التاريخية والمصيرية ونظراً لغياب رؤية للبنان الذي أؤمن به، وفي غياب إرادة فاعلة في تحقيق إصلاح هيكلي يطالب به المجتمع الوطني ويدعو إليه المجتمع الدولي، قررت الاستقالة من مهامي كوزير للخارجية والمغتربين. على ان الأخطر ما كشف عنه حتي: شاركت في هذه الحكومة من منطلق العمل عند رب عمل اسمه لبنان، فوجدت في بلدي أرباب عمل ومصالح متناقضة.
ولدى مغادرته الخارجية بعد ان ودع موظفيها، قال حتي: استقالتي ليست مرتبطة بأي عامل خارجي بل اسبابها داخلية صرف، مضيفا ردا على سؤال عما اذا كان النائب جبران باسيل يقيّد عمله: هذا كلام غير مقبول. وقال «الله يوفق الجميع». وقالت مصادر مقربة من المستقيل: لـ«رويترز» إنه قرر الاستقالة بسبب خلافات مع دياب، خاصة بعد زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان للبلاد في الفترة الأخيرة، ولشعوره بخيبة الأمل لتهميشه.
وبدا أن دياب انتقد لو دريان لربطه أي مساعدات للبنان بالإصلاحات وبالاتفاق مع صندوق النقد الدولي وذلك خلال زيارة الوزير الفرنسي لبيروت الشهر الماضي. وقال متحدث باسم مكتب دياب لـ«رويترز» إن مجلس الوزراء سيركز الآن على المضي قدما في التدقيق في حسابات البنك المركزي وعدد آخر من الإصلاحات واسعة النطاق. واعتبر مُنسّق الأمم المتحدة في لبنان بان كوبيتش ان هذه الاستقالة تشكّل «رسالة»، متسائلاً ما إذا كانت «صرخة الاحباط» هذه سيتم سماعها في البلاد «تغرق أكثر كل يوم في الفقر واليأس».
وانتقدت منظمة هيومن رايتس ووتش أمس «تقاعس» السلطات اللبنانية عن معالجات الأزمات الاقتصادية والسياسية التي تُهدّد المواطنين في لقمة عيشهم. وقالت آية مجذوب، باحثة لبنان لدى المنظمة «شعب لبنان يُحرم يومياً من حقوقه الأساسية بينما يتشاجر السياسيون حول حجم الخسائر المالية في البلاد ويعرقلون جهود الاصلاح». على ضفة الموالاة (8 آذار)، فإن قيادياً فيها يعتقد ان استقالة حتي قد تشكّل مدخلاً لاجراء تغيير حكومي شامل، أو إعادة تكوين الحكومة.
ومن الخيارات وفقاً له ان الرئيس «حسان دياب قد يجبر في لحظة ما على الانسحاب أو الاعتكاف». وتذهب مصادر في 8 آذار للحديث عن استقالات جديدة، بتحريض من دوائر خارجية، بعد اجبار الحكومة على الاستقالة من قبل الإدارة الأميركية. وقالت المصادر ان الائتلاف الحاكم وضع الترتيبات، لأي اعتبار أو احتمال قد يحدث، بما في ذلك تحضير البدائل، على نحو ما حصل مع الوزير حتي.
سياسياً، وقبل ساعات من قرار المحكمة الدولية، والمرحلة الثانية من اقفال البلد، يتحدث الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله عند الثامنة والنصف من مساء غدٍ، حول التطورات السياسية في البلاد.
مالياً، ما تزال الاجتماعات تتواصل لتضييق شقة الخلاف بين فريقي وزارة المال والمصرف المركزي وجمعية المصارف حول أرقام الخسائر، وتوحيد الورقة اللبنانية إلى اجتماعات صندوق النقد الدولي عند استئنافها.
5062
صحياً، اعلنت وزارة الصحة العامة تسجيل 177 إصابة كورونا جديدة رفعت العدد التراكمي للحالات المثبتة الى 5062، مع تسجيل 4 حالات وفاة. وفي المعلومات ان اللجنة العلمية رفعت توصية بفرض منع تجول خلال المرحلة الثانية من الاقفال التام التي تمتد من السادس حتى العاشر من الشهر الجاري، أو السير بخيار حظر التجول خلال ساعات محددة ليلاً. وأعلنت إدارة «بنك عودة» عبر صفحتها على «فايسبوك»، مساء أمس، عن تسجيل إصابات بفيروس كورونا بين موظفي المصرف. وجاء في بيان الإدارة:
نظراً لظهور إصابات بفيروس كورونا في فرع فردان وفرع الروشة، سيتم إقفال الفرعين يومي الثلاثاء والأربعاء المقبلين. وسيعاود العمل في أسرع وقت ممكن. وأضاف البيان: تم اتخاذ كافة التدابير اللازمة بما في ذلك وضع جميع الموظفين في الحجر وإخضاعهم لفحوص PCR عدة مرات وتعقيم الفرع بشكل تام، وفق معايير منظمة الصحة العالمية. لقد جاءت فحوص الموظفين الباقين سالبة، ولكنهم سيبقون حالياً في الحجر.
على صعيد التحركات الشعبية، نظم أهالي النبطية والقرى المجاورة مسيرة احتجاجية رفضاً لأزمة البنزين والمازوت التي تعيشها المدينة وقراها منذ عدة أسابيع، ورفع المحتجون شعارات «النبطية لا تقبل الذل»، «النبطية أنقى من هيمنتكم وأقوى من فسادكم».
المسيرة التي انطلقت من أمام سرايا النبطية باتجاه السوق التجاري وصولاً إلى تمثال حسن كامل الصباح، أكد المعتصمون خلالها على رفضهم لسياسة الذل التي تمارس بحق الناس على أبواب المحطات، وشدد المعتصمون من خلال بيان تلاه الدكتور عباس وهبي أن النبطية ترفض الذل، مؤكداً أن هناك أكثر من ٧٠٠ محطة محروقات في الجنوب دون محروقات، متسائلاً أين تتبخر محروقات مصفاة الزهراني، وأين تختفي وهل هي مصفاة برموداً، مطالباً الوزراء المعنيين التدخل سريعاً لمحاسبة الفاسدين ومعالجة الأزمة لأن الكيل طفح عند أهل النبطية. وفي سياق التحركات، اقدم محتجون ليلاً على قطع الطريق في محلة الصيفي.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
البناء
جيش الاحتلال يصعّد غاراته على سورية… ونتنياهو يتحدّث عن إحباط تسلّل عبر الجولان!
الحكومة تعيّن وهبة بديلاً لحتّي في الخارجيّة… و«القطار لن يتوقف مهما تغيّر الركاب»
نصرالله يطلّ غداً… والتوقعات: مواجهة المقاومة مع الاحتلال… والحكومة… وكورونا
المواجهة بين محور المقاومة وجيش الاحتلال تنتظر محطة فاصلة مع الردّ المرتقب لحزب الله على عملية استهداف موقع للمقاومة قرب مطار دمشق، نتج عنه استشهاد المقاوم علي محسن، وبالانتظار حبس أنفاس مستمرّ في الكيان وصولاً لحد الهيستيريا التي تجلت بالإعلان بشكل شبه يومي عن إحباط محاولات تسلل، وردود مفترضة، لكن كل مرة بإطلاق ذخائر مدفعية وصاروخية وإطلاق نار متواصل، وحديث عن مواجهات واشتباكات لكن من دون اعتقال أحد أو إصابة أحد أو ضبط مواد تشير لعملية مفترضة تمّ إحباطها، حتى وصل الأمر بالجيش الواقف على «إجر ونص» أن يقدّم محفظة زرقاء مزركشة بصفتها الحقيبة التي كانت تحوي متفجّرات قرب حدود الجولان المحتل، تمّ ضبطها خلال منع عملية تحدث عنها رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، بصورة تثير السخرية وفقاً لأبسط القواعد العسكرية للتمويه كما يقول الخبراء العسكريون، فيما الحديث يجري عن مقاومة لديها من الخبرات ما يثير رعب الاحتلال فكيف تنطلي كذبة هذا حجمها على أحد. وليل أمس شهدت سورية مواجهة متعددة الجبهات بين الدفاعات الجوية للجيش السوري وطائرات جيش الاحتلال الحربيّة وحواماته، التي استهدفت مواقع قرب دمشق وأخرى على جبهة القنيطرة، من دون أن تسفر عن وقوع إصابات وفقاً لما نقلته وكالة سانا الرسمية التي نقلت الخبر. ويأتي التصعيد على الجبهة السورية محاولة لشد أعصاب الرأي العام داخل الكيان وطمأنته إلى جهوزية الجيش للتعامل مع أي مخاطر مقبلة، بينما حال الجيش ليست أفضل من حال الجبهة الداخلية، كما يجمع المحللون العسكريون على القنوات العبرية الذين ما إن سمعوا عن إطلالة للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله حتى بدأوا بالتكهنات حول ما سيقوله، والتداول بالفرضيات، لكن التحفظ والحذر سيطرا على التوقعات لجهة الاعتقاد بأن الرد يبدو متأخراً وإلا جاءت الإطلالة بعد العملية لو كانت قريبة، بينما قال آخرون إن السيد نصرالله يتلاعب بأعصاب قادة الكيان وجمهوره وهو يمسك على نقطة الألم ويشدّ، لأنه واثق مما لديه ولو تأخر في الضربة وصولاً للحد الأقصى من الاستثمار الممكن لحربه النفسية؛ بينما لبنانياً استبعدت التوقعات عن مضمون ما سيتحدث عنه السيد نصرالله، أن يتطرق إلى ما سيصدر عن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان التي ستتلو قرارها يوم الجمعة، وأن يتناول في حديثه بمناسبة الإنتصار في حرب تموز 2006 خيار المقاومة وتطوره وتعزيز إمكاناته، وحتمية الرد على الاعتداء الذي حاول تغيير قواعد الاشتباك تاركاً للميدان أن يقرر المكان والزمان، وأن يتطرق لملف الوضع الحكومي لجهة تأكيد دعم حزب الله للحكومة وتماسكها والتمسك بها، وأن يمنح حيزاً خاصاً للتركيز على ضرورة التقيّد بالإجراءات الوقائية في مواجهة تفشي وباء كورونا الذي يسجل أرقاماً تصاعدية مقلقة.
في الشأن الحكومي كان تعيين السفير المتقاعد شربل وهبة وزيراً للخارجية خلفاً للوزير المستقيل ناصيف حتي، رسالة واضحة للداخل والخارج، وللوزراء المترددين، بأن القطار الحكومي لن يتوقف، وأن مساره لن يتأثر بمن يغادر القطار، وأن الركاب قد يتغيرون لكن القطار يواصل السير، وفقاً لما قاله مصدر حكومي تعليقاً على القبول السريع لاستقالة حتي وتعيين خلف له بأقل من ست ساعات، مضيفاً تعليقاُ على فرضية استقالة وزراء آخرين بعد حتي، بأن لا مؤشرات على ذلك، لكن لو حصل فلن يكون التعامل مع أي استقالة أخرى مختلفاً. فالفراغ هو البديل الوحيد الذي تريد الترويج له الاستقالات. وهذا أمر خطير وطنياً، ينم عن عدم مسؤولية، ومن يتحملون المسؤولية معنيون بالتصرف وفقاً لإدراكهم هذه الخطورة، وعدم ترك البلد يسقط في الفراغ والفوضى.
وبحسب معلومات «البناء» فإن الوزير حتي ومنذ تأليف الحكومة التزم بسياسة رئيس الجمهورية والحكومة في القضايا الخارجية، لكن رئيس الحكومة وبعض الوزراء بدأوا بملاحظة تغيير في موقف حتي بعد جولته الاوروبية الشهر الماضي، لا سيما الى فرنسا والفاتيكان وبدأ بإطلاق مواقف في دوائره الضيقة ضد سياسة الحكومة ويتحدث عن فشلها في تحقيق برنامجها الإصلاحي وبدا انحيازه الواضح الى المحور الأميركي الأوروبي وصمته عن موضوع المقاومة بشكل يعبّر عن اعتراض على عملها ودورها، ما أثار امتعاض رئيسي الجمهورية والحكومة. وبعد زيارة وزير الخارجية الفرنسي الى لبنان استثناه رئيس الحكومة عن الاجتماع المركزي الذي عقده في السرايا الحكومية وحضره وزيرا المالية والاقتصاد. أما القشة التي قصمت ظهر البعير فكانت مقابلته الأخيرة على قناة أم تي في ومواقفه الغامضة والملتبسة التي أعلنها من سورية والمقاومة. علماً انه وبحسب ما علمت «البناء» فإن حتي كان من الوزراء الذين دافعوا عن الحكومة وانتقدوا «الثورة» حتى الماضي القريب أي منذ مدة شهر ونصف، حيث أكد في أكثر من مجلس خاص بأن لا بديل عن الحكومة وإن جاءت حكومة أخرى فلن تستطيع الإنجاز أكثر من الحكومة الحالية التي ورثت مصائب ومصاعب العهود والحكومات الماضية، وبالتالي لا يمكن تحميلها مسؤولية الازمات المتراكمة، وشدّد آنذاك على أن الحكومة تعمل ما بوسعها وبكل طاقتها لتحقيق الإصلاحات لكن التعقيدات والعراقيل والصعوبات الداخلية معروفة وتقف عقبة أمام ذلك، الى جانب الأوضاع الصحية المتمثلة بكورونا الذي زاد في الأزمة وفي الانعزال عن الخارج وأخّر إمكانية الحصول على المساعدات. فما الذي غير موقف حتي بهذه المدة القصيرة؟! ولماذا اختار حتي خيار الاستقالة الفورية والمفاجئة بدلاً من خيار التلويح بالاستقالة للضغط على الحكومة للإسراع بالإصلاحات!
ووضعت مصادر مطلعة لـ«البناء» استقالة حتي في اطار المحاولات الاميركية المستمرة للتشويش على الحكومة والعمل على إسقاطها، متهمة الفرنسيين بممارسة ضغوط على لبنان تنفيذاً لرغبة وإملاءات الأميركيين. وبحسب المصادر كانت الخطة الاستثمار السياسي في استقالة حتي ورهاناً على تحويل القضية الى خلاف بين رئيسي الجمهورية والحكومة ورئيس التيار الوطني الحر على تعيين اسم البديل فيعلن وزراء آخرون في هذه اللحظة استقالاتهم أيضاً بسبب عدم إنتاجية الحكومة ما يدفع برئيس الحكومة للاستقالة أو يعلن باسيل استقالة الوزراء المقربين من التيار. وفي هذا السياق سرت معلومات أمس عن استعداد بعض الوزراء لتقديم استقالاتهم وجرى حديث مقابل في الكواليس عن اتجاه لدى رئيسي الجمهورية والحكومة لخطة استباقية لإقالة 5 وزراء لعرقلتهم خطة الإصلاح الحكومية.
إلا أن مبادرة رئيسي الجمهورية والحكومة الى إجراء مشاورات والاتفاق على تعيين بديل عن حتي بمدة زمنية لا تتعدى الـ6 ساعات كانت ضربة معلم على رأس الأميركيين والفرنسيين كما وصفتها بعض الدوائر الأميركية، بحسب ما علمت «البناء».
وأكدت مصادر في 8 آذار لـ«البناء» «أن لا اتجاه عند قوى الاغلبية النيابية الى اقالة الحكومة بل إن مربع الحزام الحامي للحكومة المؤلف من رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر وثنائي أمل وحزب الله مازال متماسكاً ومتمسكاً ببقاء الحكومة ولا مصلحة للبلد بالإطاحة بالحكومة، لأن المشروع الاميركي يريد إسقاط الحكومة لتعميم الفراغ وهذا يقضي على ما تبقى من دولة ونظام وتماسك داخلي وقدرة ماليّة واقتصاديّة على الصمود، وبالتالي يسرع بالانهيار الاقتصادي والمالي ويهدد السلم الاهلي والاستقرار الامني الداخلي».
وكان رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة حسان دياب وقعا مرسوم قبول استقالة وزير الخارجية والمغتربين ناصيف حتي ومرسوم تعيين السفير شربل وهبة وزيرًا مكانه. وأشار وهبي في حديثٍ للـ»او تي في» إلى أن «لبنان بلدنا والدولة تمر بصعوبة وعلينا أن نسعى للخروج منها»، وأكد أن «على الحكومة ان تعمل ولبنان عليه ان يسعى لفك الازمة بالتواصل مع الجميع». وقال: «لا ارى ان هناك حصاراً بل صعوبات ولدينا حضور فاعل في العالم ينبغي الاستناد اليه».
وشدد على أنه «يجب علينا ان نبادر بالإصلاحات ووزير خارجية الكويت اكد لي وقوف الكويت الى جانبنا قلباً وقالباً»، وأضاف: «أبلغني وزير الخارجية الكويتية انه سيوجه لي دعوة لزيارة»، واعتبر أن «الزيارات تأتي لتحقيق هدف ونحن وسورية بلدان جاران والأمر يكون بناء على توافق مجلس الوزراء، وعلينا التعاون بموضوع النازحين الموجود بيد وزارة الشؤون الاجتماعية، واذا احتاج الأمر التنسيق لن نتأخر»، وتابع: «أحترم المملكة العربية السعودية وكل الدول العربية وازور المملكة في أول فرصة تتاح». ورأى وهبة أن «رئيس الحكومة حسان دياب لم يخطئ مع فرنسا ويجب إعطاء الكلام حجمه والتهميش ليس من أسلوب عملي».
وكان حتي زار السراي صباح أمس، وقدّم استقالته للرئيس دياب وأصدر بياناً قال فيه: «قررت الاستقالة من مهامي كوزير للخارجية والمغتربين متمنياً للحكومة وللقيمين على إدارة الدولة التوفيق وإعادة النظر في العديد من السياسات والممارسات من أجل إيلاء المواطن والوطن الاولوية على كافة الاعتبارات والتباينات والانقسامات والخصوصيات…. شاركت في هذه الحكومة من منطلق العمل عند رب عمل واحد اسمه لبنان، فوجدت في بلدي أرباب عمل ومصالح متناقضة، إن لم يجتمعوا حول مصلحة الشعب اللبناني وإنقاذه، فإن المركب لا سمح الله سيغرق بالجميع».
وما أن أعلن حتي استقالته حتى انبرت قيادات سياسية تدور في الفلك الأميركي للترحيب وكيل المديح بوزير الخارجية الأسبق، فقال رئيس القوات سمير جعجع «إن شهادة حتي هي بألف شهادة كونها أتت بعد ممارسة عملية استمرت لأكثر من 6 أشهر ومن دون أي مصلحة سياسية»، مضيفاً: لن يستقيم الوضع في لبنان طالما أن «حزب الله» و«التيار الوطني الحر» وحلفاءهما يمسكون برقاب السلطة في لبنان»، إلا أن جعجع وقبل أيام كان قد هاجم الحكومة وجميع وزرائها وأنهم فشلوا في كل شيء!
وفيما أبدت مصادر التيار الوطني الحر استغرابها من خطوة حتي، غرد نائب رئيس التيار لشؤون الشباب منصور فاضل على «تويتر» مخاطباً حتي من دون أن يسمّيه بالقول: «اذا كنت لا تعلم حجم الضغوطات والتحديات فمشكلة، اما اذا كنت تعلم واستقلت فالمشكلة اكبر …انا من المؤمنين الدائمين بضرورة إدارة البلاد من قبل أشخاص عصاميين مناضلين وأشداء. عسانا مع تجربة ناصيف حتي نتعظ جميعاً ونتعلم الفرق بين السياسيين التقليديين والسياسيين المكافحين».
وفي أول تعليق فرنسي على استقالة حتي تؤشر الى ترابط بين الاستقالة والموقف الأميركي من الحكومة بعد زيارة وزير خارجيتها الاخيرة الى بيروت، كتب النائب الفرنسي Gwendal ROUILLARD على «تويتر: واصفاً حتي بأنّه «رجل دولة». ونوّه بأنه «كان في السلطة من أجل أن يَخدُم، وليس العكس، وكان متمسّكاً بالحياد الإيجابي، السيادة، الإصلاحات الضرورية، والعلاقات العميقة مع فرنسا». وكتب المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش عبر «تويتر»: «تعد استقالة وزير الخارجية ناصيف حتّي رسالة بحد ذاتها فهل تسهم تلك الصرخة التي تنبع من إحباط عميق في وضع لبنان على سكة الإصلاح».
وعكست أجواء السراي الحكومي امتعاضاً من استقالة حتي، معتبرة أنها من دون مبرر وتأتي في سياق سلسلة أحداث وضغوط دولية على لبنان وأوضاع اقتصادية ومالية ومعيشية وصحية خطيرة، رابطة بين الاستقالة والضغوط الخارجية على لبنان وزيارة وزير خارجية فرنسا الى بيروت والموقف الفرنسي المعترض على صلابة رئيس الحكومة امام التأنيب الذي وجهه لودريان الى الحكومة بأسلوب لم يكن موفقاً. وتشير الأجواء الى أن الحكومة ورئيسها يتعرضان لحملة سياسية واعلامية غير مسبوقة تقف خلفها جهات سياسية ومالية في الداخل والخارج. مشددة على أن «الحكومة مستمرة في أعمالها والرئيس دياب سيواصل تحمل مسؤولياته الوطنية بكل عزم وصبر حتى إنقاذ لبنان وإيصاله الى بر الأمان».
في غضون ذلك يطل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله يوم غدٍ الأربعاء الثامنة والنصف مساء في كلمة يتناول خلالها الأوضاع الداخلية لا سيما موضوع الحكومة والتدخل الخارجي والضغوط الاميركية والظروف المعيشية والصحية مع انتشار وباء كورونا بشكل كبير في لبنان. كما سيتطرق الى الملفات الداخلية التي لها علاقة بالإقليم، فيما يخصص خطابه في ذكرى انتصار تموز في 14 آب الى الملفات الاستراتيجية في المنطقة. ولن يتطرق السيد نصرالله بحسب معلومات «البناء» الى ملف قرار المحكمة الدولية المرتقب في 7 آب المقبل في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري. وتشير مصادر «البناء» في هذا الصدد الى أن حزب الله غير معني بالمحكمة ولا بقرارها، مستبعدة أن يؤدي القرار الى توتر مذهبي في الساحة الداخلية لكون المحكمة فقدت مصداقيتها منذ سنوات وظهر أنها مسيّسة ولم تعد محل ثقة اللبنانيين ولا حتى ثقة دول عدة، خصوصاً أنه سبق للمحكمة أن أصدرت قرارها الظني ووجهت الاتهام الى افراد من حزب الله ولم تظهر أي تداعيات في لبنان، وعلمت «البناء» أن «الرئيس سعد الحريري ليس بوارد التصعيد بعد قرار المحكمة بل يحصل تواصل واتصالات تنسيقية بين بيت الوسط والضاحية في اطار حصار تداعيات اي حدث يؤدي الى توتير الساحة الاسلامية وذلك في اطار ربط النزاع بين الحزب والتيار». وتحدثت مصادر «البناء» عن تحركات أمنية في بعض مناطق الشمال تحديداً في طرابلس متخوفة من أحداث أمنية في المدينة كعمليات اغتيال او استهداف للقوى الأمنية والجيش اللبناني في اطار التمدد التركي في المنطقة مستفيدة من الانقسام السياسي وبعض التساهل الأمني، لكن المصادر أكدت أن القوى الأمنية والجيش يقومان بدورهما في رصد وتعقب أي خلايا إرهابية تعمل في المدنية».
وكان المبنى «ب» في سجن رومية شهد مساء أمس، حالة من التوتر بعد أن عمد السجناء إلى الانتفاض وسط صيحات التكبير، وسُمع صوت إطلاق نار من قبل قوة مكافحة الشغب، وسُجلت حالات من الهلع والإغماء بين المساجين.
وتزامناً مع إعلان قرار المحكمة يطل رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل عبر محطات التلفزيون في ذكرى 7 آب متحدثًا عن المناسبة وأبعادها، وعن التطورات السياسية في لبنان، موجهًا كلامه للبنانيين عموماً وللمنتسبين الى «التيار الوطني الحر» بصورة خاصة.
ولم يغب الملف الصحي عن واجهة الاهتمام، اذ أعلنت وزارة الصحة العامة تسجيل 177 اصابة جديدة بفيروس كورونا و3 حالات وفاة. وأشارت المعلومات الى أن «لجنة متابعة ملف كورونا سترفع توصية لرئاسة الحكومة بالتشدد بتطبيق الإجراءات الوقائية بما في ذلك المطار على أن تتضمن الإجراءات فرض منع تجول خلال فترة إقفال البلد بين 6 آب و10 آب ويبقى لرئاسة الحكومة اتخاذ القرار النهائي». ويعقد مجلس الوزراء جلسة الخميس المقبل في السرايا الحكومية.
وسجل امس، تحليق طائرة استطلاع إسرائيلية من دون طيار من نوع «ام.ك» فوق نهر الليطاني ويحمر والشقيف وزوطر الشرقية والغربية والنبطية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الأخبار
اقتراح التعديل الوزاري يتقدّم… وباسيل الأكثر حماسة؟
الفرنسيون مستاؤون من رئيس الحكومة حسان دياب. ومثلهم الأميركيون. هي اللحظة التي يراها خصوم الحكومة مؤاتية للتخلص منها. يحدث ذلك في ظل الحديث عن شبه اتفاق بين القوى الرئيسية في الحكومة على إعداد لائحة أسماء بديلة في حال استقالة أو إقالة البعض. وفي الوقت عينه، يتقدّم، على طاولة البحث لا على سكة التنفيذ، اقتراح التعديل الوزاري.
لم يهدأ «غضب» الفرنسيين بعد تجاه رئيس الحكومة حسان دياب. ما زالت الصدمة أكبر من أن تمتصها باريس؛ فالكلام القاسي الموجّه الى وزير خارجيتها غير معهود من ذي قبل. غضب ترجم يوم أول من أمس بضغوط على وزير الخارجية المستقيل ناصيف حتي لتقديم استقالته التي لاقت ترحيباً وتهليلاً من قوى 14 آذار. أما السبب غير المعلن في بيان حتّي الذي لم يحمل أي إيضاحات حول أسباب هذه الاستقالة، فهو الاعتراض على سياسة الحكومة، وتحديداً رئيسها، تجاه «المجتمع الدولي» والولايات المتحدة الأميركية. وفي حين نفى الأمين العام لوزارة الخارجية السفير هاني الشميطلي أن تكون وزارة الخارجية قد تسلمت أي كتاب يعرب فيه وزير خارجية فرنسا جان إيف لو دريان عن استيائه من كلام رئيس الحكومة، أشار في المقابل الى أنه لحظ زيارة فريق ديبلوماسي لدياب و«من الممكن أن يكون قد نقل اليه رسالة ما».
وبات من الصعب الفصل بين تكثيف الضغوط الدولية والأميركية على الحكومة الحالية في مسعى لضعضعتها وتحقيق أكبر خرق ممكن داخلها عشية صدور قرار المحكمة الدولية في 7 آب المقبل، وبين استفاقة «ثوار الأرز» ومحاولة لملمة صفوفهم والتناغم، أكان من خلال التصريحات أم المواد الاعلامية المنشورة في وسائل الإعلام التي تنطق بلسانها. فمحاولات إسقاط الحكومة ما زالت مستمرة وتتصاعد وتيرتها. آخر محاولة، قادها أحد السفراء السابقين بالوكالة عن الولايات المتحدة لاستقالة حتّي. هذا المسار الدولي يتلاقى مع نشاط استثنائي لمجموعة من المستوزرين والمسترئسين الذين وجدوا في ما يجري اليوم تقاطعاً مع طموحهم إلى الوصول للسلطة في هذه المرحلة المفصلية. من المفترض أن يكون تاريخ 7 آب النقطة الصفر لتحقيق انقلاب يودي بالحكومة، والمهم هنا أن يكون البديل موجوداً. لذلك، يحاول هؤلاء فرض أنفسهم على الساحة لتحقيق مآربهم.
من جهتها، تُعدّ السلطة السياسية هي الأخرى بدلاء محتملين في حالة استقالة بعض الوزراء، بعد أن ورد الى مسمع القوى السياسية الأساسية في الحكومة أن الفرنسيين والأميركيين يمعنون في الضغط على بعض الوزراء لدفعهم الى الاستقالة، وعلى رأسهم وزيرة الإعلام منال عبد الصمد المقرّبة من الحزب الاشتراكي. أما الهدف الرئيسي، فهو الوصول الى ثلث الوزراء لفرط الحكومة وإقالتها. في موازاة ذلك، ثمة شبه اتفاق ما بين دياب ورئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل وكل من حزب الله وحركة أمل على ضرورة إعداد لائحة بأسماء بعض الأشخاص المؤهلين لتولّي بعض الوزارات في حالة استقالة أو إقالة البعض. ويبدو باسيل الأكثر حماسة لإجراء تعديل حكومي، ولا سيما مع ورود معلومات عن إمكان تقديم وزير الاقتصاد راوول نعمة استقالته. وما مسارعة كل من عون ودياب الى تعيين شربل وهبي وزيراً للخارجية، أمس، كبديل من حتّي بعد ساعات قليلة على تقديم استقالته رسمياً، سوى في إطار قطع الطريق على أي مسعى لاستغلال ما حصل في الشارع أو استثماره من الخصوم السياسيين.
يأتي هذا الإجراء في محاولة لكسب المزيد من الوقت، ولا سيما مع فشل الحكومة حتى الآن في تحقيق أي خرق جدّي في الأزمة الاقتصادية – المالية – النقدية، والحدّ من تبعاتها الاجتماعية، الأمر الذي سيسهل عملية إقالتها أو دفعها الى الاستقالة مع تفاقم الأزمة والوصول الى حائط مسدود في المحادثات بين وزارة المال ومستشاري رئيسَيّ الجمهورية والحكومة من جهة ومصرف لبنان والمصارف من جهة أخرى، ولا سيما أن الاجتماعات التي انعقدت الأسبوع الماضي لم تحمل أي جديد، في ظل إصرار المصارف على عدم المضيّ قدماً في المفاوضات قبيل تأمين «السطو» على أصول الدولة، فيما أجرت شركة لازار، المستشار المالي للحكومة، اجتماعين منفصلين، الأول مع مصرف لبنان والثاني مع لجنة الرقابة على المصارف، لاستيضاح بعض الأرقام والتقارير التي لم تحصل عليها حتى الساعة. حصل ذلك بعد رفض لجنة الرقابة عقد الاجتماع مع البنك المركزي في الوقت عينه، من منطلق استقلاليتها عنه وضرورة عدم إظهارها كملحق به. من جهة أخرى، وفيما كان مطروحاً اقتراح إعادة السماح لشركات تحويل الأموال بدفع التحويلات بالدولار، أرجأ المجلس المركزي لمصرف لبنان هذا البند المطروح على جلسته أمس إلى الأسبوع المقبل.