"داعش" تتوسع بـ"الذئاب المنفردة" أو الإرهاب اللامتوازي asymétrique

"داعش" تتوسع بـ"الذئاب المنفردة" أو الإرهاب اللامتوازي asymétrique

مجلة “الجيش الإسرائيلي” تدعو لفتح جبهة ضد مصر
التحرر القومي والثقافة (بقلم : أميلكار كابرال)*
الدكتور محمود السيد: رحيل رئيس مجمع اللغة العربية بالقاهرة خسارة وشكل فراغاً

تكشف الهجمات الإرهابية الأخيرة في الولايات المتحدة وفرنسا والأردن التي أعلنت الدولة الإسلامية / “داعش” المسؤولية عنها، أن هذا التنظيم يحرك أذرعه الأخطبوطية بواسطة تكفيريين انتحاريين يعملون بشكل منفرد، ومعزولين عن أي دعم لوجستي أو تنظيمي، يطلق عليهم اسم “الذئاب المنفردة”.

وظهرت ملامح الاستراتيجية الجديدة للدولة الإسلامية بعد الهجوم الإرهابي الذي نفذه محمد المشارفة على مكتب الإستخبارات في مخيم البقعة في الأردن، حيث قتل خمسة من عناصره. ووقع الهجوم الجديد الذي تكتمت سلطات عمان حوله، بعد نحو 3 أشهر من هجوم آخر قتل فيه عنصر أمن و8 أعضاء في خلية نائمة تابعة لـ”داعش” في مدينة اربد شمال الأردن. وقالت السلطات حينها انهم كانوا يعتزمون تنفيذ هجمات في الأردن.

وبعد أيام من هجوم البقعة، فتح عمر متين النار على رواد ناد ليلي في أورولاندو بولاية فلوريدا ما ادى الى مقتل 49 شخصا واصابة 50 آخرين بجروح، وذكرت السلطات الأمريكية أن متين الأمريكي من أصل أفغاني، بايع تنظيم داعش قبل تنفيذ هذه المجزرة بلحظات.

عبد الله العروسي منفذ هجوم باريسعبد الله العروسي منفذ هجوم باريس

وبعد اعتداء أورلاندو، قام إرهابي آخر بقتل شرطي وزوجته في العاصمة الفرنسية باريس. وحسب التحقيقات الفرنسية فإن القاتل، ويدعى عبد الله العروسي، مرتبط بتنظيمات تنشط في أفغانستان وأنه محكوم سابق لانتمائه لخلية إرهابية.

وقد أعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن الحادث الإرهابي الذي وقع في فرنسا، وذلك عبر وكالة أعماق التابعة للتنظيم والتي قالت إن “مقاتلا في داعش قتل قائدا بالشرطة الفرنسية في مدينة ليه موروه وزوجته طعنا بالسكين”.

عمر متينعمر متين منفذ هجوم أورلاندو

وقال مرصد الفتاوى التكفيرية التابع لدار الإفتاء المصرية إن الدولة الإسلامية تنفذ استراتيجية “سمكة الصحراء” العسكرية التي تقوم نقل الصراع من مكان إلى آخر، وتنفيذ عمليات نوعية متزامنة في دول مختلفة. وقال المرصد إن تنظيم “الدولة” خرج من مناطق الصراع في الشرق الأوسط إلى مناطق جديدة في أوروبا وأميركا، بعد الضربات المتلاحقة التي أضعفته في سوريا والعراق وليبيا وغيرها.

وأشار المرصد الى اسلوب آخر للتنظيم يستخدم فيه “الذئاب المنفردة” لتنفيذ عملياته، سواء أكانت هذه العمليات بالأسلحة المتطورة أو بالطرق البدائية مثل السكين أو حتى العصا.  يذكر أن الناطق باسم “داعش”، أبو محمد العدناني، دعا في العام 2014 في تسجيل صوتي، المتعاطفين مع التنظيم إلى قتل رعايا دول الائتلاف في أي مكان، باستخدام أي سلاح متاح دون العودة إلى قيادة “داعش” أو حتى الانضمام إليه تنظيميا.

محمد المشارفةمحمد المشارفة منفذ هجوم البقعة

كما دعا خليفة الدولة الإسلامية ” أبو بكر البغدادي “الذئاب المنفردة” إلى استهداف المسلمين الشيعة في السعودية، في حين توعدت “داعش” عبر مؤسسة “دابق” الإعلامية، بحرب جديدة تحت عنوان “الذئاب المنفردة جيش الدولة الإسلامية”.
ومن شان الأسلوب الجديد أن يرفع الأخطار الأمنية في دول كثيرة عربية وأجنبية، بعضها تورط في دعم الإرهاب التكفيري في سوريا واليمن والعراق وليبيا. وتأتي “الذئاب المنفردة” بتحديات كبيرة للنظريات الأمنية التقليدية لأنها تمثل نوعاً من الإرهاب اللامتوزاي terrorisme asymétrique.

مركز الحقول للدراسات والنشر
16 حزيران 2016

Please follow and like us: