اللواء
الانشطار يرفع منسوب الرتابة الرئاسية.. وباسيل يُمهِّد لفراغ طويل!
ميقاتي يتمسَّك بصندوق النقد للخروج من الأزمة.. وكرامي نائباً عن طرابلس وناصر عن المقعد العلوي
بصرف النظر عن موعد الجلسة رقم 8، في 1 ك1، وهو الشهر الأخير من عام الاستحقاق الرئاسي، كموعد تلقائي وروتيني، وسط تزايد التململ النيابي، والسؤال عن جدوى المجيء كل أسبوع، مادامت «الأسطوانة النيابية»، هي هي، برتابة، تتحول لان تكون ممجوجة، وسط خيارين: الاول يقوده فريق «القوات اللبنانية» واحزاب مسيحية اخرى، بمشاركة، ربما غير دائمة من اللقاء الديمقراطي، وبعض الأصوات التغييرية من طوائف متعددة، ويمثله ترشيحاً النائب الشمالي ميشال رينيه معوض، الذي يلجأ الى الحسابات الرقمية، معللا النفس بالفوز، والثاني يقوده حزب الله، ومعه حركة «امل»، وهما يكونان «الثنائي الشيعي»، وبالتنسيق مع الشريك في تفاهم مار مخايل التكتل الوطني الحر، ويدعو للتوافق على الرئيس الاول، وان كان الخلاف مستحكماً حول ترشيح النائب السابق سليمان فرنجية.
على ان الحسابات آخذة بالتبدُّل مع القرار والذي صدر امس عن المجلس الدستوري، وفيه ابطال نيابة النائب رامي فنج من لائحة «انتفض للسيادة والعدالة» لصالح النائب فيصل كرامي، وهو يصبّ في خانة المشروع الداعم لترشيح فرنجية، وابطال نيابة فراس السلوم لصالح حيدر آصف ناصر عن المقعد العلوي، مكان فراس السلوم، الذي كان مرشحاً على لائح ترأسها النائب ايهاب مطر.
وكشف رئيس المجلس الدستوري القاضي طنوس مشلب أن «المجلس الدستوري» بلّغ مجلس النواب القرار. وأكد مشلب أن نتائج المتن وعكار تحتاج الى بعض الوقت لتظهر وربما بعد أسبوعين سيتم الاعلان عنها.
على ان الأمر الرئاسي، لا يتوقف عند تغيّر في احتساب اصوات هذا الفريق او ذاك مع قرارات الدستوري، وبانتظار انتهائها تماما مع طعون عكار والمتن، بل عند تمهيد التيار الوطني الحر لديمومة الفراغ لوقت طويل، بانتظار بلورة تفاهم يتعلق بمبادئ اساسية في الطائف، ذات صلة بمطالب قديمة للنائب جبران باسيل لجهة معالجة ثغرات دستورية او تعديل نصوص مواد او الذهاب الى تفسيرات، هي موضع خلاف، وابرزها تضارب الجلسات او المهل المنصوص عنها في الدستور.
ومهد الاعلام العوني الى فكرة الفراغ، من زاوية طرح تساؤلات حول الافضل في هذه المرحلة بين انتخاب رئيس اولا او رئيس مكبلا بخطة عونية تتعلق بتعديلات على الطائف او خطط اقتصادية على نحو «تصفير الكهرباء» مع وزراء طاقة محسوبين على التيار، او المضي بالملاحقات على خلفية «الطهارة» المتعلقة بمكافحة الفساد.
جلسة ضاهر والليندي!
رئاسياً، انتهت بسرعة الجلسة النيابية السابعة لإنتخاب رئيس للجمهورية، وبقيت الامور على حالها، حيث جرت الجولة الاولى من التصويت بحضور 110 نواب، وطار بعدها نصاب الجلسة فرفعها رئيس المجلس نبيه بري الى الخميس المقبل في اول كانون الاول.
وجرى في بداية الجلسة نقاش حول التصويت الالكتروني وطالب عدد من النواب بذلك.. وحصل ارباك وبلبلة في عملية فرز الاصوات.
وجاءت نتائج فرز الاصوات كالآتي:
ميشال معوّض: 42 صوتاً.
عصام خليفة: 6 أصوات من نواب التغيير.
زياد بارود: صوتان
أوراق بيضاء: 50 ورقة
أوراق ملغاة 9 أوراق، منها 8 اوراق حملت عبارة «لبنان الجديد» وضعها المستقلون. وحسب معلومات «اللواء»، صوّت النائب ميشال دويهي بورقة حملت اسم رئيس تشيلي الراحل المناضل اليساري سلفادور ألليندي الذي حكم بلاده من عام 1970 وحتى 1973 قبل مقتله في الإنقلاب العسكري الذي أطاح بحكمه والذي خططت له ونفذته وكالة المخابرات المركزية الإميركية بقيادة الجنرال أوغستو بينوشيه. واعتبرت الورقة مُلغاة.
أسماء أخرى: ورقة حملت اسم المدير العام السابق للجمارك والموقوف في قضية تفجير مرفأ بيروت بدري ضاهر.والمرجح ان يكون قد وضعها احد نواب التيار الوطني الحر.
وفي الجلسة السابعة تغيّب بعذر كلّ من النواب: الياس حنكش، نديم الجميّل، نجاة صليبا، أسعد درغام، سينتيا زرازير، علي عسيران، ميشال المر. فيما أعلن النائب جميل السيّد في تغريدة على حسابه عبر «تويتر»، مقاطعته للجلسة «لعدم الجدوى من حضورها بإنتظار توفُّر الظروف الجدّية لإنتخاب رئيس».
واذا كان موضوع النصاب قد غاب عن كلام النواب، بعد حسمه في الجلسة السابقة من قبل رئيس المجلس وبعض الكتل النيابية، لجهة الاصرارعلى نصاب الثلثين للحضور في كل الجلسات، حفاظا على مكانة وموقع رئاسة الجمهورية، فان النصاب السياسي المطلوب لم يحسم بعد، في ظل اصرار الكتل النيابية، المعارضة والموالية،على عدم تقريب وجهات النظر لتامين النصاب المطلوب، ما يعني ان المشهد سيتكرر مرارا وتكرارا، بإنتظار حل داخلي توافقي لم يؤمن بعد، او كلمة سر خارجية او بابعد الاحوال، التلويح بإيحاءات حول المرشح المحتمل، وإلا فمكانك در، والى مزيد من الشغور الرئاسي والتأزم الدستوري، مع العلم ان المصادر النيابية تستبعد خروج الدخان الابيض من ساحة النجمة، اقله قبل انتهاء العام الحالي.
وأوضح نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب بعد الجلسة أن «المطلوب الإلتقاء على تسوية تُرضي جميع اللبنانيين برئيس يعمل فرق»، وقال: «برأيي معوّض رشّح نفسه وليس مرشّحاً توافقيًّا».
وأكد بو صعب أن «صوتي لزياد بارود وغلطة التغييريين أنّهم تفرّقوا وما حدا سيادي أكثر من حدا».
وعقب الجلسة، قال عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب علي حسن خليل: المهم ان نركز على نقطة اساسية وهي التفتيش الجدي عن صيغة للتفاهم للخروج من حالة الجمود القائمة، واذا بقينا في نفس الاسلوب من دون ان يحصل حوار حقيقي بين بعضنا البعض وتواصل جدي مع بقية الكتل خارج اطار الاستعراض الاعلامي .ولنقل اذا كان الحوار على طاولة صعب الانعقاد في هذا الوقت، هذا امر لا يمنع ان تتواصل القوى السياسية مع بعضها البعض.
واضاف: نحن اول الناس الداعين الى التواصل الداخلي بين الكتل في المجلس النيابي. اما الخروج من الجلسة هو من أساليب التعبير عن الموقف، هذه الورقة البيضاء تأكيد اصرارنا على عدم تحدي اي مكون آخر.
بدوره، قال عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب علي عمار: البلد مأزوم على الصعيدين الاقتصادي والمالي، والحمد لله لم نصل الى التفلت الامني. ودعا الى ضرورة «الاسراع في الحوار للوصول الى اتفاق».
وشدّد على «ضرورة الإسراع في الحوار المطلوب داخل الفريق الواحد وبين الأفرقاء كافّة، وحتّى الآن ما زلنا نفضّل أن يكون الوفاق هو سيّد القصر وينال الأغلبيّة السّاحقة من الأصوات»، وقال:» أنّ «تعبير «فيتو» لا نستخدمه في الدّاخل اللّبناني» .
وقال عمّار: «أنّ «قائد الجيش جوزيف عون قدّم نموذجًا طيّباً في إدارته للمؤسّسة، واستطاع من خلال قيادته للجيش أن يحمي السلم الأهلي، ولكنّ هذا الأمر ليس له ربط بالاستحقاق الرئاسي، ولا أقول إنّه ليس مرشّحاً بل ليس له ربط». وركّز على أنّه «إذا لم يحصل وفاق أو إذا تأخّر، فالأمور متّجهة إلى وضعٍ كارثيّ أكثر ممّا نحن عليه اليوم».
واكد النائب فريد هيكل الخازن «اننا نطرح فرنجيّة لأن لديه ما يكفي من الإنفتاح والحكمة والإعتدال ونتمنّى التوافق بأقرب وقت ممكن لأنّ البلد لم يعد يحتمل».
من جانبه، اشار المرشح النائب ميشال معوض إلى تقدم عدد أصواته في جلسة اليوم مقارنة مع المرات الماضية، مضيفاً «جزء من التقدم هو إعلان حزب تقدم عن اتفاق حصل بيننا والتصويت لي في الجلسات».
وأضاف: لعدم الوصول لرئيس رمادي يجب الحصول على أكثرية من القوى السيادية والإصلاحية وتأمين النصاب.
وتوجه لكتلة الاعتدال وللتغييريين بالقول: «نحن معارضة متنوعة ويجب بناء جسور وهناك خوف من تسوية لكن لإنقاذ البلد يجب المخاطرة».
من جهته، أسف رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميّل لتكرار المشهد نفسه كل يوم خميس في مجلس النواب، مشيرًا الى ان ما يحصل لم يعد عملية انتخابية انما انتظار لتسوية او صفقة ما لابقاء هذه المنظومة قائمة لتدمير ما تبقى من البلد.
وإعتبر النائب عبد الرحمن البزري أن الإقتراع لمصلحة “لبنان الجديد” يهدف إلى الحفاظ على خصوصية الساحة الوسطية في المجلس النيابي وإبقاء الخطوط مفتوحة مع مختلف القوى التغييرية، لكي تكون هذه الساحة وازنة حين تصبح الظروف أكثر ملائمة لإنتخاب رئيس جديد للبلاد.
وقالت النائبة نجاة صليبا عون عبر «تويتر»: لم يعد وارداً أن نُقدّم أسماء لا حظّ لها في الوصول، ويهمّنا مساعدة أيّ شخص يؤمن بالمبادئ التي ترشّحنا من أجلها لكي يصل إلى الرئاسة.
ونشر «حزب تقدم» الذي يضم النائبين صليبا ومارك ضو، نص الاتفاق حول الاستحقاق الرئاسي بينه وبين حركة الاستقلال والذي على اساسه قرر التصويت للمرشح ميشال معوض. وتضمن الاتفاق عناوين حول: السيادة وبناء الدولة، والسياسة الخارجية، وفي الاقتصاد، وسبل الخروج من الانهيار، وادارة الاستحقاقات الدستورية.
وقبل الجلسة، أعلن النائب سيزار أبي خليل أن «تكتل لبنان القوي لا يرى أن سليمان فرنجية هو الشخص المناسب لهذه المرحلة ونحن نريد رئيسا نعرف موقفه من كافة الملفات الموجودة على لائحة أولوياتنا».
وتابع: سنصوت بالورقة البيضاء كرسالة بأننا منفتحون على التفاهم مع باقي الافرقاء ونتمنى أن نتفق مع الجميع على برنامج ومرشح واحد وإنهاء حالة الفراغ».
كرامي وناصر نائبا طرابلس
وفي تطور جديد، قبل المجلس الدستوري الطعن المقدم من فيصل كرامي، وأبطل نيابة رامي فنج لمصلحة كرامي عن المقعد السني في طرابلس، كما قرر فوز حيدر آصف ناصر بدلا من فراس السلوم عن المقعد العلوي في طرابلس وهو من اللائحة التي ضمت فنج في الانتخابات.
وأوضح رئيس المجلس الدستوري القاضي طنوس مشلب، أنّه كان هناك طعن مقدّم من فيصل كرامي وحيدر ناصر ضد نفس الأشخاص، وضمينا الطعنين وأعدنا فرز تقريباً 50 قلم، مشيراً إلى أن الفرق بين لائحة رامي فنج واللائحة الأخرى كان بسيطاً.
واضاف عند إعادة الفرز تغيرت النتائج وصححناها، وأعلنا إبطال نيابة رامي فنج عن المقعد السني وفراس السلوم عن المقعد العلوي، وحلّ كرامي نائباً عن المقعد السني وحيدر ناصر عن المقعد العلوي.
واشار إلى أن نتائج طعون المتن وعكار تحتاج إلى بعض الوقت لتظهر وربما بعد أسبوعين سيتم الإعلان عنها.
وبعد صدور نتائج الطعون اليوم، علّق النائب فيصل كرامي، قائلاً: كان لدي قناعة أن النتائج لصالح لائحتنا، وأننا لدينا 3 حواصل وهذا الأمر حق لكل من صوّت لهذه اللائحة.
وأضاف كرامي أنه منذ أن قدّمنا الطعن كنا متأكدين من أننا لسنا خاسرين. ومن اللحظة الأولى كنت مقتنع أن النتائج ستكون لصالحنا وتقدمنا بالطعن لأننا كنا متأكدين من الأرقام التي حصلنا عليها في الإنتخابات.
وأشار إلى أنّ «الطروحات التي يطرحها النواب التغييريين تتلاقى مع ما نسعى إليه»، مضيفاً: ينتظرنا الكثير من العمل لنقوم به خصوصاً أننا في حالة فراغ رئاسي وحكومي».
وأكّد أنه «لا يمكن انتخاب رئيس للجمهورية من دون توافق وحوار».
اما فراس السلوم، فبارك لـ حيدر ناصر فوزه، وقال: نثق بالمجلس الدستوري ولكن كنا نتمنى أن يتم إعادة فرز جميع الأقلام.
وتابع السلوم: أظن أن النتائج ستبقى كما هي بما يخص توجه الأصوات خلال جلسات انتخاب رئيس الجمهورية وفي النهاية هذا الأمر يعود الى النواب الجدد.
وكان كرامي قد تقدّم بطعن انتخابي إلى المجلس الدستوري في 14 حزيران 2022، ضدّ نيابة كل من النواب الفائزين في طرابلس: رامي فنج (المقعد السني) وإيهاب مطر (المقعد السني) وفراس السلوم (المقعد العلوي)، عبر وكيله المحامي وديع عقل، وذلك خلال مهلة الثلاثين يوماً، المُحدّدة دستورياً للتقدم بالطعون بعد إعلان النتائج.
وعلّق الناب ايهاب مطر على قرار المجلس الدستوري بالقول: حين يقول المجلس الدستوري كلمته لا يبقى كلام غير إبداء الاحترام الكامل لقراراته.
نتمنى كل التوفيق لرامي فنج وفراس السلوم، اللذين أبطل المجلس نيابتهما، ونأمل أن ينضم الزميلان الجديدان فيصل كرامي وحيدر ناصر، الى نواب المدينة للعمل لمصلحة طرابلس واهلها وملاحقة وتنفيذ المشاريع المتعلقة بعاصمة الشمال.الآن صارت الطعون وراءنا في ما يعني طرابلس والشمال، فلنتطلع الى التكاتف علّنا ننهي حالة «الشغور التنموي» القديم جدا في هذه المنطقة، ونثبت «الشرعية الشعبية» التي نلناها من الناخبين، بأن نكون على قدر المسؤولية، فيكون الفرز الحقيقي والحاسم من الناس.
وبعد اعلان فوزكرامي، تقاطرت عشرات الوفود الشعبية والشخصيات والفعاليات الطرابلسية الى دارته للتهنئة، وغرّد النائب طوني فرنجيه عبر حسابه على «تويتر» قائلا: نبارك لطرابلس ولكل محبي النائب فيصل كرامي عودته إلى المجلس النيابي.
وزار الأمين العام لحزب البعث العربي الإشتراكي علي يوسف حجازي النائب فيصل كرامي في دارته في طرابلس، وقدم له التهنئة بفوزه بالمقعد النيابي، معتبراً أن طرابلس إستعادت تمثيلها الحقيقي بما ينسجم مع تاريخها العروبي والنضالي.
بالمقابل، غرد النائب مارك ضو عبر حسابه على»تويتر»: خسرنا شخصا خلوقا وواضحا ومثالا للنائب المسؤول والجدي. تحية للزميل رامي فنج، زميل النضال والثورة و17 تشرين. نحن إلى جانبك نبقى سوية في كل الساحات.
المصارف العربية في بيروت
على صعيد آخر، إفتتح إتحاد المصارف العربية امس، فعاليات «منتدى بيروت الاقتصادي 2022» تحت عنوان «التجارب العربية في الإصلاح الاقتصادي وصولا الى اتفاق مع صندوق النقد الدولي»، برعاية رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي الذي قال: ان الواقع الاقتصادي اللبناني المرير وفداحة الازمة المالية التي يعيشها الوطن والضغوطات الاجتماعية الراسخة، تقف شاهداً على ضرورة وأهمية وضع استراتيجية ومشروع متكامل لتبني اصلاحات بنيوية تؤّمن التعافي والنهوض الاقتصادي والاجتماعي في البلدان التي تعاني من اختلالات اقتصادية جمة بما فيها بلدان منطقتنا العربي.
اضاف: أن هذا المسار بحاجة لدعم المجتمع الدولي ومؤازرته عبر الاتفاق مع صندوق النقد الدولي الذي يقوم بدور محوري في هذا السياق لمواكبة عملية الاصلاح والخروج الأمن من الأزمات المستفحلة.
وأكد أن لا مخرج للأزمة الاقتصادية النقدية الراهنة التي يعاني منها لبنان من دون اقرار الاتفاق النهائي مع صندوق النقد بما يؤمّن تدفق مداخيل بالعملات الأجنبية الى لبنان أكان من خلال صندوق النقد مباشرة أو من خلال الدول المانحة في ما بعد، والتي لن تمد يد المساعدة إذا لم يكن هنالك مراقب دولي للإصلاحات ألا وهو صندوق النقد، معتبرا أن إبرام الاتفاق سوف يمكّن ايضا من وضع البلاد على سكّة النمو الاقتصادي الإيجابي.
وبالتزامن مع انعقاد المنتدى،
نظم تحالف «متحدون» وجمعية «صرخة المودعين» تظاهرة أمام فندق «فينيسيا»، شارك فيها عدد من المودعين والمحامين، احتجاجا على مشاركة عضوي جمعية مصارف لبنان في أعمال «منتدى بيروت الاقتصادي 2022» رئيس مجلس إدارة «بنك مصر لبنان» واتحاد المصارف العربية محمد الأتربي، ورئيس مجلس إدارة «بنك الاعتماد اللبناني» والاتحاد الدولي للمصرفيين العرب جوزيف طربيه، وعلى رعاية رئيس الحكومة نجيب ميقاتي للمنتدى.
واعتبر المودع خليل برمانا أن «شطب أموال المودعين جريمة، وخطوة لو حصلت، فستودي الى نهر دم، ولا يغشنكم سكوت المودعين اللازمين بيوتهم حتى الآن، فلن تكون الحال كذلك في ما لو حصل شطب للودائع».
وفي السياق المالي ايضاً، أعلن مصرف لبنان في بيان، عن «إنجاز عملية التدقيق في موجودات خزنة المصرف من الذهب (سبائك ونقود معدنية) التي أجرتها شركة تدقيق عالمية متخصّصة ومحترفة في هذا المجال، تم اختيارها وتكليفها من قِبَل مفوَّض المراقبة الخارجي للمصرف وبالتنسيق والتوافق مع صندوق النقد الدولي» .
وأضاف: تأتي هذه الخطوة بناءً على طلب صندوق النقد الدولي، وتعزيزاً للشفافية في موجودات مصرف لبنان.
وختم: تبيّن لهذه الشركة وبعد استكمال عملية التدقيق، أن موجودات خزنة مصرف لبنان من الذهب (سبائك ونقود معدنية) مطابقة تماماً، كمّاً ونوعاً، للقيود المسجّلة في السجلات المحاسبية لمصرف لبنان.
كوليرا: اصابتان
كورونا: 49 اصابة
صحياً، سلجت وزارة الصحة العامة اصابتان جديدتان بالكوليرا، من دون تسجيل اي وفيات.
وعلى صعيد اصابات كورونا، اعلنت وزارة الصحة العامة في تقرير نشرته مساء امس عن 49 اصابة جديدة، وحالة وفاة واحدة.
إنذار برازيلي مبكر والتاريخ ينحني لرونالدو
استهلت البرازيل بطلة العالم 5 مرات مشوارها في مونديال قطر بفوز واعد على صربيا 2-صفر، سجلهما ريشارليسون في المباراة التي اجريت بينهما أمس الخميس على استاد لوسيل بالمجموعة السابعة.
وبذلك تكون المنتخبات الـ32 المشاركة في النهائيات لعبت كلها، على ان تنطلق اليوم الجمعة مباريات المرحلة الثانية من الدور الاول.
وضمن المجموعة عينها، حققت سويسرا فوزا مستحقا على الكاميرون بهدف نظيف سجله بريل ايمبولو، ليترجم أفضلية فريقه طوال المواجهة.
وقاد البرتغالي رونالدو منتخب بلاده للفوز على غانا 3/2، في المجموعة الثامنة، وبات «ينفرد برقم قياسي كأول لاعب يسجل في خمس نهائيات لكؤوس العالم.
وسجل الأسطورة البرتغالي هدفه من ركلة جزاء اثر تعرضه للدفع من محمد ساليسو، قبل أن يمرر كرة الهدف الثاني لمواطنه جواو فيليكس والثالث عبر رافايل لياو في حين سجل ثنائية غانا اندريه وعثمان بوكاري.
وضمن نفس المجموعة، تعادلت الاوروغواي بطلة العالم مرتين (1930 و1950) مع كوريا الجنوبية سلبا، على استاد المدينة التعليمية.
الأخبار
فرنسا تروّج لقائد الجيش
التطور الأبرز في المساعي الخارجية لمعالجة ملف انتخابات رئاسة الجمهورية تمثّل في معطيات جديدة واردة من باريس، وعواصم أخرى، تؤكّد أن فرنسا، مدعومة من واشنطن والرياض، باتت أقرب إلى الإعلان عن دعم ترشيح قائد الجيش العماد جوزيف عون لرئاسة الجمهورية.
وقال مطلعون على الاتصالات الفرنسية إن الفرنسيين سينتقلون إلى مرحلة جديدة بعد إخفاقهم في الحصول على موافقة أميركية وسعودية لعرض مبادرة للحل. وأوضح هؤلاء أن «خلية لبنان» التي تضم المستشار الدبلوماسي إيمانويل بون ورئيس الاستخبارات الخارجية السفير برنار إيمييه تنطلق من حسابات تقوم على معارضة أي تسوية يستفيد منها حزب الله والتيار الوطني الحر، وأن هذا الموقف هو ما يدفع الفرنسيين إلى الإصرار على حوارات مركّزة مع الحزب والتيار في محاولة للوصول إلى صفقة، الأمر الذي يرفضه الجانبان. وفي هذا السياق، يحاول الفرنسيون حشر رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل بقصد إبعاده عن حزب الله، مع إدراكهم بأن هذا الطريق مسدود. وتفيد المصادر بأن الفرنسيين يعدون لجولة اتصالات جديدة تتولاها السفيرة آن غريو، مع تردّد أنباء عن زيارة يقوم بها مسؤول فرنسي رفيع إلى بيروت لهذه الغاية.
في غضون ذلك، تصرّ الرياض على أنها لن تكون معنية بالملف الرئاسي إلا في حال كان هناك خيار واضح يقود إلى انتخاب رئيس معارض لحزب الله مع وعود واضحة بتركيبة حكومية وإدارات عامة ورؤساء للأجهزة الأمنية تكون كلها بعيدة عن أي وصاية للحزب، وأن كل الاتصالات التي تجري معها من أطراف لبنانية وغير لبنانية تبقى في إطار التشاور لا أكثر. ويؤكد المتابعون أن «العلاقة بين السعوديين والفرنسيين غير مستقرة وأن الخلافات حول عدد من الملفات تمنع حتى الآن تحقيق أي تقدم في المبادرة التي تحاول باريس أن تحولها إلى تسوية».
وبحسب مصدر على صلة بالرياض، يزداد النقاش داخل السعودية حول النتائج التي حصدتها الرياض على الساحة اللبنانية في السنوات الست الماضية، مع انقسام حول أداء السفير في لبنان وليد البخاري الذي تبين أنه يضيع في التعليمات التي تصله من أكثر من مسؤول سعودي بين الاستخبارات العامة ووزارة الدفاع ووزارة الخارجية، من دون أن تكون لديه أي قناة اتصال بالديوان الملكي. وهناك رأي وازن في الرياض بأن أي مراجعة للسياسة في لبنان تقتضي تغيير طاقم السفارة في بيروت، بعد التقييم غير الإيجابي لأداء السفير في الانتخابات النيابية الأخيرة وصولاً إلى «منتدى الطائف» الذي دعا إليه أخيراً والذي كانت أصداؤه سلبية شكلاً ومضموناً، فضلاً عن شعور لدى المملكة بأنها خسرت ولاء الطائفة السنية بعد التضحية بالرئيس سعد الحريري. وبناء عليه، يجري البحث في دوائر القرار السعودية بعمق في الملف اللبناني بمعزل عن الملف الرئاسي، وبحسب معلومات «الأخبار» هناك محاولة لرسم خطة جديدة تُرفع إلى ولي العهد محمد بن سلمان تنطلق من إعادة نظر شاملة في السياسة السعودية في لبنان.
من جهة أخرى، كشفت مصادر مطلعة أن الفرنسيين يدرسون مع الجانب الأميركي وعواصم عربية بينها القاهرة وعمان فكرة أن يصار خلال أسابيع قليلة إلى حسم الجدل وإلغاء العقبات التي تحول دون تنفيذ مشروع استجرار الغاز والكهرباء من مصر والأردن إلى لبنان. وقالت المصادر إن الفرنسيين يحضرون لمؤتمر يعقد قريباً في الأردن يكون شبيهاً بما عقد سابقاً من أجل العراق، وإنهم يريدون خطوات لبنانية تساعد على تسهيل صدور موافقة من البنك الدولي وإعفاء أميركي من أي عقوبات بما يسمح بتلقي لبنان ما يحتاجه من غاز وكهرباء قريباً.
البناء
شي بينغ أول الأسبوع المقبل في الرياض… وثلاث قمم للصين… سعودية وخليجية وعربية
فيصل كرامي يملأ فراغ طرابلس… وحيدر ناصر نائباً: مستقلّ مع سلاح المقاومة جلسة الانتخاب مكانك راوح…
تستعدّ المنطقة لحدث تاريخي مطلع الأسبوع المقبل، حيث يصل الرئيس الصيني شي جين بينغ الى الرياض للمشاركة في ثلاث قمم قال وزير الخارجية السعودية فيصل بن فرحان إنها ستشكل موضوع الزيارة التي ستتولى تعزيز الشراكة السعودية الصينية والخليجية الصينية والعربية الصينية. وقالت صحيفة الغارديان إنّ الترحيب الذي يجري تحضيره للزعيم الصيني «يتناقض بشكل صارخ مع الترحيب الذي مُنح للرئيس الأميركي جو بايدن، ما يعكس العلاقات المتوترة بين البلدين، والنفور الشخصي بين بايدن والزعيم السعودي الفعلي محمد بن سلمان»، ورأت أنّ الرئيس الصيني يعتزم «تعزيز الروابط بين بكين والرياض»، وتقديم الصين على أنّها حليف للمملكة العربية السعودية، في وقت تتراجع علاقتها مع واشنطن، وأشارت إلى أنّ الصين هي الشريك التجاري الأهمّ للمملكة العربية السعودية، فالصين هي المشتري الأكبر للنفط السعودي، ويأتي تطور العلاقات السعودية الصينية في توقيت متزامن مع الكلام الأميركي عن إعادة تقييم العلاقة مع السعودية، كما قال الرئيس الأميركي جو بايدن، والأزمة الأميركية السعودية تصاعدت وظهرت الى الواجهة مع اتهام أميركي للسعودية بتفضيل علاقتها مع روسيا على تحالفها مع الغرب وفي طليعته الولايات المتحدة، كما تتزامن زيارة الرئيس الصيني مع رغبات سعودية معلنة باعتماد تموضع جديد مع التغييرات الدولية منذ حرب أوكرانيا، ترجمتها طلبات الانضمام إلى منظمة شنغهاي ومجموعة بريكس.
لبنانياً شكل قرار المجلس الدستوري بإعلان نيابة المرشحين فيصل كرامي وحيدر ناصر عن طرابلس مكان رامي فنج وفراس السلوم، الحدث المحلي الأبرز بعدما تحوّلت جلسات انتخاب رئيس جديد للجمهورية إلى مشهد فولكلوري مكرر، فاحتفلت طرابلس باستعادة مكانتها في صناعة الزعامات وملأت فراغها السياسي بنيابة فيصل كرامي الذي أعلن عزمه على بدء مشاورات سياسية ونيابية الإثنين بنية تشكيل جبهة نيابية وطنية، بينما كان النائب المعلن فوزه حيدر ناصر يؤكد انه نائب مستقل داعم للمقاومة وسلاحها.
في جلسة الانتخاب الرئاسية تكرّر المشهد بالتصويت بين الورقة البيضاء بـ 50 صوتاً وميشال معوض بـ 42 صوتاً، مقابل مجموعة أصوات توزعت على أسماء لبنان الجديد وعصام خليفة وزياد بارود وصوت سياسي لمدير الجمارك الموقوف في تفجير المرفأ بدري ضاهر، وقالت مصادر نيابية إنّ الورقة البيضاء باقية ما بقي التوافق بعيد المنال، وإنّ ثنائي حزب الله وحركة أمل متمسك بترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية، وإنّ حزب الله لم يقفل باب البحث مع رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل.
جلسة جديدة انضمّت الى الجلسات الستّ الماضية عجزت عن وضع حدّ للشغور في سدة رئاسة الجمهورية، ما يعني أنّ الملف الرئاسي خرج من اليد اللبنانية إلى القبضة الخارجية بانتظار معجزة إقليمية ـ دولية لإنتاج تسوية رئاسية غير ناضجة المعالم في ظلّ عاصفة التصعيد التي اقتحمت المشهد الإقليمي والدولي خلال الأسابيع الماضية والتي ستترك تداعيات سلبية كبيرة على الساحة اللبنانية.
ولم تحمل الجلسة السابعة أيّ تطورات جديدة، باستثناء زيادة عداد النائب المرشح ميشال معوض صوتين هما النائبين مارك ضو ونجاة صليبا، وظهور أسماء جديدة كبدري ضاهر حملت رسالة سياسية، فيما نال الوزير السابق زياد بارود صوتين يعودان لنائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب والنائب الياس جرادي، والجديد هو إقرار ضمني لنواب الكتائب وكتلة التغيير بالقراءة الدستورية التي قدّمها رئيس مجلس النواب نبيه بري في الجلسة الماضية في معرض ردّه على النائب سامي الجميّل حول النصاب، إذ لم يثر نواب الكتائب ولا التغييريين هذا الموضوع كما درجت العادة في بداية كلّ جلسة.
وكانت الجلسة عُقدت بحضور 110 نواب وتغيّب 7، وانتهت الدورة الأولى من التصويت بنتيجة 42 صوتاً لميشال معوض و50 ورقة بيضاء و1 بدري ضاهر و2 زياد بارود و6 عصام خليفة و8 لبنان الجديد وواحدة ملغاة. وبعد أن فقد النصاب، رفع بري الجلسة الى الخميس المقبل. ما أثار اعتراض عدد من النواب الذين رفضوا الخروج من قاعة المجلس لاعتبارهم أنّ بري لم يرفع الجلسة ومطالبين بعد النواب للتحقق من النصاب، إلا أنّ بوصعب أكد لهم بأنّ بري رفع الجلسة وتمّت تلاوة محضر الجلسة، كما عدّ بوصعب النواب 3 مرات وتبيّن وجود 72 نائباً أيّ أقلّ بكثير من النصاب.
وحصل سجال بين النائب سليم عون والنائب وضاح الصادق بعدما اتهم الأخير التيار بتعطيل النصاب، فردّ عليه عون بالقول: «مين انت لتتهمنا».
ولفت أكثر من مصدر نيابي في فريق تحالف «الورقة البيضاء» لـ «البناء» في قراءتهم لنتيجة الجلسة الى أنها أثبتت بأنّ إصرار الفريق الداعم لمعوض يستمرّ بترشحه من باب التكتيك التفاوضي والمناورة لرمي كرة التعطيل على الفريق الآخر، ولحرق المرشحين والوقت معاً بانتظار إيحاءات وإشارات خارجية»، وردّت المصادر على اتهام فريق الكتائب والتغييريين والقوات لفريق ثنائي حركة أمل وحزب الله والتيار الوطني الحر بتعطيل انتخاب الرئيس من خلال تطيير النصاب بالقول: «هل إذا توفر نصاب الثلثين يضمن النائب معوض تأمين أكثرية الـ 65 صوتاً؟ فهو نال 42 فمن أين سيأتي بـ 23 صوتاً؟»
وأضافت المصادر بالتأكيد بأنّ جلسة الأمس والجلسات الماضية أثبتت بأن أيّ فريق لا يمكنه تأمين نصاب الثلثين ولو استطاع تأمين الأكثرية، ما يعني أنّ الرئيس لا ينتخب إلا بتسوية سياسية أو تفاهم على المرحلة المقبلة من رئيس للجمهورية ورئيس للحكومة وحكومة جديدة تتولى مهمة الإنقاذ الاقتصادي تستطيع الانفتاح على المجتمعين الدولي والعربي، واستكمال القوانين الإصلاحية والتفاوض مع صندوق النقد الدولي»، مؤكدة أنّ الحلّ للأزمة ليس انتظار التسويات الخارجية والمبادرة الفرنسية وغيرها، بل التفاهم على رئيس يحظى بأوسع تأييد مسيحي ووطني وإقناع الخارج بها، لأنّ التسوية الخارجية قد تطول كثيراً في ظلّ تعقيدات المنطقة ولائحة الملفات الإقليمية والدولية المتفجرة والتي يقع لبنان في آخرها.
وعلمت «البناء» أنّ باب الحوار بين حزب الله ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل حول إقناع باسيل السير برئيس تيار المرده سليمان فرنجية لم يُقفل بعد، وغير صحيح أنّ الثنائي يبحث بأسماء جديدة خلال الحوار مع القوى السياسية وبكركي والفرنسيين، بل لا مرشح لحزب الله وحركة أمل حتى الساعة سوى فرنجية والعمل جارٍ على صياغة تفاهم مع باسيل على المرحلة المقبلة.
وأشار عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب علي حسن خليل في تصريح بعد الجلسة الى أنّ «المهمّ التركيز على نقطة اساسية وهي التفتيش الجدي عن صيغة للتفاهم للخروج من حالة الجمود القائمة، واذا بقينا في نفس الأسلوب من دون ان يحصل حوار حقيقي بين بعضنا البعض وتواصل جدي مع بقية الكتل خارج إطار الاستعراض الإعلامي، واذا كان الحوار على طاولة صعبة الانعقاد في هذا الوقت، هذا أمر لا يمنع ان تتواصل القوى السياسية مع بعضها البعض. ولنحكِ مع بعضنا البعض».
أضاف: «نحن أول الناس الداعين الى التواصل الداخلي بين الكتل في المجلس النيابي. أما الخروج من الجلسة هو من أساليب التعبير عن الموقف، هذه الورقة البيضاء تأكيد إصرارنا على عدم تحدي ايّ مكون آخر».
بدوره، لفت عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب علي عمّار إلى أنّ «قائد الجيش جوزيف عون قدّم نموذجاً طيّباً في إدارته للمؤسّسة، واستطاع من خلال قيادته للجيش أن يحمي السلم الأهلي، ولكنّ هذا الأمر ليس له ربط بالاستحقاق الرئاسي، ولا أقول إنّه ليس مرشّحاً بل ليس له ربط». وركّز على أنّه «إذا لم يحصل وفاق أو إذا تأخّر، فالأمور متّجهة إلى وضعٍ كارثيّ أكثر ممّا نحن عليه اليوم». وذكر أنّ «خروجنا من الجلسة، سببه تمنّع البعض عن الحوار والوفاق».
وأشارت كتلة «الوفاء للمقاومة»، بعد اجتماعها، الى أنّ «التفاهم لانتخاب رئيسٍ للجمهورية في هذه المرحلة، هو المعبر الأسرع لإنجاز هذه المهمة الدستوريّة، فضلاً عن أنّ من شأنه تذليل العديد من العقبات المعيقة وتسهيل العديد من الخطوات والمناخات المطلوبة لانتشال البلاد من أزمتها الاقتصادية والمالية الراهنة وبأقصر وقتٍ ممكن».
وكشف النائب سيمون ابي رميا، انّ «التيار الوطني الحر في نقاش جدي حول اسم المرشح الرئاسي الذي يمكن ان يكون من داخل التيار او حليف له».
وعن ترشح النائب باسيل، أوضح أبي رميا أنّ «باسيل على الرغم من حقه في الترشح لا يريد خوض غمار المعركة الرئاسية فالظروف الداخلية لا تسمح بذلك».
في غضون ذلك، سُجلت مفاجأة على خط الطعون النيابية. حيث أبطل المجلس الدستوري نيابة رامي فنج وفراس السلوم، وأعلن فوز فيصل كرامي عن المقعد السني وحيدر ناصر من لائحة فنج عن المقعد العلوي.
وأوضح رئيس المجلس الدستوري القاضي طنوس مشلب أن «الفرق بين لائحة رامي فنج واللائحة الأخرى كان بسيطاً». وأضاف «عند إعادة الفرز تغيّرت النتائج وصحّحناها وأعلنا إبطال نيابة رامي فنج عن المقعد السني وفراس السلوم عن المقعد العلوي، وحلّ كرامي نائباً عن المقعد السني وحيدر ناصر عن المقعد العلوي». كما كشف عن انّ «نتائج المتن وعكار تحتاج إلى بعض الوقت لتظهر وربما بعد أسبوعين سيتمّ الإعلان عنها».
وفي نتيجة قرار الدستوري، خسر تكتل التغيير نائباً آخر هو رامي فنج بعد خروج النواب ميشال دويهي ووضاح الصادق من التكتل وأمس مارك ضو ونجاة صليبا اللذين غرّدا خارج سرب زملائهم وصوّتا لمعوض وليس للدكتور عصام خليفة. مقابل زيادة عدد نواب فريق 8 آذار صوتاً هو فيصل كرامي وما يمثله من رمزية «سنية» ووطنية وقومية حليفة للمقاومة، وأعاد الاعتبار للتمثيل التاريخي والوطني لمدينة طرابلس بعدما حاولت القوات اللبنانية بدعم سعودي ومن الرئيس نجيب ميقاتي اختراق الساحة الطرابلسية لتغيير هويتها ودورها وموقعها في دعم المقاومة والعلاقات المميزة مع سورية.
وأشار النائب كرامي، إلى «أنني أبارك للأخوة والمحبّين الذين كان قد تمّ إلغاء أصواتهم دون وجه حق في عدد من أقلام طرابلس والضنية وعددهم يزيد على 600 صوت، فها هو المجلس الدستوري اليوم ينصفهم ويعيد لهم حقهم الذي يكفله الدستور. وأبارك لكلّ الأخوة الذين اقترعوا لصالح لائحة الإرادة الشعبية اذ تحققت اليوم النتيجة الفعلية لاقتراعهم». وأكّد كرامي، «أنني سأكون دائماً قرب أهلي في مدينتي المظلومة ومعاناتهم ونضالاتهم وآمالهم ويدي ممدودة للجميع باستثناء القوات اللبنانية في هذا الظرف العصيب لكي نعمل بكلّ انفتاح وشجاعة على انقاذ لبنان من هاوية الانهيار».
قضائياً أيضاً، أفيد أنّ محكمة الاستئناف المدنية في جبل لبنان برئاسة القاضية ريما شبارو وعضوية المستشارين نضال الشاعر وكرمى الحسيكي ردّت دعوى الردّ المقدمة من وكيل رئيسة هيئة إدارة السير هدى سلوم المحامي مروان ضاهر ضدّ المحامية العامة الاستئنافية في جبل لبنان القاضية نازك الخطيب في ملف فساد النافعة.
الى ذلك، ومقابل الخلاف السياسي حول رئاسة الجمهورية، بقي الوضع الاقتصادي الهمّ الأكبر للبنانيين الذين يترقبون نتائج القرارات الحكومية الجديدة على أوضاعهم المعيشية الصعبة أصلاً، في ظلّ توقعات الخبراء الاقتصاديين بانهيارات كبيرة سيشهدها لبنان بدءاً من مطلع العام المقبل، بعد سلسلة قرارات حكومية ولوزارة المال ومصرف لبنان ستكبّد المواطنين المزيد من الأعباء المالية والتي ستزيد في نسب الجوع والفقر، إضافة الى تصريحات حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الأخيرة التي كشفت حجم المغالطات والتناقضات في الأرقام بموضوع الخسائر المالية ومصير الودائع واستمرار التهريب الى الخارج وسبب تعطيل إقرار الكابيتال كونترول ونسب النمو وأسعار الصرف والكهرباء، والتي ستحمّل المودعين والمواطنين عموماً ثمن العجز المالي وخسائر المصرف المركزي وتمويل خزينة الدولة من جيوبهم برفع سعر الدولار الرسمي والجمركي الى 15 ألف ليرة تحت تغطية رفع رواتب وأجور القطاع العام. ويتوقف الخبراء بقلق وحذر شديدين عند مضمون الشق اللبناني من تقرير البنك الدولي، الذي كشف نية وتوجه الحكومة وخططها المالية والاقتصادية أنها ستجعل للشعب يدفع الثمن من دون الطبقات الغنية، فضلاً عن الكلام عن أنّ النظام المالي لم يعد يستطع تسديد الخسائر، كان بمثابة نعي للنظام المالي وقدرته على المعالجة والاستمرار.
ويتوقع الخبراء لـ «البناء» ارتفاع سعر صرف الدولار وأسعار السلع الاستهلاكية والمحروقات والكهرباء وما يُحكى عن أنّ السعر الرسمي الجديد سيطبق ويلحق تسديد القروض المصرفية ما سيصعب على المواطنين تسديدها، ما يتسبّب بنزاعات قضائية بين المصارف والمواطنين من أصحاب القروض. ويخلص الخبراء للتحذير من احتجاجات شعبية مقبلة في الشارع وفوضى أمنية قد تحتاجها قوى إقليمية ودولية للضغط السياسي في الاستحقاق الرئاسي والتسوية المنتظرة.
وحذرت مصادر مالية وسياسية عبر «البناء» من دفع كبير من المصارف وقوى سياسية تدور في فلكها، لإقناع الدولة ببيع أصولها من العقارات والأسهم والسندات والذهب وغيرها، لسدّ الفجوة المالية، ما يعني أخذ الدولة الى إفلاس عام، ومنح المسؤولين عن الانهيار من المصارف ومصرف لبنان والمنظومة المالية السياسية القائمة، صكّ براءة عن السرقات والهدر وتحويل الأموال للخارج.
وأعلن مصرف لبنان في بيان، عن «إنجاز عملية التدقيق في موجودات خزنة المصرف من الذهب (سبائك ونقود معدنية) التي أجرتها شركة تدقيق عالمية متخصّصة ومحترفة في هذا المجال، تمّ اختيارها وتكليفها من قِبَل مفوَّض المراقبة الخارجي للمصرف وبالتنسيق والتوافق مع صندوق النقد الدولي».
وأضاف: تأتي هذه الخطوة بناءً على طلب صندوق النقد الدولي، وتعزيزاً للشفافية في موجودات مصرف لبنان. وتبيّن لهذه الشركة وبعد استكمال عملية التدقيق، أنّ موجودات خزنة مصرف لبنان من الذهب (سبائك ونقود معدنية) مطابقة تماماً، كمّاً ونوعاً، للقيود المسجّلة في السجلات المحاسبية لمصرف لبنان».