الأخبار
الدَّين العام الجديد في لبنان
الإشكالية الكبرى في القروض الصغيرة تكمن في تقديمها كحلّ لمأساة الفقر العالمية من ضمن قوانين السوق النيوليبرالي. وضمن هذا الطرح تُنسى السياقات التي أدّت إلى هذا الفقر وأسبابه. ففي مثال بنغلادش التي ابتكرت هذه «الحلول»، تغفل سردية محاربة الفقر أن هذا البلد كان أهم مصدّري الأقمشة العالية الجودة في العالم، وأن صناعته دُمِّرت لعجز صناعة المستعمر البريطاني عن منافستها، وأن المستعمر تفوّق صناعياً بتكسير الأنوال وأصابع النسّاجين، كما يسقط من السياق أن البريطانيين تسببوا عمداً في تدمير النسيج الاجتماعي الزراعي، ونهبوا اقتصاد البلاد، وأدخلوها في أفظع دوامة مجاعات في التاريخ الحديث. يتم تجاهل هذه السياقات في السردية كي لا يتحمّل المستعمر المسؤولية وكي لا يدفع الثمن، بل أكثر من ذلك ليستمر النهب. ظهور محمد يونس كطالب بنغالي درس الاقتصاد في الجامعات الأميركية مثقلاً بسؤال محاربة الفقر في نهاية الثمانينيات، لا يخرج عن سياق الحرب الباردة أيضاً، والتي كانت بنغلادش إحدى ساحاتها المهمة. تغفل السردية أيضاً النهب المعولم للدولة وتجريدها من مصادر دخلها وإجبارها على نزع شبكة الحماية الاجتماعية لعموم سكانها الذين فقدوا علاقتهم الإنتاجية بالأرض وتُركوا بلا عمل وبلا أدوات عمل وبلا تعليم يحميهم من افتراس «قروش الدَّيْن» العالميين لهم باستغلال بساطتهم وجهلهم. تأتي سردية القروض الصغيرة لتقدم نفسها كحل سحري يتمثّل في أن إخراج مليارات الفقراء لا يحتاج إلى أكثر من تأمين بعض السيولة المتناهية الصغر، ولكنها لا تتحدث عن استغلالها لجهل عدد كبير من هؤلاء بالقانون وحتى القراءة والكتابة وبتبعات هذه الديون الفاحشة الفوائد والربح. ولا تتحدث عن دورها في تجريد المجتمعات الفقيرة من آخر شبكات الأمان والحماية من تضامن اجتماعي محلي أو مؤسسات تعاونية أو نقابات كانت تعفي الفقراء شرّ السؤال أمام المصارف الربحية المتنكّرة في لبوس الجمعيات غير الربحية.
آفة «التمويل الأصغر» تغزو لبنان
فيما يكرّر ما يُسمى «المجتمع الدولي» على مسامع اللبنانيين صباحَ مساءَ معزوفة «الإصلاحات» المطلوبة و«إنهاء الفساد» المستشري في مؤسسات الدولة اللبنانية، يُلاحَظ توفيره الأوكسيجين اللازم لبقاء بعض…
علي حسن مراد
إن كنت تعتقد بأنّك أفقر من أن تُسرَق، فكّر مجدّداً
ما الذي يدفع عمالقة المال والأعمال من «جي بي مورغان» و«سيتي غروب» و«مورغان ستانلي» وصندوق «كوانتوم» للتحوّط الخاص بجورج سورس، وكثيرين من أمثالهم، للاستثمار والتدافع لإقراض أفقر فقراء العالم؟ بالأحرى…
رند وهبة
بنك «USAID» الخيريّ
بعد عقود على برنامج «الغذاء مقابل السلام» الأميركي، والذي انقسم فيه التوافق العالمي للحلفاء الدوليين بسبب المعركة بين التحالفات الاقتصادية بقيادة الشرق من جهة والتبعية الاقتصادية بقيادة الغرب في…
جوليا قاسم
اللواء
الجلسات في إجازة على زغل.. واستنفار لبناني – دولي لكشف حادث العاقبية
اجتماع تشاوري للوزراء اليوم.. وفلتان الدولار يُفاقم من لهيب الأسعار
لا يتورع اصحاب الشأن عن وصف الجلسات النيابية بالعبارات المتداولة في الاوساط السياسية، وحتى الشعبية، لكثرة الهزال الذي يحيط بها، وبملابساتها، وبالنتائج غير التوافقية التي تنتهي اليها كل مرة، مع تزايد الشرخ بين الكتل النيابية والتيارات والاحزاب التي تقف وراءها، وزرع «اليأس» من العجز المستحكم في الداخل، بانتظار ما ستؤول اليه معطيات الحراك الخارجي، سواء في الدوحة، او عمان، او العواصم ذات التأثير، مع معلومات تتجمع في افق الوقت المستقطع، ان لا آمال بانتخاب قريب او حتى بعيد نسبياً لرئيس جديد للجمهورية، مع تزايد التشكل الجديد بين الأحلاف والتفاهمات بانتظار امر اقليمي، او عربي او دولي كان مفعولا، بعد أن دخلت الجلسات في إجازة الأعياد على زغل.
وعلى أن حادث العاقبية فرض نفسه بنداً ثقيلاً على الوضع، وفي اعتقاد مصادر سياسية ان الاعتداء المنظم على قوات الأمم المتحدة، الذي يحمل مؤشرات وتبعات خطيرة على الوضع جنوباَ، لم يحصل هكذا بالصدفة، ولكنه مخطط له بدليل اسلوب المطاردة لسيارة قوات الأمم المتحدة من قبل مسلحين من المنطقة، ويحمل في ابعاده وهدفه، اكثر من رسالة، محلية واقليمية ودولية وفي مقدمتها، رسالة واضحة لناقلي اخبار تصدر اسم قائد الجيش العماد جوزاف عون، مرشحي الرئاسة، بضرورة التروي والاخذ بعين الاعتبار وضعية الحزب وانتشاره ومطالبه المستقبلية، وفرملة اي وعود للغرب وغيره، لاسيما بعدما ترددت معلومات حول امكانية تنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي المتعلقة بجنوب لبنان ونزع سلاح المليشيات هناك بالكامل، استنادا لهذه القرارات بعد تسلم عون للرئاسة.
من ناحيتها، لم تسقط مصادر ديبلوماسية غربية من حساباتها،علاقة الاعتداء المنظم على اليونيفل، بموضوع الغاء عضوية إيران من لجنة المرأة بالامم المتحدة، على خلفية التعاطي الخشن لقوات الامن الايرانية مع المحتجين ضد النظام الايراني، بايحاء من ايران، وموجهة تحديدا الى الامين العام للأمم المتحدة أنطونيوغوتيريش، لتعاطيه الرمادي مع هذه المسألة، وعدم قيامه بما يلزم من خطوات لمنع اتخاذ هذا الاجراء بحق ايران،على الرغم من نفي المتحدث باسم الامين العام لكل ما يروج بهذا الخصوص،لان غوتيريش لا دور ولا تاثيرله بمنع اتخاذ مثل هذا القرار ضد ايران.
واضافت المصادر ان هناك احتمالا اخر، بأن ما حصل له علاقة بتوقف مفاوضات الملف النووي الايراني، وان ايران تحاول بواسطة اذرعها المنتشرة في لبنان اظهار قدرتها على ممارسة اقسى الضغوط،لاجل حث المجتمع الدولي من خلال الأمم المتحدة للمساعدة على معاودة المفاوضات المتوقفة.
ورأت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» أن دخول جلسات الإنتخاب في استراحة لا يعني تعليق الدعوة لانعقادها،فهي تنطلق في العام الجديد.
ولفتت المصادر الى أن هذه الاستراحة ستكون كفيلة لتنفيس الأحتقان وتدارس بعض الخطوات من قبل عدد من الكتل النيابية ، موضحة أنه من خلالها أيضا سيصار إلى تفادي تكرار السيناريو الذي يتحكم بهذه الجلسات، مع العلم أنه أحكم قبضته على هذه الجلسات.
ورأت هذه المصادر أنه لا بد من ترقب بعض التحركات الخارجية وانعكاساتها على ملف الأستحقاق الرئاسي الذي ما زال ينتظر المسعى الجاد لتحريكه.
إلى ذلك لفتت المصادر إلى أن اللقاء التشاوري الوزاري الذي دعا إليه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بحضور الوزراء المقاطعين يتناول ملفات اجتماعية ومناقشة كيفية معالجتها ولا يعني «ميني مجلس وزراء»، مؤكدة أن اللقاء سيتجنب الدخول في مسائل تحمل طابع الاستفزاز.
إذاً، اقفل المجلس النيابي ابوابه حتى مطلع العام المقبل بعد آخر جلسة لإنتخاب رئيس للجمهورية، تصديقاً للتسريبات النيابية والسياسية التي كانت تقول منذ اكثرمن شهر ان انتخاب الرئيس متعذر قبل نهاية الفصل الاول من العام 2023، وسط مراوحة في جميع الملفات المتعلقة بإدارة الدولة الى حدّ الفشل في بعضها كمعالجة الملفات الاقتصادية والمالية والمعيشية والصحية والاستشفائية والتربوية ما يُعمّق نزيف الادمغة بهجرة الشباب والكفاءات بحثاً عن مستقبل افضل.
كما راوحت المساعي السياسية الداخلية والخارجية مكانها في وقت ينتظر اللبنانيون الفرج من الخارج المتلهي عن لبنان بكثيرمن المشكلات العالمية ويديرظهره للبنان نتيجة فشل مسؤوليه.ومع ذلك ما زال البعض يراهن على نجاح مساعي الرئيس نبيه بري بعد فترة عيدي الميلاد ورأس السنة في إطلاق الحوار للتوافق على انتخاب رئيس للبلاد وتشكيل حكومة جديدة.
وافادت معلومات مصادر نيابية وسياسية ان تواصلاً يجري بين بعض القوى السياسية التقلدية وبين بعض نواب قوى التغيير من اجل التوصل الى اتفاق على بعض الملفات المطروحة. فيما ذكرت مصادر اخرى ان التفاهم والتوافق المسبق الداخلي على رئيس يحظى بقبول عربي ودولي شرط اساسي لإنتخاب اي مرشح على ألّا يكون مرشح تحدٍ لأي طرف وهذا ما يجري العمل عليه في اتصالات بعض القوى السياسية.
ووسط هذا التردي السياسي، واصل سعر صرف الدولار ارتفاعه وسجّل عصر امس، تسعيرة تتراوح ما بين 43450 و43550 ليرة لبنانيّة لكلّ دولار أميركيّ. وكان دولار السوق الموازيّة إفتتح صباحاً، على تسعيرة تراوحت ما بين 43000 و43100 ليرة لبنانيّة لكلّ دولار ، وسط مخاوف من ان يصل سعره الى 50 الف ليرة اواخر الشهر نتيجة التفلت الحاصل.
جلسة الانتخاب:
كل عام وانتم بخير
فشل المجلس النيابي امس الخميس للمرة العاشرة بانتخاب رئيس جديد للجمهورية. فيما رفع رئيس مجلس النواب نبيه بري جلسة الإنتخاب بعد انتهاء الدورة الأولى من دون أن يُحدّد موعداً للجلسة المقبلة، على ان يحددها لاحقاً بعد رأس السنة الجديدة، حيث افادت مصادرنيابية انه سيتم إقفال المجلس هذين الاسبوعين بسبب عطلة عيدي الميلاد ورأس السنة.
وقال بري للنواب لدى مغادرته الجلسة: «كل عام وانتو بخير، وكل عيد ميلاد وانتو بخير» .
وعليه، كرست الجلسة النيابية العاشرة الفراغ، وفشلت في ايصال الرئيس الرابع عشر الى قصر بعبدا، محافظة على المشهد الانقسامي تحت قبة البرلمان، والذي بدوره يعكس حالة الاهتراء السياسي الذي بلغ الذروة واوصل البلد الى الدرك الاسفل من الانهيار الاقتصادي والاجتماعي والنقدي والذي ربما يتمدد مع قابل الايام ليصل الى الانهيار الامني في ظل التحذيرات التي بدأت تطلق على لسان مسؤولين في الداخل والخارج.
الاستخفاف النيابي بالاستحقاق الرئاسي كان بارزاً للعيان حيث اظهر العديد من النواب لا مبالة تجاه مسار الجلسة الذي حافظ بعد عشر جولات على رتابته، وقد تحكمت لغة الاتهامات المتبادلة بالتعطيل بالمواقف التي اطلقت قبل وبعد انعقاد الجلسة.
وقد سجلت امس بعض الوقائع من بينها تقدم المرشح مشال معوض بصوت واحد على الورقة البيضاء (38 صوتا مقابل 37)، اما الواقعة الثانية فتمثلت بتصويت 9 من تكتل «لبنان القوي» لـ«الميثاق» في اشارة منهم الى الجلسة الاخيرة لمجلس الوزراء والتي اعترضوا على عقدها، فيما كانت الواقعة الثالثة طلب الرئيس نبيه بري تلاوة محضر الجلسة ورفعها من دون تحديد موعد جديد لانعقادها.
وقد ظهر الاستياء على وجه الرئيس بري من طريقة التعامل مع دعوته للحوار للتفاهم على رئيس للجمهورية وقد ترجم ذلك بقلة كلامه وغياب الضحكة عن محياه وكذلك «الافشات» التي لطاما كانت تضفي على اجواء الجلسة نوعا من الارتياح في عز التشنج واجدال النيابي.
وجاءت النتائج رسمياً:
ميشال معوض: 38
زياد بارود: 2
ورقة بيضاء: 37
عصام خليفة: 8
صلاح حنين: 2
ميلاد ابو ملهب: صوت واحد.
– شفيق مرعي: صوت واحد.
أوراق ملغاة: 3
«لبنان الجديد»: 6
«التوافق»: 2
«الميثاق»: 9
وتوزعت اصوات نواب التيار الوطني الحر بين الورقة البيضاء وميشال معوض وعبارة»الميثاق» والاوراق الملغاة.
وغاب عن الجلسة بعذر كل من ادغار طرابلسي، شوقي دكاش، نجاة صليبا، سجيع عطية، هاغوب قرادونيان، بيار بو عاصي، جبران باسيل، علي عسيران، سيمون ابي رميا، هاغوب بقرادونيان، الياس جرادي، نبيل بدر، وضاح الصادق.
جلسة تشاور وزارية
وفي ظل الشغور الرئاسي، اصرارٌ من الرئيس ميقاتي على على استمرار المرفق الوازري حاضراً لتسيير أمور المواطنين. وهو سيعقد اليوم جلسة تشاورية في السراي للاتفاق على كيفية ادارة البلاد في غياب رئيس للجمهورية بعد الضجة التي أثيرت اثر جلسة مجلس الوزراء الاسبوع الماضي.
وكشف وزير السياحة في حكومة تصريف الاعمال وليد نصار بعد لقاء البطريرك بشارة الراعي ان «رئيس الحكومة دعا مجلس الوزراء الى لقاء تشاوري عند الرابعة من بعد ظهر غد (اليوم) لفتح صفحة جديدة والاتفاق على آلية بانتظار انتخاب رئيس للجمهورية».
واكد «الوقوف الى جانب البطريرك في موضوع رئاسة الجمهورية»، ودعا النواب الى «تحمل المسؤولية، معتبرا ان على الكتل السياسية الاتفاق على اسم مرشح والانتخاب، لأن هناك استحقاقات اخرى مهمة على الصعيد الاجتماعي الاقتصادي».
وأكد ميقاتي خلال حفل إطلاق «الإطار الوطني اللبناني لمنهاج التعليم العام ما قبل الجامعي» في السراي، ان «لقاءنا ينعقد بالتزامن مع الجلسة العاشرة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، وهو استحقاق أساسي جداً لاكتمال عقد المؤسسات الدستورية، ولكن للأسف فإن الشغور في رأس الدولة لا يزال قائماً والخلافات تعصف بين مختلف القوى والتيارات حيال مقاربة هذا الملف.
واضاف «أمام هذا الواقع نجد انفسنا في الحكومة ملزمين دستورياً ووطنياً وأخلاقياً في المضي في عملنا لإدارة شؤون الدولة ومعالجة الملفات الملحة والبت بها.هذه المهمة سنقوم بها بقناعة وإقدام وفق ما ينص عليه الدستور والواجب الوطني، وندعو الجميع الى إبعاد هذا الموضوع عن الصراعات السياسية والاعتبارات الطائفية».
وتابع: أن ضغط الملفات الاجتماعية يتحمله جميع اللبنانيين وليس فئة منهم، والقلق على الحاضر والمستقبل حالة معممة في كل المناطق. ونزيف الهجرة وجع يصيب كل بيت وليس طائفة محددة. فتعالوا نتلاقى على ما يجمع بين الناس ونعالج الملفات المطروحة بروح المسؤولية بعيدا عن العناد والمكابرة ومحاولة أخذ البلد رهينة الاعتبارات السياسية». ورأى أن أمام وجع الناس تسقط كل الاعتبارات، ولا صوت يعلو على صوت المواطن الموجوع والقلق على الحاضر والمستقبل.
لكن الوزير عصام شرف الدين قال لـ «اللواء» انه لن يشارك في الجلسة التشاورية اليوم.
حادثة العاقبية
على أن الاخطر في المشهد كان مقتل جندي ايرلندي من الوحدة العاملة في «اليونيفيل» برصاص اطلق على سيارته، وهي في الطريق الى بيروت، من رشاش حربي، وكشف تحقيق قضائي دولي، ان الجندي القتيل اطلقت باتجاهه 7 رصاصات، وكان يتولى القيادة الى جانبه زميل له، واصيب ثلاثة جنود بجروج.
المعلومات تحدثت عن اشكال حدث مع عدد من المواطنين، عندما ضلت السيارة الدولية الطريق باتجاه طريق فرعي، غير مسلوك، وفي دون سابق انذار.
وانشغلت القيادات الرسمية والعسكرية والدبلوماسية والامنية والقضائية بالحادث، فيما نأى حزب الله بنفسه عن الحادث، وقدم رئيس وحدة الارتباط بالحزب وفيق صفا التعازي لقائد اليونيفيل الجنرال ارونالد لازارو الذي تلقى بدوره سيلا من اتصالات التعزية ابرزها من الرئيس نبيه بري والرئيس نجيب ميقاتي، الذي اعرب عن اسفه العميق للحادث الأليم، مشددا على التحقيق لكشف الملابسات وتحاشي تكرار ما حصل في المستقبل.
وكان ميقاتي اجرى اتصالا بقائد الجيش العماد جوزاف عون واطلع منه على ملابسات الحادث..
وتلقى وزير الدفاع موريس سليم اتصالا من نظيره الايرلندي سيمون كوفني، الذي شدد على ضرورة ان يتوصل التحقيق الى كشف الجناة، وهو الامر الذي اكد عليه ايضا الوزير سليم.
وقال وزير الداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي عبر حسابه على «تويتر»: التعدي على عناصر قوات حفظ السلام لن يمر دون محاسبة، فالحفاظ على سلامتهم واجب انطلاقاً من ايماننا المطلق بأهمية تطبيق القرارات الدولية . إن الحفاظ على الشرعية مسؤولية وطنية، والسلاح المتفلت هو تعد على الشرعيتين الوطنية والدولية.
كذلك قدمت قيادة الجيش تعازيها بوفاة أحد عناصر الوحدة الإيرلندية، متمنية لرفاقه الثلاثة الجرحى الشفاء العاجل.وأشارت قيادة الجيش في تغريدة عبر «تويتر» إلى ان هؤلاء الجنود كما باقي رفاقهم هم مثال للإخلاص في أداء الواجب وان تضحياتهم محل تقدير عميق من المؤسسة العسكرية واللبنانيين جميعا.
وغردت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا عبر حسابها على «تويتر»، «حزنت كثيراً لوفاة الجندي الإيرلندي التابع لليونيفيل. أتقدم بأحر التعازي إلى عائلته وإلى رئيس بعثة اليونيفيل اللواء ارولدو لازارو وجميع جنود حفظ السلام في جنوب لبنان. وأتمنى للجرحى الشفاء العاجل. إن إجراء تحقيق سريع وشامل لتحديد وقائع هذه الحادثة المأسوية أمر بالغ الأهمية». وقال سفير بريطانيا في لبنان: يجب محاسبة المسؤولين عن مقتل جندي أيرلندي من قوات اليونيفيل. بدورها، استنكرت فرنسا استهداف اليونيفل وطالبت بتحقيق فوري دون عوائق.
ولقي الحادث استنكارالعديد من النواب والشخصيات السياسية التي دعت الى التحقيق لكشف ملابسات ماجرى.
وأدانت السفارة الاميركية بأشد العبارات الهجوم العنيف على جنود حفظ السلام، التابعين لليونيفيل، ودعا السفير البريطاني الى محاسبته المسؤولين عن مقتل جندي ايرلندي.
وأعلن الناطق الرسمي باسم «اليونيفيل» أندريا تيننتي، أنَّ «جنديّاً في حفظ السلام قُتل الليلة الماضية وأصيب ثلاثة آخرون في حادث وقع في العاقبية وقريباً من الصرفند، خارج منطقة عمليات اليونيفيل في جنوب لبنان» .
وتقدّم تيننتي «بأحرّ التعازي لأصدقاء وعائلة وزملاء جندي حفظ السلام الذين لقي حتفه، متمنياً الشفاء التام والعاجل للمصابين» . وقال: «إنّ أفكاره مع سكان المنطقة الذين ربما أصيبوا أو شعروا بالخوف في الحادث».
وأضاف: حتى الآن، التفاصيل حول الحادث متفرقة ومتضاربة، ونحن ننسّق مع القوات المسلحة اللبنانية، وفتحنا تحقيقًا لتحديد ما حدث بالضبط..
وأشارت المعلومات المتداولة الى ان آلية تابعة لقوات «اليونيفيل» انقلبت مساء أمس الاول، في منطقة العاقبية ما ادى الى جرح أربعة من عناصر الدورية، لافتة الى ان أثناء مرور قوات اليونيفيل في بلدة العاقبية على الطريق البحرية القديمة، تم اعتراض الدورية من قبل أهالي المنطقة وذلك لاعتمادها مساراً غير مسارها العادي على اوتوستراد الجنوب، ما أدى إلى وقوع حادث سير تسبب بانقلاب الآلية. وتطور الأمر إلى إشكال وإطلاق نار من قبل «اليونيفيل» وأثناء محاولة الانسحاب من موقع الإشكال صدمت الدورية مواطناً من أهالي المنطقة لكن إصابته طفيفة. وتردد ان تبادلاً لإطلاق النار حصل بين الدورية وبين بعض الاهالي.
وحسب المقاطع المصوّرة التي وُزعت على مواقع التواصل الاجتماعي، فإنّ الشبان حاولوا إنقاذ الجنود قبل أن يأتي عناصر من الدفاع المدني لينتشلوا جثة السائق. وحضر الجيش اللبناني وفريق من اليونيفيل للتحقيق بالحادث، فيما نُقل القتيل والجرحى إلى أحد مستشفيات صيدا. والتحقيق سيتركّز مع الجنود الناجين عن سبب مرورهم في طريقهم إلى بيروت في هذه المنطقة، وعدم مشاركتهم الموكب الذي سلك الأوتوستراد.
وكشف مصدر قضائي لوكالة «فرانس برس»، أنّ «سبع طلقات من رشّاش حربي، اخترقت آليّةً تابعةً للكتيبة الإيرلنديّة وأصابت إحداها السّائق في رأسه من الخلف» . وذكر أنّ «السّائق توفّي على الفور، فيما ارتطمت العربة بعمود حديدي وانقلبت، ما أدّى إلى إصابة العناصر الثّلاثة الآخرين»، موضحاً أنّ «القضاء العسكري وضع يده على التّحقيق» .
حماية المطار وسمعته
وفي السياق، الامني، اعلن وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الاعمال بسام مولوي ان «اللعب بالامن ممنوع، فالامن بعيد عن السياسة، وخطة قوى الامن الداخلي بالنسبة للاعياد اصبحت جاهزة وجرى تعميمها، مشيرا الى ان الموقف الرسمي ثابت بحماية المطار ومحيطه وسمعته ومنع اي عمل غير مقبول يحصل فيه او عبره».
كوليرا: 1
كورونا:69
صحياً، اعلنت وزارة الصحة العامة في تقرير نشرته مساء أمس، عن حالات الكوليرا في لبنان « تسجيل إصابة جديدة ، فارتفع العدد التراكمي للحالات المثبتة الى 166 ، فيما لم يتم تسجيل اي حالة وفاة ، واستقر العدد التراكمي للوفيات على 23».
وفي تقرير منفصل، أعلنت الصحة عن حالات كورونا تسجيل» 69 إصابة جديدة رفعت العدد التراكمي للحالات المثبتة الى 1221475، كما تم تسجيل حالة وفاة واحدة «.
البناء
أردوغان: اقترحت على بوتين قمة ثلاثية مع الأسد تسبقها لقاءات سياسية وعسكرية
جلسة رئاسية مكرّرة ولا مبادرات… وكتلة الوفاء: رفض الحوار باب للتدخلات
حادث الدورية الإيرلندية من اليونيفيل إلى التحقيق… وصفا: لعدم إقحام حزب الله
تتلاحق المواقف التركية التي توحي بالتحضير لنقلة مهمة في كيفية مقاربة الوضع في سورية، حيث ترتفع نبرة تحميل الأميركيين مسؤولية تهديد الأمن التركي عبر تولي واشنطن رعاية ودعم الجماعات الكردية المسلحة، وبالتوازي تزداد المواقف السياسية الهادفة لردم الفجوة مع الدولة السورية وضوحاً، وكان أبرز الجديد الذي سجله يوم أمس هو ما صدر عن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال عودته من تركمانستان، حيث قال للصحافيين الذين رافقوه في طائرة العودة، إنه اقترح على نظيره الروسي فلاديمير بوتين تأسيس آلية ثلاثية مع سورية، لتسريع المسار الدبلوماسي بين أنقرة ودمشق، مشيراً الى أن روسيا وتركيا سيّرتا دورية عسكرية مشتركة في عدة قرى خاضعة لسيطرة ما تعرف بقوات “سورية الديمقراطية” شمالي الحسكة، وأضاف أردوغان أنه عرض هذا المقترح على نظيره الروسي الذي أبدى رؤية إيجابية بشأنه، وأوضح أن المقترح التركي ينص على اجتماع بين أجهزة مخابرات الدول الثلاث أولاً، يتبعه لقاء على مستوى وزراء الدفاع ثم الخارجيّة، ثم قمة على مستوى القادة.
لبنانياً يراوح المشهد السياسي في قلب الاستعصاء الذي يسجله الاستحقاق الرئاسي جلسة بعد جلسة، حيث سجلت الجلسة العاشرة التي عقدت أمس، نسخة مكررة عن سابقاتها وانتهت إلى النتيجة ذاتها مثلها، فيما تؤكد مصادر نيابية غياب أي أفق في المدى المنظور لتحريك الركود، حيث لا توجد مبادرات خارجية يمكن الحديث عنها بدرجة من الجدية، رغم كثرة الكلام عن مبادرة فرنسية وأخرى قطرية، وعن تحولات في الموقف السعودي، أو الأميركي، تقول المصادر النيابية إن هذا كله أقرب إلى التمنيات والتحليلات التي لا يوجد ما يؤيدها في الوقائع. وهو ما أشار إليه المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب النائب علي حسن خليل بقوله إن هناك “مبالغة كبيرة بالحديث الإعلامي وفي بعض الدوائر السياسيّة عن مشاريع وخططٍ خارجيّة. وهذا الأمر غير مبنيّ على معطيات حقيقيّة”. بالتوازي مع جمود داخلي على صعيد المبادرات مع سقوط مبادرة رئيس مجلس النواب الحوارية التي تعطلت بسبب رفض كتلتي القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، وحول الموقف من الحوار قالت كتلة الوفاء للمقاومة إن رفض الحوار يفتح الباب عن قصد أو غير قصد للتدخلات الخارجية على حساب المصالح الوطنية العليا للبنان واللبنانيين.
أمنياً، خرق الحادث الذي شهدته منطقة العاقبية جنوب صيدا، بين الأهالي ودورية ايرلندية من قوات اليونيفيل دخلت في طريق فرعي في منطقة خارج منطقة عملها، وهي في الطريق إلى بيروت، الأجواء السياسية والإعلامية والأمنية، وكان محور تعليقات ومواقف للتعزية بقتيل من الوحدة الإيرلندية، وتأكيد التمسك بدور اليونيفيل، والدعوة للتحقيق بالحادث، بينما دعا رئيس وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله الحاج وفيق صفا، إلى عدم إقحام الحزب في القضية وترك الأجهزة الأمنية تقوم بتحقيقاتها لجلاء حقيقة ما جرى.
وفيما أخفق مجلس النواب في الجلسة الحادية عشرة في انتخاب رئيس للجمهورية، كما كان متوقعاً، خطف الجنوب الأضواء من ساحة النجمة، بعد مقتل جنديّ إيرلنديّ وإصابة 3 بإطلاق نار على قافلة لقوّات «اليونيفيل»، في العاقبية منتصف ليل الأربعاء الخميس.
وإذ لم توضح ملابسات الحادث، كشف مصدر قضائي لوكالة «فرانس برس»، أنّ «سبع طلقات من رشّاش حربي، اخترقت آليّةً تابعةً للكتيبة الإيرلنديّة العاملة في قوّة الأمم المتحدة الموقّتة في جنوب لبنان، وأصابت إحداها السّائق في رأسه من الخلف»، وذكر أنّ «السّائق توفّي على الفور، فيما ارتطمت العربة بعمود حديدي وانقلبت، ما أدّى إلى إصابة العناصر الثّلاثة الآخرين»، موضحًا أنّ «القضاء العسكري وضع يده على التّحقيق».
وأعلن الناطق الرسمي باسم «اليونيفيل» أندريا تيننتي أن «حتى الآن، التفاصيل حول الحادث متفرقة ومتضاربة، ونحن ننسّق مع القوات المسلحة اللبنانية، وفتحنا تحقيقًا لتحديد ما حدث بالضبط».
ووضعت مصادر مطلعة علامات استفهام حول الحادث، وتفاصيله، وإذ أدانت تعرّض قوات اليونيفيل لأي اعتداء لكنها تساءلت: ماذا كانت تفعل دورية اليونيفيل في هذه المنطقة؟ فهل ضلت طريقها فعلاً كما قِيل أم جاءت لتنفيذ مهمة معينة؟ لا سيما أن المنطقة التي وقع فيها الحادث تبعد كثيراً عن منطقة العمليات المحددة لليونيفيل وفق مندرجات القرار 1701 أي منطقة جنوب الليطاني. وأشارت المصادر لـ»البناء» الى أن الحادث قد يكون له علاقة بتهريب بعد التعديلات على قواعد وصلاحيات اليونيفيل في آب الماضي في اجتماع مجلس الأمن الدولي في إطار التجديد للقوات الدولية بموافقة ضمنية من الحكومة اللبنانية التي أعلنت حينها عدم علمها بالتعديلات، وبالتالي قد يكون دخول دورية اليونيفيل الى هذه المنطقة اختباراً ميدانياً عملياتياً للصلاحيات الجديدة الممنوحة لها في الجنوب.
وقبيل صدور أي بيان أو رواية أمنية رسمية توضح ما حصل، سارعت جهات سياسية وإعلامية للتوظيف السياسي في الحادث من خلال اتهام حزب الله بتنفيذ الاعتداء على اليونيفيل، علمت «البناء» أن الحادث وقع بين الأهالي ودورية اليونيفيل وليس بين الأخيرة وعناصر حزب الله.
وقال مسؤول وحدة التنسيق والارتباط في حزب الله وفيق صفا في حديث لـ»رويتر»: «نتقدم بالتعزية من قوات اليونفيل لسقوط قتيل». وأضاف، «نتمنى الشفاء للجرحى في الحادث غير المقصود الذي وقع بين الأهالي وأفراد من الكتيبة الايرلندية». وطالب صفا، بـ »ترك المجال للأجهزة الأمنية للتحقيق في الحادث وعدم إقحام حزب الله في الحادثة».
وتوالت المواقف الدولية المستنكرة للتعرّض للقوات الدولية، ودانت الخارجية الفرنسية، في بيان وزعته السفارة الفرنسية، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بـ»أشد العبارات، الهجوم على قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان «UNIFIL» الذي وقع بالقرب من العاقبية في جنوب لبنان، والذي أودى بحياة جندي حفظ سلام إيرلندي وجرح ثلاثة آخرين».
وأفادت وزارة الخارجية، بأنّ «وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب تلقى اتصالًا هاتفيًا من وزير الخارجية والدفاع الايرلندي سيمون كوفني».
وأعرب بوحبيب خلال الاتصال عن إدانته الشديدة للحادث المؤلم الذي وقع اليوم في منطقة العاقبية جنوب لبنان وأودى بحياة جنديّ وسقوط عدد من الجرحى من الكتيبة الايرلندية العاملة ضمن قوات اليونيفيل، معزيًا “حكومة وشعب إيرلندا وعائلة الجندي المغفور لهم”.ودعت السفارة الأميركية في بيروت الحكومة اللبنانية إلى الإسراع بالتحقيق في الهجوم على اليونيفيل ومحاسبة مقترفيه.
وأكد وزير الدفاع الإيرلندي سيمون كوفني، في اتصال هاتفي مع وزير الدفاع موريس سليم، على «أهمية توصل التحقيق الى معرفة حقيقة وتفاصيل الحادثة المؤلمة نظرًا لانعكاسها على الدور الذي تقوم به الوحدة الإيرلندية في إطار قوات اليونيفيل منذ عقود».
على المستوى الداخلي، أجرى رئيس مجلس النواب نبيه بري اتصالاً هاتفياً بقائد قوات «اليونيفيل» اللواء أرولدو لازارو قدّم فيه التعزية.
وأبدى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي «أسفه العميق للحادث الاليم». وشدّد على «ضرورة إجراء السلطات المعنية التحقيقات اللازمة لكشف ملابسات الحادث وعلى تحاشي تكراره مستقبلاً»، مناشداً «جميع الأطراف التحلّي بالحكمة وسعة الصدر في هذه المرحلة الحرجة التي يمر بها الوطن». وأجرى رئيس الحكومة اتصالين بقائد الجيش العماد جوزيف عون والقائد العام لليونيفيل واطلع منهما على ملابسات الحادث.
بدوره، دعا نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب الى الإسراع بالتحقيق، وكشف حقيقة ما حصل في حادثة اليونيفيل.
وأكد وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال، بسّام مولوي، أنّ «الاعتداء على قوات اليونيفيل جريمة، وهو ليس صدفة وليس حادثاً عرضياً»، مشيراً في حديث تلفزيوني إلى أن «التحقيقات تشير إلى اعتراض سيارة جنود حفظ السلام في موقعين».
وأكّد مولوي «أنّنا لا نقبل أي ذريعة تقول إنّ الحادث من فعل الأهالي»، لافتاً إلى أنّه «من يقف وراء حادث الاعتداء على قوات حفظ السلام لا يُخفي نفسه».
وكشف أنّه «لم يتم توقيف أي متهم بحادث الاعتداء على قوات حفظ السلام حتى الآن».
في غضون ذلك، عقد مجلس النواب جلسة جديدة لانتخاب رئيس للجمهورية برئاسة الرئيس بري. وبعد أن فُرِزت أصوات النواب المقترعين لانتخاب رئيس للجمهورية وعددهم 109، جاءت النتائج كالآتي: -ميشال معوض: 38 – أوراق بيضاء: 37 – عصام خليفة: 8 – صلاح حنين: 2 – زياد بارود: 2 – أوراق ملغاة: 19 أسماء أخرى: 3. وبعد الدورة الأولى وفقدان النصاب، رفع بري الجلسة من دون تحديد موعد للجلسة المقبلة. وتردّد أن نواباً من تكتل لبنان القويّ هم من صوّتوا بعبارة «الميثاق».
وقد أراد التيار الوطني الحر وفق ما تقول مصادر نيابية لـ»البناء» توجيه رسالة الى أن الميثاقية مفقودة والشراكة لا تحترم في مجلس الوزراء ولا في انتخابات رئاسة الجمهورية، وبالتالي التيار متمسك بالميثاقية وعدم تجاوز صلاحيات موقع لطائفة معينة. وأوضحت أوساط كتلة التنمية والتحرير لـ»البناء» أن الميثاقية مؤمنة في جلسة مجلس الوزراء بوجود وزراء مسيحيين، أما في الحوار الذي كان يريد بري عقده يفقد ظروف الميثاقية بمقاطعة كتل القوات والتيار والكتائب وبعض قوى التغيير، ولهذا السبب ألغى الحوار وأيد انعقاد جلسات الحكومة. وأشارت الى أن «الاتصالات في الملف الرئاسي ستتوقف وتؤجل الى مطلع العام الجديد وهذا ما ظهر في طيات كلام الرئيس بري في رده على سؤال أحد النواب عن موعد الجلسة المقبلة، فأجاب: «كل عام وأنتم بخير وتنعاد عليكم»، أي أن لا جلسات أخرى في هذا العام». ولفتت المصادر الى أن مسؤولية عرقلة انتخاب الرئيس تقع على كتلتي التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية لرفضهما الحوار.
ولفتت أوساط سياسية لـ»البناء» الى أن «مختلف القوى السياسية سلمت بالفشل الداخلي لإنجاز الاستحقاق الرئاسي، وبالتالي نقلت جهودها الى الخارج لاستدراج مبادرة تؤدي الى تسوية رئاسية، طالما أن الانتخابات الرئاسية لم تصنع في الداخل منذ اتفاق الطائف حتى الآن بالحد الأدنى، ما يعني أن الملف الرئاسي واللبناني عموماً ارتبط بالتطورات على المستويين الإقليمي والدولي». وأشار مصدر نيابي لـ»البناء» الى أن لم يتلق المعنيون في لبنان أي رسالة أو اتصالاً يتحدث عن مبادرة قطرية أو فرنسية أو غيرها، وما يحكى مجرد كلام وحدوده حراك وجس نبض بعض الأطراف عن تسوية تتضمن أسماء مرشحين».
وفي سياق ذلك شدد عضو كتلة التنمية والتحرير النائب علي حسن خليل أن هناك «مبالغة كبيرة بالحديث الإعلامي وفي بعض الدوائر السياسيّة عن مشاريع وخططٍ خارجيّة. وهذا الأمر غير مبنيّ على معطيات حقيقيّة».
وشددت كتلة الوفاء للمقاومة خلال اجتماعها الدوري برئاسة النائب محمد رعد، على أنّ «انتخاب رئيس جديد للجمهوريّة اللبنانيّة هو استحقاق وطني بامتياز، والتوافق الوطني وحده هو الكفيل بإنجازه بأقصر وقت وأقل كلفة وتداعيات. وإنّ المواقف السلبيّة المناهضة للحوار وصولاً للاتفاق الوطني في ظل الموازين الانتخابيّة القائمة، هي مستغربة وغير مفهومة فضلاً عن كونها تفتح عن قصدٍ أو عن غير قصد أبواب التدخل الإقليمي والدولي على حساب المصالح الوطنيّة العليا للبلاد».
أوضحت أنّ «العبور إلى مرحلة الاستقرار والمعالجات المطلوبة للمشاكل التي يعاني منها المواطنون على صعيد الغذاء والدواء والصحة والتعليم والضمانات الاجتماعية وفرص العمل والاستثمار ومعالجة النفايات وحماية البيئة وغيرها.. متوقفة على إنجاز الاستحقاق الرئاسي الذي بات يمثل المدخل الطبيعي لتعزيز الهدوء الداخلي من جهة، وتفعيل الحلول من جهة أخرى».
على صعيد آخر، استبعد رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي المكلّف بتشكيل الحكومة بنيامين نتانياهو، في حديث لموقع قناة «العربية»، «التراجع عن اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع لبنان»، معتبراً أنّ «اتفاق ترسيم الحدود مع لبنان أمّن مصالح إسرائيل»، مشددًا على «أننا لسنا قريبين من اتفاق لترسيم الحدود البرية مع لبنان».
COMMENTS