وفي التفاصيل، جرى تواصل أمس بين ميقاتي وحمية وبو حبيب، ووافق رئيس الحكومة على تشكيل الوفد تعبيراً عن الوقوف إلى جانب سوريا. وسيلتقي الوفد اللبناني وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، أما بقية تفاصيل جدول الأعمال فتركت للجانب السوري، مع مساع لترتيب لقاء للوفد مع الرئيس بشار الأسد أو رئيس الحكومة السورية. علماً أن الأخير يتابع عمليات الإنقاذ خارج دمشق.
في غضون ذلك، بات مطار بيروت الدولي والمرفأ من بعد ظهر أمس مفتوحين أمام طائرات وسفن الشركات الدولية التي تتذرّع بعدم إمكانية إيصال المساعدات الإنسانية إلى موانئ ومطارات سوريا، بناء لقرارٍ اتخذه حمية، المكلّف من قبل مجلس الوزراء بالتواصل مع الجانب السوري والتنسيق لتقديم المساعدة المطلوبة. وينصّ القرار كذلك على إعفاء الشركات والهيئات الراغبة باستخدام المرافق اللبنانية من الرسوم الجمركية التي تتوجب على الحمولات، ومن رسوم العبور خلال نقلها براً إلى سوريا بهدف تسهيل الطريق لوجيستياً أمام الجهات الراغبة بمساعدة الشعب السوري.
أتى القرار كخطوة تكاملية مع البعثة اللبنانية التي انطلقت صباح أمس للمساعدة في عمليات الإغاثة الإنسانية في المناطق السورية المنكوبة بطلب من الحكومة، على غرار البعثة التي وصلت أمس إلى تركيا، مع الحرص على أن تكون مماثلة لناحية الأعداد والتركيبة، وتألفت من 15 عنصراً من فوج الهندسة في الجيش اللبناني وفريقاً من الصليب الأحمر والدفاع مدني وفوج إطفاء بيروت.
بالتوازي، التقى بو حبيب أمس ممثلي المنظمات الدولية العاملة في لبنان وزوّدهم بنسخة عن الحاجات السورية. وأكّد لهم استعداد لبنان لتقديم كل التسهيلات اللازمة لإيصال هذه المساعدات إلى سوريا، و«إعفاء أفراد البعثات العاملة في مجال الإغاثة والتي تريد التوجه من بلدانها إلى سوريا عبر مطار بيروت من تأشيرات الدخول».
سوريا تحتاج مساعدات من العيار الثقيل
علمت «الأخبار» أن المسؤولين السوريين أكدوا للمعنيين في لبنان أن سوريا لا تحتاج إلى سيارات إسعاف وإطفاء ومسعفين وعمال إنقاذ، وهي ما يتوافر لدى مختلف الجهات اللبنانية الراغبة والمستعدّة للمساعدة، إذ إن «المعدّات متوافرة في سوريا بشكل جيّد، والأطقم البشرية موجودة». في المقابل، تحتاج الدولة السّورية إلى آليات ثقيلة ورافعات عملاقة، ذات قدرة تُراوح من 50 إلى 200 طن، قادرة على تحريك أسقف المباني المنهارة ورفعها من دون تحطيمها لاحتمال العثور على ناجين تحتها.
وهذا النوع من المساعدات غير متوافر سوى في الدول الصناعية، أو المهدّدة بشكل دائم بالزلازل والكوارث الطبيعية. أما لبنانياً، فلا تتوافر مثل هذه الرافعات الضخمة لدى الدولة أو الجهات الأهلية، وإن وجدت، فعددها قليل، وتمتلكها بعض المؤسّسات التي تعمل في مجال المقاولات والبناء، والتي تخشى من العقوبات الأميركية، لا سيّما قانون قيصر، في حال أدخلت المعدّات إلى الأراضي السّورية، ولو عن طريق الإيجار. بالتالي حتى السّاعة، لا مساعدات لبنانية فاعلة لسوريا، والضحايا الأحياء لا يزالون ينتظرون إنقاذهم من تحت الأنقاض، في سباق مع الوقت لا يبدو أنّه يعمل في مصلحتهم.
COMMENTS