افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم السبت 29 نيسان، 2023

“زهرا في القاع” : “تطهير” السلاح الطائفي من جرائمه؟ 
افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الأربعاء 24 تموز ، 2024
‏افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الجمعة‏، 11‏ آذار‏، 2022

البناء
رئيسي في دمشق الأسبوع المقبل والعلاقة التركية السورية على الطاولة… واتفاقات اقتصادي
عبد اللهيان يلتقي نصرالله: نحو تبادل زيارات مع ابن فرحان… وتأييد أي رئيس بالتوافق
ابو صعب يبدأ من لقاء رعد زيارات استطلاعية نيابية: المنطقة الى الاستقرار وعلينا الحوار
تستعدّ المنطقة لزيارة الرئيس الإيراني السيد إبراهيم رئيسي الى دمشق تلبية لدعوة الرئيس السوري بشار الأسد، ويبقى ليومين مليئين بالنشاطات والاتفاقيات الاقتصادية والاستراتيجية بين الدولتين الحليفتين، ووفقاً لمصادر متابعة لمسار العلاقة الإيرانية السورية، يتصدر الاهتمام المشترك كيفية التعامل مع ملف العلاقة السورية التركية، والوساطة التي تقوم بها كل من روسيا وإيران لتأمين مصالحة تنجح بالحفاظ على العلاقة المتميزة مع تركيا منذ استدارتها نحو محور موسكو وطهران بعد هزيمتها في معارك حلب، وتحفظ لسورية حقوقها المشروعة، خصوصاً في الشأن السيادي الذي تتمسك دمشق وطهران باعتباره خطاً أحمر. ولا تزال أنقرة تناور في الاعتراف بموجباته لجهة الالتزام الواضح بالانسحاب من الأراضي السورية التي يضمن وحدتها تحمل الجيش السوري المسؤوليّة السيادة عليها وحده.
عشية الزيارة أنهى وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان زيارته الى بيروت، فزار الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة وأطلق من مارون الراس مواقف مؤيدة للمقاومة ولحق الفلسطينيين بأرضهم وحقوقهم، وكان عبد اللهيان قد زار الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله برفقة السفير الإيراني مجتبى أماني والوفد المرافق، حيث قال حزب الله إن البحث تركز على شؤون المنطقة، وقال عبد اللهيان إنه وضع السيد نصرالله بأجواء تطور علاقات إيران بدول الجوار خصوصاً السعودية والبحرين، وجدد عبد اللهيان تأييد إيران أي رئيس ينتجه التوافق اللبناني.
سعياً للتوافق انطلقت الخطوة الأولى لنائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب في مسعى استطلاعي لفرص الحوار بين الكتل النيابية بصورة جماعية أو ثنائية، من خلال زيارته لرئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، الذي رحب بمبادرة بوصعب، الذي قال بعد الزيارة إن ما يقوم به محاولة استكشاف لمواقف الكتل النيابية والبحث عن كيفية مقاربة الأزمات التي يعيش لبنان تحت وطأتها، وما يمكن فعله في مواجهتها، خصوصاً أن المنطقة ذاهبة نحو الاستقرار، وليس أمام اللبنانيين سوى الحوار طريقاً لرسم خياراتهم، لأن أحداً لن يقوم بذلك نيابة عنهم.
وبقيت زيارة وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، الى لبنان الحدث الأبرز في ظل جمود المشهد السياسي.
وواصل الوزير الايراني جولته على القيادات السياسية وزار والوفد المرافق الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله ‏في حضور السفير الإيراني في بيروت مجتبى أماني، حيث جرى استعراض ‏التطورات في المنطقة وخصوصًا موضوع الاتفاق الإيراني السعودي وانعكاساته ‏على مجمل دول الإقليم وكذلك آخر تطورات الأحداث في لبنان وفلسطين المحتلة. ‏
وأكد عبد اللهيان خلال مؤتمر صحافي من السفارة الإيرانية في لبنان، أنّه «بغض النظر عن آثار الاتفاق السعودي الإيراني على المنطقة ولبنان، فإننا نعتقد أن الشخصيات والقوى اللبنانية لديها الكفاءة اللازمة لاستكمال العملية السياسية وانتخاب رئيس للجمهورية»، مشيرًا إلى أنّ «خلال اللقاءات التي جمعتني بالمسؤولين اللبنانيين، أكدت أننا ندعم التوافق بين اللبنانيين، لانتخاب رئيس للجمهورية»، مشددًا على أنّ «إيران لم ولن تتدخل بانتخاب اللبنانيين لرئيس الجمهورية، وعندما يتفق اللبنانيون على أي شخص، فإن إيران ستدعم ذلك بكل قوة».
ولفت إلى أنّ «إيران وضعت في سياستها الخارجية الانفتاح مع دول الجوار أولوية»، موضحًا أنّ بعد زيارته إلى عمان، «استكملت زيارتي للبنان، للمشاورة معهم حول مختلف التطورات التي تجري اليوم»، مؤكدًا أن «التطورات الأخيرة تفتح مناخات إيجابية على المنطقة، ولا شك في أن لبنان يحتل مكانة خاصة في المنطقة».
وشدد عبداللهيان على أنّ «عندما نبادر بالقيام بالمشاورات في لبنان، وخلال لقاءاتنا مع أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، ووجود لبنان في الخط الأمامي للمقاومة، فإن هذا يحظى دائماً باهتمامنا».
كما أكّد أنّ «إيران تتمتع بطاقات متطورة في مجال إنتاج الطاقة الكهربائية وبناء معاملها، وتحدثت مع المسؤولين في لبنان عن هذا التعاون»، مشيرًا إلى أنّ «خلال اللقاءات مع المسؤولين اللبنانيين وخاصة رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، تحدثنا بشكل مفصل عن إمكانيات التعاون بين البلدين، لا سيما في المجالات الاقتصادية والتجارية وإنتاج الطاقة الكهربائية بشكل خاص»، كما رأى أنّ «المشكلة الأساسية أمام إنجاز هذا التعاون هي الضغوط الأميركية، وخوف المعنيين من العقوبات»، معتبرًا «اننا نعتقد أن التعاون الثنائي مع لبنان في مجالات الغاز والنفط والطاقة الكهربائية، سيعود بالأرباح على البلدين».
وحول الاستحقاق الرئاسي، ذكر عبداللهيان أنّ «دعمنا وندعم انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية، وندعم التوافق والاتفاق بين اللبنانيين ونشجع استكمال العملية السياسية»، مشددًا على أنّ «أي شخصية لبنانية مرموقة تصل إلى سدة الرئاسة اللبنانية بالتوافق، سيكون مرحباً بها لدى إيران».
وكشف «أنني وضعت السيد نصرالله في أجواء كافة التطورات الإقليمية، سواء العلاقات الإيرانية مع السعودية والبحرين، والملفات أخرى»، مشيرًا إلى أنّه «على الرغم من التباين في المواقف السياسية لجهة الفراغ الرئاسي، فإن المسؤولين يمضون قدماً للوصول إلى حل مناسب».
وأفاد عبداللهيان، بـ»أنني وجهت دعوة رسمية لنظيري السعودي فيصل بن فرحان، لزيارة طهران، ورحب بالدعوة وأكد أنه سيقوم بتلبيتها»، مشيرًا إلى «أنني تلقيت دعوة رسمية من وزير الخارجية السعودي لزيارة الرياض، وسأقوم بتلبيتها»، معلنًا فتح السفارتين في السعودية وإيران في غضون أيام.
وبشأن سورية، ذكر أنّ «المستشارين العسكرييين لإيران، ساعدوا سورية في مواجهة الحرب الإرهابية»، موضحًا «أننا وضعنا خطة من أجل زيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سورية، في الفترة المقبلة».
ويتوجه الرئيس الايراني الى دمشق خلال الأسبوع المقبل في زيارة رسمية يلتقي خلالها الرئيس السوري بشار الأسد.
وكان عبداللهيان زار حديقة إيران في مارون الراس على الحدود الجنوبية، وغَرس شجرة زيتون وسط حديقة «طهران»، واضعًا إكليلًا من الزهور عند نصب الشهيد القائد اللواء قاسم سليماني، بحضور عدد من النواب والشخصيات والفعاليات.
ولفت عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله في تصريح عقب الجولة إلى «أن أيادي إيران امتدت إلى اللبنانين سلاحًا نحرّر فيه الأرض وإعمارًا لكل الدمار».
وبعد اختتام زيارته الى لبنان، يتوجه عبداللهيان الى سورية للقاء الرئيس الأسد والمسؤولين السوريين.
على خط رئاسة الجمهورية يشهد سلسلة اتصالات بين القوى السياسية، حيث يقوم أحد الوسطاء بمبادرة رئاسية وفق ما علمت «البناء» ويجول على رؤساء الكتل النيابية في محاولة للتوفيق بينها والتوصل الى مرشحين للرئاسة ويدعو رئيس المجلس النيابي نبيه بري الى جلسة ويجري التصويت لانتخاب الرئيس في إطار اللعبة الديمقراطية لإنهاء الفراغ. وأشار الوسيط لـ»البناء» الى أن الأجواء ايجابية لكن بحاجة الى جهود إضافية ومشاورات بين مختلف الكتل لا سيما بين أطراف المعارضة أي بين كتل القوات اللبنانية والكتائب وتجدد قوى التغيير للتوافق على مرشح واحد، لكن لا اتفاق حتى الساعة وتجري غربلة الأسماء لكي ترسو على اسم واحد والنزول إلى المجلس لخوض اللعبة الديمقراطية مع مرشح ثنائي حركة أمل وحزب الله وفريق 8 آذار رئيس المردة سليمان فرنجية.
وسُجّلت أمس زيارة قام بها نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، الى حارة حريك حيث التقى رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد. وأكد بوصعب بعد الاجتماع أن «اللقاء كان ضرورياً ومهماً ويهدف الى تقييم المرحلة التي نمرّ بها والعمل لإيجاد مخارج وقواسم مشتركة بين الكتل النيابية، وعنوان الحديث الأوّل هو التواصل». وشدد على «انني لمست الانفتاح الكامل على أي جهد يمكن ان يحصل مع اي فريق من الافرقاء».
على صعيد أزمة النزوح السوري، تستمر الحملة الإعلامية والسياسية على الوجود السوري في لبنان ووصفه «بالاحتلال» لشد العصب الداخلي ضد النازحين والتحريض ضدهم، وحذرت مصادر مطلعة عبر لـ»البناء» من مخطط أميركي – اسرائيلي لتحريك مخيمات النزوح السوري في لبنان بالتنسيق مع قوى سياسية داخلية لطالما نادت وسعت وعملت على تنفيذ مشروع التقسيم والفدرالية»، واضعة الحملة الإعلامية والسياسية على النازحين في هذا الإطار. وتهدف هذه الحملة وفق المصادر الى أمرين: الأول افتعال أحداث أمنية بين النازحين واللبنانيين في المناطق المسيحية لاستدراج ردات فعل ضد النازحين لتكون ذريعة لطردهم من هذه المناطق بما يخدم مشروع التقسيم، والثاني خلق فتنة بين النازحين وأهالي المناطق في البيئات الشيعية للضغط على حزب الله والدولة السورية وعرقلة أي عودة شرعية وقانونية وطوعية للنازحين الى سورية». وتتخوف المصادر من حصول أحداث أمنية تكون شرارة لتنفيذ هذا المشروع.
وحطّ ملف النزوح في عين التينة، إذ لفت وزير الداخلية بسام المولوي بعد لقائه الرئيس نبيه بري إلى أننا «أكدنا لدولة الرئيس أننا عبر الاجهزة الامنية التابعة لوزارة الداخلية نطبق القانون، المديرية العامة للامن العام ستقوم بدورها». وأضاف: «أكد دولته أنه يجب تطبيق القانون على كافة الاراضي اللبنانية وضرورة ان يكون وجود السوريين ضمن النظام اللبناني وضمن الاطار اللبناني ويجب ان يكونوا مسجلين ودخولهم وخروجهم شرعيان وقانونيان. وقد أكدنا للرئيس بري اننا نقوم بهذا العمل حماية للبنان وللقانون اللبناني وليس تعرضاً لحقوق الإنسان وانما حفظاً لمصلحة الدولة العليا وللنظام العام».
على صعيد التحقيقات الأوروبية في قضايا اختلاس وتبييض أموال، استجوب الوفد القضائي الأوروبي، في بيروت أمس لليوم الثاني على التوالي، مساعدة حاكم مصرف لبنان، ماريان الحويك، في إطار تحقيقاته في ما إذا كان قد اختلس وغسل مئات الملايين من الدولارات من الأموال العامة على مدى أكثر من عقد.
الى ذلك، تسلّمت وزارة العدل كتاباً من وزير المال يوسف الخليل ذكر فيه أنّ «لا علاقة لوزارة المالية بإبداء الرأي في شأن اتّخاذ الدولة اللبنانية صفة الادّعاء الشخصي في التحقيقات التي تجريها القاضية الفرنسية Aude Buresi ويتوجّب على الهيئة القيام بما تراه مناسباً في هذا الخصوص».
الكتاب الذي تسلّمته رئيسة هيئة القضايا في وزارة العدل القاضية هيلانة اسكندر، ذكر أنّ العقد المبرم مع المحاميين المعنيين من الهيئة لمتابعة الملف في فرنسا لم يكن مرفقاً بالمعاملة. وحمل الكتاب تاريخ صدوره في 18 نيسان الحالي. كما تسلّمت هيئة القضايا عبر وزارة العدل كتاباً ثانياً من الوزير الخليل على صعيد دعوى الهيئة في ملف سلامة اللبناني الذي كرّر المضمون نفسه.
وفي سياق ذلك، حدّد محققون أوروبيون جلسات للاستماع خلال الأسبوع المقبل، إلى مدراء ثلاث شركات دقّقت في حسابات مصرف لبنان، وفق ما أفاد مصدر قضائي وكالة الصحافة الفرنسية (أ.ف.ب)، في إطار تحقيقات تتعلّق بقضايا غسل أموال واختلاس مرتبطة بحاكم المصرف المركزي رياض سلامة.
وبدأ محققون من فرنسا وألمانيا وبلجيكا ولوكسمبورغ هذا الأسبوع في بيروت مهمة جديدة، في ثالث زيارة لهم إلى لبنان للاستماع، بحضور قضاة لبنانيين، إلى شهود في التحقيقات المرتبطة بثروة سلامة.
وقال المصدر القضائي، رافضاً الكشف عن هويته، إن المحققين الأوروبيين يعتزمون بدءاً من الثلاثاء المقبل الاستماع إلى مدراء ثلاث شركات تدقيق مالي في حسابات مصرف لبنان.
والشركات الثلاث هي إرنست اند يونغ وغلام وديلويت، التي تدقق في حسابات المركزي منذ عام 1994.
الى ذلك علمت «البناء» أن عقوبات أميركية جديدة ستصدر ضد رجال أعمال لبنانيين بتهمة الانتماء الى حزب الله والتيار الوطني الحر.
وبعد خطوة القوات اللبنانية الطعن بالتمديد للمجالس البلدية والاختيارية، تقدم النواب أديب عبد المسيح، أشرف ريفي، الياس جرادة، الياس حنكش، سامي الجميّل، سليم الصايغ، شربل مسعد، فؤاد مخزومي، مارك ضو، ميشال الدويهي، ميشال ضاهر، ميشال معوّض، نديم الجميّل، وضاح الصادق، بطعن أمام المجلس الدستوري في دستورية القانون المتعلق بتمديد ولاية المجالس البلدية والاختيارية طالبين تعليق العمل به وإبطاله.

 

الأخبار
حوار بين الرياض وحزب الله عبر طرف ثالث؟
غير المُقال في زيارة الوزير الإيراني أكثر أهمية تبعاً لتقاطع معلومات لدى أكثر من عاصمة، منها بيروت. غير المُقال هذا لم يُثَر في اللقاءات الرسمية، بل في الاجتماع الذي أُعلِن أن حسين أمير عبد اللهيان عقده أول من أمس مع الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله. فحوى الاهتمام بتوقيت الزيارة، المعلومات التي وصلت الى مسؤولين رسميين لبنانيين من عاصمة أوروبية، نقلاً عن «مسؤول سعودي»، بأن المملكة فتحت حواراً مع مَن عادتهم، بدءاً بإيران مروراً بسوريا ونظام الرئيس بشار الأسد و«قريباً» مع حزب الله(تقرير نيقولا ناصيف).
معلومات غير رسمية في بيروت مُكمّلة لتلك، تحدثت متكتّمة عن التفاصيل عن أن «خط الحوار فُتح أو أوشك من خلال طرف ثالث». حصول هذا الحوار يعيد التذكير بالتواصل الأول واليتيم بين الطرفين، في لحظة إقليمية استثنائية، عندما استقبل الملك عبد الله في 4 كانون الثاني 2007 نائب الأمين العام الشيخ نعيم قاسم ونائب الحزب محمد فنيش خلال زيارتهما المملكة. بعد ذاك انقطع التواصل ودخلا في حرب إعلامية طويلة الأمد، بلغت ذروتها بعد تدخّل حزب الله في الحرب السورية.
سواء نجح المسعى أو أخفق، إلا أنه يعكس المرحلة الجديدة التي تعيد فيها الرياض ترتيب علاقاتها الإقليمية على طريق تأكيد زعامتها العربية، غير المسبوقة بزخم كهذا وحجم التحدّيات والمواجهات المعلنة وغير المعلنة التي تقودها، بدءاً من اليمن وصولاً الى لبنان ذهاباً الى الأميركيين، سوى خلال ولاية الملك فيصل بين عامَي 1963 و1975. أعلاها نبرة وثمناً باهظاً استخدامه سلاح النفط إبان الحرب العربية – الإسرائيلية عام 1973.
مع أن الزائر الإيراني لم يشأ الخوض في انتخابات الرئاسة اللبنانية مع مستقبليه، بمَن فيهم مَن فاتحوه فيها وطلبوا مساعدة حكومته، إلا أنه أعاد تأكيد أنها لا تتدخّل في الشؤون اللبنانية. الشقّ الآخر الذي لم يُفصح عنه علناً غير أنه سُمِع مراراً وتكراراً في طهران كما في دمشق، وهو أن كلتا العاصمتين المعنيتين بطريقة أو أخرى بالشأن اللبناني أكدتا أكثر من مرة أن ملف لبنان – بما فيه استحقاقه الرئاسي – بين يدَي حزب الله وأمينه العام بالذات كمرجعية وحيدة. لم تكن قد مرت أيام على سماع النائب السابق سليمان فرنجية، مرشح الثنائي الشيعي، الكلام نفسه من الأسد حاضّاً إياه على التنسيق مع نصر الله. في ما مضى، سمع العبارة نفسها رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في 21 أيلول المنصرم لدى لقائه في نيويورك، على هامش اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة، الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، مطالباً إياه بالمساعدة على إنجاز الاستحقاق الوشيك آنذاك. مع أن ولاية الرئيس ميشال عون لم تكن قد انتهت ولا وقع الشغور، إلا أن رئيسي أخطر ميقاتي أن حكومته لا تتدخل في الشأن اللبناني.
تلك إشارة ضمنية تدلّ على المكان الصائب في حسبان الإيرانيين للتفاوض معه في انتخاب الرئيس، وهو حزب الله.
على أن الإشارات الإيجابية الدائرة في المنطقة لا تشي بالضرورة أن لبنان على طاولة التفاوض، أو في أحسن الأحوال يُنظر الى ملفّه على قدم المساواة مع الملفات الرئيسية المفتوحة مذ أعلن اتفاق بكين بين السعودية وإيران، كاليمن وسوريا قبل انفجار السودان كأول تعبير سلبي يجبه التحولات الأخيرة ويعيد السخونة الى المنطقة برمتها.
بذلك مأزق الرئاسة مستمر الى أمد غير معروف لأسباب شتى:
1 – رغم رسائل التطمين التي أرسلها فرنجية هذا الأسبوع الى المملكة ومناهضيه المسيحيين، محتمياً بقوة صلبة تقف الى جانبه هي الثنائي الشيعي، إلا أن القوة المقابلة له ليست أقل صلابة، سواء في عدم اتخاذ الرياض موقفاً إيجابياً من انتخابه، فيما الفرنسيون يتخبّطون بين الأوهام والأحلام. ليست الكتل المسيحية المناوئة لانتخاب فرنجية أقل تأثيراً من الثنائي في منع انتخابه. لا تراجع لكتلتَي النائب جبران باسيل وسمير جعجع عن رفض القبول بفرنجية. بينما قطع الأول المسافة الصعبة في الخلاف وربما القطيعة مع حزب الله في الإصرار على هذا الرفض، لا يجد الثاني صعوبة في الذهاب الى أكثر من تباين في الرأي مع المملكة إذا بَانَ أنها قد تحطّ في نهاية المطاف عند الزعيم الزغرتاوي.
الى الآن على الأقل، ليست متأهّبة لقلب موازين القوى في الداخل رأساً على عقب، ولا تبدو أنها تميل الى خيار كهذا في الظاهر. أن لا تقول الرياض إنها ضد فرنجية لا يفضي الى استنتاج صائب سليم أنها معه أو ستصبح معه قريباً.
2 – لم تُضف تطمينات فرنجية الى الوقائع الحالية ما يعزّز حظوظه، المتقدمة في أي حال سواه دونما تمكينه من الوصول الى المنصب. لا يملك أقوى المرشحين من خلال الثنائي الشيعي وحلفائه الأكثرية المطلقة ولا الثلثين لفرض الانتخاب، ولا يملك كذلك خصومه أيّاً منهما. للرياض نصف المقاعد السنّية وهو سبب كافٍ كي لا تكون عاملاً مقرراً لانعقاد جلسة الانتخاب بالثلثين. أضعف الأفرقاء المهتمّين بالاستحقاق باريس. لا تملك مقعداً واحداً في البرلمان، ولا مَلَكَة المَوْنة على كتلة ما. مع أنها توحي بالظهور أنها قائدة حملة إخراج لبنان من شغوره، بيد أنها الطرف الأعزل العالق في غابة وحوش. وحده انضمام الأميركيين الى المعادلة الداخلية، بتفاهم أو غض طرف مع الثنائي الشيعي، يأتي بـ 86 نائباً على الأقل الى القاعة.
3 – إذا صحّ أن السعودية وإيران تتعاملان مع ملفات المنطقة، كل على حدة، منفصل بعضها عن بعض، إلا أن الإشكالية اللبنانية الحالية بشقّيْها السياسي والطائفي تحتّم مقاربة ما بدأ في اليمن، مع ما يفترض أن يجري في لبنان: ما لم يسَع إيران أن تفعله وهو أن لا تعطي السعودية اليمن بلا الحوثيين، لا تملك أن تأخذ في لبنان في معزل عن المسيحيين. ليست المعادلة هذه إلا تأكيداً على الاعتراف المتبادل بالأحجام الواقعية الملزمة: أن يكون الحوثيون معترفاً بهم ومفاوِضين ومفاوَضين مع المملكة على أنهم شركاء في بناء نظام جديد للبلاد تلك، وأن يكون المسيحيون اللبنانيون هم الشركاء الفعليين في النظام اللبناني، وخصوصاً موقعهم ودورهم وخياراتهم في رئاسة الدولة.
لأن استقرار اليمن يتطلب شراكة حقيقية للحوثيين، المسار نفسه لاستقرار لبنان بالاعتراف بشراكة حقيقية للمسيحيين فيه.

 

اللواء
موفد صيني في بيروت بعد الإيراني.. ومسعى لكسر القطيعة بين «الحزب» و«التيار»
تحرُّك لجنة النازحين بانتظار موعد دمشق.. وإضراب الموظفين مستمر
يمضي الوضع اللبناني على انتظاراته، التي تتخطى المسارات الاقليمية والدولية الى انتظارات لبنانية، من غير الواضح تماماً على ما ترتكز، باستثناء تأثيرات الخارج على الداخل.
ففي وقت كشف فيه وزير الخارجية الايراني امير حسين عبد اللهيان عن دعوة وجهها لنظيره السعودي الامير فيصل بن فرحان لزيارة طهران، خصص اليوم الأخير من زيارته الى لبنان لزيارة الجنوب، والاجتماع الى الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله والامين العام لحركة الجهاد الاسلامي زياد نخالة.
واعتبرت مصادر سياسية ان زيارة عبد اللهيان في هذا الظرف بالذات، لاتنفصل عن حدثين اساسيين، ملف الانتخابات الرئاسية اللبنانية، وخطوات تنفيذ الاتفاق السعودي الايراني وابعاده وتاثيره على حلفاء ايران وتحديدا حزب الله في لبنان.
وأعربت المصادر عن اعتقادها بأن زيارة الوزير اللهيان، التي تناول فيها موضوع انتخاب رئيس للجمهورية، بلغة ديبلوماسية صرفة، تجنب فيها تبني هذا المرشح أو ذاك، وتحديدا اسم مرشح الحزب، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية،حاول اعطاء انطباع ظاهري ملتبس، مفاده بأن نظام طهران لايتدخل بانتخابات رئاسة الجمهورية وان مايتوافق عليه اللبنانيون، تدعمه حكومة بلاده، الامر الذي يحتمل اكثر من تفسير، الاول تجنب النظام الايراني الزام نفسه بتاييد شخصية معينة موالية للحزب، في غمرة الاتصالات الجارية،بين دول اللقاء الخماسي وفي اعقاب اتفاق بكين، اما افساحا بالمجال لامكانية التفاهم مع الدول المعنية،بالتوصل إلى مرشح توافقي مقبول من الجميع، او التحضير للتملص من تأييد بلاده وحليفها بلبنان لفرنجية،وهذا هو المرجح، بعد انكفاء فرنسي جزئي عبر عنه بيان وزارة الخارجية الفرنسية بصراحة،بعد اعتراض مكشوف من قبل معظم دول لقاء باريس الخماسي وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية وقطر، والكتل النيابية المسيحية الثلاث بالبرلمان اللبناني.
اما بالنسبة لتاثير الاتفاق السعودي الايراني على لبنان، فاعتبرت المصادر ان وزير الخارجية الايراني، حاول قدر الامكان، اعطاء انطباع للحزب وحلفائه، مفاده تحييد وضعية الحزب وسلاحه ودوره من اي تاثير، انطلاقا من مهمته ودوره بمقاومة إسرائيل. وقد حاول عبر زيارته لمناطق مقابلة للحدود الجنوبية، زيادة هذه الطمأنينه وبعث رسالة واضحة بهذ الخصوص.
وفي أول اتصال من نوعه يستدعي التوقف عنده، زار نائب رئيس المجلس النيابي الياس بوصعب، عضو تكتل لبنان القوي، رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، وجرى البحث في احياء التواصل بين الجانبين، على ايقاع ترتيبات الزائر الايراني.
وفي محاولة غير واضحة الترتيبات، وحتى النتائج مع مضي الفريق العوني في اعلان الرفض لترشيح رئيس تيار المردة النائب السابق سليمان فرنجية للرئاسة الاولى ومن هذه الوجهة توقفت مصادر سياسية عن المسعى الذي جرى امس عبر ابوصعب لكسر القطيعة بين حزب الله والتيار الوطني الحر.
إذا، عاد الاستحقاق الرئاسي الى الواجهة مجدداً مع مبادرة سيقوم بها نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب وباشر اتصالاته لأجلها، فيما ردت القوات اللبنانية على كلام الرئيس نبيه بري امس لـ «اللواء» بالقول انه «يحاول احياء الموتى ولن يمر مرشح الممانعة»، فيما بقي التداول والتشاور قائماً بين القوى السياسية وسط استمرار حراك النائب المستقل الدكتور غسان سكاف لتسويق مبادرته لدى قوى المعارضة والنواب المستقلين و«التغييريين» القائمة على طرح عشرة اسماء لمرشحين مقبولين يتم اختيار اثنين منهم.
وفي حين اختتم وزير خارجية ايران امير حسين عبد اللهيان زيارته الى بيروت وتوجه الى دمشق مستبقا زيارة الرئيس رئيسي الى سوريا يوم الاربعاء، وصل الى بيروت المبعوث الخاص للحكومة الصينية بشأن قضايا الشرق الاوسط تزاي جون على رأس وفد. والتقى كلا من الرئيسين بري ونجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بوحبيب، وتم البحث حسب المعلومات الرسمية «في العلاقات الثنائية والتطورات في الشرق الاوسط، وكيفية تعزيز سُبل التعاون بين لبنان والصين، لاسيما في المجالين الاقتصادي والسياحي. وأعرب المبعوث الصيني عن رغبة بلاده في زيادة استثماراتها في لبنان».
مبادرة بوصعب
بدأ نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب، تحركاً رئاسياً بمبادرة فردية منه بهدف تسهيل انتخاب رئيس للجمهورية، وباشر لقاءات مع القوى السياسية ومن موقعه كنائب رئيس المجلس النيابي، وبعيداً عن وضعه كعضو ضمن تكتل لبنان القوي، في محاولة لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء المختلفين، وتضييق مساحة الإختلاف لا سيّما في الموضوع الرئاسي.
وإستهل بو صعب تحركه بزيارة امس الى رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد في حارة حريك، وسيقوم بوصعب الأسبوع المقبل، بزيارة إلى معراب للقاء رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، كما وتشمل جولته أحزاباً وقيادات مختلفة لبلورة رؤية متقاربة من الاستحقاق الرئاسي.
وأوضح بو صعب، أن لقائه بالنائب محمد رعد له هدفين، تقييم المرحلة التي يمرّ بها البلد، والعمل لإيجاد مخارج مشتركة بين الكتل النيابية.
وأكد أن «عنوان الحديث اليوم هو التواصل ومد الجسور بين الافرقاء، فالحوار يمكن ان يصل الى نتيجة افضل، وقد لمست خلال اللقاء الانفتاح الكامل لاي جهد للتواصل مع كل الافرقاء دون استثناء».
وردا على كلام الرئيس بري لـ «اللواء» صدر عن الدائرة الإعلامية في حزب «القوات اللبنانية بيان قالت فيه: يُتابع الرئيس نبيه بري محاولة إحياء الموتى عن طريق الإيحاء المتكرِّر أنّ الرئاسة الأولى ستبقى خاضعة للممانعة، وآخر محاولاته توزيعه خبرًا إلى صحيفة «اللواء» عن تلقيّه اتّصالًا من جهّة فرنسيّة، لم يُفصح عن هوّيتها، تُبلغه عن إيجابيّة الموقف السّعودي من مرشّح الممانعة النائب السابق سليمان فرنجية، فيما المعطيات المحلّيّة كلها والأجواء الواردة من المصادر الديبلوماسية على تنوعها، المحلّيّة والخارجيّة، العربيّة والغربيّة، تؤكّد عكس ذلك تمامًا.
وتابع: كذلك الأمر، فإنّ حديثه عن أملٍ في تراجع التيار الوطني الحر عن موقفه الرّافض لترشيح فرنجية، يتعارض تماماً مع الدلائل والوقائع كلّها. وعليه، تؤكّد الدائرة الاعلامية في «القوات اللبنانية» أنْ لا مجال بتاتًا لإيصال مرشّح الممانعة إلى سدّة رئاسة الجمهورية، لأنّ إنجاح مخطط «الممانعة» في الرئاسة الأولى هو كمن يحيي الموتى.
وفي حين لم يصدر رد عن مكتب بري، أبدت اوساط مقربة منه استغرابها لبيان القوات، مشيرة الى ان بري لم يأتِ على ذكر القوات في كلامه فما الذي استفزها للرد. ولم يقل كثيراً مما ذكره وافترضه بيان القوات خاصة بالنسبة لموقف وليد جنبلاط والتيار الوطني الحر، بل اعتمد بيانها على ما افترضت انه ايحاءات من رئيس المجلس.
جولة عبد اللهيان
فبعد زيارة نصر الله مع الوفد المرافق له والسفير الإيراني في بيروت مجتبى أماني، وحسب المعلومات عن اللقاء «جرى استعراض آخر ‏التطورات في المنطقة، وخصوصًا موضوع الاتفاق الإيراني السعودي وانعكاساته ‏على مجمل دول الإقليم، وكذلك آخر تطورات الأحداث في لبنان وفلسطين المحتلة». زار عبد اللهيان الحدود اللبنانية الجنوبية. ورافقه فيها النائب حسن فضل الله ومسؤولون في حزب الله، شرحوا له بالعين المجردة طبيعة الارض بين لبنان وفلسطين المحتلة وقضايا اخرى.
وخلال كلمة عقب زيارته إلى بلدة مارون الراس، قال عبد اللهيان: ان السيد نصرالله اعلن خلال لقاء اليوم ان المقاومة في فلسطين وفي لبنان تعيش في اقوى مراحها بينما ان الكيان الصهيوني يمر بأسوأ ايامه ويواجه ازمة متعدد الجوانب من النواحي السياسية والاجتماعية والامنية.
وقال عبد اللهيان في مؤتمر صحافي ختام زيارته إلى لبنان: أنّه بغض النظر عن آثار الاتفاق السعودي الإيراني على المنطقة ولبنان، فإننا نعتقد أن الشخصيات والقوى اللبنانية لديها الكفاءة اللازمة لاستكمال العملية السياسية وانتخاب رئيس للجمهورية، وخلال اللقاءات التي جمعتني بالمسؤولين اللبنانيين، أكدت أننا ندعم التوافق بين اللبنانيين، لانتخاب رئيس للجمهورية.
اضاف: أنّ إيران وضعت في سياستها الخارجية الانفتاح مع دول الجوار أولوية، موضحا أنّه بعد زيارته إلى عمان، استكملت زيارتي للبنان، للتشاور حول مختلف التطورات التي تجري، مؤكدًا أن التطورات الأخيرة تفتح مناخات إيجابية على المنطقة، ولا شك أن لبنان يحتل مكانة خاصة في المنطقة.
وتابع عبد اللهيان: أنّه عندما نبادر بالقيام بالمشاورات في لبنان، وخلال لقاءانا مع أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، ووجود لبنان في الخط الأمامي للمقاومة، فإن هذا يحظى دائما باهتمامنا.
وأكّد أنّ إيران تتمتع بطاقات متطورة في مجال إنتاج الطاقة الكهربائية وبناء معاملها، وتحدثت مع المسؤولين في لبنان عن هذا التعاون، لكن المشكلة الأساسية أمام إنجاز هذا التعاون هي الضغوط الأميركية، وخوف المعنيين من العقوبات، وقال: اننا نعتقد أن التعاون الثنائي مع لبنان في مجالات الغاز والنفط والطاقة الكهربائية، سيعود بالفائدة على البلدين.
وكشف «انه قبل حلول عيد الفطر، وجهت دعوة رسمية لنظيري السعودي لزيارة طهران وأكد لي أنه رحب بالدعوة وسيقوم بتلبيتها، وتلقيت كذلك دعوة رسمية من وزير الخارجية السعودي إلى زيارة المملكة وطبعاً سأقوم بتلبيتها».
وختم مؤتمؤه بالقول: أي شخصية لبنانية مرموقة تصل إلى سدة الرئاسة اللبنانية بالتوافق سيكون مرحباً بها لدى إيران.
وفي مجال آخر، افادت وكالة الانباء الايرانية ان الوزير عبداللهيان اجرى امس الجمعة، اتصالا هاتفيا مع رئيس حركة المقاومة الاسلامية «حماس» في غزة يحيى السنوار. وهنأه والمقاومة والشعب الفلسطيني بمناسبة عيد الفطر. كما هنأ السنوار سماحة قائد الثورة الاسلامية والحكومة والشعب الايراني بمناسبة عيد الفطر. وثمن دعم ايران السياسي حكومة وشعبا للشعب الفلسطيني. وجرى بحثفي تطورات الوضع في فلسطين المحلتة والمقاومة فيها.
ميقاتي والموظفون
على الصعيد المعيشي، اجتمع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، في حضور وزير العمل مصطفى بيرم، مع وفد من رابطة موظفي الادارة العامة برئاسة نوال نصر وشارك في الاجتماع رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الاسمر ورئيسة مجلس الخدمة المدنية نسرين مشموشي.
بعد الاجتماع قال الوزير بيرم: تم البحث في كل الامور المتعلقة بالقطاع العام بشكل واضح، وقدمت كل الأفكار المنطقية من قبل رابطة الموظفين بما يراعي الحد الادنى لما يحتاجه الموظف في هذا الزمن الصعب على قاعدة العدالة والكفاية. كان دولته منفتحا على كل الافكار، ومستعدا لمناقشة كل الامور بشكل شفاف وواضح، وكانت الامور مبنية على وقائع ودراسات ضمن الباقة المالية التي يمكن تلبيتها من قبل الدولة.
اضاف: هناك هوامش للتعديلات، وبناءً على ذلك تم تكليف رابطة الموظفين بالتعاون مع العديد من المعنيين بان يقدموا دراسة خلال اسبوع تراعي ما تم الاتفاق عليه، وعلى الاساس ما سينتج عن هذه الدراسة من مخارج واضحة وضمن السقف المالي الموجود الذي تستطيع الدولة تلبيته، وتعهد الرئيس ميقاتي باعادة توزيعها بطريقة عادلة وكافية للجميع تراعي كل القطاعات الموجودة في الدولة اللبنانية لتأمين جزء من الحياة الكريمة للموظف الذي أصبح في حالة يرثى لها، وفي الوقت ذاته هذه محاولة لإعادة تسيير عجلة الادارة العامة لأنها تدل على صحة وبقاء الدولة، ولإدخال واردات يحتاجها الموظف والمواطن وتحتاجها خزينة الدولة لاستمرار المسار على السكة الصحيحة.
وقال: وستكون الحلول موضع عناية من الحكومة، واذا تبينت جهوزيتها ستكون ضمن مرسوم جديد سيصدر عن مجلس الوزراء يراعي كل الملاحظات يما يؤدي الى تقدم في هذا المجال.
وقالت نصر «طالبنا بإعادة توزيع الكلفة بشكل يؤمن المزيد من الكفاية للأكثر حاجة والمزيد من العدالة للجميع».
المولوي والنزوح
وفي موضوع النزوح السوري، اكد وزير الداخلية بسام المولوي اثر زيارة لرئيس مجلس النواب نبيه بري: اننا عبر الاجهزة الامنية التابعة لوزارة الداخلية نطبق القانون، المديرية العامة للامن العام ستقوم بدورها. وأكد دولته ان يجب تطبيق القانون على كافة الاراضي اللبنانية، وضرورة ان يكون وجود السوريين ضمن النظام اللبناني وضمن الاطار اللبناني ويجب ان يكونوا مسجلين ودخولهم وخروجهم شرعي وقانوني. وقد اكدنا للرئيس بري اننا نقوم بهذا العمل حماية للبنان وللقانون اللبناني وليس تعرضاً لحقوق الانسان وانما حفظاً لمصلحة الدولة العليا وللنظام العام.
كما اكد مولوي، خلال رعايته مساء، افتتاح «المركز الإنقاذي للدفاع المدني»، في عمشيت، أن «جميع اللبنانيين والمسؤولين لا يقبلون بأن يتحول النزوح السوري إلى لجوء، وأن يتحول هذا اللجوء إلى وجود مسلح»، وقال: هذا ممنوع على الإطلاق.
وقال: كل شخص موجود على الأراضي اللبنانية من غير اللبنانيين، عليه أن يحترم القوانين والقوى الأمنية اللبنانية، فلا يقبل أي لبناني بأن يلتزم القوانين، في حين أن غيره لا يلتزم، وليس هناك من منطق يقول إن اللبناني عليه أن يدفع فواتير الكهرباء والمياه، وغيره لا يدفع.
أضاف: من حقنا كلبنانيين أن يكون كل شخص غير لبناني على أرضنا موجودا ضمن الأصول والأطر القانونية ومسجلا في الدوائر الرسمية، لا سيما تسجيل الولادات لكي نعرف عدد غير اللبنانيين على أرضنا.
«الى ذلك، افادت معلومات ان تواصلا جرى بين وزير الشؤون الاجتماعية هكتور حجار و المدير العام للامن لعام بالانابة العميد الياس البيسري بشأن الزيارة المرتقبة الى سوريا لبحث الملف مع المسؤولين السوريين، ولا سيما في موضوع النازحين السوريين الذين يتنقلون بين لبنان وسوريا، وتم الاتفاق على عقد اجتماع بين حجار والبيسري اليوم. كذلك جرى لقاء بين البيسري ووزير الداخلية بسام مولوي وبين البيسري وقائد الجيش العماد جوزيف عون للتنسيق في بعض التفاصيل.
وفي المعلومات ايضا ان البيسري اجتمع بالامس مع مسؤولين في المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في لبنان، استكمالا لاجتماع السرايا ، وتم التوافق على ان تسلم المفوضية الامن العام «الداتا الكاملة» باعداد واسماء النازحين السوريين الاثنين المقبل.
وبدأ العميد بيسري بإعداد خطة عملانية لإعادة النازحين يفترض أن يقدمها إلى رئيس الحكومة الأسبوع المقبل.
وعلى الارض، دهمت ظهرامس، قوة من المديرية الاقليمية لامن الدولة في النبطية عددا من اماكن سكن نازحين سوريين في بلدة عربصاليم في اقليم التفاح، بعد ورود معلومات عن تحركات مشبوهة لعدد منهم. وقد حاول عدد من هؤلاء الفرار اثناء وصول الدورية وتمت ملاحقتهم  وتوقيف 3 اشخاص، وصودرت منهم اجهزة كومبيوتر ويتم التحقيق معهم باشراف القضاء المختص.
كما دهمت قوّة من أمن الدّولة– مديريّة النبطيّة الإقليميّة،  خيمة مستحدثة في بلدة القصيبة، تقيم في داخلها عائلات من التابعيّة السوريّة، وأوقفت ثلاثة سوريّين كانوا في داخلها، ويجري التحقيق معهم بإشراف القضاء. وفي وقت لاحق، أزالت دوريّة من أمن الدّولة الخيمة المذكورة، بعد التنسيق بينها وبين محافظ النبطيّة والسلطات القضائيّة المختصّة.
وفي معلومات موقع « لبنان ٢٤ «ان الجيش قام امس الاول بمداهمة تجمع للنازحين السوريين في جونية، وتم توقيف عدد من اشخاص وضبط قنابل يدوية كانت في حوزتهم. كذلك تمت مداهمة مراكز للنازحين في البقاع وخاصة في منطقة بعلبك في اطار التشدد في ضبط الوضع الامني».
وأصدر محافظ النبطية الدكتور حسن فقيه تعميماً إلى بلديات محافظة النبطية، طلب فيه وخلال مهلة أقصاها أسبوعين من تاريخه إعداد إحصاء للنازحين السوريين ضمن نطاق كل بلدة.
ويجب أن يتضمّن الإحصاء: اسم النازح السوري، عدد أولاده، تاريخ وجوده في البلدة، طريقة دخوله الى لبنان، وجود إقامة قانونية، اسم المؤجر اللبناني ورقم العقار، العمل الحالي للنازح، ورقم هاتف النازح.
وطلب فقيه أيضاً من البلديات تحصيل رسم القيمة التأجيرية المترتبة على النازح السوري بسبب اشغاله عقاراً ضمن نطاق البلدة، وعلى صاحب الملك التصريح عن كل شاغل جديد للبناء من النازحين السوريين وفق الأصول القانونية المرعية الاجراء، تحت طائلة تعرضه للغرامة بسبب مخالفة القانون.
واتخذت بلدية زغرتا– اهدن امس، اسوة ببلديات كثيرة، إجراءات صارمة بحق غير اللبنانيين من كل الجنسيات لجهة تثبيت الاقامة شرعياً وطبيعة العمل القانوني وحركة التجول ليلاً.
بالمقابل،  تجمع مناصرون لحزب «التحرير» أمام سراي طرابلس، تضامناً مع النازحين السوريين في لبنان.
طعن جديد
على صعيد آخر، تقدم النواب أديب عبد المسيح، اشرف ريفي، الياس جرادة، الياس حنكش، سامي الجميّل، سليم الصايغ، شربل مسعد، فؤاد مخزومي، مارك ضو، ميشال الدويهي، ميشال ضاهر، ميشال معوّض، نديم الجميّل، وضاح الصادق، بطعن امام المجلس الدستوري في دستورية القانون رقم ٣١٠ الصادر بتاريخ ١٩ نيسان ٢٠٢٣ والمتعلق بتمديد ولاية المجالس البلدية والاختيارية طالبين تعليق العمل به وابطاله.
واستندوا في الطعن الذي أعدته المحامية لارا سعادة إلى مخالفة سبع (٧) مواد دستورية وأربع (٤) فقرات في مقدمة الدستور وعدة مبادئ دستورية ملزمة، جزءٌ منها مرتبط بالنظام الديمقراطي والانتخابات، وجزءٌ آخر مرتبط بالشغور الرئاسي وإخلال المجلس النيابي بواجبته الدستورية، وجزء ٌأخير مرتبط بالنصّ الذي أقرّ وأسبابه الموجبة المشبوهة.
وأبرز الأسباب القانونية التي أثاروها هي:
1- مخالفة القانون المطعون فيه للمادتين ١٦ و١٨ من الدستور اللبناني والفقرتين (ج) و(د) من مقدمة الدستور ولمبدأ صدقية المناقشات البرلمانية لجهة استبدال الأسباب الموجبة التي تمّ مناقشتها في الجلسة التشريعية بأخرى.
2- مخالفة أحكام الفقرة «ه» من مقدمة الدستور والمواد ١٩ و٥١ و٥٦ و٥٧ من الدستور لجهة مخالفته للمبادئ والأصول التشريعية ولجهة حرمان رئيس الجمهورية من ممارسة الصلاحيات التشريعية اللصيقة بشخصه وتعطيلها. فالتشريع بغياب الرئيس، يفقد حلقة أساسية في آلية التشريع، ويشكّل انتهاكاً لمبدأ فصل السلطات والتعاون بينها، وبشكل أساسي لقاعدة التوازن في السطات المكرّسة في الفقرة «ه» من مقدّمة الدستور، ويُعدّ تعدٍّ من سلطة على سلطة أُخرى.
3- مخالفة أحكام المادة ١٩ من الدستور لجهة تقويضه لحق رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء بمراجعة المجلس الدستوري في ما يتعلق بمراقبة دستورية القوانين. وهو ما أكّده المجلس الدستوري في قراره رقم ١/٢٠٠٥ تاريخ ٦/٨/٢٠٠٥.
4- مخالفة الفقرات (ب)، (ج) و(د) من مقدمة الدستور وأحكام المادة ٧ من الدستور لجهة انتهاك المبادئ الدستورية المتعلقة بالديمقراطية وحق الاقتراع ودورية الانتخاب.
5مخالفة الفقرة (ه) من مقدمة الدستور وأحكام المادة ١٦ من الدستور لجهة مخالفة مبدأ الفصل بين السلطات وتعاونها وتوازنها.
6. عدم جواز التذرّع بالظروف الاستثنائية في ظل تأكيد وزارة الداخلية على جهوزيتها لإجراء الانتخابات. ‏

Please follow and like us:

COMMENTS