افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الأربعاء 3 أيار، 2023

افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم السبت 15 آب، 2020
افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الأربعاء 4 تشرين الأول، 2023
افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الإثنين 8 شباط، 2021

اللواء
«نأي» أميركي وإيراني عن التدخل.. وقلق من استبعاد لبنان عن لقاء عمَّان
تعليق إضراب القطاع العام على «سبيل التجربة» .. وإجراءات إدارية وبلدية لضبط النزوح السوري
على طريقة ركوب الموجة والتسرُّع بإصدار الاحكام والتقييم، سرت اجواء يتيمة عن احتمالات حدوث انفراج رئاسي خلال الاسبوعين المقبلين، اي عشية او بعد القمة العربية في المملكة العربية السعودية في 19 ايار الجاري.
وحسب المعطيات المتوافرة، فإن الحركة الدبلوماسية الجارية، عبر الاتصالات مع الاطراف المعنية، سواء على مستوى رئاسة مجلس النواب، ليس وحدها مصدر «التفاؤل الغامض» بل ربما الذهاب باتجاه احياء التواصل بين الكتل، من خلال حركة نائب رئيس المجلس النيابي الياس بو صعب، الذي كانت له محطتان امس، واحدة في بكركي والثانية في معراب، او من خلال حركة النائب غسان سكاف الذي يسعى الى توحيد كلمة المعارضة النيابية على مرشح واحد، بمواجهة مرشح «الثنائي الشيعي» على حد تعبير مصدر نيابي في كتلة مسيحية وازنة، النائب السابق سليمان فرنجية ليصار بعدها الى المنافسة، في صناديق الاقتراع ضمن «تصوّر رومانسي للموقف».
واعتبرت أوساط سياسية أن تحرك بو صعب لا يزال في بداياته ولا يمكن الحكم على نتائجه منذ الآن فحصوله في هذه الفترة بالذات أي في فترة الجمود الداخلي على الجبهة الرئاسية قد يخرق المشهد المتكرر من المراوحة وإن لم يفض إلى اتجاه معين، معلنة أن مروحة لقاءاته أظهرت رغبة في ضرورة الإسراع في انتخاب رئيس للبلاد اتما الأشكالية تكمن في المقاربات المختلفة ولذلك كان بمرر أهمية الحوار.
وقالت لـ«اللواء» أن شخصية بو صعب وقربه من الأفرقاء السياسيبن يتيحان له الدخول في مهمة إجراء التقارب بين جميع الأطراف المتناحرين في ما بينهم واعتبرت أنه يستكمل لقاءاته التي يطلع فيها على الأراء وعلى ضوء ذلك يقرر الخطوة التالية مع العلم ان لا مبادرة جاهزة يحملها..
على ان الاتفاق الاميركي – الايراني، وفقاً للبيانين المنفصلين الصادرين عن الخارجية في كل من الولايات المتحدة الاميركية وايران، والنأي عن التدخل في الشأن الانتخابي وترك المهمة للبنانيين لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، ثم الانصراف الى الاصلاحات والخروج من الازمة القاتلة اقتصادياً ومعيشياً، لم يرفع من منسوب السعي اللبناني للتفاهم على آليات حوارية، او توافقية، او تنافسية للخروج من المأزق العام، الذي يعانيه البلد، الامر الذي يبقى الكرة في الملعب اللبناني، على مستوى مجلس النواب او الكتل المشكلة له.
وفي مجال دبلوماسي آخر، اعتبرت مصادر سياسية ان كل التبريرات الديبلوماسية التي صدرت، لاستبعاد لبنان عن لقاء عمان لمناقشة سبل انهاء الصراع في سوريا ومعالجة تداعيات الأزمة السورية، ليست مقنعة، حتى ولو أبدت وزارة الخارجية اللبنانية تفهما ديبلوماسيا ظاهريا، تفاديا لاشكالات، قد تنعكس على علاقات لبنان المترجرجة عربيا بفعل سياسية الالتحاق بالمحور الايراني التي انتهجها رئيس الجمهورية السابق ميشال عون، طوال ولايته.
وقالت المصادر ان لبنان معني كغيره واكثر من الدول العربية بتداعيات الصراع في سوريا، مثل أي دولة من دول جوار سوريا، أمنيا وسياسيا واقتصاديا وانسانيا، بفعل استضافته اعدادا كبيرة من النازحين السوريين، وهو يرزح تحت اعباء هذه التداعيات السلبية التي طالت، وتفوق قدرته وتحمله، وباتت تنذر بتفجير ازمات داخلية، تهدد أمنه واستقراره، ومعني ايضا بكل القرارات التي تتخذ، لتسهيل عودة النازحين الى بلادهم، ولا يعقل ان يتم تغييبه عما يتخذ من قرارات بهذا الخصوص. وكذلك مايتم التفاهم عليه، لمكافحة الاعمال الإرهابية، ومكافحة تصنيع وتهريب المخدرات ولاسيما حبوب الكابتاغون، في المناطق على الحدود اللبنانية السورية، ومنها الى الدول العربية وباقي دول العالم.
ولاحظت المصادر انه بالتزامن مع مايتخذ من قرارات وتفاهمات عربية بخصوص تسريع عودة النازحين السوريين، في عمان اوغيرها، مايزال يصطدم بعراقيل مفتعلة من قبل النظام السوري، تحت حجج وذرائع غير واقعية لمنع عودة هؤلاء النازحين، لاعتبارات سياسية ومذهبية، وان كانت تتصدرها يافطات الاسباب الاقتصادية واعادة الاعمار المزيفة.
واعتبرت المصادر ان ماخلصت اليه الحكومة اللبنانية، لايفاد المدير العام للامن العام الى دمشق لبحث سبل اعادة النازحين السوريين إلى بلادهم، لن يخرج عما خلصت اليه مهمة المدير العام السابق للامن العام اللواء عباس ابراهيم، الذي بذل جهودا واسعة مع المسؤولين السوريين سابقا، والتي اسفرت عن تامين عودة رمزية للاجئين السوريين، عبر قوافل لاتتجاوز الواحدة ٥٠٠ نازح، بينما يتدفق الالاف عبر الفتحات غير الشرعية الحدودية، مايعني بالخلاصة عدم جدوى مثل هذه العمليات التي تستغل للترويج الاعلامي، ليس اكثر.
وابدت المصادر خشيتها من ان يكون استبعاد لبنان من المشاركة في لقاء عمان، يعني الى تراجع الاهتمام العربي عموما بالازمة اللبنانية، ومؤشرا سلبيا على تأجيل التركيز العربي على تسريع الجهود لانهاء الفراغ الرئاسي والمساهمة بانتخاب رئيس جديد للجمهورية إلى مرحلة لاحقة، مايعني اطالة ازمة الفراغ الرئاسي، اذا بقي الانقسام السياسي الداخلي على حاله، ولم يتحمل القادة والمسؤولون اللبنانيون مسؤولياتهم بالاتفاق فيما بينهم لانتخاب رئيس الجمهورية.
على صعيد آخر، اشارت المصادر إلى ان الحراك السياسي الداخلي لانتخاب رئيس للجمهورية، يبقى ثانويا، ولا يبشر بتحقيق خرق جدي بالملف، لانه يندرج باطار التنافس الشخصي بين نائبين في المجلس، يتنافسان على المركز والدور، ولا يوصل إلى أي نتيجة، ويندرج باطار اللعب بالوقت الضائع بانتظار مسار التفاهمات والاتفاقات الاقليمية والدولية، لإخراج ملف الانتخابات الرئاسية اللبنانية، من دائرة التجاذبات وتضارب المصالح، الى حيز التنفيذ.
وهكذا تواصلت الحركة السياسية امس بعد عطة نهاية الاسبوع وعيد العمال، لمعالجة ازمة الاستحقاق الرئاسي، فاستقبل الرئيس نبيه بري السفيرة الاميركية دوروثي شيا في عين التينة، والتي زارت قبل يومين نائب رئيس المجلس الياس بو صعب، الذي باشرجولة على المرجعيات بهدف البحث في سبل للتوافق على انتخاب رئيس، وذكرت المعلومات انه لا يحمل معه مبادرة إلى بكركي بل إن زيارته تأتي ضمن إطار تبادل الآراء. بينما عاد الى بيروت امس السفير السعودي في بيروت وليد البخاري. وجرى تسريب معلومات نقلا عن مصادر بكركي مفادها « ان ليس صحيحاً أن الأزمة الرئاسية هي مسيحية بامتياز إنما هي وطنية ومسؤولية الجميع وثمة أفرقاء يعرقلون انتخاب رئيس. وأن لا فيتو على أحد وحتّى على رئيس تيار المردة سليمان فرنجية»، مضيفةً: عندما تحدث البطريرك بشارة الراعي عن مواصفات الرئيس بأنه يجب أن يكون فوق كل الأحزاب قصد بذلك أنه وإن كان حزبياً عليه أن ينسى حزبه عندما يصبح رئيساً ويتصرف كرئيس لجميع اللبنانيّين».
وزار بو صعب امس، البطريرك الماروني الكاردينال الراعي، وقال بعد اللقاء: تحدثنا عن مبادرة سيدنا وحرصه على جمع الأفرقاء لكي يتم الاتفاق على انتخاب رئيس للجمهورية. ونحاول ايجاد قواسم مشتركة والحوار مهم لايجاد مخارج داخلية للازمة التي نحن فيها.
واذ اشار الى ان «الزيارة استكشافية»، أبدى أسفه «لأن المسؤولين الذين يتعاطون في الملف الرئاسي غير مهتمين بعامل الوقت»، معتبرا اننا «لم نصل بعد الى مرحلة الاسماء لأن الافرقاء وانطلاقا من مبادرة البطريرك لم يتوصلوا الى اسم مشترك يطرح للرئاسة»، واكد ان «الامور يجب ان تبدأ بالحوار.
وفي رده على سؤال عن البحث في اسم الرئيس مع «حزب الله»، قال بو صعب: لم ولن أتحدث عن الأسماء، فالموضوع أكبر وأعمق. وأعتقد أن جهد البطريرك في هذا الشأن كان قد مكن من التوصل إلى اسم مشترك بين الأفرقاء المسيحيين، برغم أن موضوع الاسم أمر أساسي، إلا أننا لم نتوصل بعد إلى هذه المرحلة، فالأزمة أعمق، فما من أحد مستعد للتحاور مع الآخر ووضع الهواجس على الطاولة.
واضاف:أقوم في هذه الجولة بصفتي نائبا لرئيس مجلس النواب وليس بصفتي الحزبية، ولن أقول لماذا قال سيدنا إن هذا الأمر قد يؤدي الى نجاح ما أقوم به.
وزار بوصعب مركز «تجدد» في سن الفيل عند الثانية، وقال بعد اللقاء: وضعت الزملاء في الأفكار المتداولة وسمعت ردود الأفعال ويمكنني القول انني لمست تقاربا بيننا في هذه المرحلة والمنطقة آتية على تغيير وانفتاح.
اما رئيس الحركة النائب ميشال معوض فقال: مُنْطَلَقْ مبادرة بو صعب سليم. أننا منفتحون على أي حلّ مبني على منطق استعادة السيادة وبناء الدولة، وتكريس مبدأ الشراكة لا الاستقواء والالغاء، والأولوية لحلول تعالج الأزمات الملّحة التي تهدّد لبنان دولةً وشعباً..
كما توجه بو صعب الى معراب عند السادسة، والتقى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع. في حضور النائب ملحم الرياشي. عقب اللقاء الذي استغرق ساعة ونصف الساعة، وصف بو صعب الإجتماع بـ «المميّز ولا سيما بعد المعلومات المتداولة في الاعلام التي توحي بأننا سنصل الى حائط مسدود، وبالتالي عدم متابعة المهمة». وأكد ان «اللقاء كان جيّدا، وانه لمس انفتاحا من رئيس القوات وحرصا على القواسم المشتركة بين اللبنانيين ولو ان لديه مواقف ووجهة نظر مختلفة في امور معينة».
اضاف: يبقى الاهم الانفتاح على النقاش والتواصل مع جميع الافرقاء. اتفقنا مع الدكتور جعجع على متابعة النقاش بعد الإنتهاء من الجولة التي نقوم بها، اذ عندها ستتوسّع القواسم المشتركة اكثر، آملا ان ننجح في البناء عليه.
وعن امكانية التواصل مع النائب سكاف الذي يطرح مبادرة رئاسية اخرى؟ اجاب: لا اعرف ما يطرحه الزميل سكاف، ولكن ما نتحدث عنه مغايرا، باعتبار انه لا يعالج فقط الاسماء بل الخلاف في البلد، في خضم الركود والجمود الحاصل وانقطاع الحوار بين معظم الجهات. ما نحاول القيام به اعمق واكبر من مسألة اسماء، ونرى ان العمل وفق هذه الطريقة من الممكن ان يحدث خرقا ما.
وعمّا لمسه من قواسم مشتركة لدى زيارته النائب محمد رعد، أعرب بو صعب عن اطمئنانه أكثر بعد زيارته معراب، مشيراً الى ان «القواسم ما زالت مشتركة ويمكن البناء عليها في محاولة لتطويرها، وقد لمستها بعد لقائي رعد ايضا، برغم الإختلاف الكبير في وجهات النظر، في بعض الامور».
في غضون ذلك، توقع النائب المستقل الدكتورغسان سكاف «التوصل إلى اسم مرشح المعارضة في نهاية الأسبوع الحالي، ليتم بعد ذلك إطلاع بكركي على نتيجة الاتصالات». وقال: أنّه باقتراح فريق المعارضة مرشحا واحدا يمكن إنجاز الاستحقاق الرئاسي بتنافس ديمقراطي، مشدداً على أن مبادرته «ليست ضد رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، بل هي فقط للإسراع في إنجاز الاستحقاق».
واشنطن وايران
في المواقف الخارجية، حضت الولايات المتحدة البرلمان اللبناني على انتخاب رئيس للجمهورية، وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر في بيان: إن الولايات المتحدة تدعو القيادات السياسية في لبنان للتحرك بشكل عاجل لانتخاب رئيس لتوحيد البلاد، وإقرار الإصلاحات المطلوبة على وجه السرعة لإنقاذ الاقتصاد من أزمته.
أضاف: على قادة لبنان عدم وضع مصالحهم وطموحاتهم الشخصية فوق مصالح بلدهم وشعبهم.
وأعرب عن «اعتقاد الولايات المتحدة بأن لبنان يحتاج إلى رئيس متحرر من الفساد وقادر على توحيد البلاد وتنفيذ إصلاحات اقتصادية أساسية، على رأسها تلك المطلوبة لتأمين اتفاق على برنامج مع صندوق النقد الدولي».
وأكد أن «الحلول لأزمات لبنان السياسية والاقتصادية يمكن أن تأتي فقط من داخل لبنان وليس المجتمع الدولي.
بالمقابل، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني امس وبعد أيام قليلة من زيارة وزير الخارجية الإيراني للبنان، أن «إيران لا تريد التدخل في الشؤون اللبنانية، وهي مستعدة لمساعدة هذا البلد، لكن الضغوط الأميركية تعيق ذلك».
وقال كنعاني في مؤتمره الصحافي الأسبوعي إنه «في ما يتعلق بموضوع استئناف العلاقات الإيرانية السعودية وتأثيراتها على المنطقة ولبنان، فإن إيران لا تريد التدخل في في الشؤون اللبنانية، لكننا مستعدون لمساعدة هذا البلد للخروج من الانسداد وانتخاب رئيس الجمهورية».
وأضاف: اقتصاديا أيضا يمكننا أن نقدم ما بوسعنا للبنان، لكن هناك من يتبع السياسات الأميركية في الداخل اللبناني في ما يتعلق بالطاقة وغيرها، ولا زالت الضغوط الأميركية السياسية والاقتصادية في لبنان تعيق هذا التعاون، لكن نحن نتعامل مع الدول على أساس مصلحة البلدين.
فك الاضراب
الى الصعيد المعيشي، وبينما الدولار على استقراره، تراجعت امس اسعار المحروقات. فيما املت رابطة موظفي القطاع العام «التوصل إلى الإسراع في حل الأمور العالقة مع الحكومة». وقالت في بيان: ملاقاة للأجواء الإيجابية التي سادت اللقاء مع الرئيس ميقاتي وتسهيلا لشؤون المواطنين، ندعو الزملاء الموظفين لحضور أحد أيام الثلاثاء أو الأربعاء أو الخميس، من الاسبوعين الممتدين من 3/5/2023 لغاية ١٤/٥/٢٠٢٣، وندعو للبقاء في جهوزية دائمة لمتابعة النضال، حتى استعادة الحقوق».
بدورها، اعلنت لجنة المياومين في كهرباء لبنان تعليق الاعتصام. اما السائقون العموميون فقطعوا عددا من الطرق اليوم مطالبين الحكومة بتسعيرة موحدة جديدة لهم وبوقف المنافسة غيرالشرعية. وتسبب قطع اوتوستراد شارل الحلو امام تمثال المغترب بعد الظهر بزحمة سير خانقة في المحلة.
لكن السائقين العموميين نفذوا امس، اعتصامات في عدد من المناطق اللبنانية، تلبية لدعوة اطلقتها نقابة السائقين امس الاحد ووصفته ب»التحرك غير المسبوق»، لمطالبة الدولة تنفيذ مطالب السائقين من ضمنها منع سيارات الاجرة الخصوصية من العمل واغلاق التطبيقات الخاصة بسيارة الاجرة والنقل وغيرها من المطالب المعيشية التي تهمهم، وهم كانوا انهوا بيانهم بالاعتذار مسبقا من المواطنين الذين سيعلقون في سياراتهم نتيجة اقفال السائقين لبعض الطرقات. وقد تسبب تحركهم بزحمة سيرخانقة في شوارع بيروت الاساسية من الاشرفية الى الحمراء.
وانتهى الاجتماع الذي عقد في السراي الكبير برئاسة الرئيس نجيب ميقاتي الى تأليف لجنة مهمتها: دراسة اوضاع الادارة العامة في ضوء المساعدات والتعويضات، بما يؤمن الحد الادنى لاحتياجات العاملين، اي اعادة النظر بالرواتب والمعاشات التقاعدية.
وتألفت اللجنة برئاسة نائب رئيس مجلس الوزراء سعادة الشامي، وعضوية وزير العمل، ورئيسة مجلس الخدمة والتفتيش المركزي ومدير عام المالية والصرفيات والوزير الاسبق نقولا شماس، ومستشار ميقاتي سمير الضاهر، وممثلين عن مصرف لبنان ورابطة موظفي الدولة.
تحرك السائقين
ففي بيروت اقفل عدد من السائقين بسياراتهم التي ركنوها في وسط الطريق، طريق الحمرا عند تقاطع مصرف لبنان الى جانب ساحة الشهداء واوتوستراد شارل حلو مقابل مبنى مؤسسة كهرباء لبنان، حيث جرى قطع الطريق في الاتجاهين بواسطة عشرات السيارات. ثم عمدوا الى اغلاق المنفذ الوحيد الذي بقي مفتوحا عند الطريق البحرية قرب تمثال المغترب، ما تسبب بزحمة سير في كل الاتجاهات.لكن الجيش اعاد فتح الطريق.
كما حصل تلاسن واشكالات بين المواطنين العالقين وبين السائقين، كذلك وقع اشكال بين السائقين انفسهم اثر محاولة عدد منهم السماح بمرور سيارة فيها حالة انسانية، ما دفع بباقي السيارات لمحاولة المرور ما ادى الى توتر الاجواء.
ولم يسجل حضور للجيش والقوى الامنية، في وقت انضم عدد من اصحاب سيارات الاجرة بآلياتهم الى زملائهم عند نقطة شارل حلو تأكيدا على استمرار تحركهم، وسط مطالبتهم رئيس الحكومة ووزير الاشغال بتنفيذ كامل مطالبهم، الى جانب دعوتهم بأن لا تقل تعرفة الاجرة عن 2$ للسرفيس و4$ للتاكسي، معللين هذا الامر بالمصاريف المرتفعة التي يدفعونها خصوصا في مجال التأمين وقطع الغيار والوقود.
كما تجمع عدد من السائقين العموميين لبعض الوقت على مسلكي أوتوستراد جونية في صربا إحتجاجا على التعديات على القطاع وقمع المخالفات.
ومساء، قطعت مجموعة من السائقين العموميين الطريق عند جسر الرينغ وتوجهوا إلى وزارة الداخلية. وكانت شوارع منطقة الاشرفية شهدت زحمة سير خانقة من كل الاتجاهات، واحتجز المواطنون في سياراتهم مناشدين المعنيين العمل على فتح الطرقات.
جديد إجراءات النازحين
وفي جديد الإجراءات الرسمية المتعلقة بالنازحين السوريين، و«نظراً للظروف الراهنة التي تمرُ بها البلاد حول تأثير وضع النازحين السوريين، وحرصاً على المصلحة الوطنية العليا»، وجّه وزير الداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي كتاباً الى المحافظين ومن خلالهم الى القائمقامين والبلديات والمخاتير في القرى التي لا يتواجد فيها بلديات والتي يتواجد فيها نازحون سوريون؛ «لإطلاق حملة مسح وطنية لتعداد وتسجيل النازحين السوريين، والقيام بتسجيل كافة النازحين السوريين المقيمين ضمن نطاقها، الطلب الى كافة المخاتير عدم تنظيم أي معاملة أو إفادة لأي نازح سوري قبل ضم ما يُثبت تسجيله، التشديد بعدم تأجير أي عقار لأي نازح سوري قبل التثبت من تسجيله لدى البلدية وحيازته على إقامة شرعية في لبنان، كما إجراء مسح ميداني لكافة المؤسسات وأصحاب المهن الحرة التي يديرها النازحون السوريون والتثبت من حيازتها التراخيص القانونية».
كذلك، وجّه كتاباً الى وزارة العدل «آملاً التعميم على كافة كتاب العدل بعدم تحرير أي مستند أو عقد لأي نازح سوري من دون بيان وثيقة تثبت تسجيله في البلدية».
كما توجّه الى المفوضية العليا لشؤون اللاجئين «آملا التجاوب بإقفال ملفات النازحين السوريين الذين يعودون الى بلادهم طوعاً، وإخطار مفوضية الأمم المتحدة بذلك وعدم إعادة فتح ملفاتهم حتى لو عاودوا الدخول الى لبنان، وإفهام النازحين السوريين أن ورقة اللجوء لا تعتبر إقامة، وتزويد المديرية العامة للأمن العام بداتا مفصلة للنازحين السوريين».
وقد باشرت بعض البلديات بإجراء المسح اللازم وفقاً لقرار الداخلية مثل بلدية مشحا في عكار.
وفي السياق، إستقبل المدير العام للأمن العام بالإنابة العميد الياس البيسري المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا وبحث معها في ملفات ذات اهتمام مشترك. كما استقبل وزير المهجرين في حكومة تصريف الأعمال عصام شرف الدين ناقش معه مختلف جوانب ملف النازحين.
عقد منصة الحفر
وفي تطور جديد حول اتخراج النفط والغاز من المنطقة الاقتصادية البحرية اللبنانية، اعلنت شركة «توتال إنيرجيز» في بيان انها «وفقاً للجدول الزمني المُعلن، وقّعت بالتوافق مع شريكتيْها «إيني» «وقطر للطاقة» عقداً ثابتاً مع Transocean لإستخدام منصّة الحفر التي ستقوم بحفر بئر إستكشافيّة في الرّقعة رقم 9 قبالة سواحل لبنان، في أقرب وقت ممكن في العام 2023».
وقالت: مع وصول الفرق، هذه خطوة رئيسيّة جديدة في التحضير للعمليّات. سوف تبحر منصّة الحفر «Transocean Barents» نحو لبنان، عند إنتهاء عمليّاتها الحاليّة في بحر الشمال البريطاني».

 

البناء
رئيسي يصل اليوم دمشق: علاقاتنا مع سورية في محور المقاومة قبل الاتفاق مع السعودية وبعده
تداعيات استشهاد خضر عدنان: المقاومة تقصف من غزة بالصواريخ وفشل القبة الحديدية
بوصعب يلتقي الراعي ومعوض وجعجع… لا مبادرة بل استكشاف… والمواقف على حالها
حدثان متقابلان في المنطقة بالتزامن، واحد يستكمل مناخات التعافي السوري، بزيارة تاريخية للرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الى دمشق، تؤكد أن لا تنافس بين مسارات العودة العربية إلى سورية والعلاقة الاستراتيجية التي تربط دمشق وطهران، وتقول إن الوجهة باتت وحيدة لتطور الأوضاع السورية، وهي وجهة المزيد من عناصر القوة لمشروع الدولة اقتصادياً وعسكرياً وسياسياً. وهذه المجالات ستكون مواضيع اتفاقيات يتم توقيعها بين الحكومتين الإيرانية والسورية خلال زيارة الرئيس الإيراني برعايته ورعاية نظيره الرئيس السوري بشار الأسد، وتوقعت مصادر مواكبة للزيارة التي ستستمر ليومين، أن الشقّ الاقتصادي يتناول قطاع الطاقة بصورة رئيسية، بينما ستكون هناك اتفاقيات عسكرية مهمة، وكان الرئيس الإيراني قد تحدث عشية الزيارة الى قناة الميادين فأكد أن العلاقة ثابتة وتتطوّر وتترسخ مع سورية، وهذا حدث قبل الاتفاق السعودي الإيراني الذي يشكل فاتحة مرحلة إيجابية جديدة في المنطقة، وسيستمر بالحدوث بعد الاتفاق.
بالتوازي كانت المواجهة في فلسطين بين قوى المقاومة وكيان الاحتلال تدخل مرحلة جديدة من التصعيد، وتستعيد مكانتها كخبر أول في وسائل الإعلام، بعدما بدا أن الحرب في السودان كانت مصمّمة في أحد أهدافها لحجب الأضواء عن فلسطين، سواء للتغطية على جرائم الاحتلال التي كان استشهاد خضر عدنان الأسير المضرب عن الطعام حتى الموت، آخرها وأكثرها توحشاً، أو للتغطية على البطولات الفلسطينية التي كان صمود الشيخ خضر عدنان حتى الاستشهاد آخرها ومن أعظمها بطولة، وليلاً تصاعد القصف الصاروخي من غزة نحو مستوطنات الاحتلال تجاوز الغلاف التقليدي حول غزة ووصل بعضها إلى النقب، وسقط بنتيجتها جرحى بعضهم جراحه خطيرة، وتواصل القصف الصاروخي رغم الغارات الإسرائيلية على غزة، وسجلت وسائل إعلام الاحتلال تراجعاً في قدرة القبة الحديدية على صدّ الصواريخ حيث تحدث جيش الاحتلال عن تصدّيه لأربعة من أصل عشرين صاروخاً استهدفت مناطق انتشار جيش الاحتلال.
لبنانياً، واصل نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب جولاته التي وصفها بـ الاستكشافية نافياً أن يكون حاملاً أي مبادرة، والتقى البطريرك الماروني بشارة الراعي، والمرشح ميشال معوض ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، بينما قالت مصادر نيابية متابعة للملف الرئاسي إن الأمور لا تزال على حالها، وإن التوازنات النيابية لا تزال تراوح مكانها لجهة عدم تحقيق أي تقدم يتيح توقع الذهاب الى جلسة نيابية ينتخب خلالها رئيس جديد للجمهورية.
واستكمل نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب جولته على المرجعيات والقوى السياسية، في محاولة للتوفيق بين الآراء ووجهات النظر في الملف الرئاسي، وبعد زيارته الضاحية ولقائه رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، زار بوصعب بكركي أمس، واجتمع مع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي. وقال بعد اللقاء: «نحاول إيجاد قواسم مشتركة والحوار مهم لإيجاد مخارج داخلية للأزمة التي نحن فيها».
وإذ أشار الى أن «الزيارة استكشافية»، أسف «لأن المسؤولين الذين يتعاطون في الملف الرئاسيّ غير مهتمين بعامل الوقت»، معتبراً أننا «لم نصل بعد الى مرحلة الأسماء لأن الأفرقاء وانطلاقاً من مبادرة البطريرك لم يتوصلوا الى اسم مشترك يطرح للرئاسة»، وأكد أن «الأمور يجب أن تبدأ بالحوار». وأشار الى ان «أزمتنا أكبر وأعمق من اسم رئيس إنما عدم استعداد أي من الأفرقاء للتحاور مع الآخر».
وعقب زيارة بوصعب، نقلت وسائل إعلام عن مصادر بكركي إشارتها الى أنّ الحوار بين الأفرقاء السياسيين يكون داخل البرلمان بالذهاب لجلسات متتالية ومفتوحة حتى انتخاب رئيس. وقالت: «ليس صحيحاً أن الأزمة الرئاسية مسيحية بامتياز إنما هي وطنية ومسؤولية الجميع وثمة أفرقاء يعرقلون انتخاب رئيس». ولفتت المصادر إلى «أن لا فيتو على أحد وحتّى على رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية»، مضيفةً «عندما تحدث الراعي عن مواصفات الرئيس بأنه يجب أن يكون فوق كل الأحزاب، قصد بذلك أنه وإن كان حزبياً عليه أن ينسى حزبه عندما يصبح رئيساً ويتصرّف كرئيس لجميع اللبنانيّين».
كما زار بوصعب معراب والتقى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، بحضور عضو تكتل «الجمهورية القوية» النائب ملحم رياشي، ولفت بوصعب الى أن «اللقاء كان جيّدا»، ولفت الى أنه «لمس انفتاحاً من «رئيس القوات» وحرصاً على القواسم المشتركة بين اللبنانيين ولو ان لديه مواقف ووجهة نظر مختلفة في امور معينة».
وأشار بوصعب الى انه «يبقى الاهم الانفتاح على النقاش والتواصل مع جميع الأفرقاء، واتفقنا مع جعجع على متابعة النقاش بعد الانتهاء من الجولة التي نقوم بها، اذ عندها ستتوسّع القواسم المشتركة اكثر، آملاً أن ننجح في البناء عليها».
اما عن لمسه قواسم مشتركة لدى زيارته النائب محمد رعد، أعرب بو صعب عن اطمئنانه أكثر بعد زيارته معراب، مشيراً الى ان «القواسم ما زالت مشتركة ويمكن البناء عليها في محاولة لتطويرها، وقد لمستها بعد لقائي رعد أيضاً، رغم الاختلاف الكبير في وجهات النظر، في بعض الأمور».
كما التقى بوصعب كتلة «تجدد» حيث التقى النائبين ميشال معوض وفؤاد مخزومي.
وعلمت «البناء» أن الاتصالات تكثفت الأسبوع الماضي على خطوط القوات والكتائب وتجدد وبعض قوى التغيير والمستقلين في محاولة للتوصل الى مرشح موحّد في مواجهة مرشح ثنائي أمل وحزب الله. وتوقع النائب غسان سكاف «التوصل إلى اسم مرشح المعارضة في نهاية الأسبوع الحالي، ليتم بعد ذلك إطلاع بكركي على نتيجة الاتصالات». واعتبر أنّه «باقتراح فريق المعارضة مرشحاً واحداً يمكن إنجاز الاستحقاق الرئاسي بتنافس ديمقراطي»، مشدداً على أن مبادرته «ليست ضد رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، بل هي فقط للإسراع في إنجاز الاستحقاق».
في المقابل يتمسّك ثنائي أمل والحزب والحلفاء بموقفهم الداعم لترشيح فرنجية. وتشدد أوساط الثنائي لـ»البناء» على أن «كل المعلومات التي تصدر عبر الاعلام عن تغير في موقف حزب الله بعد زيارة وزير الخارجية الايراني أمير عبد اللهيان الى لبنان مجرد إشاعات ومن نسج الخيال وذر الرماد في العيون وتشويه لموقف الحزب وإظهاره على أنه يتلقى التعليمات من إيران»، موضحة أن كلام النائب محمد رعد بالاستعداد للحوار، لا يعني التخلي عن فرنجية بل التمسك به والانفتاح على الحوار على خيارات أخرى إذا كانت تلبي متطلبات المرحلة على مستويات أمن المقاومة والسلم الأهلي في لبنان والنهوض الاقتصادي وإعادة الانفتاح على سورية ووضع أزمة النازحين السوريين على سكة التنفيذ والمعالجة.
وأضافت الأوساط أننا «لا نرى حتى الآن بغير فرنجية شخصاً قادراً على التصدي لهذه المشكلات والملفات الاستراتيجية»، وأبدت استغرابها «كيف ينكرون على الثنائي دعم ترشيح فرنجية فيما هم لم يتفقوا على مرشح موحد يقنعوننا ويقنعون اللبنانيين به».
ودعا تكتل لبنان القوي في بيان اجتماعه الدوري برئاسة النائب جبران باسيل «القوى البرلمانية الى القيام بكل ما يلزم لانتخاب رئيس للجمهورية والتوقّف عن المكابرة وإجراء الحوار الجدّي للوصول الى اتفاقٍ على البرنامج الإنقاذي وعلى رئيسٍ يرعى تنفيذه، وبالتالي عدم إنتظار الخارج الذي عبر بأشكال مختلفة عن ان الاستحقاق الرئاسي لبنانيٌ وعلى اللبنانيين أن يتحمّلوا المسؤولية بخصوصه، وفقاً لما صدر عن عدد من وزارات الخارجية في العالم».
ونبّه التكتل الى أنه «كلما تأخر الاتفاق بين اللبنانيين على إنتخاب الرئيس المؤهل تعمّق الانهيار وتفككت مفاصل الدولة، وارتفع منسوب المخالفات الدستورية والقانونية التي تقوم بها حكومة تصريف الأعمال».
ورأى رئيس حزب التوحيد العربي الوزير السابق وئام وهاب أن «الانتخابات الرئاسية ستجري في حزيران المقبل»، ناصحاً البعض «بالنزول عن السلم». واعتبر أن «رئيس تيار المردة سليمان فرنجية مرشح طبيعي لرئاسة الجمهورية وقد حرم مرتين في السابق من قبل حلفائه».
واشار وهاب في حوار مع برنامج «بديبلوماسية» على قناة «أو تي في» الى أن «الاتفاق بين إيران والسعودية عميق وليس سطحياً كما يعتقده البعض»، وأشار الى أن «وصول التسوية إلى لبنان يمكن أن يتأخر». واعتبر بأن «على رئيس حزب القوات سمير جعجع أن يكون مدركاً لحقيقة سياسية مفادها عندما تهب الرياح الكبرى يجب التعاطي معها بجدية». وأوضح بأن «التسوية لا يمكن أن تنجح في لبنان من دون عمليات الفرض». وأفاد بأن «هناك كربجة مسيحية واضحة، واليوم لا يوجد شيء مخفي في الملف الرئاسي».
على خط الحزب الاشتراكي لا يزال على موقفه بالاتفاق على مرشح وسطي بين فرنجية ومعوض طالما لم يستطع أي من الأطراف تأمين الأغلبية لمرشحه، وأوضح مصدر نيابي في الحزب الاشتراكي أن «القوى السياسية تعيش حالة إنكار للواقع المزري الذي وصلنا إليه على كافة الصعد لا سيما من المتطرفين من الجهتين 14 و8 آذار وما بينهما التيار الوطني الحر وقوى التغيير والمستقلين»، مشيراً الى أن «هذه الأطراف تخشى أن تأتي التسوية على حسابها».
وشدّد المصدر لـ»البناء» على أن رئيس الحزب وليد جنبلاط أعلن لائحة مرشحين متنوعة وفق العنوان الذي تقتضيه المرحلة وقال للجميع: تريدون شخصية تمتلك قدرة على ضبط الوضع الأمني هناك قائد الجيش العماد جوزاف عون، أو لديه رؤية اقتصادية فهناك جهاد أزعو، ورؤية دستورية صلاح حنين». ولفت الى أن «انتخاب رئيس بلا تغطية مسيحية وتغطية سعودية سنستعيد تجربة الرئيس ميشال عون وتمدّد سياسة المقاطعة والحصار والعقوبات والفشل والانهيار».
وعن إمكانية تغير موقف اللقاء الديمقراطي من ترشيح فرنجية، قال المصدر: «نقدر ونحترم موقع فرنجية العروبي والوطني وتشاركنا معه بالجبهة اللبنانية، لكن نقارب مسألة الرئاسة من منطلق وطني لا شخصي».
وكشفت المصدر أن «جنبلاط قال للفرنسيين: شكلوا لفرنجية كتلة نيابية مسيحية لكي تتأمن تغطية مسيحية واقنعوا السعودية به عبر ضمانات سياسية وأمنية على الصعيد الإقليمي ومن ثم ندير هذا الخيار في الداخل»، لكن لا ترى المصادر أن التفاهم الإيراني – السعودي بدأ بالانعكاس حتى الآن على لبنان، ولا زال التصعيد سيد الموقف بعد زيارة وزير الخارجية الإيراني أمير عبد اللهيان الى مارون الراس وتوجيه رسائل الى «إسرائيل» والولايات المتحدة».
وعلمت «البناء» أن الأميركيين يسعون عبر حلفاء لهم في لبنان على تسويق اسم قائد الجيش العماد جوزاف عون لرئاسة الجمهورية، لكن وصوله الى بعبدا يواجه العقدة الدستورية ورفض أطراف مسيحية لا سيما التيار الوطني الحر وكذلك القوات اللبنانية التي ربطت موافقتها على ترشيح قائد الجيش ببرنامج عمله وسياساته في عدد من الملفات. كما يلقى قائد الجيش دعم قطر ومصر.
وحضت الولايات المتحدة البرلمان اللبناني على انتخاب رئيس للجمهورية بعد مرور ستة أشهر على شغور المنصب الأول في هذا البلد الغارق في جمود سياسي وأزمة اقتصادية طاحنة.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر في بيان «الولايات المتحدة تدعو القيادات السياسية في لبنان الى التحرك بشكل عاجل لانتخاب رئيس لتوحيد البلاد وإقرار الإصلاحات المطلوبة على وجه السرعة لإنقاذ الاقتصاد من أزمته». وأضاف «على قادة لبنان عدم وضع مصالحهم وطموحاتهم الشخصيّة فوق مصالح بلدهم وشعبهم». وأعرب ميلر عن «اعتقاد الولايات المتحدة بأن لبنان يحتاج إلى رئيس متحرّر من الفساد وقادر على توحيد البلاد وتنفيذ إصلاحات اقتصادية أساسية على رأسها تلك المطلوبة لتأمين اتفاق على برنامج مع صندوق النقد الدولي». وأكد ميلر أن «الحلول لأزمات لبنان السياسية والاقتصادية يمكن أن تأتي فقط من داخل لبنان وليس المجتمع الدولي».
وزارت السفيرة الأميركية دوروثي شيا رئيسَ مجلس النواب نبيه بري في عين التينة. ولفتت مصادر سياسية لـ»البناء» الى أن «الولايات المتحدة تراقب ماذا سيفعل الفرنسيون في الملف الرئاسي، لكنهم غير مرتاحين للتفاهم الإيراني – السعودي».
الى ذلك عاد السفير السعودي وليد البخاري الى لبنان عائداً من السعودية، حيث قصدها لقضاء عطلة عيد الفطر. ووفق معلومات «البناء» فإن السفير السعودي لم يطلب أي موعد من المرجعيات السياسية حتى الساعة»، مشيرة الى أن «السعودية تتحفظ على دعم تسوية برئيس للجمهورية محسوب على حزب الله لكن قد تذهب الى تسوية بعد تبلور التفاهمات الاقليمية». ولفتت الى أن «الموفد القطري لن يتحرك على خط الملف الرئاسي قبل تلقي الإشارة السعودية وتبلور ظروف التفاهمات في المنطقة».
واستقبل رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي سفير قطر في لبنان ابراهيم بن عبد العزيز السهلاوي، وتمّ خلال اللقاء بحث الأوضاع العامة والعلاقات الثنائية بين البلدين.
الى ذلك وفي ما يشهد الشارع هدوءاً حذراً بسبب استقرار سعر صرف الدولار، نفذ السائقون العموميون تحركاً احتجاجياً، حيث قطعوا عدداً من الطرق في بيروت، مطالبين الحكومة بتسعيرة موحّدة جديدة لهم وبوقف المنافسة غير الشرعية. وتسبب قطع اوتوستراد شارل الحلو أمام تمثال المغترب بزحمة سير خانقة في المحلة.
على صعيد آخر، أعلنت «توتال إنيرجيز» في بيان أنها «وقّعت بالتوافق مع شريكتيْها «إيني» «وقطر للطاقة» عقدًا ثابتاً مع Transocean لاستخدام منصّة الحفر التي ستقوم بحفر بئر استكشافيّة في الرّقعة رقم 9 قبالة سواحل لبنان، في أقرب وقت ممكن في العام 2023». وقالت «مع وصول الفرق، هذه خطوة رئيسيّة جديدة في التحضير للعمليّات. سوف تبحر منصّة الحفر «Transocean Barents» نحو لبنان، عند إنتهاء عمليّاتها الحاليّة في بحر الشمال البريطاني».

 

الأخبار
الرئاسة: جمود بسبب صمت الرياض
الصمت السعودي مستمر وإرباك لدى حلفاء فرنجية وخصومه
حوار التيار والقوّات على محكّ حزب الله
الصمت السعودي المتواصل بشأن الملف الرئاسي، بات ينطبق أيضاً على الأميركيين. فيما فرنسا تصر على مبادرتها القائمة على تسوية تأتي بسليمان فرنجية رئيساً للجمهورية ونواف سلام رئيساً للحكومة. وقد جدد المستشار الأول في قصر الإليزية باتريك دوريل هذا الموقف أمام عدد من الشخصيات اللبنانية وجهات معنية بالملف، فيما كان لافتاً إلغاء الاجتماع الذي كان متوقعاً للجنة الخماسية الخاصة بلبنان، وسط تقديرات تتراوح بين وقوف السعودية وراء ذلك لرفضها إعطاء القطريين والمصريين دوراً في الملف، وبين رفض باريس عقد اجتماع تعرف مسبقاً أنه سيصار خلاله إلى التشويش على مبادرتها، مفضّلة حصر البحث مع الجانب السعودي، بعلم الأميركيين.
وفيما كان كثيرون في لبنان ينتظرون عودة السفير السعودي وليد البخاري إلى بيروت للاستماع إلى جديد السعودية، لم يُسجّل أي لقاء خاص للسفير البخاري ولم يصدر عنه أي موقف، وقال بعض النواب الذين تربطهم علاقات جيدة مع السفارة السعودية في بيروت إنهم لم يتلقوا أي إشارة إلى موقف الرياض في ضوء الحراك الفرنسي الأخير.
وبحسب مصادر معنية بالمفاوضات، فإن السعودية أبلغت الجانب الفرنسي أنها لا تضع فيتو على فرنجية، لكنها لن تخوض معركة إيصاله إلى القصر الجمهوري، وبالتالي لا ينبغي توقّع أن تبادر الرياض إلى الضغط على حلفائها في لبنان للسير في التسوية. وأضافت المصادر نفسها أن الموقفين السعودي والأميركي متطابقان لجهة عدم الدخول في لعبة الأسماء ولا حتى لعبة المواقف النهائية. وفسر متابعون هذه السياسة بأنها إشارة إلى عدم اكتمال عناصر التسوية. وأن ردود الفعل العنيفة من حلفاء الرياض ضد التسوية تشير إلى رغبتهم في أن تستخدم السعودية لإبلاغ فرنسا استحالة التسوية.
وتؤكد المصادر أن النقاش بين الفرنسي – السعودي – الأميركي حول التسوية لم يتوقف، وأن هناك الكثير من البنود التي يطرحها الطرفان الأميركي والسعودي تتعلق بمستقبل الحكم في لبنان، خصوصاً لجهة البرامج والسياسات المفترض اعتمادها من قبل الحكومة، وبما خص منح الحكومة وضعية تمنع تعطيلها من أي فريق غير راغب بالإصلاحات. وأشارت إلى أن كلام فرنجية الأخير عن أن الثلث الضامن سيظل موجوداً في الحكومة، وأن ملفات أمنية وعسكرية ومالية ونقدية لا يمكن البت بها إلا بعد تشكيل حكومة جديدة، يحمل في طياته نوعاً من الرد على المطالبات الغربية له بإعطاء ضمانات بما خص هذه الملفات منذ الآن.
وسط هذه المناخات، كانت مبادرة نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب لفتح قنوات حوار بين القوى السياسية المختلفة على الملف الرئاسي. وهو التقى لهذه الغاية البطريرك الماروني بشارة الراعي والرئيس نبيه بري ورئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، وسيلتقي شخصيات أخرى في الأيام القليلة المقبلة.
وقال بو صعب إنه لم يحمل مقترحاً مباشراً يتعلق بالرئاسة لمعرفته بمواقف هذه الجهات من الترشيحات، لكنه ركز على أنه في ظل التغييرات الكبيرة التي تحصل في المنطقة والتي تتجه صوب تحقيق مصالحات وتسويات بين الأطراف الكبيرة، يتوجب على اللبنانيين إيجاد طريقة لكسر القطيعة القائمة الآن بين مختلف القوى السياسية. وأثار بو صعب الأمر من زاوية أنه يتوجب على القوى السياسية كافة كسر القطيعة والبحث عن إطار للتواصل والحوار حتى ولو لم يكن هناك اتفاق على اسم رئيس الجمهورية، وقد ثبت له استمرار الرفض الكامل من جعجع وباسيل لترشيح فرنجية، مقابل تمسك ثنائي أمل وحزب الله به.
وتزامنت حركة بو صعب مع مواقف أتت بداية على لسان رعد الذي أكد أن «الحزب منفتح على التوافق ويريد الحوار للاتفاق على رئيس»، وموقف آخر لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط أعلن فيه أنه «لن يتدخل بعد الآن في طرح الأسماء أو ترشيح أحد».
وقالت مصادر مواكبة إن الحراك الذي يقوم به بو صعب يأخذ في الاعتبار بعض العناصر، منها:
– زيارة وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إلى بيروت، وتأكيده عدم حصول أي تبدل في موقف طهران بشأن الملف الرئاسي لجهة اعتباره ملفاً لبنانياً، وأن حزب الله هو الموكل اتخاذ القرار الذي يناسبه.
– زيارة الوفد القطري الذي وصل قبلَ أيام إلى بيروت للقيام بجولة على القوى السياسية. وهي الزيارة الثانية في غضون أقل من شهر، علماً أنها «لم تحمِل جديداً أو أي طرح استثنائي بشأن الملف الرئاسي»، بل هي «استكمال للزيارة الأولى الاستطلاعية»، كما قالت مصادر مطلعة، أشارت إلى أنه «ليس في جعبة الدوحة ما هو منفصل عن الموقف السعودي، أو على الأقل لم تكشف عنه بعد، لكنها تحاول تهيئة الأرضية لشيء ما، مستغلة علاقاتها المفتوحة مع كل الأطراف السياسية»، مع إشارة لافتة إلى لقاءات خاصة يعقدها الوفد القطري مع قيادة حزب الله.
– تأكيد المستشار الرئاسي الفرنسي باتريك دوريل أمام من تواصل معهم الموقف الفرنسي من التسوية وفرنجية باعتباره المرشح الجدي الوحيد حتى الآن والخيار المتاح في ظل عدم قدرة الأطراف الأخرى، وتحديداً القوى المسيحية، على التوحد خلف مرشح، لكن باريس ما زالت في انتظار الموقف السعودي.
حوار التيار والقوّات على محكّ حزب الله
يتصرّف التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية بحذر في حوارهما المتقطّع. لكنّ الملف الرئاسي يضغط بما يتطلب منهما خطوات عملانية ينتظرها حزب الله ليبني على الشيء مقتضاه (تقرير هيام القصيفي).
من الواضح أن الكلام بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية يسير بخطوات متفاوتة في الملف الرئاسي. ما يجري أكثر من كلام وأقل من حوار على مستوى رسم خريطة الطريق بين الطرفين ووضعها على الطاولة تمهيداً لتنفيذها. في ضوء قنوات الاتصال النيابية الأخيرة، يمكن النظر الى ما يجري على أنه لا يزال يحتاج الى كثير من الدفع من أجل إنجازه، إذ انتقل حتى باختيار الشخصيات المحاورة من مكان الى آخر، علماً أن الحوار الذي بدأ على مستوى أفكار شاملة تتعلق بالنظام وبالوضع السياسي وتشعّباته، تقلّص تدريجاً الى عناوين محلّية الطابع أكثر منه حواراً شاملاً على مستوى الأزمة الكبرى.
يتصرّف الطرفان بحذر في خوض مغامرة رئاسية جديدة، في ضوء التوقعات التي يرسمانها لما يمكن أن تسفر عنه الاتصالات المحلية والإقليمية، ويخوضان غمار الرئاسة من موقع الاتفاق على نقطة وحيدة، هي رفض ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية. ما عدا ذلك، يتحكم الاختلاف بوجهتَي نظر. إذ كانت القوات تتوقع أن يندفع التيار الوطني أكثر نحو خطوات عملانية في ضوء تمسك الثنائي الشيعي بمرشحه وإصراره على أن الحوار هو في ما بعد ترشيح فرنجية وليس قبله، إلا أنها تراه في منتصف الطريق بين الضاحية ومعراب من دون أن يقطع النصف الثاني من المسافة. وكان التيار، من جهته، يتوقع أن تكون القوات أكثر تقبلاً ليدٍ ممدودة، وإن بتردد، في ضوء حاجتها الى أصوات التيار لإيصال مرشح آخر من لائحة ومواصفات يمكن الالتقاء عليها، فوجد أن القوات ماضية في استهداف لائحة المرشحين الذين يقبل بهم التيار، من دون أن تتقدم الى مساحة وسطية يمكن البناء عليها جدياً، رغم إشارات التيار المتكررة في اتجاهها. في ضوء هذا التجاذب، يصبح الحوار بين الطرفين معلّقاً على حبال رفيعة جداً، ولا سيما أن ما يجري إقليمياً يعطي لكل منهما دافعاً للتمسك بخياراته أكثر في ظل رؤيتين متناقضتين لآفاق الحركة الدبلوماسية الإقليمية. فتراهن القوات على أن السعودية ماضية الى الحدّ الأقصى في رفض التضحية بلبنان لحساب تسوية من طرف واحد، وبأن فرنسا لن تتأخّر عن التراجع عن مرشحها، فيما يراهن التيار على أنّ أيّ تسوية إقليمية لن تكون لمصلحة طرف بل لتسوية شاملة تضمن دخول الجميع إليها.
مفارقة الحوار بين التيار والقوات أنه، كما في المرة السابقة، يمثّل نقلة يحتاج إليها حزب الله، لكن في شكل مختلف تماماً. لا يعوّل الحزب على أن الطرفين سيجترحان «أعجوبة» ثانية كاتفاق معراب، لأنّ ما يبعد الطرفين اليوم أكثر مما يجمعهما، ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع كان أكثر وضوحاً في التعبير عن استبعاد حصول اتفاق مماثل. ورفض جعجع وباسيل لفرنجية، سابقاً واليوم، يشكّل وحده مظلّة رادعة كي يعوّل الحزب على تسوية كبرى تضاهي تسوية وصول العماد ميشال عون الى قصر بعبدا. لكن الحزب الذي أدار ظهره لمناورات باسيل الرئاسية، يراقب بهدوء اتصالات الأخير مع القوات ليجسّ النبض حول اتجاهين، لا ثالث لهما، الأول أن باسيل سيصطدم برفض الالتقاء المسيحي الجامع معه مع مرور الأسابيع من دون أن يحقّق أيّ خرق، حتى مع القوات الطرف الأكثر قابليّة للحوار معه في ضوء التجارب السابقة، فيضطرّ الى تفعيل خطوط التواصل مع حزب الله، وإما يكون خارج التسوية التي قد تنتج في اللحظات الأخيرة للحوار الإقليمي رئيساً لن يكون سوى فرنجية.
لكن من يعرف باسيل، يدرك أنه لا يمكن أن يوافق بسهولة على تسوية مهما كانت المغريات والمكاسب الآنية منها لأنها سترتدّ عليه لاحقاً. وهو يراهن في المقابل على عدم استعجال الانضمام الى تسوية لا يرغبها، مراهناً على مواقف السعودية خارجياً ومعها أصوات قوى سنّية محلياً، كما على مواقف المعارضة بكل تلاوينها. وهذا وحده كافٍ بالنسبة إليه كي لا يسارع الى تقديم تنازلات غير مبرّرة في الوقت الراهن. لذا لا يستعجل أي تسوية رئاسية مع حزب الله، ولا سيما أنه رغم كل الخلافات الداخلية المعترضة على إدارته لملف الرئاسيات، لا يزال يتمتّع بالغطاء الذي يوفّره له موقف عون الذي يضاهيه رفضاً لتسوية فرنجية إن لم يكن أكثر عناداً منه في عدم القبول بها، وفي استغرابه موقف حزب الله المتمسّك بمرشحه الرئاسي. وهذا الأمر يشكل وحده مظلّة للتيار، يعرف باسيل كيفية الإفادة منها في مفاوضات الشروط والشروط المضادة. لكنه حكماً صار في موقع يحتاج فيه الى جرعة حوار داخلية تعزّز موقعه التفاوضي. ولا يبدو حتى الآن أن الحوار مع القوات وصل الى المربّع الآمن لكليهما. وهذا يريح حزب الله إذا أراد استعادة باسيل بشروط أقلّ كلفةً.

Please follow and like us:

COMMENTS