البناء
انفجار مستودع للأسلحة الكيميائية قرب تل أبيب… والرقابة العسكرية تمنع نقل الأخبار والتصوير
لودريان يسأل بكركي عن رعاية الحوار ويستعرض مواقف الأطراف من الأسماء والسلة الكاملة
البخاري يستضيف حشداً دبلوماسياً يضمّ القائم بالأعمال السوري… والسفير الإيراني يشيد ويستبشر
بينما الكيان يعيش حال الارتباك في كيفية التعامل مع الأوضاع المتفجرة في الضفة الغربية والعجز عن احتوائها، يتصاعد الوضع في الجولان ويجلب استنفاراً شعبياً على الحدود مع سورية ولبنان، يحدث انفجار لم تتضح أسبابه في منطقة هرتسليا قرب تل أبيب، قالت وسائل إعلام إسرائيلية أنه في مصنع للمواد الكيميائية، وقالت يديعوت أحرونوت إن الانفجار القوي الذي سمع في المنطقة الوسطى مصدره منشأة لشركة صناعات عسكرية في هرتسليا، حيث تصاعد دخان من منطقة الانفجار وأفاد السكان برائحة بارود قوية وشعورهم بحروق في أعينهم، وفرضت الرقابة العسكرية الحظر على مكان الانفجار ومنعت المراسلين من تناقل الأخبار ومن التصوير في المنطقة، وتحدّثت عن تحقيق فصيلي يجري حول أسباب الانفجار.
في لبنان، واصل المبعوث الرئاسي الفرنسي وزير الخارجية السابق جان ايف لودريان جولاته ولقاءاته، وكان أبرزها لقاء البطريرك بشارة الراعي وما نقل عن استكشاف استعداده لرعاية الحوار الوطني، حيث قالت مصادر مقربة من البطريرك انه قال بانه لا يريد تكريس المرجعيات الطائفية فيرعى رئيس الطائفة الحوار المتصل برئيس ينتمي إلى الطائفة ذاتها، وانه اذا كان لا بد من حوار فيمكن أن يجري في المجلس النيابي، وهو ما رأت فيه مصادر نيابية تمهيداً لطرح استضافة الحوار في الخارج، دون أن يتضح من هي الجهة التي ستبادر للدعوة إلى الحوار، فرنسا او السعودية او قطر.
في لقاءات لودريان التي شملت كتلة الوفاء للمقاومة والتيار الوطني الحر والقوات اللبنانية والمرشح سليمان فرنجية، كان واضحاً من تعليق رئيس القوات سمير جعجع حول أن الأمر لا يستدعي حلاً خارجياً أن جعجع لم يكن مرتاحاً لطرح لودريان، بينما أعرب فرنجية عن ارتياحه للقاء لودريان، وقالت مصادر نيابية مواكبة للقاءات لودريان إنه يحاول أن يستكشف مواقف الأطراف من عناوين مثل الحوار وأسماء المرشحين ومفهوم السلة المتكاملة التي تضم اتفاقاً على رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة والحكومة ومناصب الدولة الأساسية مثل حاكم مصرف لبنان وقائد الجيش.
على ضفة موازية كانت دعوة العشاء التي وجّهها السفير السعودي وليد البخاري لحشد دبلوماسي تستقطب الاهتمام، بعدما ضمت للمرة الأولى السفير الإيراني والقائم بالأعمال السوري، وعلق السفير الإيراني مجتبى أماني بتغريدة على حسابه في تويتر، بقوله، “احترامي وتقديري لسعادة السفير وليد بخاري على دعوته الكريمة. نستبشر خيراً بما يجري من حراك وتطورات، ونأمل أن تظلّل في وقت قريب أجواء الوفاق والتلاقي العلاقات بين جميع بلدان المنطقة، لما فيه خير ورفاه أمتنا وشعوبنا”.
وواصل وزير الخارجية الفرنسي السابق جون إيف لودريان جولته على المسؤولين اللبنانيين لليوم الثاني على التوالي، لكن اللقاء الذي جمعه برئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، حمل دلالات سياسية، لكون الدعوة إلى مأدبة غداء كانت استثنائية وخاصة لفرنجية دون بقية المرشحين.
ولبّى فرنجية دعوة المبعوث الرئاسي الفرنسي الى مأدبة غداء في قصر الصنوبر بحضور السفيرة الفرنسية آن غريو والنائب طوني فرنجية.
وبعد اللقاء لفت سليمان فرنجية، عبر حسابه على مواقع التواصل الاجتماعي، الى أن “اللقاء كان إيجابياً وجرى حوار بناء للمرحلة المقبلة».
كما التقى الوزير الفرنسي رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل في البياضة، واستقبل الوزير السابق زياد بارود في السفارة الفرنسية. وأشارت أوساط مقربة من التيار الى أن “رئيس التيار شرح وجهة نظره التي تقوم على ضرورة التحاور بين جميع المكونات اللبنانية للتوافق على اسم الرئيس وعلى الخطوط العريضة لبرنامج تنفذه طبعاً الحكومة، والذي على أساسه يتم طلب الدعم الخارجي، وقد شرح باسيل للموفد الفرنسي أن الرئيس لا يمكن له أن ينجح ما لم يحظَ بدعم داخلي واسع إن لم يكن شاملاً، بدليل ما جرى من تفشيل لعهد الرئيس عون نتيجة مواقف قوى فاعلة في الدولة عارضت مجيئه من الأساس وتوعّدت بإفشاله”.
كما التقى لودريان وفداً من حزب الله برئاسة رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد.
وزار الصرح البطريركي في بكركي حيث التقى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، ترافقه السفيرة الفرنسية، وقال بعد اللقاء: “سأتواصل مع كل الفرقاء اللبنانيين للخروج من الأزمة وسأسعى إلى وضع أجندة إصلاحات توفّر الأمل لإخراج لبنان من أزمته ولا أحمل أي طرح، لكنني سأستمع الى الجميع والحل في الدرجة الأولى يأتي من اللبنانيين”. أضاف: “هي زيارة أولى ستلحقها زيارة أخرى الى لبنان للخروج من المأزق والحل يأتي من اللبنانيين وفرنسا ستبقى حاضرة دائماً».
وشددت مصادر مطلعة على أجواء بكركي، بعد اللقاء على رفضها تكريس المرجعيات الطائفية. وقالت “اذا كان لا بد من حوار فليحصل في المجلس النيابي وليتم الاحتكام الى الدستور”.
وذكرت مصادر إعلامية أنه من جملة الأسئلة التي طرحها لودريان على بعض من التقاهم أسئلة تتعلّق بالموقف من قائد الجيش واحتمال التحاق باسيل بقافلة داعمي فرنجية مُشدّداً على ضرورة التوافق. ولفتت الى أن “لودريان نبّه الى أنّ صورة لبنان تدهورت عالمياً وكثرٌ لم يعودوا راغبين بدعمه على اعتبار أنه على اللبنانيّين تدبّر أمورهم ولكن فرنسا لا يُمكن أن تترك لبنان”.
ومن المتوقع أن يعقد لودريان اجتماعات اليوم مع سفراء اللقاء الخماسي الدولي في لبنان.
وبرز تصريح للسفير الإيراني مجتبى أماني على وسائل التواصل الاجتماعي وقال: “احترامي وتقديري لسعادة السفير السعودي وليد بخاري على دعوته الكريمة، نستبشر خيراً بما يجري من حراك وتطورات، ونأمل أن تظلّل في وقت قريب أجواء الوفاق والتلاقي العلاقات بين جميع بلدان المنطقة، لما فيه خير ورفاه أمتنا وشعوبنا”.
ولخصت أوساط مواكبة لجولة الوزير الفرنسي لـ”البناء” نتائج الزيارة حتى الساعة بالتالي:
استطلع مواقف وآراء كافة الأطراف السياسية التي التقاها على أن يلتقي بقية القوى السياسية اليوم.
لم يقدم أي مبادرة للحل أو طرح عمليّ ومحدد للأزمة الرئاسية، بل كان أغلب الوقت مستمعاً ويطرح الأسئلة أكثر من طرح الحلول أو الإجابات على الأسئلة التي طرحت عليه.
لم يرفض أي اقتراح أو مرشح معين، وأكد بأن فرنسا لا تطرح مرشحاً معيناً ولا تضع فيتو على أي اسم، لكنها تضع خارطة طريق للوضع اللبنانية عموماً وإن كانت تفضل مرشحاً على آخر يمكنه تطبيق خريطة الطريق ويملك علاقات إقليمية ودولية تسهل ذلك.
جدّد التأكيد على أهمية الإصلاحات السياسية والمالية والاقتصادية والنقدية كمعبر للدعم الدولي بعد التفاوض مع صندوق النقد الدولي.
حثّ الأطراف على الحوار للتوصل الى قواسم مشتركة تسمح بتأمين انتخاب الرئيس، ودعاهم إلى عدم الاتكال على الخارج وأن يعتمدوا على أنفسهم بانتخاب رئيس يحقق إرادة ومصالح اللبنانيين، وحذرهم من أن لبنان سيذهب الى مزيد من الانهيار وسيتحمل السياسيون مسؤولية تداعيات ذلك، كما نقل المسؤول الفرنسي الى كل من التقاهم أجواء المجتمع الدولي والجهات المانحة واللقاء الخماسي حيال لبنان.
شدّد على أن الحوار هو السبيل الوحيد لحل المشكلات اللبنانية التي تبدأ من انتخاب الرئيس.
وأكد لودريان أخيراً أن فرنسا مستمرة بمساعيها الحثيثة حتى التوصل الى حل للأزمة الرئاسية وأنها لن تترك لبنان.
وكان لودريان استهل جولته أمس، من السراي، حيث استقبله رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بحضور سفيرة فرنسا آن غريو.
وفي خلال الاجتماع جرى عرض مفصل للوضع في لبنان وللمساعي التي تقوم بها فرنسا لحل الأزمة السياسية، حيث شدّد رئيس الحكومة على “أن المدخل الى الحل يكمن في انتخاب رئيس جديد”. وأشار الى “ان الحكومة أنجزت المشاريع الإصلاحية المطلوبة ووقعت الاتفاق الأولي مع صندوق النقد الدولي، وان إقرار هذه المشاريع في مجلس النواب يعطي دفعاً للحلول الاقتصادية والاجتماعية المرجوة”. أما الموفد الفرنسي لودريان فأكد “أن الهدف من زيارته الأولى للبنان استطلاع الوضع سعياً للمساعدة في إيجاد الحلول للأزمة التي يمر بها لبنان والبحث مع مختلف الأطراف في كيفية إنجاز الحل المنشود”.
كما التقى الوفد الفرنسي في معراب رئيس حزب “القوّات اللبنانيّة” سمير جعجع الذي لفت عقب الاجتماع إلى أن “الجلسة مع الموفد الفرنسيّ كانت استطلاعية 100/100 فالضيف الفرنسي طرح العديد من الأسئلة حول الملف الرئاسي وكانت لنا أجوبة في هذا السياق”.
وإذ شدّد على أن لودريان “لا يحمل في جعبته اقتراحاً للاستحقاق الرئاسي، أكد جعجع أن “الحوار تطرّق الى الاقتراحات المتاحة في هذا الاتجاه كما وجّه الموفد الفرنسي بعض الأسئلة حول جلسة 14 حزيران بالإضافة إلى أين نحن ذاهبون في ظل الفراغ الرئاسيّ”. بعد أن رحّب رئيس القوات بزيارة لودريان الى لبنان، رأى أن “قصة الرئاسة تتعلق بـ128 نائباً، ففي المرة الماضية “لو شدوا حالن شوي كان صار عنا رئيس وكنا خلصنا”، باعتبار أن أحد المرشحين كان سينال 65 صوتاً، وبالتالي كان على الكتل النيابية أن تصوت مع هذا المرشح أو ذاك، من دون تعطيل النصاب كما فعلوا، ولولا الخطوة التعطيليّة لما كنا بحاجة لأميركا وفرنسا والسعودية وإيران».
ولفتت أوساط قواتية لـ”البناء” الى أن لودريان لم يحمل أي جديد واقتصرت جولته على الاستطلاع ومناقشة الاقتراحات، ما يؤشر الى وجود تعقيدات داخلية تتعلق برفض أطراف سياسية أساسية في البلد مسيحية وغير مسيحية لمرشح الثنائي سليمان فرنجية، اضافة الى عقبات خارجية بغياب مقاربة دولية موحدة حيال الملف اللبناني، اضافة الى لامبالاة خارجية للوضع اللبناني بسبب أداء الطبقة السياسية وطريقة إدارة البلد والسياسات المالية المتبعة والفساد.
وشدّدت أوساط سياسية لـ”البناء” الى أن “الظروف الإقليمية والدولية لم تنضج بعد لانتخاب رئيس للجمهورية”، كاشفة عن خلاف بين دول اللقاء الخماسي على طريقة حل الملف اللبناني”، موضحة أن الملف اللبناني لم يكن بنداً أساسياً على جدول أعمال اللقاء بين الرئيس الفرنسي وولي العهد السعودي، بل طرح على هامش القمة التي تزدحم بملفات استراتيجية كبيرة تتعلق بالدولتين لا سيما بمشروع السعودية 2030 وبالوضع على الساحتين الإقليمية والدولية، متوقعة أن يطول أمد الفراغ الرئاسي الى ما أواخر العام الحالي.
وشددت الأوساط على أن الحل الرئاسي يرتبط بملفات المنطقة وبمسار الحوارات في الإقليم وعلى الخط الأميركي – الإيراني، لكن العامل الحاسم في لبنان هو السعودي الذي يعمل مع الفرنسي والسوري والإيراني والاميركي لبلورة اتفاق يسهل على اللبنانيين انتخاب الرئيس.
وجدّدت كتلة “الوفاء للمقاومة” التأكيد أنّ التفاهم الوطني بين اللبنانيين هو المعبر الإلزامي لإنجاز الاستحقاق الرئاسي، وأنّ هذا التفاهم المطلوب لا سبيل إلى التوصّل إليه إلا عبر تنحية الفرقاء لشروطهم المسبقة، والتوجّه لمباشرة الحوار مع بعضهم بغية تقريب وجهات النظر وصولاً إلى الاقتناع المشترك بالخيار المناسب الذي تتقاطع عنده الرؤى والمصالح».
وشددت الكتلة بعد اجتماعها الدوري برئاسة النائب محمد رعد، على “وجوب تداعي اللبنانيين للحوار فيما بينهم وتفترض أنهم المعنيون أساساً بمباشرة ذلك بغية التوصل إلى جوامع مشتركة تضع حدّاً لأزمة الشغور الرئاسي في البلاد، وأنّ الدور الذي يمكن أن يؤديه بعض الأصدقاء للبنانيين، سواء كانوا إقليميين أم دوليين، هو في الحقيقة دورٌ مساعدٌ ننظر إليه بإيجابيّة، خصوصاً حين يعبّر عن حرصٍ واضحٍ على المصالح المشتركة مع لبنان والتي لا بدّ من تفاهم اللبنانيين وتشاركهم لتحقيقها وتطويرها”.
على صعيد آخر، بقي ملف النزوح محل متابعة واهتمام المسؤولين، في ضوء نتائج مؤتمر بروكسيل الذي شارك فيه لبنان، حيث جاءت مواقف الدول الأوروبية والغربية ومقرراته مخيّبة لآمال الدولة اللبنانية، ولم يتم التجاوب مع مطالب الحكومة اللبنانية رغم التداعيات الخطيرة لأزمة النزوح على لبنان.
وعلمت “البناء” من مصادر مشاركة في المؤتمر، أن الوفد اللبناني لمس استمرار المؤامرة الغربية على لبنان من خلال قرار بعدم عودة النازحين الى سورية وإبقائهم في لبنان ودمجهم في المجتمع اللبناني تحت عناوين وهميّة. وشدّدت المصادر على أن لا حل لأزمة النزوح إلا بتجاهل القرار الغربي واتخاذ قرار حكومي بالتواصل مع سورية ووضع خطة عملية بين الحكومتين لإعادة النازحين تدريجياً، لكن المصادر تكشف عن ضغوط أممية وأوروبية على الحكومة اللبنانية من جهة وعلى النازحين من جهة ثانية عبر تخويفهم من العودة، فضلاً عن استمرار الأمم المتحدة بدفع المساعدات للنازحين في لبنان لا في سورية، متخوفة من القرار الأممي الأخير بدولرة المساعدات المالية للنازحين.
وشنّ رئيس التيار “الوطني الحر” جبران باسيل، هجوماً عنيفاً على ميقاتي، ولفت خلال مؤتمر حول النزوح السوري في جبيل، الى أن “لبنان هو الأول في العالم من حيث كثافة النزوح ومن حيث هجرة أبنائه وهذا وضع لا يحتمله بلد مجتمعه وموارده مثل لبنان”. وأوضح باسل، أن “ازمتنا في موضوع النزوح صحيح أنها وجودية وكيانية لكن آثارها اجتماعية واقتصادية وسكانية وآخر ما يكون هو المعيار الطائفي فالمناطق المسيحية متأثرة أقل بكثير من المناطق الأخرى لكن هل هذا يعني ألا نطلق صرختنا الإنسانية في هذا الموضوع؟».
ولفت الى أن “النازح السوري ضحية والمضيف اللبناني ضحية، وبالتالي لن نتخلى عن شعبين لكن الأزمة بداية تتطلب معالجة من عندنا ومن الخطأ ترقب الحلول من الخارج فقط”، مضيفاً “في عهد رئيس الجمهورية السابق ميشال عون عاد 450 الف نازح سوري لكن لا أحد يتحدث عن الموضوع”.
ورأى باسيل، أن “المأساة الكبيرة في ملف النزوح هي في لبنان. فالحكومة بشخص رئيسها نجيب ميقاتي عام 2011 واليوم هي أكبر متواطئ على لبنان واللبنانيين بملف النزوح من خلال الانصياع الكامل للإرادة الخارجية”، مضيفاً “هم يتحدثون بالأمر ليخلقوا حالة ضياع عند الناس، بيحكوا منيح بس شو عملوا؟”.
الأخبار
لودريان مستمعاً و«داعية حوار»… وتباين في تفسير موقف باريس: هل طوت فرنسا الصفحة السابقة؟
فاق شكل زيارة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان مضمونها أهمية. التوقّعات المرتفعة التي سبقت الزيارة لم تتطابق مع ما حمله الرجل بعدما تبيّن، «مبدئياً»، أن هدفها هو عبّر عنه لودريان: «استطلاعية لمساعدة لبنان على الخروج من أزمته»، وهو ركّز خلالها على توجيه «نصيحة» إلى الأطراف اللبنانية بالحوار. وفي ظل الإجماع على أن الموفد الفرنسي «كان مستمعاً»، تباينت التفسيرات لهذه المقاربة «الإصغائية»، بين من وصفها بأنها محاولة لمسح المواقف المحلية تمهيداً للتقدم بـ«شيء جديد»، ومن رأى فيها إشارة إلى ثبات باريس على مبادرتها بتسوية سليمان فرنجية – نواف سلام.
والتقى لودريان أمس رئيس الحكومة نجيب ميقاتي والبطريرك الماروني بشارة الراعي ورئيس حزب «القوّات» سمير جعجع ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل. وكان أطول لقاءاته (نحو ساعتين) مع وفد من حزب الله ضم رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد ومسؤول العلاقات الخارجية في الحزب عمار الموسوي، أكّد خلاله الوفد «التمسك بترشيح فرنجية شارحاً أسباب موقفه».
وفيما وصفت مصادر مطّلعة اللقاء مع باسيل بـ«الإيجابي والودود جداً جداً»، علماً أن بين الرجلين «صداماً» سابقاً يعود إلى الموقف من الحرب في سوريا عندما كان لودريان وزيراً للخارجية، قالت مصادر في الفريق المعارض لترشيح رئيس تيار المردة إن الموفد الفرنسي «بدا مسلّماً بأن المرحلة السابقة قد طُويت، وبأن المرحلة المقبلة لن يكون فيها فرنجية مطروحاً فرنسياً، بعدما لمس حجم المعارضة له».
في المقابل، أكّدت مصادر مطّلعة أن فرنجية الذي استضافه لودريان إلى الغداء في قصر الصنوبر، بحضور السفيرة الفرنسية آن غريو والنائب طوني فرنجية والوزير السابق روني عريجي، «لم يسمع ما يدل على تراجع الفرنسيين عن مبادرتهم»، مشيرة إلى أن «باريس تتعامل معه كمرشح رئاسي وليس فقط كمسؤول سياسي مسيحي». وأكّدت أن «كل الأجواء الغربية تؤكد أن الفرنسيين لم يبدلوا موقفهم لاقتناعهم باستحالة وصول رئيس لا يوافق حزب الله عليه»، وأن «لودريان مكلّف بمتابعة المهمة، ومحاولة إقناع الأطراف اللبنانية الرافضة بصوابية الطرح الفرنسي، وإن بأسلوب جديد». ولفتت إلى أنه رغم «اعتراض بعض القوى الخارجية على السياسة الفرنسية، إلا أن أحداً منها لا يضع لبنان ضمن أولوياته، على عكس الفرنسيين».
وأشارت المصادر إلى أنّ «ما نتج عن جلسة 14 حزيران ثبّت وقائع جديدة في المشهد الرئاسي أهمّها سقوط ورقة المرشح جهاد أزعور، إذ لم يُسجّل بعد الجلسة إصرار أي من المتقاطعين عليه، سوى موقف مُعلن من جعجع». وقالت إن «المشهد في بيروت يرسّخ القناعة بأنّ الرئيس الفرنسي لم يتنازل عن دعم فرنجية، فيما يُسجّل صمت سعودي متواصل، وضعته المصادر في إطار «التريّث» الذي يبديه ولي العهد محمد بن سلمان قبل اتخاذ القرار النهائي في الشأن اللبناني، وهو قرار له متعلقات تتصل بالعلاقة الآخذة في التطور مع إيران وسوريا.
وتقاطعت المعلومات على أن المسؤول الفرنسي «كان داعياً للحوار والتوافق من أجل الخروج من الأزمة». وهو، وبحسب مصادر سياسية بارزة، أكّد ذلك في اجتماعه الأول مع رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي «قدّم شرحاً مطوّلاً عن أسباب دعم الثنائي لفرنجية، وعن مسار جلسات الانتخاب». وهو ردّ على دعوة لودريان له إلى المبادرة بالدعوة للحوار، أنه «سبقَ أن فعلت ذلك سابقاً عندما كانت كتلتي النيابية تصوّت بورقة بيضاء، لكنني اليوم أصبحت طرفاً». ونقل زوار بري عنه أن الموفد الفرنسي «أكد الحاجة إلى «توافق فعلي» وأن الأمر لا يتعلق بالرئاسة فقط، بل بكل الملفات العالقة في لبنان، وأنه سيعود إلى بيروت مجدداً وستكون له زيارات متعددة.
وفيما يبدو حزب الله كمن يتعامل مع الملف الرئاسي «على البارد» مراهناً على تبدّل مواقف بعض المتردّدين أو «المتقاطعين السابقين»، أكّدت مصادر مطّلعة على موقف الحزب، أنه لا «يعتبر أي دعوة إلى الحوار مسبوقة بشروط معينة من قبيل تخليه عن دعم فرنجية، قائمة أو جدية، وبالتالي فهو لن يتجاوب معها باعتبارها لزوم ما لا يلزم». إلا أن الحزب لا يوفّر أي فرصة لفتح قنوات اتصال وحوار مع أي طرف داخلي، سواء أكان من النواب المستقلين أم المتقاطعين أم غيرهم، بغية شرح موقفه وموجبات تمسّكه بدعم ترشيح زعيم «المردة»، وهذا ما يعكف عليه منذ ما بعد جلسة 14 حزيران. وتشير المصادر إلى أن الحوار الحاصل مع الجميع لا يتضمن «شرط» البحث عن التخلي عن دعم فرنجية، بل في القواسم المشتركة التي قد يتم التوصّل إليها في الملف الرئاسي، خصوصاً أن نقطة التحوّل في مشهد الاصطفافات الداخلية قد تبدأ من كتلة اللقاء الديمقراطي (8 نواب) والنواب المحسوبين على رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري (8 نواب)، وهؤلاء ينتظرون قراراً سعودياً واضحاً.
لقاء ودود مع باسيل ومطوّل مع حزب الله وتخصيص فرنجية بغداء عمل
وبينما تضمن جدول أعمال لودريان أمس لقاء مع النائب فيصل كرامي ممثلاً تكتل «التوافق الوطني»، أعلن النائب سجيع عطية أن النائب أحمد الخير سيلتقي لودريان ممثلاً كتلة «الاعتدال» واللقاء النيابي المستقل. وعلمت «الأخبار» أن هذا الموضوع سبّب إشكالية بعدَ أن طلب الفرنسيون النائب الخير بالاسم، لكن أعضاء الكتلة اعترضوا وطلبوا أن يضم الوفد أكثر من نائب، بينما أصرّ الجانب الفرنسي على أن يكون هناك نائب وحيد. وعُلِم أن لودريان لن يلتقي نواب «التغيير» معاً، إنّما حدّد لكل منهم موعداً لمدة نصف ساعة، والجميع أكّد حضوره. ووفق مصادرهم «كان لهذا الترتيب وقعه الإيجابي على معظمهم، لجهة تفضيل لقاء الرجل على انفراد، للتحدّث بحرّية»، خاصة أنّهم باتوا في صورة أنّ اللقاء هو للاستماع إلى وجهات النظر المختلفة، وأن لودريان سيكون مستمعاً فقط».
إلى ذلك لفت غياب الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط عن جدول أعمال لودريان، وهو أمر أعادته مصادر مطّلعة إلى علاقة متوترة مع الرجل. وكشفت المصادر أن «جنبلاط استاء كثيراً من لودريان الذي زار بيروت في تموز 2020 ولم يدرجه على برنامج الزيارات بينما التقى مسؤولين في المجتمع المدني»، ولعلّ هناك من نصح المسؤول الفرنسي بعدم طلب لقاء هذه المرة بسبب موقف جنبلاط والاكتفاء بالاجتماع مع كتلة «اللقاء الديمقراطي» برئاسة تيمور جنبلاط.
اللواء
مهرجان الصيف الرئاسي: لودريان يبحث عن الإصلاحات والمتغيِّرات
بكركي تبلِّغ الموفد الفرنسي رفض رعاية الحوار.. ومصير مرحلة ما بعد سلامة بمتابعة الخزانة الأميركية
أربع جمل مفتاحية تختصر وتضيء على مهمة الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان في بيروت، والتي سجلت يوماً ثابتاً، حفل باستعراض فضفاض للمواقف، بدءاً من السراي الكبير، حيث التقى الرئيس نجيب ميقاتي، إلى بكركي حيث اختلى مع الكاردينال الماروني مار بشارة بطرس الراعي، الى معراب حيث عرين رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، فإلى البياضة حيث كشف رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل ان صفحة التسوية التي تبنتها فرنسا وقضت بترئيس الوزير السابق سليمان فرنجية وتخصيص رئيس الحكومة للقاضي في المحكمة الدولية نواف سلام قد سقطت، والباقي كان في قصر الصنوبر، اذ هناك اولم على شرف فرنجية، والتقى رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد ونواب ورؤساء الخ..
الجمل الأربع هي:
1 – لا احمل مبادرة فرنسية.
2 – مهمتي استشكافية استطلاعية.
3 – أحضّر لسلة من الاصلاحات.
4 – الحل بيد اللبنانيين.
وبتفصيل كل جملة، تكون الخلاصة ان لا جديد في المشهد، سوى تعبئة الفراغ، او الدخول في مشاهدة مهرجان (Festival) الصيف الرئاسي، حيث يحلّ لودريان زائرا لمرات ومرات بحثاً عن الاصلاحات التي يعكف على إعدادها، او البحث عن المتغيرات والتحولات، سواء في ما خصَّ هوية الرئيس وما يسميه، وامكانية السير بفترة استرضاء طويلة، مع حكومة تصريف الاعمال، قبل العثور على تقاطعات دولية، بدءاً من اللجنة الخماسية الدولية الى الكتل المتخاصمة، والرافضة الالتقاء عند منتصف الطريق، مع قرب انتهاء ولاية حاكم مصرف لبنان رياض سلام، ومَن سيتولى قيادة الجيش عند احالة العماد جوزاف عون الى التقاعد حكماً، ما لم يصر الى التمديد له او استدعائه من الخدمة في ظل عدم وجود رئيس للاركان يتولى قيادة الجيش، وهو بحاجة الى ملء هذا المركز الشاغر، مع اعضاء في المجلس العسكري، حتى يكتمل عدده.
وفي هذا الاطار، تحدثت مصادر عن اجتماع قريب للمجلس المركزي في مصرف لبنان للبحث في مصير التعاميم 151 و161 و158، وكيفية احتساب الـ400 دولار باللبناني، وفقا للتعميم الأخير، وذلك بحضور سلامة لإيجاد قواعد عمل تكمل ما بدأه سلامة او تسير في اجواء اخرى، مع الخلاف الحاصل داخل المجلس، والذي كان يضبط وقائعه سلامة، لا سيما في ما خص سعر «صيرفة» او بقاء المنصة او إلغائها مع السعي الى توحيد سعر الصرف انسجاماً مع رغبة صندوق النقد الدولي..
وعلمت «اللواء» ان التحضيرات الجارية لمرحلة ما بعد رياض سلامة تتم بمتابعة وزارة الخزانة الاميركية، بما في ذلك تعزيز العلاقة مع نائب الحكم الاول وسيم منصوري، الذي ينص قانون النقد والتسليف بتولي صلاحيات الحاكم في حال شغور منصبه.
واشارت مصادر سياسية إلى أن خلاصة لقاءات لودريان مع المسؤولين والسياسيين الذين التقاهم حتى الان، بأنه لا يحمل اي مبادرة او طروحات فرنسية جديدة او بديلة عن المبادرة التي تم فيها دعم ترشيح فرنجية للرئاسة وسلام لرئاسة الحكومة، ولفتت الى انه لم يتطرق الى المبادرة المذكورة، لا من قريب اوبعيد، وحرص في بداية كل لقاء على طرح سؤال واحد على من يلتقيهم، وهو كيف يمكن الخروج من الازمة الخطيرة التي يتخبط فيها لبنان حاليا، وما هي الحلول الممكن مقاربتها، وتلقى قبولا من كافة الاطراف، لان البديل لحل الازمة، مزيد من انهيار وضعف المؤسسات والادارات العامة، وبالتالي تزداد الامور سوءا، ويصعب على الدول والمؤسسات المالية الدولية مساعدة لبنان للخروج من ازماته.
وشددت المصادر على ان اسئلة عديدة تتفرع من السؤال الوحيد الذي يطرحه لودريان على محدثه، ومن هذا السؤال تتفرع باقي الأسئلة التي تغطي كافة جوانب الاوضاع والازمة الراهنة، وكان حريصا على تدوين كل الملاحظات والافكار التي سمعها، واكد أكثر من مرة ان مهمته هي للتأكيد على حرص فرنسا على مساعدة لبنان، وان تشارك كل الاطراف من دون استثناء في صياغة الحلول المطروحة ضمن القواسم المشتركة التي تجمعها، والتي برأيه كفيلة في تقريب وجهات نظر الاطراف السياسيين من بعضهم البعض،برغم الانقسام الحاصل حاليا.
ونفت المصادر ان يكون الموفد الفرنسي قد طرح اسما معينا لاحد المرشحين للرئاسة، ولكنه استمزج بعض من التقاهم، عن مواصفات الشخصية التي يمكن ان تلاقي قبولا من معظم الاطراف السياسيين ، ويتم التحاور حولها، للخروج من مأزق الفراغ الرئاسي، ملمحا مرارا على وجوب ان يكون حل الازمة متكاملا، ولكنه لم يتطرق الى موضوع تنظيم مؤتمر جديد على غرار مؤتمر الدوحة او ما شابه،بل كان تركيزه منصبا على تحديد القواسم المشتركة والتي من خلالها تحل الكثير من المشاكل، ويمكن ايضا التحاور بين اللبنانيين انفسهم في وقت لاحق للمباشرة بالخروج من الازمة الحالية.
واعتبرت المصادر ان باكورة مهمة الموفد الفرنسي، هي في قول جعجع، ان الحوار ضروري ونحن مستعدون للاتفاق على مرشح، ما يعني التخلي عن ترشيح الوزير السابق جهاد ازعور، بينما كان باسيل قد مهد لهذا الطرح قبل ايام، وتكون النتيجة استعمال ترشيح ازعور من قبل الطرفين للعبور إلى الطرح الجديد، وليس إلى انتخابه رئيسا للجمهورية.
بكركي ترفض
وفي تطور متصل بموضوع الجهة التي سترعى الحوار، في حال تم التوصل الى التفاهم حوله، كشف مصدر مطلع على موقف بكركي ان البطريرك الراعي ابلغ الموفد لودريان، في الخلوة بينما انه لن يقبل دعوة الرئيس بري لرعاية الحوار، وبالتالي فالحوار يجب ان يجري داخل مجلس النواب، الذي يتعين عليه انتخاب رئيس الجمهورية.
لودريان في اليوم الثاني
وفي اليوم الثاني، لمهمته في بيروت، استأنف الموفد الرئاسي الفرنسي لودريان لقاءاته في بيروت امس، والتقى الرئيس ميقاتي وعدداً من رؤساء الاحزاب والكتل النيابية والمرشح الرئاسي المعلن رئيس تيار المردة سليمان فرنجية والمرشح غير المعلن رسمياً الوزير الاسبق زياد بارود. وتكشفت بعض المعلومات عن «اللقاءات الاستطلاعية» التي اجراها لمعرفة سبب وصول الإستحقاق الرئاسي الى حدّ الاستعصاء من دون ان يحمل مبادرة او مشروع حل لأزمة الشغور الرئاسي كما لم يحمل اسماء مرشحين تقترحهم للرئاسة.. وبدا من النتائج الاولية لتحرك الدبلوماسي الفرنسي ان لا بوادرحل قريب لا سيما وان لودريان وعد بالعودة الى بيروت بعد نحو شهر، ما يعني إطالة ازمة الشغور الى ما بعد المشاورات التي سيجريها لودريان في باريس وبعد اجتماع «اللقاء الخماسي العربي-الدولي في تموزالمقبل.
وأكد مطلعون على تحرك لودريان لـ «اللواء»، انه خلال لقاءاته مع ميقاتي والبطريرك الراعي ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل وفرنجية لم يحمل افكاراً جديدة ولا خطة عمل واضحة ومفصّلة ولا اسماء محددة لرئاسة الجمهورية، لكنه استمع الى ما لدى مضيفيه من اراء وشرح وتحليل للوضع وتبادل معهم الاراء حول سبل الخروج من ازمة الشغور الرئاسي. وطرح عدة اسئلة حول مجريات جلسة المجلس الانتخابية يوم الاربعاء الماضي، واسباب عدم حصول حوار او توافق، والمواقف من المرشحين للرئاسة.
واوضحت المصادر ان لودريان لم يطرح حلولاً واضحة في زيارته الحالية لبيروت، لكنه سيقوم بزيارة اخرى خلال شهر او زيارتين يطرح خلالها خطة عمل او خريطة طريق للخروج من الازمة، بعد التشاور مع القيادة الفرنسية و«بعد تحريك المياه الراكدة» حسبما اكدت المصادر. واشارت الى أن الزيارات كانت للإستماع الى المواقف مباشرة من اصحابها برغم من ان السفيرة غريو تعرف كل التفاصيل وتضع الرئاسة والخارجية الفرنسية في صورتها تباعاً، وبهذا المعنى فزيارة لو دريان لم تكن استطلاعية بالمعنى الحرفي للكلمة.
وفي خلال الاجتماع جرى عرض مفصل للوضع في لبنان وللمساعي التي تقوم بها فرنسا لحل الازمة السياسية، حيث شدد رئيس الحكومة على «أن المدخل الى الحل يكمن في انتخاب رئيس جديد».
واشار الى ان الحكومة انجزت المشاريع الاصلاحية المطلوبة ووقعت الاتفاق الاولي مع صندوق النقد الدولي، وان اقرار هذه المشاريع في مجلس النواب يعطي دفعا للحلول الاقتصادية والاجتماعية المرجوة».
أما الموفد الفرنسي لودريان فأكد «أن الهدف من زيارته الاولى للبنان استطلاع الوضع سعيا للمساعدة في إيجاد الحلول للأزمة التي يمر بها لبنان، والبحث مع مختلف الاطراف في كيفية انجاز الحل المنشود».
ومن السراي، انتقل لودريان الى الصرح البطريركي في بكركي للقاء الراعي، ترافقه السفير الفرنسية.وقال بعد اللقاء: أنّ الرّئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مصرّ على تقديم المساعدة المطلوبة للبنان. وسأتواصل مع كل الفرقاء اللبنانيين للخروج من الأزمة، وسأسعى إلى وضع أجندة إصلاحات توفّر الأمل لإخراج لبنان من أزمته، ولا أحمل أي طرح لكنني سأستمع الى الجميع، والحل في الدرجة الأولى يأتي من اللبنانيين.
اضاف: هي زيارة اولى ستلحقها زيارة اخرى الى لبنان للخروج من المأزق والحل يأتي من اللبنانيين وفرنسا ستبقى حاضرة دائما.
كما التقى جعجع لودريان في المقر العام للحزب في معراب، ترافقه غريو في حضور النواب ستريدا جعجع، جورج عقيص وبيار بو عاصي، رئيس جهاز العلاقات الخارجيّة في الحزب الوزير السابق ريشار قيومجيان.
وقال جعجع بعد لقائه لودريان: جولة الموفد الفرنسي استطلاعية مئة بالمئة، ولودريان لا يحمل في جعبته اقتراحاً للاستحقاق الرئاسي، والحوار تطرق الى الاقتراحات المتاحة في هذا الاتجاه كما وجّه الموفد الفرنسي بعض الأسئلة حول جلسة 14 حزيران بالإضافة إلى أين نحن ذاهبون في ظل الفراغ الرئاسي . وهو مُرحّب به مثل أي موفد أجنبي آخر، لكنّ المسألة الرئاسية مرتبطة بالداخل والنواب والكتل في البرلمان.
وعن إمكانية إحياء المبادرة الفرنسية التي رشحت سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية؟ قال جعجع أن هذه المرحلة باتت من الماضي، وأنها صفحة وانطوت، كما أن الموفد الفرنسي لم يأتِ أبداً لإقناعنا بفرنجية أو بمرشح آخر.
وذكرت اوساط شاركت في اجتماع معراب ان «لا افضليات لفرنسا في الملف الرئاسي وهي مستعدة للقيام بوساطة بين الافرقاء اللبنانيين، لكن الحل يجب ان يكون لبنانيا والموفد الفرنسي مدرك لصعوبة المهمة».
واستقبل لودريان فرنجية في قصر الصنوبر على مائدة غداء، بحضور السفيرة الفرنسية آن غريو والنائب طوني فرنجيه والوزير السابق روني عريجي وكان اللقاء إيجابيا وجرى حوار بناء للمرحلة المقبلة.
وكتب فرنجية عبر حسابه على تويتر: نشكر وزير الخارجية الفرنسي السابق جان إيف لودريان وسفيرة فرنسا لدى لبنان آن غريو على دعوتهما الكريمة. اللقاء كان إيجابياً والحوار بناء للمرحلة المقبلة.
كما اجتمع الى رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل عند الرابعة في البياضة، وكشفت عضو تكتل لبنان القوي النائبة ندى البستاني: ان اللقاء دام اكثر من ساعة والأجواء جيدة وهو جاء مستطلعاً، وأن المرحلة السابقة طويت. وان لودريان سمع من باسيل أن انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان لا يكون إلا نتيجة توافق بين المكونات السياسية.
وذكرت أنّ رئيس التيار تبلّغ من لودريان «أن المرحلة السابقة طويت وأن مرحلة جديدة بدأت من خلال جولته، وان الاساس يبقى الحوار اللبناني- اللبناني».
بدوره أكد باسيل «ان انتاج رئيس لا يمكن ان يكون الا نتيجة توافق بين جميع اللبنانيين حول الشخص والبرنامج، على ان يتم لاحقا طلب الدعم الدولي لتنفيذ البرنامج. وقد توقف لودريان بايجابية عند ما قاله باسيل».
واستقبل لو دريان الوزير السابق زياد بارود مساء في السفارة الفرنسية، ووفدا من حزب الله برئاسة رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد.
ويواصل لودريان اجتماعاته اليوم بلقاءات مع كتل ونواب مستقلين. ومنهم كتلة اللقاء الديموقراطي بعد الظهر، و«كتلة الاعتدال الوطني»، ورئيس «تيار الكرامة» النائب فيصل كرامي مساء الجمعة، ممثّلاً تكتّل «التوافق الوطني»، والتكتل الوطني المستقل»، وكتلة تجدد الساعة العاشرة صباحاً. على ان تكون هناك لقاءات فردية وأخرى جماعية، وقد تشمل سفراء « اللقاء الخماسي العربي- الدولي» في لبنان.
لكن علمت «اللواء» ان الدعوة لم توجه الى كل نواب «مجموعة التغيير» ومنهم النائبان ملحم خلف ونجاة صليبا برغم اعتصامهما 155 يوما في قاعة المجلس والمواقف التي يعلنانها، بل الى عددٍ منهم وسيكونون الساعة الواحدة من ظهر اليوم الى مائدة غداء لودريان.(اعتذر النائب مارك ضو عن الحضور بسبب سفره خارج لبنان).
وقالت النائبة «في مجموعة التغييير» بولا يعقوبيان لـ«اللواء»: ان نصف اعضاء المجموعة او اكثر سيلتقوا لودريان (في موعد واحد)، وبرأيي ان الزيارة لم تكن استطلاعية لأن لفرنسا سفارة كبيرة ونشيطة في لبنان و«لبنانيون كثر يتبرعون بإرسال التقارير اليها»، وهي بالتالي ليست بحاجة الى معرفة مواقف الاطراف عبر موفد رئاسي. لكن فرنسا تحاول البحث عن حل ما، واعادة العلاقة الى طبيعتها مع بعض الاطراف التي رفضت المبادرة الفرنسية السابقة (فرنجية مقابل نواف سلام) وابدت عتبها على باريس.
وكشفت عن ان مرشح فريق المعارضة والتيار الوطني الحر لرئاسة الجمهورية الوزير السابق جهاد ازعور تلقى اتصالا فرنسياً لتحديد موعد اجتماع مع لودريان الموجود، فابلغهم ازعور انه خارج لبنان، وهو الان في واشنطن، وبناء عليه، تم الاتفاق على تحديد موعد لاحق بين الطرفين.
وكان من ابرز المواقف السياسية امس، ما قالته كتلة «الوفاء للمقاومة» في بيان اثر اجتماعها الدوري من «وجوب تداعي اللبنانيين للحوار في ما بينهم وتفترض أنهم المعنيون أساساً بمباشرة ذلك، بغية التوصل إلى جوامع مشتركة تضع حدّاً لأزمة الشغور الرئاسي في البلاد. وإنّ الدور الذي يمكن أن يؤديه بعض الأصدقاء للبنانيين، سواء كانوا إقليميين أم دوليين، هو في الحقيقة دورٌ مساعدٌ ننظر إليه بإيجابيّة، خصوصاً حين يعبّر عن حرصٍ واضحٍ على المصالح المشتركة مع لبنان والتي لا بدّ من تفاهم اللبنانيين وتشاركهم لتحقيقها وتطويرها .
عشاء البخاري
على صعيد متصل، اقام السفير السعودي في بيروت وليد بخاري عشاءً تحت عنوان «الديبلوماسية المستدامة»،مساء امس في فندق «فينيسيا:، دعا إليه عدداً من سفراء الدول العربية والإسلامية، من ضمنهم السفير الايراني مجتبى أماني والقائم بأعمال السفارة السورية علي دغمان. في الإطار، لبَّى وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب دعوة سفير المملكة العربية السعودية وليد البخاري إلى عشاءٍ حضره أكثر من 60 رئيس بعثة دبلوماسية عربية وأجنبية وممثلي منظمات، بما في ذلك سفير روسيا والقائم الاعمال الاوكراني.
وفي هذه المناسبة، ألقى الوزير بوحبيب كلمة تناول فيها العلاقة التاريخية بين لبنان والمملكة السعودية.
قال فيها: «في البداية الشكر لسعادة سفير المملكة العربية السعودية وليد البخاري على هذه الدعوة الكريمة وهذه اللفتة الطيبة. انها تكريم للبنان، وبالأخص لوزارة الخارجية والمغتربين، كما أرحّب وأشكر الزملاء رؤساء البعثات الدبلوماسية والمنظمات الدولية الحاضرين وكافة الزملاء الدبلوماسيين والأصدقاء».
الى ذلك، أكدت مصادر في السفارة السعودية ان «لا علاقة لحفل العشاء بزيارة لودريان الى لبنان، ولا بالموضوع الرئاسي لا من قريب ولا من بعيد؛.
التجديد للطوارئ
من جهة ثانية، اجرى وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب سلسلة لقاءات ديبلوماسية حيث بحث على التوالي مع كل من سفيرة سويسرا لدى لبنان ماريون ويشلت، وسفير الصين تشيان مين جيان العلاقات الثنائية إضافة الى موضوع التجديد المرتقب لعمل قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان (اليونيفيل) خصوصا وان الوزير بو حبيب سيبعث برسالة الى مجلس الامن يطلب فيها تجديد مهام اليونيفيل لسنة جديدة حتى نهاية العام 2024.
تربوياً، سجل قرار الحكومة امس الاول الغاء امتحانات البريفية تفاعلاً خطيراً، ووسط حديث عن قطبة مخفية خلف القرار، أشار الأمين العام للمدارس الكاثوليكية الأب يوسف نصر الى أن وزير التربية لم يكن على علم بقرار إلغاء امتحانات الشهادة المتوسطة بحيث تم اعلام المدارس في اجتماع قبل يومين بأن الامتحانات ستحصل في موعدها، مؤكدًّا ان من الواجب التوقف على تداعيات هذا الغاء، ومعرفة الحقيقة التي دفعت مجلس الوزراء الى هذا القرار. وقال «لم نكن على اطلاع بتفاصيل واقع المراقبين والواقع المرير الذي تمرّ به الوزارة، ولكن نرفض اخذ هذا الموضوع حجة لإلغاء الإمتحانات».
وقال الوزير عباس حلبي: من طرح جدول الاعمال وبغض النظر عن اي اعتبار تربوي، قيل لنا ان القوى الامنية قد لا تكون جاهزة لتأمين هذه العملية، متسائلاً كيف يمكن ان لا يتأمن أمن شهادة البريفية، فيما تستطيع القوى الامنية تأمين شهادة الثانوية العامة؟
COMMENTS