اللواء
حرب «مواقع» في الجنوب.. والاحتلال يُبعد السكان إلى ما وراء المستعمرات
«الميدل إيست» تخفِّض عدد الرحلات.. واهتمام عسكري أميركي بالوضع اللبناني
بين «الصواريخ الموجَّهة» ورسائل المسيرات المشفرة من اليمن الى العراق تنتظر شاحنات المساعدات الانسانية عند معبر رفح من الجهة المصرية، ومن هناك ناشد الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتريش اعلان هدنة انسانية غير مشروطة. وتنعقد في مصر اليوم قمة السلام، والتي دعي اليها اكثر من 32 دولة في المنطقة، وهذا المشهد، يتابعه لبنان الرسمي والسياسي، وسط حركة نزوح داخلية، تتوزع بين البقاء في القرى الامامية نهاراً، والمبيت لدى من يوفر هذه الامكانية في القرى الأبعد عن خطوط النار..
وحضر موضوع القمة التي تستضيفها مصر اليوم، بين رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي والسفير المصري في بيروت ياسر علوي، الذي نقل إليه ظروف الدعوة إلى «قمة القاهرة للسلام»، وعدم دعوة لبنان إليها، بسبب شغور موقع الرئاسة الأولى.
ومع تصاعد المواجهة العسكرية في الجنوب، على طرفي الحدود، وبدء اسرائيل اخلاء المستوطنات الحدودية لكريات شمونة من السكان، تحسباً للاشتباكات مع حزب الله، مع دخول اسلحة جديدة الى المعارك، واقتصارها لتاريخه على الحرب العسكرية، التي تستهدف الثكنات والجنود من المواقع، بقيت الحركة الدبلوماسية الدولية باتجاه لبنان قائمة على قدم وساق، وأجرت وزيرة الخارجية الألمانية آنالينا ببريون محادثات مع وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال عبد الله بوحبيب، ثم مع الرئيس نجيب ميقاتي، وتم التطرق الى اهمية استمرار الاستقرار في لبنان، ودور اليونيفيل في الحد من التوترات في الجنوب وأهمية بقائها في اطار المهمة المكلفة بها بشأن القرار 1701.
بالتزامن، حضرت المواجهات في الجنوب بين قائد الجيش العماد جوزاف عون ووفد من مساعدي اعضاء الكونغرس الأميركي بحضور ملحق الدفاع الاميركي العقيد Aimee Mowry، وتناول البحث في اوضاع المؤسسة العسكرية، التحديات التي تواجهها، اضافة الى التطورات على الحدود الجنوبية.
وحول المشهد الداخلي، قالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن صعوبة التخمين بما قد تحمله التطورات على الجبهة الجنوبية تسود بين الأوساط السياسية والشعبية، ولاحظت أن الأيام المقبلة قد تشهد تعزيزا للاجراءات التي تحمل الطابع الطارئ بفعل الهاجس من الحرب، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن قيادة «حزب الله» تلتزم الصمت على أن أي كلام موسع يدلي به الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في التوقيت الذي يراه مناسبا.
ورأت أن الجميع يواصل عملية الرصد للاحداث المتسارعة في غزة والجنوب إنما ما من احد قادر على تقديم صورة واضحة عما ستؤول إليه.
وأكدت أن حكومة تصريف الأعمال قد تعمد الى توسيع إجراءاتها إذا كانت الحاجة تدعو إلى ذلك لاسيما ما يتصل بالتحرك على الأرض وسط العمل على ابقاء الجهوزية تامة.
الميدل إيست: تخفيض الرحلات
وفي خطوة احترازية، عزتها للظروف التي تمر بها المنطقة، قررت «الميدل ايست» (MEA) تخفيف عدد رحلاتها، وإعادة جدولتها ابتداء من فجر غد الاحد، مع تأكيد الحرص على مهمتها ودورها كجسر تواصل بين لبنان والخارج.
وأعلن رئيس مجلس إدارة شركة «طيران الشرق الأوسط» محمد الحوت أننا «تلقينا إشارة الغاء التأمين ويسري مفعولها يوم الأحد وشركات التأمين سمحت لنا بتسيير رحلات مع خفض التأمين بقيمة 80%». وأكد الحوت أنه «لا يوجد لدينا معلومات حول إستهداف المطار وكل المعطيات التي وصلتنا تؤكد أن التصعيد جنوباً سيبقى ضمن قواعد الإشتباك». وتابع: «سنصدر جدول رحلات ديناميكي لكي نؤمن أغلبية المسافرين للوصول الى وجهاتهم».
وحول الاستعدادات لملء الفراغ المرتقب في المؤسسة العسكرية، يجري درس جدوى ومستلزمات رفع سن التقاعد للضباط الكبار في الجيش اللبناني، باضافة سنة للعميد واللواء، مع البحث عن الحلول القانونية لملء الشواغر في الجيش، اذا بقي الملف الرئاسي مستعصياً على المعالجة.
اليوم الـ14
وشهدت محاور «حرب المواقع» عبر القصف الصاروخي والمدفعي بين «حزب الله» واسرائيل، والفصائل التي التحقت بالمواجهات الجارية، منذ اسبوعين.
وقصف حزب الله موقع هرمون الاسرائيلي ومواقع العدو في مزارع شبعا المحتلة وتلال كفرشوبا صباحاً، وبعد الظهر استهدف الجيش الاسرائيلي محيط السياج الشائك في وادي هونين قرب حولا.
وليلاً قصفت المدفعية الاسرائيلية خراج بلدتي عيتا الشعب ورميش.
وكانت المقاومة الاسلامية قصفت قوة مشاة اسرائيلية قرب ثكنة براينت، ردا على استهداف الصحافيين والاعتداء على المدنيين.
وفي موقف هو الاول من نوعه، نشر خوري القليعة الحدودية ربيع شويري بيان استنكار لقصف اسرائيلي تعرضت له البلدة، جاء ردا على الصواريخ التي انطلقت من المكان المقصوف، داعيا القوى الامنية للحفاظ على الاستقرار، ومنع القصف من داخل القرى، واتخاذ السكان دروعاً بشرية.
وليلاً، وسَّعت طائرات الاستطلاع الاسرائيلي تحليقاتها من المنطقة الحدودية الى صيدا وجوارها وصولاً الى اقليم الخروب وبيروت.
البناء
ثنائية فتح معبر رفح وإطلاق الرهائن الأميركيين والأجانب بوساطة قطرية
جمعة نصرة غزة: طوفان شعبي عربي… والقاهرة تهتف لنصرالله لقصف تل أبيب
المقاومة تستهدف ثكنة غرانيت وتوسع مدى عملياتها أفقياً وعمقاً وتربك الاحتلال
تتواصل عمليات القصف الإجرامي بحق المدنيين في غزة، بينما تتعثّر سياسياً مساعي حكومة بنيامين نتنياهو في تسويق مشروع تهجير سكان غزة الى صحراء سيناء، كما تتعثر عسكرياً محاولات تحديد الساعة الصفر لبدء الهجوم البري الذي جرى التبشير بالبدء به كل يوم منذ عشرة أيام، ثم يتمّ اختراع الأعذار لتبرير التأجيل. ومن يوم إلى يوم لم يبق عذرٌ لم يتم استخدامه والعملية لم تبدأ بعد. وفي قلب هذه المراوحة يبدو أن واشنطن التي تقف بقوة وراء حكومة الاحتلال ليست مضطرة أن تضبط إيقاع حركتها على ساعة حكومة الاحتلال المأزومة، فبدأت تعدل روزنامة عملها، تحت تأثير الشارع الأميركي المهتم أكثر بمصير الرهائن الأميركيين من عملية طوفان الأقصى، أكثر من اهتمامه بما ترغب به حكومة الرئيس الأميركي جو بايدن، برؤية انتصار كيان الاحتلال، خصوصاً مع ظهور شارع عربي بشراكة واسعة من اليهود يقف متضامناً مع غزة والشعب الفلسطيني، وامتداد تأثير هذه الموجة في الرأي العام الى داخل الحزب الديمقراطي بقوة. والتموضع الأميركي وجد في فتح قنوات التفاوض مع قوات القسام بوساطة قطرية جواباً على ما يسعى إليه، وبرزت بصورة لافتة ثنائية معبر رفح والرهائن، إفراج جزئي بإفراج جزئي.
في الشارع العربي الذي شهد حشوداً ضخمة أمس، الجمعة، حيث امتلأت العواصم والمدن العربية بمئات آلاف المتظاهرين، كان الحدث مصرياً، سواء لجهة الحشود التي توزّعت بين الأزهر الشريف وشوارع القاهرة والاسكندرية والجامعات الكبرى، او لجهة الشعارات والهتافات التي تعكس نبض الشارع المشتعل مع غزة وفلسطين، لكن اللافت كان تكرار التظاهرات لهتافات تناشد السيد حسن نصرالله قصف تل أبيب، حيث تردّد شعار، «يا نصرالله يا حبيب اضرب اضرب تل أبيب».
على جبهة الحدود اللبنانية الجنوبية، واصل حزب الله عملياته المقاومة، وواصلت العمليات خطها التصاعدي، وكان الأبرز الهجوم الذي استهدف قاعدة غرانيت وسقط فيه ثلاثة قتلى وأربعة جرحى لجيش الاحتلال، وبدا أن الحزب يوسّع مدى عملياته أفقياً لجهة شمولها طول الجبهة، وعمقاً لجهة توسع العمق حتى بلغ ستة كيلومترات بدلاً من القشرة الحدودية، بينما بدا جيش الاحتلال مرتبكاً عاجزاً عن المواجهة، غير راغب بالتصعيد خشية الانزلاق إلى حيث لا يريد.
وأعلن الإعلام الحربي في حزب الله، أنّه «ردًا على استهداف الصحافيين والاعتداء على المدنيين الذي وقع قرب موقع العباد يوم الخميس وأدّى إلى استشهاد الشاب عبدالله ربيع البقاعي، قام مجاهدو المقاومة الإسلامية باستهداف قوة مشاة إسرائيلية قرب ثكنة برانيت بالصواريخ المناسبة وأوقعوا فيها عدة إصابات أكيدة بين قتيل وجريح».
وأكدت مصادر ميدانية لـ”البناء” سقوط 3 قتلى وعدد من الجرحى في حصيلة غير نهائية حتى منتصف ليل أمس.
وفي التفاصيل أن جيش الاحتلال لم يستطع إخلاء قتلاه بعد استهداف المقاومة لقوة مشاة إسرائيلية وعند اقتراب دبابة لسحبهم تمّ ضربها بشكل مباشر، وعمل لاحقاً على سحب القتلى والجرحى بمروحية عسكرية.
وحتى منتصف ليل أمس، كانت الاشتباكات مستمرّة على الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة مع لبنان مع استمرار إطلاق صواريخ الكورنيت باتجاه قوات الاحتلال.
وأشار خبراء عسكريون لـ”البناء” الى أن العملية التي نفذتها المقاومة مساء أمس، تفتح مرحلة جديدة من العمليات النوعية التي ستُربك وتُنهك جيش الاحتلال الذي يقاتل على طول الجبهة الشمالية ويتكبّد الخسائر البشرية الفادحة يومياً.
وأطلقت الدفاعات الجوية التابعة للمقاومة صاروخاً اعتراضياً فوق أجواء كفرشوبا. وتحدّث إعلام العدو أن التحقق جار حول تسلل مسيرات عبر الحدود الشمالية.
وردت قوات الاحتلال بقصف عدد من القرى والبلدات الجنوبية، وسقطت قذيفة قرب مركز للجيش اللبناني في رميش. كما اخترقت الطائرات الحربية المعادية الأجواء الجنوبية، فوق مدينة صور، وتوجّهت شمالًا مروراً بصيدا وبيروت.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية، عن تبادل إطلاق نار في موقعي “نتوعا” و”بيرنيت” في الجليل الأوسط، قرب لبنان.
وتحدّث جيش الاحتلال عن رصد قذيفتين أطلقتا من الأراضي اللبنانية بعد دوي صفارات الإنذار في مستوطنة المطّلة. كما زعم “استهداف مجموعة أطلقت صواريخ مضادة للدروع من لبنان في واقعة هي الرابعة من نوعها”.
وأفادت مصادر ميدانية “البناء” عن حالة رعب يعيشها جيش الاحتلال في الجبهة الشمالية، حيث نفّذ استنفاراً أمنياً واسعاً على طول الحدود من الناقورة إلى كفرشوبا. فيما أطلقت قيادة القطاع الغربي لـ”اليونيفل” في شمع صفارات الإنذار ونزل جنودها الى الملاجئ.
وكان مجاهدو المقاومة الإسلامية شنّوا طيلة يوم أمس سلسلة هجمات على مواقع العدو “الإسرائيلي” في مزارع شبعا المحتلة وتلال كفرشوبا، وهي: الرمثة، زبدين، الرادار، رويسات القرن ورويسات العلم، بالصواريخ الموجّهة والأسلحة المناسبة، كما استهدفوا تجمعًا لجنود العدو الصهيوني في ثكنة هونين المحتلة (راميم) وأوقعوا فيها إصابات مؤكدة، ومواقع هرمون وبركة ريشا وراميا بالصواريخ الموجهة والأسلحة المناسبة. كذلك، استهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية موقع العاصي مقابل بلدة ميس الجبل جنوب لبنان بالصواريخ الموجهة والأسلحة المناسبة.
وأعلنت وزارة الحرب في حكومة الاحتلال عن خطة لإجلاء سكان مستوطنة كريات شمونة القريبة من الحدود اللبنانية خوفاً من هجمات يشنها حزب الله.
ويتوقع الخبير في الشؤون العسكرية والاستراتيجية اللواء عبد الرحمن شحيتلي ارتفاع حدّة الاشتباكات بين حزب الله وقوات الاحتلال الإسرائيلي، مشيراً لـ”البناء” الى أن “دخول الحزب الحرب بهذه القوة والتكتيكات العسكرية والتصعيد التدريجي وكثافة العمليات يشكل ضغطاً كبيراً على جيش الاحتلال وقيادته السياسية، وبالتالي يخفف الضغط على المقاومة في غزة، والأهم أن قيادة الاحتلال ستقيم ألف حساب لخيار الدخول بعملية برية لاجتياح غزة تحسباً لتوسيع حزب الله حركته العسكرية في الجنوب”. ويعتقد شحيتلي بأننا في لبنان نسير على أوتوستراد يؤدي الى الحرب، ويقول: “إذا اندلعت الحرب مع لبنان فأول ست ساعات سيكون سلاح الجو الإسرائيلي خارج المعركة، لأن صواريخ حزب الله ستقصف كافة المطارات بـ”إسرائيل””.
ويُحذّر من الاحتمال الثالث الذي ستلجأ إليه حكومة الإحتلال، وهو جعل غزة أرضاً محروقة وغير قابلة للحياة، من خلال ضرب كل البنى التحتية، وبالتالي وضع مصر والأردن أمام الأمر الواقع بفتح الحدود للمهجّرين.
وبرأي شحيتلي فإن نتنياهو يخوض “حرب المصير” السياسي، ولا يستطيع إيقاف الحرب إلا بتحقيق نتائج حقيقية، وإلا فسيذهب الى المحاكمة. ويعتبر أن الأميركيين جاؤوا بعد كارثة 7 تشرين لكي يحموا الكيان من السقوط من أي خطوة متهوّرة قد يقدم عليها قادة الكيان. ويوضح أن الأميركيين لن يدخلوا بحرب لإنقاذ نتنياهو الذي يريد توريط أركان المعارضة والأميركيين لكي يتحملوا المسؤولية معه ولكي يتهرب من المحاكمة، ولذلك البارجة الأميركية في المتوسط تهدف لرفع معنويات القيادة الإسرائيلية وجيشها المنهار.
وأمس، تداولت مواقع التواصل الاجتماعي فيديو لشبّان مصريين يهتفون للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، خلال تظاهرة تضامنية مع قطاع غزة إثر الغارات الإسرائيلية العنيفة، حيث رددوا شعارات: “اضرب ضرب تل أبيب.. اضرب اضرب يا نصرالله” و”اسمع صوت الشعب الحر”.
الى ذلك، شدّد عضو المجلس المركزي في “حزب الله” الشيخ نبيل قاووق خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه “حزب الله” لأحد شهدائه حسين كامل المصري في حسينية بلدة برج الشمالي، على “ضرورة أن يعلم اللبنانيون جميعاً، أن العدوان على غزة هو عدوان على كل المنطقة، وأهداف العدوان على غزة تتجاوز حدود غزة والأهداف المعلنة، ولبنان في طليعة المستهدفين من هذه الحرب”. وأكد أن “كل طلقة وصاروخ وقذيفة تطلقها المقاومة في الجنوب، هي للدفاع عن لبنان أولاً، وكل من يدافع عن غزة في المنطقة إنما يدافع عن نفسه، لأن الكل في دائرة الاستهداف. وحزب الله علناً دون أي تردد وأي تأخير في الموقع المتقدّم في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية في الجنوب حماية لأهلنا ونصرة لغزة، ولن نعبأ بكل التهديدات الأميركية وغيرها، لأن الأميركيين يجب أن يعلموا أنه عندما يهدّدون المقاومة في لبنان، فإنهم يخطئون بالعنوان، لأنه ليس في قاموس المقاومة في لبنان شيء اسمه تهديدات. فنحن أهل الميدان والتاريخ يشهد أننا صناع هذا الانتصار”.
على صعيد آخر، لوحِظ تراجع حركة الطيران في مطار بيروت الدولي، وبعد الحديث عن إجلاء طائرات الى قبرص ودول أخرى، أوضحت شركة “طيران الشرق الأوسط“ في بيان، أنّ “بسبب الظّروف الّتي تمرّ بها المنطقة، ونتيجة تخفيض الغطاء التّأميني ضدّ مخاطر الحرب على الطّيران في لبنان، وبما أنّ شركة “طيران الشرق الأوسط” تسعى دائمًا إلى إبقاء جسر التّواصل بين لبنان والخارج، فقد عمدت الشّركة إلى تخفيض عدد رحلاتها وإعادة جدولتها ابتداءً من فجر يوم الأحد المقبل”. وأوضحت أنّ “بالنّسبة لليوم (السبت) فقد تمّ الإبقاء على جدول الرّحلات المعتاد، باستثناء الرّحلات التّالية الّتي تمّ إلغاؤها”.
سياسياً، اجتمع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي مع مفتي حاصبيا ومرجعيون القاضي الشيخ حسن دلي ووفد ضمّ رؤساء بلديات المنطقة، وتناول البحث الوضع الأمني في المنطقة ومعاناة الأهالي جراء العدوان الإسرائيلي على القرى والبلدات، إضافة الى بعض المطالب الخدمية الملحة. وفي خلال اللقاء نوّه رئيس الحكومة بصمود الأهالي في أرضهم رغم كل الصعوبات التي يعانون. وشدّد على أن الحكومة تقوم بكل الاتصالات الديبلوماسية والسياسية لمعالجة الأوضاع الراهنة ووقف العدوان الإسرائيلي، وبالتوازي فانها تقوم بإعداد خطة عملانية للطوارئ في حال حصول اي مستجدات. وأمل “أن تنجح الضغوط التي تمارس على العدو الإسرائيلي في وقف العدوان على غزة والانتهاكات الإسرائيلية المستمرة للأراضي اللبنانية”.
ديبلوماسياً، أشار وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال عبدالله بوحبيب الذي التقى عدداً من السفراء أمس، في الخارجية الى أنني “عبرت لسفراء دول النروج، الدنمارك، فنلندا، السويد وكندا عن قلق لبنان العميق إزاء استمرار العدوان على غزة لليوم الرابع عشر، وطلبت تدخّل دولهم من خلال الضغط على “إسرائيل” لوقف التصعيد”.
وأكد أن “تصاعد خطاب الكراهية والتحريض على العنف لن تسلم منه الدول الغربية”. ولفت خلال لقائه السفير البلجيكي في لبنان كوين فرفاك الى ان “اذا أصيب الشرق الاوسط بالبرد فستنتقل العدوى الى أوروبا”. وفي حديث لشبكة “سي. ان. ان” قال بوحبيب “لا نريد الحرب، ولكن ما يحدث في غزة سيحدّد كيف تسير الامور في المنطقة”.
وتواصل الحجّ الديبلوماسي الغربي الى لبنان، فقد جالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك على المسؤولين وقد التقت بوحبيب في وزارة الخارجية. وقال الوزير بوحبيب: “اتفقت مع وزيرة خارجية المانيا على أن حل الدولتين هو المدخل لمعالجة أسباب النزاع الحقيقي في غزة. نعوّل على تأثير ألمانيا في أوروبا والعالم وما خبرته من ويلات الحرب لوقف فوري لإطلاق النار والسماح لقوافل الإغاثة بدخول القطاع”. أضاف: “نحذّر من تداعيات هذا الصراع ليس فقط على أمن منطقتنا بل أيضاً”، على أمن أوروباً خصوصاً والعالم عموماً. ومن الخارجية انتقلت بيربوك الى السراي حيث استقبلها الرئيس نجيب ميقاتي.
الأخبار
قتلى للعدوّ على حدود لبنان… والمجازر مستمرّة في غزّة
غضب شعبي يواكب توسّع عمليات محور المقاومة
في ظل غضب شعبي عمَّ معظم العواصم العربية وعدداً من العواصم العالمية، واصل العدو عملياته الإجرامية في قطاع غزة بالتوازي مع استمرار المراوحة السياسية، فيما سُجّل دخول قافلة صغيرة من المساعدات إلى القطاع المحاصر بعد تفاهم برعاية الأمم المتحدة، وبإشراف أميركي إثرَ مفاوضات مع مصر وقطر. ويقضي التفاهم بفتح معبر رفح أمام المساعدات وفق آلية معقّدة يريد العدو من خلالها مزيداً من الضغط على سكان القطاع بغية تهجيرهم. وعلمت «الأخبار» أن الأميركيين وعدوا بأن يكون هناك خطاً يومياً لنقل نحو عشرين شاحنة إلى قطاع غزة عبر معبر رفح. وبعدما رفضت حماس أن تخضع المساعدات لتفتيش مسبق من قوات الاحتلال، وافقت على ترك أمر إدارة توزيعها للأمم المتحدة، وأبلغت القوى المعنية بأنها تريد ضمان استمرار عمل المرافق الصحية عبر تزويدها بالوقود والمستلزمات الطبية إلى جانب المساعدات، مع ضمان وصولها إلى شمال غزة وليس إلى جنوبها فقط كما يطلب العدو ويلحّ الأميركيون.
وأعلنت حماس أمس الاستجابة لمبادرة مبادرة قطرية بإطلاق محتجزتيْن أميركيتيْن لأسباب إنسانية. وتمّ التوافق على أن الخارجين من القطاع سيُحصرون فقط بحملة الجنسيات الغربية.
العملية البرية
في إسرائيل، استمر النقاش حول العملية البرية ضد قطاع غزة، وتواصلت الاجتماعات السياسية والعسكرية مع ترجيحات بأن تبدأ العملية «خلال أيام». فيما حرص قادة العدو على إبلاغ جمهورهم بأن الأمر سيكون طويلاً وصعباً ومعقّداً. ونبّه خبراء في كيان الاحتلال من مخاطر العملية وصعوبة المواجهة مع قوى المقاومة المتحصّنة داخل القطاع، وصولاً إلى تحذير جيش العدو من أن «كتائب القسام في انتظاركم، فتوقّعوا الأسوأ». فيما قال الوزير في مجلس الحرب بيني غانتس: «أعلم أن الشعور هو شعور بعدم الثقة والانكسار». وأضاف: «نحن في بداية أحد الأحداث الحاسمة في تاريخنا، وعظمة التضامن الإسرائيلي تتجلّى. ستكون حرباً صعبة وطويلة».
وقالت مصادر معنية إن الإجراءات الميدانية هي التي تتحكّم في قرار العدو في شأن الاجتياح البري، ولا صحة لما تردّد عن تأجيله لإدخال المساعدات الإنسانية، بل إن الأمر مرتبط بالحسابات العسكرية فقط، وأخذ المطالب الأميركية في الاعتبار بعدم توريط واشنطن في حرب واسعة في المنطقة.
وعرض وزير الحرب يوآف غالانت أمام لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست أهداف الحرب وحدّدها بثلاث مراحل، قائلاً: «في الأولى، تجري حملة عسكرية تتضمّن غارات جوية ثم مناورة برية بهدف تدمير المقاتلين والإضرار بالبنية التحتية لهزيمة حماس وتدميرها». وفي المرحلة الثانية «سيستمر القتال ولكن بكثافة أقل حيث ستعمل القوات على القضاء على معاقل» المقاومة. أما «المرحلة الثالثة فستكون إنشاء نظام أمني جديد في غزة، وإزالة مسؤولية إسرائيل عن الحياة اليومية في القطاع، وخلق واقع أمني جديد لمواطني غلاف غزة».
مسؤول أميركي: واجهنا وابلاً كبيراً من الصواريخ والمُسيّرات أُطلق من اليمن نحو إسرائيل
الجبهة اللبنانية
في الجنوب، شهدت الجبهة تصاعداً نوعياً لمستوى عمليات المقاومة عند الحدود مع فلسطين، كرّس بالنار معادلة «التماثل بالردّ» على اعتداءات العدو. وفيما تعالت أصوات إسرائيلية «متذمّرة» من نجاح حزب الله في إشغال جيش العدو عبر إخلاء المستوطنات في الجبهة الشمالية، ومن أن هذه الخطوة تعني عملياً وضع هذه الجبهة في حالة حرب حقيقية، قبل أن يقول الحزب كلمته الأخيرة ربطاً بتطورات العدوان الإسرائيلي في غزة. وقال رئيس مستوطنة مرغليوت، عند الحدود مع لبنان، إن «حزب الله يفعل بنا ما يريد. نحن نخلي المستوطنات وعلى الجانب الآخر تسير الحياة بشكل طبيعي». في وقت أعلنت وسائل الإعلام العبرية تفعيل خطة طوارئ لإخلاء 23 ألف مستوطن من مستوطنة كريات شمونة، بالتزامن مع إنجاز عملية إخلاء 27 ألف مستوطن من 28 مستوطنة عند الحدود مع لبنان.
في الأثناء، واصل حزب الله عملياته ضد مواقع العدو، ورداً على استهداف الصحافيين والاعتداء على المدنيين قرب موقع العباد، أول من أمس، ما أدى إلى استشهاد الشاب عبدالله ربيع البقاعي، استهدف الحزب قوة مشاة إسرائيلية قرب ثكنة برانيت معلناً تحقيق إصابات أكيدة فيها بين قتيل وجريح. وأعلنت وسائل إعلام العدو لاحقاً أن العملية أوقعت قتيلاً و6 جرحى في صفوف جيشه. كذلك، استكملت المقاومة تدمير التحصينات والتجهيزات التقنية في مواقع الاحتلال في مزارع شبعا المحتلة وتلال كفرشوبا، وهاجمت تجمّعاً لجنود العدو في ثكنة هونين المحتلة (راميم).
… والساحات الأخرى
وعمّ الغضب أمس معظم العواصم العربية والإسلامية، وشهدت مدن أوروبية وآسيوية وأميركية تظاهرات ضخمة مندّدة بالعدوان الإسرائيلي. وكان البارز فيها الاعتصامات عند الحدود العراقية – الأردنية، والتي عكست تحركاً للآلاف من مقاتلي فصائل المقاومة العراقية إلى هذه الحدود.
ووفق برنامج عمل غرفة عمليات محور المقاومة، استهدفت المقاومة الإسلامية في العراق بطائرتين مُسيّرتين، قاعدة الحرير التابعة للاحتلال الأميركي في شمال العراق (45 كلم عن مطار أربيل الدولي)، وأصابت أهدافها بشكل مباشر. ونقلت شبكة «سي أن أن» عن مسؤول أميركي أن البحرية الأميركية «واجهت على مدى الساعات الماضية في البحر الأحمر وابلاً أكبر وأكثر استدامة مما كان معروفاً في السابق، إذ اعترضت 4 صواريخ كروز و15 طائرة بدون طيار أُطلقت من اليمن. وأوضح أن المدمّرة «يو إس إس كارني» واجهت الصواريخ والطائرات المُسيّرة التي أُطلقت من اليمن «على مدى 9 ساعات»، مؤكّداً أن مسار الصواريخ والطائرات المُسيّرة «لم يترك مجالاً للشك في أنها كانت متجهة إلى إسرائيل». وقال مسؤول إسرائيلي إن «جيشاً إيرانياً كبيراً يصل إلى اليمن، وإن الأميركيين لا يعرفون اتجاه التهديد ويقيّمون فقط الإمكانات (…) وقد أثبت الحادث أهمية تنسيقنا مع الجيش الأميركي».
COMMENTS