الأخبار
قيادة الجيش: القرار مؤجّل
لثلاث مرات، فشلت الحكومة في اتخاذ قرار يتعلق بقيادة الجيش، تمديداً أو تعييناً أو تأجيل تسريح، فيما الساعون إلى تمديد ولاية القائد الحالي العماد جوزيف عون، لم يتراجعوا، لا داخلياً ولا خارجياً، والرسائل التي ينقلها دبلوماسيون من الخارج لا تزال ترى في التمديد حلاً مناسباً في ظل الأزمة الرئاسية.وكشفت مصادر مطّلعة أن السفير السعودي في لبنان وليد البخاري التقى عون وأبلغه بأن الرياض تدعم بقاءه في منصبه، ولا تمانع وصوله إلى رئاسة الجمهورية. البخاري قال لقائد الجيش، صراحة، إن السعودية لا تزال تعمل وفق قرار عدم التورط في أي عملية سياسية لبنانية داخلية، لكنه لفت إلى أن «حلفاءنا، مثل القوات اللبنانية وغيرها، يقفون إلى جانبكم».
موقف البخاري تعكسه السفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا بطريقة أكثر وضوحاً، إذ تصر على أن التمديد لقائد الجيش هو «الحل الأمثل في ظل الظروف الحالية، سواء المتعلقة بالوضع في المنطقة أو بالمؤسسة العسكرية نفسها». وهي لا تخفي دعم بلادها لوصول عون إلى رئاسة الجمهورية، وتمارس ضغوطاً ليس فقط على القوى الحليفة لها، بل أيضاً على رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي يؤكّد أنه لا يمانع التمديد لعون، لكن يشير إلى أن هناك حاجة إلى شبه إجماع داخلي عليه، أو إلى تخريجة قانونية غير متوفرة حتى الآن.
وسط هذا الجمود، وصل المبعوث الأمني القطري «أبو فهد» إلى بيروت. وهو بدأ لقاءاته، وأثار مع الثنائي «أمل وحزب الله»، مسألة قيادة الجيش من زاوية علاقتها بالاستحقاق الرئاسي. وقال القطريون إنهم لا يزالون عند استعدادهم لإدارة تسوية رئاسية. وأوضح أن المرشحَيْن المتنافسَيْن اليوم هما قائد الجيش ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية، وأن الأول تعارضه غالبية إسلامية وقوة مسيحية وازنة، بينما ترفض الثاني غالبية مسيحية مطلقة وأقلية إسلامية. وبالتالي، يجب أن يخرج الاثنان من السباق لمصلحة اسم لا يغضب الجميع، معيداً الحديث عن ترشيح المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري.
وفيما يقارب الموفد القطري الأمر من باب الرئاسة إلا أنه ينتهي بالاستحقاق المتعلق بقيادة الجيش بعد إحالة عون إلى التقاعد في العاشر من كانون الثاني المقبل، مشدّداً على أن وضع المؤسسة العسكرية لا يحتمل فراغاً في منصب القائد، وطالما أن هناك مشكلة سياسية أو قانونية في تعيين بديل، فإن الأفضل التمديد له، وفي هذه الحالة لن يكون مرشحاً لرئاسة الجمهورية.
القطريون يروّجون لفكرة أميركية: البيسري للرئاسة وبقاء عون في منصب القائد
الموفد القطري لم يتلقّ أجوبة من مضيفيه، لكنه سمع، هو وآخرون، بأن اقتراحه يعكس الفكرة الأميركية نفسها، وأن القطريين يخدمون عملياً الأجندة الأميركية بمحاولة «تمرير العماد عون على مرحلتين، الأولى من خلال التمديد له في قيادة الجيش، وبالتالي إبقاؤه مرشحاً قوياً للرئاسة ليخرج من يعاود خوض معركة إيصاله إلى القصر الجمهوري». ونُقل عن مسؤول بارز قوله إن «القطريين يحاولون أن يتصيّدونا مرتين، ولكن بالطعم نفسه».
وفي عودة للنقاش في المخارج، يبدو أنه تمّ استبعاد فكرة مشاركة وزير الدفاع موريس سليم في اجتماع الحكومة حاملاً مقترحاً لتشكيلات جديدة لقيادة الجيش تشمل القائد وأعضاء المجلس العسكري. وقالت مصادر معنية إن رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، لا يزال يعترض على حضور سليم مجلس الوزراء، وإن لدى التيار الرد القانوني على أي محاولة لتجاوز الوزير في تعيين قائد جديد أو التمديد للقائد الحالي. وأكّدت أن أي قرار يتجاوز وزير الدفاع سيتم الطعن فيه وإبطاله قانونياً، وبالتالي، لن يتعامل مع أي نتيجة لقرار حكومي يتجاوزه، وسيلجأ إلى رفض التعامل مع أي مذكّرات إدارية تصدر عن قائد ممدّد له أو قائد معيّن من دون موافقته. ولفتت مصادر قانونية رئيسَ الحكومة إلى أن هذا الأمر قد يعطّل عمل المؤسسة العسكرية.
أما بشأن الذهاب إلى مجلس النواب، فإن الرئيس نبيه بري لا يزال يرفض فكرة أن يُفرض عليه خيار كهذا، وإنه، كغيره من القوى السياسية، يعتبر أنه يجب التعامل مع الأمر كما جرى التعامل مع الشغور في منصبَي حاكم مصرف لبنان والمدير العام للأمن العام، وأنه ينبغي تعيين رئيس جديد للأركان يتولى قيادة الجيش في حالة الشغور.
ويبدو أن بري وحزب الله أقرب إلى الرأي الذي يقول إنه في حال قرّرت الحكومة تعيين قائد جديد للجيش، فهذا يفرض عليها تعيين حاكم جديد لمصرف لبنان ومدير عام أصيل للأمن العام، أو التعامل مع شغور قيادة الجيش كما تم التعامل مع المناصب الأخرى، واتّباع ما يفرضه القانون.
وكانت الأوساط السياسية تداولت في فكرة أن يحضر وزير الدفاع جلسة حكومية تكون مخصّصة حصراً لمناقشة ملف قيادة الجيش، وأن يعرض عدة أسماء لتعيينها بدلاً من العماد عون، بناءً على كتاب تلقّاه قبلَ حوالي شهر من رئيس الحكومة يطلب فيه رفع الأسماء للتعيين في رئاسة الأركان، ما يشكل إحراجاً لميقاتي. لكنّ مصادر سياسية بارزة أكدت لـ«الأخبار» أن الملف جرى ترحيله إلى الشهر المقبل لعدم اكتمال عناصر القبول حول أيّ من الخيارات المطروحة.
ومع مُضيّ نحو شهر ونصف شهر على تكليف ميقاتي الأمين العامّ لمجلس الوزراء محمود مكية بإعداد دراسة قانونية (جلسة 12 تشرين الأول) لملء الشغور في القيادة العسكرية، قالت مصادر مطّلعة على الدراسة التي أُنجزت إنها غير كافية لضمان عدم تقديم الطعن، وبالتالي هذا ما يجعل ميقاتي حتى الآن يربط الحل بالتوافق السياسي. مع ذلك، لم يُفتح الباب أمام الخيارات الأخرى المتوافرة. خصوصاً أن ميقاتي، أكد أنه لن يسير بفكرة «يعترض عليها المسيحيون». وقد أدّت كل هذه العناصر إلى «تعليق» البحث في ملف قيادة الجيش في الوقت الحالي، حتى ظهور معطى جديد يسمح بذلك.
من يخلف غسان عويدات؟
علمت «الأخبار» أن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ناقش مع رئيس مجلس النواب نبيه بري مسألة الشغور المتوقّع في منصب النائب العام التمييزي بعد إحالة القاضي غسان عويدات إلى التقاعد بعد مئة يوم. وقد عبّر ميقاتي عن رغبته بعدم ترك الموقع شاغراً، وسأل عن إمكانية حصول توافق على تعيين بديل منه. لكنّ بري الذي لم يمانع الخطوة، عاد إلى مربع التعامل مع الشغور وفق الطريقة نفسها التي اعتُمدت مع منصبَي حاكم مصرف لبنان والمدير العام للأمن العام. وعليه، فإن القاضي الأعلى رتبة لتولي مهام عويدات يجب أن يكون واحداً من أربعة (شيعيان ومسيحيان). وعند هذه النقطة أثار ميقاتي فكرة اختيار قاضٍ سُني لتولي المهمة، فلم يمانع بري، وقال إنه سيساعد في إقناع القاضيين علي إبراهيم وندى دكروب بعدم تولّي المهمة. إلا أن ذلك سيتسبب بمشكلة كبيرة على صعيد بقية الجسم القضائي، ما فرض على بري وميقاتي العودة إلى البحث في الأمر من زاوية مختلفة. فإما أن يصار إلى احترام القواعد التي اعتُمدت سابقاً، وبالتالي يصار إلى تكليف القاضي إبراهيم بالمهمة، أو يتم إنتاج اتفاق سياسي شامل حول تعيينات في المناصب الشاغرة في كل المؤسسات الرسمية والعامة.
البناء
أنصار الله يواصلون تحدي الردع الأميركي في البحر الأحمر والممرات المائية
استئناف الهدنة بعد تعثر يومها الثاني كشف رجحان كفة ميزان القوة للمقاومة
تجديد الهدنة والتبادل على الطاولة… وفق صيغة يوم لكل 10 و3 مقابل 1
واصلت حركة أنصار الله والجيش اليمني العمليات البحرية، التي أعلن الجيش استمرارها طالما أن وقف إطلاق نار دائم في غزة لم يتحقّق بعد، وتمّ استهداف سفينة إسرائيلية في المحيط الهنديّ بطائرة مسيّرة، كما قال الأميركيون، وإيقاف سفينة أخرى في خليج عدن، واستهداف سفينة ثالثة. والواضح أن حركة أنصار الله تخوض معركة أمن البحر الأحمر من موقعها كشريك رئيسيّ في أمنه، وفي تحدٍّ واضح للردع الأميركي الذي يتخذ من الملاحة الدولية والممرات المائية وتدفق النفط، عناوين استراتيجيته العسكرية بمعزل عما يجري في غزة، بمستوى خوضها لاستهداف السفن الإسرائيلية من موقع قرار مساندة شعب غزة وقوى المقاومة فيها.
بالشجاعة ذاتها ضربت المقاومة في غزة بيدها فوق الطاولة ملوّحة بوقف العمل باتفاق الهدنة والتبادل، واضعة شروطاً لا ترى مبرراً لاستئناف الهدنة والتبادل بدونها، وأبرزها التمسك بأسرى القدس ضمن التبادل، واعتماد الأقدميّة في إعداد لوائح الأسرى الفلسطينيين. وهذان الشرطان في عمليات التبادل يؤسسان لما هو مقبل منها، حيث الأسرى أصحاب الأقدمية وأسرى القدس ولاحقاً أبناء الأراضي المحتلة عام 1948، هم أصحاب الملفات الأشدّ تعقيداً. وبعد التهديد بالعودة للعملية البرية منتصف ليل السبت الأحد، مع حلول موعد تنفيذ الإفراج عن الدفعة الثانية من التبادل، وبعد التهديد بالعودة للقتال من جانب قوات الاحتلال، عادت حكومة الاحتلال وجيشه فقبلت شروط المقاومة، وتمّت عملية التبادل الثانية ثم الثالثة، بانتظار أن يتمّ اليوم تبادل الدفعة الرابعة.
بالتوازي تشتغل قطر ومصر وأميركا، على تمديد الهدنة والتبادل، دون وضوح مدى إمكانية الذهاب إلى العودة للحرب رغم التهديد بها، والعملية المقترحة تقوم على معادلتين: يوم إضافي لقاء كل عشرة إسرائيليين، وثلاثة أسرى فلسطينيين لقاء كل إسرائيليّ واحد.
وفيما سيطر الهدوء الحذر على القطاع الشرقي والمناطق الحدودية الجنوبية في اليوم الثالث للهدنة، خرقه تحليق لطائرات التجسس والاستطلاع التابعة للجيش الإسرائيلي التي لم تفارق الأجواء الجنوبية ليل نهار يعود الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت ليل الثلاثاء في زيارة لم تكن متوقعة وسط الانشغال العربي والغربي بالحرب على غزة. وبحسب معلومات «البناء» من مصادر مطلعة، فإن لودريان زار قطر والسعودية قبيل زيارته المنتظرة إلى لبنان، وهو على تواصل مستمر مع المسؤولين الأميركيين والمصريين، بهدف التشاور مع الدول المعنية بالأزمة في لبنان، مع ترجيح المصادر ان يحمل لودريان طروحات جديدة بعد تشاوره مع دول اللقاء الخماسي سوف يناقشها مع القيادات السياسية التي باشر السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو ترتيبها، بهدف إعادة إحياء ملف انتخاب رئيس للجمهورية وإنهاء الفراغ في أسرع وقت ممكن. وتقول المصادر إن فرنسا سوف تجدّد دعوتها لبنان لعدم الانجرار إلى الحرب، وإبعاد لبنان قدر الإمكان عن التوتر، وسط تأكيد المصادر نفسها أن فرنسا ستحاول أيضاً لجم تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بشأن حركة حماس ومواقفه من الحرب.
وأكد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أنّ “الرّياح تتّجه إلى ترتيبات في المنطقة، ولا نقبل برهن انتخاب رئيس الجمهوريّة لشخص أو لمشروع أو لغاية مرتبطة بالنّفوذ، ولا نقبل بحرمان الدّولة من رأسها، ولا بنتائج الحرمان”. وشدّد الرّاعي على “أنّنا لا نقبل ولو ليوم واحد بتغييب الرّئيس وفوضى الحكم وكثرة الرّؤوس”، جازمًا “أنّنا لا نقبل بمحاولات المسّ بوحدة الجيش اللبناني واستقراره وثقته بنفسه وقيادته لا سيّما أنّ البلاد وأمنها على فوهة بركان».
إلى ذلك اعتبرت مصادر مطّلعة في 8 آذار لـ”البناء” أن الترقب سيد الموقف في الساعات المقبلة الفاصلة عن انتهاء الهدنة خاصة أن هناك محاولات لتمديدها، ورأت المصادر أن على ضوء ما سيحصل فإن حزب الله يتطلّع إلى مقاربة جديدة للملفات الداخلية لا سيما أن العدوان على غزة والاعتداءات الاسرائيلية على الجنوب أظهرت مجدداً بعض المواقف الدولية والغربية التي دعمت المجازر الإسرائيلية وبررتها، وبالتالي فإن الحزب الذي لا يبدي ارتياحاً لما حصل من إعادة طرح الـ 1701 فإنه سيكون أكثر تشدداً في استحقاق رئاسة الجمهورية والاستحقاقات الأخرى اقتناعاً منه أن الظروف الراهنة تفرض مواقف مختلفة واستراتيجبات جديدة.
وقال رئيس الحكومة نجيب ميقاتي: “إن قواعد الاشتباك عند الحدود الجنوبية بين لبنان و”إسرائيل” تبقى كما هي، لكن لا توجد ضمانات دولية يمكن أن نطمئن اليها”.
وقال: “في هذه النفسية الإجرامية الموجودة لدى العدو الإسرائيلي بِقتل الاطفال والنساء والشيوخ والتهجير والتدمير، فأي ضمانات يمكن أن تُعطى ونحن نرى هذا العدوان على غزة القائم يوميًا ولا أحد يكترث لذلك ولا أي ردات فعل دولية”.
أضاف: “لا نريد حرباً ونحن طلاب سلام، لكن في الوقت نفسه لا نريد لأحد أن يدنس الأرض اللبنانية”.
ورداً على سؤال قال: “نحن نساند القضية الفلسطينية مساندة كاملة، ولكننا نحاول قدر المستطاع تجنيب لبنان الدخول في معارك دموية”.
وقال وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب بعد لقائه في برشلونة نظيره القبرصي كوستانتينوس كومبوس: “توافقنا على أهمية حلّ الدولتين لإنهاء الصراع في فلسطين وعلى مركزية القضية الفلسطينية للاستقرار والسلام في الشرق الأوسط، كما تبادلنا الافكار بكيفية إيجاد حل مستدام لأزمة النزوح التي نعاني منها سوياً، وضرورة العمل على مقاربة جديدة لهذا التحدّي، لا سيّما بعد تزايد الرغبة لدى النازحين الجدد بالوصول إلى أوروبا بأي ثمن والاستقرار فيها”.
ولفت رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد، إلى أن “الشهادة فعل إيمان بالقيم لا يدرك أبعادها إلا من عاش الصدق والإخلاص في إيمانه بربه والتزامه بقضايا الأمة والناس”.
وخلال الاحتفال التأبيني لنجله عباس محمد رعد في بلدة جباع الجنوبية، أضاف، “العقل يقول لنا إن الوقت هو للعمل لمتابعة السير لتحقيق الهدف الذي كان يصبو اليه الشهيد واخوانه الشهداء”. وأمل أن تكون شهادة سراج فرصة للمّ الشمل الوطني لتحقيق الأمن والأمان والحرية والكرامة والسيادة والقوة لبلدنا.
ويُجري وزير الطاقة وليد فياض وأعضاء هيئة إدارة قطاع البترول اليوم مفاوضات مع شركة Total Energies تتعلق بتحسين شروط العرضين المتعلقين باستكشاف واستخراج النفط والغاز من البلوكين 8 و10.
اللواء
مهمة لودريان الرئاسية تبدأ من بوابة غزة إلى جبهة الجنوب
الراعي يصعّد ضد التعطيل.. وخروقات معادية لمنع عودة الأهالي
مع انكشاف أهوال الحرب الاسرائيلية على مدينة غزة وقطاعها، وبروز المخاطر الناجمة عن انعدام الحياة في منازل القطاع المدمرة أو المصابة، وظهور بوادر أزمات غذاء ومجاعة وصحة وتعليم وعمل، مضت الهدنة الإنسانية صامدة، وكذلك الهدوء على جبهة الجنوب، حيث تواصلت عودة الجنوبيين الى القرى الأمامية التي اضطروا للنزوح عنها، لزرع ما يلزم من مزروعات الخريف- الشتاء، وتفقد مواسم الزيتون التي حان وقت قطافها مع انهيار الوضع على جبهة الجنوب الحدودية، فيما كان المشهد على الجبهة المقابلة مقفراً من البشر، بانتظار أوامر القيادة العسكرية الإسرائيلية.
وفي الوقت الذي كان فيه جنرالات الحرب في اسرائيل يتسابقون الى التصعيد، والتوعد في المضي قدماً في تدمير ما تبقى من غزة، ومن بينهم وزير الدفاع الاسرائيلي يواف غالنت.
وتلقى غالنت اتصالاً هاتفياً من وزير الدفاع الأميركي لويد اوستين، ذكره فيه بأن الولايات المتحدة مهتمة بمنع توسع الصراع في غزة ليمتد الى لبنان.
وفي مهمة متعدّدة الاهداف، على صلة بتطورات الوضع في غزة، يصل الموفد الرئاسي الفرنسي جان- ايف لودريان الى بيروت مساء غد، لاجراء سلسلة من اللقاءات، تمتد حتى يوم الجمعة المقبل.
ويحمل لودريان الآتي من المملكة العربية السعودية الى بيروت، سلسلة دعوات ونصائح، مستفيداً من اعادة تقييم ما حصل منذ زيارته الأخيرة الى لبنان قبل أكثر من شهرين.
واستناداً الى مصادر فرنسية، فإن المفاوضات المقبلة حول مصير الأوضاع في غزة، ستشمل جنوب لبنان، وهذا الامر يستدعي انتخاب رئيس جديد للجمهورية ليكون لبنان جاهزاً للجلوس الى الطاولة.
وحسب المعلومات الفرنسية، فإن الجانب الاسرائيلي، وفي اطار تنفيذ القرار 1701، لنزع الذرائع من امام حزب الله، لان ما جرى في الميدان فرض ربطاً في وقائع الحرب، والاهداف البعيد، التكتيكية والاستراتيجية، في ضوء النزوع الدولي، الى المفاوضات حول ما بعد الحرب، سواء في ما خصَّ حل الدولتين، او إحياء القرارات الدولية الصادرة عن مجلس الامن، في ما خص المبادرة العربية والسلام العادل والشامل.
وتتخطى مهمة لودريان النصائح بضرورة تجنب توسيع الحرب، الى ضرورة اعادة بناء المؤسسات، بدءاً من رئاسة الجمهورية الى تكليف رئيس جديد للحكومة الى تشكيل حكومة تضم كافة الاطراف المعنية والممثلة في المجلس النيابي، ليتمكن لبنان من الجلوس الى طاولة المفاوضات.
وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» أن زيارة لودريان تتصل بشقين الأول التأكيد على أهمية تجنيب لبنان الدخول في الحرب والثاني رئاسي واستطلاع إمكانية تحريك الملف الرئاسي في حين أن لقاءاته المرتقبة من شأنها أن تعطي الجواب عما إذا كان الأفرقاء على استعداد لأستئناف البحث بالملف والتوجه نحو الحل، مع العلم أن لودريان لا يحمل معه أي معطى جديد أو أسماء للتداول بها، في حين يبقى طرح الخيار الثالث مستندا للبحث انطلاقا مما طرحه الموفد القطري قبل تطورات غزة والجنوب.
وقالت هذه المصادر أن مهمة لودريان الجديدة ان جاز القول هي البداية وبناء على ما يسمعه يتمكن من تكوين فكرة عن مرحلة العمل المقبلة.
إلى ذلك، رأت المصادر أن الموفد الفرنسي لن يتدخل في موضوع قيادة الجيش لكنه قد يستفسر عما يجري وأكدت أن التمديد للعماد جوزف عون هو الخيار الذي يتمسك به البطريرك الماروني بعدما قال كلمته في هذا الملف.
وفي المعلومات أن الموفد القطري جاسم آل ثاني (أبو الفهد) زار بيروت، وأجرى جولة أفق، تم عاد الى الدوحة، على أن يواصل السفير القطري في لبنان اتصالاته، تمهيداً لاستئناف الوساطة القطرية حول الرئيس العتيد.
وتتزامن عودة لودريان مع تحرك رئاسي فرنسي في الشرق الأوسط، اذ يزور الرئيس ايمانويل ماكرون دولة الامارات العربية المتحدة، ومن غير المستبعد ان تشمل الجولة المملكة العربية السعودية وقطر.
وفي اطار التشاور الفرنسي- العربي، التقت وزيرة خارجية فرنسا كولونا نظيرها المصري سامح كريم، وكذلك السعودي الأمير فيصل بن فرحان، خلال المشاركة في المؤتمر الاتحاد من اجل المتوسط في برشلونة.
وفي اطار الحركة اللبنانية، التقى الرئيس نجيب ميقاتي في اسطنبول الرئيس التركي رجب طيب اردوغان.
ويعقد مجلس الوزراء جلسة الاربعاء المقبل، ويمكن عقد جلسة ايضاً الخميس للبحث في جدول اعمال، لا يشمل موضوع حسم وضع بقيادة الجيش.
وفهم ان موضوع التمديد لقائد الجيش العماد جوزاف عون ليس سالكاً لتاريخه، لا عبر الحكومة لا عبر مجلس النواب.
كشفت مصادر سياسية مواكبة للاتصالات الجارية لحل مشكلة التمديد لقائد الجيش العماد جوزيف عون، ان عقدة رفض رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل لهذا التمديد، تراوح مكانها ولم تؤد الاتصالات الجانبية لحلحلة هذه العقدة المتبقية، بل على عكس ذلك تماما، فقد زاد الاخير من وتيرة معارضته لخيار التمديد لبقاء العماد عون في منصبه، وتمسكه بطرحه الداعي لتسلم الضابط الاقل رتبة في التراتبية العسكرية لتسلم مهمات القيادة، لحين انتخاب رئيس جديد للجمهورية وتعيين قائد للجيش، واصفا كل التبريرات والاسباب الداعية للتمديد، بأنها ليست واقعية ولا مقنعة للسير فيها.
واشارت المصادر إلى ان باسيل، أبلغ مقربين منه أنه سيستمر برفض التمديد لقائد الجيش، ولو بقي وحيدا، بالرغم من تأييد معظم الاطراف السياسيين لهذا الخيار، وتأييد البطريرك الماروني بشارة الراعي ايضا، واصفا علاقته وتحالفه مع حزب الله بانه ليس شاملا كل الملفات والقضايا، بل هو على القطعة كما وصفه، ولذلك فهو غير ملزم بالموافقه على التمديد لقائد الجيش، إذا سار الحزب بهذا الخيار اخيرا.
«الراعي»: حل المشاكل بانتخاب الرئيس
وفي عظة الاحد امس، اعلن البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي بأننا «نصلي ونشكر الله على وقف التوتر في جنوب لبنان والعودة الى الحياة الهادئة، ويكفينا قتلاً وتدميراً وتهجيراً».
وخاطب الراعي المسؤولين بلهجة حادة قائلاً: «لا نقبل بمواصلة انتهاك الدستور وتحديداً المادة 49، على حساب قيام الدول والمؤسسات، وأنتم لا تنتخبون عمداً رئيساً للجمهورية منذ سنة وشهر».
واكد الراعي ان «الرياح تتجه الى ترتيبات في المنطقة، فلا نقبل برهن انتخاب الرئيس لشخص او المشروع او لغاية مرتبطة بالنفوذ»، مضيفاً «لا نقبل بحرمان الدول من رأسها»، مؤكدا: «فلا نقبل ولو ليوم واحد بتغييب الرئيس، وبالتالي بفوضى الحكم، وكثرة الرؤوس، ومرتع النافذين».
وقال البطريرك الماروني: «لا نقبل بمحاولات المسّ بوحدة الجيش واستقراره والثقة بنفسه وبقيادته، وان رئيس الجمهورية هو القائد الاعلى للقوات المسلحة، فاذهبوا فورًا إلى الأسهل، وانتخبوا رئيسًا للجمهوريّة، فتنحلّ جميع مشاكلكم السياسيّة».
منوهاً بزيارة وفد المجلس الشيعي الاعلى بالرئاسة نائب الرئيس الشيخ علي الخطيب الخميس الماضي.
ووصف نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم طوفان الاقصى بأنه كان عملاً جباراً عظيماً حفر عميقاً في الكيان الاسرائيلي وستأتي ثماره في المستقبل القريب.
وقال في حفل تكريمي للشهيد عباس محمد رعد «المقاومة لم تخدش، ولم ينقص من قوتها اي شيء، ونحن في لبنان معها اضافة الى العراق واليمن، وهذا العمل تأسيسي سينجح»، مشيراً الي انه بعد الانجاز المزلزل في طوفان الاقصى، سيكون مؤشرا للمستقبل ان المقاومة لا يمكن ان تهزم».
وجنوباً ايضاً، دعت لندن، عبر سفارتها في بيروت اليونيفيل الى وقف الاعمال العدائية عند الخط الأزرق، وحث الاطراف على تنفيذ قرار مجلس الامن ادولي الصادر عام 2006 والمعروف بالقرار 1701.
وحسب السفارة، فإن الهدوء الذي ساد منذ يوم الجمعة يوفّر الفرصة لاعادة التركيز على صياغة طويل الامد للسلام.
وميدانياً، استمر الهدوء علي الجبهة الجنوبية، مع خروقات اسرائيلية، ابتداء من كفركلا الى عيترون ووادي هونين والخيام، فضلاً عن انفجار صواريخ من مخلفات القصف.
وحسب ما لاحظ العائدون الى مارون الرأس ويارون، فإن قذيفة سقطت على كنيسة يارون وتسببت بأضرار في القاعة والمحتويات، وكذلك الحال في رميش وعيترون وبنت جبيل على قاعدة الحرص على عدم ترك القرى والمنازل حفاظاً عليها من الطامعين بها، وشدد الاهالي على استمرار الهدنة للتمكن من العودة الى أراضيهم وترميم منازلهم.
ومساء خرق الجيش الاسرائيلي الهدنة جنوب لبنان، واطلق 3 قذائف على اطراف جبل قرية بلاط في قضاء مرجعيون.
COMMENTS