افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الخميس 21 آذار ، 2024

افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم ‏الأربعاء‏، 16‏ آذار‏، 2022
نقابة الممرضات والممرّضين نظمت لقاءها الثامن في مركز الباروك الصحي
افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الإثنين 17 تشرين الأول، 2022

الأخبار
«مشروع سياحي» يكشف أخطر شبكات العمالة لإسرائيل
200 ألف دولار لـ «نسخة طبق الأصل» عن المناطق اللبنانية
مسح موقع استهداف العاروري قبل أسبوعين من الاغتيال
محض صدفة أدت إلى كشف واحدة من أخطر شبكات التجسّس لمصلحة العدو الإسرائيلي. أواخر كانون الأول الماضي، ارتاب عناصر من سرية حرس رئيس مجلس النواب بسيارة كانت تجوب محيط مقر رئيس المجلس في عين التينة في بيروت. بعد توقيف السيارة وسائقها محي الدين ح,، عُثر في حوزته على جهاز إلكتروني «شديد التطوّر» وعلى هواتف تضمّنت عشرات الفيديوات بما يشبه مسحاً شاملاً للمنطقة. سُلّم الموقوف إلى فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي ليبدأ تحقيقات كشفت عن “اشتباه بالتعامل مع العدو” بطريقة تقنية غير مسبوقة لجهة خطورتها. ولعلّ حصول المدّعى عليه على 200 ألف دولار لقاء هذه المهمة، وهو مبلغ غير مسبوق أيضا في ملفات العمالة للعدو، أبرز مؤشر على خطورة ما قام به. إذ زوّد، مع المدّعى عليه الآخر هادي ع.، وهما خبيران في هندسة الكمبيوتر والاتصالات، شركة أميركية وهمية، هي على الأغلب واجهة للاستخبارات الإسرائيلية بمسح شامل لعدد كبير من المناطق، بما فيها بيروت والضاحية الجنوبية، يكمل على الأرض المسح الذي تجريه طائرات العدو يومياً لمختلف المناطق. عملياً، زوّد الموقوفان العدو بـ«نسخة طبق الأصل» عن هذه المناطق، بما فيها الشوارع والمباني وأسماء المحال والسيارات المركونة والمتنقّلة وأرقام لوحاتها ووجوه المارة (عُثر في هاتف محي الدين ح. على 56 ألف صورة عالية الجودة).الأكثر خطورة هو التجسّس التقني الذي قام به الموقوفان، مستخدمين معدات شديدة التطور، مزوّدة بنظام مسح التردّدات اللاسلكية المتعلّقة بمزوّدي خدمات الإنترنت وعناوين نقاط الوصول access points الموجودة في المنازل والمؤسسات والأماكن العامة، بما يسهّل تحديد الموقع الجغرافي للمستخدم. بمعنى آخر، حصل الموقوفان على اسم كل جهاز “واي فاي” في المناطق التي تم مسحها، وعلى كلمة السر، بما يمكّن من تحديد موقع أي مستخدم لهاتف خلوي بمجرد أن يصبح هاتفه على صلة بمزود خدمة الانترنت. علماً أن العدو، في الحرب الجارية حالياً، استخدم هذه التقنية لتحديد أمكنة مقاومين بمجرّد شبك هواتفهم على شبكة “الواي فاي”. أضف إلى ذلك أن التحقيقات أظهرت أن أحد الموقوفين نفّذ عملية مسحٍ في شارع بمنطقة الضاحية الجنوبية، وفي مقابل الشقة التي اغتيل فيها نائب رئيس حركة حماس الشيخ صالح العاروري في الثاني من كانون الثاني الماضي، وقد جرى المسح قبل نحو أسبوعين من عملية الاغتيال. ورغم أنّ الموقوفين نفيا أمام قاضي التحقيق علمهما المسبق بأن تكون الشركة التي كلفتهما بالعمل إسرائيلية، إلا أنهما أقرّا بأنّ ما طُلب منهما لا علاقة له بالعقد الذي أُبرم مع الشركة للعمل على مشروع لتطوير السياحة الافتراضية، وأقرّا بأن البيانات والمعلومات التي زوّدا الشركة بها ذات طبيعة حساسة، وقال أحدهما إن ما طلب منهما لا يمكن إلا أن يكون لمصلحة جهاز استخباري، وأن البيانات التي زوّدا الشركة الأميركية المزعومة بها تمكّن من إنشاء «منظومة مراقبة أمنية» في كل المناطق، وتجعل من يمتلكها قادراً على تحديد موقع من يشاء في أي وقت. وقد أحيل الموقوفان أمام قاضي التحقيق العسكري الأول فادي صوان الذي استجوبهما وأصدر مذكرتي توقيف وجاهيتين بحقهما، علماً أن مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي فادي عقيقي، كان قد ادعى عليهما بـ«ارتكاب جرائم التجسّس لمصلحة دولة أجنبية والحصول على معلومات يجب أن تبقى مكتومة حرصاً على سلامة الدولة، والمس بالأمن القومي للوطن، والتي تصل عقوبته إلى الأشغال الشاقة المؤبدة». وفي ما يأتي ملخص عن التحقيقات معهما أمام فرع المعلومات.
محي الدين ح. : كنت في حاجة إلى المال!
مطلع عام 2011، بدأ محي الدين ح. (مواليد 1983)، الذي درس هندسة الكومبيوتر والاتصالات في الجامعة اللبنانية الأميركية، العمل شريكاً إدارياً (Managing Partner) في شركة «أكورن» للاتصالات (Akorn telecommunications) التي تملّك والده 99,5% من أسهمها. وتعمل الشركة في تجهيز مواقع محطات الإرسال، وتركيب البنية التحتية لأبراج الاتصالات، وتركيب أجهزة الاتصالات وصيانة المحطات وتحسين الشبكات، وإجراء اختبارات لها وتأمين الموارد البشرية والاستشارية لكل الشركات المورّدة لأجهزة الاتصالات في لبنان وخارجه. وبين عامَي 2011 و2019 تعهّدت الشركة أعمالاً لمصلحة شركتي Alfa و Touch ولشركات «إريكسون» و«هواوي» و«نوكيا» وZTE. وأسّس عام 2021 شركة Meta المتخصّصة في مجال المحافظ الإلكترونية، بالشراكة مع شركة MH CASA الإسبانية المتخصّصة في المجال نفسه.
شركة Monolith الوهمية
أظهرت التحقيقات أنّ الشركة الأميركية المزعومة شحنت المعدات المتطورة التي استخدمت في عمليات المسح في طرود بريدية عبر شركة DHL، من ولاية تكساس الأميركية إلى لبنان باسم محيي الدين ح. وتبيّن أنه لا وجود لشركة Monolith على العنوان الذي زوّد به المدعى عليه، وأن العنوان الذي أرسل منه المدير التنفيذي للشركة جون تايلر الطرود البريدية عائد إلى منزل وليس شركة. ولم يظهر البحث على مواقع التواصل الاجتماعي ومصادر الإنترنت المفتوحة وجود رقم هاتف للشركة، أو أي معلومات عن تايلر وعن أي علاقة له مع أي شركة.
عام 2021، تعرّف الدعى عليه عبر علاقاته مع شركة ATEC Wireless، إلى جون تايلر، المدير التنفيذي لشركة أميركية تسمّى Monolith، وإلى مدير المشاريع فيها دايفيد مايرز. وادّعى هذان أن شركتهما تعمل في مجال تطوير خرائط الملاحة والـ Digital mapping وإنشاء المدن الذكية والسياحة الافتراضية التي توفّر استكشاف المواقع السياحية والأثرية والثقافية لأي بلد من دون الحاجة إلى زيارته فعلياً، وذلك عبر وسائل رقمية وتكنولوجيا الواقع الافتراضي، عبر استخدام تقنيات التصوير الثلاثي الأبعاد، ومقاطع الفيديو الواقعية، والمحتوى التفاعلي الذي يتيح للمستخدمين التفاعل مع البيئة والمعالم السياحية.
عرض مديرا Monolith على محي الدين ح. أن تنجز شركته مشاريع لمصلحة شركتهما تتعلق بتحديث الخرائط في سريلانكا ولاوس وتركيا ومصر وغينيا… ولبنان. وبالفعل، بدأت Akorn العمل على هذه المشاريع عام 2021، وتولت الشركة الأميركية تزويد الشركة اللبنانية بمعدات إلكترونية متطورة وأجهزة هواتف خلوية وكاميرات حديثة لإجراء مسح شامل للشوارع وشبكات الاتصال الخلوية واللاسلكية ومحطات توزيع خدمة الإنترنت. وبين عامي 2021 و2023، عمل المدعى عليه على تنفيذ مشروع تحديث الخرائط لمصلحة الشركة الأميركية في كل من مصر بالتعاون مع أحمد خورشيد وابنه عبد الرحمن وشخص ثالث يدعى أسامة وهبي يعمل في شركة T-telecom المصرية، وفي تركيا مع شخص يدعى حسين ياناز (تركي)، وفي لاوس مع شخص فرنسي يدعى ماثيو، وفي سريلانكا مع شخص يدعى كيشيري kishsiri (سريلانكي)، وفي غينيا مع شخص سوري يدعى أحمد. وفي لبنان، تواصل مع هادي ع.، وهو متخصّص في الاتصالات وتركيب الكاميرات، عمل في شركة Akorn، بين عامي 2015 و 2019، وكان ضمن فريق يعمل على إنجاز مشاريع تلتزمها الشركة.
وأقرّ محي الدين ح. أمام المحققين بأنّ عمليات المسح الشامل التي قام بتنفيذها لمصلحة الشركة الأميركية بين عامَي 2021 و2023، تتطلّب الحصول على تراخيص، إلا أنّه باشر بالأمر من دون التراخيص المطلوبة، زاعماً أن شركته كانت تمرّ بأزمة مالية، وأنه كان في حاجة إلى التزام المشروع لزيادة إيراداته. وزعم بأنه ليس على علم بكيفية استثمار الشركة الأميركية للمعلومات والبيانات والصور التي زوّدها بها، بذريعة أنّ العقد الموقع بينه وبينها لا يتضمن أي بند يلزمها بإعلامه بذلك، ولا يعطيه حقاً بالاعتراض على كيفية تصرّف الشركة بها.
واعترف بأنّ الإحداثيات والتفاصيل التقنية لشبكات الاتصال الدولية والموزّعة لخدمة الإنترنت، والصور العالية الجودة التي جمعها لشوارع بيروت والضاحية الجنوبية ومناطق المتن وكسروان وجبيل، تعدّ عملاً أمنياً كونها تُظهر تفاصيل لا يمكن الحصول عليها عبر تطبيقات متاحة للعموم، وتتطلّب أجهزة إلكترونية وتطبيقات وبرامج خاصة. وقال إنّه يدرك بأن بيروت والضاحية الجنوبية تعدّان منطقتين أمنيتين، ولا يمكن إجراء مسح كهذا فيهما، واعترف بأنّه لدى عرضه الأمر على هادي ع.، نبّهه الأخير إلى وجود شبهة أمنية في المسح والتصوير في بيروت والضاحية، إلا أنّه أكّد لهادي ع. أنّه لدى مواجهة أي مشكلات سيبرز التراخيص اللازمة للأجهزة الأمنية. وأكّد أنه ألحّ عليه لإجراء مسح للضاحية مع علمه بحساسية هذه المنطقة تحديداً. كذلك أقرّ بعلمه مسبقاً بأن المعلومات والبيانات والصور التي أرسلها إلى الشركة الأميركية ذات طبيعة حساسة، وأن عملية المسح التي أجراها لا علاقة لها بالمعالم والمباني المصنفة سياحية أو تراثية أو أثرية، وأن العمل على مشروع لتطوير السياحة الافتراضية لا يستوجب الاستحصال على المعلومات المتعلّقة بشبكات الاتصالات الخلوية واللاسلكية وشبكات الإنترنت، كما أن تصوير الشوارع بتقنية ثلاثية الأبعاد من صلاحية الأجهزة الرسمية حصراً. وأقرّ كذلك بأنّ المعلومات التي يجمعها لا علاقة لها بتطوير «خرائط الملاحة» كما زعم بداية. وقال إنّ مجموع المبالغ المالية التي تقاضاها من الشركة الأميركية، منذ عام 2021 وحتى كانون الأول 2023، بلغ نحو 200 ألف دولار.
هادي ع. : نفّذت مهمة لا تطلبها إلا جهات استخباراتية معادية
وبيّن التحقيق مع هادي ع. (مواليد 1981)، الذي أوقف في 1 كانون الثاني 2024، أنه عمل مع محي الدين ح. بين تشرين الثاني وكانون الأول 2021، وتشرين الثاني وكانون الأول 2022، وأفاد أنه قام بمفرده، مستخدماً المعدات نفسها، بمسح الخط الساحلي من جل الديب، الضبية، جونية، الصفرا، البوار، نهر إبراهيم، جبيل، عمشيت، حالات… ذهاباً وإياباً، إضافة إلى مناطق برمانا، الفنار، المنصورية، الدكوانة برج حمود، بيت مري، بعبدات، الزلقا، انطلياس، بيت الشعار، مزرعة يشوع، ديك المحدي، بكفيا، أدما، عجلتون بلونة، سهيلة، جعيتا، زوق مصبح، زوق مكايل، غادير، حاريصا، درعون، غوسطا، كفرحزير، فتقا، غدراس، الكفور، المعيصرة، يحشوش…
وأوضح أن مهمته كانت قيادة سيارة عائدة للشركة تثبّت على سطحها كاميرا تلتقط صوراً عالية الجودة بتقنية 360 درجة، وفي داخل السيارة كومبيوتر محمول موصول بجهاز GPS لتحديد الموقع الجغرافي وجهاز SDR لمسح الموجات وهاتفان خلويان. وأقرّ بأن نوعية البيانات والصور التي حصل عليها لا يمكن استثمارها إلا في المجال الأمني. إذ إنها تساعد في تحديد الموقع الجغرافي لشخص معيّن وأماكن تنقّله ومن يكون برفقته.
وقال هادي ع. إنّ محي الدين ح. تواصل معه في تشرين الثاني 2023 لاستئناف العمل في المشروع، وعرض عليه خريطة تظهر النطاق الجغرافي المطلوب تغطيته هذه المرة، ويشمل بيروت وضاحيتها الجنوبية، على أن يقود السيارة في الشوارع الرئيسية والفرعية لهذا النطاق على مدى خمسة أيام، بين الثامنة صباحاً والثالثة عصراً لالتقاط الصور خلال ساعات النهار، على أن يتسلّم السيارة والتجهيزات صباحاً من منزل محي الدين ح. في تلة الخياط ويعيدها يومياً بعد انتهاء العمل.
وأبلغ هادي ع. المحققين أنه رفض العرض بداية لأنه اعتبر أنّ تصوير العاصمة وضواحيها بتقنية 360 درجة عالية الجودة مع مسح شامل للموجات فيها، مهمّة لا تطلبها إلا جهات استخباراتية أجنبية معادية. وأضاف أنه «تيقّن» من أن جهازاً إسرائيلياً وراء الأمر، وخصوصاً أن الطلب تزامن مع العدوان الإسرائيلي على غزة والجنوب اللبناني. وقال إنه صارح محي الدين ح. بشكوكه، فأوهمه الأخير بأنّ المهمة تجري بموجب تراخيص من دون أن يُحدد له الجهة المانحة للتراخيص، أو يبرز له أي مستند يُثبت وجودها. وأضاف أن محي الدين ح. عاود الاتصال به وألحّ عليه لقبول العرض، على أن تقتصر مهمته على الضاحية الجنوبية فقط، فوافق كونه عاطلاً من العمل ولحاجته إلى المال.
مسح أرضي شامل و56 ألف صورة عالية الجودة في هاتف أحد الموقوفين
على مدى سبعة أيام، بين 4 كانون الأول 2023 و15 منه، تجوّل هادي في السيارة المجهّزة بالمعدات التي ذكرت آنفاً، في مناطق المدينة الرياضية، بئر حسن، الجناح، الأوزاعي، كفرشيما، الشويفات، الحدث، السان تيريز، الجاموس، الصفير، عين الرمانة، كنيسة مار مخايل، المشرفية، الغبيري، نزلة الرحاب، طريق المطار، مسجد الرسول الأعظم، برج البراجنة، أوتوستراد السيد هادي نصرالله، مفرق الزغلول، بئر العبد، المريجة، حي السلم وصولاً إلى الجامعة اللبنانية. ولدى علمه بتوقيف محي الدين ح.، نهاية عام 2023، حذف هادي ع. كل المحادثات على تطبيق واتساب المتعلقة بما كُلف القيام به، من تسجيلات صوتية ورسائل نصية وخرائط الشوارع التي قام بمسحها، وأبقى على تسجيلات صوتية كان قد أرسلها إلى محي الدين ح. تبين عدم رغبته بالعمل معه في هذه المهمة.
ما هي الأجهزة التي ضُبطت مع الموقوفين؟
زوّدت الشركة الأميركية المزعومة محي الدين ح. بمعدات وأجهزة متطورة توضع داخل سيارة يتولى فني متخصّص قيادتها في الشوارع والمناطق التي تطلب الشركة معلومات عنها، وهي تتضمن ما يأتي بحسب الشرح الذي قدّمه المدعى عليه للمحققين.
– كومبيوتر محمول موصول بجهاز GPS لتحديد المواقع الجغرافية وجهاز SDR موصول بهوائي. مهمة هذا الجزء تحديد إحداثيات كل محطات الخلوي الوسيطة التي يتم رصد موجاتها في المسالك التي تمر بها السيارة، مع تحديد قوة موجات كل محطة. بعد انتهاء الجولة، يقوم الفني بإقفال التطبيق بعد تحفيظ المعلومات والبيانات التي تمّ جمعها، قبل إرسالها إلى خوادم الشركة الأميركية مرتين أسبوعياً.
– جهاز توجيه Router موصول بـ GPS، مهمّته تحديد المسار المطلوب سلوكه وجمع الإحداثيات وأسماء شبكات الاتصال اللاسلكي بالإنترنت wifi و wifimax التي يتم رصد موجاتها وقوتها في كل شارع يمر به. وبعد الانتهاء من الجولة، يتم تنزيل المعلومات من الـ Router إلى حافظة ذاكرة UPS وترسل هذه المعلومات والبيانات إلى خوادم الشركة الأميركية بعد كل يوم عمل.
– هاتفان خلويان مزوّدان بشريحتي ألفا وتاتش ومزوّدين بتطبيق محمّل من قبل الشركة، مهمّته تحديد موقع كل نقطة يمرّ بها الهاتفان، ومحطة الإرسال الوسيطة التي يرتبطان بها، ومحطات الإرسال القريبة من المحطة الوسيطة التي يرتبط بها كل هاتف. وبعد الانتهاء من التجوّل وإقفال التطبيق يرسل الهاتف تلقائياً كل المعلومات والبيانات إلى خوادم الشركة الأميركية.
– كاميرا من نوع GO PRO MAX مزوّدة بعدستي تصوير أمامية وخلفية مثبّتة على سطح السيارة، تلتقط صوراً بتقنية 360 درجة، بمعدل صورة كل ثانيتين، وتحفّظها في حافظة ذاكرة موجودة داخل الكاميرا. بعد الانتهاء من الجولة، يقوم الفني بتنزيل الصور على الكومبيوتر المحمول ويرسلها إلى خوادم الشركة الأميركية.
في المحصّلة، بات في حوزة الشركة الأميركية إحداثيات كل ما يمرّ به التقني أثناء تجوّله مثل:
– كل محطات الخلوي الوسيطة التي يتم رصد موجاتها مع تحديد قوّة موجات كل محطة.
– أسماء كل شبكات الاتصال اللاسلكي بالإنترنت wifi و wifimax التي يتم رصد تردداتها.
– محطة الإرسال الوسيطة التي يرتبط بها هاتف مزوّد بشريحة خط من نوع ألفا أو تاتش وقوة الإرسال ومحطات الإرسال القريبة من المحطة الوسيطة التي يرتبط بها الهاتفان أثناء تواجدهما في النقطة.
– التقاط صورة 360 درجة كل ثانيتين من مسار السيارة مع إحداثيات مكان التقاط كل صورة.
وبعد كشف الفرع الفني في فرع المعلومات على الأجهزة المضبوطة، تبيّن أنها عبارة عن ثلاثة أنظمة ذات تقنيات متطورة:
– الأول عبارة عن محطة خلوية تعمل بنظام GSM للتنصت وتحديد مواقع الهواتف الخلوية، وتستخدمه عادة الأجهزة الأمنية للتنصت على الهواتف الموصولة على المحطات ومراقبة أقنية التحكم على أنظمة 2g و3g و4g. كما يمكن لهذا النظام، عبر استخدام برنامج خاص به وتقنية silent sms، معرفة أماكن وجود الهواتف الخلوية ضمن منطقة معينة.
– الثاني، هو عبارة عن هاتفين خلويين نوع one plus أحدهما موصول على شبكة ألفا والثاني على شبكة تاتش، يحتويان برنامجاً لمسح الشبكة على أنظمة 2g و3g و4g وتسجيل المحطات الخادمة serving cell في كل منطقة والمحطات الرديفة neighbor cell. ويسجل البرنامج جميع مواصفات المحطة لجهة التردّدات وقوّة الإشارة ونوعية الخدمة وعرض النطاق Bandwidth وخدمات الإنترنت المتوافرة في كل منطقة وعدد المحطات. ويتم تشغيل برنامج رديف على الهاتف لتحفيظ هذه المعلومات وإرسال الملف مباشرة إلى خادم (Server) خارج البلاد. وعادة يستخدم هذا النظام من قبل مشغّلي الهاتف الخلوي والأجهزة الأمنية في البلد لمعرفة المحطات الخادمة في منطقة معينة. وهذه المعلومات ملك وزارة الاتصالات والحصول عليها غير مسموح من دون موافقة مسبقة.
– الثالث هو ماسح للشبكات wifimax وشبكات الـ wifi لتوفير خدمات الإنترنت. ويمكن لهذا الجهاز معرفة كل المعلومات الفنية المتعلقة بجميع خصائص شبكات الوايفاي الموجودة في منطقة معينة وتحديد عنوان الشبكة ونطاقها الجغرافي وتحفيظ الملفات وإرسالها فوراً إلى خادم خارج البلاد. وهذه المعطيات حصراً يجب أن تكون ضمن سيطرة الأجهزة الأمنية وشركتي الهاتف ومن غير المسموح لأي جهة تنفيذ مهمة تتعلق بكشفها من دون الحصول على موافقة وطلب خطي رسمي مسبق من قبل الجهات المختصة نظراً إلى حساسية هذه المعلومات وخصوصيتها وإمكانية كشف الشبكات للاختراق من قبل جهات خارجية.

 

اللواء
فراغ يسبق الأعياد.. وجبهة مسيحية للضغط بدءاً من اليوم
اشتداد الغارات ليلاً على قرى الجنوب مع تراجع فرص الهدنة في غزة
استبقت اللجنة الخماسية على مستوى السفراء حلول عيد الفطر السعيد، فدخلت في إجازة، وتحرّر السفراء فرادى من التزامات المواعيد، وبات بإمكانهم السفر الى بلدانهم، او الى حيث شاؤوا مع امل العودة ليس الى لبنان، بل لمتابعة جدول مواعيد جديدة في الاسبوع الاول بعد العيد، الذي سيسبقه عيد الفصح، حسب التقويم الغربي، ثم عيد الفصح حسب التقويم الشرقي.
وبصرف النظر عما خلصت اليه، على مستوى القناعات التي تجمعت لدى السفراء او بصورة كلية، فإن الترقب عاد بقوة الى الواجهة، وبدت جبهة الجنوب الاكثر تأثراً بأجواء الترقب، لا سيما بعد كشف حركة حماس عن الجواب السلبي لبنيامين نتنياهو على مشروع التوصل الى هدنة تسمح بتبادل الاسرى والمحتجزين، فضلاً عن وقف النار، واطلاق المساعدات الانسانية.
وهذا يعني، من وجهة نظر مصادر سياسية، عودة المخاوف بقوة الى المشهد ايا كانت الحسابات الاميركية والاسرائيلية في ضوء جولة وزير الخارجية الاميركي انطونيو بلينكن، والتي ستشمل اسرائيل، يوم غد الجمعة، وفي واجهة الزيارة استعدادات الجيش الاسرائيلي لفتح معركة رفح او الدخول الى «رفح» ضمن خطة تدمير كل جغرافيا القطاع من جهاته الاربع، بما فيها رفح من الجنوب، وممرها عبر مصر، التي تقود مع المملكة العربية السعودية جهوداً مضنية للتوصل الى وقف النار، وتوفير المساعدات الى غزة المنكوبة.
وكشفت مصادر ديبلوماسية ان لجنة السفراء الخمسة، ستتحول بدءا من اليوم إلى لجنة من سفيرين فقط، بعد مغادرة سفراء المملكة العربية السعودية ومصر وقطر الى بلدانهم بدءا من اليوم، لقضاء ما تبقى من شهر رمضان المبارك هناك وتمضية عطلة عيد الفطر المبارك هناك، ما يعني بقاء سفيري الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا فقط في لبنان، واقتصار حركتهما منفردين حتى عودة السفراء الثلاثة من بلدانهم إلى لبنان بعد عيد الفطر المبارك، ما يعني عمليا تجميد حركة اللجنة الخماسية في الوقت الحاضر.
واشارت المصادر إلى ان ما تسرب من معلومات عن زيارة وفد اللجنة الخماسية إلى بكركي ومعراب ولقائه مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط، لا يؤشر إلى أي تقدم ولو جزئي في مهمة اللجنة لانتخاب رئيس للجمهورية، بل سجل عجز ملموس، لدفع مهمتها قدما إلى الامام، استنادا إلى الاجواء التي نقلت عن أجواء المجتمعين، ما يعني ان ما قامت به اللجنة الخماسية حتى الان، مراوحة مكانها، بالرغم من اهمية الزيارات التي قامت بها، والافكار التي استمعت اليها منهم جميعا.
وفي السياق، نقل الوزير السابق وديع الخازن عن الرئيس نبيه بري تقديره لتحرك الخماسية وتشجيعه كتلة الاعتدال، مشيراً الى انه اذا تم التوافق في ضوء التشاور بين الاطراف اللبنانية، فهو سيلقى (اي التوافق) الدعم من المراجع الدولية والاقليمية، واكد الخازن ان الرئيس بري مصمم في اي وقت ولحظة لعقد الجلسة.
وأكد الرئيس نجيب ميقاتي في اليوم العالمي للفرانكوفونية ان «لا خيار للبنان الا بالحوار واتباع طريق الحوار البناء والاحترام المتبادل والتسامح الذي يمثل الانسجام ضمن الاختلاف».
ومن بكركي، كشف النائب غسان سكاف انه «عرض على البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الذي زاره في بكركي مبادرة جديدة من اجل الوصول الى انتخاب رئيس في اسرع وقت»، معتبراً ان الوساطات يجب ان تكون سرية، خصوصاً مع بدء طرح اسماء مما يستوجب ضرورة السرية.
اجتماع بين التيار والقوات لإعداد ورقة سياسية
واليوم، تعقد القوى المسيحية، بدعوة من البطريرك الراعي، الذي كلف المطران انطوان ابي نجم اجراء الترتيبات، اجتماعا في بكركي، لممثلين من التيار الوطني والقوات اللبنانية، وربما حزب الكتائب، وتجدُّد لوضع ورقة سياسية، تكون على جدول اعمال لقاء مسيحي موسع يدعو اليه الكاردينال الراعي مباشرة.
وفاجأ رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع السفيرة الاميركية ليزا جونسون عندما سألته عن سبب رفض دعوة الرئيس بري للحوار بقوله: لا نريد ان نكون جمهورية موز.
غارات بالجملة
ميدانياً، قرابة الخامسة الا ربعا من عصر امس شن الطيران الحربي الاسرائيلي عدواناً جوياً، باستهداف منزل في ساحة بلدة القنطرة في القطاع الشرقي، ثم خراج بلدة الغندورية.
واعلنت المقاومة الاسلامية عن استهداف موقع المرج بقذائف المدفعية، كما استهدفت المقاومة موقع زبدين في مزارع شبعا بالاسلحة الصاروخية، وكذلك قلعة هونين.
ونعت حركة «أمل» الشهيد محمد علي موسى قميحة، الذي استشهد اثناء قيامه بواجبه «الوطني والجهادي دفاعاً عن لبنان والجنوب» حسب بيان النعي.

 

البناء
بوتين: الفوز الرئاسي نقطة بداية لانتصارات مقبلة تحتاجها روسيا وسوف تنالها
بلينكن: اتفاق غزة على وشك الإنجاز… ولا فرصة لتحييد المدنيين في معركة رفح
المموّلون الكبار لحملة بايدن وبينهم زعماء اليهود يطالبونه بإنهاء حرب غزة للفوز
تحدّث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى الشعب مع إعلان النتائج الرسمية للانتخابات التي أكدت فوزه الكاسح بتفويض شعبي استثنائي، وضمنت صورة سلسة للانتخابات الرئاسية، بينما تعاني أميركا من مخاطر تحول انتخاباتها الرئاسية الى بوابة لحرب أهلية كما حذّر المرشح الرئاسي الرئيس السابق دونالد ترامب. وكما يقول الكثير من الخبراء باحتمال أن لا تنتهي الانتخابات الى رئيس منتخب معترف بشرعيته. وقال بوتين إن الفوز الرئاسي هو نقطة بداية لمجموعة انتصارات تحتاجها روسيا وسوف تنالها، معدداً تحديات ومهام أخذ على عاتقه قيادة روسيا لإنجازها خلال ولايته الرئاسية، منها مواصلة النهوض الاقتصادي كدولة صناعية كبرى، ودخول حقل التقنيات الحديثة والروبوتات بصورة خاصة، ومنها مواصلة بناء القدرة النووية وضمان الموقع الأول عالمياً في السلاح النووي، وضمان إدارة التفوق على جبهة الحرب مع الناتو في أوكرانيا بانتظار أن ينضج الغرب لتسوية تضمن لروسيا تطلعاتها ومصالحها الحيوية.
في تطورات حرب طوفان الأقصى تبدو واشنطن في قلب مأزق استمرار الحرب والحاجة الملحة للخروج منها، حيث تحملت إدارة الرئيس جو بايدن مسؤولية الشريك الكامل في جرائم الإبادة التي ارتكبها جيش الاحتلال، بما وفرته من تمويل وتسليح وحماية قانونية ودبلوماسية، جعلت الشارع الأميركي يصبّ غضبه على بايدن وترشحه الرئاسي، بما يهدد فرصه في الفوز كما قال المموّلون الكبار لحملة بايدن وبينهم الشخصيات اليهودية الرئيسية في أميركا، في دعوتهم بايدن للتحرك العاجل لوقف الحرب في غزة لضمان فرص أفضل للفوز في الانتخابات.
على هذا الطريق تبدو مهمة وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن في المنطقة، وقد بدأها في السعودية وستشمل كيان الاحتلال، حيث استبق بلينكن لقاءاته بقادة الكيان بالحديث عن أن لا فرصة للجمع بين خوض معركة عسكرية في رفح وتحييد المدنيين من المخاطر، مشيراً الى أن المفاوضات للتوصل الى اتفاق تتقدم وصارت على وشك الإنجاز وبدء التنفيذ، وهو ما لم تؤكده أي مصادر أخرى من الوسطاء او من حركة حماس أو من كيان الاحتلال، بما اعتبره خبراء في العلاقات الأميركية الإسرائيلية رسالة مشفرة لقادة الكيان بوجوب إنجاز صفقة اتفاق سريعاً وتحمّل الثمن المؤلم لهذه الصفقة.
وفيما تشير مصادر المعلومات الآتية من الدوحة الى إيجابية تطغى على المفاوضات بين الوفدين الإسرائيلي والفلسطيني على الرغم من المراوغة والمناورة التي تطغى على سياسة الحكومة الإسرائيلية، لا سيما أن استئناف التفاوض أعقبه الإعلان عن زيارة لوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الموجود في جدة، الى «إسرائيل» يوم غدٍ الجمعة. ووفق المعلومات فإن بلينكن سيجمع وزراء خارجية مصر والسعودية وقطر والأردن والإمارات لإجراء جولة مشاورات حول الوضع في غزة.
ولفتت مصادر مطلعة على الملف التفاوضي لـ«البناء» الى أن عدة مؤشرات إيجابية لاحت في الأفق ما يعكس جدية في التفاوض، لكن هناك معوقات وعقبات عدة أمام إنجاز اتفاق هدنة في غزة لأسباب داخلية إسرائيلية وأسباب أخرى تتعلق بالمقاومة في غزة، إذ أن «إسرائيل» لا تستطيع وقف الحرب بشكل دائم في الوقت الراهن وكذلك الخضوع لشروط حركة حماس، وبدورها الأخيرة لا تستطيع التفريط بالإنجازات التي تحققت في عملية طوفان الأقصى ولا التفريط بصمود المقاومين وبسكان غزة الأسطوري. ولا يمكن أمام هذا الصمود والتضحيات إلا انتزاع أثمان تتعلق بالقضية الفلسطينية وبالحقوق الفلسطينية الطبيعية. ما سيطيل أمد التفاوض لا سيما أنه دخل في التفاصيل انطلاقاً من المقترح الذي قدّمته حركة حماس، وعلى وقع استمرار الحرب في الميدان والعمل العسكري الإسرائيلي لاستغلال الوقت لتحقيق المزيد من المكاسب والإنجازات العسكرية والأمنية الوهمية. لكن المصادر ترجّح التوصل الى اتفاق هدنة بدفع أميركي وبالضغط على «إسرائيل» وعلى الوسطاء الذين يتفاوضون مع حركة حماس.
وسجلت الجبهة الجنوبية تراجعاً نسبياً في وتيرة العمليات العسكرية على الحدود، مع تراجع احتمالات توسيع الحرب لأسباب عدة وفق ما يشير مصدر مطلع على الوضعين الميداني والسياسي لـ«البناء» والذي يلفت الى أن لا «إسرائيل» تتحمل توسيع الجبهة مع لبنان في ظل غرقها في وحول حرب الاستنزاف في غزة إضافة الى قوة حزب الله العسكرية والصاروخية والاستخبارية والميدانية والتي أظهر جزءاً بسيطاً منها. وقد وجّه رسائل نوعية عدة تلقفتها «إسرائيل» والتزمت بقرار عدم خوض حرب واسعة النطاق لأن من شأن ذلك إلحاق دمار هائل في كامل أنحاء «إسرائيل» وتعميق الهزيمة الاسرائيلية بعد هزيمة غزة، ولا حزب الله بدوره يريد توسيع الحرب لتجنيب لبنان التداعيات. لكن أي عدوان واسع على لبنان فإن حزب الله سيخوض هذه الحرب بلا أيّ تردد.
وتشير أوساط دبلوماسية مطلعة لـ«البناء» الى أن «إسرائيل أنهِكت خلال شهور الحرب وهي لم تعتدْ على خوض حروب أكثر من 4 أشهر، لذلك وصلت إلى طاقتها القصوى في الحرب ولا تستطيع الاستمرار أكثر، لذلك تريد وقف الحرب لكن بشروط وضمانات وصورة توحي بالعلن على أنّها انتصرت ولم تهزم، أو على الأقل تخفيف حدّة وتداعيات الهزيمة. وكذلك الأمر توسيع الحرب لم يعُد خياراً واقعياً وعملياً. وهذا ما يدركه المسؤولون الإسرائيليون وكذلك الإدارة الأميركية التي تبذل جهوداً كبيرة لمنع توسيع الحرب على الحدود اللبنانية لأنها تدرك عواقبها وتداعياتها على إسرائيل أولاً وعلى معادلات الردع وميزان القوى في المنطقة». واستبعدت الأوساط قيام «إسرائيل» بحرب شاملة على لبنان، مرجحة بقاء الوضع ضمن الوتيرة نفسها، حتى التوصل الى هدنة أو وقف إطلاق النار في غزة، ما ينسحب على جبهة الجنوب.
إلى ذلك واصلت المقاومة عملياتها، وأعلنت في بيانات متلاحقة، ‏استهداف موقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة، وقلعة هونين وموقع زبدين في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخية وأصابوه إصابةً مباشرة. وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية، بأنه «يتمّ التحقق من سقوط صواريخ في جبل ميرون».
‏ ‏بدورها، زفت حركة أمل في بيان، الشهيد المجاهد محمد علي موسى قميحة «لواء»، مواليد كفرصير : ٨-١-١٩٨٨، الذي استشهد أثناء قيامه بواجبه الوطني والجهادي دفاعاً عن لبنان والجنوب. ولفتت الحركة الى أن «أفواج المقاومة اللبنانية أمل تعاهد الشهيد وجماهيرها بأن تبقى على العهد والقسم للقائد المؤسس وللشهداء بأن نكون فدائيي حدود أرضنا المقدسة مهما غلت التضحيات».
في المقابل أطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي في قرية الغجر المحتلة رشقات رشاشة وقنابل باتجاه رعاة الماشية شرقي بلدة الوزاني.
على صعيد آخر، وغداة انتهاء المرحلة الأولى من جولة سفراء الخماسي على القيادات اللبنانية، على أن تستأنف اتصالاتهم «الرئاسية» بعد عيد الفطر، حيث تزور اللجنة رئيس تيار المردة الوزير السابق سليمان فرنجية ورئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل، على أن ترفع تقريراً الى اللجنة الخماسية في الخارج لتقييم الموقف والخطوة التالية، وما إذا كانت هناك حاجة لإرسال الموفد الفرنسي جان إيف لودريان الى لبنان، وفق ما علمت «البناء».
واشارت مصادر نيابية لـ«البناء» الى أن «حراك اللجنة الخماسية لن ينتج رئيساً للجمهورية في المدى المنظور، وأعضاء اللجنة عبروا عن هذه القناعة خلال اجتماعاتهم مع القيادات السياسية، كما لن يحلوا مكان القوى السياسية والنيابية والقيام بدورها السياسي والدستوري والوطني، لكن دور اللجنة يتمحور حول تقريب وجهات النظر وتقديم أفكار للتوفيق بين القوى السياسية والبحث عن قواسم مشتركة وآلية للحوار لانتخاب رئيس بالتوافق لا بفرض المرشحين والشروط». ولفتت المصادر الى أن حراك الخماسية وكتلة الاعتدال يهدف لتحضير الساحة الداخلية عبر طاولة حوار أو نقاش وطني حتى انتهاء الحرب في غزة وانطلاق المفاوضات على ترتيبات أمنية على الحدود والشروع بانتخاب رئيس للجمهورية عندما تنضج الظروف الإقليمية والدولية».
وعلمت «البناء» أن أحد النواب المستقلين بدأ بجولة على المرجعيات والأطراف السياسية لعرض مبادرة رئاسية لانتخاب رئيس. كما علمت بأن قنوات التواصل غير مقفلة بل مفتوحة بين حزب الله والتيار الوطني الحر عبر عدد من الحلفاء المشتركين في محاولة لتقريب وجهات النظر حول الملف الرئاسي والبحث عن إمكانية التوصل الى مساحة رئاسية مشتركة تسهل التوافق على مرشح. علماً أن الثنائي حركة أمل وحزب الله وفق معلومات «البناء» لم يدخلا بأي بحث أو نقاش حول مرشحين غير الوزير فرنجية. وأوضحت مصادر الثنائي لـ«البناء» الى أن دعوة الرئيس بري للحوار لا يعني التنازل المسبق عن دعم ترشيح فرنجية للرئاسة، بل الحوار على سلة كاملة من ضمنها رئاسة الجمهورية وبرنامج الرئيس ورئيس الحكومة وتشكيلة الحكومة المقبلة وبرنامج عملها وبعض المناصب الرفيعة في الدولة وذلك تسهيلاً لانتخاب الرئيس وتأليف الحكومة ولإنجاز الملفات الأساسية لاحقاً.
وكشف سفير مصر لدى لبنان علاء موسى عن أن ما لمسته اللجنة الخماسية من رئيس مجلس النواب نبيه بري في اللقاء الأول والثاني هو «موقفه الواحد» وقد أبدى كلّ رغبة في إنجاز الاستحقاق، مشددًا على أن اللجنة لا تتحدّث في الأسماء لأنه ليس من دورها بل تبحث عن أرضية مشتركة بين الفرقاء. وقال في حديث تلفزيوني: «ما تهدف اليه الخماسية هو تطبيق الدستور والبعض لديه مخاوف من الحوار».
ورد موسى على البطريرك الراعي بشكل غير مباشر، بقوله: «لم يتم انتخاب رئيس في أي زمن في لبنان بدون حوار والفارق بين الحوارات السابقة والحالية أنها برئاسة بري ويجب ألا نتحدث عن شكل الحوار». وأشار إلى أن «هناك 3 مراحل: الاولى تتطلّب التواصل مع مختلف الكتل والحصول على التزام منهم في الملف الرئاسيّ والثانية القيام بمشاورات ومداولات والثالثة الذهاب الى مجلس النواب والانتخاب. والأهم بين هذه المراحل هي الاولى». وتابع «سنلتقي الكتل كافة والآن يجري تحديد المواعيد ومِن السفراء مَن سيأخذ إجازة طويلة من منتصف شهر نيسان ولهذا السبب أرجأنا اللقاءات الى بعد عيد الفطر». واعتبر موسى أن «المقاربة الأفضل والأكثر منطقية في الموضوع الرئاسيّ هي بالحصول على «الالتزام» من قبل الكتل كافّة».
وكان الرئيس بري استقبل في عين التينة نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، حيث جرى عرض لتطورات الأوضاع العامة لا سيما السياسية والميدانية منها وشؤوناً تشريعية. وتابع بري أيضاً المستجدات السياسية خلال استقباله الوزير السابق وديع الخازن الذي قال بعد اللقاء: «تطرّق دولته الى الموضوع الرئاسي واعتبره هاجساً وطنياً بل إنه بمثابة همه اليومي، وما دعواته المتكررة للانتخابات إلا من قبيل وضع الجميع امام مسؤولياتهم الدستورية والوطنية، إذ لا يمكن تجاهل هذا الاستحقاق لأنه يأتي في صلب الواجبات المنوطة بالمجلس، مكرراً دعوته جميع الأفرقاء الى التلاقي والتشاور والتفاهم، لأن التشاور وحده كفيل بعدم إقصاء أحد وبإنهاء هذه المراوحة المتحكمة بالملف الرئاسي».
وأكد الرئيس بري بحسب ما نقل عنه الخازن، «أنه متى لاحت بارقة الأمل لن يتوانى عن تجاوز كل العوائق التي تحول دون ذلك، لأنه مصمم في أي وقت ولحظة لعقد الجلسة، وإذا تم التوافق المذكور فلا بد وأن يَلقى من المراجع الدولية والإقليمية كل الدعم المطلوب، وإلا كنا كمن يستدرج العروض على يد الخارج لإلزامنا بخيار بعيد عن المواصفات اللبنانية لاختيار الرئيس المقبل». وأضاف الخازن «وكرر لي الرئيس بري دعمه الكامل وتقديره لحراك سفراء المجموعة الخماسية وتشجيعه كتلة الاعتدال الوطني وكل الخيرين في البلد للمضي في جهودهم الحميدة عسى أن تثمر كل هذه المساعي خيراً للبلاد».

Please follow and like us:

COMMENTS