افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الخميس 18 نيسان ، 2024

افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الخميس 6 حزيران ، 2024
افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الأربعاء 13 حزيران، 2018
إفتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم السبت 15 أيلول، 2018

اللواء
فرنجية يخضع لإمتحان السفراء: تمسُّك بدور حزب الله ولا انسحاب لمرشح ثالث
الاحتلال يعترف بـ6 إصابات خطيرة بهجوم مركَّب على العرامشة ويردّ بالبقاع
شهد الوضع العسكري جنوباً، يوماً حافلاً من الضربات النوعية، إذ انشغلت الدوائر الاسرائيلية في فتح تحقيق في نجاح الضربة التي وجهت لوحدة عسكرية في عرب العرامشة في منطقة الجليل الغربي، وادت الى اصابة 14 جندياً بجروح، بينهم 6 اصابات خطيرة حسب بيان الجيش الاسرائيلي.
ومع حلول ساعات المساء، شن الطيران الحربي المعادي غارة بالصواريخ على سهل إيعات في البقاع.. كردّ على العملية، في اطار واضح من المعركة خارج خطوط الاشتباك التقليدية.
على الجبهة السياسية، حققت اللجنة الخماسية على مستوى السفراء، كسراً للجمود، وبدا الملف الرئاسي على طاولة الاهتمام العربي والدولي بمعزل عن مجريات العمليات الحربية، سواء في غزة، او جبهة الجنوب كما حدّ من ساحات جبهات المساندة.
وأوضحت أوساط سياسية لـ«اللواء» أن لقاءات أعضاء اللجنة الخماسية مع القيادات اللبنانية لم تتناول أية أسماء ولا يزال البحث أولياً في سياق التداول بأفكار تساهم في جعل الملف الرئاسي ينشط، حتى أن سفراء الخماسية كانوا مستمعين أكثر لمقاربات الكتل النيابية دون وضع سقف زمني لأن التفاهم يبقى الأساس.
‎إلى ذلك، رأت الأوساط نفسها أنه بانتهاء لقاءات هذه اللجنة، فإن بيانا أو موقفا قد يصدر عنها بشأن الخطوات المقبلة،وقد تختار أحد السفراء لشرح واقع الأمور إلا إذا اتخذ القرار بعدم الإدلاء بأي موقف قبل رفع نتيجة هذه اللقاءات إلى الدول التي يمثلون، ومن هنا لا بد من انتظار حصيلة المواقف ولاسيما التي تصدر عن نواب قوى الممانعة والمعارضة .
‎على صعيد آخر توقعت الأوساط نفسها اشتداد الخلاف بين هذه القوى على خلفية ملف الانتخابات البلدية والاختيارية بعدما بات التمديد للمجالس البلدية والإختيارية يقترب من الإنجاز.
الخماسية في بنشعي
المحطة الأبرز، كانت لسفراء الخماسية في بنشعي، حيث التقى السفراء: علاء موسى (مصر)، والشيخ سعود بن عبد الرحمن بن فيصل آل ثاني (قطر)، وهيرفيه ماغرو (فرنسا)، وليزا جونسون (الولايات المتحدة الاميركية).
ولم يحضر سفير المملكة العربية السعودية وليد بخاري، لأسباب صحية، وحضر الى جانب فرنجية النائب طوني فرنجية والوزير السابق روني عريجي.
ماذا دار في اللقاء؟
وفقاً لما رشح، لم يعقد اللقاء مع فرنجية بصفته مرشحاً رئاسياً، بل بصفته قطباً سياسياً مارونياً، خاض تجربة الترشح، ونال 51 صوتاً مقابل 59 صوتاً لمنافسه الوزير السابق جهاد ازعور.
تركزت المناقشات حول:
1- علاقة فرنجية بحزب الله وعما اذا كان ملتزماً بأجندة الحزب، فيما لو انتخب رئيساً؟
2- مدى استعداد فرنجية للانسحاب لمصلحة مرشح ثالث، ما دامت فرصته للرئاسة لم تكن موفقة، او هي غير موفقة في المستقبل.
3- نظرته لوضعية لبنان العربية والاصلاحات التي يمكن ان يتضمنها برنامجه الرئاسي.
وقال مصدر مطلع لـ«اللواء» ان الجلسة كانت اشبه «بامتحان من اللجنة لفرنجية»، واتسمت المداخلات والاجوبة بالسلاسة والهدوء، لكنها لم تصل الى نتيجة، يمكن البناء عليها.
سمع السفراء من فرنجية ان وحدة الدولة والانتماء العربي للبنان والانفتاح هي العناوين الاساسية لبرنامجه الرئاسي.
وقال فرنجية انه على استعداد للتعاون والتجاوب مع اية طروحات، شرط ان تخدم وحدة لبنان.
وقدم فرنجية برنامجه الرئاسي للخماسية والاصلاحات التي يسعى اليها، مقابل سؤال اللجنة عن امكانية انسحابه لصالح المرشح الثالث في حال عدم قدرته على تغيير نتيجة جلسة 14 حزيران الماضي.
وحول علاقته مع حزب الله رد فرنجية بأن دور «الحزب وطني ولا وقت للنقاش بسلاحه بل المطلوب هو دعمه بوجه العدو الاسرائيلي».
ثم زار السفراء، رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل، في الموضع عينه، وكشف السفير موسى ان الاجتماع تميز بالايجابية، فيما شكر الجميل سفراء الدول الخمسة، معتبراً ان المرشح التوافقي غير موجود لتاريخه، لأن حزب الله متمسك بفرنجية، وأن فرنجية لم يكن ليستمر بترشحه لولا ضمانات حزب الله وحركة امل، مؤكداً ان ما لا نقبل به هو مندوب سامٍ، يقرر عن مستقبلنا ورئيس جمهوريتنا..
عند «الاعتدال»
ومن الكتل التي زارها وفد السفراء تكتل «الاعتدال الوطني» وجرى بحث بالمقاربات الممكنة لإنجاز الاستحقاق، واوضح النائب وليد البعريني: اصبح لدينا وضوح اكثر حول كيفية توحيد الجهود وحصر التباين في الجهة التي ستدعو الى التشاور ورئاسة الجلسة التشاورية.
ويزور سفراء «الخماسية» عند الحادية عشرة قبل ظهر اليوم رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل في منزله في البياضة، بصفته السياسية ايضاً.
التمديد في 25
نيابياً، قضى الامر وحدد الرئيس نبيه بري موعد الجلسة النيابية الخميس المقبل (25 نيسان) وعلى جدول اعمالها، كما اعلن نائب رئيس المجلس النائب الياس بو صعب، بعد اجتماع هيئة مكتب المجلس «مناقشة التمديد للبلديات وفي ضوئها تم النقاش والقرار النهائي يعود للهيئة العامة».
ويتضمن اقتراح القانون المقدم من النائب جهاد الصمد تمديد ولاية المجالس البلدية والاختيارية القائمة حتى 31/5/2025، ثم مناقشة اقتراح قانون معجل مكرر لتحديد القانون الواجب التطبيق على المتطوعين المثبتين في الدفاع المدني.
سجال مستمر
واستمر السجال بين الرئيس بري وفريقه والقوات اللبنانية، فجاء في رد الدائرة الاعلامية: من يريد ان يفصل الجنوب عن لبنان يا دولة الرئيس.. اين قرأت ذلك، وللتذكير في ربيع العام 1998 جرت الانتخابات البلدية في لبنان لاول مرة بعد الحرب وتم استثناء محافظة الجنوب بسبب الاحتلال الاسرائيلي.
وما لبث ان رد المعاون السياسي لبري النائب علي حسن خليل، الذي اعتبر ان القوات تتناسى ان الجنوب تم تحريره بدم الشهداء وأن مشروع الفدرلة قائم في عقل وخطاب جعجع.
النازحون
وبانتظار ما سيسفر عنه مؤتمر النازحين السوريين في بروكسيل، تابع المدير العام للأمن العام بالانابة اللواء الياس البيسري الموضوع واستقبل رئيس مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان UNHCR إيفو فرايجسن، وتناول اللقاء ملف النزوح السوري في لبنان والخطوات العملية المتّبعة للمعالجة. وفي هذا الاطار، شدد المدير العام امام فرايجسن على «وجوب استحصال المديرية العامة للامن العام على بعض المعلومات المتعلقة بـ«الداتا» المسلَّمة الى الامن العام، لا سيما ما يتعلق بتحديد تواريخ تقديم طلبات تسجيل السوريين لدى المفوضية وتاريخ هذا التسجيل لديها، حتى تتمكن المديرية العامة من تنفيذ استراتيجيتها في معالجة ملف النزوح السوري وفق القوانين اللبنانية والدولية».
الوضع الميداني
ميدانياً، أعلن حزب الله في بيان استهداف آلية عسكرية اسرائيلية أثناء دخولها إلى موقع المطلة بالأسلحة المناسبة. كما «استهدف قبل ظهر أمس وحدة المراقبة الجوية في قاعدة ميرون بالصواريخ الموجهة». واعلن انه و«رداً على إغتيال العدو لعدد من المقاومين في عين بعال والشهابية، شن الحزب هجوماً مركّباً بالصواريخ الموجهة والمسيَّرات الانقضاضية على مقر قيادة سرية الاستطلاع العسكري المستحدث في عرب العرامشة في ما يسمى «المركز الجماهيري» وأصابوه إصابة مباشرة وأوقعوا أفراده بين قتيل وجريح». وقد اعلن الإسعاف الإسرائيلي عن « 5 إصابات في سقوط صاروخ على مبنى في الجليل الغربي شمالي إسرائيل». ولاحقا، تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن «ارتفاع عدد المصابين الى 14 بينهم 6 في حالة خطر شديد.
وحسب ما ذكرت القناة 12 الاسرائيلية ان «حزب الله حدد نقطة تجمع للجنود ونفذ هجوماً مركّباً عبر اطلاق صاروخين مضادين للدروع ومسيَّرتين انتحاريتين»، مع انتقاد قناة «كال» الاسرائيلية لغياب صفارات الانذار داخل اسرائيل.
ثم تحدثت المقاومة الاسلامية عن استهداف ثكنة زبدين في مزارع شبعا بالاسلحة المناسبة.
وليلاً شنت الطائرات الاسرائيلية غارة على منزل في محيط مهنية الخيام، وسارعت سيارات الاسعاف الى المكان لإنقاذ المصابين.

 

الأخبار
عن الاستثمار الأميركي الخاسر في لبنان: قيادة «الثورة» من الحريري إلى مكرم وبيتر!
رغم إقرار الوكيل السابق لوزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية ديفيد هيل بأن واشنطن تنفق نحو مليار دولار سنوياً في لبنان يذهب معظمها إلى وسائل إعلام وإعلاميين، ورغم التركيز الأميركي على درس خصائص الرأي العام عبر الذكاء الاصطناعي والاستطلاعات وغيره، ورغم مئات الورش التدريبية التي تنظّم سنوياً لبناء القدرات، تواجه السفارة الأميركية في لبنان معضلة حقيقية على ثلاثة مستويات:الأول، الافتقار إلى ما يمكن وصفه بـ«القادة الشباب» من المؤثّرين والمؤثّرات في الرأي العام. في إحدى المراحل، كان هناك مروان حمادة وكتّاب «النهار»، عقاب صقر وكتّاب «ناو ليبانون»، فارس خشان وتلفزيون «المستقبل»، الياس عطا الله ويساره الديموقراطي، كارلوس إده وكتلته الوطنية، أنطوان حداد (والراحل نسيب لحود) ولقاؤه الديموقراطي، فارس سعيد وأمانته العامة، إضافة إلى فؤاد السنيورة وإلياس الزغبي وإيلي ماروني ومصطفى علوش ومصباح الأحدب وهادي حبيش وغطاس خوري وباسم السبع وعمار حوري وأحمد فتفت ونديم عبد الصمد وجمال الجراح ونايلة معوض ونوفل ضو وبطرس حرب… لكن هؤلاء جميعاً خرجوا من المشهد. وما كادت انتخابات 2022 تنتهي، حتى كان الناشطون والناشطات ممن بدأ الاستثمار فيهم عام 2012 «يشمّعون الخيط» ويحزمون حقائبهم لتحقيق أحلامهم بعيداً عن بيروت، حتى بدا وكأن صلاحيتهم انتهت هم أيضاً، أو أن العقود (المعنوية) التي توقّعها السفارة الأميركية مع «شركائها المفترضين» تخدم لعشر سنوات غير قابلة للتجديد. هكذا فإن الفريق السياسي الذي لم يكن فندق «بريستول» يتسع لشخصياته عام 2005، لا يجد من يمثله اليوم سوى مكرم رباح وبيتر جرمانوس وإيلي محفوض وطوني أبي نجم واثنين أو ثلاثة إضافيين، ممن لا يمكن أخذهم بجدية أو مقارنتهم بالجيل الأول من الأبواق الأميركية.
الثاني، استبدال الخطاب السياسي بالشعارات. حين يخطب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، مثلاً، يحرص على تبسيط الحدث العام وشرحه، فيشعر الطالب وربّة الأسرة والمسنّ بأنه يحيط بالمسألة من جميع جوانبها. وفي موازاة ذلك، يرصد الحزب الصحافة الأجنبية والإسرائيلية وتوزيعها على المناصرين والندوات والبرامج التلفزيونية والمقالات ومراكز الدراسات لتعزيز ما يوصف بالثقافة السياسية و«الإحاطة» التفصيلية بالحدث. في المقابل، يكتفي الفريق الآخر (سمير جعجع نموذجاً) برصِّ الشعارات بعضها فوق بعض لتقديم «خطاب سياسي»، من دون أيّ عرض للوقائع أو المشاكل والحلول وغيره. وإذا كان كلّ من الأسلوبين يؤدي غايته على المدى القريب، فإن تجربة كل من تيار المستقبل و17 تشرين تؤكد أن الشعارات لا تصمد على المدى البعيد، ولا تصنع رأياً عاماً ثابتاً ومقتنعاً ومتماسكاً وقادراً على الصمود في حال تعرّض لما تعرّض له الحزب خلال العقدين الماضيين. وإذ تعزو قوى 14 آذار بؤس حالها إلى ما تعرّضت له من اغتيالات، فإنّ التدقيق الموضوعي يبيّن أن قادة 14 آذار تعرّضوا فعلاً لهذه التهديدات. لكن، في المقابل، طاولت التهديدات، والاغتيالات، ليس قادة الحزب فحسب (وأبرزهم عماد مغنية)، بل أيضاً قاعدته جراء عقوبات اقتصادية ومنع من السفر والعمل وحروب مع إسرائيل والتكفيريين. لذلك، فإنّ ما أوصل قوى 14 آذار إلى ما هي عليه اليوم ليس ما تدّعيه، بل الاكتفاء بالشعارات بدل وضع مشروع متماسك مع خريطة طريق واضحة في تحديدها للمسؤوليات. واللافت أنه في أيّ نقاش هادئ مع القوات أو الكتائب أو غيرهما حول ضرورة تقديم مشروع، يكون الجواب شعارات أيضاً لا تخلو من التخوين والتخويف.
الثالث، تحوّل الأحزاب إلى ماكينات انتخابية والقواعد الشعبية إلى مجرد كتل ناخبة لا أكثر، على غرار ما بدأه تيار المستقبل منذ عام 2005، حيث ثمة قائد وحيد وشعارات للتعبئة وناخبون يتقاضون بدلات مالية وخدمات استشفائية وتربوية. وتكرر القوات والكتائب والتغييريون اليوم ما فعله تيار المستقبل قبل عشرين عاماً، رغم وضوح نتائج هذا الأسلوب، إذ يمكن لهذا النموذج أن يربح دورة انتخابية أو اثنتين، لكن لا يمكنه تأمين الاستمرارية كما تفعل القوى التقليدية التي قد تنحني أمام العواصف السياسية، لكنها سرعان ما تستعيد مكانتها. وإذا كان كلٌّ من النواب التغييريين يلعب بمفرده في دائرته، من دون فريق عمل حقيقيّ أو حزب أو جمعية أو حتى تعاونية، فإن حزب الكتائب الذي كان قبل سنوات قادراً على تقديم أربع أو خمس شخصيات يمكن التفكير في مشاهدتها في حال إجرائها مقابلة تلفزيونية، لا يملك اليوم سوى النائب سامي الجميل، من دون صف ثانٍ أو ثالث أو رابع. أما في القوات، ورغم ما يتردّد منذ سنوات عن «المدرسة الحزبية»، يصعب العثور على خرّيج واحد منها، لا بل يحرص المحازبون، بمن فيهم مهندسون، على التأكيد أنهم لم يدخلوا المدرسة يوماً. في المتن الشمالي، الذي يعدّ أكثر الدوائر الانتخابية تسييساً، لم تجد القوات خريجاً واحداً من مدرستها المفترضة ترشحه للنيابة، فاستعاضت عنهم بالوزير السابق ملحم رياشي الذي عمل سابقاً مع النائب الراحل ألبير مخيبر ثم الوزير السابق الياس المر، والنائب رازي الحاج الذي تنقل من «شباب النهضة» في مراهقته إلى تأسيس «مستقلون» عام 2006 ثم «حكومة الظل الشبابية» عام 2008 فمستشاراً لوزير الاقتصاد عام 2010، من دون أن تكون له علاقة بالقوات يوماً، قبل أن يقرر سمير جعجع ضمّه إلى لائحته في المتن. وحاله في ذلك حال زياد حواط في جبيل وغادة أيوب في جزين وغيرهما ممّن يتقاطعون مع القوات في مرحلة الصعود ويبحثون لاحقاً عن استمراريتهم في مكان آخر، كما فعل غيرهم من الطبقة نفسها مع التيار الوطني الحر. وعلى غرار الكتائب، ليس في القوات طبقة وسيطة بين رئيس الحزب والقاعدة. ورغم محاولة كل من شارل جبور ومسؤول جهاز العلاقات الخارجية في القوات ريشار قيومجيان ومسؤول جهاز التنشئة السياسيّة شربل عيد إيجاد مكان لأنفسهم، فإن متابعتهم تفيد بطلب جعجع منهم تنفيس احتقانهم على منصّة X لا أكثر. واللافت هنا أن هناك ناخبين تأخذهم الماكينة الخدماتية المالية إلى الانتخابات كل أربع سنوات خلف بعض الشعارات، لكن لا يوجد رأي عام يتابع أو يدقّق بين دورة انتخابية وأخرى، وهو ما يفسّر الحاجة الأميركية ربما إلى تغيير الطقم السياسي والإعلامي كل عشر سنوات: ثمة كتلة سياسية متماسكة تعتبر المضمون أهم من الشكل، تقابلها كتلة سياسية غير متماسكة تعطي الشكل أولوية وتضطرّ كل عشر سنوات إلى تصنيع «ثورة» وتوزيع «فولارات» وطناجر ومكانس في استنزاف يمكن أن يفيد مرة أو اثنتين أو ثلاثاً، لكن لا يُعوّل عليه لبناء واقع سياسي مستدام.
لا يمكن لدولة أن تنظّم ثورة وتموّلها وتديرها في بلد كل عشر سنوات لتحافظ على نفوذها فيه
اليوم، تضع بكركي عشرة بنود عن مخاوف رئيسية، يمكن تفصيل كل منها في عشرات الصفحات، فيجيب رئيس حزب القوات بكلمتَي «طبخة بحص». يُسأل عن الدور المسيحي والديموغرافيا والتحدّيات والهواجس والوظيفة فيجيب: «قتال الشيعة». يُقدّم الجيش تحقيقاً مفصلاً مدعّماً بموقوفين وأدلّة وصور وتقارير أطباء شرعيين، فتجيب زوجته: «الجريمة سياسية حتى يثبت العكس»، من دون أن تشرح كيف يثبت العكس أو لماذا لا تثبت هي أنها جريمة سياسية. تقدّم الصحافة الغربية والأميركية والإسرائيلية تقارير تفصيلية عن تداعيات الضربة الإيرانية التي استنفرت العالم وتصدّت لها إسرائيل بالأقمار الاصطناعية وكامل تكنولوجيّتها وسلاح الجو والبر والبحر، فتصف القوات وحلفاؤها ذلك كله بكلمة واحدة: «مسرحية». يمكن هذا أن يفيد مرحلياً، لكن لا يمكن التعويل عليه للمستقبل، وهو ما تعرفه واشنطن جيداً وتتصرف على أساسه. أخرجت السعودية نفسها بنفسها من هذا المشهد كله لأنها تأكدت من عبثيته، سبقتها أو تبعتها فرنسا، وستتبعها عاجلاً أو آجلاً الولايات المتحدة أيضاً: لا يمكن لدولة أن تنظّم ثورة وتموّلها وتديرها في بلد كل عشر سنوات لتحافظ على نفوذها فيه. حين بدأت الولايات المتحدة الإنفاق في لبنان، كان على رأس الطاولة في القاعة الرئيسية في البريستول كل من سعد الحريري ووليد جنبلاط ومن كانوا يوصفون بمسيحيّي 14 آذار. بعد إنفاق عشرين مليار دولار، يجلس اليوم بيتر ومكرم في الصف الأمامي.

 

البناء
الغرب المنافق يهرع لنصرة الكيان مكرّراً ما بعد الطوفان… لكنه ينصح بعدم الردّ
نتنياهو ومجلس الحرب يفشلان للمرة التاسعة باتخاذ قرار الردّ بعد تحذيرات إيران
حزب الله يُقدّم مثال التفوق التكتيكيّ في عرب العرامشة… بعد التفوّق الاستراتيجيّ
تسابق وزراء خارجية الدول الغربية الى الكيان لتأكيد الوقوف الى جانبه في محنته بعد الرد الإيراني على الاعتداء الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية في دمشق، فتحدّث وزراء خارجية ألمانيا وبريطانيا بالنيابة عن زملائهم الأوروبيين مؤكدين الوقوف الى جانب الكيان لمواساته بعد الزلزال الذي أصاب قدرة الردع التي طالما تباهى بها. وكان المشهد تكراراً لمشهد ما بعد طوفان الأقصى عندما كان الكيان في حال هلع وذعر مشابهة، فتقاطروا يعلنون وقوفهم في صفه، مع فارق أنهم يومها صادقوا على خطط حربه وتبنيها. وهذه المرة يدعون قادة الكيان إلى فهم المتغيرات مستخدمين تعابير من نوع التهوّر الإيراني، ومخاطرة إيران بأخذ المنطقة إلى التصعيد و ضرورة تفويت الفرصة عليها، بينما لم يستطع أحد منهم أن يجيب على سؤال الصحافيين عن ماذا لو تعرّضت قنصلية أحدهم لمثل ما تعرّضت له القنصلية الإيرانية من اعتداء إسرائيلي، وعن سبب رفضهم إدانة هذا الاعتداء عندما عُرض الأمر في مجلس الأمن الدولي، وتسبب تعطيل الإدانة بذهاب إيران الى خيار الرد، كما قال وزير خارجيتها.
التردد والارتباك هو الوصف الذي يختصر حالة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو الذي تلقى الرسائل الغربية ومعه أعضاء مجلس حربه الذين قرّروا بالإجماع حتميّة الرد على الرد الايراني، انطلاقاً من كونه أول تهديد بهذا الحجم للأمن القوميّ كما قالوا، ولأن قدرة الردع سوف تصاب إصابة بالغة ما لم يتم الرد، ذلك أن نتنياهو يعلم جيداً الخسائر المترتبة على عدم الرد وهو محقّ بذلك كما يقول الخبراء، لكنه يعلم أيضاً من حجم التشديد الإيراني على حتمية رد شديد القسوة إذا قام الكيان بأي عمل ضد إيران او المصالح الإيرانية. ويقوم نتنياهو بعرض هذه المعطيات المتضاربة مع المستشارين الأميركيين المكلفين بمناقشة مسألة الرد على الرد الإيراني لبلورة قرار، تدعو واشنطن أن يكون تحت شعار تفويت الفرصة على إيران لإشعال المنطقة، بعدما كان الاتهام لإيران بأنها تخشى المواجهة مع الكيان، ولذلك تقول بتفويت الفرصة على نتنياهو الذي يريد إشعال المنطقة.
على جبهة لبنان، وفي الشهر السابع للمواجهة المفتوحة، إنجاز جديد نوعيّ لحزب الله، بعدما نجح بالسيطرة على القرار الاستراتيجي للجبهة، فقرّر فتحها وفقاً لحساباته وحرّك مداها ومستوى النيران فيها وعمقها وفقاً لحساباته أيضاً، ونجح بمنع تحوّلها حرباً شاملة، لكنه نجح بفرض إبقائها على مستوى النار المتوسطة التي قرّرها. والإنجاز هو ما قالته عمليات الأيام الثلاثة الماضية، من عبوات الظهيرة التي نصبت كميناً وقعت فيه وحدة من لواء جولاني حاولت التسلل، وصولاً إلى استهداف قاعدة ميرون ومراكز القبة الحديديّة في بيت هلل، انتهاء بإنجاز نوعيّ أمس تمثل باستهداف سرية الاستطلاع المتقدمة في عرب العرامشة، وهي بلدة عربية فلسطينية، مسدّداً طائرة مسيّرة انقضاضيّة وصواريخ متنوعة الأصناف والسرعات والحمولات، لتكون الحصيلة 18 إصابة من جنود الاحتلال وضباطه بين قتيل وجريح.
رأى الحزب السوري القومي الاجتماعي أن تاريخ السابع عشر من نيسان 1946، محطة مضيئة ومفصلية تختزن في مضامينها كلّ معاني البطولة والفداء من أجل السيادة والكرامة، وتجذراً في الانتماء إلى الأرض، بمقاومة ظافرة أثمرت دحراً للمحتلّ الفرنسي عن أرض سورية.
وفي بيان لعمدة الإعلام في الحزب بمناسبة العيد الثامن والسبعين لجلاء الاحتلال الفرنسي عن سورية، اعتبر أنّ سورية التي قدّمت التضحيات دفاعاً عن قرارها وسيادتها وكرامة شعبها، ضدّ الاحتلال بكلّ صنوفه وضدّ الإرهاب ورعاته، لن يعجزها كسر الحصار المفروض عليها، وهي تخطو بثبات لبلوغ الانتصار النهائي على ما تبقى من احتلال وإرهاب في أرضها.
وحيّا الحزب شآم المجد – سورية الأبية، قائداً شجاعاً وجيشاً مقداماً وشعباً صامداً وقوى حية ونسوراً مضحّية، ويؤكد أنّ سورية بإنجازاتها وانتصاراتها وبحملها لواء المسألة الفلسطينية، وباحتضانها ودعمها للمقاومة في فلسطين ولبنان وكلّ أمتنا، شكلت رقماً صعباً حاسماً في كل المعادلات.. وهي لا تزال الرقم الأصعب الذي لا تستطيع أيّ قوة غاشمة تجاوزه.
وفيما تترقب المنطقة الردّ الإسرائيلي المتوقع على الرد الإيراني على العدوان على قنصليتها في دمشق، والتداعيات المحتملة، شهدت الجبهة الجنوبية سخونة غير مسبوقة بين العدو الإسرائيلي وحزب الله الذي نفّذ سلسلة عمليات نوعية وللمرة الأولى، شكلت مفاجأة لدى قيادة الاحتلال وخلفت حالة من الرعب والإرباك لدى مستوطني الشمال.
وفي تفاصيل الوضع الميدانيّ، شنّ مجاهدو المقاومة الإسلامية هجومًا مركبًا بالصواريخ الموجّهة ‏والمسيرات الانقضاضية على مقر قيادة سرية الاستطلاع العسكري المستحدث في «عرب العرامشة».
وأفادت هيئة البث الإسرائيلية، بارتفاع عدد الإصابات بين الإسرائيليين جرّاء هجوم «حزب الله» في عرب العرامشة بالجليل إلى 18.
ونشر الإعلام الحربي في «حزب الله» مشاهد من عملية استهداف المقرّ المستحدث لسرية الاستطلاع التابعة للواء الغربي (الفرقة 146) في الجيش الإسرائيلي في قرية عرب العرامشة في الجليل.
وأشار خبراء عسكريون لـ«البناء» الى «أهمية العملية بإظهار قوة المقاومة وامتلاكها لمفاجآت في إطار حرب التكنولوجيا العسكرية والأمنية»، موضحين أنها عمليّة معقدة جداً وتحمل أبعاداً أمنية وتقنية بالغة الدلالة، وهي كرّست معادلة ردع جديدة مع «إسرائيل» وهي استهداف سيارات المقاومين والمنازل السكنية يقابله المسيرات والصواريخ الانقضاضية على القواعد العسكرية الإسرائيلية». وتوقف الخبراء عند «عجز القبب الحديديّة عن اعتراض صواريخ ومسيّرات المقاومة فوق قاعدة عرب العرامشة، لا سيما أن المقاومة استهدفت القبب الحديديّة على الحدود قبل إطلاق المسيرات والصواريخ، ما يعني أن المقاومة نجحت في التشويش وتعطيل أجهزة الرصد والقبب الحديديّة الإسرائيلية». وأضاف الخبراء أن كل القواعد العسكرية والاسخبارية والجوية في شمال فلسطين تحت مرمى الصواريخ، ما يشكل معادلة قاسية على «إسرائيل».
وقال عضو الكنيست الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، إنّ «مجلس الوزراء الإسرائيلي تخلّى عن سكان الشمال الذين أصبحوا كطيور البط في مرمى حزب الله».
وكانت المقاومة كثفت عملياتها النوعية أمس، واستهدفت وحدة المراقبة الجوية ‏في قاعدة ميرون ‏بالصواريخ الموجّهة، بالإضافة إلى مقر قيادة ‏الفرقة 91 في ثكنة «برانيت» بصاروخ «بركان» وانتشارًا مستحدثًا لجنود العدو جنوب الثكنة نفسها، فيما ضربت تجمعًا ‏لجنود الاحتلال في محيط موقع راميا وآلية ‏عسكرية أثناء دخولها إلى موقع المطلة بالأسلحة المناسبة، كما استهدفت ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بصواريخ فلق محققة إصابة مباشرة، تلاها استهداف لموقع الرمثا في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة بالأسلحة المناسبة.
في المقابل، تعرّضت منطقة الضهيرة وأطراف علما الشعب ويارين ومروحين لقصف مدفعي عنيف، ترافق مع تحليق للطيران الاستطلاعي والمسير في الأجواء. وشن طيران العدو الإسرائيلي غارة استهدفت بلدة عيتا الشعب و3 غارات متتالية استهدفت منطقة حامول في الناقورة وبلدتي طير حرفا ويارين – قضاء صور. وقد أفيد أن الغارة استهدفت منزلاً مؤلفاً من طبقتين يعود لآل السيد وتمّ تدميره بالكامل. واستهدفت دبابة ميركافا أحد المنازل بشكل مباشر في الضهيرة التحتا قرب الساحة.
وشهدت المناطق الجنوبية، لا سيما منطقة صور، عملية تشويش إسرائيلية على أجهزة «gps» وعلى القنوات التلفزيونية والفضائية والاتصالات الخلوية، وفق ما أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام».
كما شهدت أجواء صور والقرى المحيطة تحليقًا مكثفاً للطيران الإسرائيلي الاستطلاعي والمسيّر.
وعلمت «البناء» من مصادر غربية أن الرد الإسرائيلي على إيران قد يحصل الجمعة المقبل، لكنه لن يكون رداً قاسياً، لاعتبارات أميركية تأخذها «إسرائيل» بعين الاعتبار، وبالتالي الرد الإسرائيلي وفق التقديرات الغربية لن يستدرج الى مواجهة كبرى في المنطقة. كما علمت «البناء» أن بعض السفارات الغربية في لبنان بدأت باتخاذ بعض الإجراءات الأمنية واللوجستية تحسباً لأي تطورات محتملة في لبنان جراء الردّ الاسرائيلي على إيران ومن التصعيد اللافت على الجبهة الجنوبية بين «إسرائيل» وحزب الله.
واعتبر نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم خلال لقاء سياسي مع «تجمع العلماء المسلمين»، أن «إسرائيل وحش من ورق ولا تستطيع أن تقاتل ولا أن تدافع عن نفسها، ولا أن تبقى في الميدان إلا إذا وقف كل العالم المستكبر معها، حتى أميركا وحدها لا تكفي بالنسبة لـ«إسرائيل»، نحن نرى كم مستوى الضعف الذي هم عليه، تريد أميركا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا والعالم كله، تريدهم أن يكونوا معها ومع هذا لم تفلح». أضاف: «هل يعقل أن يكون الفلسطينيون في جوارنا ويتعرضون لإبادة ونحن متأثرون بشكل مباشر بكل هذه التطورات، ونعرف «إسرائيل» العدوة التي بجانبنا أن لا نقف ونساند الفلسطينيين؟ هذا أمر واجب في رأينا المساندة واجبة».
وسأل قاسم: «كيف يحق لكل العالم أن يقف مع الكيان الإسرائيلي؟ أميركا وأوروبا، كل العالم وقف مع الكيان الإسرائيلي، ولا يحق للمستضعفين أن يناصروا بعضهم بعضاً؟ ما هي القواعد التي يضعها البعض؟ قالوا أنتم لا يحق لكم، وهل يحق لكم؟ قالوا هؤلاء كبار. هؤلاء الكبار، يجب أن يتلقوا صفعة حتى يقفوا عند حدّهم، يجب أن نقول لهم لا، وأن نواجههم، إذا نحن لم نبدأ في مواجهتهم ولم نجتمع مع بعضنا، ولا توحّدنا مع بعضنا، ولا ساندنا بعضنا، لن نربح أي معركة من المعارك في وجه هذا الاستكبار».
بدوره، شدّد سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان مجتبى أماني خلال استقباله وفودًا مباركة بعملية «الوعد الصادق» في مقر السفارة، على أن «الكيان الصهيوني يتحدث عن ردّ، هم جرّبونا ونحن جرّبناهم، لقد فهمنا أنه إذا توحدت 10 دول مع الكيان الصهيوني بكل قدراتهم وإمكاناتهم لمنع صواريخنا من الوصول إلى هدفها لكنها وصلت. وهذا يفيدنا بالردّ على أي اعتداء آخر. إذا أخطأ الكيان الصهيوني الحساب، فإن ردنا عليه سيكون هذه المرة أقوى وأسرع وأوسع».
ولفت السفير أماني إلى أنّ «هناك حرباً نفسية إسرائيلية ضد دول المنطقة بما فيها لبنان، فـ»إسرائيل» تريد أن تغيّر جو الفرح والنصر إلى جو اليأس والخوف وانعدام الأمن. لكن في لبنان هناك هذه المعادلة الثلاثية الذهبية المؤلفة من الشعب والجيش والمقاومة التي تحمي البلد، وان استدراج لبنان إلى الحرب هو مخطط صهيوني يريد تخويف الشعب اللبناني وشعوب المنطقة».
على صعيد آخر، استأنف سفراء اللجنة الخماسية جولاتهم على الخط الرئاسي، وزاروا، من دون السفير السعودي الذي ألمّت به وعكة صحية، بنشعي واجتمعوا مع رئيس تيار المردة سليمان فرنجية. وأكد السفير المصري علاء موسى بعد اللقاء أنه جرى تبادل للأفكار، وقال: «استمعنا إلى رؤية فرنجية في ما خصّ الملف الرئاسي في ظل الانسداد القائم، ونحن مصرّون على استكمال جهدنا لإيجاد حلّ للملف الرئاسي ونأمل إحداث خرق». وأوضح السفير المصري أن «لم نلتق فرنجية بصفته مرشحاً رئاسياً إنّما بصفته السياسية ونحن لا نتحدث بأسماء مرشحين إنّما نتعامل مع فكرة الرئيس طالما جرى انتخابه من القوى السياسيّة اللبنانية»، كاشفاً أن «فرنجية تحدّث عن وحدة الدولة وانتمائه لها وعن انفتاحه وهو على استعداد للتفاعل مع أي طروحات بما يخدم وحدة لبنان».
وأفيد أن سفراء اللجنة الخماسية استوضحوا من سليمان فرنجية عن علاقته بـ»حزب الله»، فأكّد لهم تأييده للمقاومة، وقال إن «حزب الله» هو «حزب لبنانيّ قويّ وفاعل». وشدد فرنجية على أنه «مع سلاحٍ واحدٍ وجيشٍ واحدٍ في لبنان، ولكن هذا الأمر لا يمكن أن يحصل الا من خلال التوصّل إلى حلّ في المنطقة، وأن الخوض حاليًا في موضوع الاستراتيجيّة الدفاعيّة ليس في مكانه».
وكان السفراء الأربعة التقوا رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل في بكفيا، وتكتل «الاعتدال الوطني» في مكتبه في الصيفي، وأوضح التكتل أنّه «يعمل بالتنسيق مع الخماسية لتوحيد وجهات النظر بغية الوصول إلى تذليل العقبات لإنجاح مبادرة الاعتدال التي تبنّتها اللجنة الخماسية والتي وافقت على مضمونها معظم الكتل النيابية، واليوم أصبح لدينا وضوح أكثر حول كيفيّة توحيد الجهود وحصر التباين في الجهة التي ستدعو إلى التشاور ورئاسة الجلسة التشاورية». وأكّد التكتل، في بيان لمكتب النائب وليد البعريني، «التوافق مع أعضاء اللجنة على آلية عمل مشتركة في وقت محدّد ونقاط واضحة للوصول إلى تذليل العقبات إذا ما صدقت النيات لدى المكونات النيابيّة».
وأشارت مصادر تكتل الاعتدال لـ«البناء» الى أن التكتل لم يسمِ أي مرشح ولا يدعم أي اسم من الأسماء حتى الآن، لكنه منفتح على كل الخيارات ومقتنع بأن الحوار هو السبيل الوحيد لحل الأزمة الرئاسية، لافتة الى أن التكتل سيدعم أي مرشح يتم التوافق عليه.
وفي هذا الإطار لفت الشيخ نعيم قاسم الى أنه «لدينا مرشحنا، حتى الآن لم تتمكنوا من أن تقدّموا مرشحاً مناسباً، هذا بالحد الأدنى فلا تقولوا لمن مرشحهم المتفوق على الكل أنه تنازل. ومع ذلك قلنا لتحرك الاعتدال النيابي إننا إيجابيون، حاضرون للحوار برئاسة رئيس المجلس النيابي نبيه بري، وحاضرون لكل نتيجة يخلص إليها الحوار ومخرجات الحوار، نحن متجاوبون لكن سنرى الآخرين إذا كانوا متجاوبين أم لا، وقلنا مراراً وتكراراً لا ربطاً لما يحصل في غزة وفي جنوب لبنان بالاستحقاق الرئاسي، إذا كانت هناك نية جدية لنصل لانتخاب رئاسي فسترون اننا من أول الساعين لذلك، لكن الذين يقولون إننا مسؤولون فهم يغطون عجزهم والذين يقولون إلى أن تنتهي حرب غزة فهؤلاء يغطون عجزهم لأنهم ليسوا قادرين فيضعون المشكلة في مكان آخر. أما نحن فنقول لكم تفضلوا حاوروا وقدموا خيارات ونحن حاضرون للنقاش».
في غضون ذلك، حضر الاستحقاق البلدي والاختياري في عين التينة مع اقتراب نهاية ولاية المجالس البلدية والاختيارية في أيار المقبل، ولهذه الغاية رأس رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة اجتماعاً لهيئة مكتب مجلس النواب. بعدها، كشف نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب عن جلسة تشريعية ستعقد الاسبوع المقبل في 25 نيسان. وقال: «بري حدد جلسة في 25 نيسان في المجلس النيابي لمناقشة التمديد للبلديات وفي ضوئها تم النقاش والقرار النهائي يعود للهيئة العامة».
وأثار الخلاف حول هذا الاستحقاق سجالاً على خط عين التينة – معراب، وبعد رد الرئيس بري على حزب القوات اللبنانية، ردت الأخيرة على الرئيس بري بالقول: «في ربيع العام 1998 جرت الانتخابات البلدية في لبنان لأول مرّة بعد الحرب وقد تمّ استثناء محافظة الجنوب بسبب الاحتلال الإسرائيلي، حيث عادت وتمّت في البلدات الجنوبية في 9 أيلول 2001، فهل كان القرار آنذاك بفصل الجنوب عن لبنان؟». ما دفع بالمعاون السياسي للرئيس بري النائب علي حسن خليل، للرد على رد القوات بالقول: «من الجيد انه نُقل كلام عن بري في إحدى الوسائل الإعلامية لكي تكتشف النيات الحقيقة لرئيس حزب القوات في تأكيد محاولة فصل الجنوب عن لبنان، واعتبار أن مرحلة الاحتلال الإسرائيلي في العام 1998 ما زالت قائمة، متناسيًا أن الجنوب قد تمّ تحريره بدماء الآلاف من الشهداء في سبيل كل لبنان».
ولفت إلى أنّه «لعل الأخطر هو تأكيده أنّ مشروع الفدرلة قائم في عقله وخطابه وهو يطرحه للتسويق بين اللبنانيين أن خلال إطلالته الأخيرة او من خلال حديث رئيس دائرته الإعلامية عن حل الدولتين في لبنان. والجواب عليه هو في عهدة كل الحريصين على الدولة والوحدة والطائف».

Please follow and like us:

COMMENTS