افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الخميس 13 حزيران ، 2024

سخونة في مزارع شبعا والغجر: اختبار أول يفتح على سيناريوهات عديدة
افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم ‏‏‏‏‏الخميس، 07‏ نيسان‏، 2022
افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الإثنين 31 كانون الأول، 2018

البناء
بلينكن من تهديد حماس لقبول الصفقة إلى عقلانية التعامل مع ردّ المقاومة بانفتاح
اغتيال القيادي في المقاومة طالب عبدالله يرتب رداً نارياً نوعياً يشعل جبهة الشمال
صفي الدين: إذا كان العدو يئنّ ويصرخ الآن فإنّ عليه الاستعداد للبكاء والعويل
فرضت المقاومة على العنجهية الأميركية الرضوخ للواقعية، والنزول عن شجرة لغة التهديد وفق معادلات وزير خارجيتها أنتوني بلينكن بمخاطبة حركة حماس طوال عشرة أيام بلغة التهديد لقبول الصفقة المفخخة التي عرضها الرئيس الأميركي جو بايدن، لتحل مكانها لغة العقلانية والواقعية بالحديث عن نقاط قابلة للبحث ونقاط غير مقبولة في رد قوى المقاومة على مشروع الصفقة، والتأكيد على التشاور مع الوسيطين القطري والمصري لمواصلة جهود الوساطة سعيا الى التوصل لاتفاق، فسقطت الخطة التي قامت عليها مبادرة بايدن، بدعوة المقاومة لقبول نص خطي لا يتضمن التزاما بإنهاء الحرب وانسحاب قوات الاحتلال الكامل، مقابل كلام شفهي للرئيس بايدن عن أن الاتفاق سوف يحقق هذين الهدفين، برهان أن حماس سوف تقول لا للصفقة وتتحمل مسؤولية استمرار الحرب، رغم عدم إعلان الكيان أي موقف يؤكد صدق الكلام الأميركي عن موافقة حكومة بنيامين نتنياهو على مبادرة بايدن، وبعدما أحسنت المقاومة الصمود والتعامل بذكاء المقاومة مع الذكاء الاصطناعي الذي يقف وراء مبادرة بايدن، تقدم قرار مجلس الأمن الدولي كنص واضح أكثر شمولية من مبادرة بايدن، ليمثل للمقاومة وثيقة دولية يمكن الاستناد إليها في مقاربة ملف التفاوض، والخروج من دائرة الضغوط لتحميلها مسؤولية فشل مساعي الحل واستمرار الحرب، وهكذا تم رد الاعتبار لمسار التفاوض مع وجود نص يرجح كفة مطالب المقاومة يمثله قرار مجلس الأمن الدولي.
على جبهة لبنان تصعيد غير مسبوق مع اغتيال قوات الاحتلال لقيادي في المقاومة طالب عبدالله وثلاثة من رفاقه في الغارة التي استهدفت منزلا في بلدة جويا في قضاء صور، وردود متواصلة للمقاومة بإطلاق عشرات الطائرات المسيرة وأكثر من 170 صاروخا كما قالت وسائل إعلام الكيان، في أعلى رقم من الإطلاقات يسجل في يوم واحد، واستهدفت صواريخ المقاومة مواقع حيوية في شمال فلسطين المحتلة وصولا الى الجولان المحتل، منها مصنع ضخم لصناعة الأسلحة والمعدات العسكرية، وفي تشييع الشهيد طالب عبدالله قال رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله السيد هاشم صفي الدين، إن «العدو ما زال على حماقته ولم يتعلم من كل التجارب التي مضت»، مشيرًا إلى أنّ «التجربة أثبتت أنه كلما استشهد منّا قائد ازدادت المقاومة قوّة وعزمًا في الميدان». ولفت إلى أنّه «إذا كانت رسالة العدو من شهادة أبو طالب النيل من عزيمتنا في إسناد غزة، فإنّ جوابنا القطعي والحتمي بعد هذه الدماء الزاكية أننا سنزيد من عملياتنا شدّة وبأساً وكماً ونوعاً»، وقال: «سيرى هذا العدو من هم أبناء المقاومة الإسلامية في لبنان». وذكر صفي الدين، أنّه «إذا كان العدو يصرخ ويئن مما أصابه في شمال فلسطين فليجهز نفسه للبكاء والعويل».
ورفع اغتيال القيادي في حزب الله الشهيد طالب سامي عبد الله «أبي طالب» وتيرة التوتر على الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة في ظل تصاعد شدة العمليات العسكرية بين الحزب وجيش الاحتلال الإسرائيلي، في ظل مخاوف تسيطر على الكيان من ردة فعل المقاومة التي ستأتي على دفعات ومتعددة الأشكال وفق ما أشارت مصادر معنية لـ»البناء» والتي أكدت بأن محاولة العدو دفع المقاومة للتراجع عن موقفها وعملياتها الإسنادية لغزة لن تنجح، ولا سعيه لتسجيل إنجازات ميدانية وهمية، مشددة على أن المقاومة مستمرة في عملياتها حتى توقف العدوان على غزة وعلى العدو أن ينتظر مفاجآت جديدة أشد قسوة مما شاهده حتى الآن، وأي تصعيد سيقابل بتصعيد مقابل. ما قد يفتح الباب على احتمالات تصعيد مضاعف بحال ارتكبت قيادة الإحتلال حماقة ما.
وذكرت صحيفة معاريف الإسرائيلية أن «الحدث الذي قد يقلب الطاولة في الشمال هو عملية اغتيال القيادي في حزب الله طالب سامي عبدالله «أبو طالب»، ولفتت الى أن «عملية الاغتيال هي الأكثر دراماتيكية، منذ بداية الحرب وأن رد حزب الله قوي وسيستمر في الساعات المقبلة».
وأعلنت وسائل إعلام إسرائيلية، عن سماع «دوي انفجارات متتالية بسبب الاعتراضات الصاروخية في مناطق واسعة بالجليل الأعلى والأدنى». كما افادت إذاعة جيش الإحتلال، بأن «هذه المرة الأولى التي تدوي فيها صفارات الإنذار في طبريا منذ تشرين الاول الماضي». واشارت وسائل إعلام عربية الى «إطلاق 50 صاروخا من جنوب لبنان باتجاه إصبع الجليل والجليل الأعلى».كما أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية أن «الجيش لا يستبعد إمكانية أن يوجّه حزب الله أسراباً من المسيّرات في مواجهة موسّعة باتجاه أهداف قيمة في عمق «إسرائيل»».
وأعلن حزب الله في بيان، أنّه «وفي إطار الرد على الاغتيال ‏الذي نفذه العدو الصهيوني في بلدة جويا وإصابة مدنيين، استهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية مصنع ‌‏»بلاسان» للصناعات العسكرية المتخصصة في تدريع وحماية الاليات والمركبات لصالح جيش العدو في ‏مستوطنة سعسع بالصواريخ الموجهة وأصابها إصابة مباشرة». ايضا قصف مقر قيادة الفيلق ‏الشمالي في قاعدة عين زيتيم بعشرات صواريخ الكاتيوشا». واعلن انه استهدف «التجهيزات التجسسية في موقع رويسات العلم في تلال ‏كفرشوبا اللبنانية المحتلة بالأسلحة المناسبة وأصابها إصابة مباشرة». واعلن «اننا استهدفنا تحركاً لجنود العدو داخل موقع المالكية بقذائف المدفعية وحققنا إصابة مباشرة». وفي السياق ذاته اعلن انه قصف المقر الاحتياطي ‏للفيلق الشمالي في قاعدة تمركز احتياط فرقة الجليل ومخازنها في «عميعاد» بعشرات صواريخ الكاتيوشا». ‏كما أفاد الحزب في بيان، أنه «وفي إطار الرد على الاغتيال ‏الذي نفذه العدو الصهيوني في بلدة جويا وإصابة مدنيين، قصف مجاهدو المقاومة الإسلامية مقر وحدة المراقبة ‏الجوية وإدارة العمليات الجوية على الاتجاه الشمالي في قاعدة ميرون بعشرات صواريخ الكاتيوشا وقذائف ‏المدفعية». واستهدف «موقع رويسة القرن في مزارع شبعا ‏اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخية». وكذلك موقع الرمثا في تلال كفرشوبا اللبنانية ‏المحتلة بالأسلحة الصاروخية».
وتصدّت وحدة الدفاع الجوي ‏في المقاومة لطائرة حربية صهيونية انتهكت الأجواء اللبنانية، ‏وأطلقت باتجاهها صاروخ أرض جو، مما أجبرها على التراجع باتجاه فلسطين المحتلة ومغادرة الأجواء ‏اللبنانية على الفور.‏
وأكد رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين أنه «كلما استشهد قائد ازدادت المقاومة قوة وعزمًا وبأسًا في الميدان».
وفي كلمة له خلال مراسم تشييع الشهيد القائد طالب سامي عبد الله «أبي طالب» في باحة عاشوراء في الضاحية الجنوبية لبيروت، شدد صفي الدين على «أننا نودع اليوم قائدًا شهيدًا وأخًا عزيزًا جاهد في الله حق الجهاد إلى أن اختاره الله واصطفاه».
ورأى السيد صفي الدين أن العدو ما زال على حماقته وغيّه، ولم يتعلم من كل التجارب التي مضت، حين يعتقد بأن شهادة القادة سيضعف المقاومة، مشددًا على أنه إذا كانت نية الاحتلال من الاغتيالات النيل من عزيمتنا لثنينا عن نصرة المظلومين فالرد أننا سنزيد عملياتنا شدة وبأسًا.
وقال السيد صفي الدين: «إذا كان العدو يصرخ ويئنّ ممّا أصابه في شمال فلسطين فليجهز نفسه للبكاء والعويل».
وكان حزب الله وجمهور المقاومة شيّع، الشهيد القائد طالب سامي عبد الله (الحاج أبو طالب)، في عدشيت في جنوب لبنان، وذلك في حضور شعبي وعلمائي حاشد.
في المقابل شن طيران العدو غارات متتالية على اطراف عدد من القرى والبلدات في القطاع الغربي من قضاء صور. كما استهدف قصف مدفعي وفوسفوري شرق بلدة العديسة. وأغار الطيران الحربي على المنطقة بين دير سريان والطيبة وسجل قصف فوسفوري على بلدة العديسة. كما أغارت مسيرة على أطراف بلدة مركبا – خلة مكنة. وافيد عن إصابة مسعف من «الهيئة الصحية الإسلامية» ونجاة فريق من «كشافة الرسالة الإسلامية» خلال قصف ساحة مركبا.
على الصعيد الدبلوماسي، لفتت أوساط دبلوماسية لـ»البناء» الى أن «حراكاً دبلوماسياً مكثفاً يجري بعيداً عن الأضواء للجم التوتر على الجبهة الجنوبية، ووزير الخارجية الأميركي خلال زيارته الى المنطقة بذل جهوداً في هذا الإطار اضافة الى مستشار الرئيس الأميركي اموس هوكشتاين، كما جرى التطرق الى هذه النقطة في لقاء القمة بين الرئيسين الأميركي والفرنسي، وهناك توافق دولي حول منع تدهور الأوضاع في الجنوب وتطويق أي احتمال لحرب موسعة بين حزب الله وإسرائيل». مرجحة أن تبقى المواجهات ضمن الحدود وقواعد الاشتباك الراهنة حتى التوصل الى وقف الحرب في غزة وانسحابها على الجبهة الجنوبية.
وفي السياق، عقد رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي سلسلة اجتماعات ديبلوماسية في السراي اليوم تناولت الاوضاع الراهنة في لبنان والمنطقة والجهود المبذولة لوقف العدوان الاسرائيلي على جنوب لبنان. وفي هذا الاطار، عقد اجتماعا موسعا مع سفراء دول الاتحاد الأوروبي خصص الاجتماع للتشاور في المستجدات الامنية في الجنوب وانعكاس الحرب في غزة على الاستقرار في لبنان، وجرى التطرق الى موضوع الإصلاحات الاقتصادية والإدارية في لبنان. وابدى السفراء استعدادهم لمساعدة لبنان في هذا الاطار، كذلك تم البحث في ملف النازحين السوريين وانعكاساته على الوضع اللبناني برمته.
على صعيد الاستحقاق الرئاسي، وفي إطار حراكه الرئاسي المتجدد، زار رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي تيمور جنبلاط، في كليمنصو. وكتلة الإعتدال الوطني في مكتب النائب نبيل بدر في الصنائع. كما التقي وفد من نواب التيار الوطني الحر النواب الياس جرادة، سينتيا زرازير، عبد الرحمن البرزي، أسامة سعد، شربل مسعد، حليمة قعقور، في مكتب النائب جرادة.
وأفيد أن «الاشتراكي سيلتقي برّي وميقاتي الأسبوع المقبل بعد عيد الاضحى والاشتراكي يعمل على تزامن الدعوة الى الجلسة مع التشاور».
إلا أن مصادر أكثر من كتلة نيابية لفتت لـ»البناء» الى أن «مروحة الحوارات والمبادرات لم تغير في مواقف الأطراف حتى الآن، ولم تحرز تقدماً ملحوظاً، وبالتالي ليست سوى مضيعة للوقت حتى تنضج التسوية الخارجية». واتهمت مصادر نيابية في فريق 8 آذار حزب «القوات اللبنانية» بتعطيل الاستحقاق الرئاسي بناء على توجيهات خارجية أميركية – سعودية تحديداً من خلال تعطيل الحوار الذي دعا اليه رئيس مجلس النواب نبيه بري، بذريعة أن الحوار يشكل سابقة ومخالفة للدستور علماً أن «القوات» سبق وشاركت في أكثر من حوار برئاسة الرئيس بري والرئيس ميشال سليمان والرئيس ميشال عون، فهل كانت تخالف الدستور حينها؟ ولفتت المصادر الى أنه وفور إزالة الفيتو الأميركي عن الاستحقاق الرئاسي سيتغير موقف القوات كما تغير موقفها في السابق عندما رفضت وصول الرئيس عون الى بعبدا ثم عادت وعقدت تسوية معه وانتخبته في مجلس النواب.
الى ذلك، أشار سفير روسيا الكسندر روداكوف خلال حفل استقبال لمناسبة العيد الوطني الروسي، في فندق فينيسيا، الى «ان روسيا الحديثة تتحرك بثقة وديناميكية على طريق التنمية. وفي نهاية العام الماضي، حصلنا على المركز الأول من حيث الناتج المحلي الإجمالي بين الدول الأوروبية والرابع على مستوى العالم. وتوقعات نمو الناتج المحلي الإجمالي للعام الحالي تصل إلى 3.5%. معدل البطالة وصل إلى أدنى مستوياته التاريخية، حيث يشكّل 2.6 %. تقليديا تلعب روسيا دوراً خاصا في تاريخ العالم. 48 دولة في أفريقيا، 17 دولة في أوروبا، 11 دولة في آسيا – في المجموع أكثر من ثلث دول العالم – شكّلت دولتها أو حصلت على استقلالها بفضل روسيا».
ولفت الى ان «لقد ساهمت روسيا بنشاط في عملية إنهاء الاستعمار، فمنذ منتصف القرن الماضي، حصل حوالي ثلث سكان العالم على الاستقلال في أكثر من 80 مستعمرة، وتبقى روسيا في طليعة الكفاح ضد مخلفات الاستعمار وأشكاله الحديثة.تاريخياً، تتولى روسيا حماية السلام والأمن العالميين، على مدى القرنين الماضيين، منحنا الحرية مرتين لأغلب البلدان الأوروبية، وخلصنا الكوكب من الجشع المفرط للقتلة الذين ولدتهم أوروبا ذاتها، والذين كانوا يهدفون إلى استعباد وتدمير البشرية جمعاء.وفي حين كانت روسيا تدافع عن المبادئ العالمية، فإنها كثيراً ما ضحت بمصالحها الخاصة ودفعت في كثير من الأحيان ثمناً باهظاً من حياة أبنائها وبناتها. وأقامت علاقاتها بسهولة مع الدول المحررة. وفي هذا العام، تصل العلاقات الدبلوماسية الروسية اللبنانية إلى الذكرى الثمانين لتأسيسها. وها نحن دائما على استعداد لمد يد العون لأصدقائنا اللبنانيين».
ورأى أن «روسيا ساهمت بشكل حاسم في هزيمة داعش، الأمر الذي منع الإرهابيين بشكل أساسي من السيطرة على دول أخرى في المنطقة، كما قدمَت المساعدة لضحايا الحروب والكوارث إن كانت طبيعية أو من صنع الانسان، كما قدمنا المساعدة في التعليم والتنمية وحل مشاكل اللاجئين والفقر والمرض والتغلب على التحديات العالمية الأخرى».

 

الأخبار
ردود المقاومة على الإغتيال ستعمّق مأزق العدو
أجمل حزب الله على لسان رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله، السيد هاشم صفي الدين، قراءته لعملية الاغتيال التي استهدفت القائد الكبير «أبو طالب»، ورفاقه، بأن العدو «لم يتعلم من كل التجارب التي مضت حين يعتقد بأن شهادة القادة ستُضعف المقاومة»، في إشارة إلى رهانات العدو وآماله بأن تؤدي هذه الضربة النوعية إلى إضعاف معنويات مقاومي حزب الله وزعزعة بنيتها على الجبهة. ورداً على هذا الرهان أكّد السيد صفي الدين أنه «كلما استشهد منّا قائد ازدادت المقاومة قوّة وعزماً في الميدان». في تعبير دقيق عن أن المعيار الذي يكشف عن مفاعيل هذه العملية سيظهر في ميدان القتال. وهو ما فصّل المقصود به في كلامه اللاحق.وفي البعد الإقليمي لهذا العدوان الإسرائيلي المدروس والهادف، تابع السيد صفي الدين قراءة حزب الله بالقول: «إنه في حال كانت رسالة العدو النيل من عزيمتنا في إسناد غزة، فإنّ جوابنا القطعي والحتمي بعد هذه الدماء الزكية أننا سنزيد من عملياتنا شدّة وبأساً وكمّاً ونوعاً»، في إعلان صريح ومباشر أصبح من الضروري إعادة التأكيد عليه في ضوء المتغيّرات السياسية والرسالة الدموية الإسرائيلية، بأن الجواب سيكون تصاعدياً. وبلغة التحدي الذي ارتقى به حزب الله إلى حد القول: «سيرى هذا العدو من هم أبناء المقاومة الإسلامية في لبنان». في موقف صريح وواضح بأن على العدو أن ينتظر مستوى جديداً من العمليات، في مقابل ارتقاء اعتداءاته.
في البعد الإسرائيلي، جسَّد استهداف القائد الكبير في حزب الله، الشهيد «أبو طالب»، حقيقة أن العدو ارتقى بمستوى نوعي في المواجهة والاعتداءات التي ينفّذها. وبالتأكيد أن استهدافاً بهذا المستوى لا يتم إلا بناءً على قرار من أعلى المستويات القيادية السياسية والأمنية، لما ينطوي عليه من رسائل ومخاطر وتداعيات محتملة.
بتعبير آخر، نجح جيش العدو في قتل أرفع رتبة تنظيمية لقائد عسكري على الجبهة، منذ بداية الحرب. وتمّ ذلك بطريقة الاغتيال وخارج النطاق الجغرافي للمواجهة العسكرية المباشرة. وهو تجسيد لإرادة العدو بالارتقاء عن السقوف السابقة، ولكنه ارتقاء لا يزال – من منظور إسرائيلي – أقل من التدحرج نحو مواجهة عسكرية مفتوحة.
تبلور قرار الاغتيال بعد سلسلة خيارات ميدانية وسياسية فاشلة، في ردع حزب الله ودفعه لفكّ الارتباط عن غزة، وفي أعقاب سلسلة هجمات نوعية لحزب الله فاقمت الضغوط على الواقع الإسرائيلي، أمنياً وسياسياً وجمهوراً. ونتيجة ذلك، ارتفعت في الأسابيع الأخيرة، الأصوات الداعية في إسرائيل إلى توسيع المعركة في الشمال، مع تزايُد التقدير وسط الجمهور أنه من دون حرب واسعة لا يمكن تحقيق الاستقرار والأمن على الحدود مع لبنان. اقترن ذلك بتقديرات إسرائيلية أن ما يمنح حزب الله هامشاً أوسع في المبادرة والرد إدراكه لمردوعية إسرائيل عن المبادرة إلى خوض مواجهة عسكرية واسعة ضد حزب الله وصولاً إلى الحرب المفتوحة.
لن يطول الوقت حتى يكتشف العدو أنه أمام معضلة أكثر إحكاماً
في الوقت نفسه يرى العدو أيضاً أن حزب الله يمتنع حتى الآن عن رفع مستوى عملياته وردوده انطلاقاً من أن هذا المستوى يحقّق المطلوب في إسناد غزة والدفاع عن لبنان، ولأنه لا يريد حشر إسرائيل نحو خيارات دراماتيكية.
في هذه الأجواء نفسها، توالت مواقف عديدة من أعلى المستويات السياسية والأمنية تؤكد على أن إسرائيل ماضية نحو اتخاذ قرارات عملياتية أشد مما سبق، وإن كان التقدير أنها مضبوطة. وأتت هذه المواقف في الوقت الذي باتت فيه إسرائيل أمام مروحة خيارات أساسية:
الأول، الاستمرار في تبادُل الضربات وفق السقف القائم، بهدف منع التدحرج نحو حرب، ومحاولة توجيه أكبر قدر ممكن من الضربات وذلك إلى حين التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، والذي سيؤدي إلى وقف القتال في الشمال والسماح للسكان بالعودة إلى منازلهم.
الثاني، المبادرة إلى عملية عسكرية تؤدي إلى حرب واسعة في الشمال. لكن دون ذلك العديد من المخاطر والقيود. وثبت أن إسرائيل لا تزال تتجنبها حتى الآن.
الثالث، وهو الخيار الذي يبدو أن إسرائيل انتهجته الآن وترجمته باغتيال الشهيد «أبو طالب»، عبر الارتقاء عن السقف السابق، وملامسة المرحلة التي تلي، بهدف رفع منسوب الضغوط على قيادة حزب الله وقاعدته. والأمل بأن يساهم ذلك، باعتباره محطة في مسار، في كبح حزب الله عن خياراته في إسناد المقاومة في غزة ودعم أهلها. مع أرجحية لدى العدو بأن ذلك لن يؤدي إلى حرب شاملة، خاصة أن المُستهدَف هو قائد في الجبهة التي تقاتل إسرائيل بشكل مباشر.
ويبدو أن هذا الاستهداف يندرج أيضاً، ضمن محاولة الخروج من المعضلة التي تواجه كيان العدو في مواجهة حزب الله. فمن جهة لا أمل بتراجع حزب الله عن خياراته ولا ردعه. والتكيّف مع الواقع الذي فرضه حزب الله في شمال فلسطين المحتلة يشكّل عاملَ ضغطٍ كبيرٍ انعكس ذلك أيضاً في مواقف الإدارة الأميركية. والحرب الشاملة هي المحظور الذي تتجنب إسرائيل طرق بابه حتى الآن.
في المقابل، أتى جواب حزب الله أيضاً على لسان السيد صفي الدين، الذي من الواضح أنه سيُبدِّد الرهانات والآمال الإسرائيلية، فأكّد أن «جوابنا الحتمي بعد استشهاد أبو طالب أننا سنزيد من عملياتنا شدة وبأساً وكمّاً ونوعاً ولينتظرنا في الميدان». ويعني ذلك أن الجبهة ستكون أمام مرحلة جديدة من العمليات تتجاوز السقوف السابقة. وستكتشف إسرائيل أن نتيجة هذه العملية ليست فقط عدم تحقيق المؤمّل منها، على مستوى حزب الله وعلى مستوى إسناد غزة ودعمها، وإنما ستُعزز الضغوط الميدانية على إسرائيل بما لم تشهده سابقاً، وهو ما ألمح إليه السيد صفي الدين بالقول: «إذا كان العدو يصرخ ويئنّ مما أصابه في شمال فلسطين فليجهّز نفسه للبكاء والعويل». ولذلك لن يطول الوقت حتى يكتشف العدو أنه أمام معضلة أكثر إحكاماً، وستتحول على وقع ضربات المقاومة الإسلامية إلى مأزق ميداني وسياسي واستراتيجي، وسيكتشف أن محاولة اجتراح خيار عملياتي بديل ستُعمّق مأزقه، وتقيّد خياراته، وتجعلها أكثر خطورة على أمنه، وستُضعف منطق المراهنين على إمكانية تسقيف ردود حزب الله بما يُمكّن إسرائيل من التكيّف معها، ويُعزّز منطق الذين يطالبون بوقف حرب غزة كمدخل لوقف الحرب على جبهة جنوب لبنان.

 

اللواء
«قذائف جهنم» على مواقع الاحتلال وراء الحدود.. والمخاوف مرتفعة من التصعيد
توافق عوني – جنبلاطي على «لوبي ضاغط».. وورقة النزوح أمام مجلس الوزراء غداً
عشية عيد الأضحى المبارك الأسبوع المقبل وجلسة مجلس الوزراء غداً، بدا الوضع الميداني مفتوحاً على التصعيد، أما الوضع الرئاسي، فهو يتأرجح بين الانتظار وانشغال الكتل المتحركة على مستوى الاتصالات بتكوين لوبي نيابي ضاغط لإبعاد شبح الركود،والتقاط أي فرصة سانحة، للتوجه الى المجلس، وإنهاء الشغور الرئاسي.
واعتبرت أوساط سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن خلاصة الحراك الذي قام به اللقاء الديمقراطي أظهر أن المسافات لا تزال بعيدة بين الأفرقاء، وأن الخرق المطلوب لم يتحقق، على أن اللقاء لا يرغب في نعي حراكه أو مسعاه بسبب الحاجة إليه كخطوة داخلية تحرك الجمود فيه.
ورأت هذه الأوساط أن إطلالات عدد من نواب اللقاء على الإعلام من شأنها أن تشرح ما تحقق حتى الآن، مع العلم أن النائب السابق وليد جنبلاط بدوره ستكون له سلسلة اتصالات.
اما بالنسبة إلى مبادرة التيار الوطني الحر التشاورية، فهي وفق المصادر نفسها تواجه مطبات عديدة،وتبين لدى البعض أن المقصود منها إرضاء الرئيس بري لثمن معين ، مشيرة إلى أنه في كل الأحوال أتاه الجواب الواضح من المعارضة برفض الالتفاف على الدستور وتكريس سوابق معينة.
ووصفت مصادر من المعارضة تحرك رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل او ما اطلق عليه بالمبادرة،لإخراج موضوع الانتخابات الرئاسية من الجمود الذي يدور فيه، بأنه مبتذل، وليس مبنيا على أسس مقبولة، تؤهله لكي يستقطب القوى السياسية المعارضة حوله، ويشكل قوة دفع سياسية فاعلة لعملية انتخاب رئيس للجمهورية، لاسيما وانه ظهر بوضوح أنه يسعى للقوطبة على تحرك اللقاء الديموقراطي الذي سبقه بتحركه، وهو يحاول ان يحشر نفسه حشرا بمساعي اخراج ملف الانتخابات الرئاسية من الجمود.
وقالت : ان باسيل يحاول ان يستقطب بعض المعارضين من حوله،ليشكل قوة نيابية ناشطة، يكون له الدور المؤثر فيها، لاختيار رئيس الجمهورية المقبل. الا ان تحقيق هذا الهدف دونه العديد من العقبات والعراقيل، اولها ان تحرك باسيل يحصل لهدف خاص، له علاقة باعادة الحرارة الى علاقاته التي تضررت مؤخرا مع الثنائي الشيعي وتحديدا حزب الله بعد سلسلة من الاهتزاز والتصدع، وهو ما ظهر بسرعة بعد لقائه مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري، الذي وصف باسيل أنه احسن من غيره، في إشارة غير مباشرة لرئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع .
واعتبرت المصادر ان باسيل الذي سلف بري تأييده عقد الحوار قبل الانتخابات الرئاسية، لا يتمتع بالحد الادنى من الثقة، لكي يتم التعاطي معه بجدية وعلى المدى البعيد. واصبح معلوما وواضحا أنه بتحركه، يحاول ان يكون له الدور المسيحي الاساس في الانتخابات الرئاسية، بمواجهة سمير جعجع، الا انه وفي خلاصة تحركه ، لم يحقق ما يسعى اليه، بعدما ووجه بردود سلبية وعدم تجاوب مع اكثر الذين التقاهم، في حين فضل البعض الآخر، اللقاء به من باب اللياقة، وليس للتلاقي والاتفاق.
انشغلت الاوساط السياسية اللبنانية بمتابعة ما بعد تعثُّر المفاوضات الجارية على صعيد صفقة تبادل الاسرى التي من شأنها ان توقف الحرب في غزة، لينسحب الامر على لبنان، او بحسب وزير الخارجية الاميركي انطوني بلينكن فإن «افضل طريقة للتوصل الى حل دبلوماسي مع لبنان التوصل الى وقف النار في غزة، وهذا سيخفف قدراً هائلاً من الضغط».
وتتخوف هذه الاوساط من تصاعد الموقف الميداني، في ضوء ما اعلنه رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين لمناسبة تشييع القائد في المقاومة طالب سامي عبد الله، اذ قال: «اذا كان العدو يصرخ ويئن مما اصابه في شمال فلسطين فليجهز نفسه للبكاء والعويل».
واشار صفي الدين: اذا كانت رسالة العدو النيل من عزيمتنا لنتراجع عن اسناد المظلومين والمجاهدين في غزة، فجوابنا: سنزيد من عملياتنا شدة وبأساً ونوعاً.
وبدا الجانب الاميركي مشغولاً بالتطورات الخطيرة على جبهة الجنوب، اذ اعلن من الدوحة ان هناك 60 الف اسرائيلي لا يستطيعون العودة الى منازلهم بسبب صواريخ حزب الله، مستطرداً: نعمل لمنع التصعيد في جنوب لبنان، ولا احد يرغب بحرب جديدة هناك.
وكانت وسائل الاعلام الاسرائيلية تحدثت عن سقوط اكثر من 170 صاروخاً في نحو ساعة واحدة، واصابت مواقع عسكرية، ومنشآت صناعية، في عكا وصفد وطبريا للمرة الاولى منذ بدء الحرب،وأدت القذائف التي يمكن النظر اليها من جانب الاحتلال الاسرائيلي بأنها اشبه بقذائف جهنم لجهة اشعال الحرائق وقطع التيار الكهربائي، مما حوّل حياة المستوطنين الى جحيم، فهم يرتجفون من الخوف والقلق، وكأنهم في دولة غير «دولة اسرائيل»..
ونقل عن مسؤول اسرائيلي إننا نخشى مهاجمة البنية التحتية في لبنان لئلا يقصف اللبنانيون أهدافاً بعيدة المدى في «اسرائيل».
مجلس الوزراء
وسط هذه التداعيات الآخذة في التزايد، يعقد مجلس الوزراء جلسة عند التاسعة والنصف من قبل ظهر غد الجمعة في السراي الكبير، وعلى جدول الاعمال 29 بنداً ابرزها عرض الدراسة التي اعدها البنك الدولي، والمتعلقة بأثر النزوح السوري على لبنان، وعرض وزير البيئة لموضوع المواد الكيميائية الموجودة في معمل الذوق واصدار مشاريع مراسيم تتعلق بترقيات الضباط من مختلف الرتب.
قوة ضغط
رئاسياً، وفي اطار تحركه باتجاه الكتل النيابية، زار رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل رئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط، وجرى البحث في إمكان تشكيل قوة ضغط داخلية من اجل تذليل العقبات التي تواجه الحوار، وانتخاب رئيس للجمهورية.
كما التقى وفد من التيار الوطني الحر كتلة الاعتدال الوطني، ثم عدداً من النواب المستقلين، في مكتب النائب الياس جرادة.
وحسب المعلومات العونية، فإن تزخيماً للقاءات تم الاتفاق عليه، بعد عيد الاضحى وكذلك استمرار التعاون والتنسيق مع كتلة الاعتدال.
ويكشف النائب باسيل في مؤتمر صحفي عند الخامسة من بعد ظهر اليوم حصيلة ما آلت اليه المشاورات التي اجراها مع الكتل النيابية، ونظرته الى الحوار الذي يعزم الرئيس نبيه بري الدعوة اليه، او المضي في التريث بانتظار ما اذا كان بالامكان، تأمين حضور 86 نائباً الحوار ثم جلسات الانتخاب.
واعتبر عضو كتلة اللقاء الديمقراطي النائب وائل ابو فاعور ان المشكلة اليوم ليست بالحوار، بل بأن البعض يريد معرفة اسم الرئيس قبل الحوار، متسائلاً: لماذا شيطنة الحوار بهذا الشكل، ألم نقم بجولات سابقة لحوار الدوحة الذي ادى الى الاتفاق على البيان الوزاري وانتخاب الرئيس ميشال سليمان.
وكشف في حوار مع الـ«L.B.C.I» ان النائب السابق وليد جنبلاط نصح لودريان بعدم المجيء الى لبنان في حال عدم نضوج الامور في الملف الرئاسي. معتبراً ان مسعى اللقاء الديمقراطي اطلق لتحريك المياه الراكدة في الملف الرئاسي.
لقاءات عون في واشنطن
وفي واشنطن، بحث قائد الجيش اللبناني جوزاف عون وسائل دعم الجيش في هذه المرحلة الاستثنائية، من رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الاميركي السناتور جاك ريد، ورئيس هيئة اركان الجيوش الاميركية المشتركة الجنرال شارل براون، وفريق العمل الاميركي من اجل لبنان.
الوضع الميداني
ميدانياً، ردت المقاومة الاسلامية على استشهاد القائد طالب سامي عبد الله (شيع امس) بضربات قوية، ما لا يقل عن 215 صاروخاً، بعضها طال مقر وحدة المراقبة الجوية وادارة العمليات في ميرون الى مصنع «بلاسال» للصناعات العسكرية في سعسع، وارتفعت دخان النيران في مقر وحدة الجليل ومخازنها في «عميعاد» وغيرها من المستعمرات.
وذكرت القناة 12 الاسرائيلية أن حريقاً حصل في أفيفيم بالجليل الاعلى بعد سقوط صاروخ مضاد للدروع اطلق من لبنان، ونقل عن وزير التربية الاسرائيلي انه في حال عدم تغيير الوضع في الشمال بحلول اول آب سيعد فشلاً وسيمنع بدء الدراسة.
وليلاً ذكرت القناة 13 الاسرائيلية ان وزير الدفاع الاميركي اوستن ابلغ وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت ان الادارة الاميركية غير معنية بتصعيد المواجهة في الشمال.

Please follow and like us:

COMMENTS