افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الإثنين 29 تموز ، 2024

إفتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الخميس 18 نيسان، 2019 
بمناسبة عيد ميلاد السيد المسيح (ع)، عطلة الصحف اللبنانية، يوم الإثنين 8 كانون الثاني، 2018
افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم السبت 1 حزيران ، 2024

اللواء
انتقاد لبناني لهوكشتاين.. واستهداف بيروت يهدِّد بحرب شاملة
تزايدت المخاوف والحسابات، من ضربة إسرائيلية من الجوّ، ضد بنك أهداف منتقاة، وصفت بأنها على غرار قصف ميناء الحديدة، ومواقع في ايران، من دون الانزلاق الى حرب واسعة، الا اذا حدث ما لم يكن في الحسبان، وخرجت الأمور عن السيطرة.
من المؤشرات القوية للضربة، حجم الاجتماعات التي عقدت في اسرائيل، منذ العودة السريعة لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، للاقتصاص من حزب الله، على خلفية ما نفاه الحزب، وتتمسك اسرائيل قصف على مجدل شمس (القرية الدرزية في الجولان) حيث سقط 12 يافعاً كانوا في ملعب رياضي.
بين لحظة واخرى، قد تنفذ دولة الاحتلال الضربة، مع العلم ان حزب الله اتخذ اجراءات احترازية، فأخلى مواقع في الجنوب والبقاع، والسيدة زينب، فضلا عن رفع مستوى الجهوزية للمواجهة، في ضوء حجم الاستهداف والنتائج المترتبة عليه، وسط خلافات في قيادة الاركان الاسرائيلية حول استهداف ما يتعلق بحزب الله، ام البنى التحتية اللبنانية.
وأشارت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» إلى ان التحرك الرسمي الأخير بشأن التطورات التي سجلت أخيرا في مجدل شمس يتركز على الاتصالات السياسية والدبلوماسية من أجل إبعاد شبح أي ضربة إسرائيلية على لبنان، وقالت إن اقصى ما يمكن أن يصل إليه هذا الحراك هو تكثيف هذه الاتصالات وتسريع وتيرتها، مع العلم أنه لا يمكن توقع ما ترسو إليه الأمور، وأي كفة يصار إلى ترجيحها: ضربات محددة في سياق الرد أو توسيعها وخرق قواعد الإشتباك بشكل فاضح.
ورأت هذه المصادر أن ما من سيناريو آخر، في حين أن الساعات المقبلة هي محور ترقب محلي، والاتصالات التي يقودها بعض الأفرقاء قائمة بشكل كبير دون حسم ما إذا كان هناك من مجلس وزراء خاص لبحث الوضع المتوتر ولو أنه فكرة مطروحة.
ونقل عن مستشار الامن القومي لنائبة الرئيس الاميركي قوله ان الولايات المتحدة تعمل على حلّ دبلوماسي لانهاء الهجمات تماما على الجبهة بين لبنان واسرائيل.
وحسب موقع «إكسيوس» فإن مسؤولا كبيرا قال لوزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت انه اذا هاجمت اسرائيل بيروت، فإن الوضع يخرج عن السيطرة.
وقال البيت الابيض تعليقا على ما حصل في مجدل شمس: لاسرائيل الحق في الدفاع عن النفس، لافتا الى اننا «نعمل على ايجاد حل دبلوماسي ينهي الهجمات على طرفي الحدود الاسرائيلية- اللبنانية».
وحذرت وزارتا الخارجية المصرية والتركية من اتساع رقعة الصراع في ظل التصعيد العسكري اللبناني، وما قد يؤدي اليه من تبعات خطيرة للغاية.
وإزاء ذلك، نشطت الاتصالات في غير تجاه، سواء عبر اتصالات الرئيس نجيب ميقاتي الذي اكد ان لبنان يدين كل اشكال العنف ضد المدنيين، معتبرا ان الحل «يبقى بالتوصل الى وقف شامل لاطلاق النار والتطبيق الكامل للقرار 1701».
اتصالات بري
وتابع الرئيس نبيه بري منذ ليل امس الاول الاتصالات لاحتواء الوضع سواء عبر التواصل المفتوح مع الوسيط هوكستاين، او مع القيادات الدرزية والحزبية وقيادة المقاومة.
وتلقى بري اتصالاً من المنسقة الخاصة للامم المتحدة في لبنان جيني هينيس بلاسخارت، شدد خلاله على التزام لبنان بعدم استهداف المدنيين، وحرص حزب الله على قواعد الاشتباك المعمول بها..
وفي الاطار الدبلوماسي، اجرى وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب سلسلة اتصالات لشرح الموقف اللبناني، مشددا على ضرورة احترام القرار 1701.
وتخوف بعد قدوم اسرائيل على اعطاء معلومات لشركات الطيران، لوقف الرحلات الى يوم امس كاشفا ان منسق الاتحاد الاوروبي جوزيف دوريل يفضل قيام تحقيق دولي في حادثة مجدل سلم.
وتساءل: لماذا يقصف حزب الله بلدة عربية؟ وهذا غير ممكن، مشددا على ان حزب الله يصوب على المواقع العسكرية وليس المدنية.
جنبلاط ينتقد هوكشتاين
واشار النائب سابق وليد جنبلاط الى ان حزب الله مقاومة لبنانية، وجزء من لبنان، معولا على دور الرئيس نبيه بري لجهة التواصل مع الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين.
وانتقد جنبلاط هوكشتاين، مذكرا اياه بأنه وسيط وليس ناقلا لتهديدات اسرائيل، عندما اشار الى ان اسرائيل ستقوم بعملية واسعة.
وفي الاجراءات، حذرت السفارة الاميركية رعاياها بعدم التوجه الى لبنان، بدءا من تعديلات شركات طيران رحلاتها الى بيروت، داعية المواطنين الاميركيين الى اعادة النظر في السفر الى لبنان.
كما دعت فرنسا مواطنيها لتجنب السفر الى لبنان.
تأجيل رحلات الطيران
وفي تطور ملاحي، اعلنت شركة طيران الشرق الاوسط MEA عن تأخير عودة بعض رحلاتها الى بيروت من مساء امس 28 تموز 2024 الى صباح اليوم 29 تموز 2024.
وألغت شركة الطيران التركي امس رحلتها من اسطنبول الى بيروت وسط ترجيح بأن يكون السبب مقلق بالتخوف من التصعيد في لبنان.
وتوقعت هيئة البث الاسرائيلية ان يجر رد اسرائيل على ما حدث في مجدل شمس الى عدة ايام من القتال العنيف.
وانتهت ليلا جلسة الكابينت، وافيد ان الاهداف التي تقرر قصفها هي «اهداف عسكرية فقط».
وقالت «يديعوت احرنوت» ان قرار المصادقة من الحكومة السياسية والامنية، ووفقا لتقييم مسؤولين امنيين، فإن «الهدف محدود ولكنه مهم».
وقالت القناة 14 الاسرائيلية ان الكابينت فوَّض بنيامين وغالانت اتخاذ القرار المناسب، وسط معارضة الوزيرين المتطرفين في الحكومة الليكود.
الوضع الميداني
ميدانياً، اخلى حزب الله مواقع له في الجنوب والبقاع، يعتقد انها قد تكون هدفا طبيعياً لاسرائيل، وكذلك تم اخلاء مواقع في منطقة السيدة زينب قرب دمشق.
وكثفت المسيرات الاسرائيلية تحليقها فوق اكثر من منطقة لبنانية مساء امس، فوق البقاع، وبعلبك، ورياق والمصنع وطاريا.
ونفذ الطيران الحربي الاسرائيلي والمسيّر غاراته على يارون والخيام وعيتا الشعب.

 

البناء
واشنطن وتل أبيب لتصعيد تفاوضي تحت سقف لا حرب كبرى وفق تحذير بوتين
مجدل شمس متمسكة بهويتها رغم الكذب الإسرائيلي… وجنبلاط: نحن مع المقاومة
تحذيرات أميركية للطيران والميدل ايست توقف رحلاتها مؤقتاً وإجماع ضد العدوان
كشف التحذير المبكر للرئيس الروسي فلاديمير بوتين من خطر تصعيد في المنطقة ووقوع سورية في قلبه، خلال استقباله الرئيس السوري بشار الأسد، وجود معلومات استخبارية روسية مؤكدة عن توافق أميركي إسرائيلي على جولة تصعيد في المنطقة تواكب المفاوضات الجارية، سواء حول اتفاق غزة، أو حول الانسحاب الأميركي من العراق وسورية، أو حول المصالحة التركية السورية، ووفقاً للكلام الأميركي الإسرائيلي فإن هناك إدراكاً لخطورة التدحرج نحو حرب كبرى يعرفان أنّها فوق طاقتهما وأن مخاطر اتساعها قائمة، وأن مقدرات المقاومة كفيلة بجعل الخسائر متوازية في تسببها بالألم على جبهتي الحرب، وفق معادلة “تدمّرون مباني ندمّر مباني، تقتلون ألفاً نقتل ألفاً، موانئكم مقابل موانئنا، ومطار عاصمتكم مقابل مطار عاصمتنا ومحطات الكهرباء عندكم مقابل محطات الكهرباء عندنا”. وإن دخل الأميركي على خط العدوان فكل مصالحه وقواعده أهداف، ودخول قوى المحور بما فيها إيران على خط الحرب يصير حتمياً.
تحت سقف تفادي الحرب الكبرى يقول الأميركيون والاسرائيليون إن ضربة بذريعة الرد على حادثة مجدل شمس في الطريق، ومجدل شمس الجريحة والحزينة لفقد شبابها وفتيتها الذين حوّلهم صاروخ القبة الحديدية أشلاء، رغم كل الكذب الإسرائيلي ودموع التماسيح التي حاول بتسلئيلسموتريتش ذرفها قبل أن يطرده أهالي الضحايا من بلدتهم مجدل شمس، ورغم الضخ الإعلامي لاتهام حزب الله بالوقوف وراء صاروخ ملعب مجدل شمس، يؤكد الأهالي تمسكهم بهويتهم وخياراتهم مع المقاومة، وهم الذين رفضوا الجنسية والجندية ووقفوا بوجه الكيان وجيشه، ولم تكن عقلية التلاعب الإسرائيلية بالعقول والقلوب خافية على نخب مجدل شمس ووجهائها، الذي تحدّث كثير منهم عن محاولة لتوظيف الطائفة الدرزية في الجليل والجولان والسويداء وصولاً إلى لبنان كدرع بشرية بوجه المقاومة، ولذلك أعرب هؤلاء عن تقديرهم لموقف زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الذي عطّل فتيل الفتنة التي كان إشعالها يحتاج مشاركته، فوقف بقوة يؤكد الوقوف مع المقاومة بوجه العدوان، وتصدّى للمبعوث الأميركي أموس هوكشتاين، الذي بلغه تهديدات الاحتلال.
العدوان المرتقب بعدما أقرّ تفاصيله المجلس الوزاري المصغر، بعد عودة بنيامين نتنياهو من واشنطن، حضر في تحذير أميركي من احتمالات تغيير وجهة رحلات نحو مطار بيروت، حيث قرّرت شركة الميدل ايست تعليق رحلاتها مؤقتاً، بما بدا أنه محاولة لتفادي أن يتسبب العدوان بالأذى للطائرات والرحلات وربما للمطار.
المواقف السياسية في الداخل اللبناني كانت على مستوى التحديات، حيث ظهر الإجماع على الوحدة الوطنية والوقوف بوجه العدوان، ومن لم يخرج بمواقف على هذا المستوى عبّر عن شعوره بهيبة الموقف بالصمت، لأن الظرف لا يحتمل تسجيل النقاط وكل كلام يحمل النيل من المقاومة هو اصطفاف مع العدوان.
لم تكن المرة الأولى التي تخطئ صواريخ البطاريات والقبب الحديدية الإسرائيلية وتلتفّ لتضرب أرض مجدل شمس في الجولان السوري المحتل، بيد أنّ ما استدعى التوقف عنده التوقيت واستهداف المدنيين وحجم الانفجار، ومسارعة العدو الإسرائيلي في سلسلة مواقف لمسؤوليه إلى تهديد لبنان بالمزيد من التصعيد وبرد قويّ وثمن باهظ وبحرب شاملة. وتظهّر ذلك مع تأكيد مصادر دبلوماسية أن واشنطن تعمل على أن تكون الضربات الإسرائيلية محدودة في الحجم والمكان وتجنب المدن الكبيرة حيث الاكتظاظ السكاني والمدنيين.
وفيما شيّع أهالي مجدل شمس في الجولان السوري المحتل، شهداء الاستهداف الإسرائيلي لملعب كرة القدم أمس السبت، عبر صاروخ اعتراضي، أُطلق من القبة الحديديّة ذهب ضحيته، 12 شهيداً من قرية مجدل شمس، بالإضافة إلى إصابة نحو 30 آخرين بينهم حالات حرجة، نقلت وكالة “رويترز” عن مصدرين أمنيين، أن “حزب الله في حالة تأهب قصوى وأخلى بعض المواقع الرئيسية في شرق وجنوب لبنان تحسباً لأي تصعيد إسرائيلي”.
وقال الجيش الإسرائيلي إنّه “يستعدّ للرد” على حزب الله الذي نفى من جهته الادعاءات التي أوردتها عدة وسائل ‏إعلام إسرائيلية، ومنصات إعلامية متعددة، بشأن استهداف مجدل شمس في الجولان السوري المحتل. وأكّد حزب الله، في بيان، أنّ لا علاقة ‏له بالحادث على الإطلاق، نافياً نفياً قاطعاً كل الادعاءات الكاذبة في هذا ‏الخصوص.‏ ونقل موقع “أكسيوس” عن مسؤول أميركي قوله إن “مسؤولين في حزب الله أبلغوا الأمم المتحدة” أن “الحادث في مجدل شمس كان نتيجة سقوط صاروخ إسرائيلي اعتراضي مضاد للصواريخ على ملعب لكرة القدم”. وشدّدت المقاومة أن على العدو الإسرائيلي أن يعي جيداً أنّ أي خطأ في التقدير سيقابـَل بالويل وسيصبّ جام الغضب على كامل الكيان.
وأكّد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب الحاج محمد رعد أنّ “نهاية الكيان الصهيوني ستكون في ذهابه إلى خيار شن حرب واسعة ضد لبنان الذي ربما ينزلق إليه العدوّ، والمقاومة له بالمرصاد».
في المقابل، توقعت صحيفة العدو “يديعوت أحرونوت” بأن يُقرّ “الكابينيت” رداً قوياً على حزب الله يقود إلى أيام من القتال تتجاوز قواعد الاشتباك. ولفتت الى أنه لا يتوقع أن يكون هناك رد يقود إلى حرب شاملة، والمجتمع الدولي يضغط لمنع التصعيد نحو حرب شاملة.
وتحدّث مسؤول أميركي لموقع “أكسيوس” عن “قلق إدارة الرئيس جو بايدن من أن يؤدي ما حدث إلى “حرب شاملة بين “إسرائيل” وحزب الله”. وقال المسؤول الأميركي إنّ “ما حدث قد يكون المحفّز الذي كنّا نشعر بالقلق بشأنه، وحاولنا تجنبه مدة 10 أشهر”.
وادّعت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي أدريان واتسون في بيان “أن الهجوم نفذه حزب الله والصاروخ انطلق من منطقة يُسيطر عليها”، مضيفة أن “البيت الأبيض يُجري محادثات مستمرة مع المسؤولين الإسرائيليين واللبنانيين منذ وقوع الهجوم وتعمل الولايات المتحدة أيضاً على إيجاد حل دبلوماسي على امتداد الخط الأزرق من شأنه أن ينهي جميع الهجمات نهائياً ويسمح للمواطنين على جانبي الحدود بالعودة بأمان إلى منازلهم”.
وفي وقت سابق، شدد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن على أنه لا يريد رؤية تصعيد في الصراع. وقال بلينكن إن واشنطن تجري محادثات مع “إسرائيل” حول هجوم الجولان، وإن المؤشرات تدلّ على أن حزب الله هو من أطلق الصاروخ، وفق “رويترز”.
وأشار الرئيس الأميركي السابق والمرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية دونالد ترامب، إلى أن “”إسرائيل” تعرّضت لهجوم قوي من حزب الله، وما كان يجب أن يحدث ذلك”، موضحاً أن “حزب الله لا يحترمنا”. وقال ترامب خلال تجمع انتخابي في ولاية مينيسوتا الأميركية إنَّ “هجوم حزب الله ضدّ مجدل شمس نُفّذ بصاروخ إيراني”.
في المقابل، استنكرت الخارجية السورية في بيان، تحميل وزر جريمة مجدل شمس للمقاومة الوطنية اللبنانية، وحمّلت الاحتلال “المستمر بارتكاب المجازر يومياً الواحدة تلو الأخرى” المسؤولية الكاملة عن “هذا التصعيد الخطير للوضع في المنطقة”، إضافةً إلى استنكارها محاولات الاحتلال “المفضوحة لاختلاق الذرائع لتوسيع دائرة عدوانه”. وأكدت الجمهورية العربية السورية أن الشعب السوري في الجولان المحتل “الذي رفض على مدى عقود من الاحتلال الإسرائيلي أن يتنازل عن هويته العربية السورية” لن تنطلي عليه “أكاذيب الاحتلال واتهاماته الباطلة” للمقاومة الوطنية اللبنانية بأنها هي التي قصفت مجدل شمس.
وقد حذرت وزارة الخارجية الإيرانية من جهتها، “إسرائيل” من “أي مغامرة جديدة” ضد لبنان بذريعة حادثة مجدل شمس في الجولان. وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، إن “أي هجوم إسرائيليّ متهوّر ضد لبنان يمكن أن يؤدّي إلى توسيع نطاق عدم الاستقرار وانعدام الأمن والحرب في المنطقة”. وأضاف أن “الكيان الإسرائيلي هو المسؤول الرئيسيّ عن العواقب غير المتوقعة لمثل هذا السلوك الأحمق”، داعياً “الولايات المتحدة إلى الالتزام بمسؤوليّاتها الدوليّة والأخلاقيّة تجاه السلام والأمن الدوليين”. وقال كنعاني إن “الكيان الإسرائيلي العنصريّ يحاول تشويش الرأي العام العالمي وتبرير جرائمه في فلسطين عبر سيناريو كاذب مزيّف”، مؤكداً “أن دعم الاستقرار والأمن في لبنان والمنطقة مقابل الاعتداءات الصهيونية مهمة كل المجتمع الدولي ولا سيما مجلس الأمن”.
ومحلياً، أجرى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي سلسلة اتصالات ديبلوماسية وسياسية، في إطار متابعة الأوضاع الطارئة المستجدّة والتهديدات الإسرائيلية المتكرّرة ضد لبنان.
وشدّد رئيس الحكومة خلال الاتصالات على أن “الحل يبقى في التوصل الى وقف شامل لإطلاق النار والتطبيق الكامل للقرار الدولي الرقم 1701، للتخلص من دورة العنف التي لا جدوى منها وعدم الانجرار الى التصعيد الذي يزيد الأوضاع تعقيداً ويؤدي الى ما لا تحمد عقباه”.
كما جدّد ميقاتي التشديد على موقف الحكومة بـ”إدانة كل أشكال العنف ضد المدنيين، وأن وقف إطلاق النار بشكل مستدام على كل الجبهات هو الحل الوحيد الممكن لمنع حدوث مزيد من الخسائر البشرية، ولتجنب المزيد من تفاقم الاوضاع ميدانياً”. وشدّد على “أن الموقف اللبناني يلقى تفهماً لدى جميع أصدقاء لبنان، وأن الاتصالات مستمرة في أكثر من اتجاه دولي واوروبي وعربي لحماية لبنان ودرء الأخطار عنه”.
وقد اطلع رئيس الحكومة من وزير الخارجية عبدالله بو حبيب على حصيلة الاتصالات الجارية في هذا السياق أيضاً.
وقال بو حبيب إن أي حرب على بلاده ستتحوّل إلى حرب إقليمية. وأضاف: “يجب تشكيل لجنة دولية للتحقيق في مصدر الهجوم على مجدل شمس في الجولان المحتل، ويمكن التعاون مع اليونيفيل (قوات حفظ السلام الدولية على الحدود)”.
وتابع: “نجري اتصالات واسعة لمنع التصعيد. وحكومة لبنان تدعو دائماً إلى ضبط النفس”، في إشارة إلى المخاوف من اتساع رقعة الصراع وقوته. واستبعد بو حبيب فرضية أن يكون حزب الله قد نفذ الهجوم على قرية مجدل شمس في الجولان المحتل لكونه منذ بدء النزاع في الجنوب لم يستهدف مواقع مدنية بل عسكرية فقط.
وتابع رئيس مجلس النواب نبيه بري تطوّرات الأوضاع الميدانيّة في الجنوب، ولهذه الغاية تلقى اتصالاً من المنسّقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيسبلاسخارت، أكد خلاله أنّ “لبنان وبالرغم من هذه الانتهاكات الإسرائيلية الفاضحة والصريحة لمندرجات القرار 1701 إلا أن لبنان ومقاومته ملتزمان بهذا القرار وبقواعد الاشتباك بعدم استهداف المدنيين”. وقال: “وما نفي المقاومة لما جرى اليوم في بلدة مجدل شمس في الجولان السوري المحتل يؤكد بشكل قاطع هذا الالتزام وعدم مسؤوليتها ومسؤولية لبنان عن ما حصل”.
وتلقّى الرئيس الأسبق للحزب “التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط اتصالاً هاتفياً من الموفد الأميركي الى منطقة الشرق الأوسط أموس هوكشتاين الذي أعرب عن قلقه من تطورات الوضع على جبهة جنوب لبنان في ضوء حادثة مجدل شمس، وأعلن أن “إسرائيل” ستقوم بعملية واسعة في لبنان، غير ان جنبلاط ذكّره بأنه وسيط وليس ناقلاً لتهديدات “إسرائيل”، ودعاه لـ”العودة إلى وظيفته الأساسية وهي السعي للتوصل إلى وقف لإطلاق النار”.
وقال جنبلاط إنه يعوّل على جهود رئيس مجلس النواب في التوصل مع المبعوث الأميركي أموس هوكشتاين لوقف إطلاق نار جدي في جنوب لبنان، وفق استعادة سيادة لبنان المطلقة على أرضه، وأكد أن الادعاءات الإسرائيلية بأن “حزب الله” هو المسؤول عن حادثة مجدل شمس كاذبة.
وأشار عميد الإعلام في الحزب السوري القومي الاجتماعي معن حمية، إلى أن استهداف المدنيين السوريين في مجدل شمس المحتلة، يقع ضمن سلسلة الجرائم التي يرتكبها العدو الصهيوني بحق أبناء شعبنا. وقال: إن هذا الاستهداف هو محاولة للتعمية على المجزرة الإرهابية التي ارتكبها العدو في مدرسة خديجة غرب مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، وأدت إلى استشهاد نحو أربعين مدنياً جلهم من الأطفال وإصابة العشرات. واعتبر عميد الإعلام، أن لدى المقاومة بنك أهداف يشمل مواقع ومنشآت الكيان الغاصب العسكرية، وهذا ما بيّنه مسح “الهدهد” لهذه المواقع. لافتاً إلى أنّ المقاومة تخوض مواجهة مع العدو الصهيوني دفاعاً عن أبناء شعبنا الذين يضعهم العدو أهدافاً لإجرامه وإرهابه وعنصريته.
ويصل وفد حكومي بريطاني لبنان، مساء الأربعاء المقبل آتياً من الدوحةـ حيث سيلتقي الخميس رئيسي مجلس النواب نبيه بري والحكومة نجيب ميقاتي بتكليف من رئيس الحكومة الجديد كير ستارمر، ووزير الخارجية عبد الله بوحبيب وعدداً من المسؤولين السياسيين والعسكريين والأمنيين.
وأعلنت شركة طيران الشرق الأوسط عطفًا على البيان السابق الصادر عنها حول تعديل مواعيد بعض الرحلات المقبلة الى بيروت في 28/29 تموز 2024 لأسباب تقنية تتعلق بتوزيع المخاطر التأمينية على الطائرات بين لبنان والخارج، عن تعديل بعض رحلاتها من بيروت وإليها ليوم 29 تموز 2024.

 

الأخبار
الوساطات الغربية هدفها حلّ يفصل جبهة لبنان عن غزة: حتمية الرد الإسرائيلي تعني حتمية ردّ متنــاسب للمقاومة
يتصرف الجميع على أن إسرائيل ستوجه ضربة قاسية إلى حزب الله كـ«رد اعتباري» لا يتعلق بـ«الثأر» لضحايا مجدل شمس، وإنما لما يفترض أنه «صورة إسرائيل التي لا تحتمل ضرراً إضافياً من جهة الشمال». وهذا ما يجعل النقاش منقسماً بين مستويين، أحدهما يتعلق بسعي حكومة بنيامين نتنياهو إلى الظهور أمام العالم في صورة القادر على المبادرة، وتحمّل المخاطر، والثاني يتصل باللايقين إزاء ما يلي أي ضربة إسرائيلية. ما حصل فعلياً هو أن العدو أقنع الجهات الدولية والإقليمية بـ«حقه» في توجيه ضربة كبيرة إلى المقاومة، مستنداً إلى حفلة التشويه التي رافقت ما حصل في مجدل شمس، ومسارعته إلى شنّ حملة إعلامية، داخلية وخارجية، بمساعدة إعلام غربي وعربي حمّل حزب الله المسؤولية، وهذا ما جعل العدو يفتح الباب أمام وساطات ليس هدفها وقف الضربة، بل محاولة انتزاع موافقة من حزب الله على فتح نقاش حول مستقبل الجبهة اللبنانية على قاعدة فك الارتباط مع غزة. وفي هذه الحالة، يمكن فهم نوعية الاتصالات التي جرت في الساعات التي تلت ما حصل في الجولان، لأن كل الرسائل التي وصلت يمكن إيجازها بالآتي:
إسرائيل تملك حق الرد، وستردّ. وإذا وافق حزب الله مسبقاً على «بلع» الضربة وعدم الرد عليها، ستحاول واشنطن إقناع تل أبيب بأن يكون ردها «معقولاً». أما في حال رفض حزب الله، فإن أحداً لا يمكنه تقدير حجم الضربة الإسرائيلية ونوعيتها، وعندها سيكون حزب الله مسؤولاً أيضاً عما سيلي ذلك من أحداث، بما في ذلك اندلاع مواجهة واسعة. وعندها سينتقل النقاش إلى مجمل جبهة لبنان، لكن بمعزل عما يدور في غزة.
معظم الوسطاء لم يكونوا بحاجة إلى انتظار جواب حزب الله، إذ يعرفون ثابتة حاسمة، وهي أن جبهة لبنان لن تتوقف طالما الحرب قائمة على غزة. وهم، أيضاً، سمعوا أو عرفوا أو قيل لهم، إن أي ضربة إسرائيلية ستستدعي رداً من المقاومة، وأن أحداً لا يمكنه تقدير شكل الرد ونوعيته وطبيعته وحجمه، وهو ما يعزز مخاوف غربية من أن يكون ردّ المقاومة على أي عدوان إسرائيلي قاسياً بما يستدعي رداً إسرائيلياً، فردود متبادلة، ما يجعل خطر الحرب الواسعة قائماً.
إذا كان العدو يعتقد بأنه قادر على استدراج المقاومة إلى مواجهة محكومة بسقف يفتح الباب أمام ضغوط لوقف جبهة الإسناد من لبنان، فهو يتكل، هنا، ليس على التهويل الأميركي والغربي على اللبنانيين، بل هو على ما أكثر خطورة، إذ عكست تصرفات قادة العدو بعد حادثة مجدل شمس، سعيه المستمر لخلق فتن متنوّعة في ساحات أعدائه، وهو، كما يعمل من دون توقف لإثارة فتنة فلسطينية – فلسطينية في وجه المقاومة في غزة، يبذل أيضاً جهوداً جبارة لفتح نار فتنة في وجه حزب الله في لبنان وسوريا، ولنقل اهتمام العالم بعيداً عن مسرح الجريمة المستمرة في قطاع غزة. وهذه الفتنة ليست تحليلاً عند هذه الجهة أو تلك، بل وقائع لها ما يسندها من أدلة. ولعل الموقف الذي يتمسك به وليد جنبلاط منذ اندلاع الحرب مؤشر إلى طبيعة الجهود التي يبذلها العدو، والتي تلمّس جنبلاط بعض ملامحها في أمور كثيرة، كما أتيح له التعرف إلى بعض جوانبها في زيارته الأخيرة إلى الأردن واجتماعه مع ملكها وقيادتها. وهو حاول، على طريقته، لفت انتباه القيادات الفاعلة بين دروز فلسطين وسوريا إلى خطورة الأمر، وكان حازماً على صعيد البيئة الدرزية في لبنان، وحتى داخل الحزب الاشتراكي، عندما قال إن الموقف من العدو ومن المقاومة ثابتةٌ لا جدال حولها، ومن لا يعجبه الأمر فليخرج من الدار.
ورغم أن جميع اللاعبين يكررون أن الحرب الواسعة ليست هدفاً لأحد، إلا أن إسرائيل التي تعرف المقاومة جيداً باتت تجهّز نفسها لردّ على أي عدوان تقوم به. وهي تعتقد أن الأمر قد يتحول إلى أيام قتالية، يحصل خلالها تراشق بين الطرفين إلى أن يقرر أحدهما التنازل. في هذه الحالة، فإن السؤال المطروح على الجميع، خصوصاً على العدو: من قال إن الأيام القتالية هي خيار حزب الله؟ ومن قال إن الحزب سيلتزم بقواعد إسرائيل الجديدة للقتال؟ والأهم، هل إسرائيل في حالة جهوزية واستعداد للدخول في حرب واسعة لا تحكمها سقوف ولا ضوابط ولا قواعد؟

Please follow and like us:

COMMENTS