تظاهر أنصار ترامب لتأييد النهج الرئاسي، لكنهم، للمفارقة رفعوا شعار "مع القومية البيضاء"...
كتب الأستاذ سايد فرنجية / الحقول / بيروت : أعلن الرئيس دونالد ترامب أن الولايات المتحدة الأميركية لا تريد شن الحروب وأن الإهتمام بالشؤون الداخلية أولى من التركيز على الخارج. وذلك، بالنظر إلى أزمة الإقتصاد، وخاصة أزمة الدين العام الذي تجاوز الـ 36 تريليون دولار وانتشار الفساد في معظم إدارات ومؤسسات الدولة التي تتجه نحو الإفلاس.
لقد قرر الرئيس ترامب مجابهة الدولة العميقة في أميركا بإحداث تغييرات في المنظومة القانونية والإدارية ومؤسسات الحكم وإعادة صياغة النظام السياسي في أميركا. كما قرر إجراء تحولات في العلاقات الدولية وتوجهات السياسات الخارجية .
أصدر ترامب قرارات بإقفال أجهزة وهيئات أميركية “عريقة”. إذ قلص عمل الوكالة الأميركية للتنمية الدولية USAID وأغلق “صندوق الوقف الوطني للديمقراطية” NEP، وكلاهما استخدمتهما حكومة الولايات المتحدة كأدوات لدعم “الثورات الملونة” وتمويل شبكات ومنظمات “المجتمع المدني” في معظم الدول التي أرادت تغيير الأنظمة الحاكمة فيها.
وبقرار من الرئيس ترامب سيطر أيلون ماسك على أنظمة الدفع والدفاع والضمان وداتا البيانات المالية الأميركية، ثم أصدر الرئيس قرارات بصرف عدد كبير من الموظفي الفدراليين ووضع اليد على مكامن الفساد المالي التي أفادت كبار السياسة الأميركيين .
وشن ترامب من بداية عهده الحالي حرباً متوحشة على المهاجرين واستحدث لهم مراكز اعتقال ومذكرات ترحيل. كما أحيا مشروع الجدار الفاصل مع المكسيك الذي كان قد وقع مرسومه عام 2017. فيما قرر ترامب انسحاب بلاده من منظمة الصحة العالمية وهيئة حقوق الإنسان ووكالة الأونروا التابعين للأمم المتحدة. وفي السياق قدم أعضاء جمهوريون في مجلس الشيوخ الأميركي مشروع قانون بشأن انسحاب أميركا من الأمم المتحدة ووكالاتها وخفض تمويلها، وحظر مشاركة واشنطن في بعثات حفظ السلام الدولية.
لقد أقال الرئيس ترامب مسؤول مكتب التحقيقات الفدرالي ومعظم مسؤولي الأجهزة الأستخباراتية. ولكي يغير وجه وزارة الدفاع / البنتاغون، أبعد رئيس الأركان المشتركة الجنرال بروان وعين بديلاً منه، هو الجنرال المتقاعد دان رازين صاحب الولاء المطلق لترامب. كذلك شملت التغييرات في هذه الوزارة خمس مناصب عليا، حيث هدّد بإقالة عشرات الضباط بعد بروز أصوات معترضة على سياسته. وأوقف العمل في بعض معاهد التدريب وفي البرامج المعتمدة في التعيينات العليا في المؤسسة العسكرية.
وقد نظمت تظاهرات ومهرجانات في العاصمة الأميركية واشنطن في 20 شباط الماضي، دعماً للتغييرات “الإصلاحية” التي يحدثها الرئيس دونالد ترامب. لكن المتظاهرين، للمفارقة، رفعوا شعار “مع القومية البيضاء”، للتعبير عن تأييدهم للنهج الرئاسي، رغم الطابع العنصري لهذا الشعار، الذي يحبذ التمييز العنصري ضد الأميركيين الملونين ويستفزهم كمواطنين لهم حقوق دستورية متساوية.
سايد فرنجية، سياسي وكاتب عربي من لبنان
الأحد، 10 رمضان، 1446 الموافق 09 آذار، 2025
COMMENTS