في المقابل، أبلغ السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي “السفير” أن القرار الذي اتخذه وزير الزراعة يستدعي مراجعة سريعة تراعي مصلحتي لبنان وسوريا، لان ما حصل ليس فيه مصلحة لأي منهما، بل ينذر بتداعيات نحن جميعا في غنى عنها، في هذه المرحلة الدقيقة. وفي سياق متصل، قالت مصادر وزارية سورية لـ”السفير” إن الإجراء الصادر عن الوزير شهيب لن يمر من دون رد …
النهار
مشهد رئاسي “قلق” في انتظار الحريري “تحريم ” قانون الستين… وتعليق البديل!
بين ترحيل دوامة الخلافات العميقة على ملف قانون الانتخاب الى الجولة المقبلة من الحوار في 21 حزيران وعودة الملفات الخلافية كمشروع سد جنة الى مشاغلة الواقع الحكومي الهش، ستتجه الانظار على الصعيد السياسي الواسع من اليوم الى الاطلالات الرمضانية المتعاقبة للرئيس سعد الحريري وما يمكن ان تخبئه من مواقف حيال الكثير مما أثير حول “تيار المستقبل” عقب الانتخابات البلدية والاختيارية.
واذا كانت الاوساط المعنية القريبة من الرئيس الحريري لا تزال تؤكد ان الاخيروحده هو من سيحدد اتجاهات مواقفه ومضامينها في الافطارات التي سيبدأ “بيت الوسط باستضافتها اليوم وغداً وتليها افطارات أخرى في مجمع “البيال”، فان “الرصد” السياسي لمواقفه المنتظرة يتخذ طابعاً حيوياً نظراً الى مجموعة عوامل طرأت على المشهد السياسي الداخلي أخيراً، سواء في ما يتصل ببعض التطورات داخل “البيت المستقبلي” أو في ما يعود الى ملف الانتخابات الرئاسية.
وتعتقد أوساط سياسية بارزة ان الملف الرئاسي قد يكون على مشارف خلط حسابات واسعة على الصعيد الداخلي في ظل الموقف الذي سيتخذه الحريري من معادلة الترشيحين الحصريين لكل من العماد ميشال عون والنائب سليمان فرنجية إما تثبيتاً لها في حال تمسك الحريري بدعم فرنجية كما ترجح المعطيات وإما ابداء موقف آخر يصعب اطلاق اي تكهن مسبق حياله. ولفتت الاوساط الى ان انتعاش آمال الجانب العوني عقب التطورات التي حصلت أخيراً لا يعني بالضرورة ان “حسابات الحقل ستنطبق على حسابات البيدر” لجهة ارتفاع رهانات معينة على ترجيح كفة الترشيح العوني لكن كل ذلك يبقى مجرد دوران في الحلقة الداخلية المقفلة رئاسيا الى ان تظهر واضحة حيال مصير معادلة الترشيحين بدءاً من بلورة موقف الحريري من ملف الازمة. وعلمت “النهار” من أوساط سياسية ان الاطلالة الاولى للرئيس الحريري في الافطار الرمضاني غروب اليوم في “بيت الوسط” حيث دعا الى مائدته رجال الدين، ستتميّز بكلام كبير عن العلاقة مع السعودية وعمقها ومتانتها، وقت يواصل سفير المملكة في لبنان علي عواض عسيري جولته على المرجعيات السياسية الاسلامية.
قانون الانتخاب
في غضون ذلك، بدا ملف قانون الانتخاب كأنه احتل أولوية ساخنة في ظل الاخفاق الواضح للجان النيابية المشتركة في التقدم نحو بلورة ارضية معقولة للنقاش حول صيغة النظام الانتخابي المختلط واحالتها الملف على هيئة الحوار الوطني في جلستها المقبلة في 21 حزيران. وقالت أوساط نيابية مشاركة في جلسات اللجان لـ”النهار” إن احالة الملف على طاولة الحوار لم يكن قراراً سلبياً كما تراءى لكثيرين بل انطوى على بعد ايجابي لجهة بلورة معادلة بات معها الحديث عن بقاء قانون الستين بمثابة “محرمات ” لا يتبناها أحد، ولكن في الوقت نفسه بات الجميع عالقين عند عنق البدائل الصعبة والمعقدة الامر الذي يقتضي العودة الى القرارات السياسية الكبيرة. وبدا واضحاً من كلام رئيس مجلس النواب نبيه بري أمس أمام النواب أن الكباش حول ملف قانون الانتخاب سيمضي نحو تطورات حارة اضافية، اذ ان بري دعا الجميع وخصوصاً بعد الانتخابات البلدية والاختيارية الى “الاستماع الى الرسائل التي حملتها صناديق الاقتراع ” وحذر من “غضب الشارع اذا لم يتم التوصل الى قانون جديد وبقي قانون الستين الذي لا يؤمن تطلعات اللبنانيين”. ونقل نائب رئيس المجلس فريد مكاري الى بري خلاصة جلسة اللجان الاخيرة والتي اتفق بنتيجتها على طرح الملف على طاولة الحوار.
وفي سياق آخر، برز تلميح الرئيس بري أمس الى امكان دعوته مجلس النواب الى تشكيل لجنة تحقيق برلمانية في ملف الانترنت غير الشرعي اذا استمر التباطؤ في بت هذا الملف. وكان قاضي التحقيق في بيروت فادي عنيسي ضم ملف “الاهمال بالقيام بالوظيفة واهدار مال عام” المدعى فيه على المدير العام لهيئة “أوجيرو” عبد المنعم يوسف واثنين آخرين في الهيئة الى ملف استجرار الانترنت غير الشرعي واختلاس مال عام المدعى فيه على ستة اشخاص.
وفي الجلسة المحددة ليوسف أمس، مثل هو أمام القاضي عنيسي مع وكيله المحامي منيف حمدان. كما استمهل المدعى عليهما الآخران توفيق شبارو وغابي سميره استجوابهما لتوكيل محام وتقديم مذكرة بدفوع شكلية. فأرجأ القاضي عنيسي استجواب الثلاثة الى 16 حزيران الى حين الانتهاء من الاجراءات الشكلية.
وكان القاضي عنيسي أصدر مذكرة وجاهية بتوقيف توفيق ح. وروبير ص. في ملف استجرار الانترنت غير الشرعي.
ويشار الى انها المرة الثالثة يحضر يوسف أمام القضاء في موضوع الانترنت.
مجلس الوزراء
الى ذلك، علمت “النهار” من مصادر وزارية ان تطورا طرأ أمس يتصل ببند النفايات المدرج على جدول أعمال جلسة مجلس الوزراء العادية قبل ظهر اليوم والذي يتضمن 61 بنداً وتسعة مشاريع مراسيم من شأنه ان يضع موضوع النفايات جانبا في ضوء مطالبة مجلس الانماء والاعمار بتأجيل بت المناقصة بعد إعلان بلدية بيروت أنها ستعالج نفايات العاصمة بشكل مستقل. وتزامن ذلك مع ظهور إتجاه لدى بلديات عدة في المتن وكسروان الى الانسحاب من الخطة الموقتة ومعالجة نفاياتها بشكل مستقل بسبب ما تردد عن الاتجاه الى إعتماد برج حمود مطمراص وحيداً نظراً الى أن مطمر الكوستابرافا غير مؤهل نتيجة الاخطار التي يسببها على حركة الطيران بفعل ملاصقته لمدرج الاقلاع والهبوط. لكن هذا لا يعني ان هذا التطور سيؤدي الى عودة أزمة النفايات السابقة نظراً الى تصميم المسؤولين على تداركها بحلول بديلة.
ولا يزال البند الاول في جدول أعمال الجلسة والمتعلق بسدّ جنّة عقبة قد تؤدي الى اطاحتها نظراً الى الانقسام حياله.ففيما يقف وزراء “التيار الوطني الحر” ومعهم كتلة وزراء الرئيس ميشال سليمان مع المشروع، يعارضه معظم الوزراء بسبب الدراسات التي تلفت الى محاذيره. أما وقوف وزراء الرئيس سليمان الى جانب المشروع فيعود الى ان المشروع أبصر النور في عهده وسينفذّ في منطقته.وتقترح الاوساط الوزارية مخرجاً يكون بتكليف جهة دولية مثل البنك الدولي او منظمة “الفاو” وضع ملاحظاتها على المشروع.
ويعتزم وزير العمل سجعان قزي اذا مضت الجلسة الى العمل طرح مشروع قدمه يتعلق بحصر دوام العمل في دوائر الدولة بخمسة بعد تعديله كي يتاح لعائلات الموظفين والعمال الاستفادة في فصل الصيف من إجازة تبدأ من ظهر الجمعة الى صباح الاثنين بما يساهم في تحريك الحركة الاقتصادية التي تعاني إنكماشا.
اللاجئون
وعلمت “النهار” ان إجتماع اللجنة الوزارية لللاجئين السوريين الذي إنعقد أول من أمس برئاسة الرئيس تمام سلام أعدّ ورقة ملحقة بورقة حزيران 2014 تهدف الى تعزيز قدرة لبنان على مواجهة إستمرار وجود اللاجئين على أرضه وهي تتألف من شقيّن: الاول يتعلق بالاجراءات لمعالجة ملف اللجوء القائم. والثاني يتضمن تصوراً للعودة الآمنة لللاجئين الى سوريا. وفيما كان الشق الاول موضع إجماع، ظهر تباين حيال الشق الثاني من حيث توقيت طرحه في ظل الاوضاع العسكرية المتفجرة في سوريا وضرورة إنتظار إنتهاء هذه المرحلة قبل الشروع في هذا الامر.
++++++++++++++
السفير
شهيب يمنع دخول الفاكهة والخضار.. ودمشق تهدد بالتصعيد أزمة زراعية بنكهة سياسية بين لبنان وسوريا
تجمعت خلال الساعات الأخيرة في أفق العلاقة اللبنانية ـ السورية غيوم أزمة جديدة هي في الظاهر زراعية، لكنها لا تخلو في العمق من الأبعاد السياسية ـ الاقتصادية، المرتبطة بطبيعة اللحظة وتعقيداتها، في ظل المواجهة التي تدور في سوريا، وتلفح رياحها لبنان من حين الى آخر، على وقع اصطفافات داخلية حادة بين مؤيد للرئيس بشار الأسد ومعاد له.
فقد أصدر وزير الزراعة أكرم شهيب قراراً منع بموجبه إدخال شاحنات الخضار والفاكهة من منشأ سوري الى لبنان لـ”حماية المزارع اللبناني وإنتاجه في مواجهة دفق البضائع السورية”، كما أكد شهيب لـ”السفير”، الأمر الذي تلقته دمشق بسلبية شديدة، بل ان المطلعين على أجوائها أكدوا أنها تضع تدبير وزير الزراعة في سياق الحرب التي تُشن عليها عبر جبهات عدة، وانها بصدد التصعيد ضد لبنان ما لم يتم التراجع عن القرار.
وإذا كان يُتوقع أن تبادر دمشق الى اتخاذ إجراءات مضادة بدءاً من اليوم، فإنه يُخشى من أن تتدحرج كرة الثلج في اتجاهات عدة، مع ما قد يرتبه ذلك من تداعيات، سواء على مستوى الواقع الداخلي، أو على مستوى العلاقة مع سوريا.
شهيب يشرح
وقال الوزير شهيب من موسكو لـ”السفير” إن الهدف من قراره هو حماية المزارع اللبناني والأسواق الوطنية، خصوصا في شهر رمضان المبارك، بعدما أغرقت كميات الفاكهة والخضار الآتية من سوريا الأسواق المحلية، ما انعكس ضرراً كبيراً على المزارع الذي لم يعد بمقدوره تحمل هذا الوضع، لافتا الانتباه الى أنه سُجل تدفق غير مسبوق للمحاصيل السورية الى لبنان خلال الأيام القليلة الماضية.
وشدد على أن قراره سيمنح الفرصة للمزارعين اللبنانيين لتصريف إنتاجهم في الداخل، بعدما أقفلت في وجههم أبواب العديد من الأسواق العربية والخليجية، ما أدى الى تعرض منتجاتهم الى حالة من الاختناق والكساد. وأضاف: المزارع يصرخ ومن واجبي كوزير للزراعة أن أستمع الى صرخته، وأتصرف وفق ما تمليه علي المصلحة الوطنية.
واعتبر أن أي قرار سوري مضاد بإقفال الحدود أمام الشاحنات اللبنانية لن يكون مؤثراً لأن سوريا لم تعد ممراً لمعظم المنتجات الزراعية اللبنانية، بعدما جرى تأمين بديل بحري لها، باستثناء محاصيل الموز والحمضيات.
وتابع: بمعزل عن هذا التفصيل، فإن أي رد فعل سلبي يصدر من الجانب السوري ويؤدي الى الإضرار بالمصالح اللبنانية، سنرد عليه بالمثل، وللعلم، فإن السوريين يستخدمون مطار رفيق الحريري الدولي كمحطة ترانزيت لتصدير بضائعهم، وهناك طائرات عدة تغادر أسبوعيا المطار محملة بالبضائع السورية، وبالتالي أتمنى ألا يلجأوا الى أي تدابير متهورة لئلا يدفعونا الى اتخاذ قرار بقطع هذا الشريان، على قاعدة المعاملة بالمثل.
الموقف السوري
في المقابل، أبلغ السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي “السفير” أن القرار الذي اتخذه وزير الزراعة يستدعي مراجعة سريعة تراعي مصلحتي لبنان وسوريا، لان ما حصل ليس فيه مصلحة لأي منهما، بل ينذر بتداعيات نحن جميعا في غنى عنها، في هذه المرحلة الدقيقة.
وفي سياق متصل، قالت مصادر وزارية سورية لـ”السفير” إن الإجراء الصادر عن الوزير شهيب لن يمر من دون رد، إذا لم يتم التراجع عنه سريعا، وذلك على قاعدة المعاملة بالمثل، مشيرة الى أن المسؤولين السوريين المعنيين عقدوا اجتماعات متلاحقة أمس لدرس الخيارات المضادة.
وأوضحت المصادر أن الرد سيتدرج من التدقيق في أوراق وأوضاع الشاحنات التجارية اللبنانية عند الحدود، في المرحلة الاولى، وصولا الى منع هذه الشاحنات من العبور وإقفال الحدود أمامها، وربما يرتفع سقف التدابير التصعيدية الى ما هو أشد وطأة، ما لم يتم تدارك الخطأ المرتكب بحق سوريا ولبنان.
ولفتت المصادر الانتباه الى أن السلطات في دمشق كانت قد سمحت بتصدير الموز اللبناني الى سوريا خلافاً لمقتضيات الروزنامة السورية، ومن دون رسوم جمركية، بعدما ألغت العقد الذي كان موقّعاً مع الإكوادور لاستيراد الموز منها، مشيرة الى أن المستغرب أنه في اليوم الذي انتهت فيه المهلة الزمنية لسريان مفعول هذا الاتفاق، بادر الوزير شهيب الى اتخاذ قراره بمنع دخول المنتجات الزراعية السورية الى لبنان، فهل تُكافأ سوريا على تعاونها بهذه الطريقة؟
وشددت المصادر على أن المستهلك اللبناني سيكون المتضرر الأكبر من تدبير وزير الزراعة، معتبرة أن ما حصل يندرج في إطار سلوك عدائي غير مفهوم، ولا يستند الى أي معيار أخلاقي أو اقتصادي، بل ينطلق من أحقاد شخصية بالدرجة الاولى.
وأوضحت أن “لدينا كل الحرص على المصلحة المشتركة بين لبنان وسوريا وعلى العلاقة الأخوية بينهما، ونحن منفتحون على أي نقاش وحلول منطقية”، معتبرة أنه كان يفترض بهذا الملف أن يُعالج تحت هذا السقف، وليس من خلال تدبير أحادي الجانب، يقفز فوق الروزنامة الزراعية والاتفاقيات المعقودة بين لبنان سوريا.
وأشارت الى أنه سبق للوزير شهيب أن اتخذ إجراءات مماثلة في السابق، ما اضطر دمشق الى تدابير مضادة، قبل أن تعود وتتراجع عنها بفضل وساطات على أعلى المستويات، متسائلة عما إذا كان المطلوب تكرار هذا السيناريو.
إحصاء دقيق للنازحين السوريين
الى ذلك، وغداة اجتماع اللجنة الوزارية المكلفة بمتابعة ملف النازحين السوريين، أكد عضو اللجنة الوزير رشيد درباس لـ”السفير” أن وزارة الشؤون الاجتماعية تعكف على إجراء إحصاء دقيق للسوريين المسجلين تمهيداً لإصدار بطاقة تعريف، ستُمنح الى كل نازح.
وأوضح أن الحكومة اللبنانية تحاول أن تتكيف مع طلبات الدول المانحة من دون أن تخرج عن الثوابت الوطنية، مشددا على أنه “ليس واردا لدينا التطبيع مع واقع النزوح ولا الاشتباك مع المجتمع الدولي في الوقت ذاته”.
وأشار الى أن أحد أمثلة المرونة المدروسة التي ستُعتمد في مقاربة ملف النازحين، من دون تجاوز الخطوط الوطنية الحمر، هو الاشتراط على النازح التقيد بالقوانين اللبنانية بدل أن نشترط عليه ألا يعمل، وهكذا دواليك، لافتا الانتباه الى ضرورة تدوير الزوايا، بجيث نوفق بين حقوق النازحين والمصالح العليا للبنان التي لا يمكن أن نفرّط بها.
++++++++++++
المستقبل
أعلن أن “دبابة السلطان يعقوب” المهداة من بوتين ستصبح “نصباً تذكارياً” للجنود المفقودين نتنياهو من موسكو: مصير الأسد مسألة ثانويّة
رأى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن مصير رئيس النظام السوري بشار الأسد بات مسألة ثانوية، وأن الأمر المهم الذي ناقشه مطولاً مع مضيفه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هو ألا يتهدد أمن إسرائيل من سوريا.
كلام نتنياهو هذا الذي جاء خلال اليوم الثالث من زيارته الثانية الى موسكو في خلال شهرين، وأمام قادة يهود روسيا، أضاف إليه من متحف موسكو أن الدبابة الإسرائيلية الأسيرة التي سبق أن أهداها نظام الأسد الأب إلى الاتحاد السوفياتي بعد معركة السلطان يعقوب في البقاع الغربي في 1982 وأهداها بوتين له، سوف تصبح نصباً تذكارياً للجنود الذين فقدوا خلال تلك المعركة.
قال نتنياهو خلال لقائه مع قادة يهود روسيا: “نعمل على أن لا تكون سوريا منطلقاً لهجمات ضد إسرائيل. ليس من قبل نظام الأسد، ولا حزب الله، ولا المجموعات الإسلامية. لدينا ما يكفي من أعداء.
سياستي هي التأكد من اتخاذ كل خطوة ضرورية لمنع الهجمات. ونحن نقوم من وقت إلى آخر بما هو ضروري” في هذا الشأن.
ورداً على سؤال، أجاب نتياهو: “انتم تسألون عن مستقبل العلاقات مع الرئيس الأسد.. إن مصير الأسد مسألة ثانوية. نحن لا نناقش هذا الأمر”.
وقال نتنياهو في معرض كلامه، إن “عجّة البيض السورية سوف لن تعود بيضاً نيئاً مجدداً. بعض الأنظمة في البلدان التي تحيط بإسرائيل وخصوصاً سوريا، يتهاوى وبات يحتاج إلى ترتيبات جديدة. لقد تحدثت مطولاً مع الرئيس بوتين، والشيء المهم (الذي سيؤخذ في الاعتبار) هو أن من يحل مكانها لن يجلب المزيد من المآسي ولن يهدد أمن إسرائيل”.
نتنياهو قال خلال جولة في متحف موسكو إن الدبابة الإسرائيلية التي قرر بوتين إعادتها لإسرائيل، ستصبح نصباً تذكارياً لثلاثة جنود إسرائيليين مفقودين.
والدبابة هي واحدة من دبابتين استولت عليهما القوات السورية في معركة السلطان يعقوب في سهل البقاع اللبناني إبان الاجتياح الإسرائيلي للبنان سنة 1982، وأهداها الرئيس السوري السابق حافظ الأسد الى الاتحاد السوفياتي الذي احتفظ بها في متحف موسكو الحربي.
وبحسب الإعلام الإسرائيلي، فإن الجنود زفي فلدمان ويهودا كاتز وزكريا بومل يعتبرون في عداد المفقودين ويفترض أنهم قتلوا في تلك المعركة، لكن لا أدلة على أنهم كانوا في الدبابة الموجودة في روسيا.
وقال نتنياهو في مراسم رسمية في متحف في موسكو حيث توجد الدبابة “طوال 34 عاماً ونحن نبحث عن مقاتلينا، ولن نتوقف إلا حين العثور عليهم ومواراتهم في الثرى في مقبرة يهودية في إسرائيل”. وأضاف في تصريحات بالعبرية نقلتها الإذاعة الإسرائيلية “خلال هذه السنوات الـ34 لم يكن لدى عائلات كاتز وفلدمان وبومل قبر يزورونه، ولكن الآن سيصبح بإمكانهم زيارة هذه الدبابة التي هي من مخلفات معركة السلطان يعقوب (…) ويستطيعون لمسها لتذكر أبنائهم”.
ورافق نتنياهو عناصر من “كتائب إسرائيل المدرعة” الذين سينسقون مع نظرائهم الروس عملية نقل الدبابة الى إسرائيل، بحسب بيان من مكتبه. ولم يحدد موعد بعد لنقلها. وقال نتنياهو “أود أن أغتنم هذه المناسبة لأتقدم بالشكر للرئيس فلاديمير بوتين على لفتته الإنسانية المؤثرة باسم عائلات” الجنود. وأضاف “أعتقد أن هذا الحدث يرمز الى الرابطة العاطفية والعميقة بيننا”.
وزيارة نتنياهو إلى موسكو جاءت في إطار احتفالات الذكرى الخامسة والعشرين لاستئناف العلاقات الديبلوماسية بين روسيا وإسرائيل، وعلى الرغم من أن مناسبة اللقاء بينه وبين بوتين، تدخل ضمن “المراسم والطقوس”، إلا أن محتويات اللقاء كانت سياسية واقتصادية بامتياز وتخللتها محاولة إسرائيلية لتوطيد العلاقات مع روسيا على أرضية صعود دورها في سوريا من ناحية ولمنع تعاظم العلاقات بينها وبين إيران.
وكان نتنياهو وصل إلى موسكو برفقة عدد من وزرائه، أبرزهم زئيف ألكين وأوري أرييل. واجتمع ببوتين للمرة الرابعة خلال عام، وللمرة الثانية خلال أقل من شهرين.
يُشار الى أن روسيا دشنت بعد أسبوعين من عدوانها على سوريا، خطاً ساخناً مع مركز القيادة لسلاح الجو الإسرائيلي، للإبلاغ المتبادل عن طلعات الطائرات في أجواء سوريا، وذلك بعد زيارة لرئيس الوزراء الإسرائيلي في أيلول 2015.
++++++++++++++++++
الاخبار
هيكل الحريرية يتصدع: المستقبل يصرف حراسه
“يا علي أنتم خلص خلصتم. آخر هذا الشهر تتوقفون عن العمل. كل عناصر الحرس في التيار في كل لبنان سيكون أول تموز آخر يوم عمل لهم. وستأخذون كل تعويضاتكم”. ثم يستدرك مصحّحاً: “تأخذون كل معاشاتكم السابقة والتعويضات المستحقة هي أساس راتب شهر عن كل سنة.
وأكلّمك لاحقاً. الآن مش فاضي لأبلغ العالم”. هذا نص رسالة صوتية أرسلها أحد مسؤولي “المستقبل” إلى أحد عناصر التيار في طرابلس صباح أمس. قبل علي، تبلّغ العشرات من زملائه في المناطق قرار صرفهم من العمل نهاية الشهر الجاري، في إطار الأزمة المالية التي يعاني منها “المستقبل”. المصروفون هم حراس مكاتب التيار ومؤسسات الحريري ومستوصفاتها في صيدا والبقاع والشمال وبيروت، إلى جانب مرافقين لمنسقين ومسؤولين في التيار وشخصيات محسوبة على آل الحريري، من بينهم مفتي صيدا الشيخ سليم سوسان الذي خصّص له التيار مرافقاً شخصياً. وبحسب الرسالة، سيحصل المصروفون على رواتبهم المتأخرة منذ ثمانية أشهر. أما التعويضات التي ينص عليها قانون العمل، فستختصر بدفع أساس راتب شهر واحد عن كل سنة عمل. لكنها لن تصرف عند الصرف. فبحسب مصادر من داخل التيار، وُعِد الكوادر بصرف التعويضات “عندما تتوافر المبالغ”. وأوضحت المصادر: يستثنى من الصرف حراس مقر الرئيس سعد الحريري في وادي أبو جميل ومقر عمته النائبة بهية الحريري في مجدليون.
حبات السبحة الحريرية تسقط واحدة تلو الأخرى. قبل صرف الحراس، طال الصرف مئات الموظفين والعمال في مؤسسات الحريري وفي منزله في وادي أبو جميل ومنزل عمته في مجدليون وفي شركتي سوليدير و”أوجيه ليبان”. قبل الصرف، تأخر صرف الرواتب لأشهر طويلة. قبيل عودة الحريري بأيام، قبض موظفو وحراس منزله راتب شهر واحد. لكنهم منذ ثلاثة أشهر لم يتقاضوا شيئاً. وفي مجدليون، الحال “مستورة”. الست بهية للسنة الثالثة على التوالي لا تنظم الولائم الرمضانية اليومية كما عهد الصيداويون. مع ذلك، فقد طلبت من أحد طباخيها الذي صار يعمل بدوام جزئي، بعد توقف دفع الرواتب ويداوم جزئياً في أحد الأفران، بأن “يعود إلى العمل بدوام كامل في القصر… لكن مجاناً”.
في الإطار ذاته، لا يرحم بنك البحر المتوسط (الذي يملكه آل الحريري) الموظفين الذين لا يقبضون. تطالب الإدارة من اقترض مبلغاً بسداد فوائده الشهرية من دون تأخير. وفي السعودية، قطعت الكهرباء عن أحد المجمعات السكنية لموظفين في “أوجيه” بسبب عدم دفع الفواتير، ما اضطرهم إلى شراء المازوت للمولدات من جيوبهم الخاصة.
الصرف بـ”المفرق” في لبنان، يقابله صرف بالجملة في “سعودي أوجيه”. 54 ألف موظف وعامل من جنسيات عربية وآسيوية وأوروبية تبلغوا قرب صرفهم. آخر الأخبار الواردة من المملكة تحدثت عن تبلغ هؤلاء بالصرف من دون تعويضات. واقع الشركة يوحي بأنها قد أفلست، من دون أن تعلن الأمر. بحسب مصادر من داخل الشركة، فإن قيمة الرواتب المتأخرة عن الأشهر الثمانية الماضية تبلغ حوالى 500 مليون دولار، فكم قد تبلغ قيمة التعويضات المستحقة للمصروفين كما يقتضي القانون؟.
هل يقف الحريري متفرجاً على سفينة “أوجيه” وأخواتها، تغرق؟ وهل تلعب السعودية دور المنقذ؟ في نيسان الفائت، جزم ولي وليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بأن الشركة “حصلت بالفعل على العديد من الأقساط المستحقة لها لدى الحكومة. لكن الشركة عليها ديون داخل المملكة وخارجها، لذا فبمجرد إيداع مستحقات الشركة في حساباتها المصرفية، يقوم البنك الدائن بسحب تلك الأموال”. وغسل بن سلمان يد السعودية من أزمة الموظفين، مشيراً الى أن “عدم تغطية تكاليف العمالة الخاصة بها ليس مشكلة الحكومة”. مصادر من داخل الشركة لفتت إلى أن الأزمة تكمن في القروض التي استدانتها الشركة من البنوك وبلغت 7,5 مليارات ريال سعودي. جزء من القروض “أخرج إلى خارج المملكة ولم يصرف على المشاريع وتغطية النفقات، ما أدى إلى فقدان تدريجي للسيولة”. قبل القروض، تراجعت السيولة المالية في الشركة بسبب عمليات الاختلاس والهدر التي اتُّهِم بها موظفون ومديرون بعضهم من آل الحريري. المصادر لفتت إلى أن الحريري لا يتحمّل وحده مسؤولية الأزمة المالية. فالشركة توزعت بحسب تركة الرئيس رفيق الحريري بين زوجته نازك وأولاده بهاء وسعد وهند وأيمن وفهد. أيمن كان يتولى الإدارة حتى عام 2011، قبل أن يوكل سعد ترتيب الأوضاع إلى ابن السيدة نازك، عدي آل الشيخ. وعلى نحو تدريجي، كان “الشيخ سعد” يشتري حصص أشقائه من السيولة المالية المتوافرة في صندوق الشركة.
كرة الثلج بدأت تكبر. تناقص السيولة وتراكم الديون أدّيا الى غرق السفينة بالموظفين والعمال. أما ثروة الشيخ سعد فلم تتأثر، إذ قدرتها مجلة “فوربس” نهاية العام الماضي بـ1.5 مليار دولار .
“لا قصاص سياسياً على الحريري من مملكة الخير”. تؤكد أوساط المستقبل، “لكن الأزمة المالية التي تعاني منها السعودية تمنعها من دعمه”.