اللواء
«ضربات قاتلة» في الجنوب على مسامع هوكشتاين مع تهديدات غالانت
ميقاتي يكشف عن آلية للقرار 1701 ويطالب بمحاكمة باسيل.. وحزب الله يتمسك بفرنجية ويقرُّ بتعليق التفاهم مع التيار
تقدمت الضغوط الاميركية والدولية والاقليمية من اجل التوصل الى وقف لإطلاق النار في غزة، يفتح الباب امام هدنة انسانية، ترتكز على تبادل الاسرى والمحتجزين وادخال المساعدات الغذائية والطبية للاهالي الصامدين في القطاع، وسط الدمار الرهيب.
واتجهت الانظار الى اجتماعات القاهرة، التي لم تنضم اليها اسرائيل بعد، في حين ان الاتصالات الاميركية – القطرية شددت على ضرورة التقدم بخطوة عملية نحو وقف النار، وفي وقت قريب.
وأكدت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن موضوع التهدئة على جبهة الجنوب والذي كان في صلب مناقشات الوسيط الأميركي آموس هوكشتين في بيروت لم يحدد موعده، وإن التوقعات الرسمية بأنطلاقة البحث عن العمل على هذه التهدئة قريبا قد تصطدم بما يحصل في الميدان، ورأت أن الأيام الفاصلة عن طرح الموفد الأميركي قد تشهد تطورات متسارعةو دراماتيكية في الجنوب والوقائع التي سجلت مؤخرا قد تجر معها هذه التطورات.
واعتبرت أنه في كل الأحوال اتصالات المسؤولين الرسميين مع هوكشتين تتواصل في إطار المتابعة لإرساء حل ديبلوماسي.
ولم يكن الرئيس نجيب ميقاتي بعيداً عن التفاؤل بمجرى مساعي الهدنة في غزة.
واشار الى ان «تفاهم رمضان» سيكون في غزة والمعلومات تقول ان وقف اطلاق النار هناك سيحصل قبل رمضان.
آلية تطبيق القرار 1701
وكشف ميقاتي ان عنوان ما حمله هوكشتيان الآلية لوضع القرار 1701 موضع التنفيذ، انطلاقاً من تفاهم نيسان، مشيراً الى ان المفاوضات تبدأ في لبنان خلال شهر رمضان.
وطالب باستعادة الاراضي اللبنانية من القرى السبع الى مزارع شبعا.
وأكد ان الجميع يعمل لتهدئة جبهة جنوب لبنان والمضي نحو استقرار طويل الامد، وطروحات الوسيط الاميركي هوكشتاين قيد النقاش.
واكد: عندما نصل الى وقف الانتهاكات واستعادة الاراضي اللبنانية المحتلة، فنحن نكون ملزمين بالقرار 1701، وبتعهد بتطبيقه كاملاً عبر وجود الجيش اللبناني في الجنوب، مؤكداً ان مبادرة هوكشتاين ستحظى مع الوقت بتغطية دولية.
وشدد على السعي الى تعزيز الجيش وتقويته، ليقوم بواجبه كاملاً في الجنوب ولدينا ثقة بذلك في ظل وجود هذه القيادة، وان ما من ضابط او عسكري تخلف عن الالتحاق بموقعه في الجنوب، مشيراً الى ان فرنسا سند لبنان، ونوايا باريس طيبة تجاهنا، واشار الى ان حزب الله يتمالك نفسه، ولم يقدم على الرد الذي يفتح جبهات كبيرة لانه حريص على الوصول الي استقرار في جبهة لبنان، موضحاً ان لوزير الخارجية كل الاحترام، وعادة ما ادعوه للاجتماع مع هوكشتاين، وكان من المفترض ان يزوره، لكن هذا لم يحصل، وفوجئت بالامر.
وفي الشأن المحلي، اكد الرئيس ميقاتي ان انتخاب رئيس جديد للجمهورية ضروري للبنان، ويجب على الجميع العمل للحفاظ على الوطن وابقاء الدولة.
وقال: مستعد للمحاكمة، وانه لا يمكن فصل السلطة والمسؤولية والصلاحيات عن بعض، داعياً لمحاكمة من يتقاعس عن القيام بدوره، في اشارة الى النائب جبران باسيل، ورداً على سؤال قال: أكن الاحترام لوزير الدفاع، وهو رجل عسكري، ولديه مناقبية كبيرة، لكنني لن ألاحقه لانه مسيَّر من الآخرين.
وحول رواتب الموظفين، اكد ميقاتي انها ستدفع قبل نهاية هذا الاسبوع، مشيراً الى اننا سنقدم خلال الاشهر المقبلة مشروع قانون لسلسلة رتب ورواتب جديدة مع رزمة اصلاحية ضرورية يجب الاخذ بها، مشيراً الى اننا نقوم شهرياً بجمع 25 الف مليار ليرة لبنانية، والمالية العامة «مرتاحة» ونحن محكومون بسقف الانفاق المحدّد في الموازنة.
قاسم: فرنجية قادر على جمع اللبنانيين
وفي الشأن السياسي، كشف نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم ان رئيس كتلة الوفاء للمقاومة سيزور الرابية، ويلتقي الرئيس ميشال عون.
واستدرك: وصلنا مع التيار الى مكان اختلفنا فيه على امور عدة، ومع الاختلافات لم يعد هناك امكانية للقول «ما في شيء ونحن سنستمر بقناعتنا وهم ايضاً، والتفاهم عملياً كان معلقاً».
وكشف: لم نقدم جواباً نهائياً لكتلة الاعتدال الوطني، وستدرس العرض الذي قدموه.
واكد ان لا احد بقادر ان يفرض على احد امراً على الآخرين، وبالعكس، رافضاً ان يكون الحزب مسؤولاً عن التعطيل، متسائلاً: هل المطلوب ان ننتخب رئيساً معادياً للمقاومة، موضحاً ان النائب السابق سليمان فرنجية قادر على جمع اللبنانيين اذا انتخب رئيسا للجمهورية والدستور يضمن الميثاقية، وفرنجية لديه قابلية بأن ينفتح على العالم، معتبراً ان مشكلة المبادرة الفرنسية داخلية قبل ان تكون خارجية، موضحاً لن نذهب الى مرشح آخر.
وحول ما يحصل في غزة قال قاسم: سمعنا في هذه الحرب كلاماً لم نسمعه من قبل: الحزب كان حكيماً ونحن لا نربط الحرب بانتخابات الرئاسة.
وقال: تحملنا كل العبء حتى لا يتحمله البلد.
واشار: لم نجر لبنان الى الحرب بل هناك عدو اسرائيلي خطر، وفي اي ساعة يمكن ان يشن حرباً على لبنان، موضحاً في تجربتنا السابقة في سوريا اوقفنا داعش، بدفاع استباقي، وهذا ما نقوم به اليوم ضد اسرائيل.
وقال: نحن غير معنيين برسائل يرسلها هوكشتاين، مذكراً بالموقف الواضح: ما دامت الحرب مفتوحة علىغزة، فجبهة الجنوب مستمرة، وأن لا امكانية لاتفاقيات والمعركة «قايمة قاعدة»، رافضاً ان تفرض اسرائيل شروطها، فاذا لم تقبل اسرائيل هدنة بالجنوب، فنحن نستمر بالرد.
وقال قاسم: لسنا اقرب الى الحرب الشاملة في لبنان، لكننا مستعدون لها فيما لو حصلت غداً وبنسبة 90٪، واعتبر ما قامت به المقاومة في الجنوب مصلحة لبنان ومراعاة للداخل، ومصلحة لمساندة غزة.
وسيكون هناك كلمة للامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الاربعاء 13 آذار الجاري في ثالث ليال شهر رمضان المبارك.
مبادرة الاعتدال
على صعيد آخر، يفترض أن يصدر بيان عن تكتل الاعتدال الوطني بشأن المسعى الذي تقوم به في الملف الرئاسي، فأما تعطى إشارة عن استكمال المسعى أو قد تتم الإشارة إلى أنها تواجه عقبات وفي كل الأحوال لا بد من أن يتحدث نوابها عن نتائج حراكهم ولقاءاتهم مع الكتل النيابية والقيادات في لبنان.
ودخلت «القوات اللبنانية» على خط السجال مع الرئيس نبيه بري لجهة اعتباره ان طرح تداعي عدد من النواب الى التلاقي في المجلس هو طرح عجيب غريب ويعكس نوعاً من الخفة..
وطالبت الدائرة الاعلامية في «القوات» الرئيس بري بالقول: وإذا كنت، يا دولة الرئيس بري، متمسكًا بمرشحك فهذا حقك، ولكن ليس من حقك إطلاقًا الاستمرار بتعطيل الانتخابات الرئاسية لأنك لم تستطع أن تؤمِّن له الأكثرية النيابية التي تخوِّله الفوز.
والعجيب والغريب فعلا، يا دولة الرئيس، إبقاء لبنان من دون رئيس جمهورية ومن دون انتظام دستوري في واحدة من أدقّ المراحل التي يمر فيها البلد، وذلك فقط تحقيقًا لمعادلة «إما مرشحنا وإما الشغور وعلى لبنان الطوفان».
واعتبر بيان «القوات» الإصرار على التعطيل في لحظة حرب وانهيار وعدم استقرار، والأسوأ تبرير التعطيل بخفّة واستخفاف قلّ نظيرهما.
هوكشتاين وغالانت
على صعيد الوضع الجنوبي، ابلغ غالانت الوسيط الاميركي هوكشتاين ان اسرائيل مع الجهود الدبلوماسية، لكن ما وصفه بـ«عدوان حزب الله يقربنا من نقطة حرجة في اتخاذ قرار بشأن الانشطة الحربية حيال لبنان».
وفي واشنطن ابلغ عضو مجلس الحرب الاسرائيلي بيني غانتس مستشار الأمن القومي الأميركي أن «إسرائيل لا تسعى للحرب مع لبنان». «غانتس أبلغ سوليفان أن تزويد واشنطن لإسرائيل بالسلاح سيجعل حزب الله يفكر مرتين قبل أي تصعيد».
بدوره جدد النائب محمد رعد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة تأكيده ان حزب الله لا يريد الحرب، ولكنه يستعد لها اذا حصلت.
الوضع الميداني
ميدانياً، اعلن حزب الله انه استهدف مقر قيادة اللواء الشرقي 769 في ثكنة كريات شمونة بالاسلحة المناسبة، واصابها اصابة مباشرة.
كما اعلن حزب الله استهداف دبابة ميركافا على تلة الطيحات بالاسلحة المناسبة مما ادى الى اصابتها وتدميرها.
وواصل الاحتلال الاسرائيلي قصف القرى الحدودية الآمنة، حيث سقط 3 شهداء من عائلة واحدة هم: حسن حسين وزوجته رويدة مصطفى وابنهما علي وعمره 25 عاماً، بقصف مباشر استهدف منزلهما في القرية.
واعلن الجيش الاسرائيلي عن استهداف مسيرة آتية من الجولان السوري.
كما اغارت الطائرات المعادية على خراج بلدة عيتا الشعب وبلدة كفرا.
وأغار الطيران المعادي على مبنى مؤلف من 3 طوابق في بلدة جبال البطم في قضاء صور.
الأخبار
هوكشتين أبقى مساعده في بيروت: لبنان يريد «ورقة مقنعة» لما بعد الهدنة
بعيداً عن الفولكلور اللبناني الذي يحيط بزيارة أي مسؤول أجنبي لبيروت، ومع رغبة الموفد الرئاسي الأميركي عاموس هوكشتين بتقديم نفسه «منقذاً» للبنان من ورطاته، فإن الجولة الأخيرة له بين بيروت وتل أبيب لم تقفل النقاش الذي انتقل إلى مرحلة جديدة.وعلمت «الأخبار» أن الموفد الأميركي الذي غادر ليل أول أمس إلى قبرص، وانتقل منها أمس إلى كيان العدو، أبقى أحد مساعديه البارزين في بيروت لمواصلة الاجتماعات مع الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي، ومن خلالهما مع حزب الله. وقالت المصادر إن هوكشتين قال لبعض من التقوه إنه سيضعهم في أجواء اتصالاته مع القيادة الإسرائيلية، وإنّ لديه ثقة كبيرة بقرب الإعلان عن الهدنة في غزة، ويريد استغلالها لإطلاق مفاوضات مع لبنان لتثبيت الهدنة التي ستقوم حتماً بعد وقف إطلاق النار في غزة. فيما أعلن الرئيس ميقاتي أمس أن المفاوضات لتثبيت التهدئة في لبنان، في حال حصلت الهدنة في غزة، ستنطلق خلال شهر رمضان المقبل، وأن الاتصالات ستنتقل إلى مستوى جديد.
وعُلم أن بيروت تنتظر أن يعود هوكشتين لاحقاً (في حال إعلان الهدنة في غزة) بتفاصيل خطته لتثبيت هدوء مستدام على الجبهة اللبنانية، وأن لبنان ينتظر منه خطوات تلتزم بها إسرائيل على أكثر من صعيد ليكون بالإمكان الحديث عن ضمانات لبنانية بالتهدئة. وأفادت المصادر بأن المسؤولين في بيروت أبلغوا الموفد الأميركي بأن لبنان ينتظر «ورقة عملية مقنعة».
ما أحاط بزيارة هوكشتين، هي الثالثة له إلى بيروت منذ اندلاع «طوفان الأقصى»، عكسَ محوريتها في سعيه إلى «احتواء» التطورات التي تتسابق فيها الدبلوماسية مع الوقائع الميدانية على ضفتَي الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة.
ومع أن تفسيرات كثيرة أُعطيت لمضمون البيان المكتوب الذي تلاه بعد اجتماعه مع الرئيس نبيه بري، تمّ التوقف عند إشارته إلى عدم انسحاب هدنة غزة تلقائياً على جبهة الجنوب اللبناني، ما فُهم بأنه «تهديد» ضمني لدفع المقاومة إلى وقف عملياتها ضد العدو الإسرائيلي. لكنّ تفاصيل ما قاله في الكواليس، أكّدت محاولته تأطير مرحلة المفاوضات بخطوط عريضة، طالباً من لبنان ضمانات بعدم لجوء حزب الله إلى التصعيد في انتظار ما ستؤول إليه المفاوضات حول غزة. وكان لافتاً أنه أسقط من سلّته هذ المرة بعض الشروط الصِّدامية كتحديد كيلومترات لانسحاب حزب الله بعيداً من الحدود.
وبحسب معلومات «الأخبار» فإن الاجتماع الأساسي لهوكشتين كان مع الرئيس بري، وقد استمر نحو ساعة ونصف ساعة، بدأه المبعوث الأميركي بتقدير «بدا فيه جازماً»، يؤكّد أن المفاوضات في شأن غزة ستؤدي إلى هدنة قريباً، من دون تحديد موعد لذلك. لكنّ سؤاله الأساسي هدف إلى محاولة استكشاف سلوك حزب الله ولبنان الرسمي في حال لم يتم التوصل إلى هدنة، مشيراً إلى أنه يعرف أن موقف حزب الله محسوم لجهة بقاء الجبهة الجنوبية مفتوحة للإسناد طالما استمر العدوان على غزة. وقال هوكشتين إن «إسرائيل لا تريد الحرب، لكنها تعتبر أنها تعرّضت لاعتداء غير مبرّر من لبنان، كما تعرّضت لاعتداء في 7 تشرين، وهي تعتبر نفسها معنيّة بضمان عدم تكرار ذلك من الجنوب، كما تفعل مع غزة». وأكّد أن «الولايات المتحدة تفضّل الخيار السياسي»، زاعماً أن «المناخ التصعيدي في إسرائيل يُمكن احتواؤه من خلال صيغة تؤدي إلى خفض التوتر»، ما يعني ضمناً طلباً بأن «يخفّف الحزب عملياته فيؤدي ذلك إلى تخفيف الضغط بما يتيح للمستوطنين العودة إلى منازلهم في الشمال وللنازحين من الجنوب بالعودة إلى قراهم». وقال هوكشتين لبري إنه سيقرأ بياناً مكتوباً، «وما سأقدّمه هو صيغة هدفها الوصول إلى حل يمنع إسرائيل من شنّ الحرب»، مكرّراً أن «إسرائيل معتدى عليها، لكن كما نجحنا في التوصل إلى اتفاق بحري رغم كل العقبات والضغوط، نحن حريصون على إيجاد تسوية تجنّبنا الصدام».
وهنا أجابه بري: «كرئيس لمجلس النواب ومسؤول رسمي، أقول إن إسرائيل هي المعتدية، وهذا الكيان لم يكن يوماً يحتاج إلى ذريعة أو عذر لشنّ حرب على لبنان، وكابن للجنوب أؤكد أن المقاومة تنفذ عمليات عسكرية ضد مواقع وجنود، بينما يردّ العدو علينا باستهداف المدنيين وتدمير البيوت من دون سبب وهو من يرغب بالتصعيد». وأضاف: «إما إذا أردت الحديث بوصفي أعرف المقاومة، فأنا أجزم بأن المقاومة ستوقف العمليات بمجرد إعلان الهدنة في غزة، وأنا أعرف ومسؤول عن القول إن المقاومة كما كل لبنان، لم تكن يوماً ضد القرار 1701، وبالتالي، فإن النقاش حول القرار وكيفية تنفيذه وكل الأمور الأخرى يصبح قابلاً للبحث متى توقّفت الحرب في غزة». وهنا، حاول هوكشتين «جسّ نبض» بري عما إذا كانت هناك إمكانية للحصول على «ضمانات» من المقاومة لـ«إقناع المسؤولين في تل أبيب»، إلا أنه لم يسمع جواباً.
حرص هوكشتين في محادثاته على توضيح أن كلامه العلني لم يحمل أي تهديد
وكشفت مصادر بارزة أن «هوكشتين كان في كل محادثاته حريصاً على توضيح أن كلامه العلني لم يحمل أي تهديد»، مكرّراً أنه «سبق أن طرحت أفكاراً للحل، واليوم أعرض خطوات لتنفيذ الآلية في حال حصول هدنة في غزة». وهذه الخطوات، وفقَ ما تقول المصادر تقوم على: أولاً، التثبّت من وقف إطلاق النار، وثانياً تفعيل خطة نشر قوات كبيرة للجيش اللبناني في كل المنطقة الحدودية (من دون أن يحدد أي عمق)، وثالثاً الالتزام بعدم الظهور المسلّح لغير الجيش (لم يشر إلى انسحاب حزب الله من القرى الحدودية)».
وبحسب خطة أو «أفكار» هوكشتين، بعد إقرار هذه الخطوات، سيبدأ جولات تفاوضية لتسوية النزاعات على الحدود البرية بين لبنان وإسرائيل، وسيسعى إلى وجود ضمانات سياسية بعدم تكرار المواجهات على جانبَي الحدود.
وفي لقاءاته الأخرى، ناقش هوكشتين أفكاره مع الرئيس ميقاتي، وقال إنه سمع تصوّرات من رئيس الحكومة تخصّ مرحلة ما بعد توقف إطلاق النار، وإن ذلك سيساعده على وضع خطة تفصيلية في المرحلة اللاحقة. وفي الاجتماعات الأخرى، كان لافتاً عدم تورط هوكشتين في الحديث عن تنفيذ كامل وحرفي للقرار 1701. ونُقل عنه أن «الوقت حالياً لا يسمح بالحديث عن التطبيق الحرفي للقرار 1701، خصوصاً أن إسرائيل قد لا تلتزم بوقف الخروقات الجوية التي تعتبرها ضرورية لأمنها».
غالانت: نلتزم بالحل السياسي
في زيارته لكيان الاحتلال أمس، ناقش الموفد الأميركي عاموس هوكشتين مع وزير الحرب يوآف غالانت «مسار التهدئة» الذي يسعى إليه بين حزب الله وإسرائيل. وأكّد غالانت أن «إسرائيل ملتزمة بالجهود السياسية للتوصل إلى اتفاق ينهي المواجهات الحدودية المتصاعدة مع حزب الله»، فيما حذّر من أن «عدوانية حزب الله تقرّبنا من نقطة الحسم بأنشطتنا العسكرية في لبنان» وذكر بيان صدر عن مكتب غالانت، أن «النقاش تناول التهديد المستمر الذي يشكله حزب الله، وضرورة تغيير الوضع الأمني من أجل إعادة النازحين الإسرائيليين بأمان إلى منازلهم في الشمال قرب الحدود مع لبنان». ولفت البيان إلى أن غالانت «أعرب عن التزام المؤسسة الأمنية بالعملية الجارية بقيادة هوكشتين للتوصل إلى تفاهمات، لكنه أكّد أن عدوان حزب الله يجرّ الأطراف إلى تصعيد خطير».
جونسون تقنع هوكشتين بمراضاة «الحلفاء»
لم تكن نتائج لقاء المبعوث الأميركي عاموس هوكشتين مع النواب سامي الجميل وجورج عدوان وجورج عقيص والياس حنكش وميشال معوض على قدر ما كان يرتجيه هؤلاء. علماً أن الاجتماع عُقد بعد إلحاح من هؤلاء للقاء هوكشتين، وطلبات سابقة تعود إلى ما قبل اندلاع الحرب.
وعلمت «الأخبار» أن السفيرة الأميركية ليزا جونسون مارست ضغوطاً كبيرة لحثّ هوكشتين على لقاء نواب وشخصيات احتجوا على تجاهل المسؤولين الأميركيين الذين يزورون لبنان لهم، وخصوصاً هوكشتين الذي قالوا إنه «يستمع إلى وجهة نظر فريق واحد، ويتجاهل أن هناك صوتاً آخر يجب أن يُسمع». وقالت مصادر مطّلعة إن النائب ميشال معوض أجرى اتصالات بمسؤولين في الولايات المتحدة لهذا الغرض، مشيرة إلى أن السفيرة الأميركية السابقة في بيروت دوروثي شيا «كانت تعتبر أنْ لا داعي للقاءات معهم». وفي المعلومات أن النائب فؤاد مخزومي عبّر عن الاحتجاج لعدم دعوته إلى الاجتماع، رافضاً حجة أنه كان ممثّلاً من خلال حلفاء له.
وكشفت المصادر أن «هوكشتين كان صريحاً في القول لمن التقاهم بأنهم لا يملكون قراراً في ما يحصل في الجنوب»، لكنّه أكّد لهم أنه «يجب أن تواصلوا إطلاق تصريحات ترفض الحرب». وفي المعلومات «رفض هوكشتين الدخول في نقاش حول الانتخابات الرئاسية، لكنه أكّد على ضرورة انتخاب رئيس لأن الاستقرار السياسي ضروري لضمان أي اتفاق مقبل مع إسرائيل، والولايات المتحدة معنيّة بالوصول إلى تسوية»، كما عبّر عن استغرابه لرفضهم دعوة رئيس مجلس النواب إلى الحوار. واعتبرت المصادر أن زيارة هوكشتين حملت رسالة واضحة للفرنسيين بأنهم «خارج الملف اللبناني وأن الولايات المتحدة هي المعنيّة بكل الجوانب».
وفي اللقاء الذي جمع هوكشتين مع النائب السابق وليد جنبلاط، بناءً على طلب الأخير، استمع الموفد الأميركي إلى سيل من الأسئلة من جنبلاط الذي عبّر عن «القلق»، واستفسر حول مفاوضات القاهرة والسيناريوهات المفترضة في ما يتعلق بلبنان ورؤية الولايات المتحدة للمرحلة الراهنة.
البناء
الحرب تدخل شهرها السادس دون أفق نهاية قريبة… والتفاوض يراوح مكانه
تحريك الرئاسة والملف الحدودي لا يستند إلى معطيات… والحركة بلا بركة
غارة على حولا تسقط 3 شهداء… والمقاومة تقصف الجليل بـ 70 صاروخاً
مع دخول الحرب على غزة شهرها السادس تبدو واشنطن وتل أبيب عالقتين من جهة، بين العجز عن التفاؤل بتحقيق تقدّم في المسار العسكريّ أمام مفاجأة قدرة المقاومة في غزة على الصمود ومواصلة القتال، وثبات جبهات المساندة في لبنان واليمن والعراق عند أداء أدوارها وتصعيد حضورها على قاعدة ربط تهدئتها بنهاية الحرب على غزة. ومن جهة مقابلة العجز عن تحقيق تقدّم تفاوضيّ دون دفع الأثمان التي تطلبها المقاومة والتي تربط أيّ اتفاق، كما أعاد التأكيد القياديّ في حركة حماس أسامة حمدان أمس، بفكّ الحصار وانسحاب قوات الاحتلال من قطاع غزة وعودة النازحين إلى شمال القطاع، وبصورة خاصة إعلان وقف الحرب بصورة نهائيّة. وتبدو مسارات التفاوض أما استعصاء مثل الخيار العسكري، فيما تبذل واشنطن جهوداً لمنع انهيار المشهد الإسرائيلي الداخلي كما رشح من محادثات عضو مجلس الحرب بيني غانتس في واشنطن، فيما تستحضر على الطاولة ابتكارات من نوع الهدنة الإنسانية الرمضانية، بمعزل عن اتفاق التبادل. بينما أعلن بنيامين نتنياهو التزامه بتأمين شروط مناسبة خلال شهر رمضان لإحياء المسلمين شعائر شهر رمضان، دون أن يشير إلى المسجد الأقصى.
لبنانياً، وبعد حراك سياسي وإعلامي شمل العديد من الأطراف تحت عنوان وجود فرص لحلحلة في الملف الرئاسي، وبالتوازي رهانات على إحداث اختراق يحققه المبعوث الأميركي عاموس هوكشتاين بترتيبات على جبهة الحدود الجنوبيّة تحت شعار تفادي توسّع الحرب، قالت مصادر سياسية متابعة إن لا وجود في الأفق لتحقيق تقدّم في الملفين، فالمواقف من الملف الرئاسي لا تزال عند ما كانت عليه قبل حرب غزة، وثنائي حركة أمل وحزب الله والحلفاء لا يزالون يرون أن المرشح سليمان فرنجية هو المؤهل لقيادة المرحلة، ولا يزال المخالفون من أصدقاء وخصوم يسعون الى الالتفاف على ترشيح فرنجية تحت شعار البحث عن مرشح وسطي؛ بينما في الملف الحدودي فقد سلم أموس هوكشتاين بالترابط بين جبهتي جنوب لبنان وغزة، وربط كل حديث عن تهدئة جبهة الجنوب بتحقيق إنجاز في مسار التهدئة على جبهة غزة. وقالت المصادر إن الحديث عن وجود مساع على المسارين لتحقيق اختراق أقرب للحركة بلا بركة.
في جنوب لبنان ميدانياً شنّ طيران الاحتلال غارات على عدد من القرى الجنوبية، أدت إحداها في بلدة حولا الحدودية الى استشهاد عائلة مكوّنة من أب وأم وابنهما، وكان رد المقاومة سريعاً بإطلاق 70 صاروخاً ثقيلاً على مستعمرات الجليل ما أدّى الى قطع الكهرباء واشتعال النيران في عدد من النقاط.
ما أن بدأ المفاوضات والاتصالات في شأن هدنة غزة، حتى سارع العدو الإسرائيلي إلى التصعيد في جنوب لبنان، في محاولة منه لتغيير في قواعد اللعبة، من خلال رفع سقف التهديدات والضربات والتدمير، وسط معلومات تشير إلى أن العدو الإسرائيلي يعمل على إقامة منطقة عازلة في جنوب لبنان. وهذا ما يخشاه لبنان الرسمي وحزب الله، الذي لن يسمح بتدمير القرى الجنوبية وأنه سيردّ الصاع صاعين رداً على الاستهدفات الإسرائيلية. وقد تظهّر هذا الأمر في الساعات الماضية حيث استهدف حزب الله مقار عسكرية وتمركزات للعدو في أكثر من مكان وحقق إصابات كبيرة، فضلاً عن تصدّيه لقوة برية إسرائيلية، كانت تحاول التوغل في منطقة الوزاني، وكل ذلك يؤشر وفق مصادر مطلعة إلى أن حزب الله لم يستخدم بعد كل ما يملك من قدرات عسكرية. هذا فضلاً عن أنه يباغت العدو في أكثر من مكان، وهذا ما حصل في الوزاني, فالحزب يعمل على كل الجبهات ولا يمكن إشغاله بمنطقة.
وفيما سلّم المبعوث الرئاسي الاميركي آموس هوكشتاين رئيس مجلس النواب نبيه بري طرحاً ليسلّمه بدوره إلى حزب الله يتضمن تصوراً عملياً لمرحلة ما بعد اتفاق الهدنة، وينص على تأمين الاستقرار الأمني والهدوء في «إسرائيل» ولبنان وترسيم الحدود، وحلّ النقاط العالقة والمتنازع عليها وتطبيق القرار 1701، أكد ئيس الحكومة نجيب ميقاتي أن «الجميع يعمل لتهدئة جبهة جنوب لبنان والمضي نحو استقرار طويل الأمد وطروحات الوسيط الأميركي أموس هوكشتاين قيد النقاش». وأشار ميقاتي الى أن «عنوان مرحلة الاستقرار التي نسعى للوصول إليها هو آلية لتطبيق القرار 1701».
وعن المفاوضات الجارية بشأن التهدئة، قال: «تفاهم رمضان» سيكون في غزة والمعلومات تقول إن وقف إطلاق النار هناك سيحصل قبل رمضان»، مضيفاً: «المفاوضات المرتبطة بجبهة لبنان ستكون خلال شهر رمضان».
وشدّد ميقاتي على أن «لبنان لا يعتدي ويجب على «إسرائيل» وقف انتهاكاتها. وفي حال توقفت حرب غزة فإن جبهة الجنوب ستهدأ إلا إذا استمرت «إسرائيل» في عدوانها»، لافتاً الى أن «هناك طروحات عديدة على صعيد الترسيم البرّي ولبنان متمسّك بكافة أراضيه المُحتلة».
أضاف: «نعمل على استقرار طويل المدى في الجنوب والأساس لدينا هو وقف الاعتداءات الإسرائيلية وإعادة كافة الأراضي المحتلة إلى لبنان»، مؤكداً أننا «نرفض حصول أي قضم للأراضي اللبنانية ونسعى إلى تحديد الحدود بشكل نهائيّ وأخير».
وفي ما يخص زيارة هوكشتاين لبنان، قال ميقاتي: «هوكشتاين وضع طرحاً على الطاولة ورئيس مجلس النواب نبيه بري يدرسه وسيكون هناك ردّ عليه ونحن لدينا أسئلة ننتظر من الموفد الأميركي أجوبة عليها».
وأضاف: «طرح هوكشتاين هو آلية تطبيق القرار 1701 وسنردّ عليه بعد الانتهاء من درسه»، لافتاً الى أن «هوكشتاين قدّم أفكاراً شفهيّة ولا توجد ورقة مكتوبة بشأن جبهة لبنان».
وتابع ميقاتي: «أتأمل خيراً إزاء ما نمرّ به ولقد صادفنا تجارب عديدة سابقة لا سيما عندما يتعلق الأمر بالترسيم البحريّ واستطعنا تجاوز الكثير من الأمور والوصول إلى نتائج».
وأكمل: «أعمل مع الرئيس بري للوصول إلى الاستقرار، وأعتقد أن رئيس مجلس النواب يتشاور مع «حزب الله»، مشيراً الى أنه «عندما تصبح لدينا ورقة خطية بشأن طرح هوكشتاين سأتشاور مع الحزب»، لافتاً إلى أن «مبادرة هوكشتاين ستحظى مع الوقت بتغطية دولية».
وكشف أنه «سيكون هناك تواصل مع هوكشتاين خلال 48 ساعة من قبل الرئيس برّي أو منّي للوقوف عند آخر مستجدات الطرح المرتبط بجبهة الجنوب»، موضحاً أن «هوكشتاين يضع الجميع في الأفكار التي يتمّ طرحها وما يتمّ وضعه على طاولة البحث يمكن الاتفاق عليه وهناك ثغرات سيتم الحديث بها».
وأفادت مصادر مطلعة ان الحزب لن يدخل في أي بحث أو نقاش في الوقت الراهن، بالنسبة إليه لا مفاوضات قبل وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وبعد ذلك يمكن البدء بكيفية البحث في القرار الدولي 1701 الذي يفترض أن تلتزم به «إسرائيل» وتثبيت الحدود.
وأكّد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد أنّ المقاومة مصمّمة على مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية وستمنعه من أن يُنفّذ مشروعه العدوانيّ، وشدّد، خلال حفلٍة تأبينية أقيمت في بلدة كفرملكي الجنوبية، على أنّ المقاومة ما زالت تلتزم بالدقة في معادلات الردع، التي فرضناها على العدوّ الإسرائيليّ ويحاول أن يتفلّت منها، لكن ليس بمقدوره أن يُلغيها. وقال «العدوّ يتسلّل من بين النقاط ليبرّر لنفسه أنّه مُنضبط بقواعد الرّدع، لكن حصل تفلّت هنا وهناك وحتى الآن ينضبط قهرًا وهو يعرف أنه إذا أراد التفلّت من قواعد الردع فسيقع في مصيبةٍ كبرى ونحن نأمل أن يُخطئ الإسرائيليّ ويتورّط في ارتكابها». وأكد رعد عملهم وفق حساباتٍ دقيقة، «لأنّ المصلحة الكبرى هي التي نَنشُدها من خلال أدائنا ونهجنا في المقاومة حتى الآن». ولفت إلى أنّهم لم يستعملوا أسلحتهم كلها وأسلحة الحرب المفتوحة لم يفتحوا مخازنها بعد.
وكان وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت، الذي التقى هوكشتاين ادعى أن «حزب الله» يقودنا نحو حرب».
وأضاف غالانت: «سنُعيد السكان إلى الشمال ولو كان ذلك من خلال عمل عسكريّ». وأفادت وسائل إعلام العدو أن عضو مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس الموجود في واشنطن، أبلغ مستشار الأمن القومي الأميركي أن «إسرائيل» لا تسعى للحرب مع لبنان». وأضافت «غانتس أبلغ سوليفان أن تزويد واشنطن لـ«إسرائيل» بالسلاح سيجعل حزب الله يفكر مرتين قبل أي تصعيد». وختمت «غانتس أبلغ مستشار الأمن القومي الأميركي بإصرار «إسرائيل» على استكمال العملية العسكرية في غزة».
ولفت نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في تصريح تلفزيوني، إلى أن الحزب لم يعط الجواب النهائي لكتلة الاعتدال اللبناني، ونحن ندرس الجواب لإعطائه، واعتبر بان هناك مقدمات تسمح بترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، ومشكلة المبادرة الفرنسية داخلية قبل أن تكون خارجية، والدستور يضمن الميثاقية وفرنجية لديه قابلية بأن ينفتح على العالم.
على صعيد آخر، أكد وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي، خلال إطلاق خريطة طريق لتنظيم الوضع القانوني للنازحين السوريين، أننا «لن نقبل بتهجير اللبنانيين وعدم إيجادهم فرص عمل، ونحن مسؤولون عن الحفاظ على صورة لبنان وحقوقه». كما دعا إلى «تطبيق القوانين اللبنانية فيما خصّ السكن وشرعية العمل في المؤسسات»، لافتاً إلى انهم «مستعدون للتفاوض مع المجتمعين الدولي والعربي وصولاً إلى خطة عودة واضحة للاجئين السوريين خلال فترة زمنية معينة». وأضاف «بيروت التي تجمع العالم لا تُتهم بالعنصريّة ونحن نرفض هذا الاتهام»، مؤكداً وقوفه «إلى جانب كل البلديات لتحصيل حقوقها، ولم نتأخر عن تأمين هذا الموضوع، وننفي كل ما تم تداوله أمس، عن إلغاء اللجان المتعلقة بالبلديات.»
وأعلن المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري، أن «قافلة من النازحين ستنطلق إلى سورية وعلينا التعامل مع الملف بجدية وبما يخدم المصلحة اللبنانية»، مؤكداً «أننا منفتحون على مختلف المبادرات التي تخدم الخطط التنفيذية في المستقبل». وأكد البيسري خلال إطلاق خريطة طريق لتنظيم وضع النازحين السوريين القانوني وآلية عودتهم، «أننا لن نوفّر أيّ جهد لتنفيذ القوانين حفاظاً على سيادة الدولة، ونجدّد استئناف إطلاق العودة الطوعية، ولبنان بلد عبور وليس بلد لجوء، ونشدّد على مكافحة الهجرة غير الشرعية عبر كل المعابر الحدودية».
COMMENTS