الى ذلك، اعتبر الرئيس نبيه بري امام زواره أمس ان خطاب نصرالله في بنت جبيل كان إيجابيا بكل مضامينه. واشار بري الى ان المصلحة الوطنية تقتضي ان يأتي سعد الحريري الى رئاسة الحكومة، متسائلا: أصلا، هل من بديل افضل من الحريري، لرئاسة الحكومة، في هذه المرحلة؟ وأكد انه اصبح مع الحريري ظالما ام مظلوما منذ ان بادر الى ترشيح النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية. وكشف بري انه باشر منذ قرابة شهر ونصف الشهر باتصالات سرية مع «تيار المستقبل» بصدد قانون الانتخاب، …
/++++++++++++++++++/
النهار//
عرْض نصرالله لا يخترق “المستقبل”//
بري مع الحريري “ظالماً أو مظلوماً”//
لا شيء متوقعاً في تحريك الجمود السياسي قبل أيلول ولا معطيات تشجع على ملامح اختراق سياسي في أيلول أيضاً. هذه الخلاصة السوداوية حيال المشهد الداخلي لم يبدلها “العرض” الذي قدمه الامين العام لـ”حزب الله ” السيد حسن نصرالله في خطابه السبت الماضي في بنت جبيل احياء للذكرى العاشرة لنهاية حرب تموز والذي تناول في الجزء الداخلي منه الأزمة الرئاسية اذ بدا واضحا ان “تيار المستقبل ” تعامل مع العرض من منطلق اعتباره تجاوزاً للدستور أولاً ومن ثم تثبيتاً للمأزق الرئاسي.
والواقع ان خطاب السيد نصرالله اكتسب دلالاته البارزة في الشق الاقليمي أكثر منه في الشق الداخلي وخصوصاً من حيث اسهابه في الحديث أولاً عن التداعيات التي احدثها “انتصار المقاومة” في تبديل الاستراتيجيات الاسرائيلية بعد الحرب، ومن ثم في حديثه عن الحروب الجارية في سوريا والعراق واليمن. وبدت العلامة الفارقة في توجه نصرالله للمرة الاولى مباشرة الى الجماعات الارهابية التي تقاتل في سوريا والعراق فخص “داعش” و”جبهة النصرة” بنداء لوقف القتال “لأنه يخدم مصالح أميركا” وقال: “أوقفوا هذا القتال والقوا السلاح” ملمحا الى امكان قيام “مصالحات وتسويات”. أما في الشق الداخلي، فقال: “إن الفرصة متاحة اذا ارادت الجهات المعنية بالاستحقاق الرئاسي ان ينجح ولديها اسئلة فنحن نقول اننا منفتحون وايجابيون في ما يتعلق برئاسة الحكومة المقبلة بعد انتخاب رئيس الجمهورية واكتفي بهذا القدر”. وجاء ذلك بعد تأكيده التزام دعم ترشيح العماد ميشال عون، كما شدد على ان رئيس مجلس النواب نبيه بري هو مرشح الحزب الوحيد القديم الجديد لرئاسة المجلس.
واذا كان السيد نصرالله لمح ضمناً الى انفتاحه على عودة الرئيس سعد الحريري الى رئاسة الحكومة في مقابل انتخاب العماد عون رئيسا للجمهورية وعودة الرئيس بري الى رئاسة المجلس، فإن مصادر بارزة في “تيار المستقبل” عزت موقفه الى ادراكه ان المشكلة ليست في الحريري بل في عون. وقالت المصادر لـ”النهار” إن كلام السيد نصرالله لا يفتح الباب لأي شخص لان الامر منوط بالعملية الدستورية التي تتطلب القيام بمشاورات وتالياً فان مثل هذا الانفتاح لا يعبد الطريق امام حل ازمة الرئاسة لان المشكلة أساساً هي مع العماد عون وليس مع الرئيس الحريري.ولا ترى هذه المصادر ان موقف نصرالله يدفع في اتجاه كسر الحلقة المفرغة التي يدور فيها الملف الرئاسي مما يعني بالنسبة الى “المستقبل” ان لا تغيير حاليا في سياسة الحزب وفريقه حيال هذا الملف.
بري: المصلحة في الحريري
لكن الرئيس بري عبّر في المقابل عن رؤية مغايرة اذ اعتبر خطاب السيد نصرالله “ايجابياً في كل مضامينه”. وقال أمام زواره مساء أمس إنه “منذ أن رشح الرئيس الحريري النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية أانا معه (الحريري) ظالماً أو مظلوماً، وتقتضي المرحلة والمصلحة الوطنية الاتيان بالحريري الى رئاسة الحكومة وهو يحقق الاستقرار ويبعد عناصر الفتنة”. الى ذلك، كشف رئيس المجلس انه “يبحث منذ شهر مع “تيار المستقبل” في المشروع المختلط للانتخابات النيابية الذي قدمته (64 نائباً بالاكثري و64 بالنسبي) كما أبحث في الموضوع نفسه مع “التيار الوطني الحر” والاتصالات جيدة مع الطرفين وسيستكمل في الخامس من أيلول المقبل واذا انجزنا قانون الانتخاب نكون قد حققنا 90 في المئة من سلة الحل”.
لكن بعض الاوساط المواكبة لإعداد قانون جديد للانتخاب قالت لـ”النهار” إن ثمة معطيات تعكس تعذّر التوصل الى صيغة توافقية قبل بدء العقد العادي للمجلس بعد منتصف تشرين الاول على رغم الدفع الذي يمارسه حاليا “التيار الوطني الحر” وحزب “القوات اللبنانية”، مشيرة الى ان لا تحرّك للجان النيابية المشتركة على هذا الصعيد في المدى المنظور، فيما من المرجح أن يطّل الموضوع على طاولة الحوار النيابي في 5 أيلول. ولفتت الى ان الاجواء السائدة تفيد أنه اذا طالت الامور وصار الوقت داهماً بما لا يتيح تكيّف الرأي العام مع قانون جديد للانتخاب يتضمن نسبية جزئية وصوتاً تفضيلياً وتقسيماً جديداً للدوائر يصبح قانون الـ60 حسب الكلام المتداول هو المؤهل لإجراء الانتخابات على أساسه في الربيع المقبل كي لا تذهب البلاد الى الفراغ أو الى تمديد جديد لولاية المجلس. وأستدركت بانه اذا كان ثمة إمكان للتوصل الى قانون جديد للانتخاب عندئذ يمكن تأجيل تطبيقه الى ما بعد الانتخابات المقبلة ريثما يجري تحضير الاجواء لوضعه موضع التنفيذ.
وسط هذه الاجواء حرصت السفيرة الاميركية في لبنان اليزابيت ريتشارد على مرافقة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أمس في زيارته كما في كل سنة على خطى اسلافه البطاركة لدير سيدة قنوبين مقر البطاركة الاوائل في الوادي المقدس عشية عيد انتقال السيدة العذراء. كما كانت لها خلوة مع البطريرك في مقره الصيفي بالديمان.
/++++++++++++++++++/
السفير//
«المستقبل» ينظر بإيجابية إلى الشق الحكومي في خطاب «السيد»//
نصرالله للحريري: عون ممرّك الإلزامي لـ«السرايا»//
خرق خطاب الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله في الذكرى العاشرة للانتصار في حرب تموز الجمود السياسي، وأطلق ما يشبه مبادرة أولية حيال الرئيس سعد الحريري، تحت سقف التمسك بترشيح العماد ميشال عون الى رئاسة الجمهورية، بإعلانه «ان الحزب سيكون منفتحا وايجابيا حيال ما يتعلق برئاسة الحكومة بعد انتخاب الرئيس، ولن نصعّب الأمور».
اكتفى «السيد» بهذه الاشارة المدروسة في توقيتها وتعابيرها، متجنبا الخوض في التفاصيل والاستفاضة في شرح سابق لأوانه. بدا نصرالله وكأنه يتفادى حرق المراحل والاوراق مجانا. فقط، لوّح بالمفتاح العائد للباب الذي من شأنه ان يقود الحريري الى السرايا الحكومية عن طريق الرابية، أما البقية فتأتي لاحقا، تبعا للرد «المستقبلي».
في الاساس، كان الحوار «المستتر» بين جبران باسيل ونادر الحريري قد افضى الى انضاج احتمال عودة سعد الحريري الى رئاسة الحكومة، بموافقة الحزب، تلازما مع انتخاب عون رئيسا. ما فعله نصرالله هو انه أخرج الامر الى العلن، واضعا الجميع امام مسؤولياتهم بعدما شعر بان هناك من يستسهل تحميل الحزب تبعات استمرار الشغور في قصر بعبدا.
وأغلب الظن، ان الرد الرسمي للحريري على ما طرحه نصرالله سينتظر نتائج تشاوره مع القيادة السعودية، فإذا قبلت الرياض بعون يصبح رئيس «المستقبل» جاهزا للتفاوض على الضمانات والتفاصيل المتعلقة برئاسته للحكومة، أما إذا رفضت المملكة، فسيعود الحريري الى التمسك بخيار فرنجية.
وتخشى اوساط قيادية في «8 آذار» من ان يكون الجواب السعودي سلبيا، في نهاية المطاف، على قاعدة ان الرياض التي لا تزال تخوض مواجهة شرسة مع ايران في اليمن وسوريا والعراق والبحرين، وبالتالي لن تسهل وصول عون، الى رئاسة الجمهورية من دون الحصول من طهران على مقابل ما، لا يبدو متيسرا حتى الآن.
على صعيد آخر، كان لافتا للانتباه حرص نصرالله في خطاب الانتصار على لمّ شمل البيت الشيعي وحماية التحالف الاستراتيجي مع الرئيس نبيه بري، فكانت تحية تقدير الى المرجع الراحل السيد محمد حسين فضل الله، بحضور غير مألوف في مناسبات الحزب لنجله السيد علي فضل الله، وكانت الرسالة الحازمة والقاطعة بان بري هو شريكنا ومرشحنا الدائم الى رئاسة مجلس النواب.
نصرالله من الدفاع الى الهجوم
وفي انتظار الآتي، يمكن القول ان إيجابية نصرالله في مقاربة فرضية تولي الحريري رئاسة الحكومة، إنما تنطوي على الدلالات الآتية:
– رد تهمة تعطيل انتخابات رئاسة الجمهورية عن الحزب الذي انتقل بعد خطاب بنت جبيل من موقع الدفاع الى موقع الهجوم الذي يسمح له بكشف حقيقة نيات الآخرين.
– إعطاء جرعة مقويات لترشيح عون، وطمأنة الجنرال الى ان «حزب الله» يفعل أقصى ما يستطيعه لتسهيل وصوله الى رئاسة الجمهورية ولا يكتفي بالدعم المعنوي او اللفظي. وكان لافتا للانتباه ان «السيد» لم يتطرق في خطاب الانتصار الى السعودية، الامر الذي فسره البعض بانه يهدف الى إراحة عون أكثر فأكثر، بعد التحليلات البريئة و «الخبيثة» التي روجت بان حظوظ «الجنرال» الرئاسية تراجعت في أعقاب الهجوم الحاد الذي شنه نصرالله على المملكة في خطابه ما قبل الاخير.
– قطع الطريق على رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع الذي لا يترك مناسبة إلا ويحاول فيها التشويش على تحالف «حزب الله» مع الرابية، متهما إياه بانه لا يريد، في العمق، انتخاب عون وإلا لكان قد فعل شيئا من أجل مساعدته. وبهذا المعنى، أتى طرح نصرالله العملي ليصعّب على جعجع مهمة تحريض «التيار الحر» من جهة والمزايدة على «حزب الله» من جهة أخرى، خصوصا عندما ذكّر نصرالله بأن تبني الحزب لعون سابق حتى لحرب تموز 2006.
– رمي الكرة الى ملعب الحريري الذي بات امام اختبار صعب، في ظل تأرجحه بين حاجته الى استعادة رئاسة الحكومة وبين صعوبة هضم خيار عون، لاعتبارات داخلية تتصل بمزاج قواعد «المستقبل»، وأخرى خارجية تتعلق بالموقف السعودي.
– تحميل السعودية مسؤولية أي تعطيل اضافي للاستحقاق الرئاسي، بعدما أبدى نصرالله قبولا مبدئيا بعودة حليفها المفترض الى رئاسة الحكومة، وهو موقف يُفترض ان تبادله الرياض بالتجاوب مع خيار عون، تحت طائلة تحميلها عواقب إطالة أمد المأزق الحالي.
– تنشيط خلايا الحوار الثنائي بين «حزب الله» و «تيار المستقبل»، عشية الجلسة الدورية التي ستجمعهما غدا في عين التينة.
بري: مع الحريري ظالما أم مظلوما
الى ذلك، اعتبر الرئيس نبيه بري امام زواره أمس ان خطاب نصرالله في بنت جبيل كان إيجابيا بكل مضامينه. واشار بري الى ان المصلحة الوطنية تقتضي ان يأتي سعد الحريري الى رئاسة الحكومة، لان من شأن ذلك ان يساهم في تحصين الاستقرار الداخلي وإبعاد عناصر الفتنة، متسائلا: أصلا، هل من بديل افضل من الحريري، لرئاسة الحكومة، في هذه المرحلة؟ وأكد انه اصبح مع الحريري ظالما ام مظلوما منذ ان بادر الى ترشيح النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية.
وكشف بري انه باشر منذ قرابة شهر ونصف الشهر باتصالات سرية مع «تيار المستقبل» بصدد قانون الانتخاب، موضحا انه تبلغ من «المستقبل» ان نقاشا داخليا يجري في صفوفه حول امكان القبول بالمشروع المختلط (64 نسبي – 64 أكثري)، «وأنا بدوري أبلغتهم انني مستعد للبحث في أية مادة ملتبسة، خصوصا ان مشروعي يستند الى معايير موحدة». كما أوضح بري ان حوارا يدور بينه وبين «التيار الوطني الحر» بشأن قانون الانتخاب «الذي يشكل بيضة القبان في أي سلة متكاملة، والتوافق عليه يعالج 90 في المئة من الازمات التي نعاني منها، تماما كما حصل في الدوحة، حين كان التفاهم على قانون الانتخاب مفتاح الفرج». وأمل بري في ان يمهد الجهد الذي يبذله في اتجاهات عدة لعقد جلسة ناجحة للمتحاورين في الخامس من ايلول المقبل، بحيث يكون بحوزتنا ما يمكن ان نبني عليه.
«المستقبل»: الحريري سيرد على نصرالله
وقال مصدر بارز في «تيار المستقبل» لـ «السفير» ان الجانب المتعلق برئاسة الحكومة في خطاب نصرالله هو إيجابي، وأهميته تكمن في انه لم يضع «فيتو» على وصول الحريري، أما الشق الرئاسي من الخطاب فلا يتضمن جديدا او خرقا بل أعاد تأكيد التمسك بعون واستبعاد فرنجية، لافتا الانتباه الى ان نصرالله حاول تشجيع او تحفيز الحريري على التجاوب مع ترشيح عون من خلال ورقة رئاسة الحكومة.
وأكد ان الموقف النهائي والرسمي لـ «تيار المستقبل» من مبادرة نصرالله يعلنه الرئيس الحريري، مشيرا الى ان بعض الاجتهادات الصادرة عن شخصيات في «المستقبل» تعكس آراء اصحابها حصرا. ورجح المصدر ان يحسم الحريري خياراته في نهاية الشهر، بعد عودته من الخارج واستكمال مشاوراته.
/+++++++++++++++++/
البناء//
تفجير على معبر أطمة التركي ومئة قتيل وجريح من المسلحين يؤدي لاتهام أنقرة//
نصرالله لـ«إسرائيل»: ستبقون أوهن من بيت العنكبوت… ولكم المزيد من المفاجآت//
لـ«داعش» و«النصرة»: يساومون على رؤوسكم… وللحريري: رئاسة الحكومة ممكنة//
لا تزال مفاعيل التفاهمات التي يُصرّ الروس والإيرانيون والأتراك على كونها ثمرة المشاورات العالية المستوى التي شملت صناع القرار في الدول الثلاث التي تلعب دوراً مفصلياً حاسماً في سوريا على ضفتي الحرب، والتي ارتبطت موازين قوتها بحاصل هذه الحرب، وبينما تتحدث جماعات المعارضة السورية عن الثقة بالموقف التركي وتلقيها ضمانات، بأن لا تعديلات تطال موقف أنقرة، تؤكد مصادر متابعة للملف التركي في موسكو وطهران استحالة أن يكون لمصطلح التفاهم سوى تفسير واحد هو تراجع تركيا وفقاً لخطة تدريجية ومرحلية متفق عليها، عن موقعها السابق في الحرب لحساب موقع جديد، يتلقى نتائج الإنجازات العسكرية للحلف الذي يضم روسيا وإيران مع سوريا وحزب الله، ويوظفها اجتذاباً للمزيد من الجماعات المسلحة إلى خيار التسوية السياسية، بعد عزلها عن جماعات النصرة وداعش، بينما تفسّر المصادر نفسها جولات التصعيد التي تخوضها الجماعات المسلحة على كل الجبهات، كترجمة لقرار سعودي «إسرائيلي» لفرملة الاندفاعة التركية، وتقديم أوراق اعتماد هذه الجماعات للقيادة التركية بما يقول لها، لا زلنا أقوياء ولا داعي للتنازلات، بينما النقاش في أنقرة يدور حول أن المهم لم يعد بقدرة الجماعات المسلحة على الصمود، أو خوض حرب استنزاف، أو مواصلة القدرة على اقتطاع جزء من الجغرافيا السورية، بل حول انعكاس كل من هذه الاحتمالات على تجذر الوضع الكردي على الحدود، وهو وضع لا يزيله إلا أحد خيارين، انتصار الفريق الذي يقاتل ضد الدولة السورية بالسيطرة على الجغرافيا السورية الموحدة، أو الانخراط في تسوية تعيد توحيدها، على قاعدة التسليم بإدراك المكانة المحورية للرئيس السوري وجيشه وقيادته في أي صيغة جديدة لدولة سورية موحدة. وجاءت تطورات الأمس لتحمل جديدين لافتين في التطورات المتصلة بالدور التركي في الحرب. الأول بإلغاء أوامر المهمة الممنوحة لتحركات الجماعات المسلحة في المناطق الحدودية، وبداعي إجراءات تنظيمية جديدة لما بعد الانقلاب، والثاني بالتفجير الذي حصد مئة من قادة الجماعات المسلحة بين قتيل وجريح من فيلق الشام وصقور الجبل وسواهما من الجماعات، على معبر أطمة على الحدود التركية السورية، وصدور اتهامات من عدد من الجماعات المسلحة لتركيا بالوشاية بالقافلة ومن فيها.
في مناخ الارتباك الذي يصيب الجماعات المسلحة، وتفسيراتها لما يشهده الوضع التركي في الحرب، أطلّ الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في الذكرى العاشرة للانتصار في حرب تموز، مستنفداً المناسبة في كمية من الرسائل المتعددة الاتجاهات، رغم أولوية ما يخصّ إسرائيل منها، محورها تركيز استحضار معادلة بيت العنكبوت كعقدة تصيب القيادة والمجتمع في كيان الاحتلال، واعداً بتعميق وهن بيت العنكبوت هذا والمزيد من المفاجآت، بينما توجه لقادة وعناصر جبهة النصرة وتنظيم داعش بمكاشفتهم، أن رؤوسهم معروضة للبيع والحصاد، وأن الحرب التي يخوضونها بلا أفق، وأن مشغليهم استنفدوا أغراضهم منهم، داعياً هؤلاء للحظة تأمل عن مغزى مواصلة غباء القتال الذي صار انتحاراً، يمكن وقف التمادي فيه بإلقاء السلاح، والبحث بحلول ومخاجر وتسويات، إن كان ثمّة من يريد أن يفكر، ولكن في كل حال، قال السيد ما دمتم تقاتلون فخيارنا قتالكم حتى النصر.
التفت السيد نصرالله للداخل اللبناني، في رسالة وجّهها للرئيس سعد الحريري، مفادها باختصار، إذا كانت مشكلتكم في التوافق معنا على خيار العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية هي القلق على مستقبلكم في رئاسة الحكومة، ويقتصر الأمر على طلبكم سماع تطمينات منا بهذا الصدد، فلا مشكلة نحن مستعدون لنطمئن ونتعامل بإيجابية مع هذا الأمر، إذا بدرت منكم إيجابيات تجاه الملف الرئاسي.
الذكرى تفرض نفسها على الخطاب
فرضت مناسبة الذكرى العاشرة لانتصار تموز 2006 نفسها على خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الذي وضع الشأن «الإسرائيلي» في أساس خطابه، كان تعريجه على ملفات المنطقة السورية، اليمنية، العراقية سريعاً، فضلاً عن الملف اللبناني، لكي لا تخطف هذه الملفات بريق المواجهة مع العدو الصهيوني.
ويؤكد مصدر مطلع في 8 آذار لـ «البناء» أن السيد نصر الله كان أكثر وضوحاً من خطاباته السابقة في تناول «إسرائيل»، فكلامه كان تفصيلياً في هذا الشأن، ركز عن «المجتمع الإسرائيلي»، لجهة أنه «أصبح ضعيفاً لا يثق بجيشه وقيادته، غير مطمئن، فقيادته السياسية تفتش على عدم شنّ حرب على لبنان». ولفت المصدر إلى «أن السيد تحدث من زاوية اعتراف الإسرائيلي بوضعه السيئ، وهذا الجديد في كلامه، لا سيما أنه ركز في الخطابات السابقة على قدرات المقاومة وإمكاناتها، وأن مشاركتها في الحرب السورية لم تؤثر على تفوقها بالقدرات، في حين أنه ركز أمس الأول على الاعترافات الإسرائيلية بقدرات المقاومة من 2006 حتى اليوم، وهذا مقنع أكثر بالنسبة لكل المعنيين».
دعوة «داعش» و«النصرة» إلى إيقاف القتال
ولفت المصدر إلى «أن كلام السيد نصر الله عن التطورات في حلب كان خاطفاً، ومرده أن المعارك محتدمة، وليس معلوماً إذا كانت حلب ذاهبة نحو هدنة، أو تصعيد وتعزيز للجبهات من الطرفين الجيش السوري وحلفاؤه من جهة و المسلحين من جهة أخرى، لا سيما أن السيد في إطلالته السابقة تحدث بالتفصيل عن حلب وأكد أنها معركة كبرى واستراتيجية، وشهدنا التطورات الميدانية التي حصلت اما اليوم فليس بالإمكان الاتجاه نحو التصعيد، في الوقت أن الامور ليست في اليد». وشدّد المصدر على أن الجديد هو «دعوة داعش وجبهة النصرة وكل الجماعات التي ما زالت تقاتل في سورية والعراق اليمن إلى إيقاف القتال وإلقاء السلاح والتكلم بمصالحات»، مشيراً الى أن «هذه الدعوة تحمّل الولايات المتحدة مسؤولية ما يقوم به هؤلاء من عمليات انتحارية وتفجيرات، وتدعو تلك المجموعات إلى الاستيقاظ من حالة اللاوعي، لا سيما أنها ستتخلّى عنهم في النهاية وتقضي عليهم».
فرصة غير مضمونة للحريري
وفي الشأن الداخلي، وفي ما جدّد السيد نصر الله التزام حزب الله بالعماد ميشال عون للرئاسة، مؤكداً أن مرشح الحزب القديم والجديد والقدير لرئاسة المجلس النيابي هو الرئيس نبيه بري، وأن حزب الله منفتح على التوافق على رئيس للحكومة، اعتبر مصدر مطلع لـ «البناء» أن السيد نصر الله لم يأخذ موقفاً سلبياً من الرئيس الحريري، وهذا نوع من إرباك الطرف الآخر وإحراجه، فهو لم يقل إنه يريد الحريري رئيساً للحكومة، انما ترك الأمور مفتوحة، باعتبار أن الموافقة على انتخاب العماد عون من شأنها أن تفتح الباب أمام التفكير برئاسة الحكومة. ولفت المصدر إلى «أن السيد نصر الله أكد من خلال مبادرته أن المشكلة عند الحريري وعند السعوديين في ملف الرئاسة، وقد لا يكون لديه مانع في انتخاب العماد عون رئيساً وتكليف الحريري تشكيل الحكومة، لكن المشكلة تكمن في قانون الانتخاب، لا سيما أن النظام النسبي لن يعطي الحريري الأكثرية النيابية». ورأى المصدر أن السيد نصر الله باع الحريري فرصة غير مضمونة وغير محددة، وفي الوقت نفسه لم يأخذ موقفاً سلبياً، فهو أكد التزامه بترشيح عون لرئاسة الجمهورية وبترشيح الرئيس بري لرئاسة المجلس النيابي، لكنه لم يلتزم بترشيح الحريري لرئاسة الحكومة، وفي الوقت نفسه لم يعارض وصوله الى السراي.
النفط … ومعادلة الردع
وأشارت أوساط سياسية لـ «البناء» إلى «أن محاولة السيد نصر الله إدخال النفط بمعادلة الردع أمر جديد ومهم، فهو ألقى لأول مرة بثقله في هذا الملف من خلال اعتبار كل بئر نفطي في فلسطين المحتلة يوازي كل بئر نفطي في لبنان، وهذا أيضاً عنصر إيجابي لملف النفط ويجعل «الإسرائيلي» يعدّ للألف قبل ان يتجرأ ويمد يده على هذه الثروة الوطنية. وفي الوقت نفسه دعوة الداخل اللبناني لإكمال الخطوات المطلوبة للسير بهذا الملف لبنانياً».
ولفتت الأوساط إلى ان دعوة السيد نصر الله الحكومة الى تفعيل عملها وتحمّل المسؤوليات يشير الى أنه يدرك أن هذه الحكومة لا زال دورها طويلاً في ظل حالة الإفلاس السياسي والعجز في حل الملفات العالقة كلها، في ظل الأزمات المتصاعدة وارتباط أزمة لبنان فيها.
رئاسة الحكومة مرهونة لحزب الله
وفي المواقف السياسية، من خطاب السيد نصر الله، سارع تيار المستقبل إلى الردّ بسلبية على خطاب السيد، وفيما التزم الرئيس سعد الحريري الصمت، على غير عادته، أكد النائب أحمد فتفت الذي يسير في جناح الرئيس فؤاد السنيورة «إذا كان الرئيس سعد الحريري سيصل الى رئاسة الحكومة، فإنه سيصل بتسمية مجلس النواب وبما يمثل سياسياً وليس بتسمية نصرالله».
وأكدت مصادر قيادية مقرّبة من السنيورة لـ «البناء» أن لا جديد في كلام السيد نصر الله، سوى بعض التلميحات، لا سيما أن السبب في تعطيل المؤسسات يعود الى تمسك حزب الله بترشيح الجنرال عون». وإذ أشارت إلى أن الكلام عن انفتاح ربما هو رسالة للرئيس الحريري أو اشارة أو مغريات، لكن التجربة لم تكن ناجحة في السابق من إعلان بعبدا وصولاً الى الدوحة، من إسقاط حكومة الرئيس الحريري، لذلك لا تزال الأمور تراوح مكانها، فالوعود الى ما بعد تعيين رئيس للجمهورية لا تزال مجهولة. وشدّد على أن «وصول الحريري إلى رئاسة الحكومة سيكون مرهوناً لإرادة حزب الله ولن يتغير شيء، فإذا اتخذ قراراً يخالفه، فإن حزب الله سيعطل الحكومة ويسقطها على حد قول المصادر نفسها».
لا جديد في الموقف الرئاسي
وعلى مقلب تيار المرده، أكدت مصادر قيادية في التيار لـ «البناء» أن «تمسك السيد نصرالله بترشيح العماد عون ليس جديداً، ويؤكد أن لا تغيير في مسار الأمور في هذه المرحلة، ونحن لم نستغرب الموقف». واعتبرت المصادر «أن العماد ميشال عون لم ينجح في كسب دعم الرئيس سعد الحريري، على عكس الوزير فرنجية المقبول من فريقي 8 و14 آذار». ورأت المصادر ان الرئاسة ليست قريبة، فالمؤثر الأقوى في الشأن الرئاسي هو الدول الاقليمية غير المستعجلة، وما يجري من حوارات داخلية لا يتعدى المراوحة.
إلى ذلك، قال الرئيس أمين الجميل: «لنتفق على الإتيان برئيس قوي وله القدرة على قيادة البلد، ولا اعتقد أن البلد يفتقد لشخصيات والأولوية هي انتخاب رئيس للجمهورية».
التمديد لقهوجي
حكومياً، تتجه الأمور داخل مجلس الوزراء الاسبوع المقبل للتمديد للأمين العام للهيئة العليا للإغاثة اللواء محمد خير على أن يتم التمديد بعده لقائد الجيش العماد جان قهوجي. وأكدت مصادر وزارية لـ «البناء» أن «معارضة وزيري التيار الوطني الحر التمديد لن تعطل قرار الحكومة، لا سيما أن أحداً من المكونات الحكومية الأخرى سيسمح بأن يتمدد الفراغ إلى المؤسسة العسكرية في هذه الظروف الاستثنائية».
شكري غداً في بيروت
وسط هذه الأجواء يصل وزير الخارجية المصري سامح شكري بيروت غداً حاملاً للمسؤولين السياسيين تمنيات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بانتخاب رئيس جمهورية جديد في أسرع وقت ممكن.
/+++++++++++++++++++++++++++/
اللواء//
الغارات المكثَّفة لا تعيق هجمات المعارضة جنوب حلب//
زيارة سرّية للأسد إلى موسكو.. وسياسة الأرض المحروقة تصل إلى ريف دمشق//
تزامناً مع خوض قوات النظام معارك عنيفة في جنوب غرب حلب في محاولات عبثية ويائسة لاستعادة مواقع تقدمت اليها الفصائل المعارضة،كثفت الطائرات السورية والروسية ضرباتها خلال الساعات الـ24 الماضية على مناطق عدة في شمال وشمال غرب سوريا، متسببة بمقتل عشرات المدنيين, فيما وصلت سياسية الارض المحروقة الى بلدات ريف دمشق وخاصة داريا التي أمطرتها قوات النظام أمس بعشرات البراميل المتفجرة.
وعلى صعيد التصدي لمقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية،اعلنت»قوات سوريا الديموقراطية» التي تحظى بدعم واشنطن امس عزمها على طرد الجهاديين من مدينة الباب بعد استعادتها مدينة منبج . وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان امس بغارات مكثفة استهدفت مناطق في جنوب وجنوب غرب مدينة حلب، حيث تدور معارك عنيفة بين قوات النظام وفصائل معارضة وجهادية. وبدأت الفصائل امس هجوما عنيفا على حي جمعية الزهراء على الاطراف الغربية لمدينة حلب والواقع تحت سيطرة قوات النظام. واعلن فيلق الشام احد الفصائل المشاركة في الهجوم «بدء العمل العسكري بالتمهيد الناري الكثيف لتحرير جمعية ومدفعية الزهراء في حلب».
وبحسب المرصد وناشطين معارضين، بدأ الهجوم بتفجير سيارة مفخخة في الحي، من دون توافر حصيلة عن خسائر بشرية. ومساء امس، شنت الفصائل المعارضة هجوما عنيفا على منطقة مصنع الاسمنت في الشيخ سعيد المحاذي للراموسة. وبات مصنع الاسمنت الواقع جنوب شرق الراموسة ثكنة عسكرية لقوات النظام. وقال عبد الرحمن «انهم يريدون طرد قوات النظام لتعزيز مواقعهم وتأمين طريق الامدادات التي فتحوها». واحصى المرصد مقتل 45 شخصا على الاقل منذ السبت في الاحياء الشرقية ومناطق تحت سيطرة الفصائل في الريف الغربي جراء قصف مدفعي وجوي لقوات النظام والطائرات الروسية. كما قتل تسعة اشخاص اخرين على الاقل جراء قذائف اطلقتها الفصائل المقاتلة السبت على الاحياء الغربية في مدينة حلب. وتتزامن المعارك والغارات في حلب وريفها مع غارات كثيفة تستهدف منذ اسبوعين مناطق عدة في محافظة ادلب المجاورة في شمال غرب سوريا. ونفذت طائرات حربية وفق المرصد صباح امس غارات على مناطق عدة في المحافظة، ابرزها في مدينة إدلب واريحا وسراقب، وفق المرصد الذي احصى السبت مقتل 22 شخصا جراء اكثر من ستين غارة نفذتها طائرات سورية واخرى روسية. وبحسب المرصد، قتل 122 مدنيا على الاقل جراء الغارات السورية والروسية على مناطق عدة في ادلب منذ منذ بدء هجوم الفصائل في جنوب غرب حلب نهاية الشهر الماضي.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان «تكثيف القصف على محافظة ادلب تحديدا مرتبط بكون المحافظة تعد الخزان البشري لمقاتلي فصائل جيش الفتح» الذي تمكن الصيف الماضي من السيطرة بشكل كامل على محافظة ادلب. واوضح عبد الرحمن ان «قوات النظام وحلفاءها هم حاليا تحت ضغط في حلب نتيجة الهزيمة الكبيرة التي تعرضوا لها على ايدي مقاتلي جيش الفتح وفصائل اخرى في جنوب غرب المدينة». وعلى جبهة أخرى في سوريا،اعلنت «قوات سوريا الديموقراطية» التي تضم تحالفا من المقاتلين الاكراد والعرب عزمها على طرد مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية من مدينة الباب بعد سيطرتها على معقلهم منبج في شمال سوريا. وقالت في بيان «نعلن تشكيل المجلس العسكري لمدينة الباب الهادف لتحرير أهلنا في الباب من مرتزقة داعش على غرار مجلس منبج العسكري الذي حرر منبج».
ومساء قتل وجرح العشرات أغلبهم من الجيش السوري الحر بعدما فجر انتحاري نفسه عند معبر أطمة الانساني في الجانب السوري من الحدود مع تركيا. وأفاد ناشطون أن التفجير حصل أثناء تبديل نوبات الحرس. كما ذكرت وسائل اعلام تركية انه «قتل٣٥ شخصا وجرح ٥٠ آخرين من جماعات فيلق الشام وصقور الجبل ولواء الحمزة بانفجار عند معبر أطمة». وهذه ليست المرة الأولى التي تشهد فيها بلدة أطمة في محافظة إدلب (شمال سوريا) تفجيرات انتحارية، إذ استهدفت سيارة مفخخة في فبراير الماضي مستشفى البلدة، وألحقت فيه أضراراً كبيرة إلى جانب عشرات الضحايا والجرحى.
سياسياً،كشفت صحيفة «وورلد تريبيون» الأميركية أن رئيس النظام السوري بشار الأسد زار روسيا سرا، قبيل زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وأبلغ الأسد نظيره الروسي فلاديمير بوتين بأنه سيعمل على ضمان هدوء الأوضاع على الحدود الإسرائيلية كما كانت هذه الجبهة لعقود، مقابل تقديم تل أبيب دعمها لنظامه. وأشارت الصحيفة إلى أن كل الأحداث والتطورات التي شهدتها المنطقة خلال الفترة الأخيرة، أدت إلى ضمان أمن واستقرار إسرائيل أكثر من أي زمن مضى، باستثناء التهديدات التي تخشاها من الجبهة الشمالية، في حال تفرغ حزب الله من الحرب في سوريا ، وهنا يكمن دور الأسد بالتحديد وفحوى التطمينات التي نقلها سرا إلى بوتين. ما يعيد للأذهان المعلومات التي تسربت سابقا عن طلب إسرائيلي عبر الوسيط الروسي بضمانات، للموافقة على تأجير هضبة الجولان السوري المحتل لـ99 عاما.
من جهة ثانية،قال رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، السبت إن أنقرة تتوقع حدوث تطورات «في غاية الأهمية» في سوريا خلال الأشهر الستة المقبلة.