أما في الداخل، فقد مر اليوم العالمي للمفقودين والمخطوفين أمس، كمثل كل الايام العادية لولا وقفة تضامنية نظمها أهالي المفقودين في مدينة صيدا والجوار لتذكر مفقودي الحرب اللبنانية. ويذكر ان اللجنة الدولية للصليب الاحمر بدأت العمل مع أهالي المفقودين اللبنانيين على جمع عينات من الحمض الريبي النووي قبل مباشرة اجراء فحوص مقارنة مع جثث الضحايا التي دفنت في مقابر جماعية لم يتم التوافق السياسي بعد على اعادة نبشها، وهي تتوزع على كل المناطق … (للإطلاع على بعض جوانب هذا الملف، راجع مقال سعدى علوه في جريدة السفير، يوم 11 نيسان 2015)
/++++++++++++++++++++++++++++++/
النهار//
هل يسقط لبنان من دائرة الاهتمام الدولي؟//
أهالي مفقودي الحرب يتخوّفون من “التمييع”//
“سيذهب رئيس الوزراء تمّام سلام الى نيويورك في 19 أيلول المقبل خالي الوفاض. والخوف من ان يدخل مقر منظمة الأمم المتحدة عارياً من الرداء الحكومي اذا ما قرر “التيار الوطني الحر” المضي في التصعيد حتى الاستقالة ما يجعل الحكومة غير ميثاقية فعلاً ويسقطها. ووقت أعلنت الممثلة الشخصية للامين العام للامم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ تأجيل مؤتمر مجموعة الدعم الدولي للبنان، واتجهت الانظار الى العاصمة الفرنسية بديلاً محتملاً، برزت أمس في باريس مؤشرات يمكن وصفها بأنها سلبية حيال لبنان، ذلك ان الرئيس الفرنسي الذي افتتح “أسبوع الديبلوماسية الفرنسية” تحدث عن دور باريس في الائتلاف الدولي لمحاربة الارهاب في الشرق الاوسط والقارة الافريقية، وتطرق الى الملفات السوري والايراني واليمني والخليجي والصراع الفلسطيني – الاسرائيلي، لكنه لم يأت على ذكر أية مبادرة يمكن ان تقوم بها بلاده لحل الازمة الدستورية اللبنانية على رغم ان فرنسا لم تنكفئ يوماً عن محاولات البحث عن حلول تساعد على إنهاء الفراغ الرئاسي في لبنان.
وعدم ذكر لبنان في خطاب الرئيس هولاند يؤكد ما أبدته مصادر ديبلوماسية في باريس لـ”النهار” من مخاوف من ان ينسى المجتمع الدولي الأزمة اللبنانية كما أزمات عدة في العالم وان يختفي عن “شاشات” العديد من المسؤولين الدوليين الذين كانوا يضعون الملف اللبناني في رأس لائحة مفاوضاتهم واهتماماتهم حول مشاكل المنطقة. كذلك تخوفت من أن يؤدي تراجع الاهتمام الى عدم مشاركة الدول في اجتماع مقبل من اجل لبنان. وان تأخير انعقاده الى الخريف غير كفيل بنجاحه بل سيؤدي الى مرور مزيد من الوقت عن غياب لبنان عن المسرح الدولي.
أما في الداخل، فقد مر اليوم العالمي للمفقودين والمخطوفين أمس، كمثل كل الايام العادية لولا وقفة تضامنية نظمها أهالي المفقودين في مدينة صيدا والجوار لتذكر مفقودي الحرب اللبنانية وحمل المشاركون الشموع على أمل عودة أخ أو إبن أو أب مفقود.
ويذكر ان اللجنة الدولية للصليب الاحمر بدأت العمل مع أهالي المفقودين اللبنانيين على جمع عينات من الحمض الريبي النووي قبل مباشرة اجراء فحوص مقارنة مع جثث الضحايا التي دفنت في مقابر جماعية لم يتم التوافق السياسي بعد على اعادة نبشها، وهي تتوزع على كل المناطق. وتخوف مصدر متابع لـ”النهار” من ان تطول مرحلة جمع الحمض الريبي النووي سنوات عدة ويكون هدفها التمييع واضاعة مزيد من الوقت وتخدير ذوي المفقودين.
وكان رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر بيتر ماورير طالب الحكومات بسرعة معالجة هذه القضية الإنسانية باعتبارها “مأساةً تضر بملايين الأشخاص، ويثير عدم الاكتراث بها انزعاجاً شديداً”.
المطالب
أما حياتيّاً، ففي موازاة الحراك “النفاياتي”، برز أمس تحرك متجدد لنقابة عمال ومستخدمي مؤسسة كهرباء لبنان التي عقدت مؤتمراً صحافياً تحدثت فيه عما سمته “العهر السياسي وتقاسم المغانم والحصص على حساب الطبقة العاملة حتى ولو أدى ذلك لهدر مئات ملايين الدولارات لأصحاب رؤوس الأموال شرط اذلال العمال والمستخدمين والمياومين”.
وأسفت “لما وصلت اليه الطبقة السياسية والهيئات الرقابية” إذ تم التجديد أو التمديد لشركات مقدمي الخدمات على رغم “البيانات التي نشرت والمقالات التي لم تعد تتسع لها صفحات الجرائد والمجلات والتلفزيونات بحق هذه الشركات وفشلها واهمالها وتكبيد المؤسسة والوطن والمواطن مئات ملايين الدولارات، ناهيك بآراء ديوان المحاسبة ولجنة ادارة المشروع المكلفة من قبل المؤسسة، وانتقادات وزارة المال لاداء تلك الشركات…”.
نفايات
وفي ملف النفايات، علمت “النهار” ان رئيس لجنة المال والموازنة النيابية ابرهيم كنعان عقد حتى ساعة متقدمة من ليل أمس سلسلة لقاءات تحضيراً للجلسة الثانية للجنة اليوم والمخصصة لإيجاد مخرج لأزمة النفايات في مطمر برج حمود. وقد زار تباعا رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل والنائب ميشال المر والامين العام لحزب الطاشناق النائب أغوب بقرادونيان ووزير الزراعة أكرم شهيّب المكلّف من الحكومة متابعة تنفيذ خطة النفايات وعدد من الفاعليات المعنية. ووصف كنعان في تصريح لـ”النهار” جلسة اللجنة اليوم والتي يشارك فيها رؤساء إتحادات البلديات المعنية بأنها “حاسمة ومهمّة ومفصلية”. وقال: “لقد أقرّ جميع الاطراف بضرورة إعتماد فترة إنتقالية للوصول الى مرحلة مستدامة على أن تكون المرحلة الانتقالية بأقل كلفة وأفضل شروط وبرقابة المجتمع المدني توصلاً الى الحل الجذري المتمثل باللامركزية الادارية”. وأضاف: “ومن خلال مشاركة رؤساء اتحادات البلديات في القرار يمكن القول إنه بدءاً من اليوم ليست هناك سلطة مركزية تقرر بالنيابة عن السلطة المحلية وهذه أول تجربة في مسار طويل نحو اللامركزية الادارية”. وشدّد على “ان الحل الذي يجب التوصل اليه اليوم يجب أن يأخذ في الاعتبار عدم تحويل شوارعنا مكبات وكذلك عدم تحويل سواحلنا مكبّات”.
وعلمت “النهار” ان العمل في رفع النفايات سيعود غداً الى سابق عهده في مناطق بعبدا والمتن وكسروان كما هو مقرر في خطة الحكومة ضمن سقف 1200 طن مخصصة للمطمر وعدم تجاوزه.
/++++++++++++++++++++++++++++++/
السفير//
عراب الغزو والعلاقة مع الجميل//
من سيرة بن أليعازر و«شارلي» اللبناني//
“أحيت وفاة وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق، بنيامين بن أليعازر ذكريات كثيرة له مع لبنان والعرب. فقد نال شهرته الأولى عندما ترأس وحدة «شاكيد» الخاصة، والتي اتهمت بارتكاب عمليات واسعة لقتل الأسرى في سيناء أثناء حرب العام 1967، فضلاً عن الجرائم التي نفذتها في الأردن خلال محاربتها للفدائيين. وعلى الرغم من الصداقة التي جمعت لاحقاً بين الرئيس المصري المعزول، حسني مبارك وبن أليعازر، إلا أن أبرز علاقاته هي تلك التي أقامها مع قادة حزب الكتائب اللبناني.
ومعروف أن بن أليعازر توفي عن عمر 80 عاماً وهو يخضع لتحقيقات جنائية واسعة ضده إثر اتهامه بالفساد وتلقي ملايين الدولارات بشكل غير شرعي، هو من مواليد البصرة في العراق ولذلك كان يجيد اللغة العربية. وقد ساعدته هذه اللغة في تولي مناصب عديدة لها صلة بالعرب، غير القتال، بينها عمله كمنسق لشؤون الأراضي المحتلة في الجيش الإسرائيلي. ولكن منصبه الأكثر تأثيراً، كان تعيينه في العام 1974 قائداً للواء الحدود مع لبنان، فأنشأ علاقات مع الميليشات المسيحية في الجنوب قبل أن يتحول إلى ممثل الجيش الإسرائيلي في عملية خلق ما سمي «جيش لبنان الجنوبي».
ويرى معلقون إسرائيليون أنه بتعيينه قائداً للواء لبنان في الجيش الإسرائيلي، بدأت تنشأ قصة «غرامه» بلبنان. ويوصف بن أليعازر بأنه بين واضعي أسس العلاقات بين إسرائيل والقوات اللبنانية. وإثر اجتياح الليطاني في العام 1978 واحتلال مناطق واسعة في الجنوب اللبناني، أقام الإسرائيليون ما عرف بالحزام الأمني. وتم تعيين بن أليعازر كأول حاكم لهذه المنطقة المحتلة وهو من شكّل لاحقاً ما عرف بوحدة الارتباط مع لبنان.
وكان بن أليعازر أول من فتح الحدود «لأغراض إنسانية» والتي سرعان ما أسميت «الجدار الطيب» والذي سهّل عليه الوصول إلى «أغراض سياسية». وكان بن أليعازر أول عسكري إسرائيلي يرسل رسمياً لتمثيل إسرائيل لدى القوات اللبنانية ولينسق عمليات تدريب رجالها وإيصال الأسلحة لهم. وقد وصل إلى جونية في العام 1976 على متن سفينة صواريخ وكان مكلفاً أيضاً بترتيب زيارات المسؤولين الإسرائيليين إلى بيروت الشرقية، وزيارات مسؤولي القوات اللبنانية إلى إسرائيل.
أنشأ بن أليعازر علاقات شخصية مميزة مع قائد القوات اللبنانية، بشير الجميل، الذي انتخب تحت الحرب الإسرائيلية رئيساً للبنان قبل اغتياله. في العام 1983 روى بن أليعازر في مقابلة مع صحيفة «معاريف» عن كيفية نشوء العلاقة الخاصة بينه وبين بشير الجميل الذي كان معروفاً في الأوساط الإسرائيلية باسمه الحركي، «شارلي» الذي أطلقه الموساد عليه. وفي المقابلة قال بن أليعازر إن رئيس الأركان سأله إن كان يود السفر إلى الخارج. وبعد وقت قصير من ردّه الإيجابي صعد إلى سفينة حملته إلى قبالة الشاطئ اللبناني قرب جونية. ومن هناك انتقل إلى سفينة لبنانية حيث التقى ببشير الجميل وأبرم أول صلة رسمية بين إسرائيل والقوات اللبنانية.
وأثارت العلاقة الإسرائيلية مع الجميل خلافات داخل إسرائيل نفسها. وكان هناك من كتبوا ضد هذه العلاقة في مواجهة من آمنوا بها. وهكذا كتب المعلق الشهير ران أدليست في كتابه «قاموس فلسطين» أنه «ينبغي أن نعطي رأينا حول كيف أن رجالاً ناضجين، مسؤولين وجديين وفق كل المعايير المقبولة، ظنوا فعلاً أن بالوسع تتويج هذا الأزعر الصغير ضمن معطيات الأرض والسكان والجيران رئيساً». وعلى عكسه كتب قائد وحدة الموساد في لبنان، أليعازر تسفرير مشيداً ببشير الجميل، معتبراً أنه «زعيم مجتهد، جريء، موثوق ويقف خلف كلامه… وأيضاً هو متوحش حسب الحاجة».
عموماً بعد تسريح بن أليعازر من الخدمة في الجيش انضم إلى السياسة، وكان أحد أبرز أذرع رئيس الحكومة الأسبق اسحق رابين. وقبلها كان من المقربين جداً من وزير الدفاع عيزر وايزمان والذي استخدم معرفته باللغة العربية في إقامة اتصالات مع جهات عربية وخصوصاً في مصر. وتوطدت هذه العلاقات لتبلغ ذروتها مع الرئيس المصري المعزول حسني مبارك. ولم يمنع توطد هذه العلاقة كشف الصحف المصرية لدور بن أليعازر في قتل ما لا يقل عن 250 أسيراً مصرياً في حرب 67. وادعى بن أليعازر أن من قتلوا كانوا من الفدائيين وأنهم قتلوا أثناء المعارك على الرغم من وجود شهادات من جنود إسرائيليين تؤكد أن قتلهم كان جريمة حرب. وكان لبن أليعازر دور مهم في التوصل إلى اتفاقية الغاز التي أثارت جدلاً وخلافات شديدة في مصر.
/++++++++++++++++++++++++++++++/
الأخبار//
الانفتاح على عون أطاح بالعسيري//
“عادت النفايات إلى التكدس في شوارع جبل لبنان، في انتظار اجتراح حل للأزمة في لجنة المال والموازنة اليوم. في المقابل، هدأت حدة الاشتباكات السياسية، بعد مقاطعة وزراء تكتل التغيير والإصلاح لجلسة مجلس الوزراء، بعدما بذل حزب الله جهوداً للتهدئة بين الرئيس نبيه بري والعماد ميشال عون.
تصادف اليوم ذكرى تغييب الإمام موسى الصدر ورفيقيه. في المناسبة التي يستعدّ الجنوبيون للاحتفال بها في مهرجان تقيمه حركة أمل في صور، تتوجه الأنظار صوب خطاب الرئيس نبيه بري الذي تكشف المصادر أنّه سيكون هادئاً بعيداً عن أي تشنّج.
وتؤكد المصادر أنّ بري لن يُصعّد في وجه النائب ميشال عون، على عكس ما كان يُشاع سابقاً. وعلى الرغم من تهديد تكتل التغيير والاصلاح بعدم حضور جلسة الحوار التي ستنعقد في الخامس من أيلول المقبل، إذا لم يتم «توحيد المفاهيم الميثاقية وقواعد تطبيقها بين كل المكوّنات اللبنانية، وإعلانه أن وزراءه قرروا الطعن في كل المراسيم الصادرة عن الجلسة الاخيرة لمجلس الوزراء»، إلا أن بري أبلغ الوزير الياس بو صعب أنه لن يُعلِن مواقف تصعيدية في وجه العماد ميشال عون في مهرجان ذكرى تغييب الإمام الصدر اليوم.
وقالت مصادر مطّلعة إنّ حزب الله بذل جهوداً للتهدئة بين حليفيه. وفيما تحدّثت مصادر في فريق 8 آذار عن أن بري التقى قبل يومين الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، رفضت مصادر الحزب، على جري عادتها، التعليق على هذه المعلومات. أما مصادر بري، فقد نفتها قطعاً. كذلك نفت أن يكون حزب الله قد سعى إلى ترطيب العلاقة بين بري وعون، قائلة: «ثمة خلاف وحيد بيننا، والأمر ليس بحاجة إلى تدخّل أحد. خلافنا بسيط، وهو على قضية التمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي. ونحن استغربنا ما جرى تداوله عن نية الرئيس بري التصعيد في وجه عون. الرئيس (بري) كتب خطابه يوم الجمعة الماضي، ولم يأتِ فيه على ذكر عون». من جهة أخرى، أكدت مصادر في التيار الوطني الحر أن التيار أبلغ حزب الله استياءه مما وصلت إليه الأمور في الملف الحكومي. فخلافاً لما هو متداول، لا يزال التيار يصرّ على معالجة ما حصل في جلسة مجلس الوزراء الأخيرة، وهو ما عبّر عنه بيان تكتل التغيير والإصلاح أمس. كذلك فإنه مصرّ على أنه لن يتراجع عن تعيين خلف لقائد الجيش، ولن يترك ملف التعيين معلقاً الى تاريخ انتهاء ولاية قهوجي الممددة، حتى يتولى وزير الدفاع سمير مقبل اتخاذ قرار التمديد منفرداً. وتشير المعلومات الى أن التيار يريد بتّ هذا الملف باكراً، وتزامناً مع طاولة الحوار، خصوصاً أن المواعيد ضاغطة في ضوء سفر رئيس الحكومة تمام سلام الى نيويورك.
وفي إطار الأزمة عينها، أكدت مصادر في 8 آذار أن التيار الوطني الحر أبلغ حزب الله أن القوات اللبنانية مستعدة لمساندة التيار في حال قرر التحرك في الشارع.
لكن المطلعين على موقف القوات اللبنانية يؤكدون «أن القوات لم تتعهد بالنزول الى الشارع، ولا سيما في ما يخص المطالبة بتعيين قائد جديد للجيش، علماً بأن جعجع سبق أن أبلغ عون وأدلى بموقف علني مؤيّد للتمديد لقهوجي، منعاً للفراغ إذا لم يتم الاتفاق في مجلس الوزراء على تعيين قائد جديد للجيش. أما بالنسبة الى المطالب المتعلقة بالشراكة وحقوق المسيحيين، فحتى الآن لم يجر النقاش بشأن النزول الى الشارع من أجل هذا الموضوع، وحين يصل النقاش الى هذه النقطة تدرس قيادة القوات هذا الخيار في حينه».
وعلى صعيد التطورات على الساحة اللبنانية، وبعد تعيين المملكة العربية السعودية وليد البخاري قائماً بأعمال سفارتها في بيروت، إثر إعلان إحالة السفير السعودي السابق علي عواض العسيري على التقاعد، ورغم ما تردد عن قرار سعودي بتخفيض التمثيل الديبلوماسي في لبنان، كشفت مصادر لـ«الأخبار» أنّ إحالة العسيري على التقاعد جاءت على خلفية إجراء تأديبي بحقّه على خلفية خطوات اتّخذها سابقاً على خط التقارب مع شخصيات سياسية لبنانية من دون تنسيق مُسبق مع قيادته في الرياض. ورجّحت المصادر أنّ يكون ذلك بسبب تقاربه مع النائب ميشال عون تحديداً، إضافة إلى مسائل أخرى تتعلق بعلاقته بأركان الحكم في السعودية. وأشارت المصادر إلى أنّ القرار التأديبي الصادر عن قيادة المملكة كان يقضي بمنح العسيري إجازة مفتوحة قبل اتّخاذ قرار فصله بـ«تخريجة» إحالته على التقاعد.
ميدانياً، أي على صعيد أزمة النفايات المتفاقمة التي بدأت تتكدّس في الشوارع، إلى درجة لم تسلم منها مباني المستشفيات التي حاصرتها النفايات، فإنّ الأنظار اليوم موجّهة إلى اجتماع لجنة المال والموازنة علّه يجترح حلاً على مسار أزمة تخزين النفايات في برج حمود، والتي انعكست على سكان منطقتي المتن وكسروان اللتين لم تُرفع النفايات من شوارعهما.
على الصعيد الأمني، لا تزال مبادرة استخبارات الجيش لتشجيع المطلوبين على تسليم أنفسهم تلقى صدى واسعاً في أرجاء مخيم عين الحلوة. فلا يكاد يمر يوم من دون أن يسلّم مطلوبان أو ثلاثة أنفسهم للجيش. وفي هذا السياق، سلّم اثنان من المطلوبين نفسيهما أمس لأحد حواجز الجيش في المخيم. تجدر الإشارة إلى أنّ هذه المبادرة التي تجري بالتنسيق مع قيادات الفصائل الفلسطينية داخل المخيم تمهيداً لتسوية أوضاع المطلوبين في وقت لاحق، أثبتت فعاليتها على مطلوبين من درجة معينة، لكنها لم تسجّل خرقاً على صعيد المطلوبين الخطرين، مثل توفيق طه وشادي المولوي وآخرين.
التضامن مع «الأخبار»
رأى رئيس لجنة الإعلام والاتصالات النيابية النائب حسن فضل الله أنّ قرار المحكمة الدولية الخاصة بجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، بحق «الأخبار» ورئيس تحريرها الزميل إبراهيم الأمين، هو اعتداء على السيادة اللبنانية. وقال إن المحكمة التي حكمت على «الأخبار» و»الأمين» بغرامتين يصل مجموعهما إلى 26 ألف يورو بعد إدانتهما بتحقير المحكمة، تحوَّلت إلى ممارسة الترهيب السياسي. وأكّد تضامنه مع «الأخبار» وحرية الإعلام في لبنان. كذلك صدر بيان عن العلاقات الإعلامية في حزب الله أعرب عن تضامنه مع «الأخبار» ورئيس تحريرها، ودان القرارات الصادرة عن المحكمة الدولية في هذا الخصوص، معتبراً أنها قرارات سياسية لا قضائية من المحكمة التي أنشئت أساساً لأهداف وغايات سياسية في مصلحة الدول الكبرى، وليس من بينها تحقيق العدالة وتطبيق القانون. ومن المغرب، تضامن الرئيس السابق لـ«فدرالية الصحافيين المغاربة» أحمد ويحمان مع «الأخبار»، معتبراً خبر ما يسمى «المحكمة الدولية المختصة بملف اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية السابق المغدور رفيق الحريري» بشأن تغريم جريدة الأخبار اللبنانية ورئيس تحريرها»، يدعو إلى الاستغراب. وإذ اعتبر ويحمان «هذا الحكم وهذه المحكمة باطلين وفي نطاق حكم المعدوم بحسب تعبير القانونيين»، رأى أن قرار المحكمة «يكشف عن فضيحة أخلاقية أخرى تُضاف إلى عدد كبير من الفضائح المماثلة، ليس آخرها سحب بان كي مون مملكة آل سعود من القائمة السوداء جراء جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية في اليمن».
كذلك استنكر أمين الهيئة القيادية في حركة «الناصريين المستقلين ــ المرابطون»، مصطفى حمدان، الحكم الذي صدر بحق صحيفة «الأخبار» ورئيس مجلس إدارتها. وفي بيان له، رأى حمدان أن «الغرامة تؤكد أن المحكمة ما هي إلا وسيلة ابتزاز سياسي تسرق أموال الشعب اللبناني، وأنهم لن يستطيعوا ولو بعد مئة سنة أن يكتشفوا من اغتال دولة رئيس الحكومة رفيق الحريري، لأن ما بُنِيَ على باطل فهو باطل»، معتبراً أن «هذه المحكمة هي الوليد غير الشرعي للجنة التحقيق الأجنبية التي ضلّلت التحقيق، ولفبركة شهود الزور منذ الساعات الأولى لاغتيال الحريري».
/++++++++++++++++++++++++++++++/
اللواء//
«الميثاقية» تُفخِّخ الحوار .. وحل النفايات بالعودة إلى برج حمود//
التكتل العوني يطعن بمراسيم الحكومة.. و«المستقبل» تدعو حزب الله للكف عن الإفتراء//
“انصبت الأنظار على جلسة الحوار الوطني التي تعقد الاثنين المقبل، في الخامس من أيلول، على وقع أزمة النفايات الآخذة بالتفاعل، وسط رهان نيابي وبلدي وحكومي بأن يتمكن اجتماع لجنة المال والموازنة هو الثاني من نوعه في المجلس النيابي في حضور رؤساء البلديات من احتواء الأزمة، عبر الاقتراح الذي تقدّم به رئيس بلدية البوشرية – السد انطوان جبارة في موقف أبلغه لـ«اللواء» أمس، من ان الحل يكون بإعادة فتح مطمر برج حمود فوراً ورفع النفايات، والانتقال فوراً لدراسة الحلول للأزمة بعد ان تكون النفايات رفعت من الشوارع.
وإذا كانت المواقف التي سيطلقها الرئيس نبيه برّي في مهرجان احياء الذكرى الـ38 لتغييب الإمام السيّد موسى الصدر ورفيقيه عند الخامسة من بعد ظهر اليوم في مدينة صور، ستشكل دلائل على المسار الذي يمكن ان تسلكه الأزمة اللبنانية مع العلم ان مصادر مقربة منه شددت لـ«اللواء» على ان لا مبادرة محددة، لكن خطابه لن يخلو من المواقف المسؤولة حيال مواقف الداخل وتطورات الخارج.
وأشارت هذه المصادر المقربة إلى «ان الرئيس برّي سيعلن تمسكه بطرح السلة الكاملة كمخرج ملائم من الأزمة السياسية ولا سيما الانتخابات الرئاسية، وهو سيرفع الصوت بضرورة تفعيل العمل التشريعي والحفاظ على الحكومة في هذه الظروف الصعبة والخطيرة، كما انه سيؤكد على أهمية استمرار الحوار الثنائي والموسع، والتشديد على الحل السياسي للأزمة السورية».
وعشية الكلمة التي سيلقيها الرئيس برّي، استقبل في مقر عين التينة وزير التربية والتعليم العالي الياس بو صعب موفداً من النائب ميشال عون قبل اجتماع تكتل الإصلاح والتغيير، لوضع الرئيس برّي في توجه التيار العوني في الموقف الذي اتخذه تكتل الإصلاح والتغيير فيما خص طاولة الحوار وقراره الطعن امام مجلس شورى الدولة بالقرارات التي صدرت عن الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء مما يعني شل عمل الحكومة وجعل جلساتها بلا جدوى.
وفيما نقلت مصادر مقربة عن المجتمعين ان الرئيس برّي شدّد على أهمية استمرار الحوار بجدول الأعمال المقرّر، وانه يمكن لممثلي التيار على طاولة الحوار طرح ما يريدون ضمن الجدول الذي تجري على أساسه الجلسات، وكذلك على اهمية استمرار الحكومة وجلساتها ومشاركة التيار الوطني فيها باعتباره مشاركاً اساسياً فيها.
وتوقع الوزير بو صعب ان يحدث خرق في 5 أيلول، مشدداً على ان تياره متمسك باعتراضه وبموقفه الحاسم، لكن مصادر سياسية تخوفت من تفخيخ جلسة الحوار في الخامس من أيلول، وافراغها من مضمونها، لا سيما وأن مسألة اللامركزية الإدارية هي من المسائل المطروحة من جدول الأعمال فضلاً عن إعادة تعويم الجهود للتوصل إلى قانون جديد للانتخابات.
وأشارت هذه المصادر لـ«اللواء» ان ارهاق جلسة الحوار بجدل قد يبدو عقيماً حول ما يطرح بشأن «الميثاقية» في ظل استمرار التباينات في دلالة هذه الكلمة التي انتقد الرئيس ميشال سليمان استخدامها في معرض الأزمة السياسية، باعتبارها غريبة عن الدستور وليست من ادبياته.
وكان «التيار الوطني الحر» ربط معالجة الأزمة السياسية من خلال الفصل المتعلق بالوضع الحكومي بتغير مفهوم الميثاقية واعطائه الأولوية باعتباره «المدخل لحل كل جوانب الازمة»، على حدّ تعبير النائب آلان عون الذي قرأ بيان التكتل على الصحافيين.
والأخطر أن التيار العوني لم يكتفِ بعدم التوقيع على المراسيم التي أصدرتها الحكومة في الجلسة الأخيرة، بل قرّر مراجعة مجلس شورى الدولة بشأنها، معتبراً أنه في حال لم تتطرّق طاولة الحوار إلى تفسير الميثاقية «فإننا نكون تحت خطر فقدان الحوار قيمته وفائدته وبالتالي الحاجة إليه أو لزوم حضور جلساته»، استناداً إلى بيان التكتل.
وخلافاً للوجهة التي ذهب إليها التيار العوني، رأت «كتلة المستقبل» أن «الأمر الكفيل باستعادة الميثاقية الصحيحة وتعزيز الاستقرار يكون بانتخاب رئيس للجمهورية حسب القواعد الديمقراطية المنصوص عليها في الدستور».
وقالت الكتلة في بيانها «أن الميثاقية تعني الالتزام بالعيش المشترك بين المسلمين والمسيحيين والابتعاد عن كل ما يناقض هذا العيش الواحد»، ملاحظة أن «الممارسات التي تصدر عن وزير الخارجية جبران باسيل تخالف هذا المبدأ الكبير».
وإذ اعتبرت «أن تخيير حزب الله للبنانيين بين انتخاب العماد عون أو استمرار الشغور هو بمثابة الإذعان لتعيين الشخصية التي يريدونها رئيساً للبنان، لكونها تتبنى خيارهم ضد إرادة ومصالح اللبنانيين»، أكدت أن «لبنان ابتلي مع شعبه بحزب السلاح وحزب القمصان السود، والميليشيا المسلّحة الخارجة عن القوانين والأعراف»، داعية حزب الله والتيار الوطني الحر إلى النزول إلى المجلس وانتخاب رئيس حسب الدستور، والكفّ عن الافتراء على تيّار المستقبل وشحن الأجواء السياسية.
وفي موقف استرعى أوساط المراقبين، أكدت الكتلة أن مرشحها الوحيد إلى رئاسة الحكومة هو الرئيس سعد الحريري.
المال والموازنة والنفايات
بيئياً، تعود لجنة المال والموازنة اليوم إلى الاجتماع في ساحة النجمة لاستكمال البحث في ملف النفايات في ضوء الاعتراض الكتائبي على الخطة الموضوعة لمطمر برج حمود، وسيحضر الجلسة إتحاد بلديات المتن الذي يحمل أفكاراً محددة في ما خص هذا المطمر.
وقد سبق هذا الاجتماع لقاء جمع النائب سامي الجميّل والنائب إبراهيم كنعان، تبعه مساءً لقاء بين كنعان والوزير أكرم شهيّب، غير أن المعلومات لم تفد عن حصول تفاهم معيّن حول ما هو مطروح من دون استبعاد إعادة فتح مطمر برج حمود لفترة زمنية محددة بعد أن امتلأت شوارع مناطق المتن بالنفايات.
ورأى مصدر وزاري أن خطوة إقفال مكب برج حمود وصلت إلى طريق مسدود في ما خصّ هذا الملف. وكشفت مصادر كتائبية أن الحزب عندما وافق على إزالة النفايات في مجلس الوزراء كان هدفه عدم إبقائها في الشارع وليس الموافقة على الخطة التي أقرّتها الحكومة، والمحاضر تؤكد على ذلك.
وفي الإطار، أكد رئيس بلدية الجديدة – البوشرية – السد في حديث لـ«اللواء» أنه لا يتوقع من الاجتماع الذي سيعقد اليوم (الأربعاء) في المجلس النيابي ولادة الحل في حال بقاء الأطراف على مواقفها، مؤكداً أن اتحاد المتن سينقل إلى المجتمعين موقفاً موحداً مفاده «إفتحوا مكب برج حمود وارفعوا النفايات من الشوارع ومن ثمّ ادرسوا الحلول الواقعية ومارسوا الرقابة لأن النّاس لم تعد تتحمل بقاء النفايات المكدسة في الشوارع»،
وشدّد جبارة على أن «النفايات ليست من مسؤولية البلديات ولكنها قادرة على المعالجة إذا تركت لها حرية التحرّك وتوفرت لها الإمكانيات .
إقتراح اللامركزية
توازياً، وعلى الرغم من اكتمال النصاب للمرة الأولى بعد تأجيل الجلسة السابقة لعدم اكتماله، لم تفلح اللجان النيابية المشتركة التي خصصت جلستها أمس لمناقشة اقتراح اللامركزية الإدارية، إلا بإنتاج لجنة فرعية للبدء بمنهجية عمل والآلية المطلوبة للنقاش ابتداءً من الثلاثاء المقبل، لاستخلاص القواسم المشتركة بين اقتراح قانون التنظيم الإداري واللامركزية الإدارية المقدّم من النائب روبير غانم، واقتراح قانون اللامركزية الإدارية المقدّم من النائب سامي الجميّل.
/++++++++++++++++++++++++++++++/
البناء//
الجيش السوري يفاجئ بهجوم واسع جنوب حلب… ويستعيد السيطرة//
بري لتثبيت التوازن منعاً للانهيار… وسلام يلمّح بتعليق الجلسات بغياب «الحر»//
العونيون يقرّرون مقاطعة جلسات الحكومة والحوار… حتى يُعترف بهم شريكاً//
“بينما ينشغل الأميركيون بإطفاء النيران بين حليفيهم التركي والكردي، ويسعون لتعويم هدنة قبلها الجانب الكردي وأعلنت أنقرة رفضها مع إضافة انتقاد شديد للتوصيف الأميركي للدور التركي في سورية، وبينما تسعى جبهة النصرة والجماعات المسلحة لنقل المعارك نحو ريف حماة لتخفيف الضغط عن جبهات حلب، التي لم تُسعفها سرعة دي ميستورا بدخول المعونات قبل أن يبدأ الهجوم الأوسع للجيش السوري، كما وصفته المصادر المتابعة لميدان جنوب حلب، حيث نجحت وحدات الجيش السوري ومعها الحلفاء، بالسيطرة على تلة المحروقات الحساسة، وتلة القراصي والقراصي والعمارة والبرندة بريف حلب الجنوبي، وتتقدّم الوحدات في محاور الكليات والراموسة والراشدين والمشرفة، تحت غطاء غارات جوية مكثفة وقصف مدفعي مركز. وتوقعت مصادر متابعة أن يكون هذا الهجوم الواسع هو التتويج لسلسلة الهجمات التكتيكية التي استنزفت الجماعات المسلحة خلال الأسابيع الماضية ومنعتها من تثبيت تموضعها، ليهدف هذا الهجوم وفقاً لما نقلته تنسيقيات الجماعات المسلحة إلى تنظيف جنوب حلب والسيطرة على الراموسة وإعادة الوضع إلى ما كان عليه قبل الهجوم الذي شنّته جبهة النصرة رداً على سيطرة الجيش وحلفائه على معبر الكاستيلو، ومتحدثة عن إحكام الطوق على المسلحين في مناطق انتشارهم كلّها جنوب حلب، وانقطاع تواصلهم مع الأحياء الشرقية من جهة، وريف حلب الجنوبي باتجاه خلصة وخان طومان فإدلب من جهة مقابلة.
لبنانياً، يبدو التأزّم الحكومي في ذروته مع تداعيات الجلسة الأخيرة للحكومة، وما قالته مصادر قيادية في التيار الوطني الحر عن لا جدوى مواصلة حضور جلسات الحوار وجلسات الحكومة، كاشفة عن قرار بمقاطعة جلسات الحكومة وجلسة الحوار المقبلة، بعد خلوة عقدتها قيادة التيار وتكتل التغيير والإصلاح.
في مواجهة هذا التأزم يقود رئيس مجلس النواب نبيه بري مساعي التهدئة، ساعياً لإنقاذ الحكومة من الانهيار، ليؤكد في كلمته اليوم في ذكرى إخفاء الإمام السيد موسى الصدر على دعوته للحفاظ على ما تبقى من هياكل الدولة ومؤسساتها وأطر التواصل بين اللبنانيين، وفي طليعتها مجلس النواب والحكومة وهيئة الحوار، على قاعدة التمسك بميثاقية الشراكة، التي يتخطى فيها مفهوم النصاب الأرقام، وتقف فيها المسؤولية عند حدود عدم المساس بالمؤسسات وانتظامها.
مصادر حكومية تحدّثت عن مبادرة سيقوم بها رئيس الحكومة تمام سلام بحصيلة التشاور الذي أجراه مع القيادات المعنية، وفي طليعتها رئيس مجلس النواب، تتضمّن تعليق جلسات الحكومة إلى حين عودة وزراء التيار الوطني الحر، كرسالة طمأنة للتيار بالتمسك باعتباره مكوّناً ميثاقياً في تركيبة الحكومة لا يمكن تجاهل وجوده.
التأزّم الحكومي طرح في المقابل إشكالية الميثاقية، كضرورة لخصوصية النظام السياسي اللبناني، المرتكز إلى التكوين الطائفي، مقابل كلّ مسعى لإدخال تعديلات على قانون الانتخاب وآليات العمل الحكومي، والصلاحيات الدستورية للرئاسات، تتيح فتح الأبواب لإصلاح سياسي يقوم أساساً على تسهيل الطريق لاعتماد الديمقراطية البسيطة التي بدونها لا مكان لعمل مؤسسي سلس، وما تفرضه هذه الإشكالية من تعقيدات في طريق السعي لقوانين انتخابية لا تتضمّن ما يمنع وجود أغلبيات سياسية حاكمة، تفترض قبول وجود أقليات سياسية معارضة، طالما يتداخل التكوين السياسي بالتركيبة الطائفية للقوى السياسية الكبرى.
بري يُطلّ اليوم…
يُطلّ رئيس المجلس النيابي نبيه بري اليوم، من مدينة صور في ذكرى تغييب الإمام السيد موسى الصدر ورفيقيه. وستشكل قضية الإمام الصدر العنوان الأبرز في كلمته في ظل المستجدات الأخيرة التي طرأت على هذه القضية، وسيُجري بري بعدها جولة أفق على التطورات على الساحتين المحلية والإقليمية فضلاً عن قراءة مختصرة في الوضع الدولي. وقالت مصادر عين التينة لـ «البناء» أن الرئيس بري «لن يقدم مبادرة جديدة في كلمته اليوم، بل سيجدّد تمسكه بالمبادرة التي طرحها في أول جلسة للحوار الوطني والتي تتألف من 7 نقاط: انتخاب رئيس للجمهورية والتوافق على قانون انتخاب وتفعيل عمل الحكومة وإقرار اللامركزية الإدارية وغيرها. وهناك أمور تحققت كإقرار قانون الجنسية ودعم الجيش وتبقى السلة التي طرحها بري في الجلسات الأخيرة التي تتضمّن انتخاب رئيس وقانون الانتخاب والحكومة. وبالتالي سيؤكد رئيس المجلس على أن طاولة الحوار تشكل فرصة ذهبية للتوافق على حل للازمة لا سيما أن الوقت بدأ يضيق وبالتالي سيدعو بري القوى السياسية أن تكون على قدر المسؤولية، كما ويتطرق بري الى الأزمة الحكومية المستجدّة وسيحذّر جميع القوى من خطورة المسّ باستقرار الحكومة وباستمرار عملها وسيدعو إلى الحفاظ على عملها التي يرى بري أن لا مصلحة لأحد اللعب بمصيرها حتى التيار الوطني الحر لا مصلحة له بتعطيل عملها في ظل غياب رئيس الجمهورية وتعطيل عمل المجلس النيابي، وانسحاب الشلل الى الحكومة يضرب المؤسسة الرئيسية الأخيرة التي تعمل في البلد. وتحدثت المصادر عن اتصالات دائمة ومستمرة بين بري وجميع الأطراف لإعادة تفعيل عمل الحكومة رغم أنها عرجاء، لكن يجب أن تستمر في عملها، واستبعدت المصادر أن يلجأ بري الى التصعيد في وجه أي مكون آخر، لكنها أكدت أنه سيوجه رسائل تحذيرية الى الجميع لخطورة الوضع الذي وصلنا له وعدم ذهاب أي مكون بعيداً في خياراته، لأن البلد لم يعد يحتمل».
.. والتكتل يلوّح بمقاطعة الحوار
ولوّح تكتل التغيير والإصلاح إثر اجتماعه الاسبوعي برئاسة النائب العماد ميشال عون في الرابية، بـ «أننا سنكون أمام خطر فقدان الحوار بقيمته وفائدته وعدم الحاجة له، وعدم لزوم حضور جلساته». وشدد على ضرورة توحيد المفاهيم الميثاقية من اجل الحفاظ على شراكة حقيقية. ولفت الى أن «رئاسة الجمهورية عالقة بين مفهومين متناقضين للميثاقية ويجب احترام قرار المسيحيين في المركز الأول»، مشيراً الى أن «عمل الحكومة والبرلمان واجتماعهما، في ظل غياب فريق اساسي يتطلّب تفسيراً موحداً للميثاقية ولشرعية العمل في حال تغيب المكون الأساسي». وقرّر التكتل الطعن لدى مجلس الشورى بكل المراسيم الصادرة في جلسة الخميس الفائت والتي تحتاج توقيع كل الوزراء.
.. ومقاطعة الحكومة
وأكدت مصادر وزارية في تكتل التغيير والإصلاح لـ «البناء» أن التيار الوطني الحرّ «حسم موقفه بمقاطعة جلسة الحوار في الخامس من أيلول ومقاطعة جلسة مجلس الوزراء في الثامن من أيلول». وأشارت المصادر إلى «أن العماد ميشال عون كلّف المعنيين تحضير الطعن الذي سيقدّم الى مجلس شورى الدولة». ولفتت المصادر إلى «ضغط يمارسه الرئيس فؤاد السنيورة على الرئيس تمام سلام لعقد جلسات واتخاذ قرارات بغيابنا». وأكدت أن التلويح بالشارع لم يطرح أمس و «بكير كتير عليه».
ولفتت المصادر إلى أن «رئيس المجلس النيابي نبيه بري خلال لقائه الوزير الياس بوصعب تمنى عدم مقاطعة التيار الوطني الحر طاولة الحوار وجلسات مجلس الوزراء، لكن في الواقع الأجواء لم تعد تحتمل، وبات الاستهتار بالشراكة يثير استياء أكثرية المسيحيين». وتساءلت «هل يعين قائد للجيش الماروني من دون موافقة الرئيس نبيه بري عليه؟ وهل يعين قائد للجيش من دون موافقة النائب وليد جنبلاط عليه؟»، مشيرة إلى أنه «لم يعد هناك من أبواب مفتوحة للأخذ والرد أقفلها الفريق الآخر بأدائه وتهميشه لنا».
وكان بوصعب قد أطلع بري على موقف التيار الوطني، خصوصاً بعد الازمة التي مرت بها الحكومة ومقاطعته لجلسة مجلس الوزراء الأخيرة. وأكد «جدية التعاطي مع هذا الملف وجدية القرارات التي يمكن أن تتخذ في حال لم يحل هذا الموضوع».
ونقل بوصعب عن بري قوله في ما يتعلق بملف رئاسة الجمهورية «أن التفاهم يفترض أن يشمل سلة، البعض لم يعجبهم كلمة سلة، ولكن موضوع الرئاسة يجد الحلّ عندما يحصل تفاهم مع الأفرقاء الآخرين على قانون للانتخابات وأن الأيام أصبحت معدودة أمام هذا التفاهم الذي يمكن أن يحصل، واذا كانت النيات حسنة فإن في جلسة الحوار في 5 أيلول إن شاء لله يحصل خرق في هذا الاتجاه».
درباس: الحل بعودة الوزراء المقاطعين
واستغرب وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس في حديث لـ «البناء» قرار تكتل التغيير والإصلاح الطعن بقرارات مجلس الوزراء، متسائلاً: هل مررت الحكومة بنداً من دون موافقة التيار؟، مضيفاً: «مجلس الوزراء لم يُجرِ أي تعيين كما لم يمدّد لأي من القادة الأمنيين بل وزير الدفاع هو الذي مدد بقرار منه بحسب صلاحياته ووفقاً للقوانين والدستور». ورأى درباس أن «الحل هو عودة وزراء التكتل الى مجلس الوزراء ونناقش كل شيء وكل بند على حدة وليطرحوا خلال جلسة مجلس الوزراء على رئيس الحكومة إدراج إبطال قرار الوزير مقبل على جدول أعمال الجلسة لمناقشته»، وأضاف: من حقهم الطعن بقرارات وزير الدفاع، لكن ما جدوى الطعن بقرارات مجلس الوزراء؟ وفي أي قرارات سيطعنون؟ هل لأنهم غابوا عن جلسة مجلس الوزراء؟ هل يوجد في الدستور هذا النوع من الطعن؟ وأوضح درباس أن مجلس الوزراء لم يتخذ أي قرارات تناقض الميثاقية التي يتحدثون عنها، وهل حضور خمسة وزراء موارنة جلسات مجلس الوزراء وتغيُّب وزير واحد هو ضرب للميثاقية؟ في المقابل غاب الوزيران اللواء أشرف ريفي ونهاد المشنوق اللذان يمثلان تيار المستقبل والسنة عن الجلسة نفسها فهل ثارت ثائرة السنة بشأن الميثاقية؟
وفي حال استمرار التكتل بمقاطعة جلسات الحكومة قال درباس: «حينها لن يدعو سلام الى جلسات، لاننا لسنا مستعدين للاستغناء عن وزراء التكتل، فهم مكوّن أساسي في الحكومة. وفي حال عقدت الجلسة لن تتخذ قرارات مهمة خارج إطار تسيير شؤون المواطنين الروتينية اليومية حتى عودة الوزراء المقاطعين».
اجتماع للجنة المال بشأن النفايات
على صعيد أزمة النفايات التي تواجه الحكومة مجدداً لا سيما في برج حمود والمتن وكسروان، تنصبّ الانظار الى اجتماع لجنة المال والموازنة اليوم الذي ستحضره اتحادات البلديات في المناطق المعنية، حيث يرجّح أن يخرج بتصور للحل ينهي الكارثة البيئية قبل تفاقمها. وانتقد رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل في مؤتمر صحافي، «مَن يستهدف حزب الكتائب في ملف النفايات»، مؤكداً «أن لا عودة عن موقفنا». وأكد «أن ما يحصل هو عملية ابتزاز من أجل أن يخضع حزب الكتائب»، وقال: «اليوم نعترض على تنفيذ الخطة، لأننا مقتنعون أنها سيئة، وندعو الأحزاب الى الوقوف معنا للوصول الى بديل».
وعشية اجتماع لجنة المال، زار رئيسها النائب ابراهيم كنعان الصيفي والتقى الجميل وجرى بحث في الحلول التي يمكن أن يتمّ اعتمادها في أقرب وقت ويمكن أن تشكل حلاً صحياً ونهائياً لمشكلة النفايات. وأكد كنعان إثر الاجتماع «أن أحداً لا يريد ان تكون النفايات في الشارع او يقبل بوجود مكب على ساحل المتن، لكننا نريد حلولاً. وقد بحثنا اكثر من فكرة في اجتماع لجنة المال الموازنة امس، وفي اجتماعنا اليوم وعملنا على بلورة بعضها».