وحين يُسأل بري عما إذا كان يمكن ان ينتخب عون إذا وافق الحريري على دعمه؟ يجيب: ليس بالضرورة.. وموقفي يمكن ان يتراوح بين الاقتراع بورقة بيضاء وبين الانسحاب من الجلسة الانتخابية. ولا يلبث بري ان يضيف مستدركا: فقط، في حال جرى التوافق على انتخاب عون ضمن سلة تفاهم وطني على مرحلة ما بعد الرئاسة، يمكن ان انتخب الجنرال، لان الاولوية يجب ان تكون للمشروع السياسي وليس للشخص، وحتى في ما يتعلق بفرنجية، أنا أقول صراحة إنه إذا لم يحصل اتفاق مسبق معه على مرتكزات السلة المتكاملة، فان انتخابه سيُخرجنا من أزمة ليُدخلنا في أخرى فورا …
/++++++++++++++++++++++++/
النهار//
أي اهداف وراء لعبة التسريبات المبرمجة ؟//
“مع ان غياب رئيس الحكومة تمام سلام عن البلاد في فترة تمتد الى الرابع والعشرين من أيلول سيتيح المجال امام فسحة البحث عن مخرج للمأزق الحكومي العالق عند تداعيات مقاطعة تكتل التغيير والاصلاح لجلسات مجلس الوزراء فان هذه الفسحة لا تبدو متسمة ببرودة سياسية كما يتراءى للكثيرين. ذلك ان حملة التسريبات والشائعات المركزة حول كل ما يتصل بموقف الرئيس سعد الحريري من المعركة الرئاسية والتي تتواصل فصولها تباعا تعكس ان المرحلة الإعدادية للتصعيد السياسي للتيار الوطني الحر لن تقف عند انتظار المساعي المحتملة لإيجاد مخرج للمأزق الحكومي بعدما رفع التيار سقف أجندته الى عنوان الميثاقية وحدد الخطوط التفصيلية والمواعيد الزمنية لتحركاته التصعيدية بدءا من موعد الجلسة الانتخابية الرئاسية المقبلة في 28 أيلول وصولا الى ذكرى 13 تشرين الاول التي يعتقد انها ستشهد تحريكا للشارع . وتعتقد اوساط سياسية مواكبة لهذا المناخ ان الايام الفاصلة عن عودة الرئيس سلام الذي يترأس وفد لبنان الى افتتاح اعمال الدورة العادية للأمم المتحدة في نيويورك ويشارك في مؤتمرين حول اللاجئين والمهاجرين قبيل افتتاح الدورة الاممية تتخذ طابعا مهما لجهة بلورة مواقف الافرقاء السياسيين كافة من المرحلة الطالعة لجهة تحديد اتجاهاتها من احتمالات بلوغ التصعيد العوني حدود التهديد بشل الحكومة بما يحدث واقعا جديدا بالغ الدقة فيما لو خرجت الحسابات السياسية عن الاطر المقدرة لها .
وتقول هذه الاوساط ان ظاهرة المضي في إشاعة معلومات مغلوطة حول اتصالات او لقاءات تتصل بمرونة الرئيس سعد الحريري حيال انتخاب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية والتي يجري نفيها وتتضح عدم صحتها تطبع المشهد السياسي بأهداف باتت واضحة وهي محاولة حشر الفريق المستقبلي في زاوية تبعة التصعيد العوني فيما تحجب مسؤولية الافرقاء المعطلين للانتخابات الرئاسية تحت جنح هذه اللعبة . واستدلت الاوساط على ذلك بالموقف الذي أعلنه امس رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد الذي عاد الى رمي كرة تعطيل الانتخابات الرئاسية في مرمى تيار المستقبل وخصوم الحزب من زاوية اتهامهم بالرهان على مكاسب لجبهة النصرة وتنظيم داعش في سوريا ، ولم يخفي رهانه على انتصارات ميدانية لفريقه في سوريا مكررا ان العماد عون هو الرئيس الوحيد الذي يقبل به الحزب . هذا الموقف شكل بالنسبة الى الاوساط السياسية نفسها الدليل الاضافي على ربط الحزب للانتخابات الرئاسية بمجريات الحرب السورية في ما يثبت رهنه للاستحقاق الدستوري بحسابات المحور الاقليمي الذي يرتبط به الحزب . ومع ذلك فان الاوساط تعتقد انه لا بد من انتظار الامتحان الدقيق لتقاطع مصالح الحزب وحليفه العوني حول المرحلة الطالعة سواء في ما يتعلق بالوضع الحكومي او بتحريك الشارع وأين يمكن ان تظهر نقاط التمايز بينهما . اذ لم يعد خافيا ان ثمة تمايزا قائما لهذه الجهة الامر الذي سيضطر معه الحزب اما الى مجاراة حليفه لمنع ظهوره منفردا ومن ثم إعادته الى سكة التسويات الظرفية التي تحول دون انهيار الحكومة واما الى اتخاذ مبادرات عاجلة تحول دون ابتعاد التحرك العوني نحو تجاوز الخطوط التي تحافظ على الستاتيكو لان ذلك سيحشر الحزب ويضعه امام تحمل تبعة المرحلة الخطرة التي قد تنشأ ذلك . وفي ظل هذا المناخ تتوقع الاوساط ان يتوالى اطلاق البالونات الاختبارية في اللعبة السياسية والإعلامية الجارية منذ ايام لان حيزا كبيرا من أهدافها يتصل بإحراج بدأ يكبر على جبهة المعطلين للانتخابات الرئاسية بعدما وصلت تداعيات التصعيد العوني الى ملعب الحكومة .
/++++++++++++++++++++++++/
السفير//
بري مع فرنجية… السنيورة لن ينتخب عون.. و«الرابية» تترقب//
الحريري المحرَج: «السرايا» أم «الديوان»؟//
“تسعة أيام تفصل أصحاب الرهانات المتضاربة عن جلسة انتخاب رئيس الجمهورية في 28 أيلول التي يُفترض ان تشكل اختبارا لكل «الغطاسين»، فإما ان تصح التوقعات بانتخاب العماد ميشال عون رئيسا وإما ان تدخل الازمة في مرحلة جديدة مفتوحة على كل السيناريوهات القاتمة.
ولئن كان كلٌ من المتفائلين أو المتشائمين، محليا، بانتخاب عون قريبا يستند الى فرضيات واجتهادات متباينة، ينطلق بعضها من وقائع سياسية وبعضها الآخر من عواطف شخصية، إلا ان العنصر الاشد تأثيرا هو الموقف السعودي الذي يبدو انه «موضع تأويل»، بين من يجزم باستمرار تشدده ضد «الجنرال» وبين من يعتبر انه أصبح على الاقل حياديا.
وهناك من يفترض في هذا السياق ان الضغط على الحريري لدعم ترشيح عون، من دون ان يكون محصنا بضوء اخضر سعودي، سيؤدي الى المفاعيل الآتية:
ـ سيخسر الحريري المزيد من رصيده الشعبي في شارعه وبيئته.
ـ ستفرط «كتلة المستقبل»، اذ سيتمرد عدد من أعضائها على قرار الحريري وصولا الى حد الانفصال عنه، وليس مستبعدا ان يصدر رد فعل حاد عن الرئيس فؤاد السنيورة.
ـ ستعمد السعودية الى محاربة الحريري الذي سيتعرض للحصار الشديد وستلجأ الى دعم المتطرفين على الساحة السنية، وبينهم «صقور المستقبل»، وبالتالي فإن وضع الحريري سيصبح شبيها بوضع الرئيس نجيب ميقاتي عندما تولى رئاسة الحكومة السابقة مدعوما من فريق 8 آذار، إذ اصرت الرياض على مقاطعته برغم كل المحاولات التي بذلها للتقرب منها.
وينبه مرجع كبير الى ان الحريري الذي سيربح رئاسة الحكومة إذا انتخب عون خلافا للارادة الملكية، سيخسر في المقابل أجزاء إضافية من تياره وكذلك حليفه الاقليمي، متسائلا عما إذ كانت هناك مصلحة في دفع رئيس «المستقبل» الى ما يشبه «الانتحار السياسي»، فيما تبرز في ساحته شخصيات متشددة تحاول وراثة زعامته وقضم نفوذه وشعبيته انطلاقا من شعارات متطرفة وشعبوية.
في المقابل، يعتبر المتحمسون لدفع الحريري الى فك مساره عن المسار السعودي في الاستحقاق الرئاسي، ان قرارا جريئا من هذا النوع سيعيده من الباب العريض الى رئاسة الحكومة التي تشكل مدخلا إلزاميا لتصحيح الخلل في التوازن الوطني، «ثم ان لدى عون وحزب الله هذه المرة تصميما غير مسبوق على خوض معركة الرئاسة حتى النهاية، ما يعني ان خيارات الحريري محدودة بل معدومة مهما طال الزمن، وكلما اسرع في انتخاب عون خفف من كلفة الانتظار عليه وحسّن شروط موقعه التفاوضي».
ويشير هؤلاء الى ان السعودية منشغلة اصلا عن الملف اللبناني وحتى عن الحريري وأزماته، ما يمنحه الحق في استعادة المبادرة الذاتية لانقاذ ما يمكن انقاذه قبل فوات الاوان، لان بقاءه على هذه الحال من المراوحة يعني المزيد من الاستنزاف، في حين ان هناك فرصة ثمينة امامه لإبرام تسوية انقاذية تاريخية، على اساس شراكة حقيقية.
بري: هذه معلوماتي
في هذا الوقت، يستغرب الرئيس نبيه بري الحملة المنظمة التي تستهدف تحميله المسؤولية عن عدم انتخاب عون، مشيرا الى ان الغاية منها تحوير الحقائق وتحريف الوقائع.
ويقول بري لـ «السفير» انه في حال قرر الرئيس سعد الحريري دعم عون، يصبح «الجنرال» رئيسا يوم غد بمعزل عن موقفي، فكيف أكون أنا من أعرقل وصوله الى قصر بعبدا؟
ولكن بري لا يخفي في الوقت ذاته خياره المبدئي: إذا خُيرت بين ميشال عون وسليمان فرنجية، فأنا أنتخب فرنجية من دون تردد، ولدي اسبابي.
وحين يُسأل بري عما إذا كان يمكن ان ينتخب عون إذا وافق الحريري على دعمه؟ يجيب: ليس بالضرورة.. وموقفي يمكن ان يتراوح بين الاقتراع بورقة بيضاء وبين الانسحاب من الجلسة الانتخابية.
ولا يلبث بري ان يضيف مستدركا: فقط، في حال جرى التوافق على انتخاب عون ضمن سلة تفاهم وطني على مرحلة ما بعد الرئاسة، يمكن ان انتخب الجنرال، لان الاولوية يجب ان تكون للمشروع السياسي وليس للشخص، وحتى في ما يتعلق بفرنجية، أنا أقول صراحة إنه إذا لم يحصل اتفاق مسبق معه على مرتكزات السلة المتكاملة، فان انتخابه سيُخرجنا من أزمة ليُدخلنا في أخرى فورا.
ولا يعير بري الكثير من الاهتمام او الاهمية للتسريبات حول لقاء سعد الحريري – جبران باسيل في باريس، لافتا الانتباه الى ان قرار القبول بعون رئيسا لا يتوقف على الحريري فقط، بل إن موقف السعودية في هذا المجال مفصلي، «ومعلوماتي المستمدة من مصادر موثوقة تفيد بان الرياض لم توافق حتى هذه اللحظة على خيار عون، وما دام موقفها على هذا النحو، فان اي كلام آخر هو كبيع السمك في البحر..».
ويحرص بري على التأكيد ان المحافظة على موقع الحريري هي مصلحة عامة وضرورة وطنية، مهما اختلفت معه، معتبرا ان تعطيل الحوار والحكومة والمجلس تحت شعار الميثاقية إنما يهدف الى الدفع في اتجاه انتاج المعادلة الآتية: «انهيار الدولة او انتخاب عون»، مؤكدا انه يرفض الخضوع الى هذا النوع من الضغوط.
السنيورة: ملتزمون بفرنجية
وفي ظل الاستنتاجات المتباينة لما سيؤول اليه موقف «بيت الوسط» من «الجنرال»، يقول الرئيس فؤاد السنيورة لـ «السفير» إن ما يتردد حول إمكان موافقة «المستقبل» وسعد الحريري على انتخاب عون رئيسا، في جلسة 28 أيلول: «ليس صحيحا على الاطلاق».
وينفي السنيورة حصول لقاء بين الحريري والوزير جبران باسيل في باريس، مؤكدا ان احتمال حدوث تحول ايجابي في موقف الحريري حيال عون في المدة الفاصلة عن جلسة 28 أيلول، كما يتوهم البعض، «هو احتمال غير واقعي ولا يستند الى أي اسس». ويتابع: «على كل حال، تسعة أيام وتظهر الامور على حقيقتها، ويا خبر النهار ده بفلوس، بكرا ببلاش..».
ويستغرب السنيورة لجوء البعض الى الربط بين الوضع المالي للحريري وبين فرضية موافقته على انتخاب عون، متسائلا: ما الرابط بين الامرين؟ انه ربط غريب عجيب، وكأن الحريري سيستخدم المال العام عندما يصبح رئيسا للحكومة من أجل معالجة مسائله الشخصية.
ويعرب السنيورة عن اعتقاده بان ضخ هذه الكمية من التوقعات والشائعات حول نية الحريري دعم عون إنما يهدف الى تحميل رئيس «المستقبل» المسؤولية لاحقا، عندما لا تتحقق هذه التوقعات ولا تصح تلك الشائعات.
ويشير الى ان «حزب الله» يساهم أيضا في تعميم أجواء ضاغطة في اتجاه انتخاب عون، من باب تبرئة الذمة والإيحاء له بان الحزب فعل أقصى ما يستطيعه من أجل إيصاله الى الرئاسة، كما ان بعض من يضخ «التفاؤل الوهمي» يهدف الى إعطاء عون حقنة تخديرية.
وعندما يقال للسنيورة بان رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع يدفع أيضا نحو انتخاب «الجنرال»، يجيب: الجمل بنية والجمّال بنية…
ويؤكد السنيورة ان «المستقبل» لا يزال حتى الآن ملتزما بترشيح النائب سليمان فرنجية ولم يطرأ أي تغيير على هذا الخيار، لكن إذا استمر الافق مسدودا، من دون ان يستطيع فرنجية او عون اختراقه، فربما يصبح من الضروري حينها التفتيش عن خيار آخر يكون مقبولا، ونحن في هذا الطرح لا نلعب من وراء ظهر مرشحنا فرنجية الذي سبق له أن أكد استعداده للانسحاب في حال جرى توافق وطني على اسم آخر.
الرابية.. متفائلة
تختلف المقاربة البرتقالية كليا للمشهد الرئاسي، وتؤكد مصادر قيادية في «التيار الحر» لـ «السفير» ان هناك بحثا في داخل «المستقبل» حول خيار انتخاب «الجنرال»، ومؤشراته متعددة، ومنها النقاش في الاجتماع الشهير لـ «كتلة المستقبل»، والتصريحات والزيارات العلنية لبعض أعضاء الكتلة، والموقف الاخير للنائب السابق غطاس خوري الذي لم يقفل الباب امام خيار بديل عن ترشيح فرنجية.
وتشير المصادر المقربة من عون الى أن المؤشرات المنبعثة من داخل أروقة «المستقبل» هي مصدر اجواء التفاؤل والتسريبات الايجابية، وليست الرابية التي تواصل التحضيرات للتحرك الشعبي وفق الجدول الزمني المحدد، إذا لم تحمل جلسة 28 ايلول جديدا.
وتلفت المصادر الانتباه الى انه بعد أيلول سيغدو من الصعب جدا تحقيق أي اختراق في الشأن الرئاسي، لان الاولوية ستصبح لقانون الانتخاب مع بداية العقد العادي لمجلس النواب في منتصف تشرين الاول، وإذا لم يتم وضع قانون جديد، يكون لبنان امام المجهول.
وتستبعد المصادر ان يكون الحظر السعودي على انتخاب عون لا يزال ساري المفعول، مستشهدة بالمواقف السعودية التي تنفي وجود «فيتو» على أي مرشح، وبحفل العشاء الذي اقامه السفير السابق علي عواض عسيري ودعا اليه «الجنرال»، إضافة الى ان سمير جعجع الذي تربطه علاقة ممتازة بالرياض يدعم ترشيح «الجنرال». وتضيف المصادر: ربما لبنان ليس ضمن اولويات المملكة وفريقها الحاكم في هذه المرحلة، لكن هذا شيء والقول ان الرياض تمنع انتخاب عون شيء آخر.
وترى المصادر انه بعدما قادت المصادفة أمس الى إعلان نائب الامين العام لـ «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم ونائب رئيس حزب «القوات» جورج عدوان عن التمسك بدعم ترشيح عون، فانه بات من الواضح ان المشكلة هي عند «تيار المستقبل» وان الحريري معني بمعالجة هذه العقبات والصعوبات التي تواجه فريقه.
/++++++++++++++++++++++++/
الأخبار//
حزب الله للحريري: انتخاب عون مصلحتك//
«الرئاسة للجنرال… وكل العالم لن يغيّر في ذلك»//
“كثّف مسؤولون في حزب الله دعواتهم للرئيس سعد الحريري إلى انتخاب النائب ميشال عون رئيساً للجمهورية، في مقابل «الوقوف إلى جانبه»، فيما لا يزال الحريري على موقفه القديم، في انتظار إشارات سعودية جديدة، قد لا تأتي.
بعد تأكيد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله قبل نحو شهر، استعداد الحزب لـ«التسهيل في ما خص رئاسة الحكومة»، في إشارة إلى قبول الحزب بعودة الرئيس سعد الحريري إلى رئاسة الحكومة مقابل انتخاب النائب ميشال عون رئيساً للجمهورية، أدلى مسؤولون بارزون في حزب الله، خلال عطلة نهاية الأسبوع، بتصريحات عالية اللهجة، تدعو في جوهرها الحريري إلى التقاط فرصة جلسة مجلس النّواب في 28 الحالي، وانتخاب عون رئيساً للجمهورية، ليكمل الحزب بذلك نيّة التيار الوطني الحرّ وإعلانه عن التصعيد في الشارع، بعد الجلسة الموعودة.
وبدءاً بالشيخ نعيم قاسم، وصولاً إلى رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، مروراً بالنائب نوّاف الموسوي ونائب رئيس المجلس التنفيذي الشيخ نبيل قاووق، عكس كلام مسؤولي الحزب سقفاً عالياً بدعوة تيار المستقبل لانتخاب عون، في وقت يجري الحديث فيه عن نقاش جدّي داخل المستقبل حول انسداد أفق رئاسة الجمهورية، وبقاء انتخاب المستقبل لعون المخرج الأخير والوحيد.
وأشار قاسم إلى أن «الأيام أثبتت أن طريق رئاسة الجمهورية محددة، فمن أراد أن ينتخب رئيساً ليس له إلا اتجاه واحد يوصل إلى عون، ولن تستطيع الدول الكبرى والإقليمية ومجلس الأمن وجامعة الدول العربية أن تعدل هذا المسار، وجربوا أكثر من سنتين ولم يحققوا أي شيء، وما زلنا في بداية الطريق»، مؤكّداً أنه «يمكن لكل هؤلاء أن يعطلوا، وأن يستمر الشغور الرئاسي، وهذا ما عملت عليه السعودية في كل المرحلة السابقة، لكن لا يمكنهم الإنجاز كما يريدون ويطمعون». وتوجّه قاسم بالنصيحة إلى «حزب المستقبل، الذي يقف الآن عائقاً أمام انتخاب الرئيس أن ينهي تردده، فطريق الحل معروف، وهذا لمصلحة البلد ولمصلحتهم أيضاً».
التصعيد ضد السعودية ومدّ اليد للمستقبل، أكمله قاووق، مؤكّداً «اليوم هناك فرصة حقيقية لإخراج لبنان من أزماته، ولكن على اللبنانيين أن يدركوا أن إطالة أمد الأزمة اللبنانية والفراغ الرئاسي إنما هو نتيجة الصراعات داخل البيت السعودي، وبالتالي فإن لبنان اليوم يدفع ثمن هذه الخلافات السعودية الداخلية».
وبينما طمأن الموسوي الحريري، عندما أكّد أن «من يتخذ هذه الخطوة الجريئة (انتخاب عون) لن يترك وحيداً في مواجهة خصومه الداخليين أو غيرهم، لأنها ستقابل بأحسن منها إن لم يكن بمثلها»، قال رعد إنه لـ«الأسف ما يزال هناك فريق في لبنان يراهن على التحايل في دعمه لداعش وجبهة النصرة، من أجل أن يعزز موقعه السلطوي في هذا البلد. ولكن لو أننا نرى أن هناك خطراً من قبل هؤلاء لقلب الطاولة، لكنا تصرفنا بغير ما نتصرف به الآن».
وفيما ينتظر الحريريون والتيار الوطني الحرّ عودة الحريري إلى لبنان منتصف هذا الأسبوع، علمت «الأخبار» أن «رئيس تيار المستقبل قد يؤخّر عودته إلى بيروت أياماً إضافية، بسبب إمكانية قيامه بزيارة ثانية للسعودية ولقاء ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان». وزار الحريري السعودية يوم الاثنين الماضي، وعاد بعدها إلى باريس يوم الأربعاء من دون أن يلتقي أياً من المسؤولين السعوديين. وعلى الرغم من الحديث عن دراسة الحريري خيار دعم ترشيح عون، عادت مصادر «وسطية» وأخرى بارزة في قوى 8 آذار للتأكيد إلى أنه «لا جديد بخصوص موقف الحريري أو الموقف السعودي». وقالت المصادر لـ«الأخبار» إن «الحريري لم يحصل على أي إشارة سعودية جديدة»، فضلاً عن أنه «يعرف نبض شارعه، ومقتنع بأنه قد يخسر الكثير في حال دعم ترشيح عون، في وقت يعمل فيه آخرون من داخل تيار المستقبل على تعريته من جمهوره».
من جهة ثانية، يُكمل التيار الوطني الحرّ هذا الأسبوع تحضيراته للتحرك في الشارع بدءاً من جلسة 28 أيلول المخصصة لانتخاب رئيس للجمهورية في مجلس النواب. وقطع مسؤول جهاز التواصل في حزب القوات اللبنانية ملحم رياشي الشكّ باليقين، بعدما أبلغ مسؤولين في تيار المستقبل أن «القوات ستشارك التيار الوطني الحرّ بالتحرّك تحت عنوان الميثاقية»، في وقت جرى فيه الحديث عن أن رئيس القوات سمير جعجع لا يزال يتريّث في خطوة النزول إلى الشارع، حرصاً على استمرار ما تبقّى من العلاقة الإيجابية مع الحريري، بعد عدّة هزّات، كان آخرها ترشيح الحريري النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية.
/++++++++++++++++++++++++/
اللواء//
سلام لموقف واحد في نيويورك: التوافق الحكومي أولاً//
تظاهرة إسلامية وطنية جامعة في المختارة.. وحزب الله يتمسك بعون «مساراً واحداً للرئاسة»//
“بين نيويورك وبيروت، لا يبدو المشهد اللبناني واحداً، هناك حيث وصل الرئيس تمام سلام، مع وفد وزاري واداري وأمني لتمثيل لبنان في اجتماعات الدورة الـ71 للجمعية العامة للأمم المتحدة، على أن ينضم إلى هذا الوفد وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، حيث سيكون للبنان موقف واحد، سواء في كلمة الرئيس سلام امام الجمعية العامة التي سيلقيها قبل عودته الخميس المقبل، أو خلال المشاركة في قمة اللاجئين التي دعا إليها الرئيس الأميركي باراك أوباما، أو من خلال اللقاءات مع رؤساء الجمهورية أو رؤساء حكومة أو وزراء خارجية الدول المشاركة في هذه التظاهرة الدولية التي تتكرر مرّة كل عام، مع الإشارة الى أن نشاط الوزير باسيل في الولايات المتحدة جاء ضمن النشاط الاغترابي.
اما في لبنان، فالمشهد يتراوح بين الترقب وأجندة المواعيد العونية التي تتراوح بين تفاؤل في جلسة 28 أيلول الجاري، بحيث ينتخب النائب ميشال عون رئيساً للجمهورية، وإلا «فالويل والثبور وعظائم الأمور»، في الفترة الممتدة بين 28 أيلول و13 تشرين الاول.
رسالة نيويورك
وفي نيويورك أفادت موفدة «اللواء» الزميلة لينا الحصري زيلع، أن الرئيس سلام سيرفع خلال مشاركته في نيويورك، الصوت عالياً، لا سيما في ما خص المساعدات المقدمة للبنان في إطار دعمه نظراً لاستضافته ما يزيد عن المليون ونصف المليون نازح سوري، وهي الاستضافة الأكبر بين دول العالم، والتي لا تتناسب مطلقاً مع قدرات لبنان أو مساحته أو امكانياته الاقتصادية.
وسوف لن يُخفي الرئيس سلام في كلمته بشأن هذا الموضوع، هواجس لبنان وسيعبر عنها بصراحة لجهة أن لبنان يطالب بعودة النازحين إلى المناطق الأكثر أمناً في سوريا واستئناف حياتهم الطبيعية إن لجهة العيش أو العمل.
وحول إلغاء اجتماعات مجموعة الدعم للبنان التي كانت مقررة كالعادة على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، علمت «اللواء» انه بناء على مشاورات بين لبنان ودول المجموعة تم تأجيل هذا الاجتماع ليعقد خلال الشهرين المقبلين، لأنه بسبب زحمة الاجتماعات واللقاءات والمؤتمرات التي تعقد على هامش الجمعية العامة، فان هذا الاجتماع لم يأخذ حقه الطبيعي، وأكدت المعلومات ان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند مهتم جداً بعقد هذا الاجتماع الذي قد يعقد في باريس حيث يكون له حيثية اقوى.
تجدر الإشارة إلى أن الرئيس سلام سيلتقي الرئيس هولاند غداً، وأن اللقاء سيشكل بحد ذاته، مناسبة لتوجيه رسالة دعم فرنسية للحكومة اللبنانية، تشدد على أهمية استمرار عملها حتى انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وهو الأمر الذي تعتبره فرنسا اهتماماً غير عادي، سواء عبر اتصالات الرئيس هولاند أو الخارجية الفرنسية.
وحول الموقف السياسي التصعيدي الذي اطلقه باسيل في لبنان، تؤكد المصادر أن الموضوع في نيويورك يختلف عن بيروت، وتُشير المصادر إلى انه لا يجب أن ننشر غسيلنا امام المجتمع الدولي، وترى المصادر بأن المناخ السياسي المتعثر والمضطرب وغير المستقر في لبنان يعكس نفسه على كل الملفات بما فيها ملف النزوح السوري، وترى ان هذا الفشل يضعف صورة الدولة الخارجية.
وتشير المصادر إلى أن الوضع الداخلي والأزمة السياسية أصبحت معروفة من قبل العالم، ورغم ذلك فهناك دعم مستمر للحكومة وعملها، وهذا بدا واضحاً خلال البيان الذي صدر عن الدول الخمس الكبرى الذين زاروا الرئيس سلام عشية سفره إلى نيويورك. وأكدت المصادر أن هناك قراراً دولياً واقليمياً بالحفاظ على لبنان. ولفتت المصادر إلى أن من واجبات الرئيس سلام دعوة الحكومة لعقد جلساتها لكي تعمل ولعدم انهيار البلد.
وتمنت المصادر ان يكون هناك تواصل بين كل القوى السياسية خصوصاً أن رئيس الحكومة كرّر أكثر من مرّة بأنه حارس الهيكل وتمنى على الجميع إدراك أهمية التوافق لأن لا أحد لديه مشكلة معه وهو لم يتحد أحد ولم يخلق أي مشكلة مع أحد، وكل ما قام به من دعوة مجلس الوزراء للاجتماع هو اقل واجباته.
الموقف في الرابية
وفي الرابية، تحدثت مصادر على اطلاع على الأجواء المحيطة بالوضع هناك، عن انه لا معطيات جدية عن طرح سياسي بلغ حدّ المبادرة، وأن الاتصالات الجارية لم تصل الى مرحلة الولوج إلى الحل. وقالت مصادر في التيار الوطني الحر لـ«اللواء» أن التيار منفتح على الطروحات، ولا يرغب بالعرقلة من أجل العرقلة، ولكنه ينتظر رداً من تيّار المستقبل، في ما خص ترشيح النائب عون.
وتوقعت أن يكون الأسبوع المقبل، مفصلياً في ما خص الاتصالات في ظل استحقاق عملي، مقبل يتعلق بجلسة الحوار رقم 35 التي ستعقد بين تيّار المستقبل و«حزب الله» غداً في عين التينة، لمتابعة البحث سواء في ما خص الرئاسة الأولى او عمل الحكومة، او الاوضاع الأمنية في البلاد.
وفيما تؤكد مصادر متطابقة، أن كلاً من «التيار» و«الحزب» يحرصان على استمرار قناة الحوار الثنائي بينهما بعد توقف طاولة الحوار، قالت مصادر الرابية أن هذا اللقاء من شأنه أن يشكل محطة في ما خص الاتفاق أو عدمه على انتخاب النائب عون في جلسة 28 أيلول. ولاحظت مصادر سياسية أن «حزب الله» وعشية الجلسة بعث أكثر من رسالة باتجاه ما يمكن وصفه بأنه محاولة لفرض عون رئيساً للجمهورية.
وفي موقف هو الأكثر مجاهرة بدعم عون، قال نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم «إن طريق رئاسة الجمهورية محددة، فمن أراد أن ينتخب رئيساً للجمهورية ليس له إلا اتجاه واحد يوصل إلى العماد عون».
وقال: «إن تأخير انتخاب رئيس للجمهورية لن يغيّر المعادلة، وأن الدول الإقليمية والكبرى ومجلس الأمن وجامعة الدول العربية لن يستطيعوا تعديل هذا المسار»، مشيراً إلى أنه «إذا تمّ الاتفاق على العماد عون رئيساً فنحن جاهزون وسنلبي الدعوة وسنحضر جلسة مجلس النواب وسنصوّت له مهما كانت الجلسة قريبة، فالجميع سيربح وسيربح لبنان إذا انتخاب عون رئيساً للجمهورية». ولم يكتفِ «حزب الله» بذلك بل يطالب أيضاً بقانون انتخاب عادل يعزّز الشراكة الوطنية ويحفظ حقوق الجميع.
على خط آخر، توقفت مصادر سياسية باهتمام بالغ عند ما أعلنه الرئيس فؤاد السنيورة بأن «لا تسويات وأن من لديه أصوات تخوّله الوصول إلى رئاسة الجمهورية فلينزل إلى مجلس النواب لننتخبه»، في إشارة إلى أن ما تروّجه الرابية من تفاهمات قيد الإنضاج هو في غير مكانه الصحيح.
والأبرز على هذا الصعيد، أن نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري العائد لتوّه من الخارج وهو كان التقى الرئيس سعد الحريري قال في موقف هو الأول له بعد عودته أنه حسب قناعاته لم يحصل أي لقاء بين الوزير باسيل ومدير مكتب الرئيس الحريري نادر الحريري، وأكد مكاري أنه لم يتم البحث في الملف السياسي خلال لقائه الرئيس الحريري، كاشفاً أن موضوع رئاسة الجمهورية لم يستوِ بعد وهذا الملف مرتبط بالخارج، مستبعداً إنتخاب رئيس للجمهورية في جلسة 28 أيلول أو حتى في الجلسة التي تليها.
وإذ لاحظ أن كلام النائب وليد جنبلاط أن حليفه الرئيس الحريري يضعف، فيه شيء من الواقع لأنه يحاول دائماً إيجاد حلول لا تُقابل بإيجابية من الفريق الآخر وهذا ما ينعكس سلباً على شعبيته، مستبعداً أن تكون عودة الرئيس الحريري إلى لبنان قبل جلسة 28 أيلول.
وفي الإطار عينه، لفت الوزير السابق يوسف سعادة أن مبادرة الرئيس الحريري بترشيح النائب سليمان فرنجية لا تزال قائمة، مشيراً إلى أنه إذا تأمّن النصاب في الجلسة المقبلة سنشارك فيها، وقال أن استحقاقاتنا عُرضة للتدخلات الخارجية، مشيراً إلى أننا ضد تعطيل الحكومة ومصالح النّاس.
تظاهرة المختارة!
في هذا الوقت، شهدت المختارة حدثاً دينياً وسياسياً، ووطنياً تمثّل بافتتاح مسجد الأمير شكيب أرسلان، برعاية مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان الذي أعلن التعويل على حكمة القيادات السياسية، ودعاء رؤساء الطوائف أن تنفرج أزمتنا السياسية بانتخاب رئيس للجمهورية، فالتأخير بعد اليوم إنتحار، معرباً عن أمله في إعادة انطلاق عجلة الحوار من جديد، وأن تبقى الحكومة صامدة صابرة، وأن تسعى لاستئناف جلساتها.
وخاطب النائب جنبلاط قائلاً: «سلامتك من سلامة الوطن، ومحاولة اغتيالك عمل إجرامي صرف». ووصف كلام المفتي دريان بأنه «كلام من العيار الثقيل»، سمعه النائب جنبلاط الذي ردّ التحية لمفتي الجمهورية، بتغريدة حيث وصف إطلالة سماحة المفتي دريان «بالكبيرة والشامخة والجامعة». وأن «كلمة سماحته كانت غنيّة بالمعاني الوطنية والإسلامية الجامعة».
وكان في مقدمة الحضور ممثّلو المراجع الروحية الإسلامية والمسيحية، والرئيس فؤاد السنيورة، والنائب بهية الحريري ممثلة الرئيس سعد الحريري، وحشد من مفتي المناطق كانوا برفقة المفتي دريان بالإضافة إلى ممثّل الرئيس نبيه برّي النائب علي بزي، وشيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن، وممثل نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان المفتي الجعفري الشيخ أحمد قبلان، وممثل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الأباتي سعد نمر وحشد من النواب والوزراء السابقين والحاليين ومفتي المناطق الذين استبقاهم إلى مائدة الغداء.
وأكد جنبلاط أن بناء هذا المسجد يُؤكّد الانتماء الإسلامي للموحدين الدروز، مقدّراً رعاية واحتضان المفتي دريان للحدث، مشدداً على أن الإسلام هو اعتدال وتسامح وتعايش.
/++++++++++++++++++++++++/
البناء//
واشنطن تفتح أبواب الرسائل الخطرة… والمقامرة تجعل التنسيق مع سورية شرطاً؟//
التفاهم الروسي الأميركي: اللعب على حافة الهاوية بعد غارة دير الزور//
حزب الله: ننزل إلى مجلس النواب بعد الاتفاق على المجيء بعون رئيساً//
“ارتفعت درجة الحرارة بين أطراف التفاهم الروسي الأميركي، وبين أطراف الحرب في سورية، إلى درجة ما قبل الغليان، وبدا أنّ التفاهم الذي لم يسقط ولا يبدو أنّ طرفيه الروس والأميركيين مستعدون لنعيه، يدخل مرحلة اللعب على حافة الهاوية، حيث التهديدات والردّ بالتهديدات المتبادلة، مثل الاتهامات والاتهامات المتبادلة في تسارع، يسابقان الميدان الذي سجلت حرارته درجة ارتفاعاً ملحوظاً في ريف دمشق وفي حلب وأريافها ودير الزور، وصل بعض من لهيبها إلى إطلاق المضادات السورية لرصاصاتها نحو طائرات استطلاع أميركية في رسالة تطال التعامل مع شرعية مرور هذه الطائرات واستخدامها للأجواء السورية التي كانت قد شهدت مرونة سورية باعتبارها محققة عبر غرفة العمليات المشتركة بين الأميركيين والروس وفقاً لنصوص التفاهم، طالما أنّ روسيا الشريك في التفاهم تحظى بالتغطية الشرعية لوجودها ودورها العسكري وفقاً للاتفاقيات التي تربطها بالدولة السورية. وبات وارداً اليوم وفقاً لما تداولته مصادر متابعة ربطها بالتنسيق المباشر مع الحكومة السورية أو بتحويل التنسيق الجوي الروسي الأميركي ثلاثياً روسياً أميركياً سورياً.
واشنطن تلوّح بتعليق بنود التفاهم على تطبيق بند دخول المساعدات، وموسكو تتنظر تحقيقاً أميركياً وتوضيحات حول الغارة التي أودت بحياة العشرات من الجنود السوريين ومهّدت الطريق لتقدّم داعش في محيط مطار دير الزور، وسورية قد تردّ على الطريقة الأميركية برسالة موجعة ومؤلمة دون الذهاب إلى الحرب بدت بعض ملامحها في ظهور نشط للطيران السوري في أجواء حلب وريفها وفي إطلاق المضادات السورية لنيرانها نحو طائرات استطلاع أميركية.
انتهت الهدنة رسمياً ليل الجمعة ومدّدت لصبيحة الإثنين ليمرّ أسبوعها الأول دون أن يمدّدها أحد رسمياً، ودون أن يعلن أحد الخروج من أحكامها، لتدمج مراحلها صبيحة اليوم، الذي لا يبدو موعداً مناسباً لبدء التنسيق العسكري الروسي الأميركي وفقاً للتفاهم المعلن، فيما تتجه الأنظار نحو يوم بعد غد الأربعاء كموعد مرتقب لتشريع التفاهم بقرار يصدر عن مجلس الأمن، فيما يحلّ غداً موعد بدء الدورة السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث ستدور الأنشطة الدبلوماسية والسياسية على محور واحد هو مصير التفاهم الروسي الأميركي حول سورية.
لبنانياً، مع نفي وجود مبادرات رئاسية جديدة لدى الرئيس سعد الحريري ونفي عودته القريبة، تناوب قادة حزب الله على منابر مختلفة لإيصال رسالة واحدة منسقة وقوية الشكل والمضمون، تقول لن يضعف موقفنا أمام الحديث عن دعوات للنزول إلى المجلس النيابي لانتخاب رئيس للجمهورية، فلن ننزل إلا بعد التوافق على المجيء بالعماد ميشال عون رئيساً، وكلما كان الأمر أسرع كان أفضل، ومن يريد المزيد من السرعة فليبادر إلى هذا التوافق بأسرع ما يمكن.
الحريري يعود بعد 28 أيلول
لا شيء جديداً يبنى عليه في الملف الرئاسي. لا تزال الأجواء تراوح مكانها وجلسة انتخاب الرئيس في 28 الحالي ستكون على غرار سابقاتها، لا سيما ان الرئيس سعد الحريري لن يعود الى بيروت قبل هذا التاريخ، كما رشح عن مصادره. هذا فضلاً عن أن حل أزمة الرئاسة الأولى كما تقول مصادر مطلعة لـ «البناء، يقع على عاتق السعودية وليس عند الرئيس الحريري، فالمملكة لا تريد أن تقدم تنازلات في لبنان في الوقت الراهن، وقد عبر الرئيس فؤاد السنيورة امس، عن موقفها بقوله «لا تسوية رئاسية قادمة».
واضاف في حديث تلفزيوني: «نحن مع المبدأ الديمقراطي ومن يملك العدد الأكبر من الاصوات فلينجح وعليهم النزول الى مجلس النواب والانتخاب».
المستقبل : الكرة ليست في لعبنا
وبانتظار عودة الحريري من إجازته الطويلة، أكد النائب عمار حوري لـ «البناء» «أن رئيس تيار المستقبل قدّم ما يكفي من مبادرات، ولن يقدّم شيئاً بعد اليوم، فالكرة ليست في ملعبنا، والمبادرات مطلوبة من الآخرين». ونفى حصول أي «لقاء بين الرئيس الحريري ورئيس التيار الوطني الحرّ جبران باسيل في باريس». وشدّد على أن الرئيس القوي غير محصور بالعماد ميشال عون، ومَن يريد التصعيد فليصعّد، فالشارع يتسع للجميع، نحن غير معترضين على نزولهم الى الشارع، وفي الوقت نفسه لن نتواجد في الشارع، لسنا على استعداد في هذه المرحلة الدقيقة لتوتير الأجواء اكثر». وسأل كيف يكون الجنرال عون الرئيس القوي وحتى الآن لم يستطع ان يؤمن الاغلبية النيابية التي تحدد إذا كان الجنرال عون سينتخب رئيساً او غيره».
عون يحفظ المقاومة
في المقابل، أعلن نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، من بنت جبيل وبوضوح، أن «طريق رئاسة الجمهورية محددة، فمن أراد أن ينتخب رئيساً للجمهورية ليس له إلاّ اتجاه واحد يوصل إلى العماد ميشال عون»، ناصحاً «تيار المستقبل الذي يقف الآن عائقًا أمام انتخاب الرئيس بإنهاء تردده»، لافتًا إلى أن الدول الإقليمية والكبرى ومجلس الأمن وجامعة الدول العربية لن تستطيع تعديل هذا المسار». وشدد على «أن تأخير انتخاب رئيس للجمهورية لن يغيّر المعادلة، ولن ينتج إلاّ المزيد من الفراغ والتعطيل.
وأضاف «وأما بالنسبة لنا كحزب الله، فإذا تمّ الاتفاق على العماد عون رئيسًا للجمهورية، فنحن جاهزون، وسنلبّي الدعوة، وسنحضر جلسة مجلس النواب لانتخاب الرئيس، وسنصوّت له مهما كانت الجلسة قريبة، وخير للجميع أن يتم هذا الانتخاب في أقرب وقت، لأنه بانتخاب الجنرال عون رئيسًأ للجمهورية سيربح الجميع ويربح لبنان».
وأكد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد أن دعم «ترشيح عون ليس هواية، بل لأنه الرجل المناسب في هذه المرحلة الذي يستطيع أن يتناغم مع رؤيتنا السيادية، وان يحفظ مقاومتنا ويمنع التدخلات الأجنبية التي تفرض وصايات وإملاءات على القرار الوطني في لبنان، فلن نقبل رئيساً رمادياً، والتطورات التي تحصل في المنطقة تنبئ بان القوم يتراجعون ميدانياً وسياسياً. ونحن ننصح بأن ينتهزوا الفرصة سريعاً حتى يستطيعوا ان يلحقوا بالقطار، لأن القطار ربما ينطلق قريباً».
وأكدت مصادر في التيار الوطني الحر لـ «البناء» ان «لدى التيار الوطني الحر أولويتين لا تعلو عليهما أولوية: الأولى ثابتة متعلقة بانتخاب الرئيس، الثانية ترتبط بقانون الانتخاب». وشددت المصادر على انه اذا انتخب الجنرال ميشال عون رئيساً في جلسة 28 ايلول نكون قطعنا نحو مرحلة متقدمة من التغيير والبناء، واذا لم ينتخب فإننا ذاهبون الى تصعيد لن ينتهي الا بتحقيق المطالب المحقة».
رئاسة الجمهورية والشارع
وفي سياق متصل بالملف الرئاسي، أكد نائب رئيس حزب القوات جورج عدوان ان ترشيح العماد ميشال عون، ليس بحاجة أن ننتظر لا الى 28 ولا الى 13. انه بحاجة الى جلوس تيار المستقبل والشيخ سعد الحريري، والرئيس بري والنائب وليد جنبلاط للتكلم في أسرع وقت بهذا الموضوع، لأن الأمور لا تنتظر التأجيل المستمر. في حال لم نصل الى نتيجة في هذا الموضوع، هناك موضوع آخر أساسي، يخفف أيضاً من حدة الاحتقان ويمنع التصعيد هو قانون الانتخاب». نريد قانون انتخابات جديداً، ومن لا يريد الوصول الى تصعيد، فليذهب الى قانون انتخابات جديد. ليس هناك أوضح من هذا. من هذا المنطلق نتمنى على الجميع، وتداركا للأمور المقبلة الدخول من هذين المدخلين لأن وحدهما يجنبوننا ويجنبون البلد، ويدعونا في الاستقرار».
ونفت مصادر قواتية بارزة لـ «البناء» «نية حزب القوات التصعيد في الشارع في الوقت الراهن»، مشيرة إلى «أن الكتلة لم تجتمع والدكتورجعجع لم يبلغنا بأية خطوات تصعيدية»، لكنها أسفت لتعاطي بعض الكتل النيابية باستهتار وخفة مع رئاسة الجمهورية، مشيرة الى ان «الاستحقاق الوحيد الذي من الممكن أن ينزلنا الى الشارع هو استحقاق رئاسة الجمهورية»، مشددة على ان «الرئيس القوي هو الرئيس القوي في بيئته وبانتمائه الى خط قوي. وهذا الأمر لا ينطبق على رئيس من السلك العسكري او المدني الذي لن يستطيع أن يغير شيئاً من الواقع». مضيفة من «الغباء السياسي انتظار ما سيجري في الخارج، فالمنطقة ذاهبة نحو مزيد من التأزم».
الحوار الثنائي صامد
إلى ذلك، لم يتأثر الحوار الثنائي بشظايا جلسات الحوار الوطني التي علقت، حيث تعقد غداً الثلثاء الجولة الـ 33 من الحوار بين تيار المستقبل وحزب الله في عين التينة. وأكد عضو هيئة الحوار الثنائي في تيار المستقبل سمير الجسر لـ «البناء» ان الحوار الثنائي صامد ولن يتعطل، فهو بدأ قبل الحوار الوطني، ولكليهما أجندة مختلفة». وشدّد على ان هذا الحوار خصص للبحث أولاً في تنفيس الاحتقان المذهبي لما لذلك من أثر وطني كبير يعني الفريقين بالذات، وثانياً في ملف رئاسة الجمهورية الذي يهم الجميع بمن فيهم حزب الله وتيار المستقبل». وأشار الى أن «التطورات الاخيرة ستكون محور البحث في جلسة الغد من عمل الحكومة، والتعيينات العسكرية، وصولاً الى رئاسة الجمهورية والانتخابات النيابية».
سلام يلتقي هولاند غداً
من ناحية أخرى، يعقد رئيس الحكومة تمام سلام اليوم لقاءات مع عدد من الرؤساء والقادة العرب والأجانب في نيويورك على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة. وسيجتمع سلام بالرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند غداً الثلاثاء وستكون على جدول أعمالهما جملة قضايا سياسية وأبرزها الاستحقاق الرئاسي إضافة الى ملف النزوح حيث ستسأل باريس عما يمكن أن تقدمه لمساعدة لبنان وتبديد هواجسه ازاء ملف التوطين. وستكون لسلام الذي غادر إلى نيويورك أول أمس، يرافقه مستشاره شادي كرم ووفد إداري أمني لترؤس وفد لبنان الى الجمعية العامة كلمات في مناسبات أربع. ومن المقرّر أن ينضم إلى الوفد، وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل الذي كان غادر الى نيويورك لترؤس المؤتمر الإقليمي الاغترابي الذي عُقد على مدى يومين متتاليين.