رجحت مصادر تكتل «الاصلاح والتغيير» أن يكون لقاء الحريري وعون من أجل اعطائه الجواب النهائي حول موضوعي الرئاسة وقانون الانتخاب، من دون الجزم بموعد اللقاء ومكان حصوله، أو المعطيات المتصلة بجواب الحريري لجهة ما إذا كان سلبياً أو ايجابياً. لكن مصادر سياسية مطلعة، تخوفت من فشل الوصول إلى اتفاق لبناني – لبناني حول الاستحقاق الرئاسي بفعل العوامل الإقليمية والدولية المؤثرة والتي وصفتها «بالصعبة»، مشيرة إلى انها لا تعرف ما اذا كان المجال ما زال متاحاً للاتفاق بفعل الوضع السوري والخلاف بين الولايات المتحدة وروسيا …
/++++++++++++++++++++++++++/
النهار//
عشاء بنشعي يبرّد “حمى الأربعاء” ولا يبدّدها//
“اذا كانت “حمى الأربعاء” فعلت ما فعلته في الساعات الأخيرة فأقامت الدنيا ولم تقعدها في موجة رهانات وتقديرات وتوقعات استباقية لم يسبق لها مثيل في كل فصول أزمة الفراغ الرئاسي، فكيف لو مر الموعد “المتوهج” غداً ولم ينتخب لا العماد ميشال عون ولا سواه رئيسا للجمهورية؟
الحال ان ما جرى أمس، والذي يتوقع استتباعه في الساعات المقبلة امتداداً الى موعد الجلسة الـ45 لمجلس النواب غدا لانتخاب رئيس للجمهورية، تجاوز كل المألوف والمعتاد مما كان يسبق بعض المحطات السابقة. اكتسب التوهج الاعلامي الذي تسابقت معه مواقع اخبارية الى زيادة حمى التوقعات بعداً استثنائياً بدا من خلاله بوضوح ان عودة الرئيس سعد الحريري الى بيروت قبل يومين اشعلت لدى الاوساط العونية وبعضها الآخر حمى الرهانات الى ذروة غير مسبوقة على “استدارة” حريرية تحمل رئيس “تكتل التغيير والاصلاح” العماد عون الى قصر بعبدا ربطاً بعودة الحريري قبل أيام قليلة من موعد جلسة غد.
وقبل ان “يباغت” الرئيس الحريري الجميع مساء بزيارته لبنشعي التي زادت بطابعها المفاجئ بل المباغت توهج المناخ السياسي والاعلامي، كانت الأجواء بلغت درجة فائقة من البلبلة بفعل ستار الصمت والكتمان والغموض الذي ضرب حول أي تحرك محتمل في “بيت الوسط ” الذي لم يعلن عن اي أستقبال شهده علناً، فيما علم ان لقاء عقد أمس بين الرئيس الحريري والرئيس فؤاد السنيورة. هذا السكون في “بيت الوسط” سرعان ما خرقه وصول الرئيس الحريري مساء الى بنشعي يرافقه مدير مكتبه نادر الحريري والوزير السابق الدكتور غطاس خوري وعقد لقاء مع النائب سليمان فرنجية في حضور وزير الثقافة روني عريجي والوزير السابق يوسف سعادة وطوني سليمان فرنجية ويوسف فنيانوس اعقبه عشاء. وصدر على الاثر بيان مقتضب جاء فيه: “لبى الرئيس سعد الحريري دعوة رئيس تيار المردة سليمان فرنجيه الى منزله في بنشعي، وقد تركز البحث على الاستحقاق الرئاسي وكل السبل الآيلة الى ضرورة احقاقه، حيث كان هناك تطابق في وجهات النظر، واتفق الجانبان على ضرورة توسيع مروحة الاتصالات والمشاورات مع كل القوى السياسية في سبيل انتخاب رئيس جمهورية وتفعيل عمل المؤسسات الدستورية”.
وبدا واضحاً من المعطيات المتوافرة لدى “النهار” من مصادر وثيقة الصلة بلقاء بنشعي ان الرئيس الحريري اطلق محركات المشاورات السياسية مع مختلف الافرقاء السياسيين سعيا الى مناخ جديد يهدف الى كسر الجمود المتحكم بالازمة الامر الذي من شأنه تبريد “حمى الاربعاء” من دون تبديدها تماماً. وقالت المصادر لـ”النهار” ان الرئيس الحريري بدأ هذه المشاورات بحليفه النائب فرنجية وسيستكملها مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس “اللقاء الديموقراطي” النائب وليد جنبلاط وسائر القيادات. واذ استرعى الانتباه ان المصادر نفسها لم تنف امكان ان تشمل حركة الرئيس الحريري لاحقا العماد عون اوضحت ان زيارة الرئيس الحريري لبنشعي “لم تكن لابلاغه قرارات كما تردد بل نحن نتشاور حول ضرورة انجاز الاستحقاق الرئاسي وتوسيع رقعة المشاورات مع الجميع”. وأكدت ان فرنجية “حليف ومسؤول مثلنا والجو معه كان جيداً”. وشددت على انه “لم يعد ممكنا ان تبقى الامور على حالها ولا بد من البحث في كل الاتجاهات”.
في أي حال، بدت الأجواء المتصلة بالبيت “المستقبلي” سلبية حيال الانفتاح على خيار عون الى حدود قيل معها إن معادلة “إما نحن وإما عون” ترددت على السنة نواب في كتلة “المستقبل” خلال تداول كل الخيارات الممكنة لاختراق الازمة الرئاسية. لكن الكتلة بدت واثقة من ان الرئيس الحريري يزن الامور “بدقة الجوهرجي” كما قال مصدر بارز فيها لـ”النهار” مع اشارته الى ان معظم الخيارات تبدو صعبة ولا يمكن ان ترمى الكرة في ملعب الرئيس الحريري وتيار “المستقبل”.
وعلى رغم كل هذه الاجواء الملبدة بدت الرابية في مناخ ارتياح مع ترداد كلام عن تلقيها اشارات ايجابية في الساعات الاخيرة من دون الحديث عن حسم ما اذا كان النصاب سيتوافر غداً أو في الجلسة التي ستليهاً علما ان الرابية ترصد بدقة البيان الذي سيصدر اليوم عن اجتماع كتلة “المستقبل” على أمل تبين علامات انفتاح على عون.
لا جلسة حكومية؟
الى ذلك بدا من المؤشرات المتصلة بالمأزق الحكومي ان ثمة استبعاداً لدعوة رئيس الوزراء تمام سلام الى جلسة لمجلس الوزراء الخميس. وعلم في هذا السياق ان الرئيس سلام لا يزال يلتزم التريث في توجيه الدعوة الى جلسة هذا الاسبوع افساحاً لمزيد من المشاورات وسط ترجيح عدم توجيه الدعوة لترك الباب مفتوحاً لعودة وزراء “تكتل التغيير والاصلاح” عن مقاطعة الجلسات. كما فهم ان الرئيس بري ابلغ الرئيس سلام تمنيه عدم توجيه دعوة الى جلسة هذا الاسبوع.
قزي
وأبلغ وزير العمل سجعان قزي “النهار” انه لن يحضر جلسة مجلس الوزراء الخميس اذا وجهت الدعوة اليها “حرصاً على كرامة مجلس الوزراء، اذ لا يجوز للوزراء الذين صمدوا حفاظاً على الحكومة أي الشرعية الباقية ان يعيشوا على وتيرة “يدعو او لا يدعو” الرئيس سلام الى الجلسة و”يحضر أو لا يحضر” “التيار الوطني الحر” و”يحضر او لا يحضر “حزب الله”.
/++++++++++++++++++++++++++/
السفير//
الحريري إلى عين التينة والرابية بعد بنشعي//
عون إلى الشارع للاحتجاج أو.. الاحتفال؟//
“يوم 28 أيلول سيكون كغيره من الأيام. وجلسة انتخاب الرئيس التي حددت في هذا التاريخ، الذي حمّل أكثر مما يحتمل، ستمر كما مر قبلها 44 تاريخاً لجلسات انتخاب لم يكتمل نصابها.
لكن ماذا عن الجلسة الرقم 46، وهل سيدعو رئيس المجلس النيابي نبيه بري بعد ثلاثة أسابيع كما جرت العادة أم يبكر موعدها هذه المرة؟
منذ أن عاد سعد الحريري إلى بيروت، والكل يفترض أنه لم يكن ليعود لولا أنه يحمل شيئا جديدا، في السياسة، ما دام عاجزاً عن إعادة تعويم أمبراطوريته المالية بالأدوات التقليدية.
كل ما بلغه من السعوديين يوحي بأن احتمالات التعويم المالي السياسي مقفلة بوجهه بالكامل. يرتّب ذلك أعباءً كبيرة على الرجل. «سعودي أوجيه» من جهة وكل مؤسساته في لبنان من جهة أخرى. تباشير الأزمة يتم التعبير عنها بأشكال مختلفة. عمليات الصرف بدأت وشملت، أمس، العشرات من الزملاء في جريدة «المستقبل» وستتوالى فصولا لتشمل تلفزيون «المستقبل» وإذاعة «الشرق» و «مؤسسة الحريري» والمتفرغين في «تيار المستقبل».
الجديد السياسي الذي يحمله الحريري الى بيروت لم يعد خافيا على أحد: تبني ترشيح ميشال عون لرئاسة الجمهورية. انقسم فريقه وبعض المقرّبين منه الى تيارين: الأول، يشجعه على المضي في هذا الخيار، ما دامت السعودية تبلغه يوما تلو الآخر، أن لبنان ليس على جدول أعمالها، أي أنه يستطيع تحمل الأكلاف السياسية، وهو خسران/ خسران في المعادلة السعودية، وعليه أن يحاول تعديل المعادلة، من خلال وصوله الى رئاسة الحكومة وتحوّله بالتالي إلى حاجة إقليمية للسعوديين، وعندها يمكن أن تُفتح الأبواب السعودية الموصدة.
التيار الثاني هو الداعي إلى المضي في خيار سليمان فرنجية، واذا كان لا بد من إحداث صدمة إيجابية، فليكن لكن عن طريق تبني مرشح ثالث لرئاسة الجمهورية، لكن «الخط الأحمر» عند هؤلاء هو تبني ميشال عون. خيار كهذا، بالنسبة إليهم، سيؤدي الى خسارة سعد الحريري ما تبقى من رصيد في شارعه، وبالتالي يكون قد ربح رئاسة الحكومة ولكنه خسر جمهوره وأعطى الضوء الأخضر لتنامي ظواهر الورثة المتطرفين مثل أشرف ريفي وخالد ضاهر وغيرهما.
في أصل عودة الحريري محاولة لإحداث حركية معينة ومحاولة لعدم إبقاء الأبواب مقفلة رئاسيا. «أنا تبنيت ترشيح فرنجية لكي ننتخبه رئيسا وليس لكي يتحول متراسا ـ وهذا ما أبلغه للبطريرك الماروني بشارة الراعي في أوروبا ـ أنا أقبل برئيس يتعبني على مدى ست سنوات، لكن المهم ألا يستمر الفراغ».
بهذا المعنى، أدت عودة الحريري غرضها. ما بعد العودة، لا بد من تشاور سياسي واسع دشنه بلقاءات مغلقة مع بعض أركان فريقه، ولا سيما الرئيس فؤاد السنيورة، وكانت النتيجة تحفظ الأخير على خيار «الجنرال».. وصولا إلى درس خيارات التعامل مع احتمال كهذا مستقبلا.
من «بيت الوسط» إلى بنشعي. أول زيارة سياسية للحريري. في دارة فرنجية، عُقد لقاء موسع استمر حوالي الثلاث ساعات ونصف ساعة وتخلله عشاء شارك فيه إلى جانب الاثنين كل من روني عريجي ويوسف سعادة ويوسف فنيانوس وطوني فرنجية عن «المردة»، ونادر الحريري وغطاس خوري من «المستقبل».
وفق البيان الصادر عن المجتمعين، فقد «تركز البحث على الاستحقاق الرئاسي وكل السبل الآيلة إلى ضرورة إحقاقه حيث كان هناك تطابق في وجهات النظر، واتفق الجانبان على ضرورة توسيع مروحة الاتصالات والمشاورات مع كل القوى السياسية في سبيل انتخاب رئيس جمهورية وتفعيل عمل المؤسسات الدستورية».
انتهى البيان المقتضب. ماذا عن أجواء اللقاء؟
اتفق الطرفان بعد زيارة بنشعي على تعميم أجواء إيجابية. شرح الحريري لفرنجية المراحل التي مرت بها المبادرة التي أطلقها قبل سنة بتبني ترشيحه.. لم ينبس زعيم «المستقبل» بأية عبارة توحي بأنه تراجع عن خياره، بل أكد له أنه حتى هذه اللحظة ماض بخياره، لكنه سيقوم بجولة مشاورات ستشمل معظم القوى، وستكون محطتها الثانية في عين التينة في الساعات المقبلة، تليها محطة الرابية ومن ثم محطات غير أساسية.
اتفق الجانبان على إبقاء قنوات التواصل مفتوحة بينهما، ولم يخف الحريري على زعيم «المردة» تواصله شبه اليومي مع العماد ميشال عون، مشدداً على أهمية كسر المراوحة والخروج من المأزق الرئاسي الراهن.
ووفق المقربين من الحريري، فإن زعيم «المستقبل» أمام مروحة من الخيارات المفتوحة، ومن ضمنها خيار العماد عون، لكن لا ينفي ذلك أن الأمور لم تنضج بعد، ولذلك تجاوز النقاش موعد الثامن والعشرين من أيلول. هناك محاولة سيقوم بها الحريري باتجاه بري لإزالة تحفظاته، وخصوصا لناحية إصراره على ربط الرئاسة بالسلة المتكاملة، غير أن قضية رئيس المجلس «هي من مسؤولية «حزب الله» وليس من مسؤوليتنا نحن»!
بكل الأحوال، سيتحرك موكب الحريري باتجاه عين التينة في الساعات المقبلة، ومن المتوقع أن يصدر عن الحريري كلام سياسي يقدم من خلاله إشارات واضحة باتجاه الرابية، حسب المقربين منه، لكن هل من محاولات موازية يقوم بها «حزب الله» من أجل الاستفادة من عملية خلط الأوراق، وبالتالي، محاولة استكشاف الأثمان السياسية الحقيقية لكل طرف من الأطراف المعنية بالاستحقاق الرئاسي؟
حتى أمس لم ينجح «حزب الله» بإحداث خرق في جدار أزمة الثقة الكبيرة والمتصاعدة بين الرابية وعين التينة، حتى أن بعض «الوسطاء» تحركوا على الخط نفسه بتشجيع من الحزب لكنهم لم يتلقوا إشارات إيجابية من الرابية، وهو الأمر الذي عكسته ليل أمس مقدمة نشرة «او تي في». هل بمقدور «حزب الله» أن يقدم على تسوية سياسية داخلية حتى لو كان نبيه بري معترضاً عليها؟
هذا السؤال هو أكبر لغم يواجه الاستحقاق الرئاسي إذا صح القول إن هناك إرادة داخلية تحاول الاستفادة من انتفاء الموانع الخارجية وصولا إلى «الفوز» برئيس لبناني صُنع في لبنان.
وبالرغم من أن العونيين ما يزالون يعملون على التحضير لتحركاتهم المفترضة، فإن مصادرهم تؤكد أن ذلك ليس مرتبطاً بحركة الاتصالات القائمة، لا بل يسير معه بالتوازي، مشيرة إلى أنه في الحالتين على العونيين أن يستعدّوا للنزول إلى الشارع، إن كان للاحتجاج أو للاحتفال!
نصرالله: الصراع سياسي وليس طائفياً
من جهة أخرى، رأى الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله أن التسوية تحتاج إلى تخفيف العناد من قبل «تيار المستقبل». وأشار، خلال اللقاء العاشورائي السنوي المغلق مع علماء دين وقرّاء المجالس العاشورائية، عبر الشاشة، تحضيراً لإحياء ليالي عاشوراء، إن «هناك عناداً لدى تيار المستقبل في موضوع ترشيح العماد ميشال عون، وإذا قلل من هذا العناد يمكن الذهاب إلى تسوية تناسب الجميع»، وجدد تمسك الحزب بترشيح «الجنرال».
واعتبر نصرالله «أن هذا العناد هو الذي يعطل الرئاسة في لبنان ويمنع انتخاب رئيس جديد للجمهورية». وأكد نصرالله أن «الصراع ليس مذهبيا أو طائفيا بل سياسي، سواء على مستوى لبنان أو المنطقة»، محمّلا «السعودية مسؤولية هذا الواقع».
ورأى أن البعض ما زال يكابر ويعاند في موضوع الحرب ضد الإرهاب في سوريا، وجدد القول إن تدخل الحزب منع تمدد «داعش» و «النصرة» وحمى لبنان، وعرض مجريات الوضع الميداني في سوريا، وأكد أن لا عودة إلى الوراء في سوريا، ورأى أن أفق التسوية في سوريا ما زال بعيدا، معتبرا أن التهديد الإسرائيلي قائم إلا أن إسرائيل لا تضمن الانتصار في أية حرب يمكن أن تخوضها ضد «حزب الله»، وجدد القول ان التكفيريين يعملون عند الإسرائيلي، واعتبر أن ما يتعرض له الإسلام من تشويه هو الأسوأ في التاريخ.
/++++++++++++++++++++++++++/
الأخبار//
الانقلابات الشيعية والسنية والمسيحية على الطائف//
“في ظل استمرار الشغور الرئاسي منذ عامين ونيف، تعلو نظريات المؤامرة بكثرة. مصادرها متقابلة ومتداخلة. كلٌ من طرفي الصراع، يتهم خصومه علناً. ويكاد لا يجزم همساً وسراً، بنفي بعض التهمة حتى عن حلفائه.
أما القاسم المشترك بين كل التهم والحملات ومصادرها وأهدافها، فعنوان واحد: يريدون الانقلاب على النظام! لكن أي انقلاب؟ وعلى أي نظام؟
النظرية الأكثر شيوعاً وصخباً، هي تلك التي يطلقها خصوم حزب الله. وبعض التدقيق في مضمونها يظهر أن مطلقيها يسحبونها على مجمل ما يسمونه «الشيعية السياسية» في لبنان اليوم. يختصر هؤلاء إشكالية الرئاسة باختزال تبسيطي: حزب الله يقدر في لبنان على كل شيء. حزب الله لم يدفع حلفاءه إلى تبني ترشيح ميشال عون رئيساً للجمهورية. إذن حزب الله لا يريد رئيساً. لماذا؟ لأن حزب الله يريد إسقاط نظام الطائف…
البديهي أن في تلك المعادلة المبتسرة، مغالطات وعقداً، بقدر عدد كلماتها أو حتى الحروف. فلا قدرة حزب الله مطلقة. تكفي للدلالة تعقيدات الصراع الدولي والإقليمي حول هذا البلد. وتأثيرها على استمرار الشغور. لكن أمراً واحداً يستبطنه اتهام خصوم حزب الله له بالتحضير لانقلاب على النظام. إنه الاعتراف بأن «الطائف السوري» القائم منذ 13 تشرين الأول 1990 حتى اليوم، إنما هو نظام الأرجحية الواضحة للسنية السياسية في البلد. هذه هي حقيقة الاتهام الموجه وعمقه الفعلي. خصوصاً في ما يخفيه بعض صقور الفريق الأزرق. حين يكشفون، همساً، اعتقادهم بأن تعطيل الرئاسة هو نتاج تناغم كامل وخفي بين حارة حريك وعين التينة. يرددون: إنه توزيع أدوار. الضاحية تقول لنا إنها مع عون. حين نبحث في الموضوع جدياً، نواجه بفيتو عنيف من قبل عين التينة. يبلغ حد التهديد بالمقاطعة واستنفار فرنجيه. نسأل الضاحية مجدداً، يقولون إنهم لا يملكون قدرة إقناع حلفائهم… هي مجرد مناورة. ينفذونها بالتكافل والتضامن، لأنهم يعتقدون أن ميشال عون هو الورقة الذهبية التاريخية المتاحة لهم، لدكّ نظام السنية السياسية، من دون أن يتحملوا هم أي مسؤولية في ذلك!
في المقابل يسود اعتقاد – اتهام مقابل في الوسط المقابل. يقول خصوم الفريق الأزرق، ان الصورة الكبرى باتت واضحة. وإن الإطار العام لسياق الكباش صار مفهوماً. السعودية لم تعد مهتمة بالملف اللبناني في ذاته. أولوياتها تبدأ من اليمن والضفة الأخرى من الخليج، وتنتهي في دمشق ومؤثرات ضفاف المتوسط. بيروت لا تعنيها كهدف قائم في ذاته. لذلك كل الحديث عن نظام الطائف ومخاطر سقوط الطائف وخسارة مكتسبات الطائف على مدى عامين ونيف، لم يبدل حرفاً في السياسات السعودية المرسومة. يعتقد هؤلاء بأن الاستراتيجية الأساسية للموقف السعودي تتمثل في مواجهة إيران. وطبعاً في ضرب سلاسل نفوذها من الخليج، وصولاً إلى جسر طهران بغداد دمشق بيروت. لذلك، يعتقد خصوم السعودية بأن هدفها الأول، هو تحويل لبنان حلبة أخرى من حلبات الصراع بين إيران وخصومها. وبالتالي جر بيروت إلى التحول ساحة جديدة للحرب بين حزب الله والمتطرفين السنة. هو الهدف الذي لا هدف يعلو فوقه. حتى واشنطن أدركت ذلك بحسبهم. فانكفأت عن مقاربة الرياض في المسألة اللبنانية، حتى لا تفاتح هناك بالاستدراج إلى اتفاق شامل، لا تنوي الإدارة الأميركية فتحه الآن ولا مصلحة لها وسط استمرار غموض الساحات وغبار المعارك. خصوم الفريق الأزرق يتهمونه بأنه بات راضخاً أو راضياً لرهان نسف الطائف، عل سقوطه يؤدي إلى تطويق مذهبي إضافي لحزب الله، وفوضى سورية في لبنان، وحرب على الطريقة السورية فيه، ما يدفع الغرب إلى فرض تسوية شاملة تعيد النظر في التوافق الدولي حول «هدنة دمشق». خصوم «المستقبل» يتهمونه ببساطة، بأنه رضخ لخيار التضحية بالطائف، من أجل إسقاط نظام الأسد وحزب الله معاً. وهو يسير باللعبة مرغماً، أو لحسابات غير لبنانية أخرى. وإلا، كيف أمكن لسمير جعجع أن يؤيد عون من دون خسارة علاقاته السعودية، ويعجز ابن الحريري عن ذلك؟!
بين الاتهامين الانقلابيين، ثمة اتهام انقلابي ثالث. في الوسطين السني والشيعي كما المسيحي، يساق اتهام ضد تقاطع مسيحي فاعل ومؤثر لدى أكثر من فريق مسيحي، بأنه بات يائساً كلياً ونهائياً من إمكان استعادة أي دور أو توازن أو حفظ حضور أو ضمان وجود، في ظل نظام الطائف. ويقول الاتهام الثالث المذكور بأن هذا التقاطع المسيحي بات يراهن فعلاً على سقوط النظام، في لحظة إعادة رسم الخرائط والحدود وأشكال الأنظمة وتراكيب الدول في المنطقة. عل الفوضى الخلاقة المتولدة عندها، تخلق فرصة في صيغة أفضل، مقارنة بوضع بات يعتبره الأسوأ بالمطلق المؤبد!
أياً تكن صحة تلك الاتهامات. وأياً تكن جدية مطلقيها، اقتناعاً أو استثماراً، يظل ضرورياً تذكير هؤلاء، بأن لبنان سبق واختبر محاولة، بلا محاولات لقلب نظامه. حتى أن حرباً شرسة خيضت من قبل الجميع، وطيلة عقد ونيف، بهدف تغيير النظام. بدأت الحرب سنة 1975 وسط مشاريع انقلابية ثلاثة على الأقل: من كان يحلم بلبنان أكبر، ومن يحلم بلبنان أصغر، ومن يحلم بلبنان من دون طوائف. في ختام الحرب، سقط كل الحالمين، وصمد النظام. حتى بدا سنة 1990 أن كل المتحاربين خرجوا مهزومين في مشاريعهم، ووحده النظام انتصر في هشاشته الموقتة الدائمة… مجرد عبرة وذكرى، لمن يخطط لأي خطوة في المرحلة الراهنة المقبلة!//
/++++++++++++++++++++++++++/
اللواء//
الأعين على الحريري.. وأسئلة مقلِقة في بيئة المستقبل//
المشاورات تنطلق من بنشعي وتشمل برّي والجميّل وعون.. و«المردة» مستمر بترشيح فرنجية//
“كادت الحركة السياسية تنحصر في نقطة واحدة، وعلى محور واحد وبقطب واحد، فيما تراجع إلى درجة بعيدة الاهتمام ما إذا كانت جلسة مجلس الوزراء ستعقد الخميس أم لا، مع ترجيح الاحتمال الثاني، أو ان المجلس النيابي سيلتئم بعد 22 تشرين الأوّل المقبل للتشريع الانتخابي، أو تشريع الضرورة، أو لتشريع دفع رواتب موظفي القطاع العام، أو تشريعات مالية لها علاقة باصدارات أو بمتطلبات دولية، لتجنب وضع لبنان على اللائحة السوداء في ما خص التهرب الضريبي، مع العلم ان المجلس سبق ان أقرّ في العام الماضي بعض القوانين على هذا الصعيد.
ولا مراء في ان جلسة مجلس الوزراء الخميس باتت مرتبطة بالجلسة 45 لانتخاب رئيس للجمهورية غداً الأربعاء، حيث اختفت تماماً الاستعدادات العونية بالنزول إلى الشارع، وتهيبت الحركات المطلبية حراجة الوضع والآمال المعقودة على إنتاج انفراج رئاسي، وسط اعصاب مشدودة، أو امنيات مبنية على مفاجآت وما يمكن ان تحمله الأيام الآتية من متغيرات أو انقلابات.
وعلى خلفية هذه الحركة الجارية والتوقعات بشأن الخيارات الممكن سلوكها، يحوم شبح أزمة آخذة بالظهور على خلفية المخاطر التي يمكن ان تنجم عن مواقف انقلابية أو تحولات لم تكن في حسبان قواعد تيّار «المستقبل» وكوادره، أو حتى أعضاء كتلة «المستقبل» التي تعد الكتلة الأكبر بين كتل المجلس النيابي الذي يتعين عليه انتخاب الرئيس العتيد.
والثابت، وفقاً لمعلومات «اللواء» ان الرئيس سعد الحريري الذي تتجه الأنظار إلى جولة المشاورات التي بدأها من بنشعي مساء أمس، يأخذ بعين الاعتبار واقع ما يمكن ان يترتب عن الذهاب إلى خيار لا يتفق كثيراً مع التعبئة أو الثقافة السياسية لدى بيئته السياسية والشعبية.
ووفقاً لهذه المعلومات، فإن الرئيس الحريري يُدرك أكثر من غيره, أن مثل هذه الخطوة ستشكل صدمة لقواعده الشعبية، وقد تثير من ردود الفعل والتداعيات في البيئة الحريرية، ما يزيد من حالة الوهن والإحباط التي تعاني منها هذه البيئة، منذ اضطر زعيمها لمغادرة البلد في ظروف أمنية ضاغطة.
ولاحظت صحيفة «عكاظ» السعودية ان ما نشرته عن «نية الرئيس الحريري الموافقة على ترشيح الجنرال ميشال عون رئيساً للجمهورية أثارت ارتباكاً لدى نواب «المستقبل» وحلفائهم، كما انها أثارت حفيظة اللواء اشرف ريفي، وقوبلت بصمت من «حزب الله».
وقال ريفي لـ«عكاظ»: «نحن على وعي بالمشروع الإيراني في المنطقة، ولن يسمح لمرشحي حزب الله وإيران، أي سليمان فرنجية وميشال عون الوصول إلى سدة الرئاسة في لبنان»، مضيفاً: «سنقاتل حتى الرمق الأخير ولن نتساهل ابداً في هذه القضية»، مشدداً على انه لن يسمح بأن يحدث في بيروت ما حدث في العراق وصنعاء ودمشق، خاتماً: «سنكون مقاتلين شرسين للحفاظ على هويتنا اللبنانية والعربية».
ورأى عضو كتلة «القوات اللبنانية» النائب انطوان زهرا للصحيفة نفسها ان لا أحد من قوى 8 آذار يؤيد عون، كاشفاً بأن هناك معلومات تفيد بأن تيّار «المستقبل» حاول أن يؤيد عون للرئاسة، لكنه لم يسمع كلاماً مشجعاً من «حزب الله».
ولم يستبعد عضو كتلة الكتائب النائب فادي الهبر ان تؤدي «موافقة الحريري على انتخاب عون إلى اضعاف تيّار «المستقبل»، معتبراً ان المسألة ليست بيد الأطراف الداخلية، وأن الأمور بيد اللاعبين الاقليميين والدوليين».
جولة الحريري
على مسافة أقل من 48 ساعة، وفي توقيت ملفت، زار الرئيس الحريري بنشعي ليل أمس، وعقد لقاء وخلوة ثم عشاء مع رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية الذي سبق ورشحه الرئيس الحريري لرئاسة الجمهورية، وشارك في هذا اللقاء مع الرئيس الحريري مدير مكتبه السيد نادر الحريري ومستشاره السياسي النائب السابق غطاس خوري. كما شارك إلى جانب النائب فرنجية نجله طوني ووزير الثقافة روني عريجي والوزير السابق يوسف سعادة والمحامي يوسف فنيانوس.
وجرى اللقاء في أجواء وصفت «بالودية» و«الصريحة»، وتناول وفقاً لبعض المصادر الحاجة الماسة لإنهاء الشغور الرئاسي، والثقة القائمة بين الطرفين، والعقبات التي واجهت ترشيح النائب فرنجية حتى من اقرب حلفائه في 8 آذار، لا سيما «حزب الله» الذي تمسك بترشيح النائب عون.
وأوضحت المصادر أن الرئيس الحريري حرص على أن يستهل جولته السياسية على أركان طاولة الحوار الوطني بزيارة فرنجية بهدف التشاور حول أنجع السبل لكسر حلقة «الستاتيكو» والخروج من دوّامة الانتظار والاهتراء، وذلك قبل التوجه الى مجلس النواب غداً الأربعاء.
ولم تشأ المصادر الكشف عن وجهة المحادثات بين الطرفين، لكنها استدركت قائلة أن النائب فرنجية أبدى تفهمه للاعتبارات التي سمعها من الرئيس الحريري والتي تركزت على كيفية الخروج من المأزق، خاصة وان الرئيس الحريري وكتلة «المستقبل» بذلت أقصى ما يمكن من جهود من أجل إنهاء الشغور الرئاسي، وعليه ان يبحث مع حلفائه في كيفية الخروج من هذا الوضع الذي لا يخدم مصلحة أحد.
وأكدت المصادر ان الرجلين اتفقا على توسيع مروحة الاتصالات والمشاورات في سبيل انتخاب رئيس وتفعيل عمل المؤسسات الدستورية.
ونفى عضو كتلة «المستقبل» النائب أحمد فتفت لـ«اللواء» أن يكون قد قضى أمر تأييد الرئيس الحريري للعماد عون. مشيراً إلى أن زيارة فرنجية في بنشعي كانت منتظرة، من ضمن الاستشارات التي يعتزم رئيس المستقبل اجراءها في كل الاتجاهات ولكل القيادات بما في ذلك الرئيس نبيه بري والرئيس أمين الجميل والنائب وليد جنبلاط وحتى للعماد عون شخصياً، في خصوص إنهاء الفراغ الرئاسي.
ولفت إلى أن «حزب الله» يشن حملة إعلامية مركزة بقصد إحراج الرئيس الحريري، من خلال الحاج وفيق صفا الذي تولى شخصيا، بحسب فتفت، الاتصال بوسائل إعلامية، وبينها محطة تلفزيون M.T.V التي روّجت مساء معلومات بأن الحريري أبلغ «حزب الله» تأييده ترشيح عون للرئاسة، ثم عمدت الى نفي الخبر بعد اتضاح الصورة للمحطة المذكورة، مؤكدة أن تيّار المردة مستمر بترشيح فرنجية.
وجزم فتفت بأن جلسة انتخاب الرئيس في 28 الجاري ستكون مثل سابقاتها، مرجحاً أن يترأس الرئيس الحريري اجتماع كتلة «المستقبل» اليوم، حيث يفترض أن يُبنى على الشيء مقتضاه، في ضوء مناقشات الكتلة والبيان الذي سيصدر عنها.
وبانتظار عودة وزير الصحة وائل أبو فاعور من الرياض، حيث من المفترض أن يكون التقى رئيس جهاز الاستخبارات السعودية اللواء خالد حميدان، فان اللقاءات ستشمل أركان الكتل بدءاً من الرئيس برّي الذي سيعيد على مسامع الرئيس الحريري رؤيته للتسوية المرتجاة للتفاهم على رئيس الجمهورية والحكومة وقانون الانتخاب والمرحلة المقبلة، قبل اجراء العملية الانتخابية.
وقال مصدر نيابي لـ«اللواء» أن مشاورات الحريري تهدف إلى استمزاج آراء القيادات التي سيلتقيها انطلاقاً من حرصه على الخروج من حالة الشغور الرئاسي.
وكان الرئيس الحريري التقى عشية ترؤسه اجتماع كتلة «المستقبل» اليوم رئيس الكتلة الرئيس فؤاد السنيورة وعدداً من نواب الكتلة للتباحث بالخطوات التي يزمع الإقدام عليها. واستبعد المصدر أن يحسم ملف الانتخابات الرئاسية في جلسة الغد، لكنه قال لـ«اللواء» أن المفاجآت تبقى قائمة.
وكان لافتاً للانتباه تغريدة مُنسّق أمانة 14 آذار الدكتور فارس سعيد عندما توجه عبر «تويتر» إلى جميع الآذاريين قائلاً: «اذهبوا إلى النوم العميق، العماد عون لن ينتخب رئيساً، وتابعوا احداث حلب ومناظرة كلينتون – ترامب، ولا تضيّعوا اوقاتكم».
ومن جهتها، رجحت مصادر تكتل «الاصلاح والتغيير» أن يكون لقاء الحريري وعون من أجل اعطائه الجواب النهائي حول موضوعي الرئاسة وقانون الانتخاب، من دون الجزم بموعد اللقاء ومكان حصوله، أو المعطيات المتصلة بجواب الحريري لجهة ما إذا كان سلبياً أو ايجابياً.
لكن مصادر سياسية مطلعة، تخوفت من فشل الوصول إلى اتفاق لبناني – لبناني حول الاستحقاق الرئاسي بفعل العوامل الإقليمية والدولية المؤثرة والتي وصفتها «بالصعبة»، مشيرة إلى انها لا تعرف ما اذا كان المجال ما زال متاحاً للاتفاق بفعل الوضع السوري والخلاف بين الولايات المتحدة وروسيا.
مجلس الوزراء
في هذا الوقت تكثّفت الاتصالات والمشاورات في السراي الحكومي لاستكمال المعطيات من أجل اتخاذ القرار المناسب لتحديد مصير عقد جلسة لمجلس الوزراء يوم الخميس المقبل في ضوء المواقف المعلنة من قبل الوزراء الذين يؤيد بعضهم عقدها بينما يفضل البعض الاخر الانتظار لبعض الوقت لتنفيس الاحتقان العوني المتوقع زيادته خلال الايام المقبلة، ودعت مصادر السراي الى انتظار الساعات المقبلة لتحديد مسار الامور، معتبرة أن الجلسة في حال تقرر عقدها ليست في حاجة الى دعوة قبل 72 ساعة باعتبار أن جدول أعمالها مؤجل من جلسة الثامن من أيلول.
مصادر وزارية توقعت لـ«اللواء» أن تذهب الامور نحو المزيد من التصعيد، معتبرة أن القضية طويلة لايجاد الحل لها، مبدية تشاؤما حيال مسار المرحلة التي لا تبشر بالخير كما قالت، خصوصا إذا لم تحمل جلسة انتخاب الرئيس غدا الاربعاء أي منحى إيجابي باتجاه عون، معتبرة أن الأمور واضحة، كذلك في حال مارس وزير الدفاع سمير مقبل صلاحياته بالنسبة لتأجيل تسريح قائد الجيش العماد جان قهوجي.
وفي هذا الإطار، كشفت مصادر عسكرية معنية بالملف أن تأجيل التسريح أصبح تحصيل حاصل واعتبرته بأنه أمر قانوني مئة في المئة، وهو من الصلاحيات العادية والطبيعية لوزير الدفاع التي ينص عليها قانون الدفاع.
وعن مصير رئيس الاركان اللواء وليد سلمان الذي تنتهي خدمته العسكرية نهاية الشهر الحالي اشارت المصادر الى أنه في حال لم يتم عقد جلسة لمجلس الوزراء قبل نهاية الشهر ولم يتم تعيين بديل عنه، عندها يمكن أن يستدعي وزير الدفاع العميد سلمان من الاحتياط ويتم التمديد له ستة أشهر يمكن تجديدها كما حصل مع مدير المخابرات العميد أدمون فاضل في وقت سابق.
أزمة تصريف التفاح
نقابياً، وفيما تراجعت الهيئات الاقتصادية عن تحركها الاحتجاجي الخميس، ظهرت أزمة تصريف التفاح، حيث لم يعد المزارع اللبناني يأبه لوفرة انتاجه الزراعي أو للأوبئة التي قد تصيبه، بل بات تصريف ما انتجه الموسم من محاصيل همه الوحيد، والخوف مما قد يترتب عليه كساد المزروعات، من أعباء اقتصادية على العائلات التي تعتمد منتجات أراضيها باباً لرزقها، في حال بقيت معلقة على الأشجار او طريحة الأرض، بسبب غياب الدور الفاعل للدولة لإيجاد حلول جذرية لأزمات كالتي يعانيها مزارعو التفاح اليوم، الذين تعالت صرخاتهم منذ بداية الموسم، فلا عين رأتهم ولا أذن سمعتهم، اللهم الا بعض القرارات والاقتراحات التي لا تسمن ولا تغني من جوع، ليبقى التفاح في الاراضي من دون سبل تصريفه، ولم يجد هؤلاء وسيلة سوى اللجوء الى قطع الطرقات، مثلما حصل امس على طريق جبيل – بيروت لبعض الوقت، مهددين بتصعيد آت بعد غد الخميس.
/++++++++++++++++++++++++++/
البناء//
الأربعاء يوم لحلب أو لمجلس الأمن وليس للرئاسة… لكن السكة سالكة//
أيام فاصلة تضع حلب بيد الدولة السورية… أو يعود التفاهم إلى الضوء//
الحريري يقود مشاورات للمكاشفة حول المأزق… طلباً لحلّ إنقاذي//
“هذا الأربعاء يوم حاسم في المنطقة، لكنه ليس يوماً لبنانياً للمفاجآت، رغم أنه موعد لاستحقاق لبناني مقرّر سلفاً بالصدفة، هو انعقاد جلسة جديدة مكرّرة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، بعد عامين ونصف العام من الفراغ، والمنطقة ستشهد الأربعاء تحوّلاً حاسماً في الحرب السورية، يضع بداية التغيير العسكري الميداني في وضع مدينة حلب أو يضع التفاهم الروسي الأميركي على طريق التنفيذ من بوابة مجلس الأمن. هذا ما قاله مصدر واسع الاطلاع لـ «البناء» ليل أمس، تعليقاً على تزامن التصعيد السياسي والعسكري حول سورية مع عودة الرئيس سعد الحريري إلى بيروت وبدئه جولة من اللقاءات افتتحها بعشاء إلى مائدة النائب والمرشح الرئاسي سليمان فرنجية، واستطرد المصدر بالقول، عدم حدوث مفاجأة رئاسية الأربعاء في لبنان لا يعني أنّ الطريق مقفل أمامها، بل يعني أنّ الحاجة هي للمزيد من الوقت لإنضاج الأمور نحو الحلول، التي لا بدّ أن تستوحي مما يجري في المنطقة عبثية الانتظار.
السكة سالكة يقول المصدر لـ «البناء» في لبنان وفي سورية نحو لحظات مفصلية، وربما يكون الوضوح حول ما يجري في لبنان أكثر منه حول ما سيجري في سورية، رغم أنّ التحوّل السوري سيكون سابقاً في موعده، وسوف تقرّره الساعات الثماني والأربعون المقبلة، بين اقتناع الأميركيين وحلفائهم بالعودة إلى أحكام التفاهم القائم على الحلّ السياسي بين الحكومة ومعارضة لا تضمّ ولا تقدّم الغطاء لجبهة النصرة، لتنتقل الحرب بثقلها وبشراكة الجميع لمواجهة تنظيم داعش وجبهة النصرة، أو سيكون المشهد العسكري في حلب قاسياً وفوق التوقع حتى تضع الدولة السورية يدها على كامل أحياء المدينة وضواحيها وتؤمّن ظهرها عسكرياً، طالما تعذّر تأمينه سياسياً للتفرّغ للحرب على النصرة وداعش.
السكة سالكة للتحوّلات، بعد سنوات من الحسابات والاختبارات التي استهلكت أوراقاً وخيارات، وأسقطت أوهاماً ورهانات، لكنها تبدو اليوم قد دخلت مرحلة النضوج، نحو الرسو على الحلول الواقعية، حيث لا جدوى من المكابرة والعناد اللذين يعطلان الحلول على الآخر، لكنهما لا يصنعان حلولاً لصاحبهما، بينما الواقعية تتيح حلولاً تمنح كلّ فريق الأساسيات التي لا قدرة له على التخلي عنها، وتأخذ منه التنازلات التي يتحمّل تقديمها دون السقوط، طالما تعذّر الحصول على كلّ شيء، ومعلوم بالنسبة لسورية ما هي الأساسيات التي لا تستطيع واشنطن وموسكو أن تتخليا عنها، والتنازلات التي تتحمّلانها. وقد جاء التفاهم ثمرة لهذا القياس الدقيق لمعنى منتصف الطريق، كما هو معلوم في لبنان ما هو منتصف الطريق الذي يبدو أنّ كلّ طرف بات يدرك لملاقاته ما عليه فعله ليسهل على الفريق الآخر ملاقاته بالمثل لصناعة التسوية التي طال انتظارها.
على إيقاع هذه القراءة ينظر المصدر لعودة الرئيس سعد الحريري إلى بيروت، وللزيارات التي بدأها ببنشعي، حيث التقى النائب سليمان فرنجية، ويكملها اليوم بلقاء كلّ من رئيس المجلس النيابي نبيه بري والنائب وليد جنبلاط، وفقاً لما هو متداول، والمشاورات الحريرية، ليست ترفاً سياسياً ولا استعراضاً إعلامياً لملء وقت ضائع، كما يراها المصدر، بل مكاشفة للحلفاء والزعماء بالمأزق والطريق المسدود، الذي لم تفلح المحاولات المتعدّدة بكسر جموده، ولا بفتح كوة في جداره، ولا يفيد في مقاربته التمسك بخيارات مهما كانت صحيحة، لكنها لم تثبت أنها بحجم التوقعات على قدرتها في خلط الأوراق وإحداث الاختراق المنشود، ليطلب مِن كلّ مَن يلتقيهم المساعدة في تقديم أفكار يمكن أن تحقق تقدّماً نحو حلّ توافقي مبدياً انفتاحه، من موقعه وما يمثل ومصالح كتلته على أيّ حلّ من هذا النوع بلا فيتو مسبق. وهذا يعني، وفقاً للمصدر، أنّ السكة سالكة، صحيح ليس لهذا الأربعاء، لكن ربما لأربعاء أو لثلاثاء مقبلين وليسا ببعيدين.
لقاء الحريري – فرنجية
كسر لقاء الرئيس سعد الحريري ورئيس تيار المرده سليمان فرنجية الليلي في بنشعي الجمود على صعيد الملف الرئاسي، رغم غياب المؤشرات والمعطيات الجدية لقرب انتخاب الرئيس، لكن غياب أي تصريح من الجانبين يزيد ضبابية المشهد عشية الجلسة الـ45 لانتخاب الرئيس في 28 الشهر الحالي.
وإذ لم ترشح أي معلومات عن اللقاء، رفضت مصادر المجتمعين الحديث عن أجوائه وتفاصيله. وشارك في اللقاء مستشار الحريري النائب السابق غطاس خوري ونجل رئيس تيار المرده طوني فرنجية ووزير الثقافة ريمون عريجي والوزير السابق يوسف سعادة.
ومن المتوقع أن يستكمل الحريري حراكه الرئاسي اليوم بلقاء رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط.
أجواء حريرية إيجابية تجاه عون
وتحدثت مصادر نيابية في التيار الوطني الحر لـ «البناء» عن أجواء حريرية إيجابية على صعيد موقف تيار المستقبل من انتخاب العماد ميشال عون رئيساً مختلفة عن المرات السابقة، مشيرة الى أن نفي تيار المستقبل لأي تقدم إيجابي من الحريري تجاه عون لا يعبر عن حقيقة الواقع. وتفضل المصادر عدم الدخول في تفاصيل هذا التطور وانتظار ما سيقدّمه الحريري خلال لقاءاته واتصالاته ومواقفه، لافتة الى أن قيادة التيار تسير في خطة التحرك الشعبي في الشارع بالتوازي مع أي مفاوضات يجريها الحريري، وإن حصل تطور إيجابي، فهذا يوفر على البلد الكثير من الخسائر وإن لم يحصل فلن يغير لا بموقفنا ولا بتحركاتنا ولا بالنتائج التي ستترتب على عدم الاعتراف بحقوقنا، كطرف أساسي في الوطن والتركيبة اللبنانية».
ولم تؤكد المصادر أو تنفي حصول لقاء بين العماد عون والحريري في الأيام أو الساعات المقبلة، معتبرة أن «اللقاء ليس أهم من نتائج الاتصالات والمفاوضات التي تجري والذي سيأتي اللقاء نتيجة لها».
العونيون ينتظرون صفارة الانطلاق
وتوضح المصادر أن عون ينتظر الـ24 ساعة المقبلة التي تفصلنا عن موعد جلسة 28 أيلول لإعطاء صفارة الانطلاق للقواعد التي تستكمل استعداداتها الى الشارع. وفضلت المصادر عدم الحديث عن تفاصيل التحرك الذي سيكون مفاجئاً وفي أكثر من منطقة، كاشفة أن كل الاحتمالات واردة في التصعيد من ضمنها استقالة وزراء التكتل من الحكومة ونواب التكتل من المجلس النيابي».
بري قطب الرحى في إنتاج الحل
وقالت مصادر نيابية في كتلة التنمية والتحرير لـ «البناء» إن جلسة 28 يكتفنها الغموض الملتبس حتى الآن، مستبعدة أن تشهد الجلسة زلزالاً سياسياً، مضيفة: إن اتخاذ القرار لانتخاب الرئيس في هذه اللحظة فإنه يحتاج الى مقدمات واضحة ويجب أن تسبقه إشارات وتحديداً من السعودية، وبالتالي الجلسة لن تشهد تحولاً، وخصوصاً أن اجتماع كتلة المستقبل اليوم سيبحث هذا الأمر.
وعن تذرع تيار المستقبل بموقف رئيس المجلس النيابي نبيه بري لرفض العماد عون في الرئاسة الأولى، اعتبرت المصادر أن هذا الأمر تقاذف كرات لإحراج الرئيس بري والهروب الى الأمام، مشددة على أن «بري هو قطب الرحى بموضوع إنتاج تفاهمات حول السلة، ورفضها هو العلة وطاولة الحوار تشهد من عطّل الحلول».
وعن الجلسات التشريعية استغربت المصادر موقف التيار الوطني الحر منها، معتبرة أن التيار يقول إن المجلس النيابي الحالي قانوني، وقائم لكنه غير شرعي، لكن في حال انتخب عون أو أي رئيس آخر هل يصبح المجلس شرعياً؟
وترى المصادر أن صورة المشهد الرئاسي غير مكتملة وضبابية والحديث عن اقتراب انتخاب الرئيس غير واقعي، ونقلت المصادر عن بري قوله إنه «لا يرى المؤشرات التي تدل على انتخاب الرئيس اليوم أو غداً، فهو يبني على المعطيات لا التحليلات والتأويلات، وانتخاب الرئيس يحتاج الى مقدمات وتفاهمات وحوارات وخارطة طريق ورسم للأحجام والأوزان ولم يحصل منها شيء».
قانصو: على القوى السياسية فتح آفاق جديدة للحوار
وأشار رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي الوزير السابق علي قانصو الى أنّ لبنان يقع تحت تأثير التحديات التي تواجه المنطقة عموماً، وسورية على وجه الخصوص، ما يفرض على القوى السياسية اللبنانية كلّها أن تؤدّي دوراً من أجل خلق بيئة داخلية تخرق الانسداد السياسي وتفتح آفاقاً جديدة للحوار، تؤدّي إلى خطوات جادّة باتجاه إنجاز الاستحقاقات وتفعيل الحكومة والمجلس النيابي وسائر المؤسسات، لتتحمّل مسؤولياتها في إدارة شؤون البلد والناس، بموازاة إنتاج قانون جديد للانتخابات النيابية.
وأشار قانصو خلال استقباله وفداً من العلاقات العامة في مؤسسة العرفان إلى أنّ الولايات المتحدة الأميركية وحلفاءها لا يسهّلون الوصول إلى حلول سياسية في سورية، لا بل يوفرون الغطاء السياسي العلني للمجموعات الإرهابية، والدعم الضمني لهذه المجموعات على كلّ المستويات، محذراً من أنّ استمرار دعم الإرهاب يفاقم التصعيد ويجعل الأمور أكثر تعقيداً، لذلك، نعوّل على الميدان ومعادلاته، وهناك إنجازات مهمة حققها الجيش السوري وحلفاؤه، خصوصاً في مدينة حلب، ومناطق سورية أخرى.
لا دعوة لجلسة حكومية
على الصعيد الحكومي، لم يدعُ رئيس الحكومة تمام سلام حتى الآن الى جلسة لمجلس الوزراء المتوقع انعقادها الخميس المقبل، وسيكون ملف التعيينات العسكرية بنداً رئيسياً على جدول أعمالها، حيث بات قرار التمديد لقائد الجيش الحالي العماد جان قهوجي محسوماً بحسب وزير الدفاع سمير مقبل، في حال عدم انعقاد الجلسة أو تعذر التعيين، بينما بقي مصير رئيس الأركان مجهولاً بانتظار الدراسة القانونية التي يعدها مقبل الذي التقى الرئيس سلام في السراي الحكومي وبحث معه الملف.
وقال وزير داخلية سابق لـ «البناء» إن «استدعاء رئيس الأركان الحالي وليد سلمان من الاحتياط مخالف للقانون وأي دراسة قانونية لن تبرّر أي مخرج قانوني لاستدعائه من الاحتياط، والوضع مختلف عن التمديد لقائد الجيش.
وأكدت مصادر في تكتل التغير والاصلاح لـ «البناء» أن وزراء التكتل سيقاطعون الجلسة إن حصلت ولا قرار بالحضور حتى الآن، بانتظار ما ستفضي اليه الاتصالات مع رئيس الحكومة.
الحكم غيابياً بالإعدام على المولوي ومنصور
على صعيد آخر أصدرت المحكمة العسكرية برئاسة العميد خليل ابراهيم حكماً غيابياً على الارهابيين شادي المولوي وجلال منصور بالإعدام بتهمة تأليف عصابات مسلحة واستهداف مراكز الجيش اللبناني بالمتفجرات والتسبب بقتل احد العسكريين.
ولفت الحكم إلى أن «ملف المولوي يحوي على 6 متهمين من بينهم «اسامة منصور الذي كان قد قتل سابقاً، القاصر «و.د.» الذي تمت إحالته إلى محكمة الأحداث، ورائد الحسين».