نداء إلى الرأي العام لمقاطعة مهزلة “انتخابات 07 أكتوبر” من معتقلي النهج الديمقراطي القاعدي، في السجن المحلي عين قادوس ـ مدينة فاس :
في مشهد/لعبة سياسية جديدة، انطلقت هذه الأيام حملة دعائية مغرضة على شاكلة حملات وصلات إشهارية/درامية لأحزاب و بوتيكات سياسية إعدادا لما يسمى “بالاستحقاقات الانتخابية التشريعية ل07 اكتوبر ” تستخدم فيها الصالونات البرجوازية إمكانات هائلة و آليات متعددة من صحافة مكتوبة و برامج إذاعية و تلفزية لتسويق خطاباتها “برامجها الانتخابية ” عن طريق خطابات سياسية بلغة الشعوذة و الدجل.
والمتتبع لتطورات الوضع ببلادنا و المستجدات السياسية من داخله سيصل إلى حقيقة واضحة ان النظام القائم يسعى إلى ترميم بيته الداخلي بعدما استنفذت عجلة الانقاذ قواها “حزب العدالة و التنمية” و إخراجها لجميع أوراقها في الخمس سنوات من ولايتها بعد تنصيبها على رأس حكومة العار في وضع إقليمي ثوري آنذاك (تونس، مصر، ليبيا، 20 فبراير بالمغرب) و نهجها لخطاب الشعبوية وظهورها بمساحيق تقليدية و اتخاذها لغطاء الدين لاكتساب الشرعية المفقودة في أيامها الأولى و التي سرعان ما تلاشت و ظهرت الحقيقة المرة، وهو نفس السيناريو الذي يصنع و يطبخ الآن رغم وجود تغيير في الشكل و الجوهر وأحد عن طريق خلق و إبداع مشهد سياسي مغاير تلعب فيع أحزاب رجعية دور البطل و ظهورها بحجم “أهرامات مصر” تدعي وضع “برامج انتخابية كاملة” تستجيب لطموحات الشعب المغربي – يا للعجب- و النموذج البارز حزب الكمبرادور “الاصالة و المعاصرة” والذي يسعى النظام جاهدا الى تنصيبه على رأس حكومته و توفير دعم مالي كبير له (50 مليون سنتيم لكل مترشح حسب ما تم التصريح به من طرف الامين العام للحزب “الياس العمري” بجريدة “الأحداث المغربية ” و ما خفي كان أعظم الهدف رسم خريطة طريق جديدة في مسلسل استهداف القوت اليومي للشعب المغربي و اتخاذ الحداثة و العصرنة و التجديد و الظهور بوجه البراءة و البساطة في أسلوب النقاش و الجدال السياسي الذي يتحدث عن القطبين ” العدالة و التنمية و الاصالة و المعاصرة ” للوصول الى الهدف المحقق سلفا .
إن ما يقع في بلادنا في ظل هجوم كاسح للنظام القائم على كافة القطاعات الحيوية و السعي إلى خوصصة ما تبقى منها و تشريد أبناء و بنات الشعب المغربي (التسريع الجماعي للعمال، طرد الطلبة و التلاميذ…) و نهب خيرات البلاد و تفويتها إلى الأسواق العالمية بأثمنة رخيصة جدا في إطار ما يسمى “باتفاقيات الشراكة و التبادل ” و بالمقابل رفع أسعارها في وجه الكداح و الفقراء (الزيادات الصاروخية في المواد الأساسية و المحروقات، الغذائية …،) وتجميد الأجور و قمع كل الحركات المناضلة و في مقدمتها الحركة الطلابية و حركة 20 فبراير و الجمعية الوطنية لحاملي الشاهدات المعطلين …، و الزج بخيرة المناضلين بالسجون (أزيد من 100 معتقل سياسي بمختلف سجون الذل بوطننا الجريح ) و الحكم عليهم بعقود من السجن، كل هذا الإجرام مناسباته و تغييره و عدم الحديث عنه في برامج هذه “الاحزاب” ليتأكد بالملموس عمالتها للنظام القائم و يكشف بوضوح خيانتها لطموحات الشعب المغربي والمساومة على دماء شهدائه، وفي التاريخ دروس و عبر (مساومة قيادات حزب إ.و.ق.ش و جلوسها على طاولت الحوار مع القصر مباشرة بعد انتفاضة 23 مارس 1965 .و هو نفس التعاطي مع الحالي لهاته البوتيكات السياسية الدرع الواقي المدافع المستميت عن أركان النظام القائم و مخططاته.
ومن موقعنا كمعتقلين سياسيين و انسجاما و قناعاتنا الراسخة و مبادئنا، ندعوا الجميع إلى مقاطعة هذه الانتخابات/ المهزلة و ندعو كافة المناضلين و المناضلات الى التعبئة الميدانية للمقاطعة وبالخروج الى الشارع بمختلف المدن والقرى والالتحام بالجماهير الشعبية و توعيتها بالمقاطعة و أهدافها.
سنقاطع و نقاطع و الكل فينا سيقاطع
الحرية لكافة المعتقلين السياسيين
معتقلي النهج الديمقراطي القاعدي
السجن المحلي عين قادوس- فاس في 29 شتنبر/سبتمبر/أيلول 2016