كل شيء يجري على أساس التسليم بان العماد ميشال عون صار بحكم الواقع والحسابات الانتخابية رئيسا للجمهورية في انتظار تكريسه رسمياً في الجلسة الـ46 لانتخاب الرئيس. ومع ذلك فان الحركة السياسية المحمومة التي تشهدها البلاد قبل ثلاثة أيام من موعد 31 تشرين الاول الذي يفترض ان يحمل الرئيس الثالث عشر للجمهورية الى قصر بعبدا ويضع حداً لأزمة الفراغ الرئاسي القياسية، تعكس حجم التوتر التصاعدي الذي يواكب هذه الاستعدادات تحسباً لكل الاحتمالات وما يمكن ان يطرأ من تطورات في الساعات الاخيرة أو في الجلسة الانتخابية نفسها …
/+++++++++++++++++++++++++/
النهار//
استعدادات احتفالية تسابق الشكوك الأخيرة جنبلاط حلقة حاسمة واستشارات سريعة للتكليف
قياسا بالاستعدادات “اللوجستية” والادارية والبروتوكولية الجارية في قصر بعبدا اسوة بالاستعدادات الحزبية الناشطة لـ”التيار الوطني الحر”، كما باستعدادات حكومة الرئيس تمام سلام والوزراء لبدء مرحلة تصريف الاعمال من الاثنين المقبل، فان كل شيء يجري على أساس التسليم بان العماد ميشال عون صار بحكم الواقع والحسابات الانتخابية رئيسا للجمهورية في انتظار تكريسه رسمياً في الجلسة الـ46 لانتخاب الرئيس. ومع ذلك فان الحركة السياسية المحمومة التي تشهدها البلاد قبل ثلاثة أيام من موعد 31 تشرين الاول الذي يفترض ان يحمل الرئيس الثالث عشر للجمهورية الى قصر بعبدا ويضع حداً لأزمة الفراغ الرئاسي القياسية، تعكس حجم التوتر التصاعدي الذي يواكب هذه الاستعدادات تحسباً لكل الاحتمالات وما يمكن ان يطرأ من تطورات في الساعات الاخيرة أو في الجلسة الانتخابية نفسها.وعلى رغم استبعاد حصول ما يبدل المسار الذي سيحمل عون الى سدة الرئاسة الاولى بدا لافتا ان “البوانتاجات” النيابية للنتائج التي قد يفضي اليها التصويت لم تتخذ بعد اطارا ثابتا يمكن الركون اليه نهائيا لا في خانة العماد عون ولا في خانة منافسه النائب سليمان فرنجية الذي كرر أمس من الديمان مضيه في السباق، ولا أيضاً في امكان حصر حجم “الكتلة البيضاء” الامر الذي يضاعف حبس الأنفاس. كما ان امرا لافتا آخر برز أمس من خلال مجموعة لقاءات سياسية وديبلوماسية حصلت بكثافة علنا ووراء الكواليس تمثل في تأكيدات ان الجلسة الانتخابية ستنعقد في موعدها كما هو مقرر لكن ذلك لم يسقط الشكوك التي لا تزال محور المشاورات في مسائل واحتمالات عدة مرتبطة بالجلسة ومنها ما يتصل بعدم وجود ضمانات حاسمة لاستمرار تأمين النصاب (86 نائباً) في حال عدم نيل اي مرشح اكثرية الثلثين اي 86 نائباً في الدورة الاولى بما يلزم اجراء دورة اقتراع ثانية. أضف ان مسألة الزامية انعقاد دورتين التي حسمها رئيس مجلس النواب نبيه بري تكراراً أمس من جنيف تثير شكوكاً مماثلة ناهيك بتساؤلات مبكرة عن المسار الذي سيتخذه التكليف والتأليف وتسمية الرئيس سعد الحريري لتشكيل الحكومة الجديدة.
استشارات سريعة؟
لكن جهات مؤيدة لانتخاب العماد عون أبلغت “النهار” ان مشاورات تجري بين القوى المؤيدة لوصوله الى رئاسة الجمهورية والتي تشمل “حزب الله” و”تيار المستقبل” و”القوات اللبنانية” لكي تنطلق عجلة الاستحقاقات سريعاً بدءاً من إستحقاق إستشارات التكليف لتسمية الرئيس العتيد للحكومة لتنطلق بعدها إستشارات التأليف التي يجريها الرئيس المكلف كي تولد بعد ذلك الحكومة الجديدة.وفي جديد المعطيات عن هذه المشاورات أن اوساط الحزب ترى ان الامور ستسلك بين العهد الجديد والرئيس نبيه بري ما يؤدي الى إجتياز مرحلة تشكيل الحكومة الجديدة بهدوء. وأكدت هذه الجهات أن التواصل بين الرئيس بري والرئيس سعد الحريري ما زالت قائمة لأن بين الرجليّن “ما يجمع أكثر مما يفرّق” كما تؤكد مصادر نيابية معنية بهذا التواصل.
ووفق هذه المعطيات لا تستبعد الجهات السياسية نفسها أن تبدأ ورشة الحكومة الجديدة في اليوم التالي لإنتخاب العماد عون رئيسا للجمهورية على أن تنطلق عملية التكليف والتأليف منتصف الاسبوع المقبل لتنجز قبل نهايته.
وفي هذا السياق ذهب رئيس حزب “القوات اللبنانية ” سمير جعجع الى القول أمس: “نعيش أوقاتا تاريخية ولو انها ليست على ذوق جميع الناس”. وكرّر انه “سيكون لنا للمرة الاولى منذ زمن رئيس صنع في لبنان مئة في المئة وهذا العهد لن يكون كالعهود السابقة بحيث سيكون الرئيس سعد الحريري رئيسا للحكومة وبعدها بأيام ستشكل الحكومة”.
عون وجنبلاط
وفي اطار السعي الى توسيع قاعدة التأييد لانتخاب عون، ينتظر ان يعقد اللقاء المقرر بينه وبين رئيس “اللقاء الديموقراطي ” النائب وليد جنبلاط بين اليوم وغد، علما ان الزعيم الاشتراكي سيشارك ظهر اليوم في تشييع ابرز قادة الحزب المقدم شريف فياض الذي توفي امس في بلدة بشتفين الشوفية الامر الذي يمكن ان يرجأ معه اللقاء الى غد. واذ بدا واضحا ان جنبلاط يميل الى تأييد انتخاب عون، فان موضوع سحب مرشح “اللقاء الديموقراطي” النائب هنري حلو سيكون محور الاتصالات بين الفريقين وسيزور وفد من “التيار الوطني الحر ” حلو بعد ظهر اليوم. وكان حلو أكد أمس انه مستمر في ترشيحه “ما دام ترشيحي مفيداً للوطن ويصل أو يقف اذا اقتضت مصلحة الوطن”. اما موقف حزب الكتائب الذي لم يعلن بعد فيرجح اعلانه اليوم في مؤتمر صحافي لرئيس الحزب النائب سامي الجميل.
في غضون ذلك، لوحظ ان “التيار الوطني الحر ” يتهيأ لاقامة احتفالات شعبية كثيفة الاثنين المقبل بينها تجمع كبير مساء في ساحة الشهداء في وسط بيروت فضلا عن احتفالات اخرى في مناطق عدة. وستوزّع صورة موحدة للعماد عون في هذه الاحتفالات. وتردد ان عون في حال انتخابه سيلقي خطاب القسم في الجلسة نفسها ويتقبل تهاني النواب في المجلس ولا يزمع تحديد أي موعد للتهاني المفتوحة في قصر بعبدا بل سيباشر الاربعاء المقبل الاستشارات النيابية لتسمية رئيس الحكومة المكلف.
/+++++++++++++++++++++++++/
السفير//
«الثلث المعطل» متعذر.. و«وسطية سليمان» عائدة!//
هل تدفن حكومة العهد الأولى «اتفاق الدوحة»؟//
الكل يتعامل مع استحقاق 31 تشرين الأول الرئاسي، باعتباره قد انطوى، حتى الرئيس نبيه بري بدأ يتصرف كأن اليوم الانتخابي بات وراء ظهره، مركزاً جهده على «الجهاد الأكبر»، محذراً من أي محاولة للتمديد لقانون «الستين» أو من التذرع بالقانون الجديد لطلب تمديد تقني للمجلس النيابي الحالي، سواء لستة أشهر أو لسنة، كما يشتمّ من مناخات أهل الاتفاق الذي سيوصل العماد ميشال عون الى سدة الرئاسة الأولى.
أما النقاش بشأن نصاب الجلسة، ففضّل أن يتعامل معه انطلاقاً من أنه وحده صاحب القرار، مكتفياً بالإشارة إلى أنه «محسوم ومعلوم»، فما دام قد تُلي محضر الجلسة السابقة وصُدّق، «فنحن أمام جلسة بدورتين»، فإذا لم يفز مرشح بالدورة الاولى (الثلثان)، «فلا حاجة الى الإثارة واللغط»، إذ إن الدورة الثانية ستكون محكومة بنصاب الثلثين وبالانتخاب على قاعدة النصف زائداً واحداً. لن يقف أحد بوجه قرار رئيس المجلس النيابي، ولا سيما «تكتل التغيير»، وستفتتح الجلسة، في دورتها الأولى، في تمام الساعة الثانية عشرة من ظهر يوم الاثنين المقبل.
وحتى أمس، فإن «البوانتاجات» أظهرت أن عون لن يتمكن من الوصول إلى رقم الـ85 نائباً الذي يخوّله الفوز بالرئاسة من الدورة الأولى، ما يعني حاجته إلى الانتظار للدورة الثانية، حيث يكفيه الفوز بالأغلبية المطلقة (64 نائباً). عندها يفترض أن يرفع الرئيس بري الجلسة بعد تلاوة محضرها، فيما ينسق مع رئيس الجمهورية لتحديد جلسة تلاوة القسم، التي بات شبه مؤكد أنها ستعقد فور انتهاء جلسة الانتخاب.
بعدها، يدخل ميشال عون إلى المجلس رئيسا للجمهورية، وأمامه سجادة حمراء وشرطة المجلس تؤدي له التحية، يرافقه الرئيس بري، وصولا إلى القاعة العامة مجدداً، وهذه المرة، لن يكون هناك كلمة لأمير قطر (السابق) الشيخ حمد، كما حصل في العام 2008، في إطار الرعاية الخارجية لانتخاب ميشال سليمان. لكن بطبيعة الحال، سيحضر سفراء دول عربية وأجنبية، ولو أنهم يدركون أنها المرة الأولى التي لم يكن لبلادهم دور واضح في رئاسة «صُنعت في لبنان 200 في المئة»، على حد قول سمير جعجع!
يفتتح بري الجلسة الثانية بخطاب تهنئة وبديباجة يضمّنها رسائله السياسية الى العهد، ثم يطلب تلاوة المادة 50 من الدستور المتعلّقة بحلف يمين الإخلاص للأمة والدستور. يتلو الرئيس المنتخب أمام البرلمان القسم الآتي: «أحلف بالله العظيم أن أحترم دستور الأمة اللبنانية وقوانينها وأحفظ استقلال الوطن اللبناني وسلامة أراضيه». منذ تلك اللحظة بالذات وربما قبل أن يصل الرئيس إلى قصر بعبدا على وقع التحية التي تؤديها ثلة من الحرس الجمهوري، ترافقها موسيقى الجيش بنشيد التعظيم، سيبدأ بري «الجهاد الأكبر».
في العام 2009 حصل سعد الحريري على 86 صوتاً في مشاروات التكليف التي أجراها ميشال سليمان مع الكتل النيابية، وهو قد يكون واثقاً بأنه يسهل عليه هذه المرة تخطي هذا الرقم، حتى من دون الحاجة إلى أصوات كتل «التنمية والتحرير» و«الوفاء للمقاومة» و«البعث» و«القومي». لكن السؤال الذي يفرض نفسه هنا: هل التكليف سيكون ميثاقياً من دون «الثنائي الشيعي»؟ وإذا تم تخطي هذه المسألة، خصوصا من قبل «الرئيس الميثاقي» أو من خلال تصويت إحدى الكتلتين لمصلحة الحريري، أو من خلال إيجاد فتوى ميثاقية ما، فإن النقاش سينتقل مباشرة إلى المربع التالي: التأليف الحكومي.
مع أرجحية فرضية أن تتألف الحكومة من 24 وزيراً، فإن ذلك يعني تقسيمها مناصفة، أي 12 مقعداً مسيحياً يستحوذ «التيار الوطني الحر» و «القوات» عليها، فيما تذهب 5 مقاعد سنية إلى «المستقبل» و5 مقاعد شيعية إلى «أمل» و «حزب الله» ومقعدان درزيان إلى «الاشتراكي». الحصة المسيحية: في الحد الأقصى، سيحصل «التيار» على 6 مقاعد كاملة و «القوات» على الستة الأخرى، وحدّها الأدنى أن يتنازل كل منهما عن مقعدين.
من ناحية «التيار»، قد يكون هذان المقعدان من نصيب «الطاشناق» و «المردة»، بالرغم من أن المرجح أن تنتهي القسمة على رفض «المردة» المشاركة في الحكومة وتمثيل «الطاشناق» بمقعد وحصول «التيار» على المقاعد الخمسة الأخرى. من ناحية «القوات»، يتوقع أن تترك مقعداً حكوميا مسيحيا يسميه الحريري، فيما يتفقان على أن يؤول المقعد الثاني الى حليفهما الكاثوليكي ميشال فرعون، مع أرجحية استبعاد «حزب الكتائب»، أقله وفق المناخات التي تشي بها الصفقة الرئاسية بين معراب والرابية.
الحصة الإسلامية: إما يتخلى وليد جنبلاط عن مقعد درزي من أصل اثنين لطلال ارسلان، وإما أن يذهب المقعدان لـ «الاشتراكي»، كما حصل في الحكومة الحالية، وهو الخيار الأكثر ترجيحاً. وفيما ستكون المقاعد السنية الخمسة من حصة «المستقبل»، سيذهب ثلاثة من الحصة الشيعية إلى «التنمية والتحرير»، فيما يحصل «الوفاء للمقاومة» على مقعدين. أما إذا تقرر تمثيل «القومي» بمقعد، فإنه سيكون من حصة «حزب الله»، إذا رفض رئيس المجلس التنازل عن حصته، وعندها قد يكتفي «حزب الله» بمقعد واحد!
القسمة السابقة تطرح إشكالية أساسية تتعلق بالثلث المعطل. هل تقبل «8 آذار» أن لا تمتلك هذا الثلث الذي كرّسه لها اتفاق الدوحة، وتم تثبيته في كل الحكومات المتعاقبة منذ العام 2008 حتى الآن؟ وهل يمكن عملياً أن تحصل عليه، في ظل ما يتردد عن أن التفاهمات تقضي بأن يكون عون وحصته الوزارية في موقع الحكم (وسطي) بين اللبنانيين، وأن تكون كتلته الوزارية خارج تجاذبات «8 و14 آذار» سياسيا؟
إذا تخلى «التكتل» عن مقعد واحد من ستة، وتخلى «الاشتراكي» عن مقعد من اثنين، واحتُسب المقعدان من ضمن أصوات «8 آذار»، فإن ذلك يعني أن حصة هذا الفريق لن تزيد عن 7 مقاعد، أي أقل من الثلث المعطل (9 مقاعد) بمقعدين. وحتى لو تخلى «التكتل» عن مقعدين لا عن واحد، فإن العدد الأقصى سيصل إلى ثمانية، علماً أن الأكثر ترجيحاً أن تقتصر حصة «8 آذار» على 6 أو 7 مقاعد فقط.
يبدو جلياً أن هذه النقطة، إن لم تُحلّ، فقد يتأخر التأليف طويلاً، وهو ما لمّح إليه الرئيس نبيه بري في قوله إن الحريري لن يستطيع أن يؤلف الحكومة قبل الانتخابات النيابية المقبلة، فيما لمّح «حزب الله» أكثر من مرة، الى أنه ليس معنياً بأي تفاهمات تتجاوز وصول «الجنرال» وعودة الحريري الى رئاسة الحكومة، في أوضح إشارة الى رفض الحزب القاطع لأي التزامات من نوع إسقاط مفاعيل اتفاق الدوحة نهائيا في سياق التأليف الحكومي.
أما بالنسبة للحلول المطروحة، فالأكيد أنها محدودة جداً، ومنها أن يتخلى الحريري عن مقعد لسنّة «8 آذار»، علماً أن ذلك لن يفيد إلا في حال تنازل «التكتل» عن مقعدين و «الاشتراكي» عن مقعد، أو أن يتخلى «8 آذار» عن الثلث المعطل وهو ما يبدو صعباً أيضاً، خصوصا أن الثلث المعطل سيكون في جيب «14 آذار» (11 مقعداً لـ «المستقبل» و «القوات» وحلفائهما). أما إذا انضم إليهما «الاشتراكي» في التصويت على القرارات العادية، فيضمنون تمرير أي قرار يريدون، من خلال امتلاكهم النصف زائداً واحداً (13 وزيراً) من أصل 24 وزيرا، فيما يصعب اتخاذ أي قرار يندرج في خانة «المواضيع الأساسية» التي نصت عليها المادة 65 من الدستور إلا بأكثرية الثلثين التي تبقى رهن تصويت الكتلة الوسطية (وزراء عون وجنبلاط).
كل هذه العقبات ستطرح دفعة واحدة على طاولة الرئيس المكلف تشكيل الحكومة. وسيكون عليه أن يتعامل معها بالمفرّق.. والأهم أنه لن يكون قادراً على التغاضي عن أي منها، ما دام عمل مجلس الوزراء لن يكون سهلاً إذا لم يتم الاتفاق على آلية واضحة لذلك. هل سيأكل العهد الجديد العسل؟
كل شيء يوحي أن هموم الحكم لن تسمح لعريسي بعبدا والسرايا بتمضية شهر العسل الذي يتمنيانه. هذا ما تشي به المقاربة الرقمية للتوازنات في مجلس الوزراء، فماذا عن الحقائب وتعيينات الفئة الأولى.. ماذا عن البيان الوزاري؟.
/+++++++++++++++++++++++++/
الاخبار//
جنبلاط حسم خياره والكتائب يدرس «عدم الخروج عن الإجماع المسيحي»: السعودية تبارك انتخاب عون//
خلافاً لما روّجته بعض وسائل الإعلام أمس، نقلاً عن لسان مصادر ديبلوماسية خليجية حول عدم إرسال السعودية لأي موفد إلى لبنان، أكّدت مصادر ديبلوماسية وسياسية المعلومات التي سبق أن نشرتها «الأخبار» عن أن السعودية سترسل وزير الدولة لشؤون الخليج ثامر السبهان، ليزور لبنان، «لمباركة مبادرة رئيس الحكومة السابق سعد الحريري» دعم انتخاب الجنرال ميشال عون رئيساً للجمهورية، والإسهام في تخفيف حدة الاعتراض على وصوله إلى بعبدا. وأكّدت المصادر أن السبهان سيصل اليوم إلى بيروت. وترجّح مصادر في تيار المستقبل أن تؤدي زيارته إلى إنقاص عدد نواب المستقبل المعترضين على مبادرة الحريري، بعد أن اعتمد رئيس كتلة المستقبل فؤاد السنيورة على غياب الموقف الرسمي السعودي لضمان تصويت بعض النواب خلافاً لإرادة الحريري. وسبق ذلك صدور مواقف مؤيدة للتسوية الرئاسية من نواب احتُسِبوا في خانة المعارضين لها. ومن هؤلاء النائبان نضال طعمة وأمين وهبة اللذان أكّدا أمس التزامهما قرار الحريري.
على ضفة المختارة، يبدو أن النائب وليد جنبلاط حسم أمره، وسيصدر قريباً موقفاً يعلن فيه تأييد تسوية الحريري ــ عون، علماً بأن جنبلاط كان قد أعلن قبل أشهر عدم وجود اعتراض لديه على وصول عون إلى بعبدا. ولعل أبرز الإشارات على ما تقدّم، أتت على لسان أحد أشد المعترضين على التصويت لعون، وهو عضو كتلة جنبلاط النائب أنطوان سعد، الذي أعلن أن «موقف جنبلاط سيكون واضحاً وصريحاً في الساعات المقبلة باتجاه موقف موحد للكتلة، حيث سيأتي الإعلان بعد زيارة عون للمختارة، واتصال جنبلاط بالرئيس بري للتشاور»، مؤكداً أن «النائب هنري حلو سيعلن سحب ترشحه للرئاسة قبل الاثنين المقبل، لأن الاتجاه العام هو بتبني جنبلاط ترشيح العماد عون، لكن الموقف النهائي سيكون بعد اجتماع الكتلة الأخير». كذلك، أعلن حلو أمس استعداده لـ»التضحية لتأييد كل ما هو لمصلحة لبنان العليا».
وقد سبقه جنبلاط في تغريدة استخدم فيها مفردة «التضحية» أيضاً. وسيستقبل حلو اليوم وفداً من التيار الوطني الحر. وأشارت مصادر التيار لـ»الأخبار» إلى أن «حركة جنبلاط تتجه نحو تبني الجنرال، وأن موعد لقاء عون ــ جنبلاط تأخر بسبب ظروف صحية خاصة بالأخير، فيما فكرة زيارة النائب سليمان فرنجية غير مطروحة حتى الساعة نتيجة سلبيته وكلامه المسيء بحق عون خلال مقابلته التلفزيونية الأخيرة». إلى ذلك، علمت «الأخبار» أن هناك نقاشاً جدياً في حزب الكتائب لـ «التصويت لعون وعدم الخروج على الإجماع المسيحي»، كذلك هناك تواصل بين الكتائب والتيار الوطني الحر في هذا الشأن. وقد عقد المكتب السياسي للحزب اجتماعين في الأيام الماضية للبحث في التوجه الذي سيتخذه نواب الكتائب في جلسة 31 الشهر. وبحسب المصادر، «ثمة ميل لدى عدد من أعضاء المكتب للتصويت لعون للاعتبارات اللاحقة لرئاسة الجمهورية، كتشكيل الحكومة والتحالفات الانتخابية المستقبلية».
من جهة أخرى، تبلّغت جهات في التيار الوطني الحر رسائل أميركية مباشرة «تنفي تماماً» أي تحرك لوكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية (السفير الأميركي السابق إلى لبنان) جيفري فيلتمان لإفشال التسوية الرئاسية. وتضمنت الرسائل تأكيدات بأن فيلتمان «لا يتخطى موقف الإدارة الأميركية الواضح بأن هذا موضوع لبناني لا نتدخل فيه». وكان فيلتمان قد أجرى اتصالات بسياسيين لبنانيين، محرّضاً على ترشيح عون. كذلك اتصل معارضون لوصول الجنرال إلى بعبدا بفيلتمان، من دون أن تؤدي اتصالاتهم إلى أي نتيجة. وعلمت «الأخبار» أن السفيرة الأميركية في بيروت إليزابيث ريتشارد قد تلغي سفراً كان مقرراً نهاية الأسبوع «حتى لا يُفسر الأمر على نحو خاطئ».
/+++++++++++++++++++++++++/
البناء//
غارة سورية وإنذار براً للأتراك… والمعلم في موسكو… والحشد الشعبي إلى تلعفر//
حزب الله أحاط جلسة الانتخاب بضمانات لعدم فرط النصاب بعد الدورة الأولى//
تصويت جنبلاط والأحزاب بما يمنح عون فوزاً لائقاً… ويريح بري وفرنجية//
انتقلت المواجهة مع التوغّل التركي في سورية والعراق إلى الميدان مع الغارة التي نفّذها سلاح الجو السوري على مواقع لـ «درع الفرات» شمال سورية. وهو الاسم الذي منحه الأتراك للجماعات السورية التي يتخذونها دروعاً بشرية لقواتهم المتوغلة داخل الحدود السورية. والغارة تزامنت مع موقف للقيادة العسكرية السورية يؤكد الجهوزية للتصدّي لأيّ استهداف لمن أسماها مواقع الحلفاء، أو تهديد لها، وبدا أنّ المقصود مواقع الجماعات الكردية التي يحاول الأتراك والجماعات التي يشغّلونها معهم استهدافها، لكنه يبدو مرتبطاً أكثر بمعركة مدينة الباب القريبة من حلب التي يزمع الأتراك الاقتراب منها ودخولها تحت شعار تحريرها من داعش، بينما شهد العراق تطوراً مماثلاً بقرار الحشد الشعبي التقدّم نحو تلعفر التي رسم حولها الأتراك خطاً أحمر، وقال وزير خارجيتهم إنهم لن يقفوا متفرّجين أمام ما قد يرتبكه الحشد الشعبي بحق التجمّعات التركمانية هناك.
تقليم أظافر التوغل التركي في سورية والعراق يبدو قراراً مشتركاً يحظى بتغطية روسية إيرانية، ويبدو الأميركيون يائسين من إقناع أنقرة بالتعقّل، كما هم عاجزون عن توفير التغطية لمشاغباتها، بعد فشل نائب الرئيس الأميركي جو بايدن بالضغط على الحكومة العراقية لقبول ما وصفه بالتسوية.
الخطوط التي يرسمها السوريون والعراقيون أمام الجيش التركي، إنْ لم تفتح باب مواجهة خرقاء خاسرة يرتبكها الرئيس التركي رجب أردوغان، ستحجّم الدور التركي عسكرياً عند نقاط حدودية في البلدين، لكنها ستعني إخراج تركيا كلاعب سياسي فيهما. وإنْ تطورت المواجهة إلى تصعيد فستجد تركيا أنها في موقع لا تُحسد عليه، فالاقتراب نحو مدينة الباب لا تتوافر له تغطية المدفعية، مثله مثل التوغل نحو تلعفر، ويحتاجان إلى تغطية جوية، ستكون في مرمى الصواريخ السورية في منطقة مدينة الباب ومحيط حلب، كما ستكون القوات البرية التركية مكشوفة لكمائن الحشد الشعبي والجيش السوري بلا تغطية الطيران التركي الذي لا يملك صلاحيات التحليق في العراق وفقاً لتفاهمات الحكومة العراقية مع واشنطن، بينما سيتكفّل الدفاع الجوي السوري بشلّ حركته في جوار حلب، والغطاء الروسي حاسم مع الدولة السورية في هذه المواجهة إذا حدثت، بينما وزير الخارجية السوري وليد المعلم ونائبه فيصل المقداد في موسكو لمناقشة كلّ التطورات في سورية والمنطقة، وعلى جدول الأعمال ردع التوغل التركي والعدوان على السيادة السورية.
في ظلّ التشوش الإقليمي الذي تغلب عليه معارك الربع الأخير من ساعة المواجهة مع رجحان كفة قوى محور المقاومة في سورية والعراق واليمن، كما تتقدّم فيه الأوراق السياسية على طاولات التفاوض مع مساعي المبعوث الأممي في اليمن وورقته المعدّلة، ومواصلة لجان الخبراء عملها في جنيف تحت عنوان فصل جبهة النصرة عن الجماعات المسلحة، وكيفية إخراج المسلحين من حلب.
يأمل اللبنانيون أن يوفقوا في هذا المناخ، في اقتناص فرصتهم لملء الفراغ الرئاسي في ظلّ توافق داخلي على تأمين النصاب الدستوري الذي بقي عصياً على التوافر طيلة سنتين ونصف السنة، ويكتفون بعدم الممانعة الدولية والإقليمية أملاً بتتويجها بتقديم نموذج لفرصة تفتح كوّة في العلاقات السعودية الإيرانية من البوابة اللبنانية، قابلة للتكرار في ساحات أخرى، ولو تحت عنوان عدم الممانعة أيضاً.
حزب الله الذي شكّل الرافعة الرئيسية للحدث اللبناني، متوّجاً انتصاراته الإقليمية، بفتح الباب للتسوية التي ارتضاها الرئيس سعد الحريري، بمقايضة توصله لرئاسة الحكومة بعدم ممانعة حزب الله لهذا الوصول، مقابل عدم ممانعته بالتصويت لإيصال العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية، يتابع تحضيرات اليوم الرئاسي المرتقب بعد أربعة أيام، ليكون يوم الإثنين موعداً لإعلان عون رئيساً للجمهورية، فلا يمانع بالتفسير الذي يريد رئيس مجلس النواب اعتماده في تطبيق دورتي انتخاب الرئيس تأسيساً على إقفال الجلسة التي تمّت فيها دورة انتخابية أولى، وينصرف لتعداد النواب اللازمين لتأمين النصاب ما بعد الدورة الأولى، واثقاً من أنّ النصاب سيبقى في القاعة ما لم يفز المرشح العماد عون بالأغلبية اللازمة في الدورة الأولى، وهي ستة وثمانون نائباً تعادل ثلثي أعضاء المجلس النيابي دستورياً، وهو العدد نفسه المطلوب لتوافر نصاب الجلسة في الدورتين المتتاليتين.
مصادر مطلعة تقول لـ «البناء» إنّ كلّ البحث التفصيلي والحكم على فرضية فرصة أخيرة لتفاهم ينتج شبه إجماع على العماد عون، تبقى رغم ضآلة حظوظها بانتظار عودة الرئيس بري ليل غد من جنيف. لكن التحضيرات تجري وفقاً للفرضية الأرجح وهي بقاء ترشيح النائب سليمان فرنجية مطروحاً في التداول، وبقاء الرئيس بري على قراره بعدم التصويت للعماد عون، فيصير مهماً التحقق مع هذه الفرضية من توافر النصاب اللازم لمواصلة العملية الانتخابية في الدورة الثانية، وهنا يبدو الحديث عن خطر انفراط النصاب نوعاً من التهويل بلا أساس، فالكتل التي ستمنح العماد عون أصواتها ستبقى في القاعة، والرئيس بري والنائب وليد جنبلاط ليسا بوارد فرط النصاب، والحؤول دون انتخاب رئيس جديد للجمهورية. وهذا يعني بقاء أكثر من مئة نائب في القاعة على الأقلّ. على مستوى الانتخاب والتصويت تقول المصادر نفسها إنّ النائب جنبلاط وكتل الأحزاب الحليفة لحزب الله وحركة أمل تسعى للبحث بمواقف من التصويت تمنح للعماد عون فرصة الفوز بما يحتاجه الفوز اللائق، وفي المقابل منحُ النائب فرنجية بما يريح الرئيس بري والنائب فرنجية، وإنّ تفاصيل هذا الموقف تتوقف على المشاورات التي ستجري بعد عودة الرئيس بري واستكشاف ما يرغب إليه من الحلفاء، خصوصاً أنّ حزب الله ترك لهم الخيار، مؤكداً تقبّله برحابة صدر أيّ قرار يتخذونه بالتصويت، مراعاة للعلاقات مع الرئيس بري والنائب فرنجية، لكن المصادر ذاتها تؤكد أنّ مواقف الأحزاب كما موقف جنبلاط، ستتقرّر نهائياً مع احتساب دقيق للتصويت يجري عشية جلسة الانتخاب، وتتبيّن عبره حدود الحاجة التي يفترض أن يوفرها التصويت من الحلفاء والأصدقاء، لتزخيم الفوز برقم لائق، دون تجريد التصويت المقابل من النسبة المريحة التي يحتاجها. هذا عدا عن كون وقوف التصويت الثالث في منتصف الطريق بين الرئيس بري وحزب الله، ينطلق من كون المرشحين ينتميان لخط سياسي واحد، ولأحدهما فقط فرصة الفوز، والحفاظ على مناخات هادئة بالعلاقة مع جمهور الفريقين الواقفين على ضفتي التصويت يعبّر عن حرص على منطق التحالف ورفض اصطفاف يسهم في تقسيم الصفوف بين معسكرين بلا مبرّر.
الفرصة الأخيرة تضعها المصادر لفرضية دعوة الرئيس بري لجسلة وداعية لهيئة الحوار الوطني يعقدها صبيحة الإثنين في مجلس النواب، تسهم في تبديد مناخات التوتر، ويعلن فيها نهاية عمل الهيئة، بانتظار أن يكون الحوار عهدة الرئيس المنتخب، وفقاً للصيغة التي يراها مناسبة.
بري: جلسة الاثنين بدورتين…
يضيق الفاصل الزمني عن موعد جلسة انتخاب رئيس للجمهورية الاثنين المقبل وتتضاءل معه فرص نجاح المساعي والاتصالات المستمرة لفتح ثغرة في جدار موقفَيْ رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس تيار المرده النائب سليمان فرنجية الذي أعلن أمس من الديمان استمراره في ترشحه، ما يعني أن جلسة 31 ستشهد معركة انتخابية بين فرنجية والعماد ميشال عون.
وإذ دعا الرئيس بري الى جلسة تعقد عند الساعة الثانية عشرة ظهر يوم الاثنين المقبل لانتخاب رئيس للجمهورية، حسم الجدل القائم حول نصاب الانعقاد والانتخاب في الجلسة، وأكد أن «نصاب جلسة الانتخاب محسوم ولا حاجة للإثارة واللغط فنحن أمام جلسة بدورتين إذا لم يفز مرشح بالدورة الأولى، فما دام قد تلي محضر الجلسة السابقة وصدّق نحن أمام جلسة بدورتين، إذا لم يفز مرشح بالدورة الاولى، ولا حاجة للإثارة واللغط». وجدّد بري القول في دردشة مع الوفد الإعلامي المرافق في جنيف أنه سيحضر جلسة انتخاب رئيس الجمهورية هو وكتلته، مؤكداً مرة أخرى على «الجهاد الأكبر» بعد انتخاب الرئيس وأن العنصر الأساسي فيه هو قانون جديد للانتخابات.
.. وفرنجية: مستمرّ بترشّحي
وقبل أيام من الجلسة، زار فرنجية البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في مقره الصيفي في الديمان، وأعلن بعد اللقاء الذي دام نحو 45 دقيقة أن «الأجواء كانت ممتازة، واللقاء مع صاحب الغبطة طبيعي قبيل الجلسة الانتخابية المقبلة، وعرضنا معه مجمل التطورات في البلاد»، مؤكداً استمراره في ترشحه.
وأكدت مصادر نيابية لـ «البناء» أن «المساعي مستمرة بين وفد مكلف من الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله للتواصل مع العماد عون وممثلين عن الرئيس بري والوزير فرنجية لمحاولة التوصل الى حل يقضي بتعديل موقفهما قبل 31 الجاري، لكنها استبعدت خيار انعقاد طاولة الحوار في عين التينة لضيق الوقت، مشدّدة على أنه فور عودة بري الى بيروت مساء الجمعة سيتمّ التواصل معه وربما تفضي المشاورات الى حل آخر».
.. وجنبلاط بانتظار بري وعون
وإذ لم تحسم كتلة «اللقاء الديموقراطي» موقفها بعد بانتظار زيارة رئيس تكتل التغيير والإصلاح الى النائب وليد جنبلاط في المختارة في الساعات المقبلة ولقائه بالرئيس بري للتشاور، يسود الانقسام داخل الكتلة. فقد أعلن عضو اللقاء النائب أنطوان سعد أمس أن «النائب هنري حلو سيعلن سحب ترشحه للرئاسة قبل الاثنين المقبل، لأن الاتجاه العام هو بتبني جنبلاط ترشّح العماد عون»، وسرعان ما جاء النفي من مرشح اللقاء النائب هنري حلو الذي أكد في بيان «أن ترشيحه لرئاسة الجمهورية يستمرّ ما دام مفيداً لمصلحة الوطن، ويصل أو يقف إذا ما اقتضت مصلحة الوطن»، مشيراً إلى أن ذلك «يُعلن في حينه».
وقالت مصادر مطلعة لـ «البناء» إن «الخيارات مفتوحة أمام جنبلاط، فاجتماع قيادة الحزب الاشتراكي أمس الأول، ناقش خيارات عدة وكان هناك انقسام في الموقف ولم يحسم الأمر بل تأجل الى اجتماع الكتلة اليوم أو غداً لاتخاذ القرار النهائي». لكن المصادر لفتت الى أن «تصويت كامل الكتلة لعون أحد الخيارات وتصويت الحزبيين لعون وترك الخيار لباقي أعضاء الكتلة الخيار الآخر».
وقالت مصادر أخرى لـ «البناء» إن «جنبلاط سيناور وسيعمل قدر الإمكان لتأجيل اتخاذ القرار النهائي حتى عودة بري للتشاور معه، فجنبلاط لن يتخذ قراراً مصيرياً بهذا الحجم من دون مشاورة رئيس المجلس وتنسيق الموقف معه». وأشارت المصادر الى أن «نائبين في كتلة جنبلاط لن يصوّتا الى عون لأسباب شخصية وهما مروان حمادة وفؤاد السعد إلا إذا نجح جنبلاط في تغيير موقفهما في اللحظات الأخيرة، أما النواب الآخرون فملتزمون قرار جنبلاط الذي يتّجه لإعلان التصويت لعون».
كتلة «المستقبل» ملتزمة قرار الحريري
وإذ يعود الرئيس سعد الحريري من السعودية الى لبنان قبل غد الجمعة، كما علمت «البناء»، أشارت مصادر نيابية في تيار المستقبل لـ «البناء» إلى أن «عدد نواب كتلة المستقبل الذين أعلنوا عن موقفهم الرافض لانتخاب عون لا يتجاوز الـ 4 نواب والرئيس الحريري سيتابع الأمر معهم ويستفسر عن أسباب رفضهم وسيحاول إقناعهم بانتخاب عون». واستبعدت المصادر «أيّ تسرّب من نواب الكتلة والتصويت الى مرشح آخر أو بورقة بيضاء»، مؤكدة أن «الأغلبية الساحقة داخل كتلة المستقبل ملتزمة بقرار الحريري وسيصوّتون لصالح عون»، ولفتت المصادر الى أن «موقف جنبلاط سيتحدّد بعد لقائه العماد عون، أما عن اللقاء بين جنبلاط والحريري فنفت المصادر علمها به»، لكنها أوضحت أن «لا مانع من حصول هذا اللقاء لاستكمال النقاشات والمشاورات بشأن استحقاق رئاسة الجمهورية وتشكيل الحكومة المقبلة»، واستبعدت المصادر أن «تعود طاولة الحوار الوطني للالتئام قبل الجلسة كأحد مخارج الحلول لعقدة الرئيس بري»، مرجحة أن «لا يوافق رئيس المجلس على هذا المخرج في ظل الوقت الضيق المتبقي قبل جلسة الانتخاب»، مرجحة أن «يصر بري على موقفه بانتخاب فرنجية، لكنه لن يعطل الجلسة ولا نصاب الانتخاب». أما كتلة نواب حزب الكتائب فلم تحسم موقفها النهائي بعد اليوم ولا تزال اجتماعات مكتبها السياسي مفتوحة منذ الاثنين الماضي على نقاش مستفيض في شأن القرار المنتظر.
هل يفوز عون بالدورة الأولى؟
وشدّدت المصادر المستقبلية على أن «موازين القوى في المجلس النيابي هي التي ستحسم فوز عون»، موضحة أنه بحسب المواقف المعلنة حتى الآن فإن عون لن يفوز بالدورة الأولى، لأنه لا يحظى حتى الآن بـ 86 نائباً وبالتالي يحتاج الى دورة ثانية أي الى النصف زائداً واحداً للفوز». وجزمت المصادر أن «انتخاب الرئيس سيتمّ في الجلسة المقبلة مستبعدة أي تأجيل لها». ونفت المصادر علمها بلقاء بين الحريري وولي ولي العهد الأمير السعودي محمد بن سلمان في الرياض منذ أيام، مؤكدة أن «الموقف السعودي من الأساس لم يتدخل في الملف الرئاسي اللبناني ولم يخرج أي موقف علني ولا في الكواليس بتأييد مرشح معين ورفض آخر، بل المملكة تؤيد وتدعم ما يتفق عليه اللبنانييون».
وفي السياق نفسه، تداولت بعض وسائل الإعلام خبراً مفاده أن وزير الدولة لشؤون الخليج السعودي ثامر السبهان يزور بيروت بعد ظهر اليوم للقاء القيادات وتأتي زيارته بمثابة دعم للتفاهمات اللبنانية. وقالت مصادر في تكتل التغيير والإصلاح لـ «البناء» إن «الكتلة لا توافق على ما قاله الرئيس بري أمس، بمسألة نصاب الجلسة كما لا تعارضه وجل ما يهمها هو انعقاد الجلسة وأن تعقب دورة نصاب وانتخاب بالثلثين دورة انتخاب ثانية مباشرة بالنصف زائداً واحداً»، موضحة أن «العماد عون يسعى ويفضل أن يحوز على أكبر عدد من الأصوات حتى بلوغ 86 صوتاً أو الإجماع، لكن إذا تعذر ذلك، فلن يؤثر على شعبيته وتأييده النيابي ولا على ممارسته لمهامه كرئيس للجمهورية ولجميع اللبنانيين».
وأوضحت المصادر أن الخطاب الذي سيلقيه عون عقب انتخابه رئيساً للجمهورية سيتضمن جميع العناوين والقضايا السياسية والأمنية والاقتصادية والدولية وسيكون خطاب العهد ويعكس مشروع التغيير والإصلاح الذي آمن به عون والتيار الوطني الحر منذ عقود وسعوا الى تطبيقه. موضحة أنه لن يتطرق الى التفاصيل بل سيكون عبارة عن قواعد أساسية.
أما في مسألة الحكومة، فأكد أن «هذه مرحلة جديدة وسيدعو عون بعد أيام من تبوئه منصبه الرئاسي الى استشارات نيابية ملزمة ويُصار استناداً الى نتيجتها الى تكليف رئيس للحكومة وتشكيل حكومة بتوافق جميع الأطراف حتى المعارضة منها».
.. وجلسة للحكومة قد تكون الأخيرة
في غضون ذلك، يعقد مجلس الوزراء اليوم جلسة قد تكون الأخيرة إذا تم انتخاب رئيس للجمهورية الاثنين، قبل أن تتحول حكومة الرئيس تمام سلام الى حالة تصريف الأعمال، وأول بنود جدول أعمالها مناقصة الخلوي. وكان الوزير بطرس حرب قد عرض في الجلسة الأخيرة ملف المناقصات وضمّنها التعديلات التي طلب بعض الأطراف إدخالها اليها على أن يُبت الملف في جلسة اليوم.
/+++++++++++++++++++++++++/
اللواء//
مواكبة عربية ودولية لانتخاب عون.. وأسئلة حول «الضمانات الحكومية»//
موفد سعودي مساء في بيروت.. والتكتل و«القوات» يسلمان بتفسير برّي//
بعد الساعة الثانية عشرة من ظهر يوم الاثنين، وهو اليوم الأخير من شهر تشرين أوّل 2016، وفي الدورة الثانية، وبالاقتراع السري، الذي بات مكشوفاً، ينتخب النائب ميشال عون رئيساً للجمهورية، عملاً بمنطوق الفقرة الثانية من المادة 49، بعد ان حسم النصاب بـ86 نائباً والنجاح بالغالبية المطلقة أي 65 صوتاً في الدورات التي تلي الدورة الأولى، وبعد ان حسم الرئيس نبيه برّي الجدل حول ما إذا كانت جلسة الاثنين دورة ثانية، أو دورة جديدة، كما يطالب تكتل الإصلاح والتغيير.
ولئن كان تحالف «القوات اللبنانية» والتيار العوني تفاهم على عدم اعتبار توجه الرئيس برّي مشكلة والاكتفاء بتسجيل موقف وصفه وزير العمل السابق سليم جريصاتي بأنه على سبيل تسجيل الموقف الدستوري ليس الا، فإن الرئيس العتيد عون يتصرف وكأنه بات رئيساً ينتظر بفارغ الصبر الانتقال إلى بعبدا، ضمن بروتوكول يجري التفاهم حوله مع رئيس المجلس، ليمضي رئيساً للجمهورية لمدة ست سنوات، ويقسم اليمين على ان يحترم دستور الطائف «الذي هو دستور الأمة اللبنانية وينص القسم على ان يحترم قوانينها ويحفظ استقلال الوطن اللبناني وسلامة أراضيه»، الا ان هذا البروتوكول لم يحسم ما إذا كانت الجلسة الانتخابية ستكون منفصلة عن جلسة قسم اليمين ومن ثم إلقاء خطاب القسم، غير ان الثابت ان الجلستين ستكونان في يوم واحد أي الأثنين.
على ان الحدث الانتخابي الذي ينهي سنتين ونحواً من 5 أشهر من الشغور الرئاسي، لن يكون حدثاً لبنانياً محضاً، أو على طريقة «صنع في لبنان»، بل هو حدث عربي ودولي أيضاً، حيث سيحضره مبعوثون وسفراء عرب واجانب، لا سيما سفراء الدول الأعضاء في مجلس الأمن، وبعض الدول الإقليمية ذات التأثير، فضلاً عن المنسقة للأمم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ التي عادت من موسكو إلى بيروت لهذا الغرض، وكان لها لقاء مساء أمس مع رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط في المختارة.
وأرجأت سفيرة الولايات المتحدة اليزابيث ريتشارد التي التقت جنبلاط أيضاً، سفرها إلى ما بعد الاثنين لمواكبة انتخاب عون، إلى جانب نظرائها من السفراء الأوروبيين والغربيين والآسيويين.
موفد سعودي في بيروت
والأبرز على صعيد المشاركة العربية وصول وزير الدولة لشؤون الخليج في المملكة العربية السعودية تامر السبهان مساء اليوم إلى بيروت، حيث من المتوقع ان يُشارك في جلسة الانتخاب ويلتقي الرئيس العتيد عون قبل انتخابه. وفي برنامج الموفد السعودي لقاء الرئيس تمام سلام ورئيسي الجمهورية السابقين أمين الجميل وميشال سليمان. وسيخصص يوم غد الجمعة للقاءاته التي ستشمل أيضاً رؤساء الحكومات السابقين: نجيب ميقاتي، فؤاد السنيورة وسعد الحريري.
ووفقاً لمعلومات «اللواء»، فإن زيارات الوزير السبهان ستشمل أيضاً رؤساء الطوائف الروحية: المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان ونائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان والبطريرك الماروني بشارة الراعي الذي كان انتقل إلى الديمان أمس والتقى المرشح الرئاسي المنافس لعون النائب سليمان فرنجية. ويوم السبت يزور الموفد السعودي رئيس المجلس نبيه برّي، كما انه سيلتقي النائب جنبلاط وقائد الجيش العماد جان قهوجي، ويقيم الرئيس الحريري مأدبة عشاء على شرفه في «بيت الوسط» مساء السبت. وادرج مصدر لبناني مهمة الزائر السعودي بأنها تصب في دعم التفاهمات اللبنانية.
تظهير المواقف
وفي تظهير المواقف داخلياً، يزور النائب عون النائب جنبلاط في قصر المختارة، على أن يلي ذلك اجتماع لكتلة «اللقاء الديموقراطي» لإعلان بيان يتعلق بدعم غالبية اللقاء لترشيح عون، فيما يزور وزير التربية الياس بو صعب مع وفد عوني المرشح الثالث للرئاسة النائب هنري حلو اليوم للتداول معه في ما يتعيّن فعله مع تقدم أسهم وصول النائب عون إلى قصر بعبدا. وفي السياق، يعلن رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل اليوم، موقف الحزب من التطورات وانحصار المعركة الانتخابية بين النائبين عون وفرنجية، وأن المقاربة الكتائبية للوضع لا تسمح بانتخاب أي منهما، حيث أن الكتائب سبق وأعلنت أنها لا تقترع لمن لا يلتقي مع برنامجها السياسي في ما خص السيادة والاستقلال.
في هذه الأثناء، نجحت الجهود في تنفيس معارضة الرئيس برّي، وأعادته إلى سكة تمرير الاستحقاق والمفاوضة حول الملف الحكومي مع الرئيس الحريري، وهو ما عبّر عنه من جنيف «بالجهاد الأكبر» بعد انتخاب الرئيس، والعنصر الأساسي فيه قانون جديد للانتخابات.
وكان الرئيس برّي حسم أمس الجدل القانوني – الدستوري حول ما إذا كانت جلسة الاثنين بدورتين أولى وثانية، أم بدورة ثانية، فقال من جنيف أن «نصاب جلسة الانتخاب محسوم، فنحن أمام جلسة بدورتين إذا لم يفز مرشّح بالدورة الأولى»، لافتاً إلى أن «نصاب جلسة انتخاب رئيس الجمهورية معروف ومحسوم، فما دام قد تلي محضر الجلسة السابقة وصدّق، نحن أمام جلسة بدورتين إذا لم يفز مرشح بالدورة الأولى، ولا حاجة للإثارة واللغط»، ومجدداً تأكيده أنه «سيحضر جلسة الاثنين هو وكتلته».
وفي تقدير مصدر وزاري أنه في حال لم تؤلف الحكومة في غضون 15 يوماً، أو على أبعد تقدير شهر من التكليف، فإن ذلك يعني أننا دخلنا في أزمة طويلة، قد يكون قانون الانتخاب أحد ضحاياها. وقال هذا المصدر لـ«اللواء» أنه لا يجوز انتقال البلد من الشغور الرئاسي إلى الشغور الحكومي، معرباً عن خشيته من أن تستمر الحكومة الحالية في تصريف الأعمال إلى وقت تجري فيه الانتخابات على أساس القانون الحالي، أي قانون الستين، وفي حال تمّ ذلك سنعود إلى دائرة التكليف مجدداً، ومن ثم التأليف في ضوء التوازنات الجديدة التي ستتبلور مع الانتخابات النيابية الجديدة.
وفي هذا السياق، أشار وزير الداخلية السابق زياد بارود إلى أن «ولاية المجلس الحالي تنتهي في 20 حزيران والانتخابات يجب أن تتم في آخر يوم أحد من شهر أيار»، لافتاً إلى أن «الترشيح للإنتخابات يصبح ممكناً منذ اللحظة الأولى التي تتشكل فيها الهيئة الناظمة للإنتخابات». وأوضح أنه «إذا وصلنا إلى منتصف شباط ولم تتشكل الهيئة الناظمة سيتم الطعن بالانتخابات لذا فاستمرار وجود حكومة تصريف أعمال سيطرح علامة استفهام».
الرابية خلية نحل
وفي الرابية، تحوّل مقر رئيس تكتل الإصلاح والتغيير إلى ما يمكن وصفه بخلية نحل لمواكبة وصول عون إلى قصر بعبدا، محققاً حلماً لازمه منذ أن كان رئيساً للحكومة العسكرية، وقائداً للجيش، وقبل أن يخسر مواجهة 13 تشرين 1990 ويغادر إلى منفاه الباريسي. وإلى جانب بدء توافد الوفود المهنئة إلى الرابية، لوحظ أن عون أخضع «لبروفة» تصوير للصورة غير الرسمية لرئيس الجمهورية من قبل عشرة مصوّرين، تمهيداً لالتقاط الصورة الرسمية في قصر بعبدا.
وكشفت مصادر في «التيار الوطني الحر» لـ«اللواء» ان التيار يتحضر من خلال هيئاته للتحرك بالطريقة المناسبة في جميع الأقضية لمواكبة جلسة انتخاب الرئيس الاثنين، من دون ان تكون هناك تجمعات شعبية امام قصر بعبدا، لكن المصادر تحدثت عن مسيرة شعبية ستنظم يوم الأحد الذي يلي انتخاب الرئيس إلى القصر للتهنئة، إذ ان عون سيكون منهمكاً بعد الانتخاب بقسم اليمين ومن ثم إلقاء خطاب القسم، ومن ثم يتوجه إلى قصر بعبدا، وفي اليوم التالي سيكون مشغولاً باصدار مرسوم قبول استقالة حكومة «المصلحة الوطنية» وتحديد مواعيد الاستشارات يومي الأربعاء والخميس المقبلين، وبالتالي تكليف الرئيس الحريري بتأليف الحكومة، مؤكدة ان هناك رغبة عونية لتشكيل الحكومة بسرعة ومن دون أي مماطلة.
غير ان تنظيم الحشود الشعبية امام قصر بعبدا بعد انتخاب عون غير محسوم، إذ ان وزير التربية الياس بو صعب، كشف مساء أمس انه يدرس فكرة تعطيل المدارس الرسمية يوم الاثنين، من أجل تأمين هذه المواكبة الشعبية لعملية الانتخاب، الا انه قال بأن خياره لم يحسم بعد في ضوء التطورات خصوصاً وأن المدارس الكاثوليكية ستكون معطلة يوم الثلاثاء. الا أن ما هو محسوم في تحضيرات التيار العوني للاحتفال بانتخاب عون، هو إقامة حفل غنائي مساء الاثنين بمشاركة كبار الفنانين، وسيكون بمثابة احتفال مركزي، لم يُحدّد بعد مكانه ما إذا كان سيقام هذا الحفل في ضبية أو في ساحة الشهداء. ولفتت المصادر إلى ان بيت الرابية سيبقى المنزل الخاص للجنرال، حيث ستعقد فيه اجتماعات تكتل «التغيير والاصلاح».
إضراب النقل
تزامناً، تنفذ اتحادات نقابات قطاع النقل البري، اليوم، إضراباً في جميع الأراضي اللبنانية، اعتباراً من السادسة صباحاً لكافة قطاعات النقل البري من سيّارات سياحية وفانات وأتوبيسات وشاحنات داخلي وخارجي وصهاريج وباصات نقل طلاب المدارس والمعاهد والجامعات، مترافقاً مع تجمعات ومسيرات سيّارة، وذلك احتجاجاً على عدم درس مطالبها من مسألة المعاينة الميكانيكية.
وفيما راجت شائعات تناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي، عن قطع طرقات وشلّ الحركة اليوم في العاصمة والمناطق، لفت الانتباه أن بيان اتحادات نقابات النقل الذي دعا إلى الإضراب والتظاهر اليوم، حدّد نقاط انطلاق مسيراته وخط سيرها وبالتالي تجمعاته في ساحة رياض الصلح بالنسبة للعاصمة، بحيث سيكون أمام المواطنين تجنّب السير في محاذاة المسيرات السيّارة.