افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الإثنين 7 تشرين الثاني، 2016

عطلة الصحف اللبنانية بمناسبة عيد الفطر المبارك
افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم السبت 24 شباط ، 2024
افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الجمعة 20 كانون الثاني، 2023

وقالت مصادر مطلعة إن العقدة الأساسية التي سيصطدم بها مسعى الحريري للإسراع في تشكيل الحكومة هي العقدة المسيحية أساسا، خصوصا في جانبها القواتي، مشيرة الى أن سمير جعجع يصر على نيل حصة وزارية وازنة حتى يثبت أنه شريك العهد الجديد وأحد عرّابيه، وليرد على القائلين بأن وصول عون الى بعبدا كان بمثابة هزيمة سياسية لـ”القوات اللبنانية”. ولفتت المصادر الانتباه الى أن أي تمثيل متواضع لجعجع في الحكومة سيحرجه وسيهز كل النظرية السياسية التي بنى عليها قراره بدعم ترشيح الجنرال، لكن المشكلة أن حجم كتلته النيابية لا يسمح بإعطائه أكثر مما يتناسب مع هذا الحجم، سواء من حيث العدد أو نوعية الحقائب …
Image result for ‫جعجع‬‎
/+++++++++++++++++++++++++++++/
النهار//
الجديد في بورصة الحقائب الوزارية//
هل وعد عون كثيراً “شعب لبنان العظيم”؟//
بعد خطاب القسم الاثنين الفائت، أطل رئيس الجمهورية ميشال عون أمس من “بيت الشعب”، كما تحلو له تسمية قصر بعبدا، مستعيداً مشهداً من العام 1989، متحدثاً الى الحشودِ المظللة بالعلم اللبناني ومطلقاً عبارته الشهيرة المستمدة من شاعر لبنان سعيد عقل “يا شعب لبنان العظيم”، فحدد عناوين للعهد الجديد منها وطن قوي واحترام الدستور ورفض تجاوزه، واستئصال الفساد، والعمل لتوفير الخدمات الحياتية الملحة للبنانيين من مياهِ وكهرباء وطرق وبيئة نظيفة والعمل سريعاً على رفع النفايات، والتعجيل في استثمار الموارد النفطية لتخفيف عبء الاستدانة عن لبنان.

بعد 27 سنة، أطل العماد عون في المكان نفسه، ولكن بلباس مختلف بعدما خلع بزته العسكرية، وفي ظل تبدل في التحالفات والمواقف والتطلعات والاهداف، واذ استذكر محطات مؤلمة من ذلك التاريخ، تجنب تسمية الجيش السوري في عملية اجتياح قصر بعبدا ووزارة الدفاع. وعلق مصدر وزاري على خطاب عون لـ”النهار” بأنه ربما بالغ في إطلاق الوعود لأن انجازها ليس أمراً سهلاً لمن خبر العمل الحكومي، فالرياح في لبنان تجري بما لا تشتهي سفن عدد من الوزراء والرئيس الذي غالباً ما يواجه بتعطيل القوى السياسية له.

الحكومة

في المقابل، يتركز الاهتمام على ملف التأليف الحكومي، وسط توقعات متفائلة تجعل مدة التأليف لا تتعدّى أسبوعاً أو أسبوعين وتسبق عيد الاستقلال الذي سيستعيد هذه السنة وهجه باحتفال مركزي وعرض عسكري يقامان في منطقة المرفأ ببيروت بعدما غابا طوال مدة الشغور الرئاسي. ومع استمرار الاتصالات لتذليل العقبات من طريق التأليف، علمت “النهار” أن الرئيس سعد الحريري سيسعى مع الرئيس نبيه بري الى جوجلة مطالب الفريق الذي يمثله الاخير والذي يضم الى حركة “أمل”، “حزب الله” وسائر أفرقاء 8 آذار من “المردة” والحزب السوري القومي الاجتماعي وحزب البعث والحزب الديموقراطي اللبناني وغيرها. وأفادت معلومات ان الرئيس بري الذي رجحت مصادر ان يعقد والحريري اجتماعا ليلياً (أمس أو اليوم) يتطلع الى توسيع نطاق تمثيل المرجعيات الشيعية من آل الصدر وفضل الله وشمس الدين. وتردد في هذا الاطار اسما نائب حاكم مصرف لبنان رائد شرف الدين والنائب ياسين جابر وكلاهما مقبول لدى كل الاطراف ولا يشكلان تحدياً لأي مكون حكومي.

وفي المعلومات أيضاً ان حصة الرئيس عون في الحكومة ستتضمن، استناداً الى الترجيحات، العميد شامل روكز في وزارة الدفاع والوزير الحالي الياس بوصعب في الخارجية والوزير جبران باسيل وزير دولة.

ويتطلع الرئيس الحريري الى تمثيل يأخذ في الاعتبار المناطق بحيث يبقى الوزير نهاد المشنوق (بيروت) في موقعه ليكون النائب السابق مصطفى علوش وزيراً من طرابلس والنائب جمال الجراح من البقاع الغربي الى وزير آخر من عكار.

ويبقى تمثيل حزب “القوات اللبنانية” الذي يتطلع الى حصة وازنة من معالمها الحصول على وزارات الاتصالات والتربية وربما الاعلام في حال تم رفض اعطائه حقيبة سيادية. وهذا الموضوع كان مدار بحث بين الرئيس الحريري والدكتور سمير جعجع الذي زار “بيت الوسط” ليل أمس.

ودرجت العادة على ان يتمثل النائب وليد جنبلاط بثلاثة وزراء، بينهم إثنان درزيان ومسيحي. ومن غير الواضح ما اذا كانت حصته ستتبدل، لكن المطروح اعطاء نجل جنبلاط تيمور حقيبة الثقافة مقدمة لدخوله الحياة السياسية، فيما ترجح مصادر اخرى تأجيل اطلاقه في الحياة العامة الى الانتخابات النيابية المقبلة.

ولفتت مصادر متابعة الى ان إقتراح القانون الارثوذكسي قد يعتمد في التوزيع الحكومي بحيث يختار المسيحيون وزراءهم ويختار المسلمون وزراءهم. لكن هذا التوجه قابل للاختراق بحيث يصار الى تبادل الطوائف الوزراء بما يكرر الصيغ التي إعتمدت سابقاً وآخرها صيغة حكومة الرئيس تمّام سلام.

في غضون ذلك، صرح رئيس مجلس النواب لـ”النهار” بان الاجواء المرافقة لولادة الحكومة وتأليفها “جيدة”. ولم يدخل في الحديث الدائر عن مطالبته بالحقائب التي يريدها. مكتفياً بالقول: “اذا لم يرض حلفائي بالتشكيلة الحكومية فسأكون بالطبع غير راض”.

ظريف
على صعيد آخر، يصل الى بيروت اليوم وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف، وسيلتقي الرئيس الحريري غداً ليكون أول مسؤول إيراني يلتقيه منذ بدء الأزمة السورية، كما سيزور الرئيس بري ويقابل الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله.
اما زيارة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند لبيروت، فمتوقعة بعد نيل الحكومة الثقة، كما أفادت مصادر فرنسية.

/+++++++++++++++++++++++++++++/
السفير//
«ألغام مسيحية» تواجه الحريري.. وجعجع «يتدلل»//
رسائل مبكرة من عون.. وبري: التفاهمات مكان الثلث الضامن//
مع بدء المفاوضات والمساومات في الكواليس لتأليف حكومة العهد الاولى، يبدو أن الرئيس المكلف سعد الحريري سيحتاج الى شيء من «حزم» العماد ميشال عون و «حنكة» الرئيس نبيه بري، و «صبر» الرئيس تمام سلام، حتى يتمكن من إنجاز تركيبة حكومية «مطابقة للمواصفات»، في مدى زمني مقبول.

والأرجح أن «مقاصة المفاوضات» ستلتهم خلال الأيام المقبلة الكثير من الأسماء الافتراضية والطموحات المبالغ فيها، قبل أن تستقر على تشكيلة نهائية. وإذا أراد الرئيس المكلف ربح السباق مع الوقت والإسراع، من دون التسرع، في تشكيل الحكومة، فهو سيكون مطالبا في لحظة ما بأن يحسم أمره، وأن يضع بالتنسيق مع رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب تشكيلة متوازنة ومنصفة، انطلاقا من الأوزان النيابية للقوى السياسية، من غير أن يربط التأليف بالحصول على موافقة إلزامية ومسبقة من جميع الأطراف أو معظمها.

ومن الواضح أن بعض القوى الداخلية التي تعتبر أنها كانت صاحبة فضل في انتخاب عون، تفترض أن الوقت حان لتباشر في تحصيل ما يستحق لها من ديون سياسية على العهد الجديد، على أن تكون الدفعة الاولى وزارية.. عداً ونقداً.

وقالت مصادر مطلعة لـ «السفير» إن العقدة الأساسية التي سيصطدم بها مسعى الحريري للإسراع في تشكيل الحكومة هي العقدة المسيحية أساسا، خصوصا في جانبها القواتي، مشيرة الى أن سمير جعجع يصر على نيل حصة وزارية وازنة حتى يثبت أنه شريك العهد الجديد وأحد عرّابيه، وليرد على القائلين بأن وصول عون الى بعبدا كان بمثابة هزيمة سياسية لـ«القوات اللبنانية».

ولفتت المصادر الانتباه الى أن أي تمثيل متواضع لجعجع في الحكومة سيحرجه وسيهز كل النظرية السياسية التي بنى عليها قراره بدعم ترشيح الجنرال، لكن المشكلة أن حجم كتلته النيابية لا يسمح بإعطائه أكثر مما يتناسب مع هذا الحجم، سواء من حيث العدد أو نوعية الحقائب.

واستقبل الحريري مساء امس في «بيت الوسط» جعجع، بحضور رئيس جهاز الإعلام والتواصل في «القوات» ملحم رياشي والنائب السابق الدكتور غطاس خوري ونادر الحريري. وتناول اللقاء، الذي استكمل إلى مائدة عشاء، آخر المستجدات السياسية والمساعي الجارية لتأليف الحكومة الجديدة.

كما أن التواصل بقي مستمرا بين الوزير علي حسن خليل ونادر الحريري خلال الساعات الماضية، في إطار التشاور حول التأليف الحكومي.

وفي سياق متصل، أبلغت أوساط قيادية في «8 آذار» «السفير» أن وزارة المال محسومة لبري، وليست قابلة للنقاش، لافتة الانتباه الى أن مبدأ المداورة يُفترض ألا ينسحب على هذه الوزارة التي تُصنف بالنسبة الى الثنائي الشيعي، من حيث أهميتها التشاركية، في خانة الرئاسات والمواقع الثابتة في الدولة.

واعتبرت الأوساط أن مقتضيات التوازن الداخلي تفرض أن يكون هناك توقيع شيعي إلزامي، من خلال حقيبة المال، الى جانب توقيعي رئيس الجمهورية الماروني ورئيس الحكومة السني.

بري.. والحكومة

الى ذلك، أكد الرئيس نبيه بري لـ «السفير» أن صفحة ما قبل الانتخاب، بكل التباساتها مع الجنرال ميشال عون، طُويت نهائيا وصارت جزءا من الأرشيف السياسي، لافتا الانتباه الى أن لقاءاته مع رئيس الجمهورية هي ودية وإيجابية حتى الآن، «وقد لمست لدى الرئيس عون رغبة صادقة في التعاون، وأنا أبادله إياها».

واعتبر بري أن تفويض السيد حسن نصرالله له بالتفاوض حول المشاركة في الحكومة بالنيابة عن «حزب الله» و «حركة أمل» إنما يعكس خصوصية العلاقة التحالفية والاستراتيجية التي تربطه بـ «السيد»، لافتا الانتباه الى أن موقف نصرالله سيعزز كثيرا موقعه التفاوضي، «وسيسمح لنا بأن نحصل على ما نريد انسجاما مع حجمنا وحقوقنا، وبالتالي ما كان مقدّرا من قبل سيصبح محتّما بعد الآن».

وأوضح بري أنه لم يكن بصدد تسمية الحريري لرئاسة الحكومة، قائلا: لقد انتظرت موقف كتلة «الوفاء للمقاومة» خلال استشارات التكليف، فلو سمّت الحريري لكنت امتنعت أنا عن ذلك، أما وان الكتلة قررت عدم تسميته، فقد ارتأيت أن أسميه حتى لا يبدو وكأن هناك فيتو شيعياً على الحريري، لان من شأن هذه الصورة أن تعيد تأجيج الاحتقان المذهبي الذي تراجع مؤخرا، وهذا ما لا مصلحة فيه، خصوصا أنني أتولى رعاية حوار بين «الحزب» و «المستقبل»، يهدف أساسا الى تخفيف الاحتقان المذهبي.

وأشار بري الى أنه إذا طلب رئيس الجمهورية أن يكون هناك وزير شيعي ضمن حصته، فمن الطبيعي والبديهي أن نطلب في المقابل وزيرا مسيحيا ضمن حصة «حزب الله» و «أمل»، ملاحظا أن رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع «يحرّض بعض الأطراف، ونحن منها، على الانتقال الى المعارضة حتى يخلو له الجو في الحكومة الجديدة، لكن فاته أن المصلحة الوطنية تتطلب في هذا التوقيت تشكيل حكومة وحدة، لكن على أسس سليمة ومنصفة».

ولفت الانتباه الى أن الثلث الضامن بالصيغة السابقة لم يعد واردا لان التحالفات تبدلت، وانتفت الفواصل الواضحة بين ما كان يسمى 8 و14 آذار، «إلا ان ذلك لا ينفي انه من الممكن حياكة تفاهمات سياسية، على طاولة مجلس الوزراء».

ونبه بري الى أن الإبقاء على قانون الستين سيؤدي الى «نكسة» للعهد، أما التمديد لمجلس النواب فسيتسبب في «هلاكه»، ولا أعتقد أن الرئيس عون بوارد أي من هذين الاحتمالين، بل هو متحمس للنسبية وأنا ألتقي معه على هذا الخيار.

وعلمت «السفير» في هذا السياق، أن الحريري أبلغ رئيس المجلس أنه حريص على إجراء الانتخابات النيابية في موعدها، وأنه ما من مبرر لإرجائها، خصوصا بعد إنجاز الانتخابات البلدية.

«حزب الله» والحريري

ويبدو أن اللقاء بين الحريري وكتلة «الوفاء للمقاومة»، في إطار الاستشارات النيابية، انطوى على شقين: الأول معلن وقد عكسه كلام رئيس الكتلة محمد رعد بعد الاجتماع، وشق آخر لم يفصح عنه الحزب، ويتعلق بنقاش متقدم جرى مع الحريري حول كيفية مقاربة المرحلة المقبلة.

ولئن كان تدخل «حزب الله» في سوريا هو إحدى أبرز إشكاليات العلاقة بين الحزب والحريري، إلا أنه يبدو أن الطرفين توافقا خلال الاجتماع على فصل الخلاف حول هذا الملف عن المسائل الداخلية.

وكان الرئيس المكلف واضحا في حماسته لخيار الفصل، بقوله: نحن نختلف على القضايا الخارجية، ولكن ذلك يجب ألا يمنعنا من معالجة أمورنا في الداخل وتهدئة الخطاب.

رسائل عون

وفي أولى إطلالاته على جمهور «التيار الوطني الحر» من قصر بعبدا، بصفته الرئاسية، أكد عون غامزا من قناة شركائه في السلطة أن «أي رأس لن يستطيع أن يخرق الدستور من الآن وصاعدا»، مشددا على «أن الفساد سيُستأصل وستعود البيئة نظيفة مهما كلّف الامر». وحمّل الكيدية السياسية المسؤولية عن تعطيل بعض المشاريع في السابق، وقال: لقد وصلنا الى السلطة ولدينا خطط تنموية.

ظريف الى بيروت

وبينما ينهمك المعنيون في ورشة تشكيل الحكومة، علمت «السفير» أن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف سيصل إلى بيروت غدا ناقلا رسالة تهنئة من الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى عون.

وسيلتقي ظريف الرئيس بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال تمام سلام.

وهذه الزيارة ستكون الاولى من نوعها لزائر أجنبي الى لبنان بعد انتخاب الجنرال، وبالتالي فهي تكتسب أهمية خاصة ودلالة سياسية معبرة، علما ان روحاني كان أيضا أول مهنئي عون.
وأبلغت مصادر ديبلوماسية «السفير» ان موفدين دوليين سيزورون لبنان قريبا، من بينهم موفد صيني رفيع المستوى.

/+++++++++++++++++++++++++++++/
الأخبار//
الشعب يعود إلى بيته: نصرالله والمستقبل في القصر الجمهوري//
في الباحة الخارجية لـ «بيت الشعب»، كان أربعة شبان يرتدون قمصانا زرقاً طُبعت عليها صورة الرئيس رفيق الحريري وشعار تيار المستقبل. كان لافتاً وقوفهم هناك، بين جماهير التيار الوطني الحر الذي لطالما تبادل والمستقبل قصفاً كلامياً من العيار الثقيل.

أحد الشبان، مساعد منسق عام قطاع الشباب في «المستقبل» محمد سعد، يقول إنهم أتوا «لنؤيد المبادرة التي أطلقها الرئيس سعد الحريري وأدّت إلى انتخاب رئيسٍ للجمهورية». وكذلك «لنؤكد أنّ تيار المستقبل مع أي شخص يعمل من أجل مصلحة لبنان». لم يشعر شبان «المستقبل» بالغربة في تلك الساحة: «استقبلونا بكلّ ترحيب»، يقول أحدهم. تقطع الحديث سيّدة تريد أن تلتقط معهم صورة لأنّ «صورتكم بتكبّر القلب»!

في الباحة الداخلية، كان مشهد من نوعٍ آخر. صورة الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله ارتفعت أمس في سماء القصر الجمهوري فوق شعارات «الصحّ» العونية. الجمهور الذي سعى كثيرون لتضليله، عاد ليُدرك أنّ عون انتُخب رئيساً لأنه «بالأول كان في السيّد حسن، بعدان التاني (رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع)، وبعدان مشي الحال»، كما تقول الستينية سميرة حداد، التي كانت برفقة اثنتين من رفيقاتها. «يا ريتو أخدها (الرئاسة) هوي وأصغر»، تتمنّى إحداهنّ، لكن هذا لا يلغي الفرحة بأنّ «الأمل رجع».

الحشد والتنظيم اختلفا عن الإحتفالات التي نظمها العونيون سابقاً. لم يكن المنظمون بحاجة إلى الكثير من الجهد لحثّ الناس على التوجه إلى الساحات. فمحبو عون أرادوا العودة إلى الباحات التي عرفتهم واستعادة فخرا سُلب منهم على وقع هدير الطائرات.

كلّ المنسقيات حرصت على تأمين وصول أكبر قدر ممكن من الناس. بيد أنّ التعبئة الأكبر كانت لكسروان الفتوح التي مثّلها عون نائباً لدورتين متتالتين. جرس إحدى بلداتها، داريا، قُرع أمس في القصر لا في الرعية. ثُبّت على ظهر شاحنة ضخمة، وانطلق أهل داريا به إلى بعبدا في استعادةٍ لما كانوا يقومون به عام 1989 يوم تحدوا نيران الميليشيات الحاكمة في المنطقة. حراجل رفعت النداء إلى شفيعتها: «خلّي عينِك عا العماد يا سيّدة الوردية». أما من فاريا، فـ«تفضلو عا التفاح» يصرخ رضا سلامة. للأخير حكاية أخرى يحملها أمانةً من والده الشاعر يوسف سلامة المتوفَّى. كان الأب يملك «بيك آب»، عمل رضا طيلة يومين من أجل إعادة تزييته. علّق عليه قصائد الوالد وصور تظاهرات الـ89، «وعُدت لأنني رجل مقهور تمكنّت من تحقيق حلمي». وفد كفرمتى (عاليه) تميز بالقمصان السود والوشاح الذي خُطّ عليه: «كفرمتى معك». يصرخ بهم المنسق ليبقوا جبهة واحدة، قبل أن ينفصلوا أمام حاجز التفتيش الأول بين رجال ونساء.

غالبية الحشود سلكت الطريق الى القصر سيراً على الأقدام. ومن لم تُسعفه رجلاه كان بإمكانه ركوب الحافلات. في ظل إحدى الشجرات استراح شاهيه كريكوريان مع عائلته. هو صاحب الخيمة الرقم 88 قبل 26 سنة. اصطحب أولاده أمس «ليحسوا بالأمل الحلو بالحياة». أمور كثيرة تبدّلت على طريق القصر «يللي حفيت إجرينا عليها»، بحسب ليلى مغبغب. هُجّر الأهل منه، فبات عبارة عن حجارة باردة، «هلّق صار الو معنى» تقول السيدة سلامة التي هربت منه في 13 تشرين.

التدابير الأمنية أخّرت الدخول الى الساحة. تدافعوا وكأنهم بذلك يُقرّبون لحظة وصولهم. بملامح تجمع بين القسوة والطيبة. يحمل جان سعادة كتاب «العودة»، وداخله صور «هذا الشعب العظيم». عنصر «أنصار الجيش» السابق عاد بعد 26 سنة «لأننا أوفياء لهذا الوطن». كان عون قائداً للواء الثامن «وكان ينزل يرتاح عنا، اليوم نحنا جايين نرتاح عندو».

من تململ من أشعة الشمس، عاجلته إحدى السيدات مُخففة عنه: «نطرنا 26 سنة فينا ننطر 5 دقائق». أما الوالد، فيعد أطفاله بأن الإنتظار سببه أننا «سندخل لنزور الجنرال». وبين الناس العاطفيين، «تسلل» شاعر أتى من صيدا وبدأ يوزع قصائده على الناس «من ميل بصير معروف، ومن ميل في محبة عون».

عدد كبير من مسؤولي التيار والنواب حضروا أمس، وتوزعوا بين الجماهير. مثلهم تصرّف الوزير جبران باسيل. لحظات قبل أن يظهر في الساحة الأب سيمون عساف، الذي كان يُجيش جماهير الـ 89 عبر قصائده، فشخصت إليه الأنظار.

الشاشة العملاقة التي نُصبت في الساحة لم تكن كافية للأعداد الكبيرة. ما إن نقلت صورة عون حتى «جُنّ» الجمهور. الرئيس يتكلّم وعماد يذرف الدموع. لماذا؟ «ما بعرف. كنت صغير حاملني عا كتافو وقللي بدك تطلع تحب البدلة العسكرية». حين ذكر عون «الطيران الغريب» الذي حلّق فوق بعبدا قبل 26 عاماً، متمنعاً عن تسميته، استعاد بعض الحاضرين هتافات لطالما ردّدوها ضد سوريا، قبل أن يُقمع هتافهم. من المفارقات الغريبة أن يقول عون إنّ البيئة ستعود نظيفة مهما كلّف الأمر، فيؤكد الناس على كلامه بالهتاف، إلا أنهم يُغادرون الساحة تاركين على الأرض الكثير من عبوات المياه الفارغة وأكياس الأكل.

بعيداً عن هذه الملاحظة، مثيرةٌ للإعجاب الطريقة التي يتصرّف بها العونيون مع ظاهرة ميشال عون، قبل الرئاسة وبعدها. لم يكن الجنرال يوماً مصدراً للخدمات لجمهوره وفق الطريقة اللبنانية. على العكس، في الحرب، كان الجمهور يتبرّع للجيش. لم يطالبوه ببناء دويلة لهم في مناطقهم، ولم يطلبوا منه السلاح. خلافاً لذلك، تطوّعوا ليكونوا انصاره. حبّاً به ناموا في القصر، مطالبين بالحرية. انتظروه ليعود عام 2005، ومن حينها لم يردّوه خائباً مرّة. وأمس، كانوا مجدداً بالآلاف تثير حماستهم جملة «يا شعب لبنان العظيم» السحرية. ميشال عون ظاهرة، وآمال الجمهور المعلقة عليها كبيرة جداً. المطلب الوحيد هو بناء الدولة التي لطالما انتظروها، وأولى خطواتها ستكون مع اعتماد قانون جديد للإنتخابات النيابية.

/+++++++++++++++++++++++++++++/
اللواء//
عون رافعاً شارة النصر: من الآن وصاعداً لن يستطيع أحد أن يخرق الدستور//
قصر بعبدا يستعيد مشهدية «بيت الشعب» عامي 88-89 وهتاف: «يا شعب لبنان العظيم»//
استعاد القصر الرئاسي في بعبدا أمس مشهدية التظاهرات التي كانت تؤم «بيت الشعب» خلال عامي 1988-1990، فيما كان رئيس الحكومة العسكرية العماد ميشال عون يخاطب أنصاره ومؤيديه يومذاك: «يا شعب لبنان العظيم» فينفجر المناصرون غبطة وحماسة.

وأمس، تكرر المشهد في ما أطلق عليه «يوم التهنئة الشعبية»، لكن عدد المواطنين ازداد بالتأكيد مع وصول العماد عون إلى «قصر الشعب» رئيساً للجمهورية، وهو حرص، حيث اطل على أنصاره، من وراء منصة رئاسة الجمهورية وليس من شرفة القصر، كما اعتاد، على رفع إشارة النصر من يديه الاثنتين، صارخاً: «يا شعب لبنان العظيم»، وهي العبارة التي اقتبسها من الشاعر سعيد عقل، الا انه زاد على هذه العبارة، قائلاً: «أن أي رأس لن يستطيع ان يخرق الدستور من الآن فصاعداً، وأن الفساد سيستأصل، وستعود البيئة النظيفة مهما كلف الأمر»، واستذكر عون مراحل الحرب التي خاضها في ذلك العامين من أجل الحرية والسيادة والاستقلال، من دون الإشارة بالاسم إلى السوريين.

وشدد عون على ان «وصولنا الى رئاسة الجمهورية ليس الهدف، بل الهدف بنيان وطن قوي يحتاج الى دولة قوية تبنى على دستور يحترمه السياسيون».

ولفت الى «اننا وصلنا الى السلطة ولدينا خطط تنموية، مع المحافظة على استقلالنا وسيادتنا وحريتنا، ولن نكون مرهونين لأي بلد آخر، فاستقلالنا وسيادتنا ليسا عداوة ولا يشكلان خصومة مع دول اخرى، لا بل صداقة صريحة وقدرة على احترامها، لاننا نكون قد تخلصنا من التأثيرات الخارجية».

كلام الرئيس عون جاء في خلال «يوم التهنئة الشعبية» الذي شهده القصر الجمهوري في بعبدا امس لمناسبة انتخابه رئيسا للجمهورية، حيث احاط به خلال القائه كلمته خمس شخصيات كانت تقف الى جانبه في التظاهرات التي كانت تنظم خلال توليه رئاسة الحكومة العسكرية، هم: النائب اللواء ادغار معلوف الذي كان وزيرا، المدير العام للامن العام انذاك اللواء نديم لطيف، قائد لواء الحرس الجمهوري انذاك العميد ميشال ابو رزق، مرافقه السابق النقيب حبيب فارس، والمنسق العام للمكتب المركزي للتنسيق الوطني الذي كان ينظم المسيرات الشعبية آنذاك الدكتور بيار رفول.

«بيت الشعب»

وكان «يوم التهنئة الشعبية» الذي تولت تغطيته الوسائل الاعلامية بشكل مباشر وشارك فيه افراد عائلة الرئيس عون ونواب «كتلة التغيير والاصلاح»، وزراء، نواب، وزراء سابقون، فاعليات سياسية، اجتماعية، وجوه فنية، وفود من تيارات واحزاب سياسية، كبار موظفي القصر الجمهوري وضباطه، قد شهد منذ الصباح الباكر تقاطر الوفود الشعبية والمواطنين من مختلف الاعمار والمناطق اللبنانية الى القصر الجمهوري الذي علت على مدخل بهوه الرئيسي لافتة «بيت الشعب»، مع صورتين كبيرتين لاحدى التظاهرات التي كانت نظمت في قصر بعبدا في العامين 1988 و 1989.

ودخل المواطنون الذين استمر توافدهم حتى القاء الرئيس عون كلمته ظهرا، الى ساحات القصر وباحته الداخلية على وقع الاغاني الوطنية، رافعين الاعلام اللبنانية فقط وصور رئيس الجمهورية واللافتات المؤيدة.

وتعذر على كثيرين الوصول الى ساحة القصر الجمهوري نتيجة الازدحام الكبير، فغصت الطرق المؤدية الى القصر من «هيبر ماركت بو خليل» وحتى المدخل الرئيسي بالمواطنين الذين استطاعوا متابعة وقائع الاحتفال من خلال شاشات عملاقة وضعت على جانب الطرق التي سلكها المشاركون.

وقرابة الحادية عشرة والدقيقة ٤٥، أطل عون على الحشود من خلف منصة اقيمت خصيصاً للمناسبة فوق «نافورة» القصر التي اطفئت مياهها، رافعاً يديه الاثنتين، وقال مخاطباً الحشود:

«اخواني واحبائي،

اعتدتم ان تروني في بذة اخرى، الا ان الكلمة والفكر لم يتغيرا، يا شعب لبنان العظيم، كنتم شعبا عظيما واصبحتم شعبا اعظم. في هذه الساحة التقينا في ظروف صعبة للغاية. لكننا كنا فخورين وكان لدينا كل العنفوان وكل الالم ايضا لسقوط شهداء منا نواصل استذكارهم. لقد اختفى وفقد منا اناس، وما زال لدينا اليوم اناس مفقودون من جيشنا واحبائنا العسكريين، لذلك لا يجوز في اي ذكرى وطنية الا ان نذكرهم وأن نقدم كل المحبة لاهلهم، الى كل اب واخ فقد احدا من اهله. ولكننا نريد ان نكمل الحياة مع الاحياء. نذكر شهداءنا دائما ولكن الحياة ستستمر وسنبني المستقبل. لقد عرفتكم هذه الساحة على مدى سنتين ولم تتركوها ابدا في احرج الظروف، ولكن مع الاسف، فان لعبة دولية كبيرة هي التي انتصرت علينا وسمحت للجنود غير اللبنانيين ان يقتحموا بلدنا. عندما استلمت الحكومة كان لبنان عشرين قطعة، لبنان السوري، لبنان القواتي، ولبنان الاشتراكي والفلسطيني والاملي، كان هناك العديد من «اللبنانات» ولكننا لم نحارب اللبنانيين ولم يكن هدفنا الوصول الى السلطة، بل ان نعطي الحرب معناها الحقيقي، كانت الحرب من اجل حرية وسيادة واستقلال لبنان.

لأجل هذا الهدف، لم نحاول مرة ان نتجاوز خطوط التماس، لانه لم يكن على ارضنا غير لبنانيين، اكان في سوق الغرب او في خطوط التماس في بيروت او اية جهة اخرى. لذلك لم نتجاوزها كي نحتل ارضا او منازل مواطنين لبنانيين لاننا كنا ندرك ان القضية لا تنتهي الا بالحوار، فماذا كنا سنعمل لو قمنا باحتلالهم، كان علينا ان نحاورهم لذلك لم يكن هناك فهم لهذا الموضوع. وبقي الوطن مشرذما بالرغم من اعلان حربنا من اجل السيادة والحرية والاستقلال. واستفاد الغريب من هذا الوضع كي يكمل حربه علينا. لا اذكر الا الطائرات تحمي بعضها طبقة فوق طبقة، طيران غريب لا اريد ان اسمي لانه لم يعد لدي الان من سبب للتسمية».

اضاف: «إن خروجنا من هذا المكان لم يكن مذلا. لقد خسرنا المعركة ولم نسحق. بقينا واقفين ورأسنا مرفوع. ذهبنا من هنا وابتعدنا عن لبنان ولكن نشاطنا لم يتوقف. بل بقينا نجاهد، وانتهت حينها مرحلة النضال المسلح وبدأ النضال السلمي مع الطلاب واللبنانيين الذين كنت اوصيهم دائما بتجنب العنف في تظاهراتهم وفي سلوكهم. وهكذا مضى 15 سنة ولم يتحطم اي زجاج على ايديهم. لقد كنتم بذلك الاكثر تمثيلا لأكثر الشعوب تحضرا وليس تخلفا.

من الممكن ان يكون الجميع قد ظن انه باستطاعته كبتنا. ولكن احدا لم يستطع. لأن الحرية والكرامة هما من قيمكم الداخلية ومن غير الممكن ان تنتزع. وما زلتم تحافظون عليها حتى الآن وسوف تبقى في داخلكم لأنها إرث لبناني تكون عبر العصور.

لقد لجأنا الى الجبال الوعرة كي لا يصل الينا احد ويتمكن من حكمنا وإذلالنا. واليوم نستطيع ان نقف بكل عزة وعنفوان امام الناس والشعوب جميعها لاننا عدنا وصنعنا وحدتنا الوطنية. واليوم سنبدأ مرحلة ثانية، مرحلة بناء الوطن. عدنا بعدما انجزنا نشاطا كبيرا في كل انحاء العالم واسسنا للتيار الوطني الحر الذي اصبح ارثكم انتم، في جميع انحاء العالم. في اوستراليا، في الولايات المتحدة، في انكلترا وفي كل بلدان اوروبا والمدن الكبيرة وكذلك في افريقيا. لذلك في حال مست اي شعرة منكم، سوف يهتز قلب كل بلدان العالم معكم».

وتابع: «نحن اليوم امام مشروع كبير. ان وصولنا الى رئاسة الجمهورية ليس الهدف بل الهدف ان نبدأ بناء وطن قوي عبر تعزيز وحدته الوطنية.

إن الوطن القوي يحتاج الى دولة قوية تبنى على دستور يحترمه السياسيون جميعا. و«ما في راس رح يخرق سقف الدستور من الآن فصاعدا».

كنت دائما اردد قولا للكاتب والصحافي الكبير ميشال شيحا الذي ساهم في وضع دستور لبنان وهو: «من يحاول السيطرة على طائفة، يحاول الغاء لبنان». ان لبنان بني على الوحدة الوطنية التي ستعطينا القوة في الوطن والتزامنا تجاه ارضنا واستقلالنا. سيحترم الشعب اللبناني القوانين التي تشكل العقد بين اللبنانيين الحافظة لحقوقهم، وستظهر للبنانيين عدالة وقوى امنية غير مسيسة وغير تابعة للقوى السياسية، لانها مؤتمنة على احترام وفرض احترام القوانين، وبالتالي لا يصبح شعار «ان ينام المواطن وبابه مفتوح» شعاراً فارغاً. تنتظرنا مشاريع كبيرة، ونعلم ان المجتمع اللبناني لديه حاجات بدائية غير متوفرة بعد، فقد تم اسقاط المشاريع وايقافها، وتم التعاطي بكيدية سياسية لعرقلة عملنا، أي مشاريع الكهرباء والمياه وتحسين اوضاع الطرقات في المناطق. لذلك، من اول الامور التي سنباشر في تنفيذها هي تأمين هذه الحاجات بالسرعة الممكنة. كما يجب استثمار الموارد الطبيعية التي ستجعلنا نتخلى عن الاستدانة بعد ان وقعنا بعجز مادي، ويجب ان تتحقق هذه الامور بالسرعة المطلقة، كي تشعروا كمواطنين بانفراج اقتصادي ويعود لبنان المزدهر والمنفتح على العالم وخصوصا العالم العربي.

الآمال كبيرة، والارادة متوفرة لدى جميع اللبنانيين، لذلك وصلنا الى السلطة ولدينا خطط تنموية، مع المحافظة على استقلالنا وسيادتنا وحريتنا، ولن نكون مرهونين لأي بلد آخر. وأهم ما لدينا هو انه يمكننا تدبر شؤوننا ونتعاطى مع الآخرين بصداقة ومحبة، فاستقلالنا وسيادتنا ليسا عداوة ولا يشكلان خصومة مع دول اخرى، لا بل صداقة صريحة وقدرة على احترامها، لاننا نكون قد تخلصنا من التأثيرات الخارجية.

في النهاية، مشاريعنا كثيرة كما آمالنا، ولكن عليكم انتم ايضا مسؤولية كبيرة، فنظافة الكف والسياسة هي من الثقافة، ولا يجب ان تبقى سياستنا قائمة على الشائعات، او على الفساد وفق مبدأ الاستفادة كما غيرنا. ان الفساد سيستأصل، وستعود البيئة نظيفة مهما كلف الامر. وكي لا اكرر كل ما سنقوم به، استودعكم لأراكم في مناسبة اخرى.
عشتم وعاش لبنان».

يذكر ان لواء الحرس الجمهوري كان تولى اتخاذ الترتيبات الامنية الخاصة بهذا اليوم والتي أسهمت في تسهيل وصول المشاركين الى القصر الجمهوري، فيما كانت وحدات من الصليب الاحمر اللبناني حاضرة للتدخل لاسعاف المواطنين عند الحاجة.

/+++++++++++++++++++++++++++++/
المستقبل//
الراعي يصلّي ليتمكّن الحريري من التأليف سريعاً وجنبلاط يدعو إلى الابتعاد عن المطالب التعجيزية//
عون: لا رأس يخرق الدستور بعد اليوم//
مع انتقال رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري إلى مرحلة جوجلة نتائج الاستشارات النيابية وما أعقبها من مطالب معلنة وغير معلنة، ناقشها مساء مع رئيس حزب “القوات” اللبنانية سمير جعجع، جدّد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون من قصر بعبدا تمسّكه باحترام الدستور، مؤكداً ان “أي رأس لن يستطيع خرق الدستور من الآن وصاعداً”، ومتعهّداً بـ”استئصال الفساد وبعودة البيئة نظيفة مهما كلفّ الأمر”.

هذا الموقف، وهو الثاني بعد خطاب القسم، أطلقه الرئيس عون في يوم “التهنئة الشعبية” الذي أقيم في القصر لمناسبة انتخابه رئيساً، في مشهدية أعادت “بيت الشعب” 26 عاماً إلى الوراء، مع احتشاد آلاف القادمين من المناطق في الباحة الخارجية، ينتظرون “الجنرال” ليرفع إشارة النصر ويلقي عليهم تحيته المعهودة “يا شعب لبنان العظيم”.

وإذ استذكر بعض محطّات السنتين اللتين أمضاهما في القصر بين 1988 و1990 (13 تشرين)، قال الرئيس عون: “اليوم سنبدأ مرحلة ثانية، مرحلة بناء الوطن.. إن وصولنا إلى رئاسة الجمهورية ليس الهدف بل الهدف أن نبدأ بناء وطن قوي عبر تعزيز وحدته الوطنية”. أضاف: “الوطن القوي يحتاج إلى دولة قوية تُبنى على دستور يحترمه السياسيون جميعاً. وما في رأس رح يخرق سقف الدستور من الآن وصاعداً”.

وردّد رئيس الجمهورية قولاً للمفكّر ميشال شيحا الذي ساهم في وضع دستور لبنان جاء فيه: “مَن يحاول السيطرة على طائفة يحاول إلغاء لبنان”، مؤكداً أن لبنان “بُني على الوحدة الوطنية التي ستعطينا القوّة في الوطن والتزامنا تجاه أرضنا واستقلالنا”.

دعوات للتسهيل
في الغضون راوحت المواقف المتعلقة بتشكيل الحكومة بين مطالبة بحقيبة “سيادية” أو “أساسية” أو “متوسطة”، كما تردّد على لسان نوّاب في اليومين الماضيين، وبين دعوات إلى تسهيل التأليف “والابتعاد عن المطالب التعجيزية”، كما غرّد رئيس “اللقاء الديموقراطي” النائب وليد جنبلاط.
ومن جهته، رفع البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الصلاة إلى الله “بشفاعة أُمّنا مريم العذراء سيدة لبنان وحاميته، كي يمكّن رئيس الحكومة المكلّف الشيخ سعد الحريري من تأليفها في أسرع وقت ممكن”، مؤكداً ان حالة البلاد الاقتصادية والمعيشية والمالية والإنمائية والأمنية “لا تتحمّل أي إبطاء أو تأجيل”.

/+++++++++++++++++++++++++++++/
البناء
أميركا للانتخابات… وروسيا والجيش السوري للعمليات الكبرى… وارتباك تركي
عون يعلن لـ “شعب لبنان العظيم” الحرب على الفساد وحراسة الدستور
الحكومة بين لمّ الشمل سريعاً… وفيتو القوات للاستئثار بجبنة الحقائب… فالتأخير
مع الساعات الفاصلة عن الانتخابات الرئاسية الأميركية والفوارق الضئيلة التي تفصل المرشحَيْن الديمقراطية هيلاري كلينتون والجمهوري دونالد ترامب، وسقوط السياسة لحساب حروب الفضائح التي ستتحكّم بالتصويت السلبي للناخبين فيفوز ترامب بأصوات كارهي كلينتون أو تفوز كلينتون بأصوات كارهي ترامب، توقفت الماكينة الأميركية السياسية والإعلامية والدبلوماسية عن التصويب على الدور الروسي في شمال سورية، وتركزت على فتح جبهة الرقة بالتزامن مع معارك الموصل لتزخيم فرص الفوز للمرشحة الديمقراطية كلينتون، وبدت روسيا مع سورية وإيران على أبواب قرار بدء العمليات الكبرى التي تشمل جبهة جنوب حلب ومشاريع الـ 1070 وحي أبي سعيد وشرق حلب وتتجه نحو حي صلاح الدين بعد بستان الباشا، بينما تتقدّم وحدات الجيش السوري والحلفاء نحو مدينة الباب التي تبعد عنها خمسة كيلومترات فقط، بينما يرتبك الأتراك الذين يقفون على بعد ثلاثة عشر كليومتراً منها في أقرب نقطة بلغوها في عملية درع الفرات، مع تهديد سوري بالتصدي لكلّ انتهاك تركي جواً أو براً، وفي ريف دمشق إنجازات للجيش السوري على جبهات مخيم خان الشيح ومحيط مدينة دوما.
حزب الله الذي رمى بثقل آلته نحو سورية بعدما اطمئن لمسار رئاسة الجمهورية، وسلم راية الحكومة لحليفه رئيس مجلس النواب نبيه بري، أوصل مباشرة وبالتضامن والتزامن مع نصائح بري، رسائل التطمين لعدم وجود أي نيات لعرقلة تشكيل الحكومة، وحسمها كلام الأمين العام لحزب الله عن الاستعداد للمساعدة في تذليل التعقيدات إذا اقتضى الأمر، لتبدو حصيلة الاستشارات التي أجراها الرئيس المكلف سعد الحريري، بين حدّي الإسراع بتشكيل حكومة لمّ الشمل، وتصفية ذيول الخلافات في كلّ مرحلة الفراغ الرئاسي، ومنها معارك الانتخابات، والولادة السريعة المرهونة بهذا العنوان، الذي يعني تمثيل النائب سليمان فرنجية بحقيبة وازنة أو تسليمه شخصياً حقيبة الداخلية، وتوزير الحزب السوري القومي الاجتماعي وحزب الكتائب، والنائب طلال إرسلان والوزير فيصل كرامي، أو الاستجابة للضغوط التي حملها رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع إلى الرئيس المكلف ليل أمس، ومحورها طلب أربع حقائب للقوات في حكومة من أربع وعشرين وزيراً منها حقيبة سيادية، ما يعني عملياً إغلاق الباب أمام الحكومة التوافقية، ووضع رئيس الجمهورية والرئيس المكلف أمام خيار الاصطدام برفض الرئيس بري المشاركة في حكومة قرار الثلثين فيها محكوم بتوافق ثلاثي التيار الوطني الحر والقوات والمستقبل، ما يؤكد له الهواجس التي سبق وطرحها قبل الانتخابات الرئاسية وأدّت لتصويت كتلة التنمية والتحرير بأوراق بيضاء فيما تقول مصادر مطلعة أنّ الرئيس الحريري الذي سبق وتبلّغ من الرئيس بري تحذيراً من مسعى جعجع لم يجب على طلبات جعجع وأحاله على رئيس الجمهورية كراعٍ للتمثيل المسيحي في الحكومة من موقعه كرئيس للجمهورية وكزعيم للقوة المسيحية النيابية الرئيسية، والحريري يضع في حسابه وفقاً للمصادر أنّ إطالة أمد التشكيل يتوقف على تذليل هذه العقبة، التي تضع الحكومة بين خيار الانتظار الطويل بسبب فيتوات جعجع وشهية القوات على الجبنة الحكومية، والسعي للاستئثار ومحاصرة العهد وسط خلافات ومنازعات، بلا حكومة، أو خيار الحسم بالسير بالحكومة التوافقية الثلاثينية التي تضمّ الجميع ولو اقتضى ذلك فرضها كأمر واقع وترك القوات تأخذ قرارها بالبقاء في الحكومة أو الخروج منها، وليس هناك مَن يتوقع خيار الخروج من حكومة العهد الأولى، ولو كانت الطلبات مشفوعة بدلع الحديث عن تفضيل البقاء خارج الحكومة، إذا لم تأتِ رياح التشكيل بما يلائم سفن النظرة القواتية.
عون من “بيت الشعب”: لا رأس سيخرق الدستور
“يا شعب لبنان العظيم كنتم شعباً عظيماً وأصبحتم شعباً أعظم”. بهذه الكلمات ومن منصة بيت الشعب في بعبدا خاطب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون المواطنين الذين ضاقت بهم باحات القصر الجمهوري لتهنئة “الجنرال” بوصوله إلى سدة الرئاسة الأولى. وأكد عون أمامهم أننا “اليوم أمام مشروع كبير ووصولنا الى رئاسة الجمهورية ليس الهدف بل الهدف أن نبدأ بناء وطن قوي. وهذا الأمر هو بالوحدة الوطنية التي سنعزّزها أكثر فأكثر. الوطن القوي بحاجة الى دولة قوية تديره وهي التي تُبنى على دستور يحترمه السياسيون جميعاً”. وقال: “ما في رأس رح يخرق سقف الدستور من الآن فصاعداً، وأن الفساد سيُستأصل وستعود البيئة نظيفة مهما كلف الأمر”.
وأضاف عون: “الشعب اللبناني عليه أن يحترم القوانين التي هي العقد الذي يحمي اللبنانيين. وعلى قوى الأمن أن تحفظ أمن المواطنين كي يناموا وأبوابهم مفتوحة، والمجتمع اللبناني لديه حاجات بدائية غير متوفرة لحدّ اليوم وكان هناك كيدية سياسية تعرقل عملنا. وأول ما سنفعله هو تأمين هذه الحاجات بأقصى سرعة ممكنة واستثمار الموارد الطبيعية التي ستغنينا عن الاستدانة لنزدهر اقتصادياً وعلينا أن ننفتح على العالم العربي”.
وقالت مصادر مقربة من الرئيس عون لـ “البناء” إن “مشهد الحشود التي تقاطرت من مختلف المناطق أسدلت الستار على مرحلة سابقة اتسمت بخرق الدستور والقوانين ورسمت أفقاً جديداً واستراتيجية شاملة للمستقبل عنوانها الرئيسي التطبيق الحرفي للدستور وإعادة بناء وتكريس دولة المؤسسات والقانون”. وأشارت الى أن “المطلوب من الرأي العام أيضاً أن يدعم هذه الثقافة وأن يحاسب من يخرق الدستور”. وأوضحت المصادر أن مرحلة إعادة الاعتبار للدولة ودستورها وقوانينها التي بدأت مع انتخاب الرئيس عون تتطلّب من جميع أركان النظام اللبناني أن تخرج من المنطق الذي كان سائداً طيلة عقدين من الزمن، حيث بلغ انتهاك القانون والدستور والسيادة حداً لا يحتمل”.
وأكدت المصادر أن المسار الذي انطلق لإعادة بناء الدولة يسير بشكلٍ تدريجي نحو التنفيذ العملي، وأن الرئيس عون مرتاح لمآل الأمور حتى الآن، ويؤكد أن هذا المسار لن يتوقف، لكنها أوضحت أن رئيس الجمهورية ليس المسؤول عن تشكيل الحكومة، بل هو يظلل ويدعم جهود رئيس الحكومة المكلف الذي عليه تدوير الزوايا لإخراج التشكيلة الحكومية الى النور”. وأشارت إلى أن “لا مبررات موضوعية لتأخير تشكيل الحكومة”، مؤكدة على “التعاون والتفاهم بين رئيسي الجمهورية والحكومة المكلف”. أما عن العلاقة مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري، فأكدت المصادر أنها “جيدة وتتطور الى الأفضل”. ولفتت المصادر إلى أن “عملية تشكيل الحكومة لن تكون طويلة والأمور مسهلة لا سيما وأن شكل الحكومة قد حسم أي وحدة وطنية جامعة”.
رسائل من “الشيخ” إلى “السيد”…
وأنهى الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري مشاوراته مع الكتل النيابية في المجلس النيابي، وكان الأبرز فيها اللقاء مع كتلتي “الوفاء للمقاومة” والحزب السوري القومي الاجتماعي التي أكد باسمها النائب أسعد حردان أن من حق الكتلة أن تطالب بحقيبة أساسية، معتبرًا أن أولوية الحكومة يجب أن تكون للشأنين الاجتماعي والاقتصادي. ولفت إلى أن الإصلاح يبدأ من قانون انتخاب يُنصف اللبنانيين. بينما شدد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد على ضرورة “تشكيل حكومة الوفاق الوطني التي لا تستثني أحداً، تكون أولويتها الاهتمام بالوضع المعيشي للمواطنين وتعزيز الوضع الأمني”، لافتاً الى أننا “نريد قانون انتخاب جديداً يُحقق العدالة للجميع ولم نطرح موضوع الحقائب، لكننا اتّفقنا على وضع آلية لدرسها”.
ولم تخلُ جلسة المشاورات مع الكتلة من “رسائل الشيخ سعد الى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله”، وبحسب المصادر أنه وخلال اللقاء أرسل الحريري تحياته إلى السيد نصرالله وسأل رعد “كيفو السيد”، فردّ “منيح”، فعاد وردّ عليه الحريري “سلّملي علي”.
وشدّدت مصادر في تيار المستقبل لـ “البناء” على أن “الاجتماع بين الحريري وكتلة الوفاء للمقاومة كان جيداً وإيجابياً، وبمعزل عن حقيقة الرسائل التي نقلت بين السيد نصرالله والرئيس الحريري، لكن اللقاء بالتأكيد كسر الجليد وسيقرّب المسافات بين حزب الله وتيار المستقبل بعد مرحلة طويلة من الجفاء بينهما، والإيجابية التي بدأت مع العهد الجديد وانتخاب رئيس للجمهورية ستكون سمة المرحلة المقبلة ويُبنى عليها لفتح صفحة جديدة بينهما، لا سيما وأنهما سيشاركان في حكومة واحدة”.
وشدّدت المصادر على أن “العلاقة بين الرئيسين بري والحريري كانت وستبقى جيدة وممتازة ولو شابها بعض العتب في الملف الرئاسي”.
والى ذلك، أجمعت معظم الكتل النيابية التي التقاها الرئيس المكلّف أمس على “تشكيل حكومة وفاق وطني تتمثّل فيها معظم القوى السياسية”.
وعقب انتهاء المشاورات، أكد الحريري: “أننا إيجابيون بالتعاون مع القوى السياسية كافة، من أجل تشكيل حكومة وفاق وطني يُشارك فيها أكبر عدد من الكتل السياسية”، ومشدّداً على أن لا “فيتو” على أحد، ولا توجد أي قوى سياسية تضع نفسها في هذا الموقف”. وتوجّه الحريري الى قصر بعبدا للقاء الرئيس عون لاطلاعه على نتائج المشاورات.
وعلمت “البناء” أن جميع الأطراف ستعمل على تسهيل تشكيل الحكومة، رغم رفع السقوف ومطالب كل طرف، لكن هناك إصرار لدى رئيسَي الجمهورية والحكومة المكلف على تشكيلها بأسرع وقت ممكن، وكما سيعمل الحريري بكل قوته على فك العقد لينتهي الأمر باتفاق بين الأطراف على صيغة معينة مرضية للجميع، مرجّحة أن تبصر النور في عيد الاستقلال وحتى إن تأخّرت بعده فليس لوقتٍ طويل”.
وقالت مصادر نيابية مستقبلية لـ “البناء” إن الحريري لم يلمس خلال المشاورات من أي كتلة نيتها وضع عراقيل أمام تشكيل الحكومة، وأنه سيعمل خلال الأيام المقبلة على جوجلة المطالب والاقتراحات والصيغ التي طرحت ليعرض صيغة أولى على رئيس الجمهورية في غضون أيام، متوقعة أن تكون الحكومة 30 وزيراً ووحدة وطنية ما يفترض تمثيل الوزير سليمان فرنجية بها”، لكنها أشارت إلى أن “لا صيغة نهائية ولا حقائب محسومة الأطراف حتى الآن والأمر بحاجة إلى مزيد من الدراسة والنقاش”.
وأكدت أن كتلة المستقبل لا تتمسّك بحقيبة معينة بل أبلغت الحريري خلال لقائها معه تمسّكها بوزارة سيادية”.
وفي حين حذرت أوساط سياسية معنية من سعي بعض الجهات السياسية لوضع عراقيل أمام تشكيل الحكومة ومحاولة إقصاء أطراف أخرى عن التركيبة الحكومية، برزت زيارة لافتة لرئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، إلى بيت الوسط مساء أمس حيث التقى الحريري بحضور رئيس جهاز الإعلام والتواصل في “القوات” ملحم رياشي والنائب السابق الدكتور غطاس خوري ونادر الحريري. وتناول اللقاء، آخر المستجدات السياسية والمساعي الجارية لتأليف الحكومة الجديدة.
وسبقت زيارة جعجع مواقف عالية النبرة ورفع لسقف المطالب لعدد من نواب القوات أبرزها للنائب جورج عدوان الذي طالب بوزارة سيادية للقوات ووزارة خدمية وأخرى تقنية كالاتصالات.
ظريف في بيروت اليوم
على صعيد آخر، يصل وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف مساء اليوم الى بيروت لتهنئة الرئيس عون.

Please follow and like us: