خاص ـ الحقول / أحيا الأرمن والسريان في لبنان الذكرى السنوية الـ 99 لمجازر الإبادة التي ارتكبها ضدهم العثمانيون الأتراك في عام 1913 ـ 1914. وتميز يوم 24 نيسان 2014 باعتصام أمام سفارة تركيا، وتجمعات ومسيرة شموع من برج حمود نحو ساحة الشهداء في وسط بيروت. وقال محللون إن جريمة حكومة أردوغان بدفع الإرهابيين التكفيريين إلى قلب مدينة كسب في سوريا التي يقطنها الكثير من المواطنين الأرمن والسريان السوريين، قد أجج الغضب ضد تركيا، وأعطى الذكرى مغزى أشد إيلاماً هذا العام. وقد أصدر مسؤولون أرمن وسريان تصريحات وبيانات تهدف إلى تذكير العالم بمسؤولية تركيا عن هذه الجرائم، ومطالبتها بالإعتراف بهذا العار الإنساني وبحقوق الضحايا، وكذلك، للتأكيد على ان الشعوب لا يمكن ان تتخلى عن تاريخها القومي وعن مقاومة المحتلين ماضياً وحاضرا.
اعتصام أرمني أمام سفارة تركيا : أنقرة مستمرة بسياسة الإهانة والظلم
نظم طلاب وشباب حزب “الطاشناق” اعتصاما امام السفارة التركية لمطالبة تركيا بالاعتراف بالابادة الارمنية.
واعلن النائب هاغوب بقرادونيان في كلمة تلفزيونية على هامش التحرك ان هذا الاعتصام “حلقة من سلسلة تعبير عن الغضب بسبب عدم اعتراف تركيا بمسؤوليتها عن الابادة الارمنية، واحتلالها الأراضي الارمنية”، لافتا الى ان “موضوع العودة ثانوي بالنسبة للاحتلال، والمهم تحرير الاراضي الأرمنية والتعويض عن الابادة”، مشددا على ان “لا احد مستعد لترك شبر من الاراضي بيد الاعداء”.
ولفت الى ان “تركيا مستمرة بسياسة الاهانة والانكار والظلم ليس فقط بحق الشعب الارمني بل بحقوق الشعب العربي، أكان في العراق او سوريا او كردستان”.
البطريرك كيشيشيان: لسنا بحاجة الى تعازي الدولة التركية بل الاعتراف والتعويض
لفت الكاثوليكوس آرام الأول كيشيشيان الى ان “99 عاما تفرقنا عن تاريخ الإبادة الأرمنية بقرار وتخطيط وتنفيذ الدولة العثمانية التركية، ولكن مهما تنكرت تركيا المعاصرة، الوريثة الشرعية للدولة العثمانية ولجريمتها، هناك دلائل دامغة تثبت الحقيقة التاريخية القاطعة والدوافع الجيوسياسية الكامنة وراءها”.
وخلال ترؤوسه صلاة الجناز الخاصة أمام ضريح الشهداء في كاثوليكوسية الأرمن في أنطلياس لمناسبة الذكرى الـ99 للابادة الأرمنية، أضاف كيشيشيان: “اليوم، حين يتذكر الشعب الأرمني في كل أنحاء العالم بأشمله وبوحدة متراصة وعزم صارم الإبادة الأولى في القرن العشرين التي إرتكبت ضده، يطالب بالعدالة، وحين يتحضر شعبنا لليوبيل المئوي لهذه الإبادة، على المجتمع الدولي أن يدرك بأن الإبادة ضد الشعب الأرمني لا تزال مستمرة”، معتبرا ان “المخطط الإجرامي الذي بدأ تنفيذه في 24 نيسان 1915 من قبل تركيا العثمانية والرامي إلى إزالة الشعب الأرمني بأكمله، يتواصل اليوم بطرق وأساليب مختلفة”.
ورأى أن “الإبادة الأرمنية تكون مستمرة طالما لم يعاقب المجرم لإرتكابه الجريمة، وطالما تطالب بعض الدول محاسبة الطغاة والقتلة لنصرة العدالة تطبيقا للقانون الدولي، انما تأبى محاسبة ومعاقبة تركيا بسبب بعض الحسابات الجيوسياسية”.
ولفت كيشيشيان الى ان “الإبادة الأرمنية مستمرة مع رفض تركيا ليس فقط الإعتراف بتخطيط وتنفيذ أسلافها للابادة الجماعية لا بل تحريفها الوقائع التاريخية، واصفة الشعب الأرمني بعبارات نابية مثل “الخيانة” و”عدم الولاء”، متسائلا “هذا الشعب الذي قدم الكثير الكثير لإزدهار وعمران الدولة العثمانية وخاصة في المجال الإقتصادي، من سيطالب بالعدالة ويحاسب تركيا في المحكمة الدولية؟”.
وشدد كيشيشيان على “اننا لسنا بحاجة الى تعازي ولا لدروس في الأخلاق من الدولة التركية بل للاعتراف بالإبادة والتعويض عنها”.
السريان في لبنان : نريد من تركيا اعترافا رسميا بالمجزرة ضد السريان والأرمن
كما اعرب رئيس الرابطة السريانية حبيب افرام عن اسفه “لتكرار الابادة الارمنية اليوم بعد مرور99 سنة على هذا الحدث الأليم، في العراق وسوريا حيث يتعرض شعبنا للإبادة البطيئة”.
كلام افرام جاء مؤتمر صحافي عقده تتويجاً لحملة توقيع على وثيقة تضامن من أجل الاعتراف ومن أجل تسوية تاريخية بمناسبة مرور 99 عاماً على المجازر العثمانية ضد السريان والأرمن، في حضور ممثلين عن الاحزاب اللبنانية والروابط المسيحية وفعاليات ثقافية وفكرية واجتماعية.
واكد “اننا نريد اعترافا رسميا من السلطات التركية وتحمل المسؤولية كاملة من الناحيتين المادية والمعنوية”، مشيرا الى “اننا اتفقنا مع الأخوة الأرمن على تحضير حراك مشترك ولكننا صرفنا النظر بسبب ظروف الاستحقاق الرئاسي الحالي، على ان نقوم بتحركات مشتركة على المستويين المحلي والعالمي خلال العام المقبل لمناسبة المئوية”.
ودعا الاحزاب والاعلام المحلي والاقليمي والجامعات والفعاليات المختلفة الى القيام بحملات تضامن. وأضاف: “ان ما نسميه “سيفو” حقيقة تاريخية في المكان والزمان نحن شهودها وضحاياها بأجسادنا بأهلنا برواياتنا بكتبنا بأشعارنا بفننا بأغانينا بدمعنا بلحمنا بدمنا بالأسماء بالصور بالعائلات بأطلال باقية هناك فيها عبق اجدادنا، ولا يمكن لأحد انكارها ولا محوها ولا التبرؤ منها ولا تغييبها ولا إهمالها ولا دفنها، خاصة لا نقبل ان يدعي أحد أنها لم تحصل، أو أنها خرافة. ان الذاكرة لا تهجَّر، وهذه ليست ذاكرة وهمية ولا مُبتَدَعَة، وهي ليست ذاكرة ارتدادية او ذاكرة للانتقام بل هي ذاكرة للغد”.
وطالب “تركيا بالاعتراف الصريح الواضح الشفاف بما حصل من أجل أن ترتاح عظام أجدادنا، من أجل وقفة ضمير ونقد ذاتي”، مضيفا: “نحن لا نستثمر دم الشهداء إلا في ساحة الشرف والحرية. لا ننكأ جراحاً ولا نستجر احزاناً ولا نقبل انتقاماً ولا نحمل ضغينة ونتذكر ليس بالضرورة من أجل استعادة اراض ولا من أجل تعويضات مالية بحت بل من أجل الحقيقة”.
وكان زار مقر الرابطة ووقع على وثيقة التضامن عدد من الشخصيات السياسية والاجتماعية.
COMMENTS