يبرز دور لجنة الإعلام والاتصالات النيابية، برئاسة النائب حسن فضل الله، التي ستجتمع غداً، للبحث في جدول أعمال لم تُدرج عليه قضية «الفايبر أوبتيك»، كون الأزمة اندلعت الأسبوع الفائت بين الجراح وكريدية، بعد الدعوة إلى عقد الجلسة. لكن اللجنة مطالبة ببحث هذا الملف، الذي ستؤدي قرارات الجراح فيه إلى إهدار مئات ملايين الدولارات وتحويلها من مال عام إلى مال خاص. وفي هذا الإطار، كشفت مصادر نيابية بارزة أن «مجلس النواب لن يقف ساكتاً في هذا الملف، وهو سيكون في انتظار كلمة القضاء، قبل التحرك. فإذا ما ثبت فعلاً وجود عمليات سرقة وهدر، فإن المجلس يُمكن أن يتحرك للضغط باتجاه عدم دفع الأموال لوزارة الاتصالات». وفيما استدعت الضجة التي افتعلها الجراح من الرئيس سعد الحريري، ومدير مكتبه نادر الحريري التحرك لإعادة الأمور إلى نصابها …
الجمهورية
السعودية: إيران الراعي الأكبر للإرهاب في العالم
في موازاة «التصعيد النووي» بين الولايات المتحدة الاميركية وايران، تواصل هجوم الرياض على طهران وتالياً على «حزب الله»، إذ اتهم وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، في افتتاح مؤتمر لوزراء خارجية ورؤساء اركان الدول الاعضاء في التحالف العسكري في الرياض، إيران بإحباط مساعي السلام في اليمن، وقال: «انّ ايران تهرّب السلاح للحوثي و(أنصار الرئيس اليمني السابق علي عبد الله) صالح، كذلك تهدم كل مساعي الحل في اليمن ما أدى الى فشل كل المفاوضات السياسية بين الحكومة الشرعية وهذه الميليشيات». واضاف: «ما كان لهذه الميليشيات الاستمرار في ممارساتها لولا دعم الراعي الاكبر للارهاب في العالم، النظام الإيراني». وفي الماوزاة غَرّد وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج ثامر السبهان مجدداً ضد «حزب الله» من دون ان يسمّيه مُستغرباً صمت لبنان على تصرفاته، وكتب عبر «تويتر»: «ليس غريباً أن يعلن ويشارك حزب الميليشيا الارهابي حربه على المملكة بتوجيهات من أرباب الارهاب العالمي، ولكن الغريب صمت الحكومة والشعب في ذلك!».
في ظل ترقّب الاوساط الرسمية والسياسية لِما يمكن ان يكون لهذه المواقف السعودية من تداعيات على الوضع اللبناني العام، وفي انتظار استئناف اللقاءات السعودية ـ اللبنانية في الرياض قريباً، يتردّد في بعض الاوساط احتمال ان تكون لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون زيارة او تواصل ما مع القيادة السعودية، خصوصاً بعدما استأخر زيارة لطهران كان يعتزم القيام بها في وقت سابق من الشهر الجاري.
وفي الذكرى الأولى لانتخابه، يطلّ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على اللبنانيين، من قصر بعبدا، في حوار مفتوح ومباشر عبر 8 محطات تلفزيونية محلية، ابتداءً من الثامنة والنصف مساء اليوم، ويدير هذا الحوار مدير الإعلام في القصر الجمهوري رفيق شلالا، ويوجّه فيه رؤساء تحرير الأخبار في هذه المحطات أسئلتهم الى عون بلا أيّ ضوابط او شروط مسبقة ولمدة لن تزيد على ساعة ونصف ساعة، ما لم تطرأ ظروف استثنائية.
وسيتوجّه عون بداية الى اللبنانيين بكلمة مختصرة قبل ان يترك المجال للأسئلة. وسيسعى شلالا الى تقسيم الحوار وفق الملفات والعناوين الرئيسية، على أن تتناول القضايا الداخلية والإقليمية والدولية من جوانبها المختلفة السياسية والإقتصادية والإجتماعية والعسكرية والأمنية، الى ما هنالك من الأزمات الدولية وموقف لبنان منها.
الراعي
وفي هذه الاجواء، يعود البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الى لبنان اليوم، مُختتماً جولة شملت الفاتيكان والولايات المتحدة الأميركية حيث شارك في مؤتمر «دعم مسيحيي الشرق» والتقى أبناء الجالية اللبنانية.
وفي حين لم يسجّل ايّ لقاء بين الراعي والرئيس الأميركي دونالد ترامب، أوضحت مصادر بكركي لـ«الجمهورية» انّ البطريركية المارونية لم تطلب موعداً للقاء ترامب، إذ انّ زيارة البطريرك غَلب عليها الطابع الرعوي لا السياسي، لكن لا شيء يحول دون إتمام هذا اللقاء في زيارة مُقبلة لواشنطن».
وأوضحت انّ الراعي لم يتلقّ بعد أي دعوة رسمية من السعودية لزيارتها، ووصفت في الوقت نفسه علاقة البطريركيّة المارونية مع كل الدول العربية بأنها «في أحسن حالاتها»، مشيرة الى أنه «سيزور الرياض أو أي دولة عربية أخرى عندما تسمح الظروف بذلك».
لجنة الانتخاب
وفي الملف الانتخابي، لا يزال الخلاف حول آليّة تطبيق قانون الانتخاب يتصَدّر واجهة الاهتمامات، وستعاود اللجنة الوزارية المكلفة تطبيق قانون الانتخاب اجتماعاتها في السراي الحكومي اليوم على وَقع «الجدل البيزنطي» الدائر حول البطاقة البيومترية والتسجيل المسبق للناخبين والاقتراع في أماكن سكنهم.
وبَدا انّ البطاقة البيومترية تتَرنّح نتيجة الخلاف على طريقة تلزيمها، في وقت أحالت الحكومة الى مجلس النواب مشروع قانون لتغطيتها مالياً بكلفة 134 مليون دولار، وبالتالي تلزيمها بالتراضي. وقد رفض رئيس مجلس النواب نبيه بري التلزيم بالتراضي، وأصَرّ على إحالة الموضوع الى ادارة المناقصات وإعداد دفتر شروط وفق الاصول والقواعد القانونية.
ويبدو انّ المشروع يواجه مشكلة في المجلس حيث لم توافق لجنة المال والموازنة على «التراضي»، ما سيمنع طرحه على الهيئة العامة للمجلس، فيما أبلغ بري الى الحكومة عبر الوزير علي حسن خليل ضرورة سَحبه من المجلس.
السفير في سوريا
على صعيد آخر، يستعد السفير اللبناني المعيّن في دمشق سعد زخيا، لتَسلّم مهماته بداية تشرين الثاني المقبل بعد ما وقّع مرسوم تعيينه رئيسا الجمهورية والحكومة ميشال عون وسعد الحريري الذي وصف في تغريدة له السبت «المزايدة على مدى وقوفي ضد نظام الأسد» بأنها «مزايدة رخيصة»، مؤكداً «انّ وجود سفارة لبنانية في سوريا تأكيد على استقلالنا وسيادتنا».
واستغربت دوائر القصر الجمهوري الضجة التي أثارها البعض حول تعيين زخيا. وقالت لـ«الجمهورية»: «المرسوم الخاص به هو الترجمة الفعلية لقرار مجلس الوزراء بتعيين السفراء الجدد في مختلف الدول، ومرسومه كبقية المراسيم الخاصة التي وزّعت السفراء على الدول العربية والغربية كافة».
«القوات»
واستغربت مصادر «القوات اللبنانية» ما اعتبرته «الإلحاح والسرعة والاضطرار في تعيين سفير لبناني في سوريا على رغم ان لا حياة سياسية في سوريا، ووجود آراء عدة في لبنان وعضوية سوريا في الجامعة العربية معلّقة وسوريا مشلّعة بين مجموعات متقاتلة».
وقالت هذه المصادر لـ«الجمهورية»: «على رغم تحفّظنا عن السرعة، وإذا افترضنا انّ هذا الإجراء تمّ من قبيل الروتين، فلا نقبل إطلاقاً ان يقدّم أوراق اعتماده لبشار الأسد في إهانة الى الشعب اللبناني والقضاء اللبناني والأسرة العربية، فيما يفترض بالسفير المعيّن ان يتابع الملف السوري، علماً ان لا شيء يستدعي المتابعة، من لبنان أسوة بالدول الغربية التي حافظت على تمثيلها الديبلوماسي ولكن من دون تقديم أوراق اعتماد وتتابع الملف السوري من بلادها». وختمت المصادر: «لا نقبل بتقديم السفير المعيّن أوراق اعتماده للأسد».
سعيد لـ«الجمهورية»
وفي هذا السياق، قال النائب السابق الدكتور فارس سعيد لـ«الجمهورية»: «لقد انتزع لبنان بفَضل انتفاضة الاستقلال مطلباً تاريخياً تَمثّل باعتراف سوريا بنهائية الكيان اللبناني وبالتمثيل الديبلوماسي المشترك بين لبنان وسوريا عام 2008، وهذا إنجاز وطني حَقّقته انتفاضة الاستقلال ويُضاف الى سجلها الناصع البياض.
اليوم يجب ألا نضيع هذا الانجاز، وبالتالي علينا ان نبقي سفارة لبنان في سوريا قائمة، إنما اعترض على رتبة الممثل اللبناني في سوريا. طالما أنّ هناك نظاماً قاتلاً ومتّهماً بتفجير مساجد وكنائس وقتل شخصيات لبنانية ومواطنين أبرياء، كان من الأجدى ان نبقي التمثيل على مستوى سكرتير او سكرتير اول وعدم ترقية من يمثّل لبنان الى رتبة سفير».
من جهة ثانية، اعتبر سعيد «انّ موقف المملكة العربية السعودية اليوم لم يعد يتناسب مع عناصر التسوية اللبنانية التي تدافع عنها احزاب التسوية، وبالتالي فإنّ مواقف الوزير السبهان تعبّر عن هذا الامر».
وزير قبرصي
الى ذلك، يلتقي رئيس الجمهورية اليوم وزير الدفاع القبرصي كريستوفروس فوكايديس الذي وصل الى بيروت أمس في زيارة رسمية حدّدت قبل زيارة الحريري لقبرص السبت الفائت، ويلتقي خلالها كبار المسؤولين ويناقش معهم الدعم القبرصي للجيش اللبناني، ويوقّع اتفاقية خاصة بين البلدين تحت عنوان «الحماية المتبادلة للمعلومات المصنفة».
كذلك، يلتقي رئيس الجمهورية أيضاً وفداً من مجلس الشؤون الخارجية في البرلمان الأوروبي الذي يزور لبنان لاستطلاع الاوضاع من مختلف جوانبها، وخصوصاً على مستوى مواجهة الإرهاب والعلاقات القائمة بين لبنان والإتحاد الأوروبي ومصير مساعداته في المجالات كافة.
تحرير المخطوفين
من جهة ثانية، وفي عملية مشتركة بين المديرية العامة للأمن العام وشعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي والمخابرات العراقية، وبمتابعة وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق مباشرة، تمّ تحرير اللبنانيين عماد الخطيب ونادر حمادة وجورج بتروني، بعدما اختطفتهم عصابة الأحد الفائت لدى وصولهم الى بغداد. ووصل المخطوفون مساء الى مطار بيروت، حيث كان المشنوق وأهاليهم في استقبالهم.
الاخبار
كيف غادر شادي المولوي؟
صفقة تبادل مع مختطفين دروز في حماة… وجنبلاط يرفض شكر سوريا
علمت «الأخبار» أن المطلوب شادي المولوي غادر لبنان من ضمن صفقة تبادل، جرت الأسبوع الماضي، وتضمنت إفراج المجموعات المسلحة عن مجموعة من أبناء القرى الدرزية في ريف إدلب، في مقابل إطلاق معتقلين من هذه المجموعات لدى السلطات السورية، إضافة الى المولوي وستة من رفاقه.
ورغم التكتم الشديد على الصفقة وأطرافها، إلا أن أحداً لم يدقق في كيفية مغادرة المولوي مخيم عين الحلوة، واستمرار تكتم رفاقه في المخيم عن الصفقة، في انتظار أن ينشر المولوي شريط فيديو إثر وصوله الى «المكان الآمن في سوريا».
ماذا حصل خلال الأسبوعين الماضيين؟
في 11 تشرين الأول الجاري، أقدم تنظيم «داعش»على خطف 26 مدنياً سورياً كانوا في طريقهم من دمشق الى إدلب، غالبيتهم من أبناء القرى الدرزية في جبل السماق في إدلب. وكان هؤلاء قد حصلوا من «جبهة النصرة» على إذن بالسفر للتواصل مع أهلهم في جرمانا بالقرب من دمشق.
إثر انقطاع أخبار القافلة، التي عبرت خطأً قرية في ريف حماة، كان تنظيم «داعش» قد استولى عليها قبل أيام بعد معارك مع «جبهة النصرة» (هيئة تحرير الشام)، سارع ذوو المخطوفين الى التواصل مع فاعليات ومشايخ من الطائفة الدرزية في دمشق. وبعد التثبت من مكان احتجازهم، بدأت اتصالات مع فاعليات في ريف حماة وإدلب، تبيّن بنتيجتها أن تنظيم «داعش» مستعد لمبادلة المخطوفين مع معتقلين لدى الحكومة السورية. وأطلق التنظيم ستة من المخطوفين، تبين أنهم من قرى ينتمي أبناؤها الى الطائفة السنية. وحمل هؤلاء رسالة تقول إن بقية المخطوفين أحياء، وإن التنظيم يريد إتمام عملية تبادل سريعة.
على الأثر، بوشرت اتصالات شارك فيها مشايخ من منطقة السويداء وفاعليات في جرمانا، وجرى التفاهم على أن تظل الأمور خارج إطار أي صفقة رسمية. وجرى بعد ذلك تسلم لائحة بأسماء معتقلين من المجموعات المسلحة، إضافة الى لائحة أخرى تخص «جبهة النصرة» التي أضافت فجأة لائحة تضم ستة أسماء، تبين أنهم موجودون في مخيم عين الحلوة في لبنان، في مقدمهم المولوي.
والأسماء تعود الى أشخاص كانت «النصرة» قد طالبت بإطلاقهم في مفاوضات ترحيل مقاتليها من جرود عرسال الصيف الماضي، لكن الحكومة اللبنانية رفضت الطلب يومها، وأُنجزت عملية الترحيل من دون لائحة مطلوبي عين الحلوة، والتي تردد أنها كانت تضم غالبية المطلوبين من الأجهزة الأمنية اللبنانية، وبعض القيادات السلفية الفلسطينية القريبة من تنظيم «القاعدة».
ولدى ظهور «عقدة عين الحلوة» في عملية الخطف الأخيرة، تسارعت الاتصالات مع بيروت. ولم يتضح فعلياً من هي الجهات التي شاركت في هذه الاتصالات ولا مروحتها. لكن النائب وليد جنبلاط كان أحد المعنيين إثر اتصالات تلقاها من دروز في إدلب. وكان لافتاً تغريد جنبلاط أمس وقوله «الحمد لله، انتهى موضوع المخطوفين على خير. وأتوجه بالشكر لكل من ساهم، وأخص بالذكر اللواء عباس ابراهيم». لكن الوزير السابق وئام وهاب عالجه بتغريدة أخرى شكر فيها اللواء ابراهيم، مضيفاً القيادة السورية التي أطلقت موقوفين في المقابل. وكان واضحاً أن جنبلاط يريد أن يتجنب شكر القيادة السورية، رغم علمه بأن الصفقة ما كانت لتتم لولا قرار القيادة السورية.
وكان الاتفاق، كما علمت «الأخبار»، حاسماً لجهة عدم الحديث عن صفقة أو ما شابه، بل كان عبارة عن عمليات إطلاق لمختطفين ومعتقلين من دون إعلام. حتى إن وكالة «سانا» السورية الرسمية للأنباء، قالت عند إذاعة خبر إطلاق المختطفين «إن وحدة من الجيش بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبية تمكنت صباح اليوم من تحرير 19 مدنياً، بينهم 5 أطفال و8 نساء من قبضة إرهابيي داعش على أطراف بلدة السعن في ريف حماة، وإن المحررين جميعهم من محافظة إدلب واختطفهم إرهابيو داعش في الـ 11 من الشهر الجاري عندما هاجموا حافلة كانوا يستقلونها قرب بلدة السعن. وأشار المراسل إلى أن عناصر الجيش قاموا بنقل المحررين إلى مدينة سلمية».
في هذه الأثناء، لم يجر الحديث مطلقاً عن إطلاق الحكومة السورية سراح بعض المعتقلين وانتقالهم الى مناطق تحت سيطرة «داعش» أو «النصرة». لكن ما كان مفاجئاً، قبل أيام، الإعلان عن مغادرة المولوي مخيّم عين الحلوة، بطريقة غامضة، وإشاعة الأنباء عن وصوله الى منطقة إدلب.
ويوم الأربعاء الماضي، بدأت المعلومات الآتية من عين الحلوة تتحدّث عن أن المولوي خرج مع العريف المنشق عن الجيش اللبناني محمد عنتر (هو من طرابلس، انشق عن الجيش قبل ثلاث سنوات)، وربيع محمود نقوزي من مدينة صيدا (من مناصري أحمد الاسير). وأكدت مصادر من عين الحلوة لـ«الأخبار« أنّ المولوي غادر، وأنه بصدد نشر فيديو يؤكد خروجه من المخيم ووجوده في سوريا. وتردد أن أربعة آخرين رافقوه في رحلته الى سوريا.
وتضاربت الأنباء عن كيفية خروج المولوي. إذ تردد أنه حصل على ضمانات شملت نقله بسيارة الى منطقة قريبة من إدلب، فيما أشارت رواية أخرى الى أن إجراءات تعقبه تعطلت لنحو 24 ساعة، كانت كفيلة بمغادرته عين الحلوة ولبنان بالتعاون مع أنصار له. لكن الجهات المعنية في لبنان رفضت التعليق على هذه المعلومات.
وكان المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم قد رجح أن تكون الأنباء المتعلقة بمغادرة المولوي صحيحة، لافتاً إلى أن جمع المعلومات حول مغادرته لمخيّم عين الحلوة، «ما زال مستمراً»، مضيفاً «نحن ندقّق بالموضوع وستسمعون أخباراً جيدة قريباً».
يشار الى أنه في 11 تشرين الأول، أعلن عن اعتراض تنظيم «داعش» قافلة مدنية كانت تعبر من ريف حماة الشمالي الشرقي نحو ريف إدلب الجنوبي الشرقي، وتقل نحو 40 مدنياً من منطقة جبل السماق (منطقة القرى الدرزية) في ريف إدلب وقرى أخرى مثل أرمناز وحربنوش، بينهم 3 من مشايخ من الطائفة الدرزية. وتم الخطف في منطقة الرهجان، التي سيطر تنظيم «داعش» عليها بعد مواجهات مع «جبهة النصرة». وتبين أن المدنيين كانوا قادمين من جرمانا بالقرب من دمشق، وهم يتوزعون على قرى وبلدات قلب لوزة ومعرة الإخوان وكفرمارس وكفربنة وكفتين وبنابل، في ريف إدلب.
وفي وقت لاحق، أطلق «داعش» سراح ستة من المدنيين هم من أبناء بلدتي أرمناز وحربنوش، وأعلن عن مقتل واحدة من المفرج عنهم برصاص «جبهة النصرة». وتدعى لميس علي قاسم، وهي زوجة الشيخ أنيس النمر. وقد وقع الحادث خلال مرورهم من مناطق «داعش» باتجاه مناطق «هيئة تحرير الشام». وفي صباح 29 تشرين الأول، تم إطلاق سراح المحتجزين، باستثناء شخصين لا يزال مصيرهما مجهولاً.
قرارات الجراح: تدمير «أوجيرو» لمصلحة شركات خاصة
بعدما فتح وزير الاتصالات جمال الجراح ملف «أوجيرو» وشبكة الألياف الضوئية، يبدو أنه سيكون عاجزاً عن الإجابة عن سؤال مجلس شورى الدولة عن ادعاءاته بعدم الأهلية التقنية لمستخدمي هيئة «أوجيرو» بتمديد الألياف البصرية، إذ تؤكّد مصادر «الهيئة» أنها «باشرت فعلاً بتنفيذ المشروع وأتمّت أجزاء لا بأس بها منه»، ما يؤكّد أن ما يقوم به الجراح ليس سوى سياسة تهدف إلى تدمير إحدى مؤسسات الدولة لمصلحة أصحاب شركات خاصة.
لم تمُرّ القرارات السريعة والمفاجئة لوزير الاتصالات جمال الجراح مرور الكرام. فإصداره قراراً بوقف عقود الصيانة والتشغيل مع هيئة «أوجيرو» كشف عن نهج سياسي يهدف إلى تدمير إحدى مؤسسات الدولة، بهدف تأمين أرباح خيالية للشركات الخاصة المملوكة من شركاء أساسيين في السلطة ورجال أعمال تابعين لهم.
الجراح يقود اليوم معركة هذا النهج، وبدأ تطبيقه عملياً منذ أيار الماضي، من خلال قرارات تؤدي عملياً إلى تدمير هيئة «أوجيرو»، أو على الأقل تحييدها لمصلحة شركات خاصة أعطيت حقّ تشغيل البنية التحتية التي تملكها الدولة، وجني 80 في المئة من العائدات، مقابل منح الدولة 20 في المئة فقط. وسعى الجراح إلى ذلك تحت حجة أن «الهيئة» غير قادرة على تأمين خدمة إنترنت سريعة للمواطنين، ما يفرض عملياً منح شركات خاصة مشروع الألياف الضوئية (فايبر أوبتيك). وهذا المشروع مرتبط بالبنية التحتية اللازمة لتأسيس قطاع اتصالات متطور قائم على خدمة إنترنت سريعة جداً، بسعات عالية، وأكثر أمناً من التقنيات المستخدمة حالياً للإنترنت في لبنان.
وقد بدأ مشروع الألياف الضوئية في حكومة الرئيس سعد الحريري الأولى، حين انتزع وزير الاتصالات يومها، شربل نحاس، من الحكومة قراراً بتمويل هذا المشروع. وبعد تنفيذ أعمال البنية التحتية اللازمة لهذا المشروع، اتهم المدير العام السابق لـ«أوجيرو»، عبد المنعم يوسف، بعرقلة بدء الاستفادة من المشروع، لكي يُتاح للشركات الخاصة الاستحواذ على سوق الإنترنت. لكن إزاحة يوسف من منصبه، وتعيين عماد كريدية مكانه، لم يحلّا المشكلة. فبدلاً من أن تباشر «أوجيرو» في تنفيذ المشروع بعد «تطيير» المعرقل، فوجئ اللبنانيون بالقرار الفضيحة الذي اتخذه الجراح في أيار الماضي، وكشفت عنه «الأخبار» حينها، إذ مُنحت شركة «غلوبال داتا سرفيسز» احتكاراً وامتيازاً لاستغلال مصلحة عامة، وبيع خدمة نقل المعلومات للمشتركين عبر شبكة الألياف البصرية.
وبدلاً من أن يكلّف الوزير المؤسسة العامة، أي «أوجيرو»، باستكمال ما بدأت به، قام بمنح البنية التحتية التي تملكها الدولة إلى شركات خاصة، ما سيدرّ عليها مئات ملايين الدولارات على حساب خزينة الدولة، الأمر الذي وصفه أحد خبراء الاتصالات بأنه «نهر من الأموال، سيصبّ في النهاية في جيوب كبار رجال الأعمال والسياسيين، ولا يبقى للدولة منه إلا فتات».
القضية برمتها اليوم باتت في عهدة مجلس شورى الدولة، الذي سيبتّ المراجعة التي تقدمت بها نقابة العاملين في «أوجيرو»، والاتحاد العمالي العام، اللذين طلبا إلغاء قرارات الجراح. وقد بعثت المستشارة المقرّرة في القضية، القاضية ميراي عماطوري برسالة إلى وزارة الاتصالات، تطلب فيها تبرير عدد من الثغَر في قرارات الجراح (كمنح إحدى الشركات حق الحصول على 80 في المئة من الإيرادات، ومنح شركة أخرى 40 في المئة فقط). ومما طلبته عماطوري، تفسير سبب عدم تكليف «أوجيرو» بمدّ الألياف البصرية، أو إثبات عدم الأهلية التقنية لمستخدميها بتمديد الألياف البصرية وعدم قدرة «أوجيرو» المادية على القيام بذلك. والإجابة عن هذا السؤال ستفضح ادعاءات الجراح. فبعدما طلب الأخير من كريدية الرد بإفادة كاذبة تؤكد عدم قدرة الهيئة على القيام بهذه الأعمال، ورفض كريدية هذا الطلب، يبدو أن إجابة «الاتصالات» عن هذا السؤال ستكون صعبة، نظراً إلى عدم إمكانية التلاعب بالوقائع. فـ«أوجيرو» أثبتت عملياً قدرتها على تنفيذ المشروع، إذ بحسب مصادر الهيئة، فإنها «نفذت نحو 90 في المئة من مشروع إيصال الألياف الضوئية للمؤسسات (FTTO) في المدن (وزارة الدفاع، مصارف، مؤسسات رسمية وشركات كبرى…)، فضلاً عن إنجاز إيصال الألياف الضوئية إلى عشرات القرى والبلدات (FTTC)، فيما تبقى الألياف الضوئية إلى المنازل (FTTH) التي بدأت أوجيرو بتمديدها في بيروت، وخاصة في منطقتي الحمرا والأشرفية. وفي البند الأخير (الفايبر إلى المنازل)، يكمن المنجم المالي الذي يريد الجراح منحه لأصحاب الشركات الخاصة.
فإبلاغ المواطنين بوجود خدمة إنترنت بسرعات عالية جداً، ومضمونة، وآمنة، وبسعات كبيرة، تسمح بالحصول، إضافة إلى الإنترنت، على خدمة البث التلفزيوني الرقمي، والاتصالات، وخدمات أخرى، سيفتح الباب أمام إقبال واسع على طلب الاتصال بشبكة «الألياف الضوئية»، وهذه التقنية تمثّل مستقبل قطاع الاتصالات. وفي الكثير من دول العالم، لم تعد شركات الهاتف الخلوي تبيع المواطنين خدمات الاتصالات الصوتية والرسائل النصية، بل تمنحها مجاناً إلى جانب حزمة الإنترنت، المبنية كلها على تمديدات «الألياف الضوئية». وتلفت مصادر في «أوجيرو» إلى أن قرار الجراح وقف عقد الهيئة، أتى في مرحلة بدئها تمديد «الألياف إلى المنازل». ففسخ العقد بين الوزارة والهيئة يحول دون شراء الأخيرة المعدات اللازمة لتمديد اشتراكات «الألياف» إلى المنازل. وبحسب المصادر نفسها، فإن قرار الوزير يمنح أفضلية للشركات الخاصة، وتحديداً شركة «جي دي أس»، بما يتيح لها التفوق على «أوجيرو»، وتحصيل أرباح خيالية على حساب المال العام.
وإضافة إلى ما تقدّم، ثمة جانب أمني خطير. فمنح شركة «جي دي أس» حق تمديد شبكة «الألياف الضوئية» وتشغيلها، يضع بيانات المشتركين في عهدة شركة خاصة، بدل أن تكون مصانة لدى المؤسسات العامة. وتلفت مصادر في «أوجيرو» إلى أن موظفي الهيئة معروفون، يعملون كلّ في منطقته، ومضمونون أمنياً. أما شركة «جي دي أس»، فلا أحد يعرف موظفيها، علماً بأنها، على ذمة مصادر في «أوجيرو»، لا تعمل في مجال تمديد الألياف الضوئية، بل تستعين بشركة أخرى تُدعى «ECT».
هذه الفضيحة لا تضع وزارة الاتصالات وحدها تحت المجهر. فمجلس شورى الدولة أيضاً أمام اختبار جديد، وهو الذي أزيح رئيسه القاضي شكري صادر منذ فترة بحجّة تراكم الملفات فيه. والمطلوب من المجلس أن يسارع إلى بتّ هذه القضية وإبطال قرارات الجراح، حماية للمال العام، ولمؤسسة عامة يُراد قتلها. كذلك يبرز دور لجنة الإعلام والاتصالات النيابية، برئاسة النائب حسن فضل الله، التي ستجتمع غداً، للبحث في جدول أعمال لم تُدرج عليه قضية «الفايبر أوبتيك»، كون الأزمة اندلعت الأسبوع الفائت بين الجراح وكريدية، بعد الدعوة إلى عقد الجلسة.
لكن اللجنة مطالبة ببحث هذا الملف، الذي ستؤدي قرارات الجراح فيه إلى إهدار مئات ملايين الدولارات وتحويلها من مال عام إلى مال خاص. وفي هذا الإطار، كشفت مصادر نيابية بارزة أن «مجلس النواب لن يقف ساكتاً في هذا الملف، وهو سيكون في انتظار كلمة القضاء، قبل التحرك. فإذا ما ثبت فعلاً وجود عمليات سرقة وهدر، فإن المجلس يُمكن أن يتحرك للضغط باتجاه عدم دفع الأموال لوزارة الاتصالات». وفيما استدعت الضجة التي افتعلها الجراح من الرئيس سعد الحريري، ومدير مكتبه نادر الحريري التحرك لإعادة الأمور إلى نصابها بين الجراح وكريدية والمستشار نبيل يموت (الذي أقصاه الجراح صباح يوم الخميس الفائت ثم أعاده إلى عمله بعد ظهر اليوم نفسه بضغط من الحريري)، علمت «الأخبار» أن «اجتماعاً عقد أمس في منزل الحريري، ضمه ومدير مكتبه إلى الجراح ويموت وكريدية، من أجل متابعة ما وصل إليه هذا الملف، وإيجاد تسوية بين الوزير والمدير العام».
اللواء
أبوجمرة لن يحضر إلى قصر العدل .. وانتقاد سعودي مباشر للحكومة
تعيين السفير الجديد يفتح ملف النازحين.. وإنجاز أمني لبناني: استعادة 3 مواطنين من العراق
على مرمى ساعات قليلة من انقضاء عام على عهد الرئيس ميشال عون، يطل رئيس الجمهورية ليتحدث عن تطلعات العهد في السنة المقبلة، بعد «جردة حساب» تتركز على إنجازات الأشهر الماضية. وفي أوّل التطلعات اجراء الانتخابات النيابية في الربيع حيث تعود لجنة تطبيق قانون الانتخاب الى الاجتماع عند الساعة الثانية من بعد ظهر اليوم، في محاولة لردم الهوة بين المواقف لجهة البطاقة البيومترية التي دعا النائب وليد جنبلاط إلى عدم السير بها منعا لـ«هدر إضافي للمال»، فيما تحدثت معلومات عن اتجاه لدى الحكومة لسحب مشروع قانون تمويل البطاقة البيومترية والذي كلفته ستبلغ 134 مليون دولار، على ان يترأس الرئيس سعد الحريري عند السادسة مساءً اجتماع اللجنة الوزارية لوضع الخطة الاقتصادية لتعزيز الاستثمار وتحفيز النمو والحركة الاقتصادية.
على ان المراقبين، توقفوا عند مؤشرات أربعة عشية إنهاء سنة أولى من العهد غداً في 31 ت1، حيث انتخب الرئيس الأعلى «للتيار الوطني الحر» العماد عون رئيساً للجمهورية ضمن «تسوية سياسية» ما تزال مستمرة في ضبط وقائع الاستقرار وانجازاته، على الصعد كافة، والذي سجل أمس انجازاً تمثل باستعادة ثلاثة مواطنين لبنانيين كانوا خطفوا في العراق.
الاول: تعيين سفير جديد للبنان في سوريا، وهو السفير سعد زخيا، الذي يتوجه قريباً إلى دمشق، في مظهر احتفالي لتقديم أوراق اعتماده في قصر المهاجرين إلى الرئيس بشار الأسد، ايذاناً بفتح صفحة من التعاون في ملف إعادة النازحين السوريين، بالتنسيق غير المباشر بين حكومتي البلدين..ودافع الرئيس الحريري عن توقيع مرسوم تعيين زخيا، رافضاً المزايدات ومعتبراً أن الخطوة تُعزّز سيادة لبنان.
والثاني: الانتقاد وهو الأوّل من نوعه الذي وجهه وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج ثامر السبهان، على حسابه الخاص عبر «تويتر» للحكومة، عندما عبر عن استغرابه لصمت الحكومة والشعب في لبنان على حزب الله، قائلاً: «ليس غريباً ان يعلن ويشارك حزب الميليشيا الارهابي حربه على المملكة بتوجيهات من أرباب الإرهاب العالمي، ولكن الغريب صمت الحكومة والشعب في ذلك!».
الثالث: استدعاء رئيس «التيار المستقل» اللواء عصام أبو جمرة، وهو وزير سابق في الحكومة العسكرية، عام 1988، ونائب رئيس التيار الوطني الحر، قبل ان ينتخب الوزير جبران باسيل رئيساً للتيار، فضلاً عن انه تولى منصب نائب رئيس الحكومة، وهو المنصب المخصص للارثوذكس.
البناء
«أستانة 7» يبدأ اليوم لتقييم وضع إدلب… والرياض تتعهّد بوفد موحّد قبل «جنيف 8»
موت مبكر لمشاريع الانفصال: البرزاني يتقاعد… وحشود كتالونيا تؤيد الوحدة
لبنان على صفيح التجاذبات الساخنة: السعودية حزب الله… والتيار – القوات
تتسارع عجلة الدفع الروسي بقطار الحلّ السياسي في سورية، رغم التصادمات التي تخيّم على مستقبل البوكمال شمال شرق سورية، بين الجيش السوري وحلفائه من جهة، و»قوات سورية الديمقراطية» المدعومة أميركياً من جهة مقابلة، فيبدأ «أستانة 7» أعماله اليوم لتثبيت مناطق التهدئة وبرمجة نشر وحدات المراقبين، وتتصدّر إدلب الاهتمامات لتقييم ما أنجزه الأتراك بعد تعهّدهم في الاجتماعات السابقة بحسم وضع جبهة النصرة، ودخول وحداتهم العسكرية ريفَيْ حلب وإدلب، بينما يدور السؤال حول مستقبل عفرين شمال غرب حلب، حيث تتمركز وحدات الميليشات الكردية وتعلن تركيا عزمها على دخولها، ويقود الروس وساطة لحلّ وسط قد يشمل تسليم الميليشيات الكردية بدخول الجيش السوري إلى البوكمال وتسليم إدارة حقول النفط في دير الزور للحكومة السورية مقابل تولي الجيش السوري دخول عفرين منعاً للتقدّم التركي نحوها، كما قالت مصادر كردية متابعة للوساطة الروسية لـ«البناء».
وفقاً للمصادر الكردية ذاتها، القضية الرئيسية بين الروس والقيادات الكردية تدور حول مستقبل جنيف، والتفاهم الأميركي الروسي على مشاركة قيادة الأكراد في الوفد المفاوض للمعارضة هذه المرّة، خصوصاً مع انعقاد مؤتمر لقيادات وقوى المعارضة في الرياض خلال أيام مقبلة، بعدما تعهّدت الرياض لموسكو بوفد موحّد يمثل كلّ أطياف المعارضة قبل حلول موعد «جنيف 8» أواخر الشهر المقبل.
لا ينفصل الموقف الكردي في سورية عن مسارات وضع كردستان العراق، وما آلت إليه نتائج الحركة الانفصالية، التي قادها مسعود البرزاني وسقطت بالضربة القاضية، وتنتهي بخروج مبكر للبرزاني إلى التقاعد، بسبب عدم تطابق الوعود التي تلقاها البرزاني من الحليف الأميركي الذي ينام أكراد سورية على حرير وعوده، وكيف لمن أوصل أكراد العراق إلى منتصف البئر ورماهم أن لا يعيدها مع أكراد سورية الأقلّ قدرة وحجماً وأهمية، وهذا ما يبني عليه الروس خطابهم للأكراد في سورية لخفض سقوف توقعاتهم وتطلعاتهم والقبول بالانخراط في عملية سياسية بسقوف معقولة وواقعية.
الموت المبكر للتجارب الانفصالية يمتدّ من كردستان العراق إلى كتالونيا، والأمر لا تفسّره وفقاً لمصادر دبلوماسية عربية متابعة، كلمات البرزاني عن خيانة أحزاب كردية، ودخولها بتفاهمات مع بغداد، فلو كانت لدى البرزاني آمال بأن تحيا دولة الانفصال لتحركت البيشمركة وخاضت الحرب، بدلاً من أن تنسحب، ولسحق خصومه بالقوة، لكنه فضل الانسحاب من المواجهة، لأنه لمس الخيانة الأهمّ من الحليف الأميركي الذي راهن البرزاني على كون كردستان المستقلة فرصة الأميركيين و»الإسرائيليين» لما يقولونه عن نياتهم بالحرب على إيران وحلفائها، وتوقع أن يتلقفوا مبادرته الانفصالية كفرصة ذهبية لا تتكرّر، لكن حساب الحقل الكردي لم يطابق حساب البيدر الأميركي «الإسرائيلي» المحكوم بمعادلات رادعة تجعل التورّط في المواجهة خراباً وخسائر.
الموت المبكر للانفصال في كتالونيا عبّرت عنه التظاهرات التي خرجت بعشرات الآلاف في كتالونيا تعلن التمسك بالوحدة مع مدريد. فالانفصال سيجلب دولة لا جواز سفر معتمد لها ولا معاملات مالية تقبل منها ولا مطارات تشتغل منها وإليها، وقد تكشفت عن خديعة كبرى لحلم رومانسي سرعان ما ظهر في الواقع إلى كابوس، لأنّ الدولة المستقلة تقوم على الاعتراف بها، وهو ما بدا مستحيلاً في أوروبا القلقة على استقرارها من الفوضى في زمن تدفق النازحين وخطر الإرهاب.
لبنانياً، ينهي رئيس الجمهورية العماد ميشال عون سنته الأولى غداً بلقاء تلفزيوني للتحدث عن الهموم والاهتمامات، والإنجازات والاستحقاقات والتطلعات، بينما لبنان يواصل خوض تجاذبات متعدّدة على صفيح ساخن، فاللجنة الانتخابية تواصل إخفاقاتها في حسم الخلافات، محكومة بتجاذبات وزيرَيْ الخارجية والداخلية، والعلاقة بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية تمثل وجهاً آخر لتجاذب حادّ يتصاعد ويبدو مرشحاً للمزيد، بينما التصعيد السعودي بوجه حزب الله والردّ والردّ على الردّ بشائر لمرحلة من السخونة المتزايدة على إيقاع العقوبات الأميركية. ولا يبدو كلّ ذلك منفصلاً عن بعضه، فالقضية أولاً وأخيراً في الخيارات السياسية الكبرى للدولة، التي تسير ريحها عكس ما تشتهيه السفن الأميركية السعودية.
عون يطفئ الشمعة الأولى من عهده الرئاسي
يطفئ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الشمعة الأولى من عهده الرئاسي يوم غد الثلاثاء. لن تكون «ليلة العيد» عادية عند الرئيس عون. إذ قرّر أن يحتفل واللبنانيين سوياً عند الساعة الثامنة والنصف مساء في حواره المباشر مع رؤساء تحرير المحطات التلفزيونية في قاعة 22 تشرين الثاني حول طاولة مستديرة. وسيجيب الرئيس عون في هذه الإطلالة عن أسئلة وتساؤلات سيطرحها الضيوف الإعلاميون بعيداً عن الخطاب التقليدي.
ومن المرجّح، وفق معلومات «البناء» أن تنحسر إطلالة الرئيس عون بالحديث عن الإنجازات التي حققت وتمثلت بإقرار قانون الانتخاب بعد مفاوضات طويلة استمرت نحو 3 سنوات، تمكين المغتربين من الاقتراع، تحرير الجرود في السلسلة الشرقية من الإرهاب، ودور الجيش في هذا الانتصار وضرورة دعمه بالسلاح المناسب لمحاربة الإرهاب، التعيينات القضائية والتشكيلات الدبلوماسية، الوضع الاقتصادي لا سيما أن البرلمان نجح في إقرار موازنة للبنان بعد غياب 12 عاماً فضلاً عن إقرار سلسلة الرتب والرواتب. وبعيداً عن الإنجازات سيتطرق الرئيس عون الى العقوبات الأميركية على حزب الله، والعمل على منع ارتداداتها على الداخل اللبناني السياسي، المصرفي والاقتصادي وسيتناول رئيس الجمهورية ملف النزوح السوري وتداعياته على لبنان والأعباء التي يتكبّدها والتصوّر الرئاسي للحل، لا سيما أن الرئيس عون سمع من بعض سفراء الدول الخمس الكبرى توجّها غربياً لإبقاء النازحين في البلدان المضيفة بانتظار الحل السياسي في سورية.
وفي هذا السياق، من المرجح أن يؤكد الرئيس عون ضرورة إيجاد الحل السياسي في سورية، لأن أي تأخير في هذا الحلّ يزيد من معاناة النازحين، وضرورة المحافظة على وحدة العراق.
وبعيداً عن الملفات الإقليمية سيتحدّث الرئيس عون عن خطواته المستقبلية للمرحلة المقبلة المتمثلة بمكافحة الفساد من جذوره وإرساء نظام الشفافية عبر إقرار منظومة القوانين التي تساعد على الوقاية من الفساد وتعيين هيئة لمكافحته، وتفعيل أجهزة الرقابة وتمكينها من القيام بأدوارها كاملة.
زخيا إلى سورية سفيراً هذا الأسبوع
وكان الرئيس عون وقع ورئيس الحكومة سعد الحريري مرسوم اعتماد السفير اللبناني الجديد لدى دمشق، سعد زخيا، الذي سيقدّم أوراق اعتماده للسلطات السورية هذا الأسبوع ويتسلّم مهامه أول الشهر المقبل وبموافقة الحكومة السورية.
وقبل يومين من ذكرى انتخاب العماد ميشال عون رئيساً، قال الوزير حسين الحاج حسن «لقد حصل في بداية عهده الكثير في السياسة والأمن وقانون الانتخاب والموازنة والسلسلة والاستقرار، لكن في الاقتصاد نحن بحاجة إلى وضع حلول تبدأ بتفعيل اللجنة الاقتصادية الوزارية اجتماعها الإثنين المقبل عن طريق رفع النمو وإيجاد فرص عمل». ودعا لـ «إيجاد حل لموضوع النازحين السوريين، فالمجتمع الدولي لم يحمل لنا إلا قصائد الشعر، فليرسلوا ما يستحق وما هو مقابل جريمتهم التي ارتكبوها في سورية».
الموسوي يهاجم السعودية
وشنّ النائب نواف الموسوي هجوماً عنيفاً على المملكة العربية السعودية، قائلاً «تكفي موازنة السعودية المرصودة لتشويه سمعة حزب الله، لا سيما أن الجديد في الحملات السعودية على حزب الله، أنها باتت تنطلق من أفواه النظام السعودي مباشرة بعدما كانت تصدر عبر أفواه الحلفاء أو الأصدقاء في لبنان، علماً أن السعودي لا يحالف أحداً، بل يشتري الناس بأمواله». وتابع «نحن نعرف يا آل سعود أن حملتكم علينا هي لتغطية تورطكم في التطبيع مع العدو الصهيوني، لذلك فإننا لن نحيد عن خط المقاومة ومستمرون به، وكما هزمناكم وهزمنا أسيادكم من قبل، قادرون على هزيمتكم، وقد هزمناكم بالأمس في سورية وسنهزمكم أيضاً في لبنان، وسيكون مصيركم الاندحار، وقد قال وزير الخارجية القطري السابق إنكم تهاوشتم على سورية، ولكن «الصيدة فلتت»، وبالتالي لا سورية ولا العراق ولا لبنان سيكون صيداً لأي نظام، وفي الطليعة النظام السعودي».
.. والسبهان يستغرب صمت الحكومة
مواقف الموسوي استدعت تغريدة من الوزير السعودي لشؤون الخليج العربي، ثامر السبهان، أمس الأحد، الذي استغرب صمت الحكومة اللبنانية والشعب اللبناني تجاه ممارسات ما أسماه ميليشيا حزب الله اللبناني. وكتب في تغريدة نشرها على موقع «تويتر» ليس غريباً أن يعلن ويشارك «حزب الميليشيا الإرهابي» حربه على المملكة بتوجيهات من «أرباب الإرهاب العالمي»، ولكن الغريب صمت الحكومة والشعب عن ذلك. مع الاشارة إلى أن هذه التغريدة للسبهان ليست الاولى ضد حزب الله ولن تكون الاخيرة، لكن اللافت فيها أن السبهان توجّه مباشرة إلى الحكومة اللبنانية.
قوطبة خدمية قواتية على باسيل
إلى ذلك، شهد الشوف في عطلة الأسبوع «قوطبة» قواتية خدمية، على التيار العوني، تمثلت بزيارة وزيري الصحة غسان حاصباني والشؤون الاجتماعية بيار ابي عاصي الى دير القمر يوم أول أمس السبت، عشية زيارة رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل أمس، في زيارة حملت رسائل سياسية للرئيس ميشال عون وللوزير باسيل. وقال حاصباني لا يجوز أن يعمد بعضهم عند أي موسم انتخابي او تباعد سياسي الى تحويل المصالحة الى ورقة يستغلها لحساباته الضيقة». وأكد أننا «كنا شركاء أساسيين في ولادة هذا العهد وحريصون على رئاسة الجمهورية»، متوجّهاً الى «مَن يحاول إدخال موقع الرئاسة في الزواريب الضيقة»، بالقول: «خيّط بهيك غير هالمسلة».
وكان باسيل جال أمس، في الشوف، بمشاركة لافتة من الحزب التقدمي الاشتراكي وغياب واضح من تيار المستقبل. وأكد باسيل أن الشوف لم يقُم الا على التوازن، واليوم ستعود قوته ووحدته بفضل قانون الانتخاب الجديد الذي سيُعطي الشوف حقه وتوازنه. واوضح أن «المصالحة الحقيقية تأتي بشكل طبيعي نتيجة خيارات الناس في الانتخابات ويجب أن تشمل المصالحة مَن دفع الثمن وأن لا تقتصر على من تقاتل.»
«وزارية» الانتخاب.. وعقدة باسيل
إلى ذلك، تعقد اللجنة الوزارية المعنية بتطبيق قانون الانتخاب اجتماعها اليوم، وأشارت المعلومات إلى ان الحكومة قد تسحب الأسبوع المقبل مشروع قانون تمويل البطاقة البيومترية، كما ورد إلى المجلس النيابي، والذي كانت كلفته ستبلغ 134 مليون دولار. وتشير مصادر وزارية لـ «البناء» إلى أن الوزير جبران باسيل هو الوزير الوحيد في اللجنة الذي يرفض التسجيل المسبق للمقترعين خارج مناطقهم، مشيرة إلى أن المجتمعين سيبحثون اليوم في هذه العقدة، مستبعدة التوصل الى حلّ، داعية إلى انتظار كيف سيكون عليه أداء وزير الخارجية ليبنى على الشيء مقتضاه، لا سيما أن وزير الداخلية نهاد المشنوق أكد حتمية التسجيل المسبق.
زيارة أميركية لقائد الجيش
في سياق آخر، حطّ وفد من الكونغرس الأميركي في بيروت بعد أيام من إقرار مجلس النواب الأميركي عقوبات جديدة على حزب الله، حيث زار الوفد الذي ضم النائب ماك ثورنبيري الحزب الجمهوري – تكساس ، رئيس لجنة الخدمات المسلحة في مجلس النواب الأميركي، النائب رودني فريلينغويسن قائد الجيش اللبناني الجنرال جوزاف عون، واستمع إلى شروح حول عملية «فجر الجرود» التي قام بها الجيش مؤخراً، من عدد من كبار الضباط في الجيش الذين قادوا الهجوم الناجح. وقد عرض هؤلاء القادة قدرة الجيش اللبناني على تنفيذ عمليات متطوّرة على نحو متزايد باستخدام المعدات والتدريب التي توفرها الولايات المتحدة. كما وزار الوفد وحدات الجيش اللبناني التي تحارب الإرهاب، وعاين طائرتَيْ سوبر توكانو A-29 اللتين وصلتا حديثاً إلى قاعدة حامات الجوية. وخلال مناقشاتهما، شدّد النائبان ثورنبيري وفريلينغويسن على عزم الولايات المتحدة المحافظة على شراكة قوية مع شعب لبنان ومؤسساته، كما شدّدا على «أهمية أمن لبنان واستقراره وازدهاره».
وفي عملية مشتركة بين شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي والأمن العام والمخابرات العراقية، وبمتابعة مباشرة من وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، تمّ فجر أمس، تحرير اللبنانيين الثلاثة عماد الخطيب، نادر حمادة وجورج بتروني، بعدما اختطفتهم عصابة يوم الأحد الماضي لدى وصولهم الى بغداد. ووصل المحرّرون الثلاثة الى بيروت بعد الظهر في طائرة خاصة أقلعت من بيروت صباحاً. وأسفرت العملية الأمنية التي نفذتها المخابرات العراقية عن اعتقال بعض الخاطفين وقتل أحدهم خلالها. وقد تمّت العملية بالتنسيق بين الأجهزة الثلاثة وبين بغداد وبيروت، على مدار الساعة، طوال الأسبوع الماضي، إلى أن تمّ تحريرهم.