أوحت الهجمات "التويترية" التي شنها الوزير السعودي ثامر السبهان على المقاومة في لبنان، أثناء زيارة الرئيس سعد الحريري إلى السعودية، بأن المملكة الوهابية توشك أن تقلب المصير اللبناني . لكن "الأخبار" نقلت عن مصادر مقربة من الرئيس سعد الحريري، أن مسؤولين سعوديين كشفوا أمام زوار الرياض، عن وجود "تباين بينها وبين موقف الإدارة الأميركية" بشأن مصير الحكومة في بيروت. وقالت المصادر : إن واشنطن "تريد تحييد الساحة اللبنانية، وتفضّل مواجهة حزب الله في سوريا عسكرياً، وفي لبنان من خلال العقوبات فقط، مع عزل لبنان كدولة عن هذا الصراع حفاظاً على الاستقرار" فيه. كما أن "الجمهورية" التي لاحظت أن مكتب الحريري لم يحدّد المدة الذي سيَمكثها الحريري في المملكة، أكدت هذا "التباين"، حيث استبعدت "قراءات بعض السياسيّين عن تموضعات جديدة" من بعد الزيارة، كما نقلت "الجمهورية" عن مرجع سياسيّ : أن "هذه الزيارة طبيعية، ولا أعتقد أنّه ستسفر عنها أيّ سلبيات تؤثّر على الاستقرار الداخلي السياسي وغير السياسي".
النهار
جردة رتيبة للعهد والحريري في الرياض
كادت مواقف جديدة أطلقها وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج العربي ثامر السبهان أمس وتزامنت مع زيارة عمل بدأها رئيس الوزراء سعد الحريري للرياض، تطغى على المقابلة التلفزيونية لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون في الذكرى السنوية الاولى لانتخابه، نظراً الى الحدة البالغة التي طبعت مواقف الوزير السعودي من جهة وفي ظل غياب اي مفاجأة أو جديد منتظر في كلام الرئيس عون الذي بدا بمثابة جردة للكثير مما قيل أخيراً لدى انجاز بعض الملفات.
ذلك ان اللقاء التلفزيوني الذي اجري في قصر بعبدا بين الرئيس عون وثماني محطات تلفزيونية بادارة مدير الاعلام في رئاسة الجمهورية الزميل رفيق شلالا، وان كان الاول من نوعه منذ انتخاب الرئيس عون، فانه استعاد الكثير من عناوين عامة حول مسار السنة الاولى من العهد، لكنه لم يلامس بعمق علاقات العهد بحلفائه ومعارضيه داخليا على مشارف الاستحقاق الانتخابي حيث لم يظهر الرئيس رغبة في التوغل في ملفات تحرجه مع الشركاء السياسيين. أما في اشكاليات الاحراج اللبناني في الصراع الخليجي الايراني، فان موقف الرئيس عون تظلل حدود الوحدة الداخلية والتلميح الى حياد ما مع تقديم عامل الاستقرار الامني كأولوية اساسية لا جدل حولها.
وبرز في كلام رئيس الجمهورية تشديده على "احترام الحقيقة وليس الشائعات" اذ قال: "لا نريد حكومة من دون معارضة ولا اعلاماً من دون حرية"، لكنه استدرك، بأن "للمعارضة أصولاً وأولها احترام الحقيقة". وعزا الكلام عن الدور "الحاكم" لوزير الخارجية جبران باسيل الى "الشائعات التي تصدر من الشارع " وقال ان باسيل " لا يدير البلد، هو يدير الحزب (التيار الوطني الحر)".
وفي موضوع محاربة الفساد كرر عون "اننا لا نزال نضع ركائز الدولة ونعمل على توفير وسائل محاربة الفساد التي لم تتوافر كلها بعد". ولفت تشديده على ان "الابراء المستحيل لا يزال عند المدعي العام ولا تنازل عنه ابداً". وبرر عدم اكتمال محاربة الفساد بتقديم الاولويات بدءا بالامن والتعيينات الامنية والعسكرية والتشكيلات القضائية والديبلوماسية وانجاز قانون الانتخاب الجديد "وهذه كلها مرتكزات للدولة".
وفي موضوع تسليح الجيش اكد عدم امكان تجهيز الجيش تجهيزاً كاملاً لعوامل داخلية وخارجية، واعتبر في المقابل ان ثمة ثلاث قواعد "تحد من العمل المسلح (لـ"حزب الله ") هي "القرار 1701 وحزب الله ولبنان يلتزمانه، وتفاهمنا مع حزب الله، والبيان الوزاري لمجلس الوزراء". واذ شدد على ان "أي حماية خارجية جربناها لم تحمنا"، أضاف: "نحن أقوى شيء عندنا ان نحافظ على التوازن الداخلي". واكد حصول "مواجهة موضوعية" بينه وبين السفراء الذين اجتمع بهم قبل نحو أسبوعين لعرض موقف لبنان من ملف النازحين السوريين، "فهم لا يعيدون النازحين إلّا بحل في سوريا ونحن لا يمكننا ان نتحمل أكثر".
ولاحظ ان "كل المؤسسات منتهية الصلاحية بما فيها مجلس النواب" وقال: "انا انتخبني الشعب قبل المجلس والدولة كانت مهترئة ومنتهية الصلاحية عندما تسلمناها ولا شك ان البناء من جديد اسهل من الترميم الذي نقوم به حاليا". وبالنسبة الى موقف لبنان من الصراع الخليجي الايراني قال عون: "وحدتنا هي الاساس ويجب ان يتفهمونا. نحن لا نغطي أحداً و"كل العرب اشقاء ولا يمكن ان نكون طرفاً في صراع عربي، أما ايران فموجودة ويجب أخذها في الاعتبار ولا أشعر باي ضغط من ايران ولا مطامع لديها فينا".
بن سلمان والحريري
في غضون ذلك، أعلن رسمياً مساء أمس في الرياض ان ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان استقبل الرئيس الحريري وتناول اللقاء عرضا للعلاقات الثنائية بين المملكة العربية السعودية ولبنان ومستجدات الاوضاع الاقليمية.وكان الحريري غادر بيروت الى الرياض بعد ظهر أمس الامر الذي حال دون انعقاد اجتماع اللجنة الوزارية المكلفة تطبيق قانون الانتخاب الذي كان مقرراً في السرايا بعد الظهر. وتزامنت زيارته للرياض واطلاق وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج العربي مجموعة مواقف جديدة تناول فيها "حزب الله " ومن أبرزها ما أبلغه السبهان لمحطة "ام تي في" بقوله: "توجهت بتغريدتي (الاخيرة ) الى الحكومة اللبنانية لان حزب الشيطان ممثل فيها وهو حزب ارهابي والمسالة ليست تطيير الحكومة بل يجب تطيير هذا الحزب". وأضاف: "من يعتقد ان تغريداتي هي موقف شخصي يعيش في الوهم وسيرون في الايام المقبلة ما سيحصل. الآتي سيكون مذهلاً وكما قضينا على داعش والقاعدة سنقضي على الجسم السرطاني الموجود في لبنان ونحن قادرون".
على الصعيد الداخلي أيضاً، التقى وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق اعضاء هيئة الاشراف على الانتخابات في أول اجتماع عمل تعقده الهيئة بعد تأدية القسم الدستوري. واطلع الوزير أعضاء الهيئة على المستجدات المتعلقة بالنقاش الدائر حول آلية تطبيق قانون الانتخاب الجديد وعمل اللجنة الوزارية المعنية، مشدداً في هذا الاطارعلى أن مهمة وزارة الداخلية تنفيذية وتعنى بتطبيق القانون بحذافيره. كما شدد على أن الانتخابات ستجري وفق الموعد الذي حدده القانون. ووضع المشنوق في تصرف الهيئة غرفة اجتماعات في الوزارة ريثما ينتهي تجهيز المقر الجديد للهيئة.
في سياق آخر، أشاد أمس جهاز المخابرات الوطني العراقي بـ"الدور المتميز الذي قام به وزير الداخلية نهاد المشنوق والمدير العام للامن العام اللواء عباس ابرهيم الذي كان على مدار الساعة في تواصل مع الجهاز"، واثنى على "مساهمة الأجهزة الامنية اللبنانية في عملية تحرير المختطفين اللبنانيين الثلاثة في بغداد عماد الخطيب، نادر حمادة وجورج بتروني".
الأخبار
استدعاء عاجل للحريري إلى الرياض… والسبهان يتوعّد: الآتي سيكون مذهلاً!
جنون سعودي يتهدّد لبنان
الحريري إلى الرياض: دقّت ساعة الاستحقاق؟
جردة حساب للعام الأول في الرئاسة
ماذا تريد السعودية من الرئيس سعد الحريري؟. في الشكل، لا بد من تسجيل «إهانة» وقعت على لبنان، رغم أنها باتت معتادة في حالات مماثلة. أن يُستدعى رئيس الحكومة للذهاب إلى السعودية (أو أي بلد آخر)، فيلغي مواعيده، ويسافر بلا إبطاء، فتلك إهانة وتجاوز لكل أعراف العلاقات الدبلوماسية الطبيعية بين أي دولتين «مستقلتين». الحاكم الفعلي لأي دولة، كمحمد بن سلمان في حالة السعودية، يكون جدول أعماله مقرراً مسبقاً، ولا مفاجآت فيه، إلا في حالات الطوارئ والضرورة القصوى (مقال حسن عليق). لكن الرياض تريد دوماً أن تُظهر سطوتها على البلدان التي ترى وجوب أن تكون ملحقة بها. لبنان من أفضل الأمثلة على ذلك.
في المضمون، يبدو أن الجنون يسيطر على السياسة السعودية تجاه لبنان. فوزير الدولة السعودي لشؤون الخليج، ثامر السبهان، ليس بوقاً جرت ترقيته بعد طرده من بغداد، على خلفية تدخله في الشؤون السيادية للعراق، وحسب. هو يعبّر عن سياسة حكام الرياض. تعمّد التدرج في رسائله، وصولاً إلى إصدار أمر عمليات إلى رئيس الحكومة: يجب إخراج حزب الله من الحكومة.
ما هي خيارات الحريري؟ مدير مكتبه، نادر الحريري، أطل أمس على شاشة تلفزيون المستقبل، ليؤكد التمسك بالتسوية التي أدت إلى وصول الرئيس ميشال عون إلى قصر بعبدا، والرئيس الحريري إلى السرايا الحكومية. ونادر الحريري لا يعبّر هنا عن موقف شخصي أيضاً، بقدر ما ينطق باسم رئيس مجلس الوزراء. خيارات الأخير ضيقة: أن يستقيل؟ يعني ذلك أنه سيخرج من السلطة، بلا ضمانة للعودة قريباً. أن يعتكف؟ خطوة كهذه تبدو أشبه بمن يُطلق النار على قدميه، في بلاد اعتادت أن تعيش فراغاً رئاسياً لأكثر من سنتين، وفراغاً حكومياً لأشهر، فيما هو يمنّي نفسه بتقديم إنجازين للبنانيين قبل الانتخابات النيابية، ليتمكّن من لملمة بعض ما فقده شعبياً في سنوات المنفى الاختياري. والخياران السابق ذكرهما يؤديان إلى خسارته دعم رئيس الجمهورية الذي يُسهّل له الحصول على ما يشاء، وتأييد الرئيس نبيه بري الذي يقف إلى جانبه «ظالماً ومظلوماً»، ويعيدان الانقسام إلى ما كان عليه قبل سنوات. وفي الانتخابات المقبلة، التي ستُجرى وفق النسبية، لا أحد يضمن أن يعيد «فريق 14 آذار» تسجيل النتائج ذاتها التي حققها عام 2009. ما الذي يمكن ان يكسبه الحريري من إحدى المغامرتين؟ لا شيء، يجيب مقرّبون منه، سوى الرضى السعودي الذي لم يُنتج له سابقاً سوى الخيبة.
ماذا تريد السعودية؟ لا شيء سوى الجنون، يجيب متابعون لسياستها في المنطقة، ممن أنهم لا يكنّون لها العداء. فلنراجع أداءها في الإقليم: ماذا جنت من حرب اليمن غير تدميره وحصاره وتجويع شعبه وخلق بيئة ملائمة لعداء لا يمكن محوه بسهولة؟ ما الذي كسبته في العراق؟ ليس السؤال هنا عن عراق اليوم فحسب، بل عراق صدام حسين، غازياً إيران بدعم من الرياض، ثم منسحباً من الكويت، ثم محاصَراً من الأميركيين بدعم من الرياض، ثم مُحتلاً بدعم من الرياض أيضاً، ثم منقسماً على نفسه، ثم محتلاً من داعش، ثم معرّضاً للتقسيم؟ كل ذلك جرى برعاية أو مدد سعودي، لكل ما يصيب بلاد الرافدين من شرور. ماذا كسبت الرياض من ذلك؟ لا شيء سوى تدمير اليمن والعراق، وبينهما سوريا التي خرج منها آل سعود بأقل مما كان لهم قبل عام 2011. إنّ من يخوض في مسارات تدميرية كهذه، لن يثنيه شيء عن ممارسة سياسة جنونية في لبنان، لا يكسب منها سوى تعريض الاستقرار للخطر، وإلحاق خسائر بحلفائه. خيارات الحريري ضيقة. لكن السعودية اعتادت الجنون.
الحريري إلى الرياض: دقّت ساعة الاستحقاق؟
أعلَنت المملكة العربية السعودية على لسان وزيرها ثامر السبهان أن هدفها "تطيير حزب الله من الحكومة". وقد جاء تصريحه بأن "تغريداتي ليست موقفاً شخصياً" ليبدّد كل الشكوك، ويؤكّد أنها "تعبّر عن الموقف الرسمي للمملكة". الأيام المقبلة يبدو أنها ستكون صعبة، إذ توعّد السبهان بالكثير، ما يُفسّر استدعاء رئيس الحكومة سعد الحريري إلى الرياض أمس
بعدما حارت القوى السياسية في تفسير تغريدات وزير الدولة السعودي ثامر السبهان بشأن لبنان، مشكّكة في أن تكون هذه التغريدات هي الموقف الرسمي للمملكة العربية السعودية، تبيّن أنها ليسَت تفصيلاً. حسَمها السبهان أمس، في تصريح له حمل تهديداً واضحاً، إذ أكد أن "تغريداتي ليست موقفاً شخصياً، وسترون في الأيام المقبلة ما سيحصل. الآتي سيكون مذهلاً بكل تأكيد".
هذا الكلام كان له في حسابات الفرقاء من حلفاء الرياض، كما خصومها، وقعٌ وضع الجميع في حالة ترقّب، خصوصاً أنه عبّر بوقاحة عن هدف المملكة "وهو تطيير حزب الله من الحكومة". مواقف السبهان كانت قد تدرّجت من الهجوم على الحزب إلى تهديد حلفائه، ثمّ وصلت إلى الحكومة ككل وحتى الشعب. وبدا منها أن السعوديين وضعوا الجميع في مرمى النار، وأزالوا خط الفصل بين حزب الله والدولة اللبنانية. وبدا جلياً أن تغريدة الوزير السعودي أول من أمس، التي استغرب فيها ما سمّاه "صمت الحكومة والشعب" حيال حزب الله، كانت رسالة موجّهة بالدرجة الاولى إلى رئيس الحكومة سعد الحريري لمطالبته باتخاذ موقف واضح يماشي فيه السياسة السعودية ضد المقاومة. وقد تُرجم ذلك بسفر الحريري، على عجل، إلى الرياض أمس، بعد إلغاء كل مواعيده، بما فيها اجتماع لجنة متابعة تطبيق قانون الانتخابات النيابية ولجنة دراسة مشروع موازنة 2018.
تقول مصادر مستقبلية بارزة إن "ساعة الاستحقاق دقّت"، وقد مهّد لها السبهان في أكثر من تغريدة "هدفت إلى التصعيد الآني، من دون معرفة ما يُمكن أن تؤول إليه في ما بعد". لكن "تجاهل الحريري الرسائل غير المباشرة، التي كانت تحثّه على المواجهة، لا يمكن أن يستمر ولم يعُد هناك من مهرب". الحريري بحسب المصادر "ذهب إلى السعودية بعد استدعائه مباشرة. وهو بالتأكيد سيتعرّض لضغط سعودي يطالبه بمواجهة مِن داخل الحكومة. وليس معروفاً ما إذا كان سيستطيع التفلّت منه، إو إقناع من بأيديهم الأمر بضرورة الحفاظ على التسوية". فقد بات بين "فكّي كماشة": الواقع الداخلي المحكوم بالتسوية، ومطالب سعودية يصعب القفز عنها.
وتقدّر مصادر مقربّة من الحريري أن "زيارته للمملكة ليست عادية، بل تأتي في سياق تتبّع الزيارات التي قامت بها شخصيات لبنانية أخيراً، وظهرت كأنها استدعاء لإعادة تشكيل جبهة ضد حزب الله". وانطلاقاً ممّا دار في كواليس تلك الزيارات، التي اطلعت المصادر على بعض ما جاء فيها، أدرجت تغريدات السبهان في إطار "تنبيهات متتالية إلى الحريري من أجل الابتعاد ليس عن حزب الله وحسب، بل عن رئيس الجمهورية ميشال عون والتيار الوطني الحرّ أيضاً. فالافتراق عن الحزب هو تحصيل حاصل".
المطلوب سعودياً من رئيس الحكومة "رسم خطّ فاصل في علاقته مع العونيين، حتى لا يؤُثر ذلك على التوازن داخل السلطة التنفيذية، حيث ليس هناك موقف واضح أو صارم للحريري من سياسة التيار ومواقفه من الحزب والسياسة الخارجية". وترى المصادر أن التغريدة التي انتقد فيها السبهان "صمت الحكومة والشعب على مشاركة حزب الميليشيا الإرهابي (حزب الله) في حربه على المملكة بتوجيهات من أرباب الإرهاب العالمي"، كما قال، إنما "هي إشارة إلى امتعاض من ميوعة الحكومة بشخص رئيسها، وأكبر تكتّل فيها العونيين، تجاه تمادي الحزب". وتكشف المصادر أن "رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس حزب الكتائب سامي الجميّل سمعا من السعوديين خلال زيارتهما انتقادات لاذعة لعون". وقد قال السعوديون بصراحة: "لم نكُن نريد لرئيس الجمهورية أن يكون في فريق الرابع عشر من آذار، نحن كنّا نتمنّى أن يقف في الوسط، ولهذا السبب لم نعارض انتخابه". لكن عون، كما قال السعوديون، "فاجأنا. هو يتصرّف وكأنه مرتبط أيديولوجياً بحزب الله، ويدّعي شكلياً أنه على مسافة واحدة من الجميع لتسيير عهده، لكنه بالقلب والجوهر مرتبط ارتباطاً تاماً بالحزب".
تتهيّب المصادر هذه الزيارة وتأثيرها على المشهد الداخلي، لكنها "تستبعِد أن يطالَب الحريري بخطوات عملانية، كالاستقالة من الحكومة"، مستندة إلى قول السبهان أمس لقناة "أم تي في" إن بلاده لا تريد "تطيير الحكومة، بل تطيير الحزب، والآتي سيكون مذهلاً بالتأكيد". وأشارت إلى أن "التصعيد السعودي لم يكُن مفاجئاً"، كاشفة أن "بعض الشخصيات اللبنانية ذهبت سراً إلى المملكة، والتقت بمسؤولين سعوديين بعيداً من الإعلام، وعادت ونشرت في الكواليس الداخلية بعضاً ممّا سمعناه على لسان السبهان". ولفتت المصادر إلى أن "الحريري كان قد تمنّى على المملكة عدم الإعلان عن هذه الزيارات تفادياً لأيّ استنفار من الحزب".
وفيما تزامن الموقف السعودي مع تصاعُد المواجهة الأميركية ــ الإيرانية والمخاوف من تحمّل الدولة اللبنانية أثماناً باهظة، استوقف المصادرَ كلامٌ سعوديّ قيل أمام زوار المملكة، نقل فيه مسؤولون سعوديون "تبايناً بينها وبين موقف الإدارة الأميركية التي تريد تحييد الساحة اللبنانية، وتفضّل مواجهة الحزب في سوريا عسكرياً، وفي لبنان من خلال العقوبات فقط، مع عزل لبنان كدولة عن هذا الصراع حفاظاً على الاستقرار". وجاء الكلام السعودي في إطار "السخط ممّا وصفوه بعدم الحماسة اللبنانية لمواكبة التصعيد السعودي، وكأن هناك نوعاً من التطبيع مع الأمر الواقع والتسليم به"!
عون: سلاح المقاومة مرتبط بأزمة الشرق الأوسط
أجرى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون حواراً مباشراً مع مديري أخبار التلفزيونات المحليّة بمناسبة مرور عام على تولّيه رئاسة الجمهورية. أبرز مواقف الرئيس تمحورت حول دور سلاح المقاومة في مواجهة التهديدات الإسرائيلية، وتأكيد وحدة اللبنانيين والاستقرار الداخلي
كرّر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مساء أمس، موقفه المتمسّك بسلاح المقاومة للدفاع عن لبنان بوجه التهديدات الإسرائيلية والعصابات التكفيرية، مشيراً إلى أن اللبنانيين متفقون على تجنيب بلادهم صراعات المنطقة وعلى حفظ أمن البلاد واستقرارها ووحدتهم الوطنية.
وبدا لافتاً إصرار رئيس الجمهورية النأي بلبنان عن الصراعات العربية ــ العربية، وعن الصراع الخليجي ــ الإيراني، وتأكيده دور إيران وتأثيرها في الإقليم.
وبمناسبة مرور عام على تولّيه رئاسة الجمهورية، نظّم القصر الجمهوري حواراً مباشراً لعون مع مديري أخبار المحطات التلفزيونية المحليّة، أداره مدير الإعلام في القصر، رفيق شلالا، فبدأ رئيس الجمهورية لقاءه بتقديم مقتضب، تاركاً المجال بعده لأسئلة الزملاء واستيضاحاتهم.
ولخّص عون موضوع اللقاء برسالة إلى اللبنانيين قال فيها: «لسنة خلت، أوليتموني ثقتكم للموقع الأول في الدولة، واليوم هي جردة حساب لتعرفوا ما حققنا وما بقي لنا، فتقدِّروا الوضع بأنفسكم ولا تضللكم الشائعات»، مؤكّداً أن «ورشة البناء ليست سهلة أبداً، بعد سنوات التدمير التي تعرض لها كل شيء، هي تحتاج لكل اللبنانيين، لتضامنهم، لثقتهم بأنفسهم وبشركائهم وبوطنهم، نحن هنا الليلة، لنتكلم بصراحة، بصراحة العماد ميشال عون، بعيداً عن الشائعات والتجني».
في الملفّات الداخلية، أكّد أنه «لم تتوافر لدينا بعد كل وسائل محاربة الفساد، ونعمل على تأمينها، محاربة الفساد تتم بواسطة المؤسسات وليس الأفراد»، مشيراً في ملفّ النفايات إلى أن «المشكلة أن كل لبناني يريد وضع نفاياته عند جاره، لكن للحكومة كامل الحق بمصادرة أرض للمصلحة العامة». وأضاف: «أتممنا الموازنة وأقررنا التشكيلات الديبلوماسية وقانون جديد للانتخابات على أساس النسبية. اليوم بدأ العمل على مرتكزات الدولة وهناك قوانين تساعدها، وسنجري الانتخابات وفق القانون الجديد الذي يحقق التوازن بين مكونات الوطن. تقدمنا بقانون لمحاسبة مرتكبي الجرائم المالية لا يزال في المجلس النيابي ولم يُقرّ، والنائب غسان مخيبر قدم مشاريع ولم يقر إلا مشروع واحد منها».
وحول موضوع المحاصصة الحاصلة في مؤسسات الدولة، ردّ عون بأن «المحاصصة هي ضمن نطاق الدولة الذي نعيشه ولا يمكن التحليق فوق الواقع»، وأنها «هي العرف المتبع حتى اليوم في نظامنا الطائفي، ولكننا سعينا ليكون الأكفأ والأكثر جدارة هو الأوفر حظاً في المراكز والتعيينات».
ورأى أن «الدولة كانت مهترئة ومنتهية الصلاحية عندما استلمناها، ولا شك أن البِناء من جديد هو أسهل بكثير من الترميم الذي نقوم به حالياً، والدولة لا تصطلح خلال 10 أشهر، وهناك الكثير من المشاكل تحتاج للمعالجة، ولكن لا يمكن فتح معركة الفساد قبل أن نركز أركان الدولة».
الشق الثاني في الحوار، تناول الوضع الأمني، إذ أشار رئيس الجمهورية إلى اطمئنانه إلى الوضع الأمني في البلاد والإنجازات التي تم تحقيقها حتى الآن، ولا سيّما في معركة الجرود، مثنياً على عمل الأجهزة الأمنية الذي أثمر نجاحات أمنية في تفكيك العديد من الخلايا الإرهابية النائمة. وقال: «لا يمكن أن نمنع مجرماً من ارتكاب جريمة، ولكن يمكن أن نوقفه ونحاكمه، ومعظم الجرائم التي حصلت مؤخراً أوقف مرتكبوها خلال فترة وجيزة». وردّاً على سؤال، نفى عون وجود قاعدة أميركية في حامات. وفي جوابه عن سؤال آخر، شرح عون سبب وجود سلاح المقاومة وعدم حصر السلاح بيد الجيش اللبناني، مؤكّداً أن السبب الرئيسي هو النقص في السلاح والعجز المالي لتشكيل جيش يوازي قدرة جيش العدوّ الإسرائيلي، لكنّه أكّد أن الدولة اللبنانية وحزب الله ملتزمان القرار الدولي 1701، وأن «الحل في الشرق الأوسط يؤدي إلى حل مسألة سلاح حزب الله». وشدد عون على أن «وحدتنا الوطنية هي الأساس، الحرية السياسية مؤمنة لجميع الأطراف، ولكن لا أحد يمكنه أن يتلاعب بالتوازن الأمني. هناك 83 دولة في سوريا والصراع ليس عندنا وأنا لا أغطي أحداً بل أغطي وحدتنا الوطنية»، رافضاً «إدخال حزب الله في كل مشكلة داخلية في البلد».
وأشار عون إلى ضرورة الأخذ بالاعتبار تأثير إيران ودورها في الشرق الأوسط، مؤكّداً أنه ليست لها أطماع في لبنان. وأكد أنه لا يمكن أن «نكون طرفاً في الصراع العربي ــ العربي، فالعرب أشقاء ولا يمكننا أن نقف مع شقيق ضد آخر، ولا حتى ضدّ إيران». ولفت إلى أنه قال في عام 2007: «لن ندع أي شرارة تأتي من الشرق إلى بيروت، ولن ندع أي شرارة تخرج من بيروت إلى الشرق. نحن بلد نريد السلام مع الكل ضمن مبادئ الحقوق والمصالح المتبادلة، وعندما الطامعون يطمعون بنا فنحن ملزمون أن ندافع. أهم ما نريد ترميمه هو الثقة بين اللبنانيين، وفي هذا الإطار على لبنان أن يرسخ استقراره ويحافظ على أمنه وأن لا يدخل في لعبة أكبر منه. نريد السلام مع الجميع ضمن مبادئ الحقوق والمصالح المتبادلة». وعندما سئل عما إذا لم يكن لبنان قد أطلق شرارة نحو سوريا (في إشارة إلى دور حزب الله في الحرب السورية)، ردّ عون بالقول إن 83 دولة أشعلت شرارة الحرب في سوريا، وتتحمل مسؤولية الحرب في سوريا. وأكّد أن «لبنان يلتزم مبادئ الجامعة العربية، ومن يريد منّا موقفاً مغايراً يخرق مبادئ الجامعة العربية».
واعتبر رئيس الجمهورية أن «العقوبات الأميركية الجديدة لن تؤثر بشكل إضافي عن العقوبات السابقة».
وحول علاقة لبنان مع محيطه، قال: «لا مراسلات مع دولة الإمارات العربية المتحدة في ما خص التطمينات لرفع الحظر عن سفر الإماراتيين إلى لبنان»، كذلك أشار إلى أن أزمة تعيين سفير لبناني في الفاتيكان، سببها ما اكتُشف عن انتماء السفير المعيّن إلى إحدى المنظمات (الماسونية) غير المعترف بها من قبل الفاتيكان. ومرّر موقفاً بشأن أزمة السفير اللبناني في الكويت، ملمّحاً إلى أنّ من حقّ لبنان أيضاً أن لا يقبل اعتماد سفراء.
وعن العلاقة مع سوريا، أكّد رئيس الجمهورية أنها لم تنقطع، ومستمرة عبر السفراء، مشيراً إلى أنه لا يوجد دعوة رسمية لزيارة سوريا حتى الساعة، ولا يوجد تنسيق مع سوريا على مستوى وزاري، والتنسيق محصور بالسفراء. وأوضح أنه «نعمل مع كل الدول بشكل منفرد ومجتمع ولن نترك ملف النازحين الذي أعرف مخاطره».
وشدّد عون على أن «الانتخابات النيابية ستحصل في موعدها، ولا تعديل للقانون قبل تطبيقه، وإن سقطت البطاقة البيومترية لن يسقط قانون الانتخاب».
الخلاف مع القوات
في ردّه على سؤال عن التعيينات في إدارة تلفزيون لبنان، ظهّر رئيس الجمهورية ميشال عون ما كان يجري الهمس حوله عن خلافات بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر. لكن الرئيس لم يعتبر أن الأزمة القائمة هي بين التيار والقوات، بل بينه وبين القوات، إذ أكد أن «تلفزيون لبنان يعني رئيس الجمهورية مباشرة ووافقنا على تعيين طرابلسي، وهو مستقل، على أن يعين مدير جديد للوكالة الوطنية، ولكن رُفض الأمر». وأضاف: «عملوا مية تفنغة حتى ما يعملوا التعيين».
الجمهورية
السعودية تستضيف الحريري وتتوعَّد "الحزب" … والصفقات تتفاعل
إزدحَم المشهد الداخلي بالأحداث؛ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قدّم جردةَ حساب للسنة الأولى من عهده، رئيس الحكومة سعد الحريري ألغى مواعيده على عجَل وانتقل إلى السعودية حيث التقى وليّ العهد الأمير محمد بن سلمان، إستئنافُ تغريدات وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج العربي ثامر السبهان الهجومية على "حزب الله"، دخولُ الاشتباك الدائر حول ملفّ الاتصالات مرحلة الاحتدام، ودخول القضاء على خطّ هذا الاشتباك وما يُحكى عن صفقات وهدرٍ لملايين الدولارات، باستدعاءات للاستماع إلى إفادات بعض الأشخاص الواردة أسماؤهم في هذا الملف، ودخول ملفّ بواخر الكهرباء في جولة جديدة أمام إدارة المناقصات بعد استكمال بعض الشركات لمستنداتها.
قدّم الرئيس عون في حوار مع مؤسسات اعلامية مساء امس، جردةَ حساب عن السَنة الأولى من عهده، عدَّد فيها بعضَ الإنجازات، وقال: "الدولة كانت مهترئة و"منتهية الصلاحية" عندما استلمناها، بما فيها مجلس النواب"، مضيفاً أنه "ما مِن شك في أنّ البناء من جديد هو أسهلُ بكثير من الترميم الذي نقوم به حاليّاً".
وشدّد على أنّ "الدولة لا تصطلح خلال 10 أشهر، وهناك الكثير من المشاكل تحتاج للمعالجة، مشيراً إلى أنّ أخطاء كثيرة قد سُجّلت، وقال: كلّ وسائل محاربة الفساد لم تتوفّر بعد، ونعمل على تأمينها. ولكن لا يمكن فتحُ معركة الفساد قبل أن نركّز أركان الدولة".
واعتبَر أنّ "سياسة التراضي توقَّفت إلّا في حالة استثنائية". وأشار إلى أنّ "نظام المحاصَصة هو أمرٌ واقع في البلاد، وهي "العرف المتَّبع حتى اليوم في نظامنا الطائفي.
وأكّد رئيس الجمهورية أنّه ليس مكبَّلَ اليدين، وطمأنَ بأن لا خوفَ على القطاع المصرفي ولا على الليرة اللبنانية وأنّ "العقوبات الأميركية لن تؤثّر بشكل إضافي عن العقوبات السابقة". وأكّد أنّ "الانتخابات النيابية ستحصل والقانون الانتخابي لن يُعدَّل".
وإذ أكّد أنّه "لم تعُد لدينا القدرة على تحمُّلِ عبءِ النزوح السوري، أشار إلى عدم وجودِ دعوةٍ له لزيارة سوريا، وقال إنّ "إيران موجودة ولها تاثيرُها ولا أطماع لها في لبنان"، مؤكّداً "أنّنا لا يمكن أن نكون طرَفاً في الصراع العربي – العربي، فالعرب أشقّاء ولا يمكننا أن نقف مع شقيق ضدّ آخَر، ولن ندع أيّ شرارةٍ تأتي من الشرق إلى بيروت ولن ندع أيّ شرارة تخرج من بيروت إلى الشرق".
وقال: "على لبنان أن يُرسّخ استقرارَه ويحافظ على أمنِه وأن لا يدخل في لعبةٍ أكبر منه. نريد السلام مع الجميع ضمن مبادئ الحقوق والمصالح المتبادلة".
الحريري
في هذا الوقت، وصَل الحريري إلى السعودية والتقى وليّ العهد السعودي، وجرى خلال الاجتماع استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين، بالإضافة إلى مستجدّات الأوضاع الإقليمية.
وفيما اكتفى مكتب الحريري بوصف الزيارة بـ"زيارة العمل"، لم يحدّد المدى الذي سيَمكثه الحريري في المملكة، خطفت هذه الزيارة بوصفها الأولى مِن نوعها منذ فترة، الاهتمام الداخلي، ونثرَت في الأجواء الداخلية العديد من علامات الاستفهام حول توقيتها وجدول أعمالها، وذهبت قراءات بعض السياسيّين الى حدّ الحديث عن تموضعات جديدة، وهو أمر استبعده مرجع سياسيّ، الذي قال لـ"الجمهورية": "إنّ الامور في خواتيمها، لا نستطيع ان نحكمَ على الزيارة قبل حصولها، اي قبل الاطّلاع على نتائجها ونوعية الامور والمواضيع التي ستبحث فيها، مع أنّني أعتبر أنّ هذا الزيارة طبيعية، ولا أعتقد أنّه ستسفر عنها أيّ سلبيات تؤثّر على الاستقرار الداخلي السياسي وغير السياسي".
السبهان
في جديد السبهان هجومٌ عنيف على إيران و"حزب الله"، مشيراً إلى "أنّ لبنان وقع أسيراً لميليشيات "حزب الله" الذي يمارس أعمالَ قتلٍ وتدمير ويَستهدف دوَلنا في الخليج بشكل مباشر". ولفت الى أنّ مَن يعتقد أنّ تغريداته موقفٌ شخصي "يعيش في الوهم وسيَرى في الأيّام المقبلة ما سيَحصل"، وأوضَح أنّه توجّه بتغريداته إلى "الحكومة (اللبنانية) لأنّ الحزب ممثّل فيها.
وقال: "حزب الله" حزب شيطاني إرهابي، والمسألة ليست تطيير الحكومة بل يجب تطيير "حزب الله"، وكما قضَينا على "داعش" والقاعدة سنقضي على الجسم السرطاني الموجود في لبنان، ونحن قادرون، وعلى قادة ميليشيا "حزب الله" أن يعوا مسؤولياتهم لأنّهم سيحاسَبون على كلّ ما قاموا به، ويوم المحاسبة قريب".
وإذ حذّرَ من أنّ لبنان "أصبح كقنبلة موقوتة قد ينفجّر بأيّ لحظة بسبب وضعِه الاقتصادي وبسبب كلّ ما يقوم به "حزب الله"، أنهى كلامه بالقول: "الآتي سيكون مذهِلاً بكلّ تأكيد".
"الاتّصالات"
من جهةٍ ثانية، دخل القضاء على خطّ الاشتباك الدائر حول ملف الاتصالات، باستدعاءات وجّهها المدّعي العام المالي القاضي علي ابراهيم للاستماع الى بعض الاشخاص الواردة اسماؤهم في الملف. وفي هذا السياق، قال رئيس مجلس النواب نبيه بري امام زواره: "كنتُ وما زلت أؤكّد أنّ قطاع الاتصالات هو نفط لبنان، ويجب الحفاظ على هذه الثروة وعدم التفريط بها وضرورة إفادة خزينة الدولة منها".
وحول تطوّرات هذا الملف قال: "طالما الامر في عهدة القضاء، مجلس النواب ينتظر، وفي ضوء ما يقرّره القضاء في هذا الشأن يُبنى على الشيء مقتضاه". أضاف: "سبق وقلت إنّ إقرار الموازنة يوقِف ما نسبته 60 % من الفساد، لكنّ السرقة ما زالت مستمرة".
البواخر
على صعيد بواخر الكهرباء، استكملت ثلاث شركات أوراقَها وقدّمتها أمس الى إدارة المناقصات، بحيث أصبح أمام لجنة التلزيم اربعُ شركات، هي: كارادينيز التركية، شركة "BBE" (بساتني)، شركة "MEP" (تحسين خياط)، وشركة يونس بروس (عماد يونس).
وعلمت "الجمهورية" انّ لجنة التلزيم ستجتمع في التاسعة صباح اليوم، وتدرس مستندات الشركات للتأكّد من صوابيتِها وصلاحيتها، وخصوصاً إفادات "الخبرة" في هذا القطاع المرتبط بالصفقة، فإذا ما تبيَّنت صلاحيتها، ستنتقل اللجنة الى بيت القصيد المتعلق بالعرض التقني الذي يُعتبَر أساسَ الصفقة.
ويفترض ان تنهي اللجنة مهمّتها خلال خمسة ايام، ووجّه رئيس إدارة المناقصات جان العلية توجيهات صارمة الى اللجنة للتشدّدِ في تطبيق القانون ودفتر الشروط، وأيّ أمر لم يَرِد في قرار مجلس الوزراء يطبّق في شأنه قانون المحاسبة العمومية.
وقالت مصادر معنية بملفّ البواخر لـ"الجمهورية": "في حال اكتمال المستندات واستيفائها الشروط المطلوبة، أو اكتمال بعضِها، وهذا محتمل، فيتوقع أن تنتقل المشكلة التي تواجه نجاح مشروع التلزيم من الملف الإداري إلى الملف التقني واستيفاء العروض الشروطَ المحددة في دفتر الشروط، والتي حاوَل الاستشاري في المرحلة السابقة "التساهل" فيها بحيث كان يعمل على تعديل دفترٍ ليتلاءم مع العروض كما هي، بخلاف المنطق، وعلى أساس أنّها أوراق بسيطة.
وهو الأمر الذي اعترَضت عليه إدارة المناقصات في تقريرها السابق وحدا بها إلى إبداء ملاحظاتها حول الشروط التقنية المحدّدة في الدفتر الخاص بالصفقة، واقتراح إجراء تعديلات جوهرية مهمّة وعديدة عليها. ولم يستجب مجلس الوزراء، في حينِه لهذه الملاحظات والاقتراحات بالرغم من النقاشات الطويلة التي دارت حولها".
وتوقّعت المصادر الوصولَ مجدّداً إلى ذات النتيجة السابقة، فيبقى استدراجُ عروض معامل الكهرباء، البحرية والبرية، طبخةَ بحصٍ لا جدوى منها. وإذ أشارت الى ما سمَّتها "تسريبات عن تعديل في موقف الفريق المتحمّس للبواخر"، دعَت إلى التوقّف مليّاً عند ما قاله وزير الطاقة والمياه سيزار أبي خليل خلال مؤتمر تحريك عجَلةِ الاقتصاد في "البيال"، حيث أعرَب عن رؤيته لقطاع الكهرباء، التي بَدت تعكسُ توجّهاً جديداً، فتحدّثَ عن مشاريع مستقبلية، لافتاً الى أنّه ذاهبٌ إلى إتمام معمل دير عمار- 2 بالإضافة إلى إنشاء معمل في سلعاتا وآخَر في الجية، بحيث تمّ تكليف استشاري دولي لمعاونة الدولة في إدارة هذا المشروع، كما أنّه ذاهبٌ الى إعادة تأهيل معمل الذوق".
فهذا التوجّه ينسجم مع ما نادى به فريقٌ واسع من المسؤولين والخبراء في قطاع الطاقة وشؤونِها، منذ انطلاق إجراءات استدراج عروض معامل الكهرباء العائمة. فهل هذا الكلام بمثابة تمهيد للانسحاب من مشروع البواخر باتّجاه مختلف؟
الديار
اطلالة عون المباشرة ردا على " الشائعات " : الصحة بخير
لماذا "استدعى" بن سلمان الحريري الى السعودية… ؟
"صداع" الاتصالات يهدد بتمرد "المستقبل" بقاعاً
قارب رئيس الجمهورية ميشال عون "بواقعية" انجازات السنة الاولى من عهده، مجددا التأكيد على ثوابته السياسية داخليا وخارجيا دون مفاجآت تذكر، وذلك في لقاء مفتوح مع وسائل الاعلام اللبنانية المرئية، في تجربة تحتاج الى كثير من المراجعة حول جدواها لما اصابها من "تشتيت" للافكار حيال اكثر من ملف اساسي ومهم بسبب "تشاطر" البعض وغياب "الانضباط" الذي حال دون جنوح البعض الاخر نحو "مماحكات" سياسية تعكس الانقسام اللبناني لكنها تجاوزت حدود اللياقة في حضرة رئيس البلاد…
وبحسب اوساط سياسية مطلعة على التفاصيل المحيطة بهذا اللقاء فان الاطلالة المباشرة على الهواء، وعدم الاستعاضة عنها بكلمة مسجلة يتلوها الرئيس امام اللبنانيين لتقويم سنته الاولى في بعبدا، كان الهدف الاول منها تقديم صورة مختلفة عن العهد، وكذلك اعطاء "السلطة" الرابعة الحق في لعب دور "الرقابة" "والمحاسبة" نيابة عن الرأي العام اللبناني، لكن الجزء الاهم من هذه الاطلالة جاء للرد على الكثير من "الشائعات" وبعض "التقارير" الدبلوماسية التي كانت ترصد "صحة" رئيس الجمهورية خلال الاشهر القليلة الماضية، وقد ورد في احد التقارير الذي رفعته سفارة غربية في بيروت مؤخرا ان الرئيس تعرض تكرارا ومرارا "لوعكات" صحية استدعت نقله الى المستشفى اكثر من مرة بعيدا عن الاعلام، وجاءت هذه المقابلة المفتوحة على الهواء، لتثبت عدم صحة كل هذه الشكوك وتؤكد ان الرئيس "بصحة جيدة"، وهو ما لاحظه الجميع بالامس..
في هذا الوقت غادر رئيس الحكومة سعد الحريري الى السعودية في زيارة تأخرت عن موعدها لنحو اسبوعين، لم يتلق خلالها جوابا على رغبته بزيارة المملكة، وهي تتزامن مع تغريدات تصعيدية جديدة لوزير الدولة لشؤون الخليج تامر السبهان، انتقد فيها بعنف حزب الله مؤكدا "قدرة السعودية على "درء وباء" "ميليشيات الحزب الشيطانية بعد اتهامه باستهداف الدول الخليجية"، وقد رد وزير الشباب والرياضة محمد فنيش في "دردشة" مع "الديار" على هذه التغريدات بالقول انه لم يسمع "بهذا السبهان فهو "صغير" ورجل شتام ولا يستحق اي "تعليق"..
"استدعاء" الحريري
وقد التقى الرئيس الحريري مساء امس ولي العهد محمد بن سلمان وبحث معه بحسب الخبر الرسمي شؤوناً اقليمية وثنائية، لكن اوساطاً مطلعة على ظروف هذه الزيارة اكدت ان رئيس الحكومة الغى التزاماته في بيروت وتوجه على "عجل" الى السعودية بعد ان تلقى "اتصالاً عاجلاً" من الديوان الملكي ابلغه بضرورة الحضور الى المملكة لان ولي العهد يريد لقاءه، ولهذا اضطر فريق عمله الى القول بان الحريري يقوم بزيارة "عمل"، وذلك استباقا للنتائج التي يجهل رئيس الحكومة طبيعتها في ظل تسارع عملية التغيير داخل المملكة، وسط "ضبابية" لديه حيال ما تريده السعودية منه في المرحلة المقبلة، وهو سيحصل حكما على "توضيحات" سعودية بشأن طبيعة ملامح السياسة السعودية مع المرحلة المقبلة على الساحة اللبنانية، انطلاقا من التغييرات الحاصلة في سوريا، وبعد الزيارة الاخيرة للملك سلمان الى موسكو.. وتبقى الاسئلة مفتوحة حول طبيعة ما سيتبلغه الحريري؟ ومدى قدرته على الحفاظ على التوازنات الداخلية في ظل تصعيد سعودي – اميركي ممنهج ضد حزب الله؟ فهل تورط المملكة حلفاءها مرة جديدة بمغامرة غير محسوبة؟ وماذا عن مصير الحكومة؟ وكذلك مصير التسوية الرئاسية؟ الاجابات ستكون اكثر وضوحا بعد عودة رئيس الحكومة الى بيروت.. حيث تجدر مراقبة كيفية مقاربته للامور "ليبنى على الشيء" مقتضاه..
البحث عن تمويل
وفي ملف آخر يحمل الحريري عبئا "ثقيلا " يتعلق بالاستحقاق الانتخابي الذي سيكون مفصليا لجهة تحديد وزن "تيار المستقبل" على الساحة السنية، ويحتل الشق المالي حيزا مهما لدى رئيس الحكومة الذي يأمل الحصول على رد ايجابي على طلبه بتوفير الدعم المالي الكافي لادارة العملية الانتخابية، وهو امر كان قد طلبه من السبهان خلال زيارته الاخيرة الى بيروت، وقد تأخر الرد، بسبب وجود تيار داعم لنظرية "عدم الحصرية" على الساحة السنية في الدائرة المحيطة بولي العهد، والبعض هناك لم يغفر بعد لرئيس الحكومة خياره في الذهاب الى التسوية الرئاسية التي افضت الى انتخاب الرئيس ميشال عون الذي اثبت خلال عام من رئاسته انه زاد تمسكا بخياراته الاستراتيجية الملتصقة بحزب الله… ويأمل الحريري ان يكون المناخ قد تبدل الان ويعود الى بيروت باجوبة حاسمة وواضحة تسمح بحصول انفراجة مالية.
"صداع" بقاعي
وفي سياق متصل بالملف الانتخابي برز "صداع" آخر للرئيس الحريري قبل انطلاقه الى السعودية وهو يخشى من ظاهرة جديدة تشبه "انشقاق" الوزير اشرف ريفي في الشمال، ولكن هذه المرة في البقاع، وهو ابلغ الدائرة المحيطة به وخصوصا مدير مكتبه نادر الحريري بضرورة ايجاد حل سريع للازمة في وزارة الاتصالات، مع الحرص على عدم احراج الوزير جمال الجراح لكي لا يؤدي ذلك الى اخراجه، فالاخير بحسب اوساط بقاعية "يمسك" رئيس الحكومة من "اليد" التي توجعه في هذا الملف، وبحسب الارقام الانتخابية "لماكينة" تيار المستقبل يحتل الجراح المرتبة الاولى في استطلاعات "التيار" الداخلية"، وبات اليوم بالنسبة الى "قاعدة" "التيار" في البقاع بمثابة "روبن هود" الذي يسد ثغرة غياب "الخدمات" المادية والعينية لتيار المستقبل ورئيس الحكومة في المنطقة، بسبب ازمة "شح" الاموال المستفحلة منذ سنوات. فالجراح منذ توليه المسؤولية قدم خدمات توظيفية للعشرات من الشبان "العاطلين عن العمل" كما انه على صلة وثيقة مع التيارات السنية المتشددة بعد سنوات من دوره الفاعل "كوسيط" موثوق لديها، وهو اليوم يشكل "غطاء" لكل "ايتام" "جبهة النصرة" على امتداد الساحة البقاعية، وهذا ما يمنحه الافضلية عند التيار "المعتدل" "وكذلك "المتطرف"..
ولان الحريري لا يرغب "بنكسة" جديدة في توقيت غير مناسب عقد اجتماعا في بيت الوسط يوم الاحد، ضمه ومدير مكتبه إلى الوزير الجراح والمستشار نبيل يموت ومدير عام "اوجيرو"عماد كريدية، من أجل إيجاد تسوية بين الوزير والمدير العام. وعلم في هذا السياق ان الجراح كان غاضبا للغاية من ما اسماه عدم ادراك يموت وكريديه لفداحة ما ارتكباه على المستوى السياسي، ومدى الاضرار الفادحة التي ستلحق بتيار المستقبل، وكان لافتا بحسب الاوساط البقاعية ان الحريري كان حريصا على عدم اغضاب الجراح وتهدئة الامور، وذلك على عكس رغبة نادر الحريري الذي اعتبر ان تصرفات الجراح تجاوزت الحدود عندما وجه "سهامه" اليه شخصيا من خلال اجراءه المتهور اتجاه يموت…
ووفقا لتلك الاوساط، رمى الجراح "الكرة" في "ملعب" رئيس الحكومة بعد ان اصبحت القضية في عهدة مجلس شورى الدولة، الذي ينتظر اجابة عن سؤال حول عدم الأهلية التقنية لمستخدمي هيئة "أوجيرو" بتمديد الألياف البصرية، وتفسير سبب عدم تكليف "أوجيرو" بمد هذه الالياف، خصوصا ان الوزير طلب من كريدية الرد بإفادة تؤكد عدم قدرة الهيئة على القيام بهذه الأعمال، ورفض كريدية هذا الطلب، وتوجه الوزير الى الحريري بالقول الان "شوف كيف بدك تحلها"؟؟؟
"اوجيرو"
وفي هذا السياق تؤكد مصادر في "اوجيرو" أنها "باشرت فعلاً بتنفيذ المشروع وأتمت أجزاء لا بأس بها منه، لكن الوزيراختار منح الشركات الخاصة أرباحا خيالية ما سيدر عليها مئات ملايين الدولارات على حساب خزينة الدولة،اما المراجعة التي تقدمت بها نقابة العاملين في "أوجيرو"، والاتحاد العمالي العام، امام مجلس شورى الدولة فهي بحسب تلك الاوساط ستتابع حتى إلغاء قرارات الوزير، اما اذا حصل عكس ذلك "فلكل حادث حديث"…
جردة عام رئاسي اول..
في هذا الوقت قدم رئيس الجمهورية جردة لانجازات العهد في سنته الاولى، مؤكدا عدم وجود خوف على الليرة ام على القطاع المصرفي، وجزم بحصول انتخابات نيابية في العام 2018" مؤكدا ان الالغام لا تمنع حصول الانتخابات، جازما بعدم حصول تعديل لقانون الانتخابات، مشيرا الى انه لا يمكن البدء بمحاربة الفساد قبل تثبيت ركائز الدولة..
وفي حوار اعلامي مفتوح مع ثماني محطات تلفزيونية لبنانية اكد رئيس الجمهورية ان لبنان لا يمكن ان يكون طرفا في الصراع العربي- العربي وقال ان "العرب اشقاء ولا يمكننا ان نقف مع شقيق ضد آخر وايران قوة اقليمية لا يمكن تجاهلها.. مؤكدا في ملف سلاح حزب الله ان وحدتنا الوطنية هي الاساس وعلى الجميع ان يتفهمونا في الخارج لان الوحدة الوطنية هي الاساس، وربط بين الحل في الشرق الاوسط وبين معالجة سلح حزب الله، واشار الى ان هناك عجز مادي ومالي داخلي على صعيد التجهيزات الجيش، ولدينا اسرائيل ومشكلة اللاجئين الفلسطينيين، وهذه تحتاج الى حل من الخارج بين القوى المحيطة باسرائيل، ونحن لم نكن بموقع الاعتداء وهناك خوف من هذه الاعتداءات، ولذلك سيبقى الحال على ما هو عليه".. ونفى رئيس الجمهورية وجود قاعدة عسكرية اميركية في حامات.. وقال انه راض عن تعاون الاجهزة الامنية، وهو مطمئن للوضع الامني في لبنان…
وفي ملف النزوح، قال ان "المجتمع الدولي لا يريد ارجاع النازحين السوريين الا بعد انتهاء الحرب، وهذا غير مقبول، نحتاج الى اتصالات سياسية مع سوريا، وهناك انقسام في الحكومة حيال هذا الامر، في فرنسا تحدثنا عن الامر، وفي الامم المتحدة، وانا على اطلاع على كلام الرئيس الحريري مع موسكو حيال ملف النازحين.. وعن زيارته الى سوريا قال اننا متفقون على ان نعالج هذه الملفات بعيدا عن الخلافات، لم نقطع العلاقات مع سوريا ولا تزال موجودة بواسطة السفراء، نافيا وجود علاقات وزارية مع دمشق"..
واكد الرئيس ايضا ان نظام المحاصصة هو امر واقع في البلاد ولم تتوافر بعد لدينا بعد كل وسائل محاربة الفساد ونعمل على تأمينها، واشار الى وجود شائعات كثيرة في لبنان، مؤكدا ان الوزير جبران باسيل يدير حزب التيار الوطني الحر وليس البلد..
اللواء
الحريري في السعودية.. والسبهان: المسألة ليست تطيير الحكومة بل "حزب الله"
عون يشكّك بشرعية مجلس النواب ويربط السلاح بالحل في المنطقة.. وبري لإحالة "البيومترية" إلى المناقصات
يطوي عهد الرئيس ميشال عون عامه الأوّل، اليوم، بتأكيد من قبل رئيس الجمهورية نفسه على تحقيق إنجازات، انتابتها شكوك، سعى إلى تبديدها، هو شخصياً عبر إطلالة تلفزيونية من خلال حوار مفتوح، مع ممثلي المحطات التلفزيونية العاملة في لبنان، معلناً عن ان مهمته كانت "ترميم الدولة" قبل إعادة بناء اقسامها، على ان تكون السنوات المقبلة لمعالجة الملف الاقتصادي، بعد استتباب الأمن، ومواجهة الإرهاب، معلناً ان إسرائيل لا يمكن ان تكسب الحرب بعد العام 2006، رافضاً ان يدخل لبنان في لعبة أكبر منه، في إشارة إلى ابتعاده عن لعبة المحاور والصراعات في المنطقة.
وفي مستهل رسالته، أكّد الرئيس عون أننا "لا نريد حكومة من دون معارضة، ولا اعلام من دون حرية، ولكن هناك أدبيات، واصول، أوّلها احترام الحقيقة".
وأكّد عون ان الانتخابات النيابية ستجري في موعدها، نافياً أية إمكانية لاجراء تعديلات على قانون الانتخاب.
بالموازاة، كان الحدث السياسي في زيارة الرئيس سعد الحريري إلى المملكة العربية السعودية حيث استقبله ولي العهد الأمير محمّد بن سلمان، وقالت وكالة الأنباء السعودية (واس) انه جرى خلال الاستقبال "استعراض العلاقات الثنائية، ومستجدات الأوضاع الاقليمية".
وفي موقف جديد لوزير الدولة السعودي لشؤون الخليج العربي ثامر السبهان، قال: "من يعتقد ان تغريداتي موقف شخصي يعيش في الوهم، وسيرون في الأيام المقبلة ما سيحصل".
وأوضح السبهان، "أنني توجّهت بتغريدتي إلى الحكومة لأنّ حزب الشيطان ممثّل فيها، وهو حزب إرهابي"، مشيراً إلى أنّ "المسألة ليست تطيير الحكومة، بل يجب تطيير حزب الله"، مشدّداً على أن "الآتي سيكون مذهلاً بكل تأكيد".
جردة السنة الأولى
على ان الحوار التلفزيوني الذي أراده الرئيس عون جردة حساب لإنجازات السنة الأولى من عهده، مع مديري نشرات الاخبار في محطات التلفزيون اللبنانية الثمانية، لم يخل من خروج عن المألوف في توجيه الأسئلة، وربما الاتهامات فيما هو خرج من كونه رئيساً، مستذكراً تاريخه في "التيار الوطني الحر" وطروحاته السياسية، متحدثاً عن "الابراء المستحيل" الذي بدا انه ما زال متمسكاً به رغم إقرار موازنة 2017، وتوقيعه أمس من قبل الرئيس نبيه برّي مفسحاً في المجال امام نشره في الجريدة الرسمية، من دون قطع الحساب الذي كان التيار يعتبره شرطاً لتمرير الموازنة وبالتالي تقطيعها على مدى السنوات الماضية.
لكنه مع ذلك، تملص من محاولات حشره، لا سيما في ما يتعلق بسلاح "حزب الله" والعلاقات العربية والإيرانية، وأن كان لم ينجح في تبرير نفوذ الوزير جبران باسيل في الحكومة، غير الإشادة بكفاءته، وعما إذا كان وزير مكافحة الفساد فخرياً، أو تبديل قناعته بأن المجلس النيابي ما يزال فاقداً للشرعية، واعتقاده ان الشعب هو الذي انتخبه رئيساً قبل النواب ومن دون دعم المجتمع الدولي، واعتبار المحاصصة في التعيينات هي نتيجة النظام الطائفي المعتمد، وأن الإصلاح يكون بالتدريج، وانه لا بدّ من التعامل مع الأمر الواقع إلى ان نزيله.
ومع انه اعترف في مقدمته المقتضبة التي توجه بها إلى اللبنانيين قبل بدء الحوار، بأن ورشة البناء ليست سهلة وتحتاج إلى تكاتف كل اللبنانيين، داعياً إلى انه يطمح ان يكون الحوار بعيداً عن الشائعات والتجني والمزايدات والمغالاة، فإن الحوار لم يخرج عن العناوين الخمسة أو المحاور التي حددها مدير الإعلام في رئاسة الجمهورية الزميل رفيق شلالا، وهي الإصلاح والتغيير، والأمن والنازحين، والملف الاقتصادي والانتخابات النيابية إضافة إلى المحور الاقيمي، وأن كان الزملاء ركزوا على تفاصيل صغيرة، وكانت اسئلتهم مباشرة وصريحة، وأن كان الرئيس عون اعتبرها نوعاً من التشكيك، داعياً إلى ضرورة ترميم الثقة بين بعضنا البعض، وإلى "ضبط الكلام غير المسؤول، مستشهداً بما جرى في جلسات مناقشة الموازنة في مجلس النواب من اتهامات لم تكن لها اثباتات".
وفي موضوع النازحين السوريين اعترف عون بوجود وجهتي نظر داخل الحكومة من عودة هؤلاء النازحين، وأن وجهات النظر بينه وبين السفراء الذين استقبلهم قبل أسبوعين، كانت متضاربة جداً مع المجتمع الدولي، وكان هناك نوع من المواجهة الموضوعية، لأنهم لا يريدون عودة النازحين الا بعد حل الأزمة السورية، بينما نحن لم نعد نستطيع تحمل المزيد من ضغوط النازحين.
ونفى في هذا السياق، وجود اتصال بالقيادة السورية، لكنه قال ان العلاقات بيننا وبين سوريا لم تنقطع، لافتاً إلى ان هذه العلاقات محصورة بالسفراء ولا يوجد تنسيق على مستوى وزاري، مؤكداً انه لا توجد دعوة رسمية لزيارة سوريا حتى الساعة.
وراى الرئيس عون "ان الحل في الشرق الاوسط يؤدي الى حل لمسألة سلاح حزب الله"، مشددا على انه "لا يجوز ادخال حزب الله في كل مشكلة داخلية في البلد فنحن نريد وحدتنا الوطنية بالاساس وكما نتفهمهم يجب ان يتفهمونا".
واعتبر ان"العقوبات الاميركية على "حزب الله" لن تؤثر بشكل اضافي عن العقوبات السابقة".
واكد انه "لم تتوفر لدينا بعد كل وسائل محاربة الفساد، ونعمل على تأمينها"،مشدداً على "ان موضوع الإبراء المستحيل موضوع مالي يبقى إلى الأبد ولا تنازل أبداً".
وقال: الدولة كانت مهترئة و"منتهية الصلاحية" عندما استلمناها بما فيها مجلس النواب ، ولا شك ان البناء من جديد هو أسهل بكثير من الترميم الذي نقوم به حالياً.
وأوضح الرئيس عون ان "هناك سببين لعدم تولي الجيش وحيدا السلاح في الوطن، السبب الداخلي هو النقص في السلاح، والجيش الاميركي اعطى بعض السلاح النوعي الذي خضنا به المعركة ضد الارهاب كما ان هناك عجزاً مالياً لا نستطيع عبره تامين الجيش"، لافتاً الى أن "هناك القرار 1701 الذي حزب الله والدولة ملتزمون به، وهناك بيان مجلس الوزراء".
وأعرب الرئيس عون عن رضاه حيال التعاون بين الاجهزة الامنية، مؤكداً أن "اغلب الجرائم تحصل في مناطق النزوح السوري".
وأشار الى أن "لا مراسلات مع الامارات في ما خص التطمينات لرفع الحظر عن السفر".
وشدد على أنه "لا خوف على الليرة او القطاع المصرفي".
وأكد الرئيس عون "انني واثق من أنّ قطع الحساب سيقدّم خلال عام"، جازما "بحصول انتخابات نيابية في عام 2018 والبطاقة البيومترية تسقط حسنة من الحسنات ولكن لا تسقطه، ولا تعديل للقانون قبل تطبيقه".
وعن تغريدات الوزير السعودي ثامر السبهان في ما خص "حزب الله ، لفت الى أنه "لا يجوز ادخال حزب الله في كل مشكلة داخلية في البلد"، مشدداً على "أننا نريد وحدتنا الوطنية بالاساس وكما نتفهمهم يجب ان يتفهمونا، ونحن لا نستطيع الاستغناء عن وحدتنا الداخلية، وانا مسؤول عن التطمين الداخلي وليس الخارجي".
وأشار الى أن "هناك 83 دولة في سوريا، والصراع ليس لدينا وانا لا اغطي احداً بل اغطي وحدتنا الوطنية"، مؤكداً "اننا نريد العيش بسلام ولا احد يمد يده على الثاني وهناك توازن امني محدد واكثر من ذلك لا يمكن فعله".
ولفت الى ان "ايران موجودة ولها تاثيرها في الشرق الاوسط ويجب اخذها بعين الاعتبار".
لجنة الانتخابات
وفي مجال متصل، أدى سفر الرئيس الحريري إلى الرياض، إلى تأجيل اجتماع اللجنة الوزارية التي كانت مقررة اليوم إلى موعد آخر قد يكون بعد غد الخميس، لمتابعة البحث في مسألتين: البطاقة البيومترية والتسجيل للانتخابات في أماكن السكن.
وقال مصدر وزاري لـ"اللواء" ان ثمة اتجاهاً لدى بعض الوزراء لتجاوز موضوع البطاقة البيرمترية.
وكشف مصدر مقرّب من عين التينة ان الخلاف مستمر حول تلزيم البطاقة البيومترية وأن الرئيس برّي أمل التصويت ضد أي تجاوز لإدارة المناقصات في مجلس الوزراء.
البناء
موسكو تتوسّط بين دمشق وأنقرة من أستانة… وتصعيد "إسرائيلي" في غزة
فورد: نستعدّ للانسحاب وسيدفع الأكراد الثمن… وورقة النازحين
مفيدة عون: حزب الله في سورية لمنع نصر داعش… و"إسرائيل" لن تنتصر في أيّ حرب
أطلق المبعوث الرئاسي الروسي إلى محادثات "أستانة 7" ألكسندر لافرنتييف مجموعة من الرسائل حول مسار المساعي الروسية نحو الحلّ السياسي، كان أبرزها إعلانه عن وساطة تقوم بها روسيا بين أنقرة ودمشق، نظراً لعدم وجود علاقات واتصالات مباشرة بين تركيا وسورية، وكان لافرنتييف قد زار دمشق قبيل انعقاد جولة أستانة الجديدة والتقى الرئيس السوري بشار الأسد، بعدما سجّلت سورية مراراً رفضها شرعنة الوجود التركي على أراضيها معتبرة إنهاء وضع جبهة النصرة في إدلب امتحاناً للنيات التركية، بينما تتزايد حالة التوتر الكردية التركية حول عفرين ومَن يتمركز فيها ويسعى الروس لحلول تمنع التصادم بينها انتشار الجيش السوري هناك، من ضمن قبول الميليشيات الكردية وساطة روسية تتضمّن تسليم حقول النفط للحكومة السورية ووقف التفاهمات مع داعش التي تنتهي بتسلّم وتسليم مع الأكراد لمنع تقدّم الجيش السوري، خصوصاً بعد التقدّم الجديد الذي أحرزه الجيش وحلفاؤه في مدينة دير الزور وأحيائها تمهيداً للتفرّغ للتوجه نحو مدينة البوكمال الحدودية مع العراق، في ظلّ ضغوط أميركية لدخول الميليشيات الكردية إليها، في ما وصفه مراقبون عسكريون، محاولة وضع اليد على آخر المجموعات القيادية لداعش وأغلبها من الأجانب ومن بينهم من يتعاون مع المخابرات الأميركية.
الموقف الأميركي الذي يظهر نبرة تصعيدية يتزامن مع تصعيد ميداني "إسرائيلي" في قطاع غزة، كانت آخر خطواته التفجير الذي استهدف أحد أنفاق حركة الجهاد الإسلامي وانتهى باستشهاد ثمانية من عناصر الجهاد بينهم أربعة من قادتها الميدانيين، أعلنت بعده الجهاد النفير العام، وتصاعد التوتر في غزة في ظلّ توقعات بمواجهات نوعية.
التهديد الأميركي "الإسرائيلي" بنيات حرب في المنطقة، كشف محدوديته السفير الأميركي السابق في سورية روبرت فورد في كلام تفصيلي له عن الخيارات المتاحة أمام واشنطن مع مسار التطورات في سورية، متوقعاً اقتراب اللحظة التي يجب على واشنطن الاستعداد فيها للانسحاب من سورية مع اقتراب مؤشرات انتصار الرئيس السوري بشار الأسد، مؤكداً أنّ واشنطن لن تقاتل دفاعاً عن قيام كيان كردي بالتورّط في مواجهة، وأنّ الأكراد الذي يبنون حساباتهم على هذا الأساس سيدفعون الثمن، مضيفاً أنّ واشنطن لن تقاتل، لكنها لن تشارك في إعادة الوضع في سورية إلى ظروف طبيعية، فستقاطع إعادة الإعمار، وتمتنع عن المشاركة بعودة النازحين بالتعاون مع الحكومة السورية، وتموّل بقاءهم في الدول المضيفة، وتراقب حركة المنظمات المتطرفة بينهم.
الحدث اللبناني كان في بعبدا مع إطلالة متلفزة لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون مع مرور سنته الرئاسية الأولى بمشاركة مدراء الأخبار في القنوات التلفزيونية، فكان الحوار بكلّ ما فيه نسخة عن حوار غير مبرمج، يدور مثله في الصالونات والبيوتات اللبنانية كلها بغثّه وسمينه، بمداخلات مفيدة وتعليقات خارج الموضوع، أو بأسئلة مهنية وأخرى استعراضية، لكن الحصيلة كانت لصالح الرئيس الذي امتصّ الهجمات التي استهدفته وصوّب على القضايا الرئيسية التي أراد قولها، مؤكداً أنّ النجاح في الحرب على الإرهاب إنجاز كبير، لا يقلّ عنه حفظ الاستقرار في منطقة ملتهبة ومتفجّرة، وأنّ الاعتراض على دور حزب الله في سورية قبول ضمني بانتصار داعش، وأنّ "إسرائيل" لن تنتصر في أيّ حرب مقبلة، وأنّ إيران دولة إقليمية كبرى لها مهابتها ومكانتها، وفي الشأن الداخلي، قال إن لا تعديل لقانون الانتخابات، ولا تأجيل للانتخابات، وإنّ قانون النسبية أوّل الإصلاح ومثله إقرار الموازنة، وإنّ المحاصصة في التعيينات من ثمرات النظام الطائفي القائم أصلاً على المحاصصة، وإنّ سنة من الرئاسة تنجز هذا ليست إلا البداية.
عون: الانتخابات في موعدها ولا تعديل للقانون
بجردة حساب للسنة الأولى من ولايته الرئاسية، أطلق رئيس الجمهورية العماد ميشال عون جملة من المواقف إزاء الملفات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والمالية والأمنية المطروحة، ومحدداً موقف لبنان من القضايا والأزمات والحروب في الاقليم، وتحدّث عن رؤيته المستقبلية والخطوات التي يعمل على تحقيقها، وذلك في حوار مباشر على الهواء مع رؤساء تحرير القنوات التلفزيونية.
في الشأن الداخلي، أكد الرئيس عون أن ما "حققناه في 10 أشهر لم يتحقّق في لبنان على مدى عشرات الحكومات المتعاقبة"، لافتاً الى أن "أولوية العهد كانت الأمن الذي تمكنا من ترتيبه بعد عملية فجر الجرود، لكننا بحاجة إلى تحسين وضع القضاء بما يركّز الاستقرار في الوطن".
واعتبر عون أن "الفساد لا تتمّ محاربته بشخص، بل ضمن مؤسسات"، وأكد أن "التلزيم بالتراضي ممنوع في الحكومة إلا في حالات معينة ونحن سعينا لوقف نهج التراضي منذ الجلسة الثانية لمجلس الوزراء".
وأوضح عون أن "الدولة كانت مهترئة ومنتهية الصلاحية عندما تسلّمناها، ولا شك في أن البناء من جديد هو أسهل بكثير من الترميم الذي نقوم به حالياً وكل المؤسسات منتهية الصلاحية بما فيها مجلس النواب وهناك أخطاء كثيرة سُجلت لكن لا يمكن إصلاح كل الأمور بأشهر قليلة، ولا يمكن فتح معركة الفساد قبل أن نركز أركان الدولة"، مطمئناً إلى الوضع الأمني وإلى التنسيق بين الأجهزة الأمنية، وبأن لا خوف على الليرة وبأن العقوبات الأميركية ضد حزب الله لن تؤثر أكثر من سابقاتها."
ولفت رئيس الجمهورية الى "أننا سنبدأ العمل الفعلي بعد الانتخابات النيابية لأن المجلس النيابي الحالي موجود منذ 2009". ورأى أن "سرية الاقتراع تحافظ على حرية الرأي"، مشدّداً على "حصول الانتخابات النيابية في العام 2018 من دون أي تعديل للقانون وكل ما وعدتكم به حققته". وجدّد ثقته من أنّ قطع الحساب سيقدّم خلال عام"، واعتبر أن "الأهم بالنسبة لنا معالجة الوضع الاقتصادي وقد كلفنا مؤسسة عالمية معروفة إجراء مسح للأوضاع الاقتصادية في البلد".
أسباب تحول دون حصر السلاح بيد الجيش
وأشار عون الى "أننا نعاني عجزاً مالياً في ميزان المدفوعات والموازنة ووضعنا الاقتصادي ليس قادراً على تجهيز جيش كامل، وفي الداخل نحافظ على الاستقرار"، لافتاً الى أن "لبنان يلتزم بالقرار 1701 وغيره من القوانين التي تحدد سلاح حزب الله ومشاكل الشرق الأوسط تنعكس على لبنان سلباً"، ولفت الى أن "هناك أسباباً خارجية وداخلية تحول دون حصر السلاح بيد الجيش اللبناني"، معتبراً أن "أهم ما لدينا المحافظة على الوحدة الوطنية على الرغم من الانشقاق السياسي، وهذا ما نؤمن به".
وردّ رئيس الجمهورية على التهديدات السعودية للبنان وحزب الله، مشدداً على أن "وحدتتا الوطنية هي الأساس، ولكن لا أحد يمكنه أن يتلاعب بالتوازن الأمني"، مشيراً الى أن "إيران موجودة ولها تأثيرها في الشرق الاوسط ويجب أخذها بعين الاعتبار، لا يمكن أن نكون طرفاً في الصراع العربي – العربي، فالعرب أشقاء ولا يمكننا أن نقف مع شقيق ضد آخر ولن ندع أي شرارة تأتي من الشرق الى بيروت ولن ندع أي شرارة تخرج من بيروت الى الشرق ولن تكتب الغلبة لإسرائيل بعد حرب الـ 2006".
ورفض عون الاتهامات التي تساق ضد حزب الله بإدخال لبنان بصراع المحاور، وقال: "هناك 83 دولة في سورية والصراع ليس لدينا، وأنا لا اغطي احداً بل أغطي وحدتنا الوطنية، انا مسؤول عن التطمين الداخلي وليس الخارجي، فلا يجوز إدخال حزب الله في كل مشكلة داخلية في البلد".
أزمة اللاجئين تحتاج إلى حل
وأكد عون أن "أزمة اللاجئين الفلسطينيين غير المعروف مصيرهم، وكذلك السوريين، تحتاج الى حل جذري، ولبنان لم يكن يوماً المعتدي على إسرائيل"، لافتا الى أن "الحلّ في الشرق الأوسط يؤدي الى الحل لدينا". ولفت الى أن "حزب الله يحترم القوانين الدولية وبنود ورقة التفاهم".
ونفى عون وجود أي دعوة رسمية لزيارة دمشق، لافتاً الى انه "لم تعد لدينا القدرة على تحمّل عبء النزوح السوري". وأعلن عون "أننا لم نقطع العلاقات مع سورية إنما لا تزال موجودة بواسطة السفراء وليس على مستوى وزاري".
السبهان يهدّد بتطيير حزب الله من الحكومة
إلى ذلك، واصل وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج العربي ثامر السبهان حملة التحريض الشعواء ضد حزب الله في تدخل واضح في الشؤون الداخلية اللبنانية وانتهاك فاضح للسيادة، حيث دعا أمس الى تطيير حزب الله من الحكومة مهدّداً بردٍ مذهل في الأيام المقبلة، ما يشكل دعوة غير مباشرة لإطاحة الحكومة، وبالتالي تشريع الباب أمام الفوضى وضرب الاستقرار الأمني وتشجيع الاقتتال الداخلي من جديد في وقتٍ يجري العمل على إنهاء أكثر من أزمة وحربٍ في المنطقة، بينما كان لافتاً ومستهجناً صمت "الفريق السيادي" إزاء تهديدات السبهان في وقت كالوا المواقف المستنكرة إزاء كلام الرئيس الإيراني الذي اتضح لاحقاً أن هناك خطأ في ترجمته إلى العربية.
وقال السبهان: "مَن يعتقد أنّ تغريداتي موقف شخصي يعش في الوهم، وسيرى في الأيّام المقبلة ما سيحصل". وأشار في حديث تلفزيوني الى أن "المسألة ليست تطيير الحكومة بل يجب تطيير حزب الله". وأضاف: "الآتي سيكون مذهلاً بكل تأكيد".
وعلّقت مصادر مطلعة على مواقف السبهان، مشيرة لـ "البناء" الى أن "الخسارة الاستراتيجية التي مُنيت بها السعودية في أكثر من ساحة اقليمية، هو ما يفسّر الهيستيريا الدبلوماسية والجنون السياسي اللذين يمارسهما السبهان الذي بات دوره محصوراً فقط بإطلاق الشتائم والتهديدات ضد حزب الله. في المقابل لم يحقق أي نتائج عملية في الميدان السياسي ولا الدبلوماسي، لكن حزب الله لا يرى في كلامه ما يستحق الرد ولا يأخذ تهديداته على محمل الجد".
ولفتت المصادر الى أنه طالما أن القوى السياسية الاساسية في البلد حريصة على الاستقرار السياسي والسلم الأهلي والوحدة الوطنية وتجنب اقحام لبنان في الصراعات الإقليمية أو الدخول في أي مغامرة أمنية او عسكرية داخلية، فإن تصريحات السبهان تبقى في الهواء ولا تلامس الواقع والأرض.
وتضيف المصادر: أما تصريحات الوزير السعودي فتدل على الحقائق التالية:
– انتهاك السعودية للسيادة اللبنانية بوقاحة مطلقة.
– السعودية التي أحرقت بنارها الوهابية والتكفيرية -المنطقة تريد أن تزج لبنان بهذه المحرقة، بأي طريقة ووسيلة، وما تصريحات السبهان إلا النيات السعودية الحقيقية.
– لم تترك السعودية خطيئة كبرى إلا وارتكبتها في المنطقة، من التطبيع المستور والعلني مع "اسرائيل" عدوة الامة، الى المجازر في اليمن الى انتهاكات حقوق الإنسان في البحرين والقطيف والعوامية الى تمويل الإرهاب في سورية، بشهادة رئيس الوزراء القطري السابق لكنها لم تضف شيئاً الى رصيدها، بل لحقت بها خسائر استراتيجية فادحة، ولو كانت قادرة على أن تغير المعادلة الداخلية وموازين القوى في لبنان لفعلت منذ زمن.
– التصريحات السعودية تؤكد انخراط المملكة في المثلث الثلاثي الولايات المتحدة – السعودية "اسرائيل"، الذي هاله انتصارات محور المقاومة في سورية والعراق ولبنان واليمن، والفشل الاستراتيجي الخطير الذي أصاب المشروع الآخر، لذلك يلجأون الى التهويل السياسي والإعلامي، وبالفتنة تارة وبالحرب "الاسرائيلية" طوراً، لكن "اسرائيل" الذي يعتمد عليها السعوديون لو كانت قادرة على شن الحرب لفعلت، لكن عند كل تهديد بحرب جديدة كانت تُذعن لمعادلات الردع التي يرسمها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، ولذلك يأتي موقف السبهان متكاملاً ومنسجماً مع حملة المثلث المتضعضع، فلا حرب عسكرية على لبنان في الأفق ولا خطر على السلم الأهلي.
استدعاء الحريري إلى السعودية
وعلى وقع التصعيد والتهديد السعودي وفي إطار الاستدعاءات السعودية لعدد من قيادات ما يُسمّى بـ 14 آذار الى السعودية، وصل رئيس الحكومة سعد الحريري أمس للرياض في زيارة عمل، كما أفاد مكتبه الإعلامي، غير أنه من الملاحظ ارتباط الحريري باجتماع اللجنة الانتخابية ظهر أمس، الذي تم تأجيله بشكل مفاجئ، ما يؤكد أن زيارة الحريري الى الرياض لم تكن محدّدة بموعدٍ مسبق، بل جاءت بشكل مفاجئ واستدعاء على عجل، وعقد لقاء بين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والحريري في السعودية لعرض العلاقات الثنائية ومستجدات الأوضاع الإقليمية.
وتساءلت أوساط سياسية عن الهدف الكامن خلف هذه الاستدعاءات المتتالية لرموز 14 آذار الى المملكة في ذروة التصعيد السعودي الأميركي "الاسرائيلي" على حزب الله، لافتة الى كلام السبهان الموجّه الى الحكومة لاتخاذ موقف من حزب الله وعلاقته بزيارة الحريري، داعية الى انتظار مواقف الحريري بعد عودته الى بيروت، وما الذي يحمله في جعبته من مواقف وتوجّهات وسياسات جديدة أم سيبقى ملتزماً الخطوط الحمر التي تفرضها التسوية الرئاسية؟
مصدر مطلع كشف لـ "البناء" أن "الحريري استدعي على عجل الى الرياض لإبلاغه موقفاً حاسماً يتعلق بمصير الحكومة"، مشيراً الى أن "القيادة السعودية طلبت من الحريري تقديم استقالته من رئاسة الحكومة وتشكيل حكومة جديدة من دون إشراك حزب الله"، ولفت الى أن "السعوديين يريدون إحراج الحريري لإخراجه من الحكومة ودفعه للخضوع لإملاءاتهم"، لكن المصدر أوضح الى أنه "يتم تخيير الحريري بين تغليب المصالح السعودية ومصالحه الشخصية، وبين الاثنين سيختار الثاني، وبالتالي لن ينجح السعوديون بجرّ البلاد الى مستنقع الفتنة من جديد".
وفي سياق ذلك، كان كلام المشنوق في احتفال رمزي في المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي في الذكرى أشبه بتجديد الالتزام بالتسوية الرئاسية التي أنهت عامها الاول، وقال المشنوق: "قررنا مع رئيس الحكومة سعد الحريري أن نذهب الى تسوية تحيّد لبنان عما حوله، التسوية التي خضناها أوجاعها كثيرة واشتراكاتها كثيرة، لكن نتيجتها شفاء الدولة".
اللجنة الانتخابية تؤجل اجتماعها
ونتيجة لسفر الحريري لم تعقد لجنة قانون الانتخاب جلستها التي كانت مقرّرة بعد ظهر امس، وكان يفترض أن تبحث في اقتراح رئيس الحكومة الاقتراع بجواز السفر البيومتري. وأفادت مصادر إعلامية أن "اجتماع اللجنة الوزارية أجل لموعد سيحدّد الخميس من أجل زيارة للحريري للسعودية"، مشيرة الى أن "الخلاف المستمر حول تلزيم البطاقة البيومترية والتسجيل المسبق"، مبدية مخاوفها من "محاولات جهات سياسية داخلية بطلب من قوى إقليمية تأجيل الانتخابات للحفاظ على الاكثرية النيابية بيد قوى 14 آذار".
وأشار عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد الى أن "الإشكاليات القائمة حول استحقاق الانتخابات النيابية من لجنة انتخابية وبطاقة بيومترية وغيرها، والانتخابات يجب أن تجرى في موعدها"، وتابع "ربما هناك رياح إقليمية ليست لديها مصلحة ولا تريد لنا الانتخابات النيابية في لبنان".
وخلال احتفالٍ تأبيني في بلدة لبّايَا في البقاع الغربي حذّر رعد العدو "الإسرائيلي" من أية حماقة قد يرتكبها ضد لبنان، لأنه سيُلقَّن درساً وسيصبح مصير الكيان "الإسرائيلي" على الطاولة، وستدفّع المقاومة العدو "الإسرائيلي" ثمناً وجودياً، معتبراً أن "سورية على طريق أفول "داعش"، والعراق يُحرز الانتصارات، ولبنان تخلص نهائياً من الإرهابيين".
بري وقّع الموازنة
على صعيد آخر، وفي ما تتحضر الحكومة لمناقشة مشروع موازنة العام 2018 وإرساله الى المجلس النيابي لمناقشته وتصديقه في الهيئة العامة، وقع رئيس مجلس النواب نبيه بري أمس، مشروع قانون الموازنة العامة والموازنات الملحقة للعام 2017، وأحاله الى رئاسة مجلس الوزراء.