إفتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الجمعة 3 تشرين الثاني، 2017

افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الجمعة 28 تشرين الأول، 2016
مخيم عين الحلوة : اشتباكات بين فتح وإسلاميين توقع قتيلين وجرحى
إفتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الجمعة 6 نيسان، 2018

توقفت أوساط سياسية عند إعلان البطرك الماروني بشارة الراعي عن زيارته القريبة إلى السعودية "كرجل محبة وسلام"، وعن رفضه في ذات المقابلة، موقف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون من سلاح المقاومة اللبنانية. إذ قال : "يمكن ان يستغرق الحل في الشرق الأوسط مئة سنة، فهل ننتظر مئة سنة لإيجاد حل لمشكلة سلاح الحزب [/المقاومة]؟”. في هذا الوقت وصل السفير اللبناني المُعيّن في سوريا سعد زخيا الى دمشق، وصرح من هناك بأنَّه سيعمل «لمصلحة البلدين والشعبين الشقيقين، وأنا مسرور لأنني أتسلّم مركز عملي في دمشق، وسعيد لأنني في بلدي وبين أهلي»، وشكر إدارة المراسم والسلطات السورية على حسن الاستقبال. ولم يمرر وزراء “حزب القوات” [الذي يتزعمه العميل “الإسرائيلي” السابق سمير جعجع] هذه البادرة الحكومية الإيجابية، من دون مزايدة سياسية، بحسب ما قالت "الأخبار"، على الرئيس سعد الحريري، قام بها كل من الوزيرين ملحم رياشي، ومروان حمادة. 
Image result for ‫الرئيس عون التقى ابطرك الراعي‬‎
الجمهورية
الحريري يحتوي «عاصفة السبهان»… وملاحــقة لأمن المخيمات

العاصفة التي كانت قد أثارَتها مواقفُ وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج العربي ثامر السبهان، كبَحها رئيس الحكومة سعد الحريري بإقفال النوافذ في وجهها فور إغلاق باب قاعة مجلس الوزراء، إذ بادرَ إلى التأكيد أنّ زيارته للمملكة العربية السعودية «كانت إيجابية جداً»، ناقلاً «حِرصَ المملكة على استقرار لبنان»، وقائلاً للوزراء: «كلّ ما سمعناه من تحليلات وتأويلات لا أساس له من الصحة، فالمملكة ليست في وارد زعزعةِ التوافق اللبناني الداخلي، لا بل على العكس، ستتأكّدون من كلامي خلال الأيام المقبلة التي ستثبتُ عكس كلِّ ما قيل». وقد قطعَ الحريري بهذا الكلام الطريقَ على أيّ نقاش في هذا الأمر، إلى درجة أنّ أيّ وزير لم ينبُس ببِنتِ شفَة في هذا المجال. وفي هذا الوقت، برز موقف متقدّم للبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، منتقداً «منطق المحاصصات والإستئثار في التعيينات وإلغاء غير الحزبيين». ودعا «الأسرتين العربية والدولية إلى المساعدة لحلّ مسألة سلاح «حزب الله»، رافضاً ربطَ حلِّه بحلِّ أزمة الشرق الأوسط».
إستناداً إلى التجارب السابقة، ظلّ احتمال بقاء مجلس الوزراء في منأى عن العواصف السياسية متقدماً وتحوّلَ واقعاً، وذلك بعد انقضاء 4 ساعات من جلسة الأمس في السراي الحكومي، وما تلاها من دردشات خلال «ممالحة» غير مبرمجة كان السمك طبقَها الرئيسي على مائدة رئيس الحكومة سعد الحريري، ونجماها الوزيران اللدودان جبران باسيل ونهاد المشنوق، برعاية «حريرية»، وحضور الوزيرين علي حسن خليل وبيار بوعاصي، بعدما أطاح تأخّر الجلسة واستمرار الخلاف، اجتماع اللجنة الوزارية المكلفة تطبيق قانون الانتخاب فأُرجئ الى اليوم، واستعِيضَ عنه بـ«لجينة» عرَضت لكلّ شيء، الّا ما تردَّد على مسامع اللبنانيين في الساعات الماضية من تصريحات ناريّة متبادلة بين المشنوق وباسيل، وكأنّ «ما حدا سمع».
تشكيك بجدّية الدولة
وفيما برّرت مقرّرات جلسة مجلس الوزراء الرسمية إرجاء اجتماع لجنة قانون الانتخاب الى ظهر اليوم بـ«أسباب تقنية»، قالت مصادر سياسية لـ«الجمهورية»: «بعد المماطلة التي شهدها ملف وضعِ قانون الانتخاب قبل حسمِه، واستغرقت اشهراً، تشهد البلاد اليوم مماطلة في التحضير لهذه الانتخابات لجهة الاتفاق على الآلية التنفيذية للقانون.
والتعبير عن ذلك يتمّ من خلال امور عدة ابرزُها التأجيل المتكرر لاجتماعات لجنة قانون الانتخاب، وعندما تنعقد، تشهد خلافات كبيرة، ما يَدفع الى التشكيك بجدّية الدولة في اجراء الانتخابات النيابية في موعدها على رغم كلّ تأكيدات المسؤولين، إذ انّ هذه التأكيدات يجب ان يُعبَّر عنها باتّفاق، والغريب انّ قانون الانتخاب اذا كان مشروع تسوية، فإنّ آلية الانتخاب التي هي قانونية، تستلزم ايضاً تسوية».
وأشارت المصادر الى «أنّ الامر نفسَه ينسحب على موضوع اعادة النازحين السوريين والذي تُعقد لأجله اجتماعات واستدعاءات لسفراء، لكن عملياً لا يُسجّل أيّ تقدّم لإعادة نازح واحد، علماً أنّ هذه المواضيع يفترض ان تكون في طليعة اهتمامات العهد في بداية سنتِه الثانية، خصوصاً انّ رئيس الجمهورية التزَم إجراء الانتخابات النيابية وإعادة النازحين الى بلادهم».
الكتائب لـ«الجمهورية»
وتساءلَ مصدر كتائبي مسؤول عبر «الجمهورية»: «كيف تتباهى السلطة بما تَعتبره إنجازاً لنفسِها بالتوصّل الى قانون الانتخاب وأركانُها مختلفون في الوقت نفسه على هذا القانون وطرقِ تطبيقه؟ وأيّ إنجاز هذا الذي لا يمكن الحكومة التي وضَعته ان تجد آليّةً لتطبيقه؟
وكيف يتحدثون عن إنجاز وهم غارقون في البحث عن افخاخ تَسمح لهم بمصادرة حقّ الناخب اللبناني في اختيار من يمثّله بحرية، تارةً ببطاقة تسمح للسلطة بالتحكّم في إصدارها عبر تسجيل منحِها لمن تريد وحجبِها عن معارضيها، وتارةً اخرى ببدعةِ التصويت خارج مكان القيد بحجّة تسهيل عملية الاقتراع، في حين انّ حقيقة ما تسعى اليه السلطة من هذا الطرح هو الحؤول دون مراقبةٍ جدّية لهوية الناخبين بواسطة المندوبين من ابناء المنطقة بما يسمح بتنخيبِ اشخاص لا يحقّ لهم الانتخاب أو بهويات وبطاقات يحملها غير اصحابها الاساسيين؟».
وشدّد المصدر على «أنّ بدعة الاقتراع خارج اماكن القيد بحجّة تسهيل عملية الاقتراع تخفي في طيّاتها عملية تهجير سياسي لأبناء الاطراف عبر قطعِ اتصالِهم السياسي وتفاعلِهم المباشر مع بيئتهم السياسية، بما يَسمح للقوى المسيطرة في الاطراف إحكامَ قبضتِها على تلك المناطق».
«التيار»
ومِن جهتها، ذكرت مصادر «التيار الوطني الحر» لـ«الجمهورية» أنّ نقاشاً حصل في مجلس الوزراء حول مذكّرة المشنوق المتعلقة بالتراخيص الممنوحة للبلديات في شأن إعطاء تراخيص بناء 150 متراً مربّعاً، فاعتبر باسيل انّها «مخالفة للقانون وتمحو جمالية قُرانا وبلداتنا وتهدّد السلامة العامة، خصوصاً انّها لا تمرّ على التنظيم المدني.
فأقرّ المشنوق في الجلسة انّ جميع القوى السياسية طلبوا منه العمل بمذكّرة الـ 150 متراً ما عدا «التيار الوطني الحر» الذي اعترض وزراؤه على الموضوع. فقرّر المجلس تشكيلَ لجنة وزارية تضع مشروع قانون يُرسَل الى مجلس النواب لمعالجة هذا الامر، خصوصاً في البلدات والقرى التي فيها شيوع، ولكي لا يتمّ إصدار تعاميم ومذكّرات تؤدي الى خلقِ مشكلات في البلدات التي لا شيوع فيها».
وأشارت المصادر الى انّ المجلس اقرّ وللمرّة الاولى، الترخيصَ لثلاث شركات إنتاج الكهرباء من طاقة الرياح وتوزيعها، من دون ايّ اعتراض، واقرّ بند استيراد المحروقات لزوم كهرباء لبنان، ووافقَ على طلبِ وزارة الطاقة استدراجَ عروض لاستيراد النفط بعد نقاش طويل.
فدعا الوزير مروان حمادة الى إتمام الامر في ادارة المناقصات، وأيّده الوزير يوسف فنيانوس. فما كان من وزير الطاقة سيزار ابي خليل إلّا ان قال بنبرة عالية: «كفى ترداداً ببّغائياً لأسطوانة قانون المحاسبة العمومية والذهاب الى إدارة المناقصات، وكفى تضليلاً للرأي العام ولا يزايدنَّ احدٌ على وزارة الطاقة في موضوع إدارة المناقصات والعمل وفقَ القانون، فالقانون يحدّد أيّ مناقصات تذهب الى ادارة المناقصات، وأيّ مناقصات تجريها الادارات والمؤسسات العامة، كما انّ هيئة التشريع والاستشارات أعطت رأيَها القانوني في الموضوع».
وفي نهاية النقاش الذي لم يشاركوا فيه، طلبَ وزراء «القوات» الاطّلاع على رأي هيئة التشريع والاستشارات، فردّ الحريري أنّ الرأي موجود لدى رئاسة الحكومة. وانتهى الموضوع بإقرار البند».
وتساءلت مصادر «التيار»: «كيف مرَّ موضوع إنتاج الكهرباء من الرياح بسلاسةٍ لافتة؟ هل لأنّ ذلك «ما بيجيب كهرباء قبل الانتخابات بينما مناقصة البواخر بتجيب كهرباء قبل الانتخابات؟».
«القوات»
بدورها، قالت مصادر «القوات اللبنانية» لـ«الجمهورية» إنّ وزراءها طالبوا «بوضع دفتر شروط جديد وإجراء مناقصة جديدة عبر إدارة المناقصات لاستيراد الفيول والغاز خلال الفترة التي تمّ فيها التمديد للشركتين الكويتية والجزائرية، إلّا انّ الوزير سيزار ابي خليل قال أن لا حاجة لإدارة المناقصات بحجّة انّ هيئة التشريع والاستشارات أعطت إجازة لوزارة الطاقة بأن تتولى المسألة، الأمر الذي دفع وزراء «القوات» إلى مطالبة ابي خليل بالاطّلاع على كتاب هيئة التشريع والاستشارات، خصوصاً انّ مناقصة بمبالغ طائلة تستدعي الذهابَ إلى إدارة المناقصات، فاستمهل الوزير حتى اجتماع الحكومة المقبل لإطلاعها على كتاب الهيئة».
وأشارت المصادر من جهة ثانية الى «أنّ وزراء «القوات» سجّلوا من خلال وزير الإعلام ملحم رياشي اعتراضَهم على تقديم السفير اللبناني المعيّن في سوريا سعد زخيا أوراقَ اعتماده لبشّار الأسد، مقترحين ان يبقى السفير الجديد في لبنان وأن يتولى القائم بالأعمال تصريفَ الأعمال، ومتصدّين للمنطق القائل انّ عدم تعيين سفير يُفقد لبنان حقّه في السيادة والتبادل الديبلوماسي. وتفاجأت «القوات» بوقوفها وحيدةً داخل الحكومة التي انقسمت بين فريق صامت وفريق آخر تصدّى بقوّة لطرحها».
السفير في سوريا
وكان السفير زخيا قد توجّه صباح امس الى دمشق وقال بعد وصوله اليها: «أنا مسرور لأنني أتسلّم مركز عملي في دمشق، وسعيد لأنني في بلدي وبين أهلي». مضيفاً: «سنعمل لمصلحة البلدين والشعبَين».
أمن المخيّمات والحدود
على صعيد آخر، حضَر مساء امس الهمّ الأمني في «بيت الوسط» في لقاء الحريري مع كلّ من قائد الجيش العماد جوزف عون والمدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم حيث اطّلع منهما على التطورات الأمنية في البلاد وعلى الحدود، وعلى التدابير الأمنية المتّخذة في بعض المناطق.
وعلمت «الجمهورية» انّ البحث تركّزَ حول امنِ المخيمات ومحيطها تحديداً على وقعِ الاتصالات الجارية بين ابراهيم وممثلي الفصائل الفلسطينية وما قطعَته التحضيرات الجارية بالتنسيق مع ممثليها لتسليم بعض المطلوبين بجرائم مختلفة بهدفِ ضمان امنِ المخيّمات ومحيطها وأمن لبنان عموما. وشدّد الحريري الذي التقى ايضاً حاكمَ مصرف لبنان رياض سلامة على أهمّية استمرار التعاون بين الأجهزة الأمنية وتعزيز كلّ اشكال التنسيق القائمة بينها بما يضمن حماية الوضع الأمني في الداخل وعلى الحدود.
لقاءات عون الكويتية
من جهةٍ ثانية وُضِعت أمس اللمسات الأخيرة على مواعيد اللقاءات التي سيعقدها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون خلال زيارته للكويت والتي ستستمر يومين، من صباح الأحد وحتى بعد ظهر الإثنين المقبلين، وهي ستشمل، الى امير الكويت، رئيسَ الحكومة ورئيسَ مجلس الأمّة الكويتي ووزير الخارجية ورئيس الصندوق الكويتي للتنمية. كذلك سيلتقي ابناءَ الجالية اللبنانية مساء الأحد في لقاء موسّع.
الراعي
وكان البطريرك الراعي قد انتقد خلال إطلالته مع الزميل مارسيل غانم أمس، بعض الممارسات التي تحصل في العهد، وأسف لأنه «لا يوجد عندنا دولة عادلة اليوم»، مستغرباً «عدم تنفيذ بعض قرارات مجلس شورى الدولة، لأنّ هناك اعتراضاً من هذا او ذاك». وإذ أكد ثقته بالقضاء، لفت إلى أنّ «السياسيين لا يطبقون بعض القرارات».
ورفض أن «تكون التعيينات من لون واحد»، مشدّداً على وجوب «أن تراعي الحكومة مكونات المجتمع اللبناني، لأنه لا يجوز تعيين الحزبيّين فقط، لأنّ هناك الغاء لغير حزبيين».
من جهة ثانية، أكّد أنّ «أيَّ شروطٍ لم توضَع علينا لزيارة السعودية»، داعياً الأسرتين العربية والدولية إلى المساعدة لحلّ مسألة سلاح «حزب الله»، ورافضاً ربطَ حلِّه بحلِّ أزمة الشرق الأوسط».
وقال: «وضعُ «حزب الله» مرتبط بواقع اقليميّ ودولي، وعلى المنظمات الدولية الاهتمام بالموضوع، وليس من الطبيعي ان يكون هناك سلاح بيدِ حزبٍ لبناني خارج سلاح الدولة»، معتبراً أنّه «مِن غير الطبيعي وجود «حزب الله» بهذا الشكل، ولا بدّ مِن اخذِه بإطاره العربي والدولي وعدمِ رميِ حَلِّه على اللبنانيين».
إضراب واعتصام
على صعيدٍ آخر بدأ الكباش الحاصل، بين إدارات المدارس والأساتذة والأهالي، نتيجة تداعيات إقرار السلسلة، يأخُذ منحىً جديداً، فرغم دعوةِ وزير التربية والتعليم العالي مروان حمادة نقابةَ معلّمي التعليم الخاص إلى عدمِ الإضراب، إلّا أنّ معظم الأساتذة أضربوا أمس، ولازَم الآلافُ من التلاميذ منازلهم. وفي المقابل يَعقد اتّحاد المؤسسات التربوية الخاصة اجتماعاً اليومَ لتحديد خطواتِه المرتقَبة، أمّا لجان الأهل فتستعدّ للمرّة الأولى إلى الاعتصام عند الرابعة بَعد ظهر بعد غدٍ في ساحة ساسين رفضاً لأيّ زيادةٍ.
في هذا السياق، أسفَ رئيس اللجنة الأسقفية المطران حنا رحمة إلى ما آلت إليه الظروف، قائلاً لـ«الجمهورية»: «الإضراب لم يكن ضربة معلّم، ودعسةً ناقصة لا تقود إلى حلّ»، معتبراً أنّ «في القانون 46 مجموعة من الأمور الغوغائية غير الواضحة ويتعذّر المضيُّ بها، كالحديث عن المفعول الرجعي»، مؤكّداً في الوقت عينِه: «أنّه يَصعب طمأنةُ أحدٍ أنّه ما مِن زيادة على الأقساط ما لم تُبادر الدولة إلى دفعِ الزيادات»
الأخبار
حمادة: سفير سوريا في لبنان اسرائيلي!
موفد أميركي في دمشق
الأسد: سوريا شعب واحد لا شعوب وأرضها موحّدة تديرها سلطة واحدة

لم يمر تعيين سفير لبناني في سوريا بسلاسة بعدما آثر حزب القوات استغلال الأمر لفتح جدل مربح شعبياً عبر الطلب، خلال جلسة مجلس الوزراء أمس، بعدم التحاق السفير اللبناني بمكان عمله وعدم تقديم أوراق اعتماده الى الرئيس السوري. القواتيون أنفسهم سبق أن التزموا الصمت عند إقرار التعيين في مجلس الوزراء
عكّر هدوء جلسة مجلس الوزراء التي انعقدت أمس في السراي الحكومي برئاسة الرئيس سعد الحريري النقاش الحاد الذي دار بين الوزراء، بعدما قررت القوات اللبنانية المزايدة على رئيس الحكومة سعد الحريري بشأن تعيين سفير للبنان في سوريا.
وقد بدأ الخلاف عند طلب وزير الاعلام ملحم رياشي «عدم تقديم السفير أوراق اعتماده للرئيس السوري»، وفقاً لمصادر وزارية، فأجابه الوزير مروان حمادة بأنه «تحدث الى الرئيس الحريري في الموضوع نفسه، لكنه قال إن المرسوم وقّع وانتهى الأمر». وأضاف: «نحن في غنى عن هذا الأمر، موقفنا من النظام السوري معروف، لا يحتاج إلى أن نتحدث عنه». وهو ما أدى الى مداخلة من الوزير علي قانصوه تعقيباً على كلام حمادة قائلاً: «مش محرزة نعمل مشكل. هناك سفير سوري في لبنان»، فردّ حمادة «يا ريتو ما كان»، ليسأله قانصوه مجدداً: «شو هو إسرائيلي؟». وللمفاجأة أجابه حمادة: «نعم إسرائيلي». ونشبت سجالات حادة بين الوزراء على خلفية هذا الموضوع، فيما تناوب عدد من الوزراء على الكلام، منهم الوزيران محمد فنيش وعلي حسن خليل، مؤكدين أن «العلاقات مع سوريا قائمة وهناك سفير سوري في لبنان، ولا شي يبرر طلب الوزير رياشي»، بينما التزم وزراء تيار المستقبل الصمت. وتمنى الوزير طلال أرسلان «وضع الموضوع خارج النقاش ما دام صدر مرسوم عن مجلس الوزراء». واللافت أن القوات اللبنانية قررت افتعال مشكلة على قرار إرسال السفير سعد زخيا للالتحاق بمكان عمله في دمشق، فيما كانت قد التزمت الصمت عندما أصدر مجلس الوزراء قرار تعيينه في تموز الفائت، من ضمن التشكيلات الدبلوماسية، التي كانت لها فيها حصة.
في سياق آخر، أكدت المصادر الوزارية أنه لم يحصل أيّ تلاسن بين الوزيرين نهاد المشنوق وجبران باسيل في ما خصّ قرار وزير الداخلية منح البلديات حق إعطاء تراخيص بناء حتى مساحة 150 متراً لغاية 31 آذار 2018. كل ما حصل أن «باسيل وعدداً من وزراء التيار أبدوا اعتراضهم على قرار المشنوق، وسط تقليل الأخير من شأن هذا الأمر قائلاً: أين المشكلة، كل الاحزاب والتيارات كانت تطالبنا بهذا القرار، باستثناء التيار الوطني». فردّ وزير الأشغال يوسف فنيانوس: «وتيار المردة أيضاً لم يطلب»، وقال قانصوه «كذلك الحزب القومي». وتقرر أن تعدّ الحكومة مشروعاً في هذا الشأن. لكن باسيل أعاد تأجيج الجدال عبر تغريدة مسائية هاجم فيها المشنوق: «تخيّلوا أن كل وزير يطلّع مذكّرة هي قانون من عنده. مذكرة الـ150 متراً هي قانون بناء جديد يشوّه لبنان ويخرّب بيوتاً لا يعمّرها». ليستتبعها بتغريدة ثانية: «التيار مرة جديدة لوحده ضدّ. حرام عليكم لبنان». من ناحية أخرى، دار جدال داخل الجلسة حول تزويد مؤسسة كهرباء لبنان بالغاز والفيول، حيث يتم استيرادهما من الكويت والجزائر. ففيما رأى البعض أنه يجب تجديد العقود تلقائياً، دعا البعض الآخر إلى الذهاب الى مناقصات جديدة، وتم الاتفاق حول هذا الأمر. كذلك أثير موضوع عزم إسرائيل على بناء الجدار الحدودي على طول الخط الأزرق، وتقرر إجراء اتصالات لوضع الجامعة العربية والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة في هذه الأجواء، تمهيداً لتقديم شكوى ضد إسرائيل.
وكان الرياشي قد أجاب عن أسئلة الصحافيين عقب انتهاء الجلسة، حيث سئل عن اعتراضه على التحاق السفير اللبناني في دمشق بمكان عمله، فأجاب بأن «بعض الوزراء، من بينهم وزراء القوات اللبنانية، اعترضوا على تقديم السفير اللبناني أوراق اعتماده في هذا الظرف، وطالبوا بترك الامر الى ما بعد حل المشكلة بين الدولة السورية والجامعة العربية، لأن هناك الكثير من السفراء المعيّنين في سوريا لم يقدموا أوراق اعتمادهم في الوقت الحاضر». من جهته، أكد السفير اللبناني المُعيّن في سوريا سعد زخيا، غداة وصوله الى دمشق، أنَّه سيعمل «لمصلحة البلدين والشعبين الشقيقين، وأنا مسرور لأنني أتسلّم مركز عملي في دمشق، وسعيد لأنني في بلدي وبين أهلي»، بحسب وكالة «سانا» السورية، متوجّهاً بالشكر إلى إدارة المراسم والسلطات السورية على الاستقبال.
على صعيد آخر، تقرر تأجيل اجتماع اللجنة الوزارية المكلفة بحث تطبيق قانون الانتخابات الى اليوم، ورأى الوزير خليل «أن التسجيل المسبق أصبح أمراً واقعاً». من جهته، رأى مستشار رئيس الحكومة، نادر الحريري، أن «المهل لتطبيق قانون الانتخاب أصبحت داهمة ويجب الخروج باتفاق من الاجتماع».
في سياق آخر، أجرى فنيانوس اجتماعاً مطولاً مع وفد من مجلس نقابة محرري الصحافة ردّ فيه على أسئلتهم. فعلّق على السؤال عن علاقته برئيس الجمهورية بالاشارة الى أنه لم يحدث أيّ اتصال بالرئيس إلا منذ ثلاثة أسابيع. وعن علاقة عون بالنائب سليمان فرنجية، أشار فنيانوس الى أن «الخطاب لم يعد متشنّجاً، أما الموقف الذي اتخذه سليمان فرنجية أمام مجلس النواب فما زال قائماً، وقد قال فيه: عندما يستدعيني فخامة الرئيس أزوره. وهناك من قال له: قل عندما يدعوني. قال: لا، سأقول عندما يستدعيني، لأني أحترم موقع الرئاسة». ورداً على سؤال عن حديث البعض أن كل هموم الوزير فرنجية تنصبّ على عدم نجاح الوزير باسيل في البترون، أشار الى أن «كل إنسان يريد فتح معركة ضدنا سنفتح معركة ضده. برأينا لن يكون للتيار أكثر من مقعد في دائرتنا الانتخابية، يمكن أن يكون الوزير جبران باسيل أو غيره». وأكد أن هناك «معايير مطلوبة في التحالفات الانتخابية غير متوافرة حالياً في العلاقة بيننا كتيار مردة وبين تيار باسيل». وعن علاقة المردة بالقوات اللبنانية قال إن لقاءات معلنة وغير معلنة تجري ويتابعها الوزير السابق يوسف سعادة، «والكلام الأخير الذي صدر عن الدكتور سمير جعجع حول مجزرة إهدن يفتح الطريق إلى حوار في العمق أكثر فأكثر».
موفد أميركي في دمشق
الأسد: سوريا شعب واحد لا شعوب وأرضها موحّدة تديرها سلطة واحدة
في خطوة تعدّ مؤشراً الى تعديل في سياسة الادارة الاميركية تجاه الملف السوري، استقبلت دمشق، قبل أيام، أول موظف أميركي رسمي، زارها بصورة غير معلنة، ممثلاً لأحد أبرز الأجهزة الأمنية الأميركية. وعلمت «الأخبار» أن المسؤول الذي يشغل منصباً رفيعاً جداً رتّب لزيارته عبر اتصالات مع أصدقاء مشتركين مع سوريا (مقال إبراهيم الأمين).
وهو وصل الى بيروت مطلع الاسبوع الجاري، وتوجّه براً، بمرافقة أمنية لبنانية الثلاثاء الماضي، الى العاصمة السورية حيث أمضى ساعات عدة في ضيافة مسؤول أمني سوري رفيع، قبل أن يعود الى بيروت.
وبحسب المعلومات، فإن الموفد كان يتابع اتصالات أجراها مسؤولون أمنيون أميركيون، من بينهم مدير الاستخبارات الأميركية (سي آي إيه) مايكل بومبيو، مع رئيس مجلس الامن القومي السوري اللواء علي مملوك. وتتعلق هذه الاتصالات بمتابعة ملفات تخصّ مفقودين أميركيين في سوريا، يُعتقد أن من بينهم عملاء للاستخبارات العسكرية الاميركية، وهو ما تريد الولايات المتحدة التثبّت منه، بعدما وصلها ملف رسمي فيه معطيات واسعة عن هؤلاء.
وتفيد المعلومات بأن القيادة السورية تعاملت مع الزيارة بحذر. ويبدو أن دمشق قررت تحديد مستوى المسؤولين الذين التقاهم الضيف الاميركي، من دون حماسة لاستقباله من قبل قيادات سياسية رفيعة، خصوصاً أن التجربة مع الجانب الاميركي غير مشجعة، إذ إن موفدين جاؤوا إلى دمشق سابقاً من دون أي نتائج لزياراتهم. كذلك يبدو أن دمشق غير راغبة في حصر التواصل معها عبر القناة الأمنية، إضافة الى الاقتناع بأن وجود القوات الاميركية على الاراضي السورية يشكل عامل احتلال.
وعُلم أن الموفد الامني الذي عرف باسم «ديفيد» أبلغ المسؤول الامني السوري الذي قابله أن الوجود العسكري الاميركي على الاراضي السورية له طابع استشاري، وأن عمل القوات الأميركية محصور بمحاربة تنظيم «داعش»، وأكد أن الولايات المتحدة وجيشها ليسا في وارد الاصطدام عسكرياً بأي جهة أخرى في سوريا. كذلك كان لافتاً تأكيده أن حكومته لا تنوي الإبقاء على أيّ قاعدة عسكرية أو وجود عسكري في سوريا بعد التخلص من «داعش»، وأن واشنطن لم تتعهد لأيّ جهة من المعارضة السورية بالبقاء في الاراضي السورية، في إشارة الى «قوات سوريا الديموقراطية» عموماً، والأكراد خصوصاً.
ونقلت المعلومات أن الموفد الامني الاميركي تحدث باستخفاف عن قدرات المجموعات المسلحة المعارضة للنظام، وشدد على أن بلاده لا تثق بقدرة هذه المجموعات على تحقيق سيطرة دائمة على أي منطقة ولا على تحقيق الاستقرار. كذلك أكد أن واشنطن تسعى مع موسكو لوضع ترتيبات لمرحلة ما بعد «داعش»، تستند الى موافقة النظام السوري.
وفيما رفضت مصادر لبنانية وسورية التعليق على الخبر، أفادت المعلومات بأن ملفات أثيرت خلال اللقاء الأميركي ـــ السوري تتطلب متابعة لاحقة بين الطرفين. لكن دمشق لا تظهر استعداداً أو حماسة للتعاون الأمني، من دون إعلان واشنطن تغييرات واضحة في سياستها.
يشار الى أن عضو الكونغرس تولسي غابارد زارت دمشق منتصف كانون الثاني الماضي، والتقت الرئيس بشار الاسد. وبعد عودتها الى واشنطن انطلقت ضدها حملة انتهت الى قرار من لجنة خاصة في الكونغرس بإخضاعها لجلسات تحقيق، انتهت قبل شهر الى أنها لم تخالف القوانين الاميركية.
غابارد التي كانت قد التقت الرئيس الأميركي دونالد ترامب قبل زيارتها لسوريا وحملت منه رسالة الى الاسد، قدمت الى البيت الابيض تقريراً عن زيارتها وملفات إضافية تمت إحالتها الى الاجهزة الامنية الاميركية للتدقيق والمتابعة. وهو ما حصل، رغم أنه نقل عن مسؤولين في البيت الابيض قولهم إن ترامب لم يكن بمقدوره متابعة الملف، وإن المحيطين به انتقدوا تسرّعه في هذه الخطوة، وفي إعلان أن لا مشكلة مع بقاء الرئيس السوري في منصبه.
الأسد: الحرب لم تنته
وفي السياق نفسه، نقل زوار دمشق عن الرئيس السوري رفضه كل محاولة من جانب أي جهة في العالم لطرح حلول سياسية تستند الى تخلّي السلطة المركزية، ولو بصورة مؤقتة، عن سلطتها الكاملة والمطلقة على كامل الاراضي السورية. وقال الزوار إن الأسد أبلغ حلفاء دمشق وأصدقاءها أنه ليس في وارد القبول بأي طروحات ترد ضمن مساعي الحل السياسي، تقضي بترك مناطق سورية تحت وصاية تركيا أو الولايات المتحدة أو الاردن، وأن دمشق لا تفاوض الأكراد على إدارة مناطق بصورة مستقلة، وأنه لن تكون هناك كردستان أخرى في سوريا. وشدّد على أن المناطق التي ينتشر فيها الأكراد هي مناطق سورية، ولا خصوصية لها تسمح بتحويلها الى مناطق حكم ذاتي. وأكد أن الحكومة السورية ستواصل العمل لاستعادة السيطرة على كامل الاراضي السورية، سواء من خلال التفاوض والمصالحات أو من خلال المعارك العسكرية. ولن تقبل دمشق بأي محاولة لتغيير الأوضاع الديموغرافية أو السياسية في أي منطقة سورية.
ولفت زوار العاصمة السورية الى أن الأسد الذي يشرح، مع كثير من الراحة، واقع الميدان، والانهيار النهائي القريب لتنظيم «داعش»، لا يتصرف على أساس أن الحرب انتهت، بل هو يعتقد أن أعداء سوريا يعملون جاهدين لإبقاء النار مشتعلة. ونقلوا عن الأسد أنه لا يمكن له أو لأي عاقل أن يثق بالإدارة الاميركية، مهما صدر عن واشنطن من مواقف أو بعثت موفدين. وأشاروا الى أن الأسد يتصرف على أساس استمرار المعركة، ويعمل على تعزيز الوضع العسكري والامني والاجراءات التي تساعد الناس على الصمود.
كذلك نقل الزوار أن الرئيس السوري يرفض بحزم أي محاولة لتكريس خطوط تماس أو مناطق متنازع عليها تكون محل تفاوض. وأضاف هؤلاء: «الأسد لا يقف عند خاطر أحد عندما يتعلق الأمر بهذا الجانب، وهو أبلغ موسكو احتجاجاً مباشراً على مشروع موسكو لتنظيم مؤتمر حوار للشعوب السورية. وأكد للقيادة الروسية أن هناك شعباً سورياً واحداً لا شعوباً، ودمشق ترحب بالحوار، لكنها ترفض عقده في القاعدة الروسية في حميميم». وكشف الزوار أن موسكو نزلت عند رغبة الأسد، وعمدت الى إلغاء تسمية الشعوب السورية، ونقلت مكان الاجتماع الى سوتشي في روسيا.
اللواء
الراعي إلى الرياض خلال أسبوعين: «سلاح الحزب» لا ينتظر الحل في المنطقة
غداء السراي: تطرية أجواء بين «الوزيرين».. و«التيار» يقيّم سلباً الإطلالة التلفزيونية

قطع الرئيس سعد الحريري، خلال جلسة مجلس الوزراء أمس، دابر أي تأويل خاطئ، واستنتاجات متسرعة، عندما تحدث وبصورة رسمية عن محادثاته في المملكة العربية السعودية، وقال: ان السعودية حريصة جدا على الاستقرار في لبنان، وكل ما يذكر في الاعلام غير ذلك مجافٍ للحقيقة.
ويأتي هذا التأكيد، بالتزامن مع ما كشفه البطريرك الماروني مار بطرس بشارة الراعي من انه سيلبي الدعوة الرسمية لزيارة المملكة العربية السعودية خلال أسبوعين، مشيرا إلى انه تلقى دعوة في شباط 2013 لزيارة المملكة لكن ظروفا غير مؤاتية حالت دون ذلك، مؤكدا انه يذهب إلى هناك كرجل حوار وسلام، ومعه شعاره «شركة ومحبة» رافضا ربط معالجة سلاح «حزب الله» بالحل في المنطقة، مطالبا بمبادرات عربية ودولية لإيجاد حل لمشكلة «حزب الله»، مؤكدا ان هناك تأثيرا ايرانيا على لبنان.. وأن موضوع «حزب الله» ليس لبنانيا محضا، وقال: يمكن ان يستغرق الحل في الشرق الأوسط مائة سنة، فهل ننتظر مائة سنة لإيجاد حل لمشكلة سلاح الحزب؟ ولاحظت مصادر سياسية ان هذا الموقف يُشكّل ردا على ما أعلنه الرئيس ميشال عون، في الاطلالة التلفزيونية التي أعلن فيها ان مصير سلاح «حزب الله» مرتبط بالحل في الشرق الأوسط..
وعلى قاعدة ان الشيء بالشيء يذكر، فقد تحدثت معلومات عن ان قيادة التيار الوطني الحر ورئيسه الوزير جبران باسيل لديهم ملاحظات، وتقييم سلبي للاطلالة التلفزيونية، لمناسبة مرور سنة على عهد الرئيس ميشال عون.
وتتعلق الملاحظات ليس بالمواقف التي أطلقت وإن كان بعضها اثار إشكالات، مع المجلس النيابي، ومع أطراف لا تتفق بالرؤية حول «حزب الله» لبنانيا وعربيا، وحتى دوليا وحسب، بل ايضا بإدارة الإطلالة منذ ان كانت فكرة إلى التنفيذ، فضلا عن الأسئلة المحرجة، والتي كانت تقتضي ظروفا أخرى لطرحها، وفي غير مناسبة.
وفي ما خص التباين الداخلي حول «حزب الله»، وسط احتدام المواجهة بعد الاستهدافات المتكررة من الجيش الإسرائيلي لمواقع أو شاحنات أسلحة تابعة لـ«حزب الله»، في سوريا، أو تتعلق بالنظام، ذكرت مصادر تؤكد دبلوماسية بارزة في بيروت ان الدول التي تواجه «حزب الله» سياسيا واقتصاديا وفي مقدمها الولايات المتحدة الأميركية لا تستهدف لبنان حكومة ومؤسسات بشكل خاص إنما تستعمل الحزب كمنصة لتوجيه الرسائل إلى إيران للضغط عليها في المفاوضات حول الملف السوري.
مجلس الوزراء
على ان اللافت بعد جلسة مجلس الوزراء التي انعقدت أمس في السراي، غداء المصالحة بين الوزيرين نهاد المشنوق وجبران باسيل، إلى مائدة الرئيس الحريري، بعد انتهاء الجلسة التي تخطت الوقت المحدد لها، فطار اجتماع اللجنة الوزارية لتطبيق قانون الانتخاب الذي كان موعده في الثانية والنصف بعد الظهر وارجيء إلى اليوم، وطار معه ايضا اجتماع اللجنة الوزارية الاقتصادية الذي كان محددا في السادسة مساء، وارجيء دون تحديد موعد جديد لها.
وبحسب مصادر وزارية، فإن الرئيس الحريري استهل الجلسة بكلام مقتضب عن زيارته للمملكة العربية السعودية، فشرح نتائجها، مؤكدا حرص المملكة على استقرار لبنان ووقوفها إلى جانبه، لافتا إلى ان اللقاءات التي أجراها هناك، ولا سيما مع ولي العهد السعودي الأمير محمّد بن سلمان كانت إيجابية، آملا بأن يكون لها انعكاسات قريبا على لبنان، ولا سيما على الصعيد الاقتصادي.
اما غداء المصالحة، فلم تشأ المصادر ان تضعه حصرا بالوزيرين المتخاصمين، على اعتبار ان وزراء آخرين شاركوا في الغداء، بينهم الوزير علي حسن خليل ووزيرا القوات اللبنانية غسّان حاصباني وبيار بوعاصي، وقالت ان الرئيس الحريري تمنى على الوزراء بعد انتهاء الجلسة تناول الغداء معه، فبقي من بقي، ووصفت الأجواء بين المشنوق وباسيل خلال الغداء بأنها كانت عادية جدا.
وحرص باسيل، لدى مغادرته السراي على نفي توتر العلاقات بينه وبين المشنوق، لكنه أوضح انه اعترض على مذكرة وزير الداخلية بخصوص السماح للبلديات إعطاء رخص بناء على مساحة 150 مترا، باعتبارها مخالفة للقانون، وهناك مرسوم لا يمكن الغاؤه بمذكرة بل بمرسوم، لافتا بأن الاشكال انتهى بتشكيل لجنة وزارية للبحث في الملف ومتابعته.
وإلى جانب هذا الخلاف الذي ادرج في سياق الخلاف بين الوزيرين، لم يخل مجلس الوزراء من بعض التوتر على خلفية تعيين سفير لبناني في سوريا، خلال طرح البند الثالث من جدول الأعمال المتعلق بطلب وزارة الخارجية اجراء تعديل على نقل وتعيين سفيرين اثنين، حيث تمت الموافقة على تعيين السفير في الارجنتين انطونيو عنداري في الفاتيكان ونقل السفير المعين فيها جوني إبراهيم إلى الارجنتين، إذ طلب وزير الإعلام ملحم رياشي الكلام مقترحا باسم وزراء القوات على التحاق السفير اللبناني المعين في سوريا سعد زخيا بمركزه في دمشق، وعلى تقديم أوراق اعتماده إلى الرئيس بشار الأسد، مطالبا بتأجيل ذلك إلى حين عودة سوريا إلى مقعدها في جامعة الدول العربية على الأقل، مذكرا بأن سفراء عربا كثرا لم يقدموا اوراقهم إلى الأسد منذ بدأ الأزمة، الا ان اعتراض القوات لم يؤخذ بالاعتبار، بعد نقاش طويل شارك فيه أكثر من وزير، وبينهم الوزير باسيل الذي أشار إلى ضرورة استمرار العلاقات الديبلوماسية بين لبنان وسوريا، وأن تكون بديلا للتعاطي السابق من خلال المجلس الأعلى اللبناني – السوري وأيده في ذلك عدد من الوزراء.
تجدر الإشارة إلى ان السفير زخيا وصل أمس إلى دمشق، وقال في تصريح لمحطة «المنار» الناطقة بلسان «حزب الله» بأنه «مسرور لاستلامه مركز عمله في دمشق». وأنا سعيد لانني في بلدي، وبين أهلي، مؤكدا «انه سيعمل لمصلحة البلدين والشعبين الشقيقين».
وفي سياق ديبلوماسي، متصل، كشف تلفزيون «المستقبل» ان السعودية وافقت على تعيين السفير الجديد لديها فوزي كبارة، بعد ان كان الأمر مبهما في السابق، بحسب تعبير المحطة المذكورة.
واقر المجلس، من ضمن جدول أعماله، موضوع إنتاج الكهرباء من طاقة الرياح، حيث سيتم إعطاء ثلاث رخص لشركات خاصة لانتاج الكهرباء باستخدام اراض في عكار، كما وافق على عرض وزارة الطاقة لموضوع تزويد مؤسسة كهرباء لبنان بحاجاتها من مادتي الفيول والغاز اويل، بعد ان أخذ هذا الموضوع نقاشا مطولا من قبل الوزراء استغرق أكثر من ساعة ونصف الساعة، خصوصا وأن عقود النفط تجدد دون دراسة مسبقة أو استدراج العروض منذ العام 2011، علما ان الدولة تدفع أكثر من ملياري دولار سنويا على عقود استيراد المحروقات لزوم مؤسسة الكهرباء.
وأعلن الوزير سيزار أبي خليل لـ «اللواء» بعد الجلسة، انه تمّ تخفيض حوالى 100 مليون دولار من الفاتورة النفطية، وانه وضع امام الوزراء مجموعة خيارات، من بينها اجراء مناقصة أو الاستمرار بتجديد العقود، وبالنهاية تمّ التوافق على اجراء المناقصة.
لجنة قانون الانتخاب
إلى ذلك، علمت «اللواء» ان اجتماع لجنة قانون الانتخاب حدّد عند الثانية عشرة ظهر اليوم، حيث سيركز النقاش على نقطتي الخلاف وهما: التسجيل المسبق والبطاقة البيومترية، حيث ما زال الوزير باسيل متمسكا برفض التسجيل المسبق للناخبين باعتبار انه يحد من حرية الناخب، ويصر ان تكون البطاقة البيومترية متاحة امام جميع الناخبين، وهو الأمر الذي يرأى فيه الوزير المشنوق نوعا من الصعوبة، لعدم تمكن الوزارة من إنجاز أكثر من ثلاثة ملايين بطاقة في الفترة المتاحة قانونا لاجراء الانتخابات في أيّار من السنة المقبلة، واقترح لذلك الخطة «ب» التي تقضي بتأمين حوالى 500 ألف بطاقة شرط ان يتم تسجيل مسبق لمن يرغب بأن يقترع خارج مكان قيد نفوس، ضمن المراكز العشرة التي ستنشأ لهذه الغاية وتدعى «ميغاسنتر».
وعشية اجتماع اللجنة، أوضح مدير مكتب الرئيس الحريري نادر الحريري، في دردشة مع الصحافيين أمس، ان الوقت بات مداهما للجميع، لافتا إلى ان لا موقف مبدئيا لتيار «المستقبل» حيال التسجيل المسبق، مؤكداً انه مع الحل الذي يسهل تطبيق القانون.
ولم تستبعد مصادر مطلعة أن يتم الاتفاق بنهاية المطاف على إجراء الانتخاب بموجب الهوية المعتمدة حالياً أو جواز السفر، طالما أن قانون الانتخاب يجيز ذلك، إذا لم ير إلى اعتماد البطاقة البيومترية.
زيارة الراعي إلى السعودية
في هذا الوقت، أعلن البطريرك الماروني بشارة الراعي، انه سيلبي الدعوة لزيارة السعودية بعد أسبوعين، وانه سيكون أول بطريرك ماروني يزور المملكة، علماً ان بطاركة آخرين من الروم الارثوذكس كانوا زاروا السعودية في مناسبات سابقة، أهمها قمّة الرياض العربية التي شاركة فيها البطريرك الراحل هزيم.
وكشف الراعي، في مقابلة مع تلفزيون المؤسسة اللبنانية للإرسال lbc، ضمن برنامج «حديث الناس» انه سبق ان تلقى دعوة مماثلة في شباط من العام 2013 من الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز لزيارة المملكة، لكن الوقت لم يكن مناسباً لتزامنه مع انتخاب بابا جديد للفاتيكان،، ثم جاء الفراغ الرئاسي، وخلاله توفي الملك عبد الله، وأنه فضل عدم القيام بالزيارة، خشية أن تعطى لها أبعاداً ومفاهيم غير مستحبة.
وأوضح ان الزيارة ستكون ليوم واحد، وسيرافقه فيها مطران ووفد اعلامي، وانه بعد أسبوع سيتبلغ برنامج الزيارة، ومبدئياً ستكون له لقاءات مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ومع ولي العهد الأمير محمّد بن سلمان، نافياً أن تكون للزيارة شروط، موضحا ان خطابه في ظل التوتر السائد في المنطقة سيكون خطاب توافق وسلام، وانه ليس سياسياً حتى تكون محادثاته سياسية.
ولفت إلى ان موضوع «حزب الله» ليس موضوعاً لبنانياً صرفاً، وإنما هو مرتبط بقضايا وشؤون إقليمية، موضحاً انه يخالف وجهة نظر الرئيس عون الذي ربط حل سلاح «حزب الله» بانتهاء أزمة الشرق الأوسط، على اعتبار ان حل هذه الأزمة قد يحتاج إلى سنوات عديدة، بينما هو يقول ان حل أزمة سلاح حزب الله مسؤولية دولية وعربية، التي يفترض أن يكون لها دور ، ملاحظاً أن هناك فرقاً بين رأيه وبين رأي الرئيس عون بانتظار حل أزمة المنطقة، مشدداً على ان مسألة القدس من الطبيعي أن تكون ضمن المحادثات التي سيجريها، لأن القدس تعنينا كمسيحيين في الدرجة الأولى.
عون في الكويت
ومن المقرّر أن يتوجه الرئيس ميشال عون يوم الأحد المقبل الى الكويت في زيارة رسمية تستمر يوماً واحداً، يلتقي خلالها أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وكبار المسؤولين الكويتيين، ويجري معهم محادثات تتناول العلاقات بين البلدين والوضع في المنطقة، بالإضافة إلى أزمة النزوح السوري.
وسيرافق الرئيس عون في هذه الزيارة الوزراء: باسيل، جمال الجراح، عناية عز الدين، بيار رفول، أيمن شقير ورئيس مجلس الإنماء والاعمار المهندس نبيل الجسر.
وأفادت معلومات ان أبرز ملفات البحث ستتركز على خطة لبنان لإعادة النازحين السوريين ومشاريع الصندوق الكويتي للتنمية في لبنان، مشيرة إلى ان مسألة «خلية العبدلي» غير مطروحة للبحث، وكذلك مسألة تعيين سفير لبنان في الكويت، على اعتبار أن الخارجية لم ترسل أوراق اعتماد السفير المعين ريان سعيد بعدما تبلغت الاعتراض على تعيين شيعي في هذا الموقع في الكويت.
من ناحية ثانية، أوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللــواء» أن ما من معطيات حول قيام أي تواصل بين الرئيس عون ورئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع. وأفادت المصادر أن أي تواصل يحصل يعلن عنه.
إلى ذلك رأت المصادر أن الرئيس يدفع في اتجاه التركيز على الملف الاقتصادي انطلاقا من الورقة التي يعمل عليها وزير الاقتصاد والتجارة رائد خوري بعد إقرارها في مجلس الوزراء في الجلسة التي انعقدت في قصر بعبدا مؤخراً .
في شـأن حياتي يومي شهدت شوارع العاصمة بيروت زحمة سير خانقة طوال ساعات نهار يوم أمس، اشتدت مع ساعات الليل الأولى، لا سيما عند المدخل الشمالي للعاصمة ما بين فندق فورسيزنز وبيال، ما أدى إلى اصطفاف طوابير السيّارات في المحلة، وحبس المواطنين فيها لساعات طويلة وتعطل أعمالهم.
البناء
مساعٍ أميركية لحلّ تفاوضي في الموصل بين بغداد وأربيل تفادياً للمواجهة
الجيشان السوري والعراقي يقتربان من معركة الحسم في القائم والبوكمال
سفير لبنان في دمشق يتسلّم مهامه استعداداً لتقديم أوراق اعتماده للأسد

يضع الأميركيون ثقلهم لمنع انزلاق العلاقة بين بغداد وأربيل لمواجهة عسكرية يعلمون سلفاً أنها ستنتهي لصالح الجيش العراقي والحشد الشعبي وبسرعة قياسية، تشبه ما جرى في كركوك، وتنتهي معها حقبة عائلة البرزاني بين الأكراد ومعها كلّ ما بناه الأميركيون و«الإسرائيليون» والسعوديون، استخبارياً بين الأكراد، لينهار أمام قوى تؤمن بخيار المقاومة وتنظر لـ«إسرائيل» كعدو، وللاختراق «الإسرائيلي» في كردستان كخطر، مشروع راهن عليه الأميركيون و«الإسرائيليون» لإرباك محور المقاومة في أيّ مواجهة مقبلة.
الحكومة العراقية التي تجاوبت مع الدعوة الأميركية لاجتماع تفاوضي في الموصل لتفادي المواجهة تتمسك بأن تكون النتائج واضحة لجهة انتشار الجيش العراقي والأجهزة الأمنية العراقية، حيث سلطاتهم الدستورية على الحدود والمعابر والمطارات من دون أيّ نقصان، تفضل بلوغ الهدف تفاوضياً، لكنها أبلغت الأميركيين كما قالت مصادر مطلعة لـ «البناء» عدم الاستعداد لتقديم أيّ تنازلات على هذا الصعيد.
بالتوازي كان الجيش العراقي يكمل حصار مدينة القائم ويتقدّم في كتل الأبنية التي تشكل خط الدفاع الأول لتنظيم داعش، بينما أنجز الجيش السوري السيطرة الكاملة على مدينة دير الزور كمعقل لقادة داعش بتحرير حي الحميدية الذي يُعتبر عاصمة التنظيم، بعدما كان أنهى قبل أسبوعين تحرير مدينة الميادين، وصار قادراً على التفرّغ للتوجّه نحو مدينة البوكمال، التي يحاصرها من جبهتين، واحدة مع مجرى نهر الفرات من دير الزور، والثانية من المحطة الثانية في البادية، وعلى الجبهتين كانت الطائرات الروسية والسورية، والقاذفات الروسية الاستراتيجية وصواريخ الكاليبر التي تطلقها السفن والغواصات الروسية في بحر قزوين والبحر المتوسط، تصعّد حملاتها النارية على مواقع داعش في البوكمال، بينما تتولّى الطائرات من دون طيار التابعة للجيش السوري والمقاومة قنص المواقع المتقدّمة وأرتال الآليات للعناصر المنسحبة من المناطق التي خسرها التنظيم، وقد سجل في هذا السياق، وفق مصادر عسكرية في المنطقة، تسليم أميركي بالعجز عن مجاراة ومنافسة التقدّم السوري نحو البوكمال بدعم تقدّم موازٍ لـ «قوات سورية الديمقراطية»، واكتفوا بتأمين ممرات آمنة لبعض قادة داعش الذين يريدون إخلاءهم من البوكمال قبل سقوطها بيد الجيش السوري، لتنسحب نحو ريف دير الزور الشرقي بعبور نهر الفرات.
لبنانياً، أكد رئيس الحكومة سعد الحريري دعم السعودية للتسوية الحكومية، قائلاً إنّ الرياض تقف معنا في حماية الاستقرار، أمام مجلس الوزراء، الذي شهد مناكفة قواتية تمثلت بطلب عدم قيام السفير اللبناني في دمشق بتقديم أوراق اعتماده للرئيس السوري بشار الأسد، والسفير وصل دمشق أمس بمراسم بروتوكولية تمهيداً لتقديم أوراق اعتماده لوزير الخارجية بانتظار موعد تقديمها للرئيس الأسد، وكان لافتاً عدم مشاركة الرئيس الحريري وأيّ من وزرائه في هذا الجدل، الذي لقي تجاهلاً في الحكومة، بينما انصرف الحريري لمصالحة وزيرَيْ الخارجية والداخلية جبران باسيل ونهاد المشنوق على مائدة الغداء.
زخيا في دمشق ويقدّم أوراق اعتماده للأسد بعد أيام
وصل السفير اللبناني الجديد في سورية سعد زخيا الى دمشق أمس، على أن يُقدّم أوراق اعتماده الى الرئيس السوري بشار الأسد خلال الأيام القليلة المقبلة، وفقاً للأعراف الدبلوماسية القائمة بين الدول، رغم الأصوات الداخلية المعترضة على هذه الخطوة ومطالبتها الاكتفاء بتعيين سفير من دون تقديم أوراق اعتماده إلى الرئيس السوري.
وعلى الرغم من أن تعيين سفير لبناني جديد في سورية يأتي في إطار التشكيلات الدبلوماسية التي أقرّها مجلس الوزراء منذ حوالي الشهرين، غير أنها تشكّل خطوة إيجابية لتنقية الشوائب من طريق العلاقات بين لبنان وسورية وترفع التمثيل الدبلوماسي بين الدولتين من قائم بالأعمال الى سفير أصيل، كما أنّها تأتي في ظل الظروف الإقليمية الحسّاسة والدقيقة والصراع الذي يدور في المنطقة والضغوط السعودية على لبنان لعدم الانفتاح والتواصل مع النظام في سورية.
وأكد السفير زخيا بعد وصوله إلى دمشق أنه سيعمل لمصلحة لبنان وسورية الشقيقين. وقال: «أنا مسرور لأنني أتسلم مركز عملي في دمشق وسعيد، لأنني في بلدي وبين أهلي»، وتوجّه بالشكر لإدارة المراسم والسلطات السورية على الاستقبال.
وكانت جلسة مجلس الوزراء أمس، قد شهدت سجالاً على خلفية تعيين سفير لبناني في سورية، إذ سجّل وزراء حزب «القوات اللبنانية» ومعهم وزير التربية مروان حمادة ومن خارج جدول الأعمال تحفّظهم على التحاق السفير زخيا بمركزه في دمشق وتقديم أوراق اعتماده الى الرئيس الأسد، مطالبين بتحييد لبنان عن هذا الموضوع، وبالتريث الى حين عودة سورية إلى مقعدها في جامعة الدول العربية على الأقل، مذكّرين بأن سفراء أكثر من دولة، معينين في سورية، لم يقدّموا أوراقهم الى الأسد، منذ بدء الأزمة. غير أن اعتراضهم، بعد نقاش طويل، لم يؤخذ في الاعتبار.
وقد لوحظ تجاهل رئيس الحكومة سعد الحريري ووزراء حزبه السياسي لهذه الأصوات ما يعني قبولاً ضمنياً من الحريري وتياره بهذه الخطوة.
وأشارت مصادر السراي الحكومي لـ «البناء» إلى أن «من حق أي طرف الاعتراض على خطوة تقديم السفير اللبناني في سورية أوراق اعتماده إلى السلطات السورية، لكن قرار تعيينه اتخذ في مجلس الوزراء مجتمعاً في إطار إقرار التشكيلات الدبلوماسية الجديدة على صعيد كل الدول، وهو غير مرتبط بأي تعديل في مواقف القوى السياسية تجاه سورية أو إزاء سياسة الحكومة تجاه سورية التي لا تزال تعتمد النأي بالنفس».
فنيش: الخطوة تؤكد عمق العلاقات بين الدولتين
وفي سياق ذلك، أشار وزير الشباب والرياضة محمد فنيش الى أن «قرار تعيين سفير لبناني في سورية متخذ منذ إنجاز التشكيلات الدبلوماسية في مجلس الوزراء وبموافقة وزراء القوات أنفسهم، غير أن اعتراض البعض على تقديم السفير اللبناني في دمشق أوراق اعتماده الى الرئيس الأسد يأتي في إطار المزايدات السياسية والإعلامية فقط»، موضحاً أن «تعيين سفير للبنان في دمشق وتقديم أوراق اعتماده للرئيس السوري وقيامه بمهمته وأعماله أمر طبيعي بين دولتين شقيقين كلبنان وسورية وكأي سفير دولة أخرى في دولة ثانية، ما يؤكد عمق العلاقات والمصالح المشتركة بين الدولتين».
تبادل بين الفاتيكان والأرجنتين
وفي شأن دبلوماسي ثانٍ، تمكّن مجلس الوزراء الذي انعقد في السراي الحكومي أمس، برئاسة الحريري من إيجاد المخرج لمسألة السفير اللبناني في الفاتيكان جوني إبراهيم الذي لم يوافق الكرسي الرسولي على اسمه، فقرّر المبادلة بين اسمَي سفيري لبنان في الفاتيكان والأرجنتين، فأصبح أنطونيو العنداري سفيراً للبنان لدى الحاضرة الرسولية، وإبراهيم سفيراً لدى الأرجنتين.
وعلى صعيد آخر، أفادت مصادر قناة «المستقبل» الى أن «الرياض قبلت تعيين السفير اللبناني الجديد لديها بعدما كان الأمر مبهماً في السابق».
الحريري: المملكة حريصة على الاستقرار
وتطرّق مجلس الوزراء الى التصعيد السعودي تجاه الحكومة اللبنانية وحزب الله، فوضع رئيس الحكومة مجلس الوزراء في مستهلّ الجلسة، بشكل مقتضب في أجواء زيارته للسعودية، حيث أكد أن «المملكة مصرّة وحريصة على الاستقرار في لبنان، وأن كل ما يُشاع في الإعلام عكس ذلك، ومجافٍ للحقيقة». ثم أقرّ المجلس جدول الأعمال، وأبرز ما فيه «بند إنتاج الطاقة الكهربائية عبر الرياح في منطقة عكار».
كما دار سجال آخر بين وزيري الداخلية نهاد المشنوق والخارجية جبران باسيل الذي اعترض على مذكرة المشنوق حول رخص البناء، وقال إن «الأمر مخالف للقانون ومجلس الوزراء شكل لجنة للبحث في المذكرة».
وبعد تلقيه دعوة سعودية لزيارة المملكة، أعلن البطريرك الماروني مار بشارة الراعي أنه «سيلبي الدعوة الى السعودية بعد أسبوعين ليوم واحد، وأنه سيلتقي الملك وولي العهد ومسؤولين آخرين».
لبنان يتحرّك دولياً ضد الاعتداءات «الإسرائيلية»
على صعيد آخر تطرّق مجلس الوزراء الى الاعتداءات «الإسرائيلية» على لبنان، لا سيما لجهة ما كشفه رئيس المجلس النيابي نبيه بري لجهة قضم جزء من الأراضي اللبنانية عبر التخطيط لتشييد جدار عازل على الحدود مع لبنان. وطلب وزير الخارجية من مجلس الوزراء موقفاً موحّداً لإدانة هذه الاعتداءات وكيفية التحرك على مستوى الأمم المتحدة.
وقالت مصادر وزارية لـ «البناء» إن «جميع الوزراء أعلنوا إدانتهم للانتهاكات وضرورة اتخاذ موقف موحّد في مجلس الوزراء بهذا الشأن، كما تم الاتفاق على أن تتولى وزارة الخارجية استدعاء سفراء الدول الأعضاء في مجلس الأمن والجامعة العربية واللجنة الأمنية في الأمم المتحدة في الناقورة لإبلاغهم اعتراض لبنان على الخروق «الاسرائيلية» كما ستقدم شكاوى الى الامم المتحدة».
الحريري جمع باسيل والمشنوق على الغداء
وفي حين تمّ تأجيل جلسة اللجنة الوزارية المكلفة البحث بآلية تطبيق قانون الانتخابات الى ظهر اليوم، أفادت مصادر أن «لقاءً عُقد بين باسيل والمشنوق في السراي الحكومي، بحضور رئيس الحكومة وذلك لترطيب الأجواء وخفض منسوب التوتر بعد حملة التصعيد التي اشتعلت بين الطرفين خلال اليومين الماضيين».
وفي حين تبحث اللجنة اليوم البنود العالقة في قانون الانتخاب الجديد لا سيما البطاقة البيومترية والتسجيل المسبق، قال وزير المال علي حسن خليل إن «التسجيل المسبق خارج مكان القيد بات حتمياً».
الخلاف حول آلية عودة النازحين
على صعيد ملف النازحين السوريين، أشارت مصادر مطلعة لـ «البناء» إلى أن «لجنة النازحين توصّلت الى حل لـ 90 في المئة من النقاط الخلافية في الملف لا سيما المتعلقة بتسجيل الولادات والأمور الصحية والتربوية وغيرها، غير أن الخلاف انحصر في آلية إعادة النازحين الى سورية لجهة التواصل مع الحكومة السورية أو عبر الأمم المتحدة أو عبر الدول الفاعلة في الساحة السورية، فلم تتبلور بعد وجهات النظر في هذه النقطة للوصول الى قواسم مشتركة»،
وأوضحت أن «إعادة النازحين ليست فقط شأناً داخلياً لبنانياً بل تحكمه اعتبارات عدة، اولاً التوافق الداخلي ثانياً التنسيق مع المجتمع الدولي لتأمين المساعدات اللازمة والضمانات الأمنية لهم وتحديد مناطق العودة والسكن».
في هذا السياق، أوضح الوزير فنيش لـ «البناء» أنه «اللجنة لم تعرض حتى الآن خطة موحدة على مجلس الوزراء وعندما تفعل سنناقشها ونبدي رأينا فيها، لكن حتى الآن لم يصلنا خطة كاملة من اللجنة»، لكنه أكد أن أي «خطة أو حل لأزمة النازحين المعبر الوحيد لتطبيقها على الأرض هو التنسيق مع الحكومة السورية والتعامل مع الدولة القائمة والرئيس الحالي الشرعي كأمر واقع، فلا يمكن نقل ملايين النازحين الى مناطق متعدّدة في سورية من دون التحدث مع الدولة السورية».
وأعاد البطريرك الراعي أمس، التحذير من خطر النازحين السوريين على لبنان، وأشار الى أن «وجود النازحين في لبنان يشكل خطراً اقتصادياً وسياسياً وأمنياً وبيئياً واجتماعياً».
العقوبات الأميركية لن تطال القطاع المصرفي
على صعيد آخر، أعلن رئيس جمعية المصارف جوزيف طربيه من قصر بعبدا، تلقّي الجمعية تأكيدات أن القطاع المصرفي اللبناني غير مستهدف إطلاقاً بالعقوبات الأميركية المرتقبة على حزب الله، «طالما أنه يتقيّد بقواعد الامتثال الجارية سابقاً، وأخذ لبنان على عاتقه عبر تعاميم صادرة عن البنك المركزي التقيّد بالإجراءات الدولية التي تتناول موضوع العمل المصرفي»، ناقلاً التأكيد الأميركي على الثقة بالبنك المركزي وحاكمه رياض سلامة «الذي يُشرف على أداء القطاع المصرفي اللبناني الذي لا يزال حتى اليوم ناجحاً وجرى التنويه به في الظروف كلها».

 

Please follow and like us: