خاص ـ الحقول / غيرت داعش في غزوتها العراقية من اتجاهات ريح المنطقة وربما تؤدي خطوتها غير الهوائية، لأنها تبدو مخططة ومنظمة بتقانة، الى تغيير في محور الأحداث والتطورات في المنطقة برمتها والمنطقة تغير ما في توازنات العالم وقواه…
كشفت العراق وحكومته وعمليته السياسية على هشاشة فاقعة، ووضعت العراق وحكومته وبرلمانه المنتخب على حد السكين .. فأين المفر..
كشفت تركيا وحلفها وجاءت عمليتها صدفة او بتوقيت مقصود عشية تعزيز العلاقات وتطويرها نوعيا بين إيران الجمهورية الإسلامية بطابعها الشيعي واردوغان وحزبه الاخواني السني وفي ذلك مؤشر صدفي او مطلوب بذاته فكيف سيتصرف الحلف الجديد في مواجهة جديد داعش.
أطلقت العملية العنان لتقرير ما هو غير المنطقي في السياسات والتحالفات، ومستقبل الأحلاف، فأول الغيث طلب تركيا اجتماع عاجل للحلف الأطلسي وتقاطع عرض إيران مع عرض أمريكا للتدخل إلى جانب الجيش العراقي، الشيطان الاكبر، والجمهورية الإسلامية في خندق واحد يا لغدر التاريخ، واحكامه…
قررت داعش في عمليتها الواسعة التي أعطتها مساحات من الجغرافية أوسع من مساحة لبنان وفلسطين وتجاوز مساحة سورية، متربعة على مفترق طرق خطير وحدود تمتد من تركيا ومع الأكراد إلى عمق سورية والأردن والسعودية والكويت، ربما الكويت ستكون بيت قصيدها وهدفها الآتي، ففيها النفط والاشتباك المباشر مع الأمريكي وفيها قاعدة سلفية قابلة لاستقبال داعش ومشروعها، والاهم فيها النفط الذي يزيد عن نفط سورية والانبار ومنها التحكم بالبصرة وتصدير النفط العراقي وبعض الإيراني وهي بكل حال بوابة للسعودية ومشيخات الخليج.
أعطت سورية وجيشها فرصا إضافية، وأكدت صدقية القول السوري المتكرر ان الأزمة لن تبقى في حدود سورية وان من اعد السم وطبخه لسورية آكله بل ربما سيكون السم قاتله..
ستغير من إيقاع وعمل وخطط واستهدافات الجماعات المسلحة في سورية وصارت السعودية وقطر وتركيا والآخرون مضطرون الطلب من تلك الجماعات ان تجمد الصراع مع الجيش العربي السوري لصالح الصراع مع داعش التي باتت خطرا اقليميا ودوليا اول ما تهدد الدول الممولة والتي تسلح وتدير … يا للزمن وللصمود السوري ماذا فعل من أفعال عبقرية….
غيرت اتجاهات المخاطر واحتمالاتها فلم يعد حلف المقاومة والجمهورية الإسلامية الخطر على إسرائيل والمصالح الغربية وتحالفها مع الوهابية والسعودية انما داعش الوريث الشرعي لقاعدة بن لادن، ويعود بن لادن يمشي على ما كتبه نصري الصايغ اليوم في السفير..
وضعت او ستضع حلف المقاومة وتحديدا حزب الله وحلفائه من الفصائل العراقية واخواتها امام سؤال كبير اين يكون القتال المجدي في سورية والعراق ام عودة الى الاصل في فلسطين فرأس الافعى على بعد 50 كليو متر من دمشق واقل منه عن بيروت، ومن يترك الأولوية ويترك رأس الافعى ويتلهى بالذيل لن يحصد المتمنى… وكذا تكون اسرائيل المستفيد الاول وتعيد كرة التاريخ الرد على هزائمها منذ انتصار 1956 يكون نجاحها بتفخيخ العرب وبعث الحروب بينهم ….
قررت بالممارسة العملية وتحت الأضواء ان سايكس بيكو وجمهورياته القطرية ومشيخاته وممالكه لم يعد لها مكان في الزمن الآتي، وهي بذلك تقدمت عمليا على القومي السوري الاجتماعي ومشروعه المعلق على الخطابة، وعلى دعاة المشرقية، وأيضا على دعاة القومية العربية والسعاة الى وحدة العرب شعارات واغاني وأشعار… بغض النظر عما سيكون تفتيت المقسم او توحيد المقسم… لكنها الحقيقة التاريخية تعبر عن نفسها انتهى سايكس بيكو والبديل يراوح بين المزيد من التفتيت او التوحيد وذاك جواب معلق على مشروع سورية وحلفها المقاوم، ويجب ألا يترك لداعش واخواتها..
وبين هذه وتلك كسبت داعش مالا، وأرضا وافرة الخيرات، ومساحات وموقع جغرافي حاكم وحاسم، والكثير من السلاح الامريكي والمعدات والذخائر التي تمنحها قوة اضافية لتحسم مع الجماعات الاسلامية الاخرى في شرق وشمال سورية، وبل تواجه الجيوش وقدراتها وسلاحها …
من صنع داعش، لماذا تمكنت داعش، الى متى تبقى داعش قوية، وكيف يمكن مواجهتها واجهاض مشروعها،..
والبحث الجريء ايضا يجب ان يجيب على سؤال: هل أسهمت المقاومة بعد انتصاراتها التاريخية والالهية التي حققتها اعجازية عندما لم تبن عليها وتخلفت لعقد عن مهمة تحرير فلسطين برغم دنو المهمة وتوفر شروطها التاريخية في توفير الشروط لصعود داعش وشقيقاتها؟؟
هل يمكن لداعش ان تتمكن وتصبح قوة حاضرة مؤثرة وحاكمة في صياغة تطورات المنطقة والاقليم وفي اولهم العرب والاتراك والايرانيين تلك موضوعات تحتاج الى المزيد من البحث والتدقيق ..
غير ان الخلاصة الاولية التي لا يجب ان تنسى او تنسف او يجري تسخيفها داعش ليست عابرة بغض النظر عن تقييم داعش وتبيان حقيقة مشروعها وارتباطاتها .
وللقول تتمه …
————————————————
ملاحظة استباقية: عذرا الاصدقاء الاحبة، قد يجد بعضكم في التعليق جرأة عالية، ومقاربة غير تقليدية لامر حقا هو غير تقليدي، وقد يلتبس الامر على البعض الاخر، لكن توثقوا من ان تغيير الواقع لا يمكن بدون فهمه بواقعية وكما هو لا كما نرغبه او نفترضه… .
التعليق على جرأته هو حقا دعوة للتفكير بحرية، وبصوت عال، وبدون قفازات، او اسقاطات مسبقة.
COMMENTS