وصلت الإنتخابات النيابية إلى مرحلة حاسمة مع إعلان لوائح المرشحين في بيروت والمناطق. أما على الصعيد القضائي فقد تابعت الصحف معطيات الإجتماع الذي انعقد مساء أمس، بين وزير العدل سليم جريصاتي ورئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي جان فهد، على خلفية الخلاف بين الجهتين على المادة 36 من قانون الموازنة التي تتصل بصندوق تعاضد القضاء. كما نفّذت نقابة المعلمين في لبنان إضراباً تحذيرياً أمس أيضاً، تزامناً مع انعقاد لجنة المال والموازنة للمطالبة بعدم فصل التشريع بين القطاعين العام والخاص …
اللواء
لقاء نصر الله – باسيل يعوِّم التفاهم إنتخابياً.. واللوائح الحمراء تتقدّم!
المنافسة في بيروت موضع اهتمام دولي .. وبواخر الكهرباء على نار حامية
“مع تناقص الساعات لتسجيل اللوائح في وزارة الداخلية، كشرط ضروري للسماح لها بخوض الانتخابات في 6 أيّار، أي بعد 44 يوماً، بدأ الخيط الأبيض الانتخابي ينقشع عن الخيط الأسود، وسلكت اللوائح المبنية على التحالفات طريق «الاحلاف السياسية» القديمة فبدا ان اللقاء الذي جمع الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل أعاد تصويب البوصلة انتخابياً، من زاوية تعويم «تفاهم مار مخايل» بفصل الشق الانتخابي عن السياسي، والتحالف حيث يمكن ان يكون هناك تحالف مجدٍ للطرفين.
ومن هذه الزاوية، ظهر أيضاً ان التفاهمات السياسية السابقة على التسوية الرئاسية تقدمت على ما عداها، فحدث تباعد جدي بين التيار الحر و«القوات اللبنانية» والاخيرة وتيار المستقبل.. مما جعل الحزب التقدمي الاشتراكي يعقد لقاء التحالف في الشوف بين الجانبين عبر اللائحة التي سيعلنها غداً تيمور جنبلاط في دائرة عالية – الشوف.. إيذاناً بإطلاق اللوائح العائدة «للقوات» وحلفائها في بعبدا وزحلة ودوائر لبنانية أخرى..
وفي الوقت، الذي تجهد فيه الحكومة لوضع بواخر توليد الكهرباء موضع التنفيذ، عبر اتصالات تجري للتفاهم على تمريرها في جلسة قريبة للحكومة، استأثرت اللوائح التي تتنافس ببيروت باهتمام دبلوماسي إقليمي ودولي، والتي تعلن تباعاً لا سيما اللوائح المستقلة والتي تمثل بيروت الوطنية، الوحدة والتعايش، والتطلع إلى استعادة مكانة العاصمة ودورها الطليعي كعاصمة للمنطقة.
وفي هذا الإطار، قالت مصادر دبلوماسية لـ«اللواء» ان لائحة «بيروت – الوطن» التي يطلقها الزميل صلاح سلام رئيس اللائحة، وتضم نخبة من رجال الأعمال وشخصيات نسائية موثوق بها في العمل العام والمجتمع المدني، ومن كل الطوائف، تأخذ مكانها كلائحة جدية ومنافسة وتمثّل روح بيروت، والمجتمع البيروتي، المنفتح عربياً وعالمياً.
تسجيل لوائح
ومع اقفال باب سحب الترشيحات للانتخابات النيابية على 58 مرشحاً أعلنت الداخلية عن سحب ترشيحاتهم رسمياً ليرسو العدد النهائي للمرشحين على 917 مرشحاً، بدا الهامش الزمني لإنجاز اللوائح الانتخابية يتقلص، فارضاً نفسه عنصراً ضاغطاً على القوى السياسية التي سرّعت حركة الاتصالات والمشاورات خلال الساعات الأخيرة، خصوصاً وانه لم يبق امام اسدال الستارة على تسجيل اللوائح، وتظهير صورة التحالفات الانتخابية، سوى يومين فقط هما اليوم الجمعة حتى الثالثة والنصف بعد الظهر، ويوم الاثنين المقبل حتى منتصف الليل، باعتبار ان يومي السبت والاحد هما عطلة أسبوعية، ولن تكون هناك استثناءات بحسب ما أكّد مصدر في الداخلية لـ«اللواء».
وتبعاً لتقلص المهلة الزمنية، توالت الوفود إلى وزارة الداخلية لتسجيل اللوائح، حيث سجل في اليوم الأوّل لقبول تسجيل طلبات اللوائح، في المديرية العامة للشؤون السياسية في الصنايع، ست لوائح فقط، توزعت ما بين ثلاث لوائح في دوائر جبل لبنان الثانية (المتن الشمالي) وجبل لبنان الثالثة (بعبدا) وجبل لبنان الرابعة (الشوف – عالية) وثلاث لوائح في دائرة الشمال الثانية (طرابلس – المنية – الضنية).
واولى اللوائح التي سجلت أمس تحت اسم «لائحة المصالحة» قدمها تيمور جنبلاط الذي اختار اللون الأحمر للائحته، وترك فيها المقعد الدرزي الثاني شاغراً لحسابات درزية، ليكون لصالح الوزير طلال أرسلان، على غرار ما حصل في انتخابات العام 2000 وانتخابات العام 2009 حينما ترك النائب وليد جنبلاط المقعد الدرزي الثاني لمصلحة أرسلان، وعندما ملأ المقعد الدرزي بالمرشح فيصل الصايغ في انتخابات 2005 خسر أرسلان مقعده.
ومن اللوائح التي سجلت أيضاً، لائحة «وحدة وانماء بعبدا» برئاسة الوزير بيار بو عاصي التي اتخذت أيضاً اللون الأحمر، بالتحالف مع الحزب التقدمي الاشتراكي وبدعم من تيّار «المستقبل» ولائحة «القوات اللبنانية» في المتن تحت عنوان «المتن قلب لبنان» من دون تغييرات في أسماء المرشحين المعلنين سابقاً.
اما لوائح طرابلس، فقد سجلت في الداخلية كل من «لائحة العزم» برئاسة الرئيس نجيب ميقاتي، و«لائحة لبنان السيادة» برئاسة الوزير السابق اللواء اشرف ريفي وضمت كلاً من: خالد عمر تدمري، محمّد وليد عبد القادر قمر الدين، محمّد كمال الدين سلهب، علي عبد الحليم الأيوبي (عن المقاعد السنية في طرابلس)، حليم نعيم زعني (عن المقعد الماروني)، جورج نقولا جلاد (المقعد الارثوذكسي)، بدر حسين عيد (المقعد العلوي)، وراغب محمّد فيصل رعد، اسامة نديم امون ووليد محمّد المصري (عن المقاعد السنية الثلاثة في الضنية والمنية).
كما سجلت لائحة «الكرامة الوطنية» وضمت الوزير السابق فيصل عمر كرامي، طه عطفت ناجي، محمّد صفوح أحمد شريف يكن، عبد الناصر عبد العزيز المصري، أيمن نور الدين عمر (المقاعد السنية في طرابلس)، أحمد محمود عمران (المقعد العلوي في طرابلس)، رفلي انطون دياب (مقعد روم ارثوذكس في طرابلس)، جهاد مرشد الصمد (عن أحد المقعدين السنيين في الضنية)، عادل محمّد زريقة (المقعد السني في المنية).
وتركت هذه اللائحة المقعد الماروني في طرابلس شاغراً، لمصلحة المرشح في لائحة العزم عن هذا المقعد الوزير السابق جان عبيد. وستعلن اللائحة في مهرجان يقام في قصر كرامي الاثنين المقبل.
.. وإعلان لوائح
وفيما يعلن الرئيس سعد الحريري عن لائحة «المستقبل» في دائرة بيروت الثانية، عند الرابعة من بعد ظهر اليوم من «بيت الوسط» ويلي ذلك إعلان لائحة المستقبل في دائرة عكار السبت، ودائرة طرابلس المنية والضنية بعد غد الأحد في ساحة مركز الصفدي الثقافي، تعلن لائحة بيروت الوطن» اليوم بعد إنجاز كافة الترتيبات ووضع اللمسات الأخيرة على هذه الخطوة النوعية، سيما وان هذه اللائحة ستكون من ضمن اللوائح الرئيسية الثلاث الجدية في دائرة بيروت الثانية، إلى جانب لائحة «المستقبل» ولائحة تحالف الثنائي الشيعي مع الاحباش و«التيار الحر» والتي باتت جاهزة أيضاً، بعد الاتفاق على تمثيل التيار الحر بمرشحه عن المقعد الانجيلي ادغار طرابلسي بدل مرشّح الحزب القومي فارس سعد الذي قرّر المجلس الأعلى للحزب القومي سحب ترشيحه بناءً لتمن من «حزب الله».
وصدر عن المكتب الإعلامي لرئيس حزب «القوات اللبنانية»، بيان، اوضح «انه سيتم الاعلان عن لائحة «المصالحة»، عند الثانية عشرة ظهر السبت المقبل، في قصر المير أمين – بيت الدين.وسيتم إعلان لائحة «الكرامة والإنماء» لدائرة بعلبك – الهرمل، برئاسة يحيى شمص بالتحالف مع «القوات اللبنانية» و»تيار المستقبل»، والتي تعتمد اللون الأحمر، عند الساعة الرابعة من بعد ظهر السبت أيضاً، في مشروع عبد الساتر – إيعات.
وسيعلن عن لائحة «بيروت أولا» المدعومة من «القوات اللبنانية»، و»الكتائب اللبنانية»، والوزير ميشال فرعون، ومرشح حزب «الرامغافار» العميد جان طالوزيان، المدعومة من أنطوان صحناوي والمستقلين، والتي تعتمد اللون الأحمر، عند الساعة السادسة مساء السبت المقبل، في مدرسة الفرير – الجميزة.
الموازنة
مالياً، انهت لجنة المال والموازنة درس ارقام موازنات واعتمادات موازنة العام 2018، وستنتقل الإثنين والثلاثاء المقبلين لدرس مواد قانون الموازنة، على ان يقدم رئيس اللجنة النائب ابراهيم كنعان تقريره الى رئيس مجلس النواب نبيه بري الأربعاء على ابعد تقدير، واحالته الى رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي سيحدد الجلسة العامة مطلع نيسان، مع الآخذ بالإعتبار عطلة عيد الفصح، ومهلة 48 ساعة لتوزيع التقرير والمشروع على النواب، قبل انعقاد الهيئة العامة.
وكانت اللجنة عقدت جلستين امس، في الجلسة الصباحة اقرت موازنات وزارات التربية والتعليم العالي والدفاع الوطني والاقتصاد والتجارة، وفي المسائية اقرت موازنات وزارات العمل والاتصالات والطاقة والمياه.
خلاف القضاء – جريصاتي
قضائياً، انعقد مساء أمس، لقاء بين وزير العدل سليم جريصاتي ورئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي جان فهد، على خلفية الخلاف بين الجهتين على المادة 36 من قانون الموازنة التي تتصل بصندوق تعاضد القضاء حيث وعد النائب كنعان بدرس هذه المادة في اجتماع اللجنة الاثنين، فيما دخل رئيس لجنة الادارة والعدل النيابية روبير غانم على خط رأب الصدع، ودعا مجلس القضاء لجلسة تعقد الاثنين في المجلس، على ان توجه دعوة إلى الوزير بين العيدين، قبل دعوة الطرفين للاجتماع معاً لوضع حدّ لهذا الموضوع.
وأوضح غانم انه سيتقدم باقتراح قانون معجلاً مكررا ًللهيئة العامة حول التشكيلات القضائية، وتمنى على النواب اخذه في الاعتبار، لأنه بالنتيجة السبب الرئيس للخلافات يعود إلى التشكيلات القضائية».
إضراب المعلمين
تربوياً، نفّذت نقابة المعلمين في لبنان إضراباً تحذيرياً أمس، حيث التزم عدد كبير من المعلمين بقرار المجلس التنفيذي للنقابة، ولبّى الدعوة للاعتصام في ساحة رياض الصلح، تزامناً مع انعقاد لجنة المال والموازنة للمطالبة بعدم فصل التشريع بين القطاعين العام والخاص.
وشدّد نقيب المعلمين رودولف عبود، خلال مشاركته في الإعتصام على «أنّنا لا نريد فصل التشريع ولا أعرف إذا هناك آذان تسمع هذا المطلب الّذي نطالب به منذ البدء، ونحن نحترم أصحاب المدارس والمؤسسات».
البناء
تصعيد تجاري أميركي صيني… وبدايات لتحريك التسوية في اليمن… وبرّي ينجح فلسطينياً
فيلق الرحمن يلحق بأحرار الشام بطلب الانسحاب… وجيش الإسلام لا يجد مَنْ يستقبله
النسبية تُجبر الحلفاء على التباعد وتطيح التحالفات المصلحية لصالح اللوائح المنفردة
“يجمع الرئيس الأميركي دونالد ترامب أوراقه نحو التفاوض مع كوريا الشمالية بتصعيد يستهدف روسيا والصين، دون الوصول إلى خط التصادم. فالملفات السياسية بوجه روسيا تشهد كلّ يوم جديداً، والملفات الاقتصادية تُستحضر بوجه الصين. ومثل العزف على وتر اتهام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالمسؤولية عن تسميم العميل المزدوج سيرغي سكريبال، الحديث عن استثمارات صينية ضخمة تهدّد الاستقرار المالي الأميركي يجب تخفيضها للنصف ومثلها تخفيض الصادرات الصينية لتصحيح الخلل في الميزان التجاري، لكن الحرب التجارية غير الحرب الإعلامية. ففي الحرب الإعلامية يمكن السيطرة على التداعيات أما في الحرب التجارية، فالنتائج خارجة عن السيطرة، والصين قوة اقتصادية عملاقة، أثبتت تجربة رفع الرسوم على الصلب والحديد أنها تصيب حلفاء واشنطن في ألمانيا واليابان قبل أن تصيبها، والسعي لتخفيض الصادرات الصينية أو تخفيض الاستثمارات الصينية في سندات الخزينة الأميركية سيصيب المستهلك الأميركي المحدود الدخل من جهة، واستقرار سعر العملة الأميركية وسعر الفائدة عليها من جهة مقابلة.
في واشنطن حيث الانهماك بملفات متعددة يختتم ولي العهد السعودي مباحثاته بلا تحقيق إنجاز، كان ينتظره في ملف العلاقة مع قطر بانسحاب أميركي من الضغوط لإنهاء سلمي للأزمة الخليجية وترك حرية التصرف للرياض فيها. وبلا وعود بتطوّر نوعي في الضغوط على إيران لم تُظهر التجارب الماضية أنّ واشنطن تملكها وأنّ ما ينقصها هو الثمن الذي يسدّده السعوديون لتفرج عنها. وفي التطورات السورية واللبنانية والعراقية لا يبدو بيد واشنطن والرياض وحلفائهما ما يمكن أن يبدّل في وجهة المتغيّرات المقبلة عسكرياً وسياسياً، والشيء الوحيد الذي رشح من الزيارة ونتائجها هو طلبات أميركية واضحة من السعودية باستثمار التأييد الأميركي لحرب اليمن والمقاطعة مع قطر للمبادرة لإنهاء الملفين سياسياً خلال فترة لا تتعدّى نهاية العام، فيما برزت مؤشرات رسائل أوروبية إيجابية نحو أنصار الله من جهة، ورسائل أميركية مشابهة عبر الوسيط العُماني في ما عرف بالمفاوضات غير المباشرة التي شهدتها مسقط قبل أسابيع.
فلسطينياً، حيث تسرّعت بعض القراءات باعتبار الأزمة الناشئة بين حركتي فتح وحماس على خلفية ما تعرّض له موكب رئيس الحكومة الفلسطينية في غزة، ووصفته بالسعي لتقرّب الرئيس الفلسطيني محمود عباس من واشنطن، كانت السجالات التي رافقت الأزمة بين رام الله وواشنطن على خلفية الأوصاف التي استخدمها الرئيس الفلسطيني في مخاطبة السفير الأميركي لدى الاحتلال، إشارة التقطها رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري لاعتبار الأزمة قابلة للوساطة والحلحلة، نسبة لعدم وجود خيارات سياسية كبرى تبرّرها، فنجحت مبادرته بحضّ الطرفين عبر اتصالات مباشرة بالرئيس عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، لتحكيم المصلحة العليا للقضية الفلسطينية في إدارة الخلاف، وتشجيعه حركة حماس على اتخاذ إجراءات تظهر صدق النيات، وكان واضحاً امس نجاح مسعى بري في تقريب المواقف بعد قيام حماس بمطاردة المتّهمين بتدبير العملية ومقتل أحدهم في المداهمات.
في سورية شهد يوم أمس، تحوّلين كبيرين، الأول كان تنفيذ انسحاب جماعات أحرار الشام من حرستا، ودخول الجيش السوري إلى معقل فيلق الرحمن في عين ترما، لتعلن قيادة فيلق الرحمن موافقتها على انسحاب مسلحيها إلى إدلب، بينما أشاعت مصادر الجماعات المسلحة أنّ هذا الخيار هو سقف ما استطاعت المداخلات الأميركية والأممية الحصول عليه لهم، وبالتوازي كان مسلحو جيش الإسلام وقيادتهم أكثر المرتبكين، بعدما بدا أنّ مسلحي إدلب يرفضون استقبالهم، بينما لا مجال لبديل آخر في المناطق السورية ليدخل الأميركيون بعرض انسحابهم إلى الأردن، في بداية ربما تصبح هي المخرج المشابه لمسلحي إدلب نحو تركيا في المرحلة المقبلة، إيذاناً بنهاية الجماعات المسلحة خلال شهور مقبلة.
لبنانياً، وحيث المشهد الانتخابي في الواجهة مع الفك والتركيب للوائح الانتخابية، سجلت مصادر متابعة لتشكيل اللوائح، خلاصات أساسية يتقدّمها، أنّ النظام الانتخابي القائم على النسبية والصوت التفضيلي، غيّر المشهد السياسي جذرياً، فالقوى التي ترتضي التنازل لتحالفاتها وتتمسّك بالطابع السياسي لهذه التحالفات خطت خطواتها الواثقة مبكراً نحو إنجاز لوائحها كحال تحالف حركة أمل وحزب الله، أما حيث تحلّ قراءة الأحجام أولاً ولو على حساب التحالفات، فما تسبّب بالفشل في تشكيل لوائح مشتركة مع الحلفاء الأقرب سياسياً، تسبّب بالفشل مع الخصم السياسي كحليف انتخابي محتمل، إلا حيث لا يملك الفريقان الحليفان أو الخصمان حاصلاً انتخابياً كافياً فيسند أحدهما الآخر لنيل فرصة مقعد يقرّر الصوت التفضيلي لكليهما الجهة التي تستفيد منه، ولذلك تبدو لوائح تيار المستقبل والقوات اللبنانية شبيهة بلوائح التيار الوطني الحر وحزب الله، لتظهر اللوائح المنفردة بعيداً عن التحالف خياراً أرسخ حيث الأحجام غير متفق عليها، وحيث التحالف السياسي غير كافٍ لتخطّي غموضها بالتنازلات المتبادلة، فكيف تكون التنازلات حيث لا تحالف سياسي، لتكون اللوائح المنفردة أهون من سحب مرشحين يستجلبون أزمات داخلية، وفرصة لاكتشاف الأحجام الحقيقية. وهذا هو حال تيار المستقبل والتيار الوطني الحر في جزين صيدا وحال المستقبل والقوات اللبنانية في زحلة، وحال التيار الوطني الحر وحزب الله في بعبدا، وحال التيار الوطني الحر وكلٍّ من تحالفي الثامن من آذار والرابع عشر من آذار في الشوف وعاليه.
لوائح «التيار» و«القوات» غداً والمفاوضات مستمرّة
مع إقفال باب العودة عن الترشيحات للانتخابات النيابية، تتّجه الأنظار الى يوم غدٍ، حيث يعلن كل من التيار الوطني الحر و«القوات اللبنانية» لوائحهما في مختلف الدوائر، ما سيزيد مشهد التحالفات وضوحاً لا سيما بين تيار المستقبل و«القوات»، في ما تكثفت المفاوضات على الخطوط كافة، خصوصاً على جبهة معراب – بيت الوسط لحسم خيارات التحالف في الدوائر محلّ الخلاف، وذلك قبيل ثلاثة أيام من نهاية مهلة تسليم القوائم الانتخابية الى وزارة الداخلية.
وقد رست المفاوضات النهائية بينهما على التحالف في دوائر بعلبك الهرمل وعكار والشوف عاليه، علماً أن المفاوضات لم تتوقّف، بحسب ما قالت أوساط مستقبلية لـ «البناء» في محاولة أخيرة للتفاهم في دوائر أخرى، غير أن الأوساط لفتت الى أن «المستقبل لن يتحالف مع أحد في دائرة طرابلس المنية الضنية وفي دائرة صيدا جزين ودائرة بيروت الثانية، ولديه لوائح مكتملة ويملك حاصلاً انتخابياً كبيراً، أما في الكورة فلم يتم التوصل الى تفاهم حيث ترى «القوات» بأنها تملك حاصلاً انتخابياً يمكنها من حصد 4 مقاعد من دون «جميلة» المستقبل وأي طرف آخر وبالتالي تمّ التفاهم على ترك حرية الاختيار للمستقبليين في هذه الدائرة، لكن التيار الأزرق سيسعى إلى إرضاء القوات والمردة معاً من خلال توزيع أصواته بين مرشّحي الحزبين، غير أن مصادر التيار الوطني الحر أكدت لـ «البناء» أن «المستقبل يدعم المرشح عن المقعد الأرثوذكسي نقولا غصن»، أما في البترون فعلمت «البناء» أن المستقبليين سيصوّتون لوزير الخارجية جبران باسيل، في المقابل يُعقد اليوم في معراب اجتماع حاسم بين «القوات» وحزب «الكتائب» لبتّ التحالف في دائرة الشمال الثالثة، الأمر الذي استبعدته مصادر «البناء» في ظل اشتراط الكتائب لعقد هذا التحالف مع القوات ترشيح النائب الحالي سامر سعادة عن المقعد الماروني على اللائحة.
أما في دائرة عكار، فأشارت مصادر «البناء» الى أن مفاوضات بين المستقبل والتيار الوطني الحر للتحالف، لكنها فشلت ما سيدفع التيار الوطني الى تشكيل لائحة مع النائب السابق وجيه البعريني في ما حسم المستقبل أمره بالتحالف مع القوات وضمّ مستشار رئيس القوات وهبي قاطيشا الى لائحته.
أما في البقاع الغربي فلم يتوصل المستقبل والتيار الحر الى تفاهم، إذ لا مصلحة للتيار الحر بالتحالف مع المستقبل في هذه الدائرة، وفي الوقت نفسه لم يحسم أمر التحالف مع 8 آذار، لكن مصادر مستقبلية نفت أي تفاهم مع القوات في هذه الدائرة بعد أن شكلت القوات لائحتها.
في دائرة بيروت الأولى سيتحالف التيار الوطني الحر والمستقبل وحزب الطاشناق في مواجهة القوات والكتائب ولائحة أخرى تضمّ النائب سيرج طورسركيسيان وميشال تويني وشخصيات بالاضافة الى لائحة حزب 7 ومن المرجّح أن يفوز المستقبل في هذه اللائحة بمقعد أرمني، في المقابل ستصب أصوات التيار الحر في طرابلس الى لائحة المستقبل، أما في دائرة صيدا – جزين فلم يتمّ التوصل الى تفاهم مع التيار الحر الذي يتمسك بالمقاعد المسيحية ولا يريد التنازل للمستقبل عن أي منها، كما أن المستقبل لا يملك حاصلاً انتخابياً يؤهله الفوز بالمقعد السني الثاني ولا بمقعد مسيحي، إذ إن فوز النائب السابق أسامة سعد بات مؤكداً. وقد تفاوتت المعلومات في ما خص مرشح التيار العوني عن المقعد الكاثوليكي في جزين وفي وقت أكدت مصادر «التيار» لـ «البناء» اعتماد المرشح جاد صوايا قالت مصادر أخرى إن «رئيس التيار جبران باسيل حسم الأمر أمس باعتماد المرشح سليم خوري».
ولفتت مصادر المستقبل لـ «البناء» الى أن «الانسحابات بالجملة من لوائح الوزير السابق أشرف ريفي تؤشر الى ضعف شعبية ريفي وخياراته السياسية وأنّه ليس سوى ظاهرة وهمية تمّ تضخيمها في الإعلام، كما تدل على ضعف المناوئين للرئيس سعد الحريري»، مشيرة الى أن «حركة ريفي تخدم حزب الله وليس كما يدّعي بأن المستقبل تنازل لحزب الله بل تنازل لمصلحة لبنان».
وشدّدت المصادر على أن «المستقبل لا يخاف من ريفي الذي لن يستطيع خرق مقاعد التيار في طرابلس، فكيف به في باقي الدوائر؟ وتوقعت أن يحصد المستقبل كتلة نيابية بين 20 و25 نائباً». ولم تؤكد المصادر وقوف السعودية خلف انسحابات بعض المرشحين لمصلحة المستقبل وتخليها عن ريفي، لكنها أكدت أن «السعودية تدعم الحريري والعلاقة جيدة»، لكن مصادر طرابلسية تشير لــ «البناء» الى أن المنافس الذي يشكّل خطراً على المستقبل هو الرئيس نجيب ميقاتي الذي أعلن لائحته في طرابلس منذ أيام.
وبعد النائب خالد الضاهر، أعلن المحامي نبيل الحلبي من بيت الوسط أمس، انسحابه من السباق الانتخابي لمصلحة تيار المستقبل، علماً أنه لم يقدم ترشيحه رسمياً في وزارة الداخلية، بحسب ما أكدت المعلومات.
وقد توالت بعض القوى السياسية على تسجيل لوائحها في الداخلية، وعلمت «البناء» أنه يجري وضع اللمسات الأخيرة على لوائح التيار الحر على أن تنتهي اليوم بشكل نهائي»، لكن لا يعني ذلك حسم التحالفات التي قد تتغيّر بين لحظة وأخرى وتبقى محطّ أخذ ورد خلال الشهر المقبل الذي يسبق موعد الاستحقاق»، كما علمت «البناء» أن لائحة التيار الوطني في بعبدا حسمت بعد انضمام مرشح الحزب الديموقراطي عن المقعد الدرزي سهيل الأعور الى جانب النواب الحاليين آلان عون وناجي غاريوس وحكمت ديب، في مواجهة لائحة القوات، وأكد نائب رئيس التيار المرشح عن مقعد الروم الكاثوليك في دائرة بيروت الأولى نقولا صحناوي أن «أسماء أعضاء اللائحة في الدائرة قد حسمت والإعلان عنها سيتم يوم السبت في الاحتفال الرسمي للتيار الوطني الحر في الفوروم، بالإضافة الى اللوائح التي تضم مرشحي التيار الوطني الحر والموزّعة على كل الاراضي اللبنانية».
وكان باب العودة عن الترشيحات قد أُقفل أمس الأول على 917 مرشحاً بعد أن انسحب 58 وتمّ إبطال أحد الترشيحات لمخالفته المادة 8 من قانون الانتخابات النيابية 44/2017، بحسب ما أشارت المديرية العامة للشؤون السياسية واللاجئين في وزارة الداخلية، والتي ذكرت بأنّ المهلة النهائية لتسجيل اللوائح تنتهي منتصف ليل الاثنين 26 آذار الحالي.
المال والموازنة
على صعيد آخر، عقدت لجنة المال والموازنة النيابية جلسة برئاسة النائب ابراهيم كنعان أقرت فيها موازنات وزارات التربية والتعليم العالي والدفاع الوطني والاقتصاد والتجارة. وأوضح كنعان ان «الخطة اللبنانية التي عرضت من قبل قيادة الجيش ممثلة بوزير الدفاع وقائد الجيش تمّت الموافقة عليها كاملة من دون أي شرط على لبنان»، لافتاً الى أن «هناك وعوداً بهبات بقيمة 100 مليون دولار، وقد بدأ التفاوض حول اتفاقات تصل قيمتها الى 400 مليون دولار، بفوائد ميسرة بقيمة 2 و2،1 في المئة».
وعلى الصعيد التربوي فـ «النقاشات تطرقت الى الأعباء الكبيرة والمتزايدة التي تتكبّدها الخزينة جراء الطلاب السوريين، كما وضع وزير التربية اللجنة في أجواء الاتصالات التي تحصل مع نقابة المعلمين والمدارس الخاصة في ما يتعلّق بالقانون 46 والرواتب، وأبلغنا بأن لديه تصوراً سيطرحه الاثنين المقبل عند مناقشة مواد القانون». وطمأن كنعان أساتذة الجامعة اللبنانية الى «عدم المسّ بصندوق التقاعد وان مساهمة الدولة اللبنانية لم تخفّض».
في غضون ذلك، توافق وزير المال علي حسن خليل ورئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الأسمر الذي زاره أمس، مع وفد من نقابة عمال ومستخدمي كهرباء لبنان، على الصيغة النهائية لسلسلة الرتب والرواتب الخاصة بهم، ووقعها خليل الذي غرّد قائلاً: توافقنا مع الاتحاد العمالي العام ونقابة عمال ومستخدمي كهرباء لبنان، على الصيغة النهائية لسلسلة الرتب والرواتب الخاصة بمؤسسة كهرباء لبنان، وتمّ توقيعها، على أن تنجز مشاريع سلاسل مصالح المياه والمستشفيات وأوجيرو تباعاً.
الجمهورية
أموال طائلة لدخول «ملكوت» لوائح… و«سيدر» يثير مخاوف
“تتواصل الشكاوى في مختلف الدوائر الانتخابية من ممارسات وأعمال خرق لقانون الانتخاب بصنوف مختلفة، فيما الإدارات والمرجعيات المختصة لم تحرّك ساكناً بعد لمنع هذه المُخالفات، ما يدفع المرتكبين الى الاستمرار في ارتكاباتهم التي من شأنها أن تهدد سلامة العمليات الانتخابية والنزاهة التي يفترض أن تَتسِم بها. حيث تبدو الإنتخابات من الآن بلا إشراف عليها ولا من يشرفون.
ففي موازاة التصعيد الحاصل في المنطقة وانشغال العالم برسم خرائطها الجديدة، تغرق السلطة السياسية في لبنان أكثر فأكثر في استعداداتها لخوض الاستحقاق الانتخابي في 6 ايار المقبل، لتبدو وكأنّها لائحة إنتخابية، بل ماكينة انتخابية، تدير أذنها الطرشاء للشكاوى التي تَردها من كثير من الاطراف السياسيين، عن التدخلات الحاصلة في كثير من المناطق والإدارات والمؤسسات والقائمقاميات والبلديات، علماً انّ هذه الشكاوى ليس مصدرها منطقة واحدة أو طرفاً واحداً، إنما مختلف القوى التي ليست مرشّحة على لوائح السلطة ومن كل المناطق».
وفي خضمّ التجاوزات الفاضحة خرجت «هيئة الاشراف على الانتخابات» ببيان لم يقنع أحداً، وأساساً ليس المطلوب منها إصدار بيانات اعلامية، بل المطلوب هو اتخاذ تدابير ميدانية وعملية لمنع التزوير والتدخلات والتهويل الاعلامي والسياسي والأمني والتهديد بقطع الارزاق، الذي يتعرّض له موظفون وناخبون ومفاتيح انتخابية وغيرهم، فهذا هو دورها وهي تستطيع إصدار بيانات بمقدار ما تشاء، لكنّ ذلك لا يبرّر لعدد من أعضائها حضور المناسبات والاحتفالات بإعلان لوائح بعض القوى السياسية وترشيحاتها.
وفي هذا السياق يطرح بعض القوى السياسية ومراقبون أسئلة عن دور «هيئة الإشراف» مع الاعلام؟ وهل انّ أعضاءها يتنقلون بين المؤسسات ليروا بأمّ العين تدخلات السلطة وبعض الاجهزة الفاقعة؟ وهل وصلت الى مسامع أعضائها الانباء عن دفع الاموال لشراء الاصوات التفضيلية، وكذلك الانباء عن الاموال الطائلة التي يدفعها بعض المرشحين للدخول في «ملكوت» بعض اللوائح الانتخابية؟
ورأت هذه القوى انّ على وزارة الداخلية التدخّل للمخالفات الجارية التي اذا استمرّت ستشكّل أسباباً كافية وقرائن مهمة للطعن بنتائج مجمل العملية الانتخابية.
ريفي لـ«الجمهورية»
وفي هذا السياق، قال الوزير السابق اللواء أشرف ريفي لـ«الجمهورية»: «حذّرنا مُسبقاً من تدخلات السلطة في الانتخابات والتأثير على نتائجها، ليتبيّن اليوم انها تستعمل كل الادوات المشروعة وغير المشروعة لضمان فوزها، مُخالفة القانون ومُجيّرة مواقع الحكم والوزارات والادارات والمحافظين وبعض الاجهزة الامنية للضغط علينا وعلى آخرين، عبر منعهم من تشكيل اللوائح والضغط على المرشحين، وهذا ما حصل معي عند تشكيل اللوائح في طرابلس وعكار وبيروت، وهناك عشرات الأمثلة على ذلك. غير انه تَمكنّا، والحمد لله، من إنجاز المهمة وندعو اللبنانيين الى مواجهة هذه الضغوط والرد عليها في صناديق الاقتراع لكي نحقق التغيير».
وجَدّد ريفي مطالبته بـ«مراقبة دولية للانتخابات في لبنان، كون هذه السلطة غير مؤهلة لإدارة العملية الانتخابية ومُنحازة»، داعياً كل «القوى التي تعرّضت لضغوط مثلما تعرّضنا نحن، الى رفع الصوت عالياً، لأنّ هذه السلطة ستستمر في ممارسة ضغوطها حتى يوم الانتخاب». وتوجّه الى الرأي العام قائلاً: «من الآن وحتى 7 ايار ستشهدون مزيداً من الضغوط والإشاعات، فلا تتأثروا لأنّ إرادة الناس أقوى من سلطة فاسدة ومُستتبعة لدويلة «حزب الله».
«حزب الله»
في غضون ذلك، طمأن «حزب الله» الى انّ الانتخابات ستُجرى في موعدها. وقال رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد، إثر لقائه ورئيس مجلس النواب نبيه بري في المصيلح أمس، رداً على سؤال حول الخشية من عدم حصولها جرّاء التصعيد في المنطقة: «اﻻنتخابات باتت أمراً واقعاً وﻻ يستطيع احد أن يُعطّلها او يلغيها، ومجرياتها ونتائجها بالنسبة الينا هي تحت سقف المتوقّع». واكد انّ الحزب «ﻻ يُبدي أي تحسّس من طرح موضوع اﻻستراتيجية الدفاعية». وقال إنّ الطرح الذي قدّمه الحزب في هذا اﻻطار «هو الأمثل لحماية لبنان».
نصر الله
وفي لقاء مغلق أمس مع عناصر «حزب الله» في البقاع، قال السيد حسن نصرالله: سنخوض معركة حقيقية ضد الفساد، وستكون هذه المرحلة مرحلة جديدة من حياة «الحزب».
وأضاف، إن المسؤول الأساسي عمّا آل اليه الوضع الإقتصادي والدين العام الذي بلغ 80 مليار دولار، هو الطرف الذي استلم رئاسة الحكومة، إضافة إلى وزارة المال ومجلس الإنماء والإعمار، في غالبية السنوات منذ عام 1992
وزير الداخلية
وكان وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق توقّع أن تَشتدّ الحملات إبتداء من مطلع نيسان، واعتبر «أنّ هذه الانتخابات ليست عادية ولا سهلة، لأنّ القانون فيه امتحان لكلّ صوت». وقال: «هناك معركة كبيرة في كل المناطق، لكنّ المعركة الأكبر ستكون في بيروت، على رغم من أنّ الصيت لطرابلس، لأنّ من يُمسك بقرار العاصمة يُمسك بقرار البلد».
مؤتمر «سيدر»
وفي هذه الأجواء، وعلى رغم إقراره في جلسة مجلس الوزراء، ظلّ برنامج الانفاق الاستثماري الذي ستعرضه الحكومة على مؤتمر «سيدر»، الذي سيعقد في باريس في 6 نيسان المقبل، موضع تجاذب سياسي ويثير هواجس لدى البعض، ليس فقط لكونه يتضمّن مشاريع استثمارية بقيمة 23 مليار دولار على مدى 10 سنوات، ستُغرِق لبنان بمزيد من الديون، بل لأنه يحمل في طيّاته بذور توطين للنازحين السوريين في لبنان.
وفي هذا السياق، تخوّفت مصادر سياسية عبر «الجمهورية» من ان يشكّل مؤتمر «سيدر» الذي يُمنّن البعض النفس إزاءه بأنه سيدرّ أموالاً على لبنان، نوعاً من توطين النازحين السوريين فيه تحت ستار تقديم المساعدات، فيبقى النازحون وتتبخّر المساعدات، علماً أنّ لبنان لا يحتاج أساساً الى مساعدات على شاكلة قروض لأنها ستزيد من عبء المديونية فيه».
بدوره، إستغرب مصدر اقتصادي «كيف انّ البنك الدولي الذي ما انفكّ يحذّر من خطر المديونية هو شريك في وضع ورقة لبنان الى «سيدر»، والمُرتكزة على الاستدانة».
وكان رئيس الحكومة سعد الحريري أعلن امس انّ الحكومة ستحمل معها الى باريس «خطة متكاملة شفّافة وضعت بالتعاون مع البنك الدولي وصندوق النقد الدولي وبتكلفة تبلغ 17 مليار دولار، تمتد على مدى عشر سنوات، وتشمل تقديم قروض ميسّرة لمساعدة لبنان على تمويل تنفيذ مشاريع البنى التحتية».
وتوقّع أن تحدث النتائج التي ستصدر عن المؤتمر «صدمة إيجابية على صعيد خلق فرَص عمل جديدة للشباب اللبناني وتساهم في الحد من هجرته، وتحريك عجلة الاقتصاد». واعتبر انّ انعقاد هذا المؤتمر يشكّل رسالة مهمة لجهة تقوية الثقة بلبنان ورفد الاقتصاد اللبناني بعوامل الدعم المطلوبة لمواجهة تداعيات التوترات في المنطقة والاعباء الضخمة الناتجة من أزمة النزوح السوري».
الأخبار
البقاع الغربي: التيار يؤخّر إعلان لائحة المستقبل ــ الاشتراكي
“لائحة 8 آذار في البقاع الغربي اكتملت، ولائحة المجتمع المدني سجلت رسمياً في وزارة الداخلية. لم يبق سوى لائحة المستقبل ــ الاشتراكي، المجمدة بانتظار حسم انضمام التيار الوطني الحر إليها من عدمه. الترجيحات تشير إلى أنه سيكون جزءاً منها، بمرشح وحيد عن المقعد الماروني، لكن الأرقام تشير إلى أن النتائج لن تتأثر بتموضع التيار
ساهم انفصال النائب السابق لرئيس مجلس النواب، إيلي الفرزلي، ترشحاً، عن التيار الوطني الحر في حلحلة كل العقد في البقاع الغربي. تحرّر الفرزلي وحرّر معه التيار من أي التزام تجاهه. كانت معادلة الوزير جبران باسيل في المفاوضات ليكون جزءاً من أي لائحة هو التمثّل بمرشحَين ينضمان في حال فوزهما إلى تكتل الإصلاح والتغيير، الفرزلي المحسوب على رئيس الجمهورية، ومرشح حزبي ملتزم هو شربل مارون. رُفض طلبه من المستقبل ومن 8 آذار على السواء. 8 آذار اعتبرت أنه يحق له بمرشح واحد، بالنظر إلى عدد أصوات التيار في الدائرة، فوافقت على أن يكون الفرزلي هو هذا المرشح، نظراً إلى الحيثية التي يملكها في المنطقة وقدرته على تجيير أصوات للائحة. وفي المستقبل تردد الأمر نفسه، لكن مع وضع فيتو على ترشيح الفرزلي، بحجة أنه شخصية حليفة لسوريا (في لائحة المستقبل نفسها حليف آخر لسوريا هو محمد القرعاوي).
الدخول إلى لائحة المستقبل كان يعني بالنسبة إلى التيار التخلي عن مرشحه، الذي كان محسوماً منذ البداية، أي الفرزلي، وهو خيار عاد باسيل وأظهر ليونة تجاهه، بخلاف إصراره على مرشحَين في حال انتقاله إلى صفوف لائحة عبد الرحيم مراد. تلك الازدواجية جعلت الأمور تتعثر بين الحليفين المفترضين. حتى حُكي أن اللقاء الأخير بين الفرزلي وباسيل كان سيئاً للغاية، وأسفر عن ابتعاد الأول عن حليفه المفترض، مبقياً على ترشحه في مربّع رئاسة الجمهورية. أما الرئيس نبيه بري، فكان له الدور الحاسم في التأكيد أن محل الفرزلي في اللائحة محفوظ، بصرف النظر عن التيار.
وعليه، صارت لائحة 8 آذار تضم كلاً من: عبد الرحيم مراد (سني)، محمد نصر الله (شيعي)، إيلي الفرزلي (أرثوذكسي)، فيصل الداود (درزي) وناجي غانم (ماروني) الذي كان بري مصراً على تسميته على اللائحة. أما المقعد السني الثاني، فيُرجّح أن يترك فارغاً مع احتمال أن يشغله مرشح من كامد اللوز.
في المقابل، وبالرغم من أن التحالف بين التيار الوطني الحر والمستقبل لم يحسم بعد، إلا أن الترجيحات تشير إلى أنه سيسلك الطريق نحو الإنجاز قريباً، حيث سيكون للتيار مرشح ماروني هو شربل مارون، فيما سيؤول المقعد الأرثوذكسي إلى المرشح غسان السكاف، المقرّب من المستقبل. لكن المستقبل لم يرض بهذه القسمة، إذ يصر على أن يكون هنري شديد مرشحاً عن المقعد الماروني بدلاً من مارون، بسبب قدرته على تأمين أصوات إضافية للائحة. هذه الإشكالية لم تحلّ حتى مساء أمس، علماً بأن أحد الخيارات المطروحة كان انضمام شديد إلى تكتل التغيير في حال فوزه.
إلى حين إيجاد حل لهذه المعضلة، فإن المشهد الانتخابي في البقاع الغربي بدأ يكتمل، وخاصة بعد تسجيل لائحة «المجتمع المدني» في وزارة الداخلية أمس، والتي تضم: فيصل رحال وعلاء الشمالي عن المقعدين السنيين، ماغي عون عن المقعد الماروني، جوزف أيوب عن المقعد الأرثوذكسي وعلي صبح عن المقعد الشيعي.
وستطلق اللائحة، التي اعتمدت الأخضر لوناً لها، نشاطها رسمياً في احتفال تقيمه في 30 من الشهر الحالي في مجمع السهول. يعرف أعضاء اللائحة أن المعركة ليست سهلة، وخاصة وسط تنافس أحزاب السلطة على انتزاع المقاعد، إلا أن رحّال يؤكد أن استطلاعات الرأي تعطيهم الأمل بتحقيق الحاصل الذي قد ينخفض إلى 12 ألفاً، فالناس يريدون تغيير الواقع الذي فرضته الأحزاب والذي كانت نتيجته حرمان المنطقة من خدمات الحد الأدنى. أما في حال عدم وصول اللائحة إلى هدفها، فيؤكد رحال أن العمل سيبدأ بعد الانتخابات من خلال مراقبة أداء النواب.
في «لوائح الشطب»، يتبين أن العدد الإجمالي للناخبين في الدائرة يصل إلى 143 ألفاً و673 ناخباً (موارنة 10231 ناخباً، كاثوليك 10479 ناخباً، أرثوذكس 10080 ناخباً، سنّة 70031 ناخباً، شيعة 21049 ناخباً ودروز 21062 ناخباً). وبالرغم من أن الدراسات الأولية كانت تشير إلى أن نسبة الاقتراع يمكن أن ترتفع ربطاً بالقانون النسبي، الذي ينهي مرحلة المحادل، إلا أن عمل الماكينات الانتخابية على الأرض أظهر أن نسب الاقتراع قد لا تتغير عن نسب عام 2009 (53.3 في المئة) لأسباب عديدة؛ أبرزها النقمة على السلطة وغياب التجييش الذي اعتمد في عام 2009، إضافة إلى إلزام القانون للناخبين بالتصويت للائحة محددة وصوت تفضيلي واحد. ومع افتراض أن نسبة المقترعين ستكون ما بين 50 و55 في المئة، أي ما بين 72 و79 ألفاً، فإن العتبة الانتخابية قد تتراوح ما بين 12 و13 ألفاً بالحد الأقصى.
واللافت أن التغيير الذي طرأ على التحالفات، بابتعاد الفرزلي عن التيار الوطني، لم يغير في النتائج المتوقعة. إذ يتوقع أن تحصل لائحة 8 آذار على ثلاثة نواب، مقابل ثلاثة للائحة المستقبل ــ الاشتراكي، بصرف النظر عن تموضع التيار الوطني. وبحسب أكثر من ماكينة، فإن اللائحة تملك 2.6 حاصل انتخابي، مقابل نحو 3.2 للائحة الثانية. وهذا يعني أن أصوات التيار، التي تبلغ نحو 4000 صوت (0.3 حاصل)، لن تساهم في تعديل النتائج، إذ إن الكسر الأعلى سيبقى لمصلحة لائحة 8 آذار.
تلك الأرقام لم يسلّم بها المستقبل، الذي يراهن على امتلاكه أربعة حواصل. قد يكون ذلك ممكناً، لكن بالمقارنة مع نتائج انتخابات 2009، حيث كان الفارق بين الخاسر الأول والرابح الأخير نحو خمسة آلاف صوت فقط، يحتاج لتحقيق هذا الهدف الى استنفار حقيقي ورفع لعدد المقترعين. وحتى المقارنة بين أرقام المرشحين الشيعيين في حينها أمين وهبي (34 ألفاً) وناصر نصر الله (25 ألفاً)، حين كانت المعركة بينهما أكثر تعبيراً عن المعركة السياسية الحادة بين 8 و14 آذار، تُظهر أن الفارق لم يكن شاسعاً، وهو لا يصل في حسابات الانتخابات الحالية إلى 0.7 حاصل.