أعلن البيان الختامي لقمة طهران حول سوريا أن فصل المعارضة عن الإرهابين سيكون حاسما لتجنيب سقوط ضحايا بين المدنيين في إدلب مؤكدا عزم الدول الضامنة على تصفية الإرهاب نهائيا.
وجاء في البيان الصادر أمس الجمعة في ختام مفاوضات القمة الثلاثية للدول الضامنة بطهران أن الرؤساء الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان والإيراني حسن روحاني، "أكدوا عزمهم على مواصلة التعاون للقضاء النهائي على تنظيمي داعش وجبهة النصرة وغيرهما من المجموعات والتشكيلات والشخصيات ذات الصلة بالقاعدة أو داعش ومصنفة كتنظيمات إرهابية من قبل مجلس الأمن الدولي".
وأشار الزعماء الثلاثة إلى أن "فصل التنظيمات الإرهابية المذكورة أعلاه عن فصائل المعارضة المسلحة التي انضمت أو ستنضم إلى نظام وقف الأعمال القتالية، ستكون له أهمية حاسمة، وذلك لتجنيب وقوع ضحايا بين السكان المدنيين".
قمة طهران : لا حل عسكريا للأزمة السورية
وجددت روسيا وتركيا وإيران إجماعها على أن المفاوضات في إطار العملية السياسية هي الحل الوحيد ولا بديل عنه لإنهاء الأزمة السورية. وأكد بوتين وأردوغان وروحاني "تصميمهم على مواصلة التعاون النشط لدفع العملية السياسية إلى الأمام بما يتوافق مع قرارات مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254".
قمة طهران : رفض محاولات تقسيم سوريا بذريعة محاربة الإرهاب
وعبر رؤساء الدول الضامنة عن رفضهم "أي محاولات خلق وقائع جديدة على الأرض تحت ذريعة محاربة الإرهاب وخطط التقسيم الهادفة إلى تقويض سيادة سوريا ووحدتها والأمن القومي لدول الجوار". وأكد البيان التزام الدول الضامنة بمواصلة جهودها من أجل حماية المدنيين وتحسين الوضع الإنساني في سوريا.
قمة طهران : دعوة المجتمع الدولي إلى زيادة الدعم الإنساني لسوريا
ودعا بيان القمة الثلاثية في طهران المجتمع الدولي، خاصة الأمم المتحدة ووكالاتها الإنسانية، إلى زيادة حجم مساعداتها الإنسانية إلى سوريا والمساهمة في عملية إزالة الألغام وإعادة إعمار البنية التحتية والحفاظ على التراث التاريخي للبلاد. وقرا مراقبون في وقائع المؤتمر الصحفي استمراراً لخلافات عميقة لا تزال قائمة تفصل الموقفين الروسي والإيراني عن الموقف التركي من مسألة الإرهاب الإسلامي في محافظة إدلب، والإحتلال العسكري التركي لأراض سيادية سورية، وقواعد الإحتلال الأميركي في سوريا. ورأى هؤلاء المراقبون في هذه الخلافات أن اتفاق تريو قمة طهران على الحل السياسي في سوريا لم ينضج بعد. .
بوتين : إدلب للحكومة، والإرهابيون يعطلون وقف إطلاق النار
وقال الزعيم الروسي فلاديمير بوتين أمام القمة أنه "تم تحرير حوالي 95 بالمئة من أراضي سوريا من قبضة المسلحين، وأضاف: "المجموعات المتبقية للمتطرفين متمركزة في الوقت الراهن في منطقة خفض التصعيد بإدلب، ويقوم الإرهابيون بمحاولات تعطيل نظام وقف إطلاق النار، وينفذون ويعدون أنواعا مختلفة من الاستفزازات منها استخدام الأسلحة الكيميائية".
وشدد بوتين، خلال مناقشات قمة طهران، على أنه لا يمكن إهمال عمليات القصف والهجمات التي ينفذها الإرهابيون من إدلب. وأوضح : "يحتشد في منطقة إدلب لخفض التصعيد عدد كبير من السكان المدنيين، وعلينا، بلا شك، أن نأخذ ذلك بعين الاعتبار، لقد قلت إن هناك استفزازات مستمرة، ويجري تنفيذ هجمات منها باستخدام طائرات مسيرة، بالإضافة إلى عمليات قصف، ولا نستطيع أن نتجاهل ذلك".
وجزم بوتين بأن السلطات السورية لديها الحق في بسط سيطرتها على المحافظة وباقي مناطق البلاد الباقية في قبضة المسلحين. وأضاف: "علينا التفكير سوية في كل جوانب هذه القضية المعقدة وحلها بصورة مشتركة، مع فهم أن الحكومة الشرعية السورية لديها الحق في إحلال سيطرتها على كل أراضيها الوطنية، وهذا ما يجب أن تفعله في نهاية المطاف".
واعتبر الرئيس الروسي أن تنفيذ هذه المهمة يجب أن يجري باستخدام الآليات التي أتاحت "حل مثل هذه المشاكل في الماضي القريب". واستطرد : "يجب الاستفادة من هذه الآليات من أجل تنسيق أعمالنا في جميع هذه الاتجاهات والتقدم عبر سبيل تنظيم عمل اللجنة الدستورية".
وأضاف الرئيس الروسي خلال المناقشات، التي سبقتها لقاءات ثنائية بين أطراف القمة: "تطرقنا إلى الأوضاع في منطقة خفض التصعيد بإدلب، واتفقنا على البحث عن سبل التسوية فيها بالتوافق مع المبادئ وروح التعاون التي تتميز بها عملية أستانا". وشدد الرئيس الروسي على ضرورة العمل المتضامن في إطار منصة أستانا بين الدول الضامنة لها، أي روسيا وتركيا وإيران، للإسهام في تسوية الأزمة السورية. وقال في هذا السياق: "إنني على يقين بأن كل ذلك لن يؤدي على الأرجح إلى نتيجة إيجابية دون عملنا المتضامن في إطار عملية استانا". وأردف: "لهذا السبب أقترح تعزيز التنسيق بيننا عبر اتجاهات كل من وزارات الخارجية والدفاع والاستخبارات".
واعتبر الرئيس الروسي أن الحلول والاتفاقات التي تم التوصل إليها خلال القمتين الثلاثيتين السابقتين حول سوريا تطبق بنجاح و"أتاحت تحقيق تقدم كبير" في عملية التسوية السياسية في البلاد. وكان بوتين قد أوضح في بداية قمة طهران : أنه "تم اتخاذ خطوات ملموسة في مجال المصالحة السورية السورية، وبالدرجة الأولى على الأرض". وتابع: "يمكن التأكيد بكل قناعة أنه تم تهيئة جميع الظروف الملائمة لكي يعمل السوريون بأنفسهم على تحديد مستقبل بلادهم".
ودعا بوتين من منبر القمة إلى ضرورة تسريع العمل لتشكيل اللجنة الدستورية السورية للانتقال إلى التسوية السياسية في أسرع وقت ممكن. وأشار إلى أن السلطات السورية "أنجزت جزأها من هذا العمل من خلال تقديم قائمة مرشحيها للجنة إلى الأمم المتحدة"، مؤكدا أن الرئيس السوري بشار الأسد، نفذ الاتفاقات المناسبة التي توصل إليها سابقا مع بوتين. وأضاف أنه "يجب الآن أن تكمل المعارضة جزءها من العمل، وتضع قائمتها"، للبدء بتشكيل المجموعة الثالثة من المرشحين الذي سيمثلون منظمات المجتمع المدني.
أردوغان: يجب إعلان هدنة في إدلب … !
أما الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، فإنه دعا خلال المحادثات الثلاثية، إلى إعلان هدنة في محافظة إدلب. وقال أردوغان: "إنني على يقين بأن إعلان هدنة سيمثل (حال القيام بذلك) النتيجة الأهم لهذه القمة". واعتبر أن اتخاذ هذا القرار "من شأنه أن يؤدي إلى هدوء السكان المدنيين في إدلب"، وتابع: "إن إعلان الهدنة سيكون انتصارا لهذه القمة". وأردف: "ينبغي اعطاء رسالة عبر هذه القمة الى الرأي العام الدولي بأن الدول الضامنة لن تسمح بحدوث موجة عنف وأزمة انسانية جديدة بسوريا". وشدد الرئيس التركي على أن إدلب تمثل مسألة هامة بالنسبة لأمن تركيا، معتبرا أنه "لا يمكن إبقاء المحافظة تحت رحمة الأسد".
وقال أردوغان إن إدلب هي المنطقة الأخيرة المتبقية من مناطق خفض التصعيد، والمعارضة تشعر بتعرضها للخداع عقب التطورات التي حدثت بعد تأسيس تلك المناطق، وشدد على أن تركيا التي أخلصت في هذا المسار ترى أن الأمور تنزلق نحو نقطة خطيرة للغاية. وأوضح أردوغان: "إننا لا نريد أن تتحول إدلب إلى بحيرة دماء، ونريد، كأصدقاء لكم، أن تؤيدوا هذه الجهود حتى نتجنب إزهاق الارواح في المنطقة". أردوغان: يمكن إبعاد العناصر التي تثير قلق روسيا من إدلب وإدارة المحافظة بواسطة المعارضة المعتدلة وأكد الرئيس التركي مع ذلك أنه يمكن إبعاد الإرهابيين الذين ينتهكون نظام وقف إطلاق النار من إدلب، معتبرا أن إدارة المحافظة من المكن أن تجري عبر المعارضة المعتدلة.
وقال أردوغان: "إننا سنبذل كل الجهود الممكنة للقضاء على جميع المخاطر التي تهدد قاعدة حميميم الروسية وحلب، وفي هذا السياق أعتقد أن بإمكاننا إبعاد تلك العناصر التي تثير قلق أصدقائنا الروس وتمثل تهديدا لحميميم وحلب، إلى مناطق أبعد". وتابع أردوغان: "وفي غضون ذلك، أود القول إن هذه المنطقة من الممكن إدارتها مستقبلا بواسطة المعارضة المعتدلة". وأكد أردوغان أن "تركيا ستبقي وجودها" في الأراضي السورية "حتى ضمان الوحدة السياسية والجغرافية والاجتماعية لسوريا". وأضاف مشددا: "إننا لن نسمح بأي شكل من الأشكال باستمرار تعزيز العناصر الإرهابية لمواقعها أمام حدود بلادنا". وتعهد الرئيس التركي: "إننا سنواصل اتخاذ أي قرارات ضرورية وفقا لمصادر وحجم التهديدات التي سنواجهها".
ولاحظ مراقبون إن أردوغان قد ظهر مراوغاً أمام نظيريه الروسي والإيراني خلال قمة طهران، لا سيما بدعوته إلى "هدنة" في محافظة إدلب. ولفتوا إلى أن هذا الإقتراح تركي شكلاً، لكنه أميركي في المضمون، وهو تنفيذ لموقف الولايات المتحدة الداعي لتجميد الوضع في إدلب. بحسب اقتراحات مندوبة واشنطن في مجلس الأمن نيكي هايلي مع بدء أعمال القمة الروسية ـ الإيرانية ـ التركية في طهران .
روحاني: باقون في سوريا بطلب من دمشق ويجب وضع حد للوجود الأمريكي هناك
وأعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني أن الوجود الأمريكي غير الشرعي في سوريا أدى إلى تدهور الوضع في البلاد، مشيرا إلى ضرورة وضع حد له في المستقبل القريب. وقال: "إن الوجود الأمريكي غير الشرعي في سوريا الذي لم يؤد إلاّ إلى تصعيد حدة التوتر، يجب وقفه بسرعة".
وأكد أيضا استعداد بلاده لتقديم مساعدة في عودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم وإعادة إعمار البنية التحتية في سوريا، مضيفا أن "المجتمع الدولي يجب أن يدرج عودة اللاجئين وإعادة إعمار سوريا إلى جدول أعماله. والجمهورية الإسلامية الإيرانية جاهزة لتقديم أكبر مساعدة ممكنة في هذا المجال".
وذكر روحاني أن بلاده ستبقي على وجودها في سوريا وأن ذلك بطلب من دمشق، لمكافحة الإرهاب في هذا البلد. وتابع: "الجمهورية الإسلامية الإيرانية وبطلب من الحكومة الشرعية السورية، موجودة في هذا البلد لمكافحة الإرهاب، وقرار استمرار وجودنا هناك سيحدد في المستقبل على هذا المبدأ".
وأضاف: "وجودنا هناك في السابق وفي المستقبل ليس لفرض إرادتنا على أي أحد". هذا وشدد على أن بلاده وتركيا وروسيا، تمكنت من وقف الإرهاب في سوريا. وقال في هذا الصدد: "تمكنا من وقف الإرهاب في سوريا وكبح انتشاره في العالم إلى حد بعيد. واليوم وبفضل الجهود المذكورة أعدت الأرضية للحوار الوطني البناء بالصيغة السورية السورية". وتابع: "من الضروري مواصلة مكافحة الإرهاب من أجل القضاء على الجماعات الإرهابية وخاصة في إدلب. وتعد مكافحة الإرهاب في إدلب جزء لا يتجزأ من الجهود الهادفة لإحلال السلام والاستقرار في سوريا، لكن السكان المدنيين لا يجب أن يتضرروا من هذه المكافحة".
نيبينزيا من مجلس الأمن : تجميد الوضع الحالي في إدلب بسوريا غير مقبول
شدد مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا على عدم جواز تجميد الوضع الحالي في محافظة إدلب السورية، مشيرا إلى أنه ينشط فيها 50 ألفا من عناصر الجماعات الإرهابية. وقال نيبينزيا خلال جلسة مجلس الأمن الدولي حول الوضع في إدلب إن "عناصر "النصرة" يسعون للحفاظ على سيطرتهم على هذه الأراضي، وبالتالي فإن تجميد هذا الوضع غير مقبول". وأضاف أن "الإرهابيين يتصرفون في إدلب بشكل عدواني ويحتجزون ملايين المدنيين كرهائن.. ويشنون هجمات على المناطق المجاورة ويقصفون المدن والبلدات"، مشيرا إلى أن نظام وقف إطلاق النار يتعرض لعشرات الانتهاكات يوميا. وأعاد المندوب الروسي إلى الأذهان أن الاتفاق حول مناطق خفض التصعيد هو مؤقت، وأن قرارات مجلس الأمن الدولي تؤكد بوضوح أن أي هدنة تعقد لا تشمل التنظيمات الإرهابية، مشددا على ضرورة مواصلة محاربتها.
نيبينزيا: نحو 50 ألف إرهابي ينشطون في إدلب بسوريا
وأشار نيبينزيا إلى أن "هناك ما بين 40 و45 تشكيلا مسلحا في منطقة خفض التصعيد في إدلب، ويصل العدد الإجمالي لعناصرها إلى 50 ألفا"، مضيفا أن الأكثر نشاطا منها تنظيم "جبهة النصرة" الذي يبلغ عدد عناصره 16 ألف شخص، والجماعات المتشددة الأخرى بإجمالي عدد العناصر 11 ألفا و300 مسلح، والتي "يكوّن نواتها مسلحون أجانب وسوريون تلطخت أيديهم بدماء مؤيدي السلطات".
كما كشف نيبينزيا عن المعطيات المتوفرة لدى الجانب الروسي حول عدد مسلحي الجماعات المتشددة الأخرى:
الحزب الإسلامي التركستاني – نحو 700 مسلح
جيش العزة – نحو ألف مسلح
الفصائل المتطرفة من "أحرار الشام" – نحو 800 مسلح
فيلق الرحمن – نحو 5.5 ألف مسلح
حراس الدين – نحو 1.5 ألف مسلح
نصرة الإسلام – نحو 1.9 ألف مسلح
الجبهة الوطنية للتحرير – نحو 800 مسلح
وأشار الدبلوماسي الروسي إلى أن بعض الفصائل المسلحة، مثل "الجبهة الوطنية للتحرير" والفصائل المتطرفة لـ "أحرار الشام" تعتمد بشكل كلي على "جبهة النصرة"، وأن العديد من عناصر الجماعات المتشددة يحافظون على ولائهم لـ "جبهة النصرة" خوفا على حياتهم وسلامة أسرهم.
وذكر نيبينزيا كذلك أن هناك جماعات معارضة مستعدة للمصالحة، يقدر عدد عناصرها بحوالي 13.3 ألف مسلح، بالإضافة إلى وحدات الدفاع الذاتي المحلية التي تسيطر على مختلف المراكز الأهلية، والتي يصل تعدادهم إلى 10 آلاف شخص، وهي تميل إلى المصالحة أيضا.
وكشف مندوب روسيا في مجلس الأمن الدولي عن أن القوات الروسية دمرت العديد من مستودعات الأسلحة الحديثة التابعة للإرهابيين، وتساءل : "من أين يحصل الإرهابيون على هذه الكمية من المنتجات العسكرية الأجنبية؟ هل من المنتجين مباشرة؟ أو مما يسمى بالمعارضة المعتدلة التي لا تواجه أي صعوبات بالدعم الخارجي؟". وأضاف نيبينزيا: "لدينا انطباع بأن شركاءنا الغربيين يؤججون الهستيريا حول إدلب، ويسعون لمنع سقوط آخر معقل كبير للإرهابيين في سوريا". وختم مؤكداً على تمسك روسيا بعملية سياسية يقودها سوريون بأنفسهم على أساس قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، داعيا الشركاء الآخرين للمساهمة في هذه العملية، مشيرا إلى أنه بإمكان المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا أن يبعث إشارة إلى المعارضة السورية بأن فرصة الانضمام إلى مبادرات المصالحة لا تزال سانحة.
الجعفري: تحرير إدلب المسمار الأخير في نعش الإرهاب بسوريا
أكد مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري عزم دمشق على استعادة جميع الأراضي السورية وتحريرها من الإرهاب والاحتلال الأجنبي. وشدد الجعفري خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي حول الوضع في محافظة إدلب السورية، اليوم الجمعة، على أن "أي تحرك تقوم به الحكومة السورية لطرد التنظيمات الإرهابية من إدلب هو حق سيادي مشروع تكفله مبادئ القانون الدولي وأحكام الميثاق وقرارات مجلس الأمن الخاصة بمكافحة الإرهاب وتفاهمات أستانا".
وأضاف أنه "لا يحق لأي دولة أو جهة كانت أن تحاول الانتقاص من هذا الحق أو المتاجرة سياسيا وإعلاميا بمعاناة المدنيين في إدلب لثني الحكومة السورية عن واجبها في إعادة الأمن والاستقرار والحياة الطبيعية إلى هذه المحافظة". وقال الجعفري إن "الوقوف إلى جانب سوريا اليوم هو المعيار الحقيقي لإثبات حسن النوايا والالتزام بالقانون الدولي وأحكام الميثاق والمصداقية في الحرب على الإرهاب"، مشيرا إلى أنه "في ضوء المعلومات التي تم تزويد المجلس بها حول تحضير التنظيمات الإرهابية وعناصر "الخوذ البيضاء" لاستخدام مواد كيميائية بهدف اتهام الحكومة السورية واستجرار عدوان ثلاثي جديد عليها، فإن سوريا تجدد مطالبتها الدول الثلاث (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا) ذات النفوذ على التنظيمات الإرهابية لمنعها من استخدام أي أسلحة أو مواد كيميائية قد تلجأ إليها كذريعة لجلب التدخل والعدوان المباشر من قبل داعميها على سوريا".
وأكد المندوب السوري أن "الاستثمار في الإرهاب في سوريا فشل وأن تحرير إدلب من تنظيم "جبهة النصرة" والمجموعات المرتبطة به سيدق المسمار الأخير في نعشه وسيحبط آمال المراهنين عليه ممن استثمروا مليارات الدولارات فيه وممن يملأ صراخهم أروقة منظمتنا هذه على غرار ما فعلوه عندما كان الجيش السوري بصدد تحرير الأحياء الشرقية من مدينة حلب والغوطة الشرقية ودرعا وريفها".
ردود فعل أورو ـ أميركية : "أوروبا أهينت في سوريا" وتحركات للإحتلال الأميركي في التنف
وبعد ساعات على انتهاء قمة طهران، صرح رئيس لجنة البرلمان الألماني للشؤون الخارجية، نوربرت ريوتغن، هذا الصباح، أن الغرب فقد فرصة للتأثير على تطور الأحداث في سوريا. وأشار إلى فشل السياسة الأمريكية والأوروبية في الشرق الأوسط. وقال ريوتغن في حديثه لصحيفة "Kieler Nachrichten" إن سوريا وخاصة إدلب ستشهد في القريب العاجل عملية عسكرية واسعة النطاق، مضيفا أن الدور الرئيسي فيها ستلعبه حكومة سوريا وروسيا وإيران. وعبر عن اعتقاده أن كل ذلك نتج عن سياسة الدول الغربية في هذه المنطقة في السنوات الأخيرة.
وشدد على أن مسؤولية ذلك يتحملها الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، الذي "لم يرد بطريقة عسكرية على الهجوم الكيميائي الذي نفذه الأسد عام 2013"، بالرغم من تعهداته بإجراء عملية عسكرية في هذا البلد. كما وصف أوروبا بأنها "المتسول السياسي الذي فقد تأثيره، الأمر الذي أدى إلى تعزيز مواقع روسيا وإيران".
وأضاف: "تحولت أوروبا إلى متسول دبلوماسي. ولم يبق أمامنا حاليا إلا أن ندعو روسيا وإيران والأسد إلى أن لا يعملوا ما كانوا يعملونه خلال كل هذا الوقت. وبصراحة فإننا نعرف بدقة أنهم لن يستجيبوا لدعوتنا". واتهم البرلماني الألماني ريوتغن الاتحاد الأوروبي بتجاهل أخطائه السابقة وعدم رغبته في تحليلها وتصحيحها. تابع: "على مدى السنوات الـ7 الماضية لا يستخلص الاتحاد الأوروبي أي عبرة من أخطائه المرتكبة في سوريا. ولم تتوصل ألمانيا وفرنسا وإيطاليا إلى أي استنتاجات من فشلها. إن أوروبا أهينت بالكامل في سوريا، ولا يمكن تقييم ذلك بأي طريقة أخرى".
ويعتقد ريوتغن أن الغرب يواجه اليوم أزمة جدية أدت إلى التدفق الواسع النطاق للاجئين إلى أوروبا. وقال: "نواجه أزمة سياسية ومعنوية تسبب فيها غياب السياسة الأوروبية في الشرق الأوسط. لقد استقبلنا عددا كبيرا من اللاجئين، لكننا لم نغير الظروف الموجودة في المكان (في البلاد التي يصل منها اللاجئون)، كما لا نقوم بإنشاء أي هيكل لعمل ذلك مستقبلا".
التحالف الأميركي يبدأ مناورات عسكرية في التنف، وموسكو تحذر
وكان التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، قد أعلن يوم أمس عن «بدء مناورات عسكرية في منطقة التنف السورية». وجاء في بيان صادر عنه : أن «المناورات تتضمن هجمات من الجو على قسم بحجم سرية ستعرض قواتنا إمكاناتها بالانتشار السريع، مهاجمة الهدف من قبل القوات الجوية والبرية المتكاملة واختراق سريع في أي مكان في منطقة العمليات المشتركة للتحالف». وأوضح التحالف أن «المناورات تجري في منطقة حامية التنف العسكرية ومحيطها بنصف قطر قدره 55 كيلومتراً».
وأشار البيان أيضاً، إلى أن «التحالف يعمل لمنع النزاعات مع الزملاء الروس باستخدام القنوات المناسبة القائمة لمنع سوء التفاهم أو تصعيد التوتر». هذا وتوجد في التنف إحدى القواعد العسكرية الأميركية في سورية، وأعرب العسكريون الروس في وقت سابق، مراراً، عن «قلقهم إزاء الوضع فيها».
وأعقب هذا البيان إعلان الجنرال جوزيف دانفورد، رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، صباح اليوم السبت، إنه يجرى "حوارا روتينيا" مع الرئيس دونالد ترامب بشأن الخيارات العسكرية في إدلب.
لافروف : القاعدة الأميركية في التنف تحمي الإرهاب
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال في 20 آب «إن موسكو تلفت انتباه مجلس الأمن الدولي إلى الإجراءات المدمّرة، التي تقوم بها الولايات المتحدة في جنوب سورية». وقال لافروف : أنه في المناطق «الخاضعة لسيطرة الولايات المتحدة والمعارضة المتعاونة معها، قامت أميركا بإنشاء منطقة أمنية في التنف، التي تشمل مخيم الركبان».
وأضاف لافروف «أن الولايات المتحدة لا تسمح حتى الآن بوصول موظفي الأمم المتحدة إلى تلك المنطقة وتعرقل إيصال المساعدات الإنسانية، ولكن المسلحين من هذا المخيم، بما في ذلك جبهة النصرة يشنّون هجمات دورية على المناطق المحررة في هذا الجزء من سورية».
وكالات، 7 ـ 8 أيلول / سبتمبر، 2018